الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصفت خصره الذي
…
أخفاه ردف راجح
قالوا وصف جبينه
…
فقلت ذاك واضح
ومنها:
له عين لها غزل وغزو
…
مكحلة ولي عين تباكت
وحاكت في فعائلها المواضي
…
فيا لك مقله غزلت وحاكت
ومنها:
عودا لصب بكى عليكم
…
يا جيرة ودّعوا وساروا
فدمع عينيه صار بحراً
…
وقلبه ما له قرار
ومنها:
لا تبعثوا غير الصبا بتحية
…
ما طاب في سمعي حديث سواها
حفظت أحاديث الهوى وتضوّعت
…
نشراً فيا الله ما أذكاها
ومنها:
لم أنس ليلة بتنا
…
والحب قد غاب عنا
وقد روى عنه لفظ
…
حتى حسبناه معنا
وقال:
لم أنس أيام الصبا والهوى
…
لله أيام النجا والنجاح
ذاك زمان مرّ حلو الجنى
…
ظفرت منه بحبيب وراح
ومنها وهي من قصيدة طويلة ذكر ابن حجة في شرح بديعيته أنه مدح بها صاحب حماة:
ثاني المعاطف كنت أول عاشق
…
في حبه ولكل ثان أول
يدنو فيحلو للمتيم لحظه
…
إذ ذاك لحظ بالنعاس معسل
وتميس منه شمائل لم أدر من
…
مشمولة أو حرّكتها شمأل
متلوّن الأوصاف سيف لحاظه
…
ماض ولكن هجره مستقبل
القسم الثاني
فيمن اشتهر في العشق حاله ولم يدر مآله
فمنهم ما حكاه من له اعتناء بظرائف الأخبار، قال نزلت داراً فوجدت مكتوباً على حائط:
دعوا مقلتي تبكي لفقد حبيبها
…
ليطفىء برد الدمع حرّ كروبها
ففي حبل خيط الدمع للقلب راحة
…
فطوبى لنفس متعت بحبيبها
بمن لو رأته القاطعات أكفها
…
لما رضيت إلا بقطع قلوبها
فسألت فقيل كان بها تاجر يهوى غلاماً وأنه أنفق عليه ثلاثين ألف دينار حتى نفد ما معه فلم يدر ما تم من أمرهما.
ومنهم ما حكاه بعضهم، قال دخلت درب الزعفراني ببغداد فرأيت غلاماً قد طرح شيخاً على التراب وهو يعضه ويضربه، فقلت لا تفعل ذلك بأبيك وأنا أظن أنه أبوه، فقال حتى أفرغ أكلمك. فلما فرغ أقبل علي وقال هذا الشيخ يزعم أنه يهواني وله ثلاث ما رآني.
ومنهم ما حكاه الأصمعي عن أبي نواس، قال رأى غلاماً بمكة فعلقه وقال لأقبلنه عند الحجر، قلت اتق الله في ذلك قال لا بد منه فدنا وقبله حين أراد أن يلثم الحجر وأنا أنظره، فلما عنفته قال إن الله رحيم وأنشد:
وعاشقان التف خداهما
…
عند استلام الحجر الأسود
فاشتفيا من غير أن يأثما
…
كأنما كانا على موعد
ومنهم رجل بأفريقية كان يهوى غلاماً وازدادت محبته له حتى استغرقه الحال وأنه انفرد ليلة يشرب فذكر تجني الغلام عليه وهجره له، فأخذ قبساً فأحرق بابه ورآه بعض جيرانه فحين أصبحوا رفعوه إلى القاضي وكان لطيفاً، فقال لأي شيء فعلت هذا، فأنشد:
لما تمادى على بعادي
…
وأضرم النار في فؤادي
ولم أجد من هواه بداً
…
ولا معيناً على السهاد
حملت نفسي على وقوفي
…
ببابه حملة الجواد
فطار من بعض نار قلبي
…
أكبر في الوصف من زناد
فأحرق الباب دون علمي
…
ولم يكن ذاك من مرادي
فاستظرفه القاضي وحمل عنه ما أفسده.
القسم الثالث
في ذكر من ساعده الزمان في المراد حتى بلغه ما أراد
فمنهم ما حكى أنه كان ببغداد رجل صوفي معروف بالزهد والعبادة فهوى غلاماً جندياً حتى امتزج حبه بلحمه ودمه واشتهر أمره عند غالب غلمان الغلام لأن الصوفي كان يتقصده في الطرق والمواكب لينظره، فبينما الصوفي ليلة يصلي على سطحه إذ سمع صوت الغلام ماراً فسقط من على السطح فرآه الغلمان فضحكوا. فقال مولاهم ما لكم؟ فقالوا لا شيء فأقسم عليهم فتقدم إليه بعضهم وأسر الخبر إليه وأعلمه أنه يهواه فقال منذ كم قالوا من زمان طويل فقال بئس المرء الذي لا يعرف من أحبه ثم نزل فأقعده ونفض عنه التراب فنقطت الشمعة على وجه الشيخ ففتح عينيه فرأى صاحبه فأنشد:
يا محرقاً بالنار وجه محبه
…
رفقاً فإن مدامعي تطفيه
حرق بها جسدي وكل جوارحي
…
وأشفق على قلبي فإنك فيه
فحمله إلى بيته ولم يفارقه بعدها وساق الحجازي في روض الآداب الحكاية عن الخياط الدمشقي.
