المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرف التاء المثناة من فوق - تصحيح التصحيف وتحرير التحريف

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌الهمزة والألف بعدها

- ‌الهمزة والباء الموحدة

- ‌الهمزة والتاء المثناة من فوق

- ‌الهمزة والثاء المثلثة

- ‌الهمزة والجيم

- ‌الهمزة والحاء المهملة

- ‌الهمزة والخاء

- ‌الهمزة والدال المهملة

- ‌الهمزة والذال المعجمة

- ‌الهمزة والراء

- ‌الهمزة والزاي

- ‌الهمزة والسين المهملة

- ‌الهمزة والشين المعجمة

- ‌الهمزة والصاد المهملة

- ‌الهمزة والضاد المعجمة

- ‌الهمزة والطاء المهملة

- ‌الهمزة والظاء المعجمة

- ‌الهمزة والعين المهملة

- ‌الهمزة والغين المعجمة

- ‌الهمزة والفاء

- ‌الهمزة والقاف

- ‌الهمزة والكاف

- ‌الهمزة واللام

- ‌الهمزة والميم

- ‌الهمزة والنون

- ‌الهمزة والهاء

- ‌الهمزة والواو

- ‌الهمزة والياء

- ‌آخر الحروف

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌حرف التاء المثناة من فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين المهملة

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد المعجمة

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌حرف الظاء المعجمة

- ‌حرف العين المهملة

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الياء

- ‌آخر الحروف

الفصل: ‌حرف التاء المثناة من فوق

‌حرف التاء المثناة من فوق

(ق) ومن ذلك: التّابل والأبْزار، يفرِّق عوام الناس بينهما. والعرب لا تفرق بين التابل والأبزار والقِزْح والقَزْح والفِحا والفَحا، كلّه بمعنى: تَوْبَلتُ القِدْرَ، وقزحتها وفحيتها، إذا ألقيت فيها الأبزار.

(ح) ويقولون: في النسبة الى تاج الملك: التاج ملكيّ. وقياسه في كلام العرب: التاجيّ؛ لأنهم ينسبون الى تيم اللات: تيميّ، والى سعد العشيرة: سعديّ، إلا أن يعتَرِضَ لَبْسٌ في المنسوب فيُنْسَب الى الثاني، كما قالوا في عبد مَناف مَنافيّ، وفي النسب الى أبي بكر: بكْريّ.

(ز) ويقولون: التَّبْن، بفتح أوله. وهو التِّبْن، بالكسر، وهو أيضاً الحَثَى مثل الحَفا. قال الراجز:

كأنه حقيبةٌ مَلأى حَثى

ص: 178

والتِّبْن إناء يروي نحو العشرين رجلاً، وقد روى بعضهم تَبْن، بالفتح.

قلت: قال الكسائي: التِّبْن أعظم الأقداح يكاد يروي العشرين، ثم الصَّحْن مقارب له، ثم العُسّ يروي الثلاثة والأربعة، ثم القَدَح يروي الرجلين، ثم القَعْب يروي الواحد، ثم الغُمَر.

(ح) يقولون: تبرَّيْتُ من فلان، بمعنى بَرِئْتُ منه، فأما ما هو بمعنى البراءة فيقال: تبرّأْتُ، كما قال تعالى:(تبرّأْنا إلَيْك) .

(و) ويقولون: ما هذا التباطِي؟. والصواب: التباطؤ.

قلت: يريد أنهم يقولون بالياء، وهو بالهمز وضم الطاء.

(ح) ويقولون: تتابعتْ عليه النوائِبُ. ووجه الكلام أن يقال تتايعتْ، بالياء المعجمة باثنتينِ من تحت، لأن التتابع يكون في الخير والشر، والتتايع يختص بالمنكر والشر، كما جاء في الخبر:(ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب كما يتتايع الفراش في النار) .

(ص) ويقولون: المسلمون تتكافا دماؤهم. والصواب: تتكافأ، أي تتساوى.

ص: 179

قلت: الصواب: تتكافأ بهمز آخره.

(و) يقولون: تثاوبت. والصواب: تثاءبت، وهي الثُؤَباء، ممدودة.

قلت: يقولونه بالواو، وهي بالهمزة.

(ح) ويقولون لمن أصابته الجنابة: قد تجنَّب. ومعنى تجنَّب أنه أصابته ريح الجنوب، فأما الجنابة فيقال فيه: أجْنَبَ.

(ص ح و) تقول العامة: تَجيرِ، لعصارة التمر، بالتاء. وإنما هو ثَجير بالثاء.

قلت: الثجير، بالثاء المثلثة ثُفْل كل شيء يُعْصَر، وفي الحديث: لا تَثْجُرُوا، أي لا تخلطوا ثجير التمر مع غيره في النبيذ.

(ق) التحليق تذهب العامة الى أنه رمي شيء من علو الى أسفل، وهو غلط، إنما التحليق الارتفاع في الهواء، وحلق الطائر في كبد السماء إذا ارتفع في طيرانه.

(ز) ويقولون: قد تخلَّقتْ ثيابه، إذا بَلِيَتْ. والصواب: خَلِقَتْ ثيابه، تخْلَقُ، فهي خَلَقٌ، وأخلقتْ فهي مُخلِقة.

ص: 180

(ص) ويقولون: تخرّس على السلطان، إذا قال عليه ما لم يقل. والصواب: تخرَّصَ، بالصاد. وقد نطق القرآن به ماضع فقال:(قُتِلَ الخرّاصُونَ) .

(و) وتقول العامة: تخاريس. والصواب: دخاريص، وهي فارسية معربة.

قلت: هي بالدال والصاد.

(وزص) ويقولون: تَرْكُوة. والصواب: تَرْقُوة.

قلت: يريد أنهم يقولونه: تركوة، بالكاف، وهي بالقاف. والترقوة العظم الذي بين ثُغْرة النّحْر والعاتِق، وهي فَعْلُوة، ولا تقل: تُرقُوة بالضم من أوله.

(و) تقول العامة: ما هذا التّرادُو؟. والصواب: ما هذا التّرادِي؟ وليس في العربية واو ساكنة في آخر الاسم ولا المصدر. وإنما العرب تقول: ترادأ فلان ترادؤاً، بالهمز، فإذا خففوا قالوا: الترادي.

(ز) ويقولون: جاء بلا تربُّق. والصواب: بلا ترفُّق، يقال: رَفَق الرجل يرفُق رِفْقاً وتَرفُّقاً.

ص: 181

(ص) ويقولون في قول كُثيّر:

ولما وقفنا والقلوبُ على الغَضَى

وللدمعِ سَحٌ والفرائِصُ تُرْعَدُ

يقولون: ترعد بفتح التاء، والصواب: تُرعَد بضمها.

(ق و) وتقول العامة تَدَرْمَن على الشيء. والصواب: تمرّنَ.

قلت: يقولونه بدال وراء، والصواب بالميم والراء المشددة والنون.

(زص) ويقولون: تَدَعْدَعَ البناءُ. والصواب: تذَعْذَع، بالذال، وأصل التّذعْذُع: التفرُّق، قال الحسن البصري رضي الله عنه: لا أعلمنّ ما ضنّ أحدكم بماله، حتى إذا كان عند موته ذعذعه ها هنا وها هنا.

(ص) ويقولون: تدشَّيتُ. والصواب: تجشّأْتُ، بالجيم والهمزة، قال حسان بن ثابت:

ألا طِعانَ، ألا فرسانَ عاديةٍ

إلا تَجشُّؤَكم عندَ التنانيرِ

(ح) ويقولون في مصدر ذَكَر: تِذْكار، بكسر التاء. والصواب

ص: 182

فتحها كما تفتح في تَسْآل وتَسيار وتَهيام، وعليه قول كُثيّر عزة:

وإنّي وتَهيامي بعزةَ بعد ما

تخلّيتُ مما بيننا وتخلَّتِ

وجميع المصادر كذلك، إلا قولك تِلقاء وتِبيان، فأما أسماء الأجناس والصفات فقد جاء منها عدة على تِفعال بكسر التاء، كقولهم: تِجْفاف، وتِمساح، وتِقْصار، وهي المخنقة القصيرة، وتمراد وهي بيت صغير يتخذ للحمام.

(ص) سأل أبو زيد الأخفشَ فقال: كيف تقول يوم التروية؟ أتهمز؟ قال: نعم، قال ولمَ؟ قال: لأني أقول: روّأتُ في الأمر.

قال: أخطأتَ، إنما هو تروَّيت من الماء، غير مهموز.

(س) أخبرني الهِزّاني عن الجَهْمِيّ قال: في الأنصار تَزيدُ ابن جُشم بن الخزرج بن حارثة، وليس في العرب تزيد إلا هذا

ص: 183

وتزيد بن حَيْدان في مَهْرة، وهم الذين تنسب لهم الرِّحال التزيدية، قال علقمة بن عَبَدَة:

............

فكُلُّها بالتّزِيديّاتِ مَعْكومُ

ثم قال الجهمي: وبيت أبي ذؤيب:

......... كأنّما

كُسِيَتْ بُرودَ بَني يَزيدَ الأذْرُعُ

بياء تحتها نقطتان.

(ص) ويقولون: تَسْبيجَة. والصواب: دسْتيجة.

(س ك) حدثنا عون بن محمد، ثنا محمد بن عمران الضبي قال: أنشدنا أبو عمرو الشيباني:

ص: 184

وقربنَ للأحداجِ كُلَّ ابن تسعةٍ

يضيقُ بأعلاه الحَويَّةُ والرَّحْلُ

فقال رجل: ما ابن تسعة؟ فقال: حتى أفكر، فقال الرّجُلُ: إنما هو ابن نِسْعَة - أراد أنه ابن سريعة كالنسعة، وهو على هذه الصفة. فسكتَ.

قلت: قاله أبو عمرو بالتاء، والصواب أنه بالنون.

(وص ق) ويقولون: الشاة تشْتَرّ. والصواب: تجْتَرّ.

قلت: يقولونه بالشين، والصواب بالجيم.

(ق) ويقولون لما يلقى من الشجر: خشب التشتيخ. والجيد أن يقال: خشب التشديخ، يقال: شَدَختُ الغصنَ، ونحوه، إذا كسرته، ويقال له أيضاً: الشُّذابة. وحُكِي عن أبي عمرو أنه يقال: شنّخَ نخلَه، إذا نزع عنه سُلاّه.

(ص) ويقولون: تشحّطَ الصبيُّ، إذا بكى، وتشحّطتِ المرأةُ إذا صاحتْ. وليس كذلك. إنما التشحُّط: التضرّج بالدم.

قلت: هو بالحاء المشددة والطاء المهملتين، تشحّط المقتول بدمه، أي اضطرب فيه وتلطخ به، وما أحسن قول أبي نواس:

ص: 185

يا ناظراً ما أقلعتْ نظراته

حتى تشحّط بينَهنّ قتيلُ

(س ق ك) حدثنا محمد بن الرياشي قال: حدثنا أبي قال: أنشد المفضل الضبي والأصمعي حاضر:

بين الأراك وبينَ النّخْل تشْدَخُهم

زُرْقُ الأسنّةِ في أطرافها الشَبمُ

فقال الأصمعي: يا أبا العباس، فقد صارت الرماح إذن كافر كوبات، لأنها تشدخ، قال: فكيف رويته؟ قال: تسْدَحهم، والسَّدْح: الصرع بطحاً على الوجه أو الظهر.

قلت: السّدْح، بالسين والدال والحاء المهملات، وهو الصرع بطحاً على الوجه أو على الظهر، لا يقع قاعداً ولا متكوراً.

(س ث) روى الأصمعي قول ذي الرمّة:

............

فيها الضفادعُ والحيتانُ تصطخِبُ

قال أبو علي الأصبهاني: أيُّ صوت للسمك؟! إنما هو تصطحب، أي تتجاور.

ص: 186

(ح) ويقولون: الحواملُ تطْلُقْنَ، والحوادثُ تطْرُقْنَ، فيغلطون فيه، لأنه لا يجمع في هذا القبيل بين تاء المضارعة والنون التي هي ضمير الفاعلات. ووجه الكلام أن يلفظ فيه بياء المضارعة كما قال تعالى:(تكادُ السّمَواتُ يتَفَطّرْنَ منه)، وعلى هذا يقال: الغواني يمرحنَ، والنّوق يسرحنَ.

(ز) ويقولون: تطأطأ لها تخْطيكَ، ويذهبون الى الخُطا.

والصواب: تخْطُكَ، أي تَجُزْكَ، ويقال أيضاً: تطامَنْ لها تَجُزْكَ.

(ص) ومن ذلك التطفيف، وهو عندهم التوفية والزيادة، لا يعرفون فيه غير ذلك، ويقولون: إناء مطَفَّف، أي ملآن حتى فاض، أو كاد. وليس كذلك. إنما التطفيف: النقصان، يقال: إناء طفّان، وهو الذي قاربَ أن يمتلئَ، ويروى عن سلمان أنه قال: الصلاةُ مكيال فمَنْ وفّى وُفِّيَ له، ومَنْ طفّف فقد علمتم ما قال الله تعالى في المطفِّفين.

ص: 187

(ق و) والعامة تقول للمرأة: تعالِي. والصواب تعالَيْ، بفتح اللام.

قلت: قال تعالى: (فتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنّ

) .

(ص) ويقولون: خمِّروا الإناء، ولو أن تعرِضوا عليه عُوداً، وتَعرضوا، بضم الراء؛ وهو المختار.

(م) ويقولون: تعِبَ الخَضِرُ في حاجةِ الإسكندر. وإنما هو تَعِبَ الإسكندرُ في حاجة الخَضِر.

(ح) ويقولون: لمَنْ يأخذ الشيءَ بقوة: قد تَغَشْرَمَ وهو متغَشرِم.

والصواب أن يقال: تَغَشْمَر، بتقديم الميم على الراء، قال الراجز:

إنّ لها لسائٍِاً عَشَنْزرا

إذا ونَيْنَ ساعةً تَغَشْمَرا

ص: 188

(ق) ويقولون: تِغار. وهو التّيغار، بالياء، على وزن تِفْعال، مثل تِجفاف، وكذا أملاه عليّ أبو زكرياء عن أبي العَلاء في باب تِفعال.

(س) أنشد ابن الأعرابي:

تفاطيرُ الشبابِ بوجهِ سَلْمى

حديثاً لا تفاطيرُ الشرابِ

قاله بتاء فوقها نقطتانِ، وقال: هي آثار الكِبَر، وقال: ليس: نفاطير، بالنون، بشيء.

قال العسكري: وقال أصحابنا: كلهم يقولونه: نفاطير، بالنون.

(ح) ويقولون: تفرّقت الأهواءُ والآراءُ. والاختيار افترقتْ، كما جاء في الخبر: تفترق أمتي كذا وكذا، أي تختلف. فأما التفرق فيستعمل في الأشخاص والأجسام، فإذا قيل: لزيدٍ ثلاثة إخوة متفرقين، كان المعنى أن كُلّ واحدٍ منهم ببقعة، وإن قيل: متفرقينَ، كان المعنى: أحدهم لأبيه وأمه، والآخر لأبيه، والثالث لأمه.

(ص) ويقولون: تفْتَرّ عن بَرَدٍ. والأفصح الأشهر تُفْتَرُّ، على ما لم يسمَّ فاعله، يقال: فُرَّ، وافْتُرَّ.

ص: 189

(ص) ويقولون: تَفَرُ الدابّة. والصواب: ثَفَرٌ، بالثاء. وسُمّي بذلك لمجاورته ثَفْر الدابة، بالإسكان، وهو حياؤها. وأصلها للبؤة.

(ز) ويقولون: تَقَعْور في كلامه. والصواب: تَقَعَّر، وقَعَّر، وهو أن يتكلم بملءِ فيه.

(ز) ويقولون: التَّقْدَمة، في الشيء يقدم فيه. والصواب: تَقْدِمَة، وكذلك ما كان على فَعَّل جاء مصدره على تَفْعِلَة قياساً.

(س) في كتاب العين: تقيّأَت المرأة على زوجها، إذا تثنّتْ عليه متغَنِّجَة. واحتجّ بقول الراجز المظلوم:

تقيأَتْ ذاتُ الدلالِ والخَفَرْ

وإنما هو تفيّأَتْ، بالفاء، وتفيؤها عليه: تميلها وتغنجها دَلاًّ، ومنه يقال: تفيّأَ الزَرعُ.

(وح) ويقولون: أنت تُكْرَمُ عليّ، بضم التاء وفتح الراء. والصواب: تَكْرُمُ عليّ، بفتح التاء وضم الراء؛ لأن فعله الماضي كَرُمَ،

ص: 190

ومن أصول العربية: كُلُّ ما جاء من الأفعال الماضية على مثال فَعُلَ، بضم العين كان مضارعة على يَفْعُل، مثل حَسُن يحْسُن.

(ق و) العامة تقول: تِكريت، بكسر التاء. والصواب فتحها.

(ز) ويقولون: تَكّة. والصواب: تِكّة، والجمع تِكَك.

قلت: يريد أنهم يفتحون التاء والصواب كسرها.

(ص) ويقولون: تلَبّشَ فلان بفلان، إذا تعلق به ولم يفارقه.

والصواب: تلبّس، من اللباس.

(و) وتقول العامة: التّلِّيسة، بفتح التاء، وقال ثعلب: قول الكُتّاب لكيس الحساب: تَلّيسة بفتح التاء غلَطٌ. والصواب كسرها.

(ح ق) ويقولون: تَلِميذُ فلانٍ، بالفتح. والصواب بالكسر.

ص: 191

(ص) ويقولون: إذا كانت الكلابُ تَلِغُ في الماء. والصواب تَلَغُ، بفتح اللام.

(ص) ويقولون: تَماسَى الثوب. والصواب: تمَسّى. ذكر ذلك أبو عبيد في غريب الحديث، وفي رواية تَمَسّأَ، وقال أبو زيد تفَسّى الثوب. وقال: أبو سعيد السُكَّري: هكذا رُوِي عن أبي عبيد: تَمَسّى، والصواب عندي تفَشّى.

قلت: وقد جاء في تمسّى بالسين المهملة والألف، وتفسّى بالفاء والسين، وأيضاً تفشّى بالفاء والشين المعجمة. ولم يقل أحد بقول العوام.

(ح) ويقولون لمن تغيّر وجهُه من الغضب: قد تمَغّر وجهُه، بالغين المعجمة. والصواب فيه: تمَعّر، بالعين المغفلة. ذكر ذلك: ثعلب واستشهد عليه بما روي عن ابن عباس رضي الله عنه: أنّ اللهَ عز وجل أمرَ جبريلَ عليه السلام بأنْ يقلِبَ بعض المدائن، فقال: يا رب فيها عبدك الصالح، فقال: يا جبريل ابدأْ به، فإنه لم يتمعَّرْ وجهُه لي قط، أي لم يغضب لأجلي.

ص: 192

(ح) ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين التمني والترجي، والفرق بينهما واضح، وهو أنّ التمني يقع على ما يجوز أن يكون ويجوز ألاّ يكون لقولهم: ليت الشبابَ يعود، والترجي يختص بما يجوز وقوعه، فلا يقال: لعل الشباب يعود، ولهذا فرق نحاة البصرة بينهما في باب الجواب بالفاء، وأجازوا أن تقع الفاء جواب التمني في مثل قوله عز وجل:(يا لَيْتَني كُنتُ معَهُم فأفوزَ فوْزاً عظيماً) ، ونهوا أن تقع الفاء جواباً للترجي، وضعّفوا قراءة من قرأ:(لعَلّي أبْلُغُ الأسباب، أسْبابَ السّمَواتِ فأطّلِعَ الى إلهِ موسى) ، بنصب أطّلِع.

(ص) ويقولون: تَنَوّر الرجلُ، من النُّوْرَة. والصواب: انْتَوَر، وانْتار ولا يقال: تنوّرَ، إلا إذا أبصر النار.

قلت: انتور، بهمزة وصل، وتقديم النوم على التاء. وأما تنوّرَ، من النار، فلقول امرئ القيس:

ص: 193

تنَوّرتُها من أذرعاتٍ وأهلها

بيثربَ أدنى دارِها نظَرٌ عالِ

(ص) ويقولون: تنخّى الإنسان. والصواب: تنخّع، وتنخّمَ، وهي النُخاعة، والنُّخامة، فأما تنخّى فهو من النّخْوة وهي الكِبْر.

(س ك) قال حماد بن إسحاق: أنشدنا خالد بن كلثوم لرجل من كندة:

فلما رآني قد نزَلْتُ أريدُهُ

تنَحْنَحَ عنّي ساعةً ثمّ أقدَما

فقلت له: ما معنى تنحنح؟ قال: سعَلَ من فرَقي، فقلت له: إن الأصمعي أنشدنا: تنجنج عني، فقال: وما معنى تنجنج؟ قلت: قال معناه تهيّب أمري ثم أقدم.

قلت: صوابه بالجيم، وهو بالحاء خطأ.

(و) تقول العامة: التَّنّين بفتح التاء. والصواب كسرها.

(ق و) وتقول العامة: تنهّسَ النصارى، بالهاء، إذا أكلوا اللحم قُبيل صومهم. والصواب: تنحّسَ، بالحاء.

قال: قرأتُ على شيخنا أبي منصور اللغوي قال: هذا غلط

ص: 194

في اللفظ وقلْبٌ للمعنى الى ضده، أمااللفظ فإنما يقال بالحاء، وأما المعنى فإنما يقال لهم ذلك إذا تركوا أكل اللحم، ولا يقال لهم ذلك إذا أكلوه. قال ابن دريد: هو عربي معروف لتركهم أكل الحيوان، ويقال: تنحّس، إذا تجوّع - كما يقال: توحّش - وكأنه مأخوذ منه، كأنهم تجوّعوا من اللحم.

(ح) ويقولون: تنَوّقَ في الشيء. والأفصح أن يقال: تأنّقَ، كما رُويَ للمنصور، رحمه الله تعالى:

تأنّقْتُ في الإحسانِ لم أكُ جاهِداً

الى ابن أبي لَيْلى فصيّره ذَمّا

فواللهِ ما آسَى على فوْتِ شُكْرِه

ولكنّ فوْتَ الرأي أحدثَ لي هَمّا

(ص) ويقولون: فكُنّا نتحدّث أنّ غسّانَ تُنعِّلُ الخَيْلَ، بتثقيل العين. والصواب: تُنْعِل الخَيْلَ، بالتخفيف، وأكثر ما تقول العرب: أنْعَلْتُ فرسي.

(ز) ومما يوقعونه على الشيء خاصةً، وقد يَشْرَكُه في ذلك غيره، من

ص: 195

ذلك قولهم لتنوير الآس خاصةً: تَنْوِير. والتّنوير: نَوْر الشجر كله، والجمع تناوير.

(ح) تهافَتَ لا تستعمل إلا في المكروه والحَزَن.

قلت: التهافت: التساقط قطعة قطعة، وتهافتَ الفراشُ في النار أي تساقط.

(ص) ويقولون: تُهامة. والصواب: تِهامة، بالكسر، وإذا نسبت إليها قلت: تَهامٍ، كيَمانٍ، وتَهاميّ كيَمانيّ.

(ح) ويقولون: التّوضّي، والتّباطي، والتّبرّي، والتهزّي. والصواب فيه أن يقال: التوضّؤ، والتّباطُؤ، والتّبرّؤ، والتّهزّؤ. وعقد هذا الباب أن كل ما كان على وزن تفعّل وتفاعَل مما آخره همزة كان مصدره على التّفعُّل والتّفاعُل وهمز آخره.

(وح ق) ويقولون: تواتَرَتْ كُتبي إليك. يعنون: اتصلت من غير انقطاع، فيضعون التواتر في موضع الاتصال، وذلك غلط.

إنما التواتُر: مجيء الشيء ثم انقطاعه ثم مجيئه، وهو تَفاعُلٌ من الوتْر وهو الفَرْد، يقال: واتَرْتُ الخبرَ: اتبعتُ بعضَه بعضاً، وبين الخبرين هُنَيْهَة، قال الله تعالى:(ثُمّ أرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرَى) .

(ص) ويقولون: مَنْ تَوضّا بماء غير طاهر. بغير همز، وربما كتبوه بالياء، والصواب: توضّأ، بالهمز.

ص: 196

(ح) ويقولون لمن أخذ يميناً في سعيه: قد تَيامَنَ، ولمن أخذ شمالاً: قد تشاءَمَ.

والصواب أن يقال فيهما: يامَنَ وشاءَمَ، وأن يقال للمُستَرْشِد: يامِنْ يا هذا، وشائِمْ: أي خُذ يميناً وشمالاً.

فأما معنى تَيامَنَ وتشاءَمَ فأن يأخذ نحو اليَمَن والشام، فإذا أتاهما قيل: أيْمَنَ، وأشأمَ، كما يقال إذا أتى تهامة ونجداً: قد أَتْهَم، وأنْجَد.

(ص ح) ويقولون: للوَعِلِ المُسِنّ: تَيْتَل، بتاءين، يكْنُفانِ الياءَ، كلتاهما معجمةٌ باثنتين من فوق، وهو في كلا م العرب: الثّيْتَل، بإعجام الأولى منهما بثلاث.

(ق) يقولون: جئت تِي ألقاء. يريدون حتّى ألقاك.

ص: 197