الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فعالمنا منهم نبي ومن دعا
…
إلى الحق منا قام بالرسلية
وأصرح منه قوله:
فما كان منه معجز أصار بعده
…
كرامة صديق له أو خليفة
رجع إلى كلام المترسمين قال القاضي الفاضل:
قد استخدمت بالأفكار سري
…
وما أطلقت لي بالوصل أجره
ولم أرها على الأيام إلا
…
عقدت مودة وحللت صره
ولا استمطرت سحب العين إلا
…
وصرت بأدمعي في الشمس عصره
ابن عبد الظاهر
لا تسلني عن أول العشق إني
…
أنا فيه قديم هجر وهجره
من دموعي ومن جبينك
…
أرخت غرامي بمستهل وغره
المتنبي
أتراها لكثرة العشاق
…
تحسب الدمع خلقة في الأماقي
وله أيضاً:
وهبت السلو لمن لا منى
…
وبت من الشوق في شاغل
كأن الجفون على مقلتي
…
ثياب شققن على ثاكل
وقال آخر
ولم أنس لا أنس ذاك الخضوع
…
وفيض الدموع وغمز اليد
وخدي يضاف إلى خدها
…
قياماً إلى الصبح لم نرقد
إبراهيم بن المعمار
وبي غضبان لا يرضيه إلا
…
دموع ساكبات مستمره
فما عطفت معاطفة بوصل
…
وفي عينيّ بعد الهجر قطره
وقال آخر
وقال ما بال عينيك مذ رأت
…
محاسن هذا الظبي أدمعها هطل
فقلت زنت عيني بنظرة طلعة
…
فحق لها من فيض أدمعها غسل
السري الرفاء
بروحي من رد التحيه ضاحكاً
…
فجدّد بعد اليأس في الوصل مطمعي
وحالت دموع العين بيني وبينها
…
كأن دموع العين تعشقة معي
وقال آخر
وقائلة ما بال دمعك أسودا
…
ولونك مصفراً وأنت نحيل
فقل لها أن الدموع تجففت
…
وهذا سواد المقلتين يسيل
ابن وكيع
وسحاب إذا همي الماء فيه
…
ألهب الرعد في حشاء البروقا
مثل ماء العيون لم يجر إلا
…
ظل يذكي على القلوب الحريقا
المسعودي شارح المقامات
قالت عهدتك تبكي
…
دماً حذار التنائي
فلم تعوّضت عنها
…
بعد الدماء بمائي
فقلت ما ذاك مني
…
ولم يكن بمنائي
لكن ضلوعي شابت
…
من طول عمر التنائي
وقال آخر
كانت دموعي حمراً يوم بينهم
…
فمذ نأوا قصرتها بعدهم حرقي
قطفت باللحظ ورداً من خدودهم
…
فاستقطر البين ماء الورد من حدقي
ابن الناشيء الأكبر
بكيت الفراق وقد راعني
…
بكاء الحبيب لفقد الديار
كأن الدموع على خدها
…
بقية طل على جلنار
وقلت
ومحجوبة مذ كلمتني كلمت
…
فؤادي وألقت بين سمعي وناظري
إلى أن رأتها مقلتي فاض دمعها
…
على الأرض أمثال البحور الزواخر
فقالت عقيقاً ما أرى قلت بل د
…
مي جرى عندما من هجرك المتواتر
فصل
في نفي كدر الهم والصدود باستجواب الأماني والوعود والتعلل بالأماني والطمع في التهاني وهو أصل انقسمت فيه العشاق إلى قسمين قسم وفي له محبوبه وحصل له بعد الوعد مطلوبه وهو العزيز النادر وغير الوافي الوافر وقسم مات بغصته وحالت المنية بينه وبين أمنيته وانتهاز فرصته وأعجب ما فيه أن الراضون به مع العلم بزوره أكثر العشاق وأغلب من نودي عليه في هذه الأسواق وقد كشف عن غامض هذه الطريقة واستثنى الرضا بزور هذه الحقيقة الأستاذ رضي الله عنه فقال:
عديني بوصل وأمطلي بنجازه
…
فعندي إذ أصح الوفا حسن المطل
وما الصد إلا الود ما لم يكن قلي
…
وأصعب شيء دون اعراضكم سهل
ثم تجرد من ثياب هذه الطريقة وانغمس في بحار الحقيقة فانطوت نفسه الأبية في مطاوي الحقائق القدسية فقال:
إن لم يكن وصل لديك فعد به
…
أملي وماطل إن وعدت ولا تفي
وأما المترسمة فقد أكثروا في هذا الباب الأقوال واختلفوا باختلاف الأحوال قال بعضهم:
أعلل بالمني قلبي لعلي
…
أروح بالأماني ألهم عني
وأعلم أن وصلك لا يرجى
…
ولكن لا أقل من التمني
وقال آخر
وما بلوغ الأماني في مواعدها
…
إلا كاشعب يرجو وعد عرقوب
ومن كلام أفلاطون الأماني حلم المستيقظ وسلوة المحروم وقال غيره التمني مؤنس إن لم ينفعك فقد ألهاك. قيل لأعرابي ما أمتع لذات الدنيا قال ممازحه الحبيب ومحادثة الصديق وأماني تقطع بها أيامك.
ياقوت الرومي
لله أيام تقضت بكم
…
ما كان أحلاها وأهناها
مرت فلم يبقى لنا بعدها
…
شيء سوى أن نتمناها
ابن الوردي
وشادن قلت له
…
هل لك في المنادمه
فقال كم من عاشق
…
سفكت في المني دمه
الحسين بن الضحاك
وصف البدر حسن وجهك حتى
…
خلت أني وما أراك أراك
وإذا ما تنفس النرجس الغض
…
توهمته نسيم شذاك
خدعات المني تعللني فيك
…
باشراق ذوا بهجة ذاك
ابن أبي حجلة
رقي لصب غدا مما يكابده
…
من دمعه الصب يجري في مجاريه
لم يبق فيه سوى روح يرددها
…
لولا المني مات يا أقصى أمانيه
وقلت
عدى فتى شفت الأسقام مهجته
…
بزورة منك يا أقصي تمنيه
فالهجر منك لكاس الموت بسلمه
…
والوعد منك ولو بالزور يحييه
وقد ذم قوم الرضا بالوعد والأماني وعدوا ذلك جنوناً ومشى على ذلك جمع كثير.
الخالدي
ولا تكن عبد المني فالمني
…
رؤوس أموال المفاليس
ابن المعتز
لا تأسف من الدنيا على أمل
…
فليس باقيه إلا مثل ماضيه
قال علي كرم الله وجهه اجتنبوا المنى فإنها تذهب ما خولتم وتصغر المواهب التي رزقتم وقال رجل لابن سيرين أني رأيت كأني أسبح في غير ماء وأطير بغير جناح فقال أنت رجل تكثر الأماني وسمع الحجاج ليلة لبانا يقول أبيع اللبن بكذا وأشتري بضاعة فأكسب فيها كذا فيكثر مالي فأتزوج ابنة الحجاج وتلد لي ولداً وآمرها يوماً بشيء فلم تطع فارفسها هكذا ورفع رجله فكب اللبن فدخل الحجاج فضربه خمسين سوطاً وقال ألست تفجعني في ابنتي لو فعلت بها هذا.
وقال آخر
لما بدا العارض في خده
…
بشرت قلبي بالنعيم المقيم
وقلت هذا عارض ممطر
…
فجاءني فيه العذاب الأليم
وأما الرضا بالدون من المحبوب والقناعة باليسير من المطلوب وإن طال الوعد وكثر الخضوع وامتد البعد وانسكبت الدموع فصفة العاشق القانع الملقى عن نفسه المطامع المنزه محبوبه عن التكليف. المشفق عليه من نحو التعنيف وقد اتصف به جم غزير عدوا فيه أقل القليل أكثر الكثير وليس في هذا النمط ألطف من جميل في قوله وإني لأرضى من بثينة الأبيات السابقة في قصته.
وقوله
ألست أرى النجم الذي هو طالع
…
عليها فهذا للمحبين نافع
عسى يلتقي في الأفق طرفي وطرفها
…
فيجمعنا إذ ليس في الأرض جامع
وقال بعض الأعراب
أليس الليل يجمع أم عمرو
…
وابانا فذاك لنا تدانى
نعم وأرى الهلال كما تراه
…
ويعلوها النهار كما علاني
وقال بعضهم
إلى الطائر النسر انظري كل ليلة
…
فإني إليه بالعشية ناظر
عسى يلتقي طرفي وطرفك عنده
…
فنشكو إليه ما تكن الضمائر
وقال بعض الأعراب
وما نلت منها وصلها غير أنني
…
إذا هي بالت بلت حيث تبول
وقال بعضهم
وكن قنوعاً فقد جرى مثل
…
إن فاتك اللحم فاشرب المرقه
هذه إشارة إلى مثل يضرب للقناعة باليسير وأصله أن الهدهد قال لسليمان عليه السلام أنت في ضيافتي بجميع عسكرك في جزيرة كذا فلما حضروا أخذ جراده ورمى بها في البحر وقال يا نبي الله من فاته اللحم فليشرب المرق فكان سليمان عليه السلام يضحك من ذلك إذا ذكره وعكس هؤلاء من مد إلى المحبوب باعه وأوسع آماله وأطماعه فلم يرض إلا بامتزاج الأشباح فضلاً عن الأرواح والتأليف الذي لا يمكن تمييزه كالماء والراح حتى يراهما واحداً في العين الأحوال الذي يرى الشيء اثنين.
قال بعضهم
وكدت وهو ضجيعي أن أقول له
…
من شدة الحب قد أبعدت فاقترب