المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في ذكر نبذة من لطائف الأشعار ملتقطة مما ختم به الكتاب - تزيين الأسواق في أخبار العشاق

[داود الأنطاكي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الأول

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌المقدمة

- ‌فيما جاء فيه الكتاب من الأحاديث والآثار وفي حده ومراتبه

- ‌فصل في الترغيب في العشق والحث عليه

- ‌فصل في رسومه وحدوده

- ‌وما جاء عن الحكماء وغيرهم في ذلك

- ‌فصل في بيان مراتبه

- ‌فصل فيما ذكر له من العلامات

- ‌الباب الأول

- ‌فيمن استشهد من المحبين شوقاً إلى حضرة رب العالمين

- ‌فصل من الباب

- ‌في ذكر من فارقت روحه من الأحباب

- ‌الباب الثاني

- ‌في أحوال عشاق الجواري والكواعب

- ‌وذكر ما صدر لهم من العجائب

- ‌أخبار كثير عزة

- ‌أخبار قيس ولبنى

- ‌أخبار المجنون وصاحبته ليلى

- ‌أخبار عروة بن حزام وصاحبته عفرا

- ‌أخبار عبد الله بن عجلان وصاحبته هند

- ‌أخبار ذي الرمة وصاحبته مي

- ‌أخبار مالك وصاحبته جنوب

- ‌أخبار عبد الله بن علقمة وصاحبته حبيش

- ‌أخبار نصيب وصاحبته زينب

- ‌أخبار عتبة بن الحباب وصاحبته ريا

- ‌أخبار الصمة وصاحبته ريا

- ‌أخبار كعب وصاحبته ميلاء

- ‌القسم الثاني

- ‌فيمن جهل اسمه أو اسم محبوبته أو شيء من سيرته أو مآل حقيقته

- ‌فمنهم

- ‌سامة بن لؤي بن غالب القرشي مشهور

- ‌ومنهم

- ‌عمرو بن عوف وبيا

- ‌‌‌ومنهم

- ‌ومنهم

- ‌بشير الشهير بالاشتر وجيداء

- ‌مسعدة بن واثلة الصارمي

- ‌ومنهم

- ‌زرعة بن خالد العذري

- ‌ومنهم شخص

- ‌ومنهم غلام

- ‌ومنهم قيس بن منقذ بن مالك الكناني المشهور

- ‌ابن الحدادية

- ‌ومنهم

- ‌توبة بن حمير بن أسيد الخفاجي

- ‌ومنهم

- ‌عامر بن سعيد بن راشد

- ‌ومنهم ما حكى الأصمعي

- ‌ومنهم فتى أسدي

- ‌ومنهم عمرو بن كعب بن النعمان ابن المنذر بن ماء السماء ملك العرب

- ‌ومنهم ما حكاه الأصمعي

- ‌ومنهم ما أخرج الحافظ عن ابن دريد عن عبيد النعالي غلام أبي الهذيل

- ‌‌‌ومنهمما حكاه الكاتب

- ‌ومنهم

- ‌ومنهم ما حكاه في منازل الأحباب

- ‌ومنهم ما حكاه ابن الجوزي

- ‌ومنهم الحرث المشهور بابن الفرند من خزاعة

- ‌عياش الكناني

- ‌و‌‌منهمما رواه أعرابي أو هو جبلة بن الأسود

- ‌منهم

- ‌كامل بن الرضين

- ‌ومنهم

- ‌مرة النهدي

- ‌ومنهم رجل من ولد عبد الرحمن بن عوف

- ‌فمنهم ما أخرجه مغلطاي عن الأديب

- ‌ومبهم ما ذكره ابن المرزباني في الذهول والنحول عن سعيد بن ميسرة

- ‌ومنهم ما حكاه الوراق عن الصوفي

- ‌ومنهم ما حكاه السامري

- ‌ومنهم ما حكاه الأسدي عن أبيه

- ‌ومنهم ما حكاه ابن غنيم

- ‌ومنهم ما حكاه أبو الحسن المؤدب

- ‌ومنهم للفويرك وهو من المشاهير في عقلاء المجانين

- ‌ومنهم خالد بن يزيد

- ‌فصل في ذكر من جرع كأس الضنى وصبر على مكابدة العنا واتصف بذلك كله من

- ‌القسم الثالث

- ‌فيمن خالسته عيون الاماء فأسلمته إلى الفناء وكادت أن تقضي عليه لولا

- ‌القسم الرابع

- ‌في ذكرى من حظى بالتلاق بعد تجرع كأس الفراق

- ‌ومنهم ما حكاه معبد المغني

- ‌ومنهم

- ‌محمد بن صالح العلوي

- ‌ومنهم

- ‌جعد بن مهجع العذري

- ‌ومنهم ما حكاه أسدي وهي من العجائب المستلطفة

- ‌القسم الخامس

- ‌في ذكر من وسموا بالفساق من العشاق

- ‌الصنف الأول في ذكر من حمله هواه على أذية من يهواه وهؤلاء أم نساء أو

- ‌الصنف الثاني في ذكر من اشتدت به الغيرة إلى أن خامرته الحيرة فجرته إلى

- ‌الصنف الثالث في ذكر من عانده الزمان في مطلوبه حتى شورك في محبوبه فصنع

