الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الباء الموحدة
(ك) حدثنا عون بن محمد الكندي قال: ثنا محمد بن عمر الجُرجانيّ قال: صحّف ابنُ الأعرابي في شعر الكُمَيت وأنا حاضر فأنشد:
فبانُوا من بَني أسَدٍ عليهم
…
نجارٌ مِنْ خُزَيْمَةَ ذي القَبولِ
فقلت له: إنما هم فباتوا، فلَوَى شِدْقَه، فقلت: إنّ بعد هذا البيت ذكر المبيت:
وقالوا والأيامِنُ مُنْتَماهُم
…
فيا بُعْدَ المَبيتِ من المَقيلِ
فقال: لا يلتفت الى هذا. ثم بلغني أنه كان ينشده كما قلته له.
(ز) يقولون: باعٌ لأوسع الخُطا. والباع ما بينَ طَرَفَيْ يدَي الإنسان إذا مدَّهما يميناً وشمالاً، ويقال له بُوعٌ، وقد بُعتُ الحبلَ إذا قستَه بباعِك.
قلت: وقد ضبطوا طولَه، إذا أُطلقَ، كم مقداره؟ فقالوا: هو أربع أذرع.
(ص ز) ويقولون: باعوض، فيلحقون الألف. والصواب: بَعوض.
قلت: شاهده قوله تعالى: (إنّ اللهَ لا يَسْتَحْيي أن يَضرِبَ مَثلاً مّا بَعوضةً فما فوْقَها) .
(ق ص ح) يقولون إذا أصبحوا: سَهِرنا البارحةَ، وسَرَينا البارحةَ، والاختيار، على ما حكاه ثعلب، أن يقال: مذْ لَدُن الصبح الى أن تزول الشمس: سَرَينا الليلة، وفيما بعد الزوال الى آخر النهار: سهِرنا البارحة. ويتفرّع على هذا أنهم يقولون مذ انتصاف الليل الى وقت الزوال: صُبِّحتَ بخيرٍ، وكيف أصبحتَ، ويقولون إذا زالت الشمس الى أن ينتصف الليل: مُسّيتَ بخيرٍ، وكيف أمسيتَ، وجاء في الأخبار المأثورة أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انْفَتَل من صلاةِ الصُبْحِ قال لأصحابه:(هلْ فيكُم مَنْ رأى رُؤْيا في لَيْلَتِه؟) .
(س) أنا محمد، أنا أبو ذكوان: حدّثني أبو دُفاقة بن سعيد الباهلي قال: قرأنا على الأصمعي شعر الراعي فبلغت قوله:
وكأنّ رَيِّضَها إذا باشَرْتَها
…
كانت معاودةَ الرحيل ذَلولا
فقلت له: ما معنى: باشرتها؟ قال: ركبتها، من المُباشرة. فسألنا أبا عبيدة عن ذلك فقال: صحّف واللهِ، إنما هو: ياسرتها، إذا لم تُعارِّها وتَعْتَسِرْها، قال: ومنه قول عنترة:
إذا يوسِرَتْ كانتْ وَقوراً أديبَةً
…
وتحسِبُها إنْ عُوسِرَتْ لمْ تأدَّبِ
قلت: الصواب: ياسَرْتَها بالياء آخر الحروف والسين المهملة.
(ح) ويقولون: باقِلاني. والعربُ لم تُلحِقْ الألفَ والنونَ في النّسب إلا في أسماء محصورة، كقولهم للعظيم الرقبة رَقَبانيّ، وللكثيف اللّحية لِحْيانيّ، وللوافر الجُمّة جُمّانيّ، وللمنسوب الى الرّوح روْحانيّ، والى مَنْ يَرُبُّ العِلْمَ رَبّانيّ، والى من يَبيع الصّيْدَل والصّيْدَن صَيْدلانيّ وصَيْدَنانيّ.
والصواب أن يقال: باقِلّيّ فيمن قَصَر، لأن المقصور إذا تجاوز الرباعي حُذِفَتْ ألفه كقولهم في حُبارَى حُباريّ وفي قَبَعْثَرَى قَبَعْثَريّ، ومن مدّ الباقِلاء قال باقِلائيّ، كما ينسب الى حِرْباء حِرْباويّ وحِرْبائيّ. فأما النّسبُ الى بَهْراء بَهْراني والى صَنْعاء صنعانيّ فهو من شواذّ النسَب.
(ح) ويقولون باتَ فلنٌ، أي نامَ. وليس كذلك، بل معنى باتَ: أظَلّه المَبيتُ وأجنّه الليلُ، وذلك سواء أنام أم لم ينَمْ، ويؤيدُه قولُه تعالى:(والذين يَبيتون لَبِّهمْ سُجَّداً وقِياماً)، وقولُ الشاعر:
باتوا نِياماً وابْنُ هِنْدٍ لمْ ينَمْ
باتَ يقاسيها غلامٌ كالزلَمْ
(و) والعامة تقول: البارِيّة. وهو البورِيّ والباريّ.
