الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تجاهل العارف:
ومنه تجاهل العارف، وهو كما سماه السكاكي1:"سوق المعلوم مساق غيره لنكتة"2؛ كالتوبيخ في قول الخارجية:
أيا شجر الخابور ما لك مورقا
…
كأنك لم تجزع على ابن طريف3
والمبالغة في المدح في قول البحتري:
ألمع برق سرى أم ضوء مصباح
…
أم ابتسامتها بالمنظر الضاحي1
أو في الذم في قول زهير:
وما أدري وسوف إخال أدري
…
أقوم آل حصن أم نساء2؟
والتَّدَلُّه في الحب في قول الحسين بن عبد الله الغزي3:
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا
…
ليلاي منكن أم ليلى من البشر4
وقول ذي الرمة:
أيا ظبية الوعساء بين جُلَاجل
…
وبين النَّفَا أأنتِ أم أمّ سالم5
والتحقير: في قوله تعالى في حق النبي صلى الله عليه وسلم حكاية عن الكفار: {هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [سبأ: 7] ، كأن لم يكونوا يعرفون منه إلا أنه رجل ما.
والتعريض1: في قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍْ} [سبأ: 24] . وفي مجيء هذا اللفظ على الإبهام فائدة أخرى، وهي أنه يبعث المشركين على الفكر في حال أنفسهم وحال النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وإذا فكّروا فيما هم عليه من إغارات بعضهم على بعض، وسبْي ذراريهم واستباحة أموالهم، وقطع الأرحام، وإتيان الفروج الحرام، وقتل النفوس التي حرم الله قتلها، وشرب الخمر التي تُذْهِب العقول، وتحسن ارتكاب الفواحش، وفكروا فيما النبي عليه السلام والمؤمنون عليه من صلة الأرحام، واجتناب الآثام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإطعام المساكين، وبر الوالدين، والمواظبة على عبادة الله تعالى، علموا2 أن النبي عليه السلام والمسلمين على هدى، وأنهم على الضلالة، فبعثهم ذلك على الإسلام، وهذه فائدة عظيمة.