- ‌الصنف الرابع في ذكر من عوقب بالفسق ولم يشتهر بالعشق

- ‌ومنهم أعرابي من أسد

- ‌ومنهم ما حكى عن عبد الله بن سيرة

- ‌ومنهم ما حكى عن جويرية بن أسماء عن عمه

- ‌القسم السادس

- ‌في ذكر من حل عقد المحبة وخالف سنن الأحبة

- ‌الصنف الأول في كر من تاب عن الخلاف ورجع إلى حسن الائتلاف وكان محبوبه

- ‌ومنهم ما حكاه في النزهة ونقله هنا مجهولاً

- ‌الصنف الثاني في ذكر من تمادى على نقض العهد ومات على اخلاف الوعد

- ‌الصنف الثالث في ذكر من أشبه العشاق في محبته وشاكلهم في مودته فتعاهدا

- ‌فمنهم صخر بن عمرو

- ‌ومنهم هدية بن الخشرم

- ‌‌‌‌‌ومنهم

- ‌‌‌ومنهم

- ‌ومنهم

- ‌حمزة بن عبد الله بن الزبير

- ‌الحسن بن الحسن

- ‌غسان بن جهضم

- ‌ومثل هذا ما حكاه عن موسى الهادي

- ‌ الجزء الثاني

- ‌ الباب الثالث

- ‌في ذكر عشاق الغلمان

- ‌وأحوال من عدل إلى الذكور عن النسوان وتفصيل ما جرى عليهم من تصاريف

- ‌القسم الأول

- ‌فيمن استلب الهوى والعشق نفسه حتى أسلمه رمسه

- ‌أخبار محمد بن داود وصاحبه محمد الصيدلاني

- ‌أخبار القاضي شمس الدين بن خلكان وصاحبه المظفري

- ‌أخبار أحمد بن كليب وصاحبه أسلم

- ‌أخبار مدرك وصاحبه عمرو

- ‌النوع الثاني في

- ‌ذكر من جهل حاله

- ‌وكان إلى الموت في الحب مآله وقد رأينا أن نبدأ منهم بعشاق النصارى تبعاً

- ‌فمنهم

- ‌سعد الوراق

- ‌القسم الثاني

- ‌فيمن اشتهر في العشق حاله ولم يدر مآله

- ‌القسم الثالث

- ‌في ذكر من ساعده الزمان في المراد حتى بلغه ما أراد

- ‌القسم الرابع

- ‌في ذكر من منعه الزهد والعبادة أن يقضي من محبوبه مراده

- ‌النوع الثاني في ذكر من بغله زهده الأمان فعصمه عن الغلمان

- ‌خاتمة في ذكر ما عولج به العشق من الدوا

- ‌وقصد به السلو عن الهوى

- ‌ومن السلو عن الهوى استعمال الحساب والخوض في المشاجرات ونحو ذلك مما سبق

- ‌الباب الرابع

- ‌في ذكر ما سوى البشر وما القوا من العبر

- ‌الأول في الجنة

- ‌أسند المصنف عن الحافظ ابن حجر العسقلاني يرفعه إلى البيهقي، أنه قال

- ‌النوع الثاني

- ‌في ذكر من كلف وهو غير مكلف

- ‌وأوهن العشق قواه حتى تلف أو كاد أن يتلف

- ‌الصنف الثاني في ذكر بعض ما وقع للحيوان من أمور العشق في اختلاف الأزمان

- ‌الصنف الثالث في ذكر ما جرى من القوة العاشقية والمعشوقية بين الأنفس

- ‌الصنف الرابع فيما بث من الأسرار بين أصناف الأحجار

- ‌الصنف الخامس فيما بث من الأسرار الملكية بين الأجسام والأجرام الفلكية

- ‌الباب الخامس

- ‌في تتمات يفتقر إليها الناظر في هذا الكتاب

- ‌ويحسن موقعها عند أولي الألباب

- ‌فصل

- ‌في تحقيق معنى الحسن والجمال

- ‌وما استلطاف في ذلك من الأقوال

- ‌فصل

- ‌في خفقان القلب والتلوين عند اجتماع المحبين

- ‌فصل

- ‌في مراتب الغيرة وما توقعه بالمحب من الحيرة

- ‌فصل

- ‌في أحكام أسرار المحبة

- ‌وما فيها من اختلاف آراء الأحبة

- ‌فصل

- ‌في ذكر المغالطة والاستعطاف

- ‌واستدراك ما صدر عن المحبوب من الانحراف

- ‌فصل

- ‌في ذكر الرسل والرسائل

- ‌وتلطف الأحباب بالوسائل

- ‌فصل

- ‌في ذكر الاحتيال على طيف الخيال

- ‌فصل في أحكام الليل والنهار وذم قصرهما عند الوصل وطولهما عند الهجر

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌في أحكام الزيارة

- ‌وما جاء في فضلها من البراعة والعبارة وتفنن العشاق في فضل زيارة الحبيب

- ‌فصل

- ‌مما يلحق بالعتاب

- ‌ويصلح أن يكون معه في باب

- ‌القسم الأول

- ‌هجر الدلال

- ‌القسم الثاني

- ‌هجر الملال

- ‌القسم الثالث

- ‌الهجر المعروف بهجر الجزاء والمعاقبة

- ‌الهجر الرابع

- ‌الهجر الخلقي

- ‌فصل

- ‌فصل في ذكر مكابدة الأمور الصعاب عند طلب رضا الأحباب وخوض الأهوال

- ‌تتمة

- ‌ومما يلحق بهذا الفصل التلميح

- ‌خاتمة

- ‌فصل في النوادر والحكم

- ‌نادرة

- ‌لطيفة ووصية

- ‌عجيبة

- ‌فائدة

- ‌‌‌‌‌لطيفةو‌‌وصية

- ‌‌‌لطيفة

- ‌لطيفة

- ‌وصية

- ‌نادرة

- ‌أخرى

- ‌نادرة

- ‌فصل في المجون

- ‌فصل في ذكر نبذة من لطائف الأشعار ملتقطة مما ختم به الكتاب

الفصل: ‌فصل في ذكر نبذة من لطائف الأشعار ملتقطة مما ختم به الكتاب

فقال أنت نبية مرسلة فقبلها وغنته ثم قالت يا أبا إسحق أرأيت أسقط من هؤلاء يدعونك ويخرجونني إليك ولا يشترون ريحاناً بدرهم يا أبا إسحق هلم واعطني درهماً اشتر به ريحاناً فوثب وصاح واحرباه أي زانية أخطأت استك الحفرة انقطع والله عنك الوحي الذي كان يوحي إليك وعطعط القوم وعلموا أن حيلتها لم تنفذ فيه ثم خرج ولم يعد إليهم وأعاد القوم مجلسهم فكان أكثر شغلهم فيه حديث مزيد والضحك منه وحكى أبو يعقوب قال حضرت مجلس حماد عجرد ومعنا غلام جميل فجعل يرمقه حتى حزر المكان الذي ينام فيه فلما هجع الناس وقد اختف النوام فكنت موضع الغلام قام حماد فدب علي فأخذت يده وجعلتها على عيني العوراء فلما عرف ولى وهو يقول وفديناه بذبح عظيم وروي أن نصرانياً وجد مع مسلمة آخر يوم صومه فأكره علي الاسلام فأسلم وضرب مائة سوط وأخذ منه مائة دينار وكان أول يوم من رمضان فصام مع الناس فقيل له بعد أيام كيف حالك فقال كيف حال من صام خمسين وأتبعها بثلاثين وضرب مائة ووزن مائة وخرج من ملة إلى أخرى وزوج فاجرة وسأل رجل عالماً فقال أفطرت يوماً من رمضان سهواً قال صم عوضه قال صمت عوضه وأتيت أهلي وعندهم طعام فسبقتني يدي إليه فأكلت منه قال تقضي يوماً آخر قال قضيته وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة فأكلت ساهياً فما ترى قال أرى أن لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك ودخل رجل على الشعبي وعنده امرأة فقال أيكما الشعبي فقال هذه واشترى جحا يوماً دقيقاً وأعطاه لحمال فلما دخلوا في الزحام هرب الحمال بالدقيق فرآه جحا بعد أيام فتوارى منه فقيل له لم ذلك فقال أخاف أن يطالبني بالأجرة وقدم إلى أبي حازم القاضي سكران ليمتحنه فقال له من ربك فقال أصلحك الله ليس هذا من مسائل القضاة إنما هو من مسائل منكر ونكير فضحك وخلى سبيله وولى رجل تفرقة مال على العميان والأيتام والقواعد من النساء فدخل عليه رحل ومعه ولده فقال أثبتني في القواعد فقال ويلك أنهن نساء لا أزواج لهن وأنت رجل فقال أثبتني في العميان فقال صدقت فإن الله تعالى يقول " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوت التي في الصدور " وقال وأثبت ولدي أيضاً في الأيتام فقال أفعل ذلك لأن من أنت أبوه فهو يتيم دخل جحا على المهدي يوماً فقال له كم عيالك قال ثمانية فأمر له بثمانية آلاف درهم فأخذها وخرج لما بلغ الباب رجع وقال نسيت واحداً من عيالي قال من هو قال أنا فضحك المهدي وأمر له بمثل ذلك مر يهودي في سوق وكان كاتباً فصاح به صبي يا عم قف حتى أصفعك فالتفت إليه وقال أنا مستعجل أصفع أخي عني وقال بعض السوقة هذه النعل في قفاك فقال له إذا كان في رجل أختك ومثل ذلك رجل قال لامرأة في يدها خف ليته على كتفي فقالت بشرط أن يكون فارغاً وقال رجل لآخر إني أعرف صناعة الفضة وأريد أن أعلمك ولكن أحتاج إلى ألف درهم للالآت فأعطاه فمضى ولم يعد فقيل له قد خدعك وكذب عليك قال لا لأنه علمني كيف صناعة الفضة أي أخذها وكيفية الحيلة فإن شئت أن أفعل مثله فعلت.