(و) وهو الباءَة، اسم للنكاح، والعامة تقصره.
(ص) ويقولون في قول الشاعر:
أوَميضُ برْقٍ أمْ تألُّقُ بارِقِ
…
أم رِيعَ قلْبُك للخَيالِ الطّارِقِ
يقولون بارِقِ بالباء الموحدة، وهو يارق، بالياء باثنتين من تحت، واليارق الحُليّ، يقال فيه: يارِق ويارَق، بفتح الراء وكسرها.
(و) العامة تقول: ما رأيته بَتّةً. والصواب: ما رأيته البَتّةَ.
(ص) ويقولون للذي يخرج في الأجسام: بَثَرٌ. والصواب: بَثْرٌ، بالسكون، الواحدة بَثْرَة، كتَمْرةٍ وتَمْرٍ.
(و) العامة تقول: بِثْقُ السّيْلِ، بكسر الباء، والصواب فتحها.
(ص) ويضمون الباء من بثنة حيثما وقعت من شعر جميل كقوله:
يا بَثنَ إنّكِ قد ملَكْتِ فأسْجِحي
…
وخُذي بحَظِّكِ منْ كَريمٍ واصِل
والصواب فتحها، وإنما تضم إذا جاءت مصغرة، تقول بُثَيْنَة فإن كبرتها رددتها، كما تقول: عَمْرة وعُمَيْرَة.
(س ث) قال أبو عثمان: أنشد الأصمعي يوماً قول عنترة:
وآخر منهمُ أجررتُ رُمْحي
…
وفي البَجَليّ مِعْبَلَةٌ وَقيعُ
فقال له كيسان: ثبِّتْ روايتَك يا أبا سعيد! فقال: كيف هو عندك يا أبا سليمان؟ فقال: وفي البَجْلي بإسكان الجيم، فقال الأصمعي: النسبة الى بَجيلَة بَجَليّ. فقال: من ها هنا جاء الغلط لأن هذا منسوب الى بِطْنٍ من سُلَيم يقال لهم بنو بَجْلة. فقَبِلَه منه.
(س) ويقولون: البُحْتَري لهذا الشاعر. والصواب البُحْتُري بضم التاء. فأما أبو البَخْتَري من رواة الأحاديث فبالخاء معجمة وفتح الباء والتاء.
(ح) ويقولون لِما ينْبُتُ من الزرع بالمطر بخس فيخطئون بما تلفظ به
العجم ولا تعرفه العرب، ووجه الكلام أن يقال: عِذْيٌ كما تقول: أرض عَذاةٌ وعَذيّةٌ، إذا كانت لَيّنَ تكتفي بماء المطر.
(ص ز) ويقولون: بحْرٌ لِما كان مِلْحاً خاصة، والبَحْرُ يكون للعَذْب والمِلْح، قال الله تعالى:(وهو الذي مرَجَ البَحْرَيْنِ هذا عذْبٌ فُراتٌ) ، فسمّى العذْب بَحْراً، وإنما يسمى البحر لاتساعه ومنه اشتقاق البَحِيرَة وهي المشقوقة الأُذن، وفرسٌ بَحْرٌ، إذا كان واسع الخَطْوِ.
(ح) ويقولون: اعملْ بحَسْبِ ذلك، بإسكان السين. والصواب فتحها، لتطابق معنى الكلام، لأن الحَسَبَ هو الشيء المحسوبُ المماثلُ والمقدَّرُ، وأما الحَسْب بالسكون فهو الكِفاية، ومنه قوله تعالى:(عَطاءً حِساباً)، والمعنى في الأول: اعملْ على قدر ذلك.
(و) العامة تقول البُخُور. بضم الباء. والصواب: بَخور، بفتح الباء.
(ص) ويقولون: بِختيار بكسر الباء. والصواب فتحها.
(و) والعامة تقول: بَخَسْتُ مُقْلَتَه. بالسين والصواب: بخصت، بالصاد.
(ص) ويقولون: ابن بَخْتِيشوع. والصواب: يَخْتَيْشُوع، بفتح التاء.
(ق) ويقولون: فلان بَدَنٌ من الأبْدان. وليس للبَدَنِ ها هنا موضع، وإنما هو: بَدَلٌ من الأبْدال، وهُم المُبَرِّزون في الصلاح، وسُمّوا أبْدالاً لأنهم إذا مات منهم واحد أبدل اللهُ مكانه آخر، والواحد بِدْلٌ وبَدَلٌ وبَديلٌ.
قلت: الأول بكسر الباء وسكون الدال، والثاني بفتح الباء والدال والثالث بزيادة ياء - آخر الحروف - بعد الدال.
(ز) ويقولون: لبستُ بَدْلَةً من ثيابي.
والصواب: بِذْلَة بالذال المعجمة وكسر الباء.
(ص) ويقولون: يوم بَدَريّ وليلة بَدَريّة، بفتح الدال.
والصواب: بَدْريّ بإسكان الدال، لأنه منسوب الى البَدْر.
