الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو العلاء أغزل بيت قول الأعشى:
غراء فرعاء مصقول عوارضها
…
تمشي الهوينا كما يمشي الونى الرجل
وأشجع بيت قوله:
قالوا الطعان فقالت الكل عادتنا
…
أو تنزلون فأنا معشر نزل
أخرى
قيل تزوج اليزيد بن عبد الملك بالحرباء فحين زفت إليه دخلت القهرمانة لتصلح من شأنها فلطمتها وأسالت دمها فقالت له: أترسلني إلى مجنونة فدخل عليها فقال: لأي شيء فعلت بالمرأة ما فعلت. قالت: أحببت أن لا ينظرني غيرك فإن رأيت حسناً كنت أول من نشره أو قبيحاً كنت أول من ستره فعظمت عنده.
نادرة
قيل جلس المنصور في قصره وقت ظهيرة فأشرف على رجل يتردد في الطريق وعليه إمارة الكرب فأحضره وسأله عن حاله فقال: يا أمير المؤمنين أنا تاجر أملك ألف دينار وقد أحضرتها بالأمس إلى زوجتي وطلبتها اليوم فلم تجدها فقال هل تعلم على امرأتك شيئاً قال لا فاستدعى الخليفة بقارورة طيب كان يصنع له بالخصوص فدفعها إلى الرجل وقال له: اجعلها عند زوجتك واعلمها أني حبوتك بها وعاودني ففعل وأمر المنصور حراس الأبواب أن يأتوه بمن يشمون منه رائحة هذا الطيب فما كان بأقرب من أن جاؤوه بشخص فهدده وقال: لئن لم تأتني بالألف دينار التي أخذتها من موضع كذا لأضربن عنقك فجاء بها وأحضر الخليفة التاجر وقال له: هذا مالك قال نعم وقبل الأرض فدفعه له وحكمه في زوجته.
فصل في المجون
قيل حضرت سق عكاظ امرأة بنحبين أعني ظرفين من عسل فأتاها خوات بن جبير وكان فاتكاً في الجاهلية فحل أحدهما وذاقه وأعاده فمسكته بإحدى يديها وفعل بالآخر كذلك ثم أمسك رجليها وقضى وطره فحين فرغ قالت لأهنئت قال بل هنئت وأنشد:
وشدت على النحيين كفى ضنينة
…
واعجلتها والفتك من فعلاتي
وبهما ضرب المثل فقالوا أشغل من ذات النحيين وأظلم من خوات قال الأصمعي بينا نحن بطريق مكة إذا بأعرابي يقول من أحسن من بعير بعنقه علاط وبأنفه خزامة يتبعه بكرتان سمراوان عهد العاهد به عند البئر فقالت جويرية على حوض أعزب يا فاسق لا أرد الله عليك ضالتك فقلنا مالك ولمن ينشد ضالته قالت إنما ينشد
…
قوله علاط بالمهملة حبل يجعل في عنق البعير وسمراوان يريد اللون المعروف ويحتمل أنه تثنية سمراء يعني الناقة وجيء لأبن أبي مساحق بابن أخته وقد أحبل جارية فقال له هبك ابتليت بالفاحشة فهلا عزلت فقال جعلت فداءك بلغني أن العزل مكروه فقال وما بلغك أن الزنا حرام وكان بمكة رجل تجتمع الرجال والنساء عنده للفساد فشكوه فنفاه الوالي إلى عرفات فقال لأصحابه يوماً ما يمنعكم أن تأتوا إلي على العادة فقالوا كيف لنا بذلك فقال حمار بدرهمين وقد صرتم إلى الأمن والنزهة فقالوا صدقت وفعلوا فعاد أمره أعظم فرفعوه إلى الوالي فقال ألم أنهك فقال أصلحك الله إنهم يكذبون علي فقالوا للوالي اجمع حمير مكة وأرسلها فإن لم تأت بيته فنحن كاذبون عليه ففعل فمضوا إلى بيته فجرده ليضر به فقال أو ضار بي أنت قال نعم فقال أفعل فوالله ما بي إلا قول أهل العراق إن أهل مكة