‌فصل في ذكر نبذة من لطائف الأشعار ملتقطة مما ختم به الكتاب

وفي غضون الحكايات قد سلكنا طريقتنا المعروفة من نحو حذف المكرر وانتقاء المستلطف.

بعض الأعراب

ألا يا حمام الشعب شعب مؤنش

سقيت الغوادي من حمام ومن شعب

سقيت الغوادي رب خود خريدة

أصاخت لخفض من غنائك أو نصب

فإن يرتحل صحبي بجثمان اعظمي

يقم قلبي المحزون في منزل الركب

ابن المرزبان

لئن كنت لا أشكو هواك فإنني

أخو زفرات والفؤاد كئيب

فإن كان قلبي فيك يضني صبابة

وقد مرضت من مقلتيك قلوب

فما عجت موت المحبين في الهوى

ولكن بقاء العاشقين عجيب

أبو عكرمة الضبي

فلو أن ما بي بالحصا قلق الحصا

وبالريح لم يسمع لهن هبوب

ولو أنني أستغفر الله كلما

ذكرتك لم تكتب على ذنوب

ولو أن أنفاسي أصابت بحرها

حديداً إذا ظل الحديد يدوب

صاحب الأصل

وروض أتيانه عشية أقبلت

ملاح البرايا من غضيض وغضة

حكى لونه والبيض محدقة به

زمردة خضراء في وسط فضه

محمد بن وهيب

ص: 199

إذا اختلجت عيني رأت من تحبه

فدام لعيني ما حييت اختلاجها

وما ذقت كاساً مذ تعلقني الهوى

فأشربها ألا ودمعي مزاجها

صاحب الأصل

أخا الكاسات أني في انتظام

وبنت الكرم واسطة العقود

وقد رمنا تزوجها ابن مزن

فهل لك أن تكون من الشهود

وله أيضاً

ولما رأيت البدر ألقى شعاعه

على نيل مصر والسفين بنا تجري

تخيلته نسراً يسير بسيرنا

من الفضة البيضاء في لجة البحر

وله أيضاً

ولما رأيت الشمس عند طلوعها

ونحن بوسط البحر في النيل من مصر

تخيلت هاتيك القلوع وسفنها

قصور نضار والقصور بنا تجري

ولبعضهم

إذا نحن خفنا الكاشحين فلم نطق

كلاماً تكلمنا بأعيننا شذرا

نصد غذ ما كاشح مال طرفه

إلينا ونبدي ظاهراً بيننا هجرا

فإن غفلوا عنا رأيت خدودنا

تصافح أو ثغر أقر عنابه ثغرا

ولو قذفت أجسادنا ما تضمنت

من الضر والبلوى إذا قذفت جمرا

صاحب أصل الأصل

لحي الله يوم البين كم مات عاشق

أرى قومه لا يطلبون بثاره

وعاذلة أضحت تلوم على الهوى

أخا لوعة لم يستفق من حماره

وأغيد في جيش من الحسن يفتدى

لماه وعيناه وخط عذاره

حكى الظبي ظبي الرمل جيداً ومقلة

فيا ليته لم يحكه في نفاره

أبو العلاء الرقي

أحبك يا سلمى على غير ريبه

ولا بأس في حب تعف سرائره

فقد مات قلبي أول الحب فانقضى

فإن مت أمسى الحب قد مات آخره

عبد الرحمن العقيلي

هذي الخدود وهذه الحدق

فليدن من بفؤاده يثق

لو أنهم عشقوا لما عذلوا

لكنهم عذلوا وما عشقوا

عنفوا عليّ بلومهم سفهاً

لو جرعوا كاس الهوى رفقوا

ليس الفؤاد معي فأعلم ما

قد نال منه الشوق والقلق