ومنهم البحتري المشهور كان يهوى غلاماً اسمه نسيم فاشتراه حين اشتد به بلاؤه. فلما اشتهر حاله مازحه أبو الفضل يوماً وقال هل تبيعه قال لا قال خذ فيه ألف دينار فأبى وكان لا يساوي أكثر من مائة فقال خذ الفين فقال أحضرهما فأحضرهما واشتراه ومضى به فلم يلبث البحتري أكثر من يوم حتى ذهب عقله وأكثر التردد إلى أبي الفضل فلم يجبه وزاد به الوجد فكتب إليه.
أبا الفضل في تسع وتسعين نعجة
…
غني لك عن ظبي بساحتنا فرد
أتأخذه مني وقد أخذ الهوى
…
فؤادي له فيما أسرّ وما أبدى
وتغدو عليه صبوتي وصبابتي
…
ولم يعده وجدي ولم يأله جهدي
وقلت اسل عنه فالمنية دونه
…
وكيف بسلوان الظمآن عن الورد
فقال أبيعك إيهاه بجميع ما تملك في سائر البلاد فقال افعل فباعه بذلك فلما أصبح أقاله وقال إياك وهجر الأحرار فإن لهم مكائد.
ومنهم ما حكى عن الصاحب بدر الدين وزيز اليمن أنه كان له أخ جميل فاختار له معلماً ذا هيبة ووقار وأدب فكان يعلمه في بيته فامتحن الشيخ بحب الغلام وزاد به الحال فشكا يوماً إلى الغلام أمره فقال ما أصنع وأخي لا يفارقني ليلاً ولا نهاراً فقال الشيخ إن داري ملاصقة لحائطكم فإذا كان الليل أتناولك فتجلس معي لحظة لطيفة ثم تعود فأجاب فلما كان الليل أظهر الشاب أن نائم فنام أخوه ففتح باب النافذ إلى الحائط فوجد الشيخ واقفاً فأخذه ومضى فرآه قد هيأ مجلساً لطيفاً ما بين فرش وسماط ومشروب ومشموم فجلسا يتعاطيان الكأس وكانت ليلة البدر وأفاق الوزير فلم ير أخاه ورأى الباب مفتوحاً فاطلع فرآهما على تلك الحالة والكأس في يد الشيخ وهو ينشد:
سقاني شربة من خمر فيه
…
وحيا بالعذار وما يليه
وبات معانقي خد الخد
…
مليح في الأنام بلا شبيه
وبات البدر مطلعاً علينا
…
سلوه لا ينم على أخيه
فكان من لطفه أن قال ولله لا أنم عليكما وانصرف. وذكر الحجازي بذكر هذا الاتفاق مناسبة لطيفة وذلك أن شخصاً كان يهوى غلاماً فمات فجلس يبكيه فطلع البدر فنظر إليه فلم يقدر أن يملأ عينه منه فأنشد:
شقيقك غيب في لحده
…
وتطلع يا بدر من بعده
فهلا خسفت وكان الخسوف
…
لباس الحداد على فقده
فخسف من وقته.
ومنهم الشيخ مهذب الدين بن منير الطرابلسي وكان أديباً ظريفاً عارفاً بالشعر والأدب وكان شيعياً وكان السيد المرتضى الموسوي نقيب الأشراف بالعراق والشام وغالب الممالك وكان بينه وبين مهذب الدين مودة قال ابن سعد في الطبقات لأن السيد كان رئيس أهل هذا المذهب وغيرهم وكان مهذب الدين من أجلاء طرابلس فبعث إلى الشريف بتحف مع عبد أسود فأرسل الشريف يعاتبه في ذلك وكان معروفاً بالشهامة فمما قال له أما رأيت شراً من السواد حتى ترسله إلينا وحكى قاضي القضاة ابن البراج أن مهذب الدين لم يرسل إلى الشريف إلا العبد فقط فكتب إليه أما بعد فلو علمت عدداً أقل من الواحد أو لوناً أشر من السواد لبعثت به إلينا والسلام وكان مهذب الدين يهوى مملوكاً له اسمه تتر وكان لا يفارقه في نوم ولا يقظة وكان إذا اشتد غمه أو رمى بمحنة نظر إليه فزال ما به فحلف لا يرسل إلى الشريف الهدايا إلا مع أعز الناس عنده فجهزها مع مملوكه وأخذ يقاسي مشاق فرقته.