يحكمون بشهادة الحمير فضحك وخلى سبيله وفي منازل الأحباب قال غلام جئت حياً قد أزمعوا الرحيل وامرأة على أحسن ما يكون من الحسن والهيئة والثياب قد تخلفت تهيء أمرها فما جنتها يسيراً فقالت أيما أحسن عارياً الرجل أم المرأة فقلت الرجل قالت بل المرأة وإن شئت علمت ذلك بأن أتجرد وأمشي إلى تلك الأكمة وأعود وتعاهدني أن تفعل كذلك فعاهدتها وكنت حين بقل وجهي وأنا على أجمل ما يكون فتجردت عن محاسن تسر القلب وتملأ العين وتمشت كما ذكرت وعادت وسألتني الوفاء ففعلت فلم أمش المسافة حتى تدرعت ثيابي واعتقلت سيفي واستوت على جملي ومضت فلم أجد حيلة إلا أخذ ثيابها وجملها كذلك فكنت أستحي إن الحق القوم وهم يصرخون علي حتى جاءت جارية فجذبت زمام البعير حتى أوصلتني إليهم فجاءت أمها فقالت أي بنية كم أتعبتنا في هذه الليلة وأدخلتني الستر فلما عرفوني واستخبروني عن القصة أخبرتهم بها فقال لي أمها إنها ذهبت إلى صاحب لها وهذا وقت زفافها على رجل به لوثة تعني خبالاً في عقله فهل لك أن تكون مكانها ساعة ولك عندي اليد البيضاء فأجبت إلى ذلك فحين دخلت عليه ما نعته ساعة وأتت المرأة فخرجت اشترت بعضهم عجلاً فكان كلما ركبه يصرعه وهو يحسبه مهراً حتى نجمت قرناه وفي الحلية عن الشافعي قال قيل للحطيئة وقد حضرته الوفاة بم توصي للمساكين قال بالمسئلة قيل في مالك قال للذكور دون الاناث فقالوا ما قال الله هذا فقال لكني أقوله ثم احملوني على حمار فإنه لم يمت عليه كريم وتزوج رجل اسمه حمار بامرأة من ولد دارا فأعجب بها فأمرته بتغيير اسمه فسمى نفسه بغلاً فقالت هو خير لكنك لم تخرج من الاصطبل بعد وأتى كفيف نخاساً فقال له أطلب لي حماراً ليس بالصغير المحتقر ولا الكبير المشتهر إن خلي الطريق تدفق وإن كثر الزحام ترفق لا يصادم بي السواري ولا يدخلني تحت البواري أن أقللت علفته صبر وإن أكثرته شكر وإن ركبته هام وإن ركبه غيري نام فقال له النخاس اصبر فإن مسخ الله القاضي حماراً قضيت حاجتك وشدد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في النهي عن المعاصي كشرب الخمر فقال لصاحبي عسسه وخبره إذا رأيتما سكران فأتياني به فطافا إلى آخر الليل فإذا هما بشيخ حسن الهيئه بهي المنظر قد أخذ منه السكر وهو يقول:
سقوني وقالوا ألا تغني ولو سقوا
…
جبال حنين ما سقوني لغنت
فقالا له أما تستحي وأنت بهذه الحالة فقال ارفقا بي فقد شربت مع أخوان أحداث فحين أخذ الشراب مني أخرجوني فقال لصاحب الخبر اكتم علي وأنا أطلقه قال قد فعلت فقال له أذهب يا شيخ ولا تعد قال نعم وأنا تائب فلما كان في الليلة الآتية رأياه كما ذكر وهو يغني.
إنما هيج البلى
…
حين عض السفرجلا
فرماني وقال لي
…
كن بعيني مبتلى
ولقد قام لحظه
…
لي على القلب بالقلى
فقال له أين التوبة فقال إن أخواني الذين ذكرتهم لكما البارحة عدوا علي وحلفوا أن لا يخرجوني إذا عمل بي الشراب فغلب علي وعليهم فخرجت فأطلقاه فلما كان الثالثة رأياه على تلك الحالة وهو يغني.
أرض عني فطالما قد سخطت
…
أنت ما زلت جافياً مذ عرفت
أنت ما زلت قاطعاً لا وصولاً
…
بل بهذا فدتك نفسي ألفت
ما كذا تفعل الكرام بنو النا
…
س بأحبابهم فلم كنت أنت
فقالا له هذه ثالثة ولا عفو فقال أخطأتما قالا ولم ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه فإن شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه فإن شربها الثالثة لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه فإن شربها الرابعة لم تقبل صلاة أربعين ليلة فإن تاب لم يتب الله عليه وكان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال وهي عصارة أهل النار فقالا له اذهب فلما كانت الرابعة رأياه على الحكم وهو ينشد:
قد كنت أبكي وما حنت لهم أبل
…
فما أقول إذا ما حمل الثقل
كأنني بك نضو الأحراك به
…
تدعي وأنت عن الداعين مشتغل
فقلوبك بأيديهم هناك وقد
…
سارت بأحمالك المهربة الذلل
حتى إذا استيأسوا من أن تجيبهم
…
عضوا عليك وقالوا قد قضى الرجل
فقال له لم يبق عفو فقال افعلا ما بدا لكما فحملاه إلى عمر فاستنكهه فوجد الرائحة فحبسه حتى أفاق وجلده ثمانين ثم قال له لا تعد فقال قد ظلمتني يا أمير المؤمنين لأني عبد وقد جلدتني حد الأحرار فقال أخطأت إذ لم تعرفني وغم عمر فاقل له الشيخ لا تحزن يا أمير المؤمنين واجعل الأربعين سلفاً عندك فضحك حتى استلقى على ظهره ثم قال لصاحب العسس إذا رأيت مثل هذا فارفعه إلي واجتمع قوم عند بصيص جارية ابن نفيس وكانت اعجوبة وقتها في الحسن والغناء يتمنى كل أحد رؤيتها ولو بذهاب نفسه فتذاكروا بخل مزيد فقالت أنا آخذ منه درهماً فقال مولاها إن فعلت جعلتك حرة وكسوتك ثوب وشى وأولمت لك يوماً بالعقيق فقالت أرفع الغيرة فقال ولو رفع رجليك لم أقل شيأ فخرج ابن مصعب فرآه في مسجد المدينة فقال له يا أبا إسحق أما تحب أن ترى بصيص جارية ابن نفيس فقال امرأته طالق إن لم يكن الله ساخطاً علي فيها وإن لم أكن اسأله أن يرينها منذ سنة فما يفعل فقلت له اليوم إذا صليت العصر فوافني ههنا قالت امرأته إن برحت من ههنا حتى تجيء صلاة العصر قال فتصرفت في حوائجي حتى كان العصر فدخلت المسجد فوجدته فيه فأخذت بيده وأتيتهم به فأكلوا وشربوا وتساكر القوم وتناوموا فأقبلت بصيص على مزيد فقالت يا أبا إسحق كأن نفسك تشتهي أن أغنيك الساعة.
لقد حثوا الجمال ليهربوا منا فلم ينلوا
فقال امرأته طالق إن لم تكوني تعلمين ما في اللوح المحفوط قال فغنته ثم سكتت ساعة وقالت يا أبا إسحق كأن نفسك تشتهي أن تقوم فتجلس إلى جانبي وتقرصني قرصات وأغنيك.
قالت وأبثثتها وجدى فبحت به
…
قد كنت عندي تحب الستر فاستتر
ألست تبصر من حولي فقلت لها
…
غطى هواك وما ألقي على بصري
فقال امرأته طالق إن لم تكوني تعلمين ما في الأرحام وما تكسب الأنفس غداً وبأي أرض تموت فغنته ثم قال برح الخفاء أنا أعلم أنك تشتهي أن تقبلني شوق البين وأغنيك هزجاً.
أنا أبصرت بالليل
…
غلاماً حسن الدل
كغصن البان قد
…
أصبح مسقياً من الطل