الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التجريد:
ومنه التجريد، وهو أن يُنتزع من أمر ذي صفة أمر آخر مثله في تلك الصفة؛ مبالغة في كمالها فيه1. وهو أقسام:
منها نحو قولهم2: "لي من فلان صديق حميم" أي: بلغ من الصداقة مبلغا صح
معه أن يستخلص منه صديق آخر.
ومنها نحو قولهم1: "لئن سألت فلانا لتسألن به البحر".
ومنها نحو قول2 الشاعر:
وشوهاء تعدو بي إلى صارخ الوغى
…
بمستلئم مثل الفَنِيق المُرَحَّل3
أي: تعدو بي، ومعي من نفسي -لكمال استعدادها للحرب- مستلئم؛ أي: لابس لأمة.
ومنها: قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ} 4 [فصلت: 28] ؛ فإن جهنم -أعاذنا الله منها- هي دار الخلد، لكن انتُزع منها مثلها، وجعل معدا فيها للكفار؛ تهويلا لأمرها. ومنها نحو قول5 الحماسي:
فلئن بقيت لأرحلَنَّ بغزوة
…
تحوي الغنائم أو يموت كريم6
وعليه قراءة من قرأ: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن: 37] بالرفع، بمعنى: فحصلت سماء وردة. وقيل: تقدير الأول: "أو يموت مني كريم"1، والثاني:"فكانت منه2 وردة كالدهان"، وفيه نظر3.
ومنها: نحو قوله4:
يا خير من يركب المطي ولا
…
يشرب كأسا بكف من بخلا5
ونحوه قول الآخر:
إن تلقني لا ترى غيري بناظرة
…
تنس السلاح وتعرف جبهة الأسد6
ومنها: مخاطبة الإنسان نفسه؛ كقول الأعشى:
ودع هريرة إن الركب مرتحل
…
وهل تطيق وداعا أيها الرجل7
وقول أبي الطيب:
لا خيل عندك تهديها ولا مال
…
فليُسعد النطق إن لم يُسعد الحال8