فلما المملوك إلى الشريف توهم أنه من جملة الهدايا تعويضاً من ذنب العبد فأمسكه وطال الأمر فلم ير ما ينكي به الشريف ويبعثه على ارسال المملوك إلا إظهار التورع عن التشيع والدخول في مذهب أهل السنة وأن دليل ذلك أمر عظيم أخرجه عن العقل حتى فارق مذهبه فأرسل إليه بهذه القصيدة يذكر فيها وجده بالمملوك وخروجه من المذهب وتلبسه بالتستر وهي
عذبت طرفي بالسهر
…
وأذبت قلبي بالفكر
ومزجت صفو مودتي
…
من بعد بعدك بالكدر
ومنحت جثماني الضني
…
وكحلت جفني بالسهر
وجفوت صباً ما له عن
…
حسن وجهك مصطبر
يا قلب ويحك كم تخا
…
دع بالغرور وكم تغر
والام تكلف بالأغن
…
من الظباء وبالأغر
ريم يفوّق إن رما
…
ك بسهم ناظره النظر
تركتك أعين تركها
…
من بأسهنّ على خطر
ورمت فأصمت عن
…
قسيء لا يناط بها وتر
جرحتك جرحاً لا
…
يخيط بالخيوط ولا الابر
تلهو وتلعب بالعقو
…
ل عيون أبناء الخفر
وكأنهنّ صوالح
…
وكأنهنّ لها أكر
تخفي الهوى وتسرّه
…
وخفي سرك قد ظهر
أفهل لوجدك من مدى
…
يفضي إليه فينتظر
نفسي الفداء لشادر
…
أنا من هواه على خطر
عذل العذول وما رآ
…
هـ فحين عاينه عذر
قمر يزين ضوء الصب
…
ح جبينه ليل الشعر
ترمي اللواحظ خده
…
فيرى لها فيه أثر
هو كالهلال ملثماً
…
والبدر حسناً إن سفر
ويلاه ما أحلاه في
…
قلبي الشقي وما أمر
نومي المحرّم بعده
…
وربيع لذاتي صفر
بالمشعرين وبالصفا
…
والبيت أقسم والحجر
وبمن سعى فيه وطا
…
ف به ولبى واعتمر
لئن الشريف الموسوي
…
ابن الشريف أبي مضر
أبدى الجحود ولم
…
يردّ إلى مملوكي تتر
واليت آل أمية الط
…
هر الميامين الغرر
وجحدت بيعة حيدر
…
وعدلت عنه إلى عمر
وإذا جرى ذكر الصحا
…
بة بين قوم واشتهر
قلت المقدّم شيخ تيم
…
ثم صاحبه عمر
ما سل قط ظبى على
…
آل النبي ولا شهر
كلا ولا صدّ البتو
…
ل عن التراث ولا زجر
وأثابها الحسنى ولا
…
شق الكتاب ولا بقر
وبكيت عثمان الشهيد
…
بكاء نسوان الحضر
وشرحت حسن صلاته
…
جنح الظلام المعتكر
وقرأت من أوراق مص
…
حفه براءة والزمر
ورثيت طلحة والزبير
…
بكل شعر مبتكر
وأزور قبرهما وأز
…
جر من لحاني أو عذر
وأقول أم المؤمنين
…
عقوقها إحدى الكبر
ركبت على جمل لتص
…
بح من بنيها في زمر
وأتت لتصلح بين جي
…
ش المسلمين على غرر
فأتى أبو حسن وسل
…
حسامه وسطا وكرّ
وأذاق اخوته الردى
…
وبعير أمهم عقر
ما ضره لو كان كف
…
وعف عنهم إذ قدر
وأقول إن أمامكم
…
ولى بصفين وفر
وأقول إن أخطأ معا
…
وية فما أخطأ القدر
هذا ولم يغدر معا
…
وية ولا عمرو مكر
بطل بسوءته يقا
…
تل لا بصارمة الذكر
وجنيت من رطب النوا
…
صب ما تتمّروا ختمر
وأقول ذنب الخارج
…
ين على عليّ مغتفر
لا ثائر بقتالهم
…
في النهر وان ولا أثر
والأشعريّ بما يؤو
…
ل إليه أمرهما شعر
قال انصبوا لي منبراً
…
فأنا البريء من الخطر
فعلا وقال خلعت صا
…
حبكم وأوجز واختصر
وأقول أن يزيد ما
…
شرب الخمور ولا فجر
ولجيشه بالكف عن
…
أبناء فاطمة أمر
والشمر ما قتل الحسين
…
ولا ابن سعد ما غدر
وحلقت في عشر المحرّم
…
ما استطال من الشعر
ونويت صوم نهاره
…
وصيام أيام أخر