ما الحب إلا مسلك خطر

عسر النجاة وموطىء زلق

أحمد بن يحيى

إذا أنت رافقت الرجال فكن فتى

كأنك مملوك لكل رفيق

وكن مثل طعم الماء عذباً وبارداً

على الكبد الحرّ لكل صديق

صاحب أصل الأصل

إذا كنت من أسر الهوى غير منفك

فدع جسدي يضني ودع مقلتي تبكي

إلا قاتل الله الرقيب وموقفاً

بكينا به والبين يغتر بالضحك

وغرّب غربان النوى حين بشرت

نعيباً من البين المفرق بالوشك

فيا ويح ذى العشاق أمست دماؤهم

تطل غراماً وهي هينة السفك

وقال بعضهم

وما الحب إلا شعلة قدحت بها

عيون المها باللحظ بين الجوانح

ونار الهوى تخفي وفي القلب فعلها

كفعل الذي جادت به كفل قادح

وقال آخر

يقول أناس لو نعت لنا الهوى

ووالله ما أذري لهم كيف أنعت

فليس لشيء منه حد أحده

وليس لشيء منه وقت مؤقت

وقال آخر

لي في محبته شهود أربع

وشهود كل قضية اثنان

خفقان قلبي وارتعاد مفاصلي

وصفار لوني واعتقال لساني

وقال آخر

فسألتها بإشارة عن حالها

وعلى فيها للوشاة عيون

فتنفست صعداً وقالت ما الهوى

إلا الهوان أزيل عنه لنون

ذو النون المصري

شوق أضرّ بمهجة المشتاق

أجرى سوابق عبرة الاماق

لعبت يد العبرات في وجناته

وكذا به لعبت يد الاشفاق

وأنشد ابن دريد وقد أورده في الباب الثاني في قصة رملة مستشداً به على الفرقة:

أقول لو رقاوين في فرع أيكة

وقد طفل إلا مساء أو جنح العصر

وقد بسطت هذي لتلك جناحها

ومر على هاتيك من هذه النحر

لينهكما أن لم تراعا بفرقة

ولادب في تشتيت شملكا الدهر

ص: 200

فلم أر مثلي قطع الهجر قلبه

على أنه يحكي قساوته الصخر

وقال آخر:

قالت ومدت يداً نحوي تودعني

وروعة البين تأبى أن أمد يداً

أميت أنت أم حي فقلت لها

من لم يمت يوم بين لم يمت أبداً

الشهاب محمود:

أأحبابنا هل لي إليكم وقد نأت

بي الدار من بعد الديار رجوع

وهل شمس هذا الأنس بعد فراقنا

يكون لها بعد المغيب طلوع

وهل لي ولا والله ما ذاك ممكن

فؤاد إذا حان الفراق يطيع

وقد كنت أدري والحياة شهية

تروق بكم أن النوى سيروع

العباس بن الأحنف:

يا بعيد الدار عن وطنه

مفرداً يبكي على شجنه

كلما جد النحيب به

زادت الأسقام في بدنه

ولقد زاد الفؤاد شجا

هاتف يبكي على فننه

شاقه ما شاقني فبكى

كلنا يبكي على سكنه

وله أيضاً:

جرى السيل فاستبكاني السيل إذ

جري وفاشت له من مقلتيّ غروب

وما ذاك إلا حين أخبرت أنه

يمرّ بواد أنت منه قريب

يكون أجاجاً دونكم فإذا انتهى

إليكم تلقى طيبكم فيطيب

أيا ساكني أكناف دجلة كلكم

إلى القلب من أجل الحبيب حبيب

الشريف الرضي:

ومن حذري ولا أسأل الركب عنهم

وأعلاق وجدي باقيات كما هيا

ومن يسأل الركبان عن كل غائب

فلا بد أن يلقى بشيراً وناعيا

وقال آخر:

أيا ظبية الوادي التي سفكت دمي

بلحاظها بل يا مهاة الأجرع

لي أن أبث إليك ما ألقاه من

ألم الجوى وعليك أن لا تسمعي

أبو نواس:

يا نظرة ساقت إلى ناظري

أسباب ما يدعو إلى حتفه

من حسن ظبي حسن دله

يقصر الواصف عن وصفه

في البدر من صفحته لمحة

ولمحة في الظبى من طرفه

مقاتل الأنفس من ثغره

وفي ثناياه وفي كفه

سعد بن الدهان:

قل للبخيلة بالسلام تورعاً

كيف استحبت دمي ولم تتورعي

هل تسمحين ببذل أيسر نائل

إن اشتكى بني إليك وتسمعي

أبو الحسن السلامي:

ظبي إذا لاح في عشيرته

يطرق بالهم قلب من طرقه

سهام ألحاظ مفوّقة

فكل من رام وصله رشقه

بدائع الحسن فيه مفترقه

وأنفس العاشقين متفقه

قد كتب الحسن فوق عارضه

هذا مليح وحق من خلقه

محمد بن موسى:

يا جفوناً سواهراً أعدمتها

لذة النوم والرقاد جفون

إن لله في العباد سهاماً

سلطتها على القلوب العيون

الحسين بن الضحاك:

ألا إنما الدنيا وصال حبيب

وأخذك من مشموله بنصيب

ولم أر في الدنيا كخلوة عاشق

وبذلة معشوق ونوم رقيب

وقال آخر:

ليس المحب الذي يخشى العقاب ولو

كانت عقوبته في الفة النار

بل أن المحب الذي لا شيء ينفعه

أو يستقر ومن يهواه في النار

وقال آخر:

أراني منحت الحب من ليس يعرف

فما أنصفتني في المحبة منصف

وزادت لدينا حظوة يوم أعرضت

وفي اصبعيها أسمر اللون أهيف

أصم سميع ساكن متحرك

ينال جسيمات العلا وهو أعجف

عجيب له أني ودهرك معجب

يقوّم تحريف العباد محرف

بشار بن برد

وكاعب قالت لاترابها

يا قوم ما أعجب هذا الضرير

هل يعشق الانسان ما لا يرى

فقلت والدمع بعيني غزير

إن كان عيني لا ترى وجهها

فإنها قد صوّرت في الضمير

ابن أبي الدنيا

إذا المرء لم ينصف أخاه ولم يكن

له غائباً يوماً كما هو شاهد

فلا خير فيه فالتمس غيره أخاً

كريماً على فضل الكريم يعاهد

ص: 201

وإن غبت يوماً أو حضرت فوجهه

على كل حال أينما كنت شاهد

لطيفة وخاتمة تشتمل على لطائف ما نقش على الخواتم والكت وغيرهما وجد على كليل برأس جارية.

والله يا طرفي الجاني على كبدي

لتطفئن بدمعي لوعة الحزن

بالله تطمع أن أبكى اسي وجوى

وأنت تلتذ طيب العيش والوسن

وعلى عود

يا أيها الزاعم الذي زعما

أن الهوى ليس يورث السقما

لو أن ما بي بك الغداة لما

لمت محباً إذا اشتكى ألما

وعلى ميل

لو كان يدري مالك ما الذي

ألقى من الأحزان والكرب

وما ألاقي من أليم الهوى

عذب أهل النار بالحب

وعلى كاس

الحمد لله على ما قضى

قد كان ذا في القدر السابق

ما تحمل الأرض على ظهرها

أشقى ولا أوثق من عاشق

فبينما يمشي على مرمر

وبينما يسقط من شاهق

وعلى اترجة

يا لك من اترجة مطيبة

توقد نار الهوى على كبدي

لو أن اترجة بكت لبكت

لرحمتي هذه التي بيدي

وعلى تكة

إن العيون التي في طرفها حور

قتلتنا ثم لم يحيين قتلانا

يصر عن ذا اللب حتى لا حراك به

وهن أضعف خلق الله انسانا

وعلى خاتم

قلبان في خاتم الهوى جمعا

فارغم الله أنف من قطعا

وعلى آخر

تمنيت القيامة ليس إلا

لألقي من هويت على الصراط

وعلى آخر الموت في الحب جميل ونقش ابن داود على خاتم سطرين أحدهما وما وجدنا لأكثرهم من عهد والثاني فلا تذهب نفسك عليهم حسرات وكان يرمي به إلى من ينظر إلى حدث وكان ابن سمنون يعارضه فيما يفعل فقال له يوماً أتعارض هذا قال نعم وجاء بعد قليل وقد نقش في خاتم سطرين أحدهما وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وعلى الثاني ولنصبرن على ما آذيتمونا ومما ينخرط في هذا السلك ما يكتب على الكتب قيل أن صاحب المصارع كتب على أول جزء منها.

هذا كتاب مصارع العشاق

صرعتهم يوم النوى بفراق

تصنيف من لذع الفراق فؤاده

وتطلب الراقي فعز الراقي

فإذا تصفحه اللبيب رثى لهم

أسرى هوى أبسوا من الأطلاق

وعلى الثاني

مصارع العاشقين صرّعهم

هوى الظباء الفواتر الحدق

تصنيف من صده تصوّنه

عن كشف ما في الفؤاد من حرق

فهو يسر الهوى ويكتمه

والقلب قد تاه منه في الطرق

وعلى الثالث

مصارع العشاق مجموعة

فيها لمن يقرؤها عبره

جمع عفيف الحب يطوي الهوى

لو لم تكن تنشره العبره

غرامه ناء مقيم وان

أعدمه يوم النوى صبره

وعلى الرابع

كتاب مصارع أهل الهوى

ومن فتكت فيه أيدي النوى

تكلف تصنيفه عاشق

عفيف الضمائر جم الجوى

أضل برمل اللوى قلبه

فهل ناشد قلبه باللوى

وعلى الخامس

مصارع قتلى من العاش

قين ما لدمائهم طالب

تكلف جمع أحاديثهم

عفيف هوى وجده غالب

سقاه الهوى صرف صهبائه

فأصبح سكراناً الشارب

وعلى السادس

كتاب صرعى الهوى وقتلاه

ومن صحا منهم وسكراه

تصنيف من كاد أن يشاركهم

لكن وقاه بفضله الله

فضم مما منوا به طرفاً

يعجب قاريه حين يقراه

وعلى السابع

مصارع جارت يد البين والنوى

عليهم فأضحوا في ديارهم صرعى

دماؤهم مطلولة قد أباحها

لأحبابهم شرع الهوى حبذا شرعا

تدرعت من نيل الهوى الصبر جنة

فجاءت سهام منه أنفذت الدرعا

وعلى الثامن

كتاب مصارع قوم سقوا

كؤس الهوى مترعات دهاقا

شكوا صرفها طالبين المزاج

فشيبت على الرغم منهم فراقا

ص: 202

جمعنا أحاديث صرعاهم

وسكراهم فيه لا من أفاقا

وعلى التاسع

مصارع أبناء الهوى جمع عاشق

تجرع من راح الهوى ما تجرعا

فلما رأى الفودين قد حل فيها

المشيب منيخاً والمفارق أقلعا

وأضحي مصيخاً للنذير الذي علا

مفارقه ينعي الشباب المودعا

وعلى العاشر

كتاب من دارت كؤس الهوى

عليه صرفاً ليس فيها مزاج

فصرّعتهم إذ حسوها فهم

مرضى ينادون الأمن علاج

تصنيف من شاركهم في الهوى

فليته مما لقي اليوم ناج

وعلى الحادي عشر

مصارع اللابسين قمص الهوى

ضفت عليهم كل يجرجرها

تصنيف من ذاق من سلافته

الصفو وما فاته مكدرها

يطوي أحاديث وجده ودموع

العين في فيضهن تنشرها

وعلى الثاني عشر

كتاب تضمن أخبار من

أطاع الهوى وعصى العذلا

فلما تمكن من قلبه

أعاد حلاوته حنظلا

تكلف تصنيفه عاشق

سلا العاشقون وما قد سلا

وعلى الثالث عشر

مصارع أقوام توالت عليهم

كؤس هوى ممزوجة بفراق

فمالوا سكاري ما لهم من افاقة

إلي حين شمل جامع وتلاقي

فرق لهم مما لقوا عاشق أبت

تجف له بعد الفراق أماقي

وعلى الرابع عشر

كتاب مصارع من جهزت

بظلم إليه النوي جندها

جمعناه لما سقينا الهوى

أفاويق لم نستطع ردها

وسقنا أحاديث من جاوزت

به فجعات النوى حدها

وعلى الخامس عشر

كتاب مصارع العشاق

من عرب ومن عجم

ليعتبر الخلى بما

لقوا شكراً على النعم

مصنفه عفيف هوى

مصون غير متهم

وعلى السادس عشر

مصارع أبناء الهوى كل عاشق

رماه الهوى عن قوسه فأصابا

رثى لهم من خاف يلقى الذي لقو

فالف فيما قد لقوة كتابا

وجمع من أخبارهم في هواهم

أحاديث مثل الروض جيد سحابا

وعلى السابع عشر

كتاب تضمن أبوابه

مصارع قتلى من العاشقين

سقاهم سلافته مازجاً

هواهم فمالوا به خاضعين

غرام تلوم العيون القلو

ب فيه وتلحي القلوب العيون

وعلى الثامن عشر

كتاب جمعنا به عانين

مصارع من قتل الحب صبرا

إذا ما تصفحه سالم

من الحب أخلص لله شكرا

جمعناه صاحين حتى إذا

خبرناه ملنا من الحب سكرا

وعلى التاسع عشر

مصارع قتلى الهوى مثبت

لعينيك ما كان من حالهم

تضمن من كل أعجوبة

وكيف تفانوا بآجالهم

فلو ذقت ما ذاق أهل الهوى

لكنت لحقت بأمثالهم

وعلى العشرين

كتاب جمعت به كل ما

تفرق من قصص العاشقين

وكنت ألومهم عاذلاً

فصرت لهم أحد العاذرين

فكم عاشق ذاق يوم النوى

وقد غرد الحاديان المنون

وعلى الحادي والعشرين

مصارع قتلاء الهوى صرعتهم

سلافته يسقونها صافياً صرفا

فمنهم عفيف ظل يكتم وجده

فنم عليه ماء أجنانه وكفا

جمعت كتاباً في مصارعهم إذا

تصفحه ذو اللب رق تالفا

وعلى الثاني والعشرين

قد صنف الناس حقاً في الهوى كتباً

فيمن صحا بعد سكر منه أو عطبا

وأكثر وأغيراتي قد جمعت لهم

وما اختصرت كتاباً رائعاً عجبا

ذكرت فيه بإسناد مصارعهم

عجماً وجدتهم في الناس أو عربا

ونظائر ذلك كثيرة لا مطمع في استقصائها ولا قدرة على إحصائها فلنختم الكلام الذي اقتطفناه من هذه الأزهار وارتضيناه ومن هذه الأثمار جنيناه مستغفرين الله مما جنيناه إذ هو أكرم كريم يقبل التائب وألطف لطيف يؤب إليه الآيب قائلاً:

ص: 203

كتبت وقد أيقنت أن جوارحي

ستبلى ويبقى كل ما أنا عامله

فإن كان خيراً سوف أحمد غبه

وإن كان شراً أو بقتني غوائله

فاستغفر الله العظيم من الذي

كتبت ومما قلت أو أنا قائله

فيا رب بالهادي النبي محمد

نبي على كل الورى فاض نائله

وبالآل والأصحاب ترحم عاجزاً

كليلاً من الذنب الذي هو حامله

أتى تائباً من غفلة اللهو قائلاً

صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله

ولم لا وجل العمر قد فات وانقضى

وعري أفراس الصابور واحله

تفضل عليه وارحم الآن ذله

وتختم بخير كل ما هو فاعله

فهذا أقصى ما أوردنا تحريره وأنهى نهاية ما أردنا تسطيرة معتذرين عن التقصير بما أسلفنا في صدر الكتاب تقريره فليثق الناظر فيه بأنا لم ندع من أصله شياً يعتد به إلا وقد أودعناه في مطاويه اللهم إلا أن يأتي غبي يتكل على المباني دون المعاني ويؤثر التصريح في كل المواطن على التلويح ويقيس الأبواب الأصلية على تقاسيمنا الكلية فيضل ويتهم ويخطىء وما علم ولو سلكنا ذلك لتركنا الكتاب بحالة ولم يظهر تميز بين أفعالنا وأفعاله ولم يتيسر أن يكون كتابنا بالنسبة إلى أصله كنصفه مع احتوائه على زيادات مثل ضعفه فالحمد لله على إتمامه والشكر له على جزيل إنعامه وعلى خاصته من خلقه محمد وآله وأصحابه أفضل صلاته وسلامه قال مؤلفه رحمه الله تعالى وقد وافق ختامي له يوم الأربعاء خامس عشر شوال وأيار الموافق العشرين بشنس وخامسة الجوزاء الشمس من شهور سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة هجرية نبوية على مشرفها أفضل الصلاة والسلام والتحية.

ص: 204