(س) قال أبو عُمر الجَرْميّ في مجلس الأصمعي: ما بقي شيء من العربية والغريب إلاّ أحكمتُه، فقال له الأصمعي: كيف تنشد هذا البيت:
قد كُنّ يَخْبأْنَ الوجوهَ تَسَتُّراً
…
فالآنَ حينَ بدَأْنَ للنُّظارِ
أو حينَ بَدَيْنَ؟ فقال: حينَ بَدَيْنَ، فقال: أخطأتَ فقال: حين بَدَأنَ، فقال: أخطأتَ، إنما هو حين بَدَوْنَ، من بَدا يَبْدو إذا ظهر.
(س) في كتاب العين: البَرَدُ: هو الماء البارد، حيث يقول:
يَسْقونَ مَنْ وَرَدَ البريصَ عليهمُ
…
بَرَداً يُصَفِّقُ بالرحيقِ السّلْسَلِ
ثم فسّره فقال: يريد به الماء البارد. إنما هو بَرَدى، مُمالٌ، اسم نهر بدمشق معروف.
(ص ز) ويقولون لنبتٍ ينبت قبل الصيف: بِرْواق. والصواب: بَرْوَقٌ، على مثال فَعْوَل، واحدته بَرْوَقَةٌ، عن الأصمعي، قال الشاعر:
تطيحُ أكفُّ القومِ فيها كأنّها
…
يُطيح بها في الرّوع عيدانُ بَرْوَقِ
(ز) ويقولون: لحْمٌ بُرّيْق، فيشددون. والصواب: بُرَيْق تصغير بَرْق، والبَرْق: الخروف إذا أكل واجْتَرّ، وجمعه بُرْقان، فارسيّ مُعرَّب، وكان أصله بَرَه، فقيل: برق، والقاف تخلف الهاء في الأسماء الفارسية إذا عُرِّبتْ.
(م ز) ويقولون: جئتُ مِن بَرّا. والصواب: جئتُ من بَرٍّ، وذهبتُ بَرّاً، والبَرُّ خلاف الكِنِّ، هو أيضاً ضد البحر، والبَرِيّة منسوبة الى البَرِّ.
(ص) ويقولون: قائم على بَراثِمه. والصواب: على براثِنِه، بالنون، والبراثنُ من السباع بمنزلة الأصابع من الإنسان.
(ص) ويقولون: بَرَغْواطة. والصواب: بَلَغْواطة بلام مفتوحة وسكون الغين، والنسب إليها: بَلَغْواطيّ. أخبرني بذلك الشيخ أبو بكر عن أبي عبد الله القزاز.
(ص) ويقولون لقبيلة من الروم البُرْغل. والصواب: البُلْغَر.
قلت: يريد بباء مضمومة ولام ساكنة بعدها غين معجمة مفتوحة.
(ص) ويقولون: بِرْبِريّ. والصواب: بَربَريّ، وهو يتكلم بالبَرْبَريّة، بفتح الباءين.
(ح) ويقولون للمأمور ببِرِّ والديه: بِرَّ والدك، بكسر الباء. والصواب فتحها، لأنها تفتح في قولك يَبَرُّ، وعقد هذا الباب: أن حركة أوَّل فعل الأمر من جنس حركة ثاني المضارع، فتقول بَرّ أباك، لانفتاحها في قولك يَبَرُّ، وتضم الميم في قولك مُدَّ لانضمامها في
قولك يَمُدّ، وتكسر الخاء في خِفَّ في العمل، لانكسارها في قولك يَخِفُّ.
(وق) ويقولون لمن ينسبونه الى السَّرِقة: بُرجاص اللص. وإنما هو بُرجان بالنون، وهو فُضَيل بن بُرجان، ويقال: فَضْل، أحد بني عُطارد من بني سعد، كان مولى لبني امرئ القيس وكان له صاحبان يقال لهما سهم وبسّام، فقتلهم مالك بن المنذر بن الجارود، وصَلَبَ ابنَ بُرجان بعدما قتله في مقبرة العتيك، وكان الذي تولى ذلك شعيب بن الحبحاب، وأخذ اللصوص المُشَهَّرينَ بالبصرة فقتلهم، فقال خلَفُ بن خَليفة:
إنْ كُنتِ لم تسألي سهماً وصاحبه
…
عن مالك فسَلي فَضْلَ بن بُرْجانِ
يُخْبِرْكِ عنه الذي أوفى على شَرَفٍ
…
حتى أنافَ على دُورٍ وبنيانِ
(وق) ويقولون: دِيارٌ براقع للخالية. وإنما البراقع جمع بُرقع، وهو ما تجعله المرأة على وجهها. والصواب: بلاقع، وفي الحديث: اليمينُ الفاجرةُ تدَعُ الدّيارَ بَلاقِعَ.
(و) والعامة تقول: بَرَرت والدي وبَرَرت في يمين. والصواب بَرِرت، بكسر الراء.
(ز) ويقولون: بُرَكَة. والصواب: بُرْكَة، على مثال فُعْلَة، حكى ذلك أبو نصر عن الأصمعي، والجمع بُرَك مثل ظُلْمة وظُلَم وجُمّة وجُمَم، وهو الباب المطرد في فُعْلَة أن تُجْعَل على فُعَل، وربما أتى على فِعال مثل جُمّة وجِمام وبُرْمة وبِرام، ولا يطرد ذلك اطراد فُعَل، (ز) ويقولون: البِراز للغائط. والصواب: بَرازٌ، البَراز ما برز من الأرض واتسع فكُنِيَ به عن الحدَث، كما كني به عنِ الغائط.
قلت: يريد أنه يكسرون الباء والصواب فتحها.
(ز) ويقولون لضَرْبٍ من العصافير: بِراطيل. والبراطيل حجارة مستطيلة، قال ذو الرمة:
وآذانِ خيلٍ في براطيلَ خُشِّشَتْ
…
بُراهُنَّ منها في مُتونِ عِظامِ
وواحدها بِرْطيل (و) والعامة تقول: بَرْهوت. والصواب فتح الراء.
قلت: بَرَهوت على وزن رَهَبوت: بئر عند حضرموت، يقال إن فيها أرواح الكافرين، وفي الحديث: خير بئر في الأرض زمزم، وشر بئر في الأرض بَرَهوت، ويقال: بُرْهوت، بضم الباء، مثل سُبْروت.
(و) وهو البِرْطيل للرّشوة، والعامة تفتح الباء.
(و) وهو البِرجِيس. والعامة تفتح الباء، والصواب كسرها، ويقال إنه اسم للمُشْتَري.
(ق) ويقولون: بَرَشْتَق
…
، وهي الفاختة، واشتقالها من الفخت وهو ضوء القمر، والصواب براشتق بثبوت الألف بعد الراء.
(ص) ويقولون: بيع البَرنامِج. والصواب: البَرنامَج، بفتح الميم، وهي ألواح مجموعة يكتب فيها الحساب، كأنه بيع عدة أثواب علي ما هي مكتوبة في البَرنامَج.
(ص) ويقولون: بُرنُوس. والصواب: بُرْنُس.
(ص) ويسمون عتاق الخيل العربية: براذين. والبراذين عند العرب الزوامل.
(ز) ويقولون: بَزيم للحديدة التي تكون في طرَف حزام السرج، يسرج بها، وقد تكون في طرف المنطقة ولها لسان يدخل في الطرف الآخر من الحزام والمنطقة. والصواب: إبزيم على مثال إفعيل، وفيه لغة أخرى يقال: إبزام والجمع أبازيم، ويقال أيضاً: إبزين ويجمع على أبازين، ويقال للإبزيم أيضاً: زِرْفن وزُرْفُن، وفي الحديث: أنّ درعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذات زَرافن، إذا عُلِّقت بزرافنها شمّرت وإذا أُرسِلَت مستِ الأرض.
(ص) ويقولون لضرب من حلواء السُكَّر بِزْماوَرْد. والصواب: الزُماوَرْد، وكل ما عُمِلَ من السّكّر حَلْوى فهو زُماوَرْد.
(ص) ويقولون: بُزْرُجُمْهُر. والصواب: بُزْرُجُمِهْر. وهو الكثير الحُبّ بالفارسية.
قلت: يريد أنهم يسكنون الميم، والصواب ضم الباء وسكون الزاي وضم الراء والجيم وكسر الميم وسكون الهاء.
(و) العامة تقول: بِرزٌ وبُزور، بالزاي، وهو بالذال المعجمة.
(ص) ويقولون: ابن بَزيغ. والصواب: بزيع بعين غير معجمة.
(ح) ومن ذلك أنهم يكتبون بسم الله أينما وقع بحذف الألف، والألف إنما حُذفت منه، إذا كتب في أول فواتح السور لكثرة استعماله في كل ما يبدأ به، وتقدير الكلام: أبدأ باسم الله، فإذا بَرَز وجب إثباتها، كقوله تعالى:(اقْرأْ بِاسْمِ ربِّك الذي خلَق) .
(ز) ويقولون: بَسْطام فيفتحون أوله. والصواب: بِسْطام بكسر الباء، كذلك كل ما كان على هذا المثال من غير المضاعف لا يجيء إلا مكسورَ الأول أو مضمومَه، خلا حرفاً واحداً رواه الكوفيون فقالوا: ناقة بها خَزْعال أي ظلع.
(ح) ويقولون: أعطاه البِشارة. والصواب فيه ضم الباء، لأن البِشارة
بكسر الباء: ما بشّر به، وبضمها: حق ما تعطي عليه، وأما البَشارة بفتح الباء فإنها الجَمال، ومنه قولهم: فلان بَشير الوجه، أي حسنُه.
(ص) ويقولون للجِلْدَةِ التي يخرج فيها الولَد: بَشيمة، ويجمعونها على بَشايم. والصواب: مَشيمة، بالميم، وجمعها مَشايم.
(و) العامة تقول: بَشَشْتُ به بفتح الشين. والصواب: بَشِشْتُ به بكسر الشين.
(ك) حدّثني إبراهيم بن المعلّى الباهلي قال: كنا عند الطوسي وما سمعته صحف قط إلا في قوله هذا: ما يوم حليمة بِشَرٍّ.
قلت: هو بالسين المهملة وحليمة التي ينسب إليها هذا اليوم هي حليمة بنت الحارث بن أبي شَمِر، كان أبوها وجّه جيشاً إلى المنذر بن ماء السماء، فأخرجت لهم طِيباً في مِرْكَن فطيبتهم به، قال المبرّد: هذا أشهر أيام العرب، يقال ارتفع في هذا اليوم من العجاج ما غطّى عين الشمس حتى ظهرتِ الكواكبُ.
(و) بعض العامة يقول: البَصِرة بكسر الصاد. والصحيح سكونها.
(ص) ويقولون: أبو بُصْرة. والصواب: أبو بَصْرة، بفتح الباء.
(ص) ويقولون: بِضْعَة لحم. والصواب: بَضْعَة.
قلت: يريد أنهم يكسرون الباء والصواب فتحها.
(و) العامة تقول: بَطّيخ بفتح الباء. والصواب: بِطّيخ بكسرها.
(س ك) حدثنا السُّكّري والباهلي قالا: صحف أبو الحسن الطوسي في بيت حاتم فأنشد:
إذا كان بعض الخير مسحاً بخرقة
…
............
وإنما هو: إذا كان نفض الخبز.........
قلت: قاله بالباء الموحدة والعين المهملة في الحرف الأول، وبالياء آخر الحروف وبالراء. والصواب في الحرف الأول بالنون والفاء وفي الحرف الثاني بالباء الموحدة والزاي.
(ص) ويقولون في تصغير بَغْل: بُغَيِّل. والصواب: بُغَيْل.
قلت: هم يشدّدون الياء والصواب سكونها.
(ح) ويقولون: بعثتُ إليه بغلام وأرسلتُ إليه بهدية، فيخطئون. لأن العرب تقول فيما يتصرَّف: بعثته وأرسلته، كما قال تعالى:(ثمّ أرسَلْنا رُسُلَنا تَتْرى)، ويقولون فيما يُحمَل: بعثتُ به وأرسلتُ
به، كما قال تعالى:(وإنّي مُرسِلَةٌ إليهِم بهَديّة) .
وقد عيبَ على أبي الطيب قوله:
فآجرَك الإلهُ على عليلٍ
…
بعثتَ الى المسيحِ به طبيبا
ومن تأوَّل له: قال أراد به أن العليل لاستحواذ العلة على جسمه قد التحق بحيز ما لا يتصرف بنفسه.
(س) روى الأصمعي بيت أوس بن حجر:
أجَوْن تَدارَكْ ناقَتي بِقرًى لَها
…
وأكبرُ ظني أنّ جَوْناً سيَفْعَلُ
فقال ابن الأعرابي: صحّف الدعيُّ! إنما هو: تدارَكْ ناقَتي بقُرابِها، أي ما دمت أطمع فيها، وفي المثل: الفِرارُ بقُرابٍ أكْيَسُ.
قلت: الصواب: بقُرابِها بضم القاف وبعد الألف موحدة وبعدها هاء.
(س ث) خالف الخليلُ بن أحمد الناسَ في أشياء منها: بُغاث، بغين منقوطة، وهذا يوم مشهور من أيام الأوس والخزرج، وهو يوم بُعاث، بعين غير منقوطة.
قلت: قد وَهِمَ ابن دريد في نسبة هذا القول الى الخليل وإنما هو عن الليث وهو الذي ألف كتاب العين.
(وق) ومن ذلك أن العامة تذهب الى أنّ البَقْلَ ما يأكله الناسُ خاصةً دون البهائم من النبات الناجم الذي لا يحتاج في أكله الى طبخ. وليس كذلك. إنما البَقْل العُشْبُ وما يُنبِتُه الربيعُ مما يأكله الناس والبهائم، قال الشاعر:
فلا مُزْنَةٌ ودقَتْ ودْقَها
…
ولا أرضَ أبْقَلَ إبقالَها
(ز) ويقولون للعودِ الذي يُصبَغ به الثياب: بَقَمٌ. والصواب بَقَّمٌ، بالتشديد، قال الأعشى:
بكأسٍ وإبريقٍ كأنّ شَرابَه
…
إذا صُبَّ في المِصْحَاةِ خالَطَ بَقَّما
(و) ويقولون: بقَّل وجهُ الغلام، بالتشديد. والصواب تخفيفه.
(م ز ح) يقولون بَكَرَ بمعنى غدا إليه بُكْرةً. والعرب تقول في كل ما يخفّ
فيه فاعله ويعجل إليه: قد بَكَر إليه، مخففاً، ولو أنه فعل ذلك آخر النهار أو في أثناء الليل، يدل عليه قول ضَمْرة بن ضَمْرة النّهْشليّ:
بَكَرَتْ تلومُكَ بعد وهْنٍ في الدُجى
…
بَسْلٌ عليكِ مَلامتي وعِتابي
(م ز) ويقولون: للذي يُستَقى عليه: بَكَرَةٌ، وبعضهم قد يُقحِم الألف فيقول: بَكارَةٌ. والصواب: بَكْرَة، بالتخفيف، قال زهير:
غَرْبٌ على بَكْرَةٍ أو لُؤلُؤٌ قلِقٌ
…
في السِّلْكِ خان به رَبآهتِه النّظْمُ
ويجمع على بكَرات، قال الراجز:
شَرُّ الدِلاءِ الوَلْغَةُ المَلازِمهْ
والبَكَراتُ شرُّهُنّ الصّائِمهْ
(ز) ويقولون للجارية العذراء بَكْر. والصواب: بِكْر، والجمع أبكار.
قلت: يريد أنهم يفتحون الباء، والصواب كسرها. فأما البَكْر فهو الفَتيّ من الإبل، والأنثى بَكْرَةٌ.
(ح) ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين قولهم بِكَمْ ثوبُكَ مصبوغاً؟، وبِكَمْ ثوبُك مصبوغٌ؟ وبينهما فرق يختلف المعنى فيه، وهو أنك
إذا نصبتَ مصبوغاً كان انتصابه على الحال، والسؤال واقع عن ثمن الثوب وهو مصبوغ. وإن رفعتَ مصبوغاً رفعتَه على أنه خبرُ المبتدأ الذي هو ثوبك، وكان السؤال واقعاً عن أجْرَةِ الصِّبغ، لا عن ثمن الثوب.
(ص) ويقولون للقميص الذي لا كُمَّيْنِ له: بَكيرة، بحرف بين الكاف والقاف. والصواب: بَقيرة بقاف محضة.
(س ث ك) حدثني علي بن الصباح الشيرازي قال: صحف ابن الأعرابي فأنشد بيت جرير، وحدّثنيه يحيى بن عليّ قال: حدثني مَنْ سمِعَ ابن الأعرابي صحّف بيت جرير فأنشد:
وبُكْرَةِ شابِكِ الأنيابِ عاتٍ
…
منَ الحيّاتِ مَسْمومِ اللعابِ
فقال: وبُكْرة، فرد عليه فقال: إنما أراد أنه يُصبَّحُ بالحيّة بُكْرَة، فقيل له: الاحتجاج في هذا لا معنى له، فرجع.
ووجدته بخط ابن مهرة، حدثني محمد بن جرير بن مسفع قال: فقال عبد الله بن يعقوب: إنما هو: ونُكْزَة، فتبقى واجِماً.
قلت: تقول العرب: نَكَزَتْه الحيّةُ، بالنون والكاف والزاي، إذا لدغته بأنفها، فإذا عضته بنابها قيل: نَشَطَتْه ونَهَشَتْه، قال رؤبة:
لا تُوعِدَنّي حيَّةٌ بالنكْزِ
(س ك) ألْقى يوماً عليٌ الأحمر على الأمين ولَدِ الرشيد فقال: تقول العرب: حمراءة وبيضاءة. فقال الكسائي: ما سمعتُ هذا، قال الأحمر: بلى واللهِ سعتُ أعرابياً ينشد، يقال له مزيد:
كأنّ في رَيِّقِه لمّا ابتسَمْ
بلقاءةً في الخيل عن طفل مُتِمْ
يعني السحاب.
فقال الكسائي: إنما هو: بلقاء تَنْفي الخيلَ، أي تطرد.
(ث ك س) قال ابن الأعرابي: قد بَلّغ الشيبُ في لحيته، إذا ابتدأ، فرُدَّ عليه وقيل له: يونس يقول فيه: بلّع، فقال: ولا كرامة، هو بَلّغ، وبقي على هذا مدة ثم قال: يقال للشيب حين يبدو: بلّغ وبلّع.
قلت: قاله ابن الأعرابي بالغين معجمة. والصواب بالعين مهملة.
(ص) ويقولون لما حول الفم: بَلاعم. والصواب مَلاغِم، بالميم والغيم المعجمة، فأما البلاعم فجمع بُلْعوم وهو الحَلْق.
(وص) ويقولون: بَلعتُ بَلْعاً. والصواب: بَلَعاً، بفتح اللام.
(ص) ويقولون: فيك بَلْهٌ. والصواب بَلَهٌ، بفتح اللام.
(زص) ويقولون: بَلْقيس. والأكثر والأصوب: بِلْقيس، بكسر الباء.
(ص) وربما قالوا للأبقع من الكلام وغيرها: بُلَيَّق.
والصواب: بُلَيْقٌ، بتخفيف اللام على تصغير الترخيم. ومن أمثال العرب: يَجْري بُلَيْقٌ ويُذَمّ.
(ز) ويقولون للبيت المُحَسَّن البناء: بَلاط. والبلاط: الحجارة المفروشة بالأرض. وروى يعقوب عن الأصمعي أن البلاط الأرض الملساء، قال مزاحم:
عَوابِسُ ينْحَتنَ البلاطَ بشدّةٍ
…
يُدارِكْنَ بالإيماضِ عن حَدَقٍ نُجْلِ
(و) والعامة تقول: البَلّور، فتفتح الباء وتضم اللام. والصواب كسر الباء وفتح اللام.
(ص) ويقولون للّقْلَق: بُلاّرِج. والصواب: بَلّورَج، عن ثعلب.
قلت: يريد الصواب بفتح الباء، وتشديد اللام مضمومة، وبعدها واو ساكنة وراء وجيم.
(ص) ويقولون: البَلْح. والصواب: البَلَح، بفتح اللام.
(س ث) حكى ابن دريد، عن أبي حاتم قال: أنشدتُ الأصمعي:
جأباً تَرى بِلِيتِه مُسَحّجاً
فقال: صحّفتَ، إنما هو: تَليلَه مُسَحَّجا، مَنْ أنشدَكه؟ قلت: أعلمُ الناس. فتغافل عني.
قال: ابن دريد: إنما عَنى أبو حاتم أبا زيد.
(وح) ويقولون: بَنى بأهله. ووجه الكلام أن تقول: بَنى على أهله، والأصل فيه أن الرجل إذا أراد أن يدخل على عِرْسِه بَنى عليها قُبّة، فقيل لكل مَنْ أعرس: بانٍ، وعليه فسّر أكثرُهم قولَ الشاعر:
ألا يا مَنْ لذِي البَرْقِ اليماني
…
يلوحُ كأنّه مِصْباحُ بانِ
(م ص ز) ويقولون: بَنيقَة القميص، للقطعة من الشقة بجنب القميص. والبَنيقَةُ: لَبِنَةُ القميص التي فيها الأزرار، وأنشدنا: أبو عليّ قال: أنشدنا ابن الأنباري:
يضُمُّ إليّ الليلُ وأطفالَ حُبِّها
…
كما ضمّ أزرارَ القميصِ البَنائِقُ
(ص ز) ويقولون: طعام ذو بَنّةٍ، إذا كان ذا طِيبٍ ومَساغ.
والبَنّةُ الرائحة الطيبة، يقال: شراب ذو بَنّةٍ، إذا كان طيب الريح.
(ص) ويقولون: بَنَفْسِج. والصواب: بنَفْسَج، بفتح السين.
(ص) ويقولون: بِنْدٌ وخِصْر، والصواب: بَنْد، على وزن طَبْل، وخَصْر، على وزن جَنْب وبَطْن.
(ص) ويقولون: بُنْك الشيء، وهو عند العامة معظمه. وليس كذلك. إنما بُنْكُ كل شيء: خالِصُه.
(س ك) ذكَرَ بسندِه الى عبد الله بن شيخ الأسدي قال: كنا عند
أبي عمرو الشيباني فأنشد للكميت بن زيد الأسدي يمدح مُخلد بن يزيد المُهَلّبي:
وبنيَّ منك الى مَواهِبَ جَزْلَةٍ
…
رِفْداً من المعروفِ غير تعرُّفِ
فقلت له: ما معنى وبَنيّ منك؟ فقال: وهَبَ له أمهاتِ أولاده.
فقلت له: يا هذا ما أنت أعلم بالكميت منا، إنه لم يكن له أمُّ ولدٍ قط، ولم يولَدْ له إلا من ابنة عمه حُبَّى بنت عبد الواحد، فقال: فكيف المعنى؟ قلت: ونُبِئُ منْكَ الى مواهب جزلة، فقال: حسْبُك؛ وقَفْتَني على الطريق.
(ك) صحَّف ابن الأعرابي في أول قصيدة عُبيد الله بن قيس الرقيات التي رثى بها مُصْعَباً:
أتاكَ بياسرٍ نَبأُ جَليلُ
…
فلَيْلُكَ إذ أتاكَ بهِ طويلُ
فقال هو: أتاك بنا سَرنباء جليل، فسئل عن السرنباء، فقال: دابّة من دوابّ البحر!
(س) حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو ذكوان، عن التّوزي عن الأصمعي قال: كنتُ عند شُعبة فأتاه حماد بن سلمة قال شعبة: هذا الفتى الذي وصفته لك، يعنيني، قال حماد كيف تروي:
أولئك قومٌ إنْ بَنوا أحسَنوا
…
فقلت:
…
أحسنوا البِنا، وإنْ عاهدوا أوْفَوا، وإن عقَدوا شَدّوا، فقال حماد لشعبة: ليس كما روى. فقلت: فكيف يا عم؟ قال: البُنا، سمعت أعرابياً يقول: بَنى يَبْني بِناءً، من الأبنية، وبَنى يَبْنو، من الشَرَف. فكنت بعد ذلك أتوقّى حماداً.
قلت: يريدُ البُنا، بضم الباء.
(و) تقول العامة: البَهار بفتح الباء. والصواب ضمها. وهو الحِمْل.
قلت: البُهار بالضم شيء يوزَن به، وهو ثلاثمائة رطل. وقال عمرو ابن العاص: إن ابن الصعبة - يعني طلحة بن عبيد الله - ترك مائة بُهار، في كل بُهار ثلاثة قناطير ذهب، فجعله وِعاءً.
(ح) ويتوهمون أن البَهيم نعت يختص به الأسود، لاستماعهم: ليل بهيم، وليس كذلك، بل البَهيم: اللون الخالص الذي لا يخالطه لون آخر، ولذلك لم يقولوا لليل المقمر ليل بهيم لاختلاطه بضوء القمر، فعلى هذا تقول: أبيض بهيم، وأشقر بهيم. وجاء في الآثار: يُحْشَرُ الناسُ يومَ القيامةِ حُفاةً عُراةً بُهْماً، أي على صفة واحدة: وذلك صحة الأجساد والسلامة من الآفات، ليتم لهم خلود الأبد، والبقاء السرمد.
(ص) ويقولون بِهرام. والصواب فتح الباء. وهو بَهرام بن أرْدَشير، فارسي.
(ص) ويقولون للإصبع: بَهْمُ. والصواب: إبْهام.
(ق) ومن ذلك: البَهْنانة، تذهب العامة الى أنه ذمٌ، يعنون بها المرأة
البَلْهاء، وليس كذلك. بل هي صفة مدح، إذا كانت ضحّاكة مُتهللة، وقيل هي الطيبة الريح الحسنة الخلق، السمحة لزوجها. قال الشاعر:
ألا قالتْ بهانُ ولم تأبّقْ
…
نعِمْتَ ولا يَليقُ بكَ النّعيمُ
أراد بهنانة، وتأبّق: تتأثم.
(وق) ويقولون للشيء تذيب فيه الصّاغةُ من الصُّنّاع: البُوتقَة. قال الخليل: هي البوطَة.
(ق) ويقولون: البوتَنْك وهو الفوتنج، وهذان معربان، والفوتنج بالعربية يسمى الحَبَق.
(ق و) والعامة تقول: البُورَق، لهذا الذي يُلقى في العجين. وهو خطأ، لأنه ليس في الكلام فوعَل بضم الفاء، وكل ما جاء على وزن فَوْعَل فهو مفتوح الفاء، نحو جَوْرَب، ورَوْشَن.
(ص) بيت أبي صخْر الهُذَليّ وهو:
للَيْلَى بذاتِ الجَيْشِ دارٌ عرَفْتها
…
وأخرى بذاتِ البِينِ آياتُها سَطْرُ
الرواية بفتح الجيم من الجَيْش، وكسر الباء من البِين.
(ح) يقولون: المال بين زيد وبين عمرو، بتكرير لفظة بين.
والصواب أن يقال: بين زيد وعمرو، كما قال تعالى:(مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ ودَمٍ) ، والعلة فيه أن لفظة بين تقتضي الاشتراك، فلا تدخل إلا على مثنّى أو مجموع كقولك: المال بينهما والدار بين الإخوة. فأما قوله تعالى: (مُذَبْذَبينَ بينَ ذلك) فإنّ لفظة ذلِك تؤدي عن شيئين، ألا ترى أنك تقول ظننتُ ذلِك، فتقيم لفظ ذلك مقام مفعولَيْ ظننتُ.
(ح) ويقولون للمتوسط الصفة: بيْنَ البَيْنَيْن. والصواب أن يقال: بيْنَ بَيْن، كما قال عبيد بن الأبْرَص:
نَحْمي حَقيقتَنا وبعضُ القومِ يسقُطُ بينَ بيْنا
أي بين العالي والمنخفض.
(وح) ويقولون: بيْنا زيدٌ قام إذ جاءَ عمروٌ، فيتلقّون بينا بإذ.
والمسموع عن العرب: بينا زيد قام جاء عمرو، بلا إذ؛ لأن المعنى فيه: بين أثناء الزمان جاء عمرو، وعليه قول أبي ذؤيب:
بينا تُعانِقُه الكُماةُ وروغه
…
يوماً أتيحَ له جريءٌ سَلْفَعُ
فقال: أتيح، ولم يقل: إذ أتيحَ.
(ح) ويقولون في جمع بيضاء وصفراء وسوداء: بيضاوات وصفراوات وسوداوات. وهو لحن فاحش، لأن العرب لم تجمع فَعْلاء التي هي مؤنثة أفْعَل بالألف والتاء، بل جمعته على فُعْل، نحو: بيض وصُفْر وسُود، كما جاء في القرآن:(ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ ألوانُها وغَرابيبُ سودٌ) .
(ص) قول امرئ القيس:
وتحْسِبُ سَلْمى لاتزالُ تَرى طَلا
…
مِنَ الوحشِ أو بَيْضاً بمَيْثاء مِحْلالِ
يكسرون الباء من بَيْض، والميم من مَيْثاء. والصواب فتحