الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاصّة، وأنها لا تضاف الى مُضمَر، قال: والصواب: اللهُمّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، وفي الحديث أن بَشيرَ بن سعد قال: يا رَسول اللهِ إنّ الله أمرنا أنْ نُصلّيَ عليكَ فكيف نصلي عليك؟ فسكَتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتّى تمنّوا أنّه لمْ يسألْه، ثم قال: قولوا اللهُمّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آلِ محمّدٍ كَما صلّيْتَ على آلِ إبراهيم، وباركْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على آل إبراهيم، إنّكَ حَميدٌ مَجيد.
الهمزة والباء الموحدة
(ص) ويقولون: الأبُّ والأخُّ، يشددونهما. والصواب بالتخفيف، وذكر ابن دريد أن الكَلْبيَّ قال: يقال: أخٌّ، مثقل، وأخَّة، قال ابن دريد: وما أدري ما صحته.
قلت: الأبُ، مخففاً، أصله أبَوٌ على فَعَلٍ، مُحَرَّك العين لأنّ جمعه آباء، مثل قَفاً وأقفاء ورَحىً وأرحاء، والذاهب منه الواو، لأنك إذا ثنيته قُلتَ فيه: أبَوانِ، والجمع والتثنية يردانِ الأشياءَ الى أصولها، وبعض العرب يقول: أبانِ على النقص، وفي الإضافة أبَيْكَ، وعلى هذا قرأ بعضهم: (
…
إلهَ أبِيكَ إبراهيم وإسماعيلَ وإسحاقَ
…
) . وقال بعضهم يوماً لشهاب الدين القُوصي: أنتَ عندنا مثل الأبِّ، وشدّد باءَها، فقال: لا جَرَمَ أنّكم تأكلونني! يعني أنهم بهائم لكونهم شدّدوا الباء، والأبُّ هو التِّبن.
(ح) يقولون: ابتعتُ عَبْداً وجاريةً أخْرَى، فيوهمون فيه لأن العرب لم تصف بلفظتي آخر وأخرى وجمعها إلا بما يجانس المذكور قبله كما قال سبحانه وتعالى:(أفرأيْتُمُ اللاّتَ والعُزّى. ومَناةَ الثّالثةَ الأخرَى)، وكما قال تعالى: (ومَنْ كانَ مَريضاً أو على سفَرٍ فعِدّةٌ منْ أيّامٍ أُخَر
…
) ، فوصف مناة بالأخْرى لمّا جانَسَتِ العُزّى واللاتَ، ووصف الأيام بالأُخَر لكونها من
جنس الشهر. والأَمَةُ ليست من جنس العَبْد لأنها مؤنثة وهو مذكر، كما لا يقال: جاءت هند ورجل آخر.
والأصل في ذلك أن آخر من قبيل أفْعَل الذي تصحبه مِنْ ويجانس المذكور بعده، ويدل على ذلك إذا قلت: قال الفِنْدُ الزِّمّانيّ وقال آخرُ، وكان تقدير الكلام: وقال آخر من الشعراء. وإنما حذفت لفظة مِنْ لدلالة الكلام عليها وكثرة استعمال آخر في النطق. وأما قول الشاعر:
صَلّى على عَزّةَ الرحمنُ وابنتها
…
ليلى وصلّى علَى جاراتِها الأُخَرِ
فمحمول على أنه جعل ابنتها جارة ليكون الأُخَر مِنْ جنسها.
(ز) ويقولون: أُبِيع الثوبُ. والصواب: بِيعَ، بإسقاط الألف.
(ح) ومن ذلك أنهم يحذفون الألف من ابن في كل موضع يقع بعد اسم أو كنية أو لقب، وليس ذلك بمطَّرد، وإنما يحذف الألف من ابن إذا وقع صفة بين علَمين من أعلام الأسماء والكُنَى والألقاب لِيُؤذن بتَنَزُّله
مع الاسم قَبْلَه بمنزلة الاسم الواحد لشدة اتصاف الصفة بالموصوف وحلوله محل الجزء منه، ولهذه العلة حذف التنوين من الاسم قبله فقيل عليُّ بن محمد، كما يحذف من الأسماء المركبة في رامهرمز وبعلبك، فما عدا هذا الموطن وجَبَ إثبات الألف فيه، وذلك في خمسة مواطن: أحدها: إذا أُضيفَ ابنٌ الى مُضمَر كقولك: هذا زيدٌ ابنُك.
والثاني: إذا أُضيفَ الى غير أبيه كقولك: المعتضد بالله ابن أخي المعتمد على الله.
والثالث: إذا نسَبتَ الى الأب الأعلى كقولك: الحسن ابن المهتدي بالله.
الرابع: إذا عُدِلَ به عن الصفة الى الخبر كقولك: إن كَعباً ابنُ لُؤَي.
والخامس: إذا عُدِل به عن الصفة الى الاستفهام كقولك: هل تميم ابنُ مُرّ؟ وذلك أنّ ابناً في الخبر والاستفهام بمنزلة المنفصل عن الاسم الأوّل.
قلت: والسادس: أن يقع ابن أوّل السطر على كل حال.
والسابع: أن يقع ابن بين وصفينِ دون عَلَمين كقول أبي الطيب:
العارِضُ الهَتِنُ ابنُ العارِضِ الهَتِنِ ابن العارِض الهَتِنِ ابن العارضِ الهَتِنِ
وكقولك: هو الأمير ابنُ الأمير، أو الفاضل ابن الفاضل.
(ص) ويقولون للمسترخي الأذنين من الخيل: أَبَدُّ، وليس هو كذلك، إنما الأبَدّ: المتباعد ما بين اليدين، وهو عيب، فأما استرخاء الأذنين فهو الخَذا.
(ز) ويقولون للطويل اللسان خِلْقَةً: أبْظَرُ. والأبظر الذي في شفته العليا نُتوءٌ وطول وسطها، وفي حديث عليّ عليه السلام لشريح: فما تقول أنت أيها العبْدُ الأبظر؟ (ح) ويقولون: ابِنه بكسر الباء مع همزة الوصل، وهو من أقبح أوهامهم وأفحش لحن، لأن همزة الوصل لا تدخل على متحرك، وإنما اجْتُلِبَتْ للساكن ليُتَوصّلَ بإدخالها عليه الى الافتتاح بنطق الساكن. والصواب فيها أن يقال ابْنة أو بنت لأن العرب نطقت فيها بهاتين الصيغتين، فمن قال ابنة صاغها على لفظة ابن ثم ألحق بها هاء التأنيث التي تسمى الهاء الفارقة، وتصير في الوصل تاء،
ومن قال فيها بنت أنشأها نشأة مؤْتَنَفة.
(ح) ويقولون: أبْصَرتُ هذا الأمر قبل حدوثه. والصواب أن يقال: بصُرْتُ بهذا الأمر، لأن العرب تقول: أبصرتُ بالعين، وبَصُرت من البصيرة، ومنه قوله تعالى: (
…
بَصُرْتُ بما لمْ تَبْصُروا بِهِ
…
) ، وعليه فُسِّر قوله تعالى:(فبصَرُك اليومَ حَديد)، أي: علمك نافذ، ومنه: بصير بالعلم.
(وق) ويقول بعض المتحذلقين: الإبِط بكسر الباء. والصواب: الإبْط، بسكون الباء. ولم يأت في الكلام على فِعِل إلا: إبِل، وإطِل حِبِر، وهي صفرة الأسنان، وفي الصفات: امرأة بِلِز: وهي السمينة، وأتانٌ إبِد، تلد كل عام، وقيل التي أتى عليها الدهر.
قلت: قرأ بعض الطلبة على بعض الأشياخ إبط وحرّك الباء، فقال له: لا تحرِّك الإبْط يفح صُنانُه.
(و) ويقول العامة: أبْهَرني الشيءُ يبهُرُني. والصواب: بهَرني يبْهَرُني، بفتح الباء.
(ح) ويقولون عند نِداء الأبوين: يا أبَتي ويا أمّتي، فيثبتون ياء الإضافة فيهما مع إدخال تاء التأنيث عليهما قياساً على قولهم: يا عمّتي، وهو وهْمٌ. ووجه الكلام أن يقال: يا أبَتِ ويا أمَّتِ، بحذف الياء والاجتزاء عنها بالكسرة، كما قال الله تعالى:(يا أبَتِ لا تَعْبُدِ الشّيطانَ)، ويقال: يا أبَتا، ويا أمّتا، بإثبات الألف، والاختيار أن يوقف عليها بالهاء فيقال: يا أبَهْ ويا أمَّهْ.
(و) ويقولون: الأبْرَيْسَم، بفتح الهمزة والهاء، ويجوز بكسر الهمزة وفتح الراء، قال: كذلك قرأته على شيخنا أبي منصور، والعامة تفتح الهمزة وتكسر الراء.
قلت: والإبريسم معرب، وفيه ثلاث لغات، والعرب تخلط فيهما ليس من كلامها، فقالوا في جَبْرائيل: جِبريل، وجَبْريل، جَبْرين بالنون، وجَبْرال. قال يعقوب بن السكيت: هو الإبرَيْسَم بكسر
الهمزة وفتح الراء. وقال غيره: هو الأَبْرِيسم بفتح الهمزة وكسر الراء، وقال ابن الأعرابي: هو الإبرِيسَم بكسر الهمزة وفتح السين، وقال: ليس في الكلام افْعِيلِل بالكسر ولكن افعِيلَل مثل اهليلَج وإبريسَم.
(ص) ويقولون: أبْطَيْتَ علَيّ واستبطيْتُك. والصواب: أبطأتَ واستبطأتُك.
قلت: ويقال ما أبطأ بِك، وما بطّأ بِك، بمعنى، وبَطْآنَ ذا خُروجاً وبُطْآنَ ذا خُروجاً، أي بَطُؤَ ذا خُروجاً، فجعلت الفتحة التي في بَطوءَ على نون بُطْآن حين أدت عنه ليكون علماً لها، ونقلت ضمة الطاء الى الباء، وإنما صح فيه النقلُ لأن معناه التعجب، أي ما أبطأه.
(ص) ويقولون: أُبكِمَ الرجلُ، إذا أُرتِجَ عليه في كلامه، الصواب بَكِمَ.
(ص) ويقولون: قِدْرٌ إبرام. والصواب بِرام.
قلت: البِرام بالكسر، جمع بُرْمَة، وهي القدر.
(ق) يعنون بالبرام الحجارة، وذلك خطأ، وإنما البرام جمع برمة وهي القدر من الحجارة، كما تقول: حُلّة وحِلال، وعُلْبَة وعِلاب.
(زص) ويقولون: أُبيعَ الثوبُ، وأُزيدَ في ثمنه. والصواب: بِيعَ الثوبُ، وزِيدَ عليك.
قلت: بِعتُ الشيء: أبيعُه بَيْعاً ومَبيعاً، وهو شاذ، وقياسه مَباعاً، وبِعتُه أيضاً: اشتريته، وهو من الأضداد. قال الفرزدق:
إنّ الشبابَ لَرابِحٌ مَنْ باعَهُ
…
والشيبُ ليس لبائعيه تِجارُ
(ح) ويقولون: ابْدَأْ بِه أوّلاً. والصواب أن يقال: ابْدَأ بهِ أوّلُ بالضم، كما قال معن بن أوس:
لعَمْرُك ما أدْري وإنّي لأوْجَلُ
…
على أيِّنا تغْدو المَنيةُ أوّلُ
وإنما بُنِيَ هنا أوّلُ لأن الإضافة مُرادَة فيه، إذ تقدير الكلام: ابْدأ أوَّل الناسِ، فلما قُطِع عن الإضافة بُنِي كما بُنيتْ أسماء الغايات، التي هي قبل وبعد.
(زوح) ويقولون في التعجب من الألوان والعاهات: ما أبيضَ هذا الثوبَ وأعورَ هذا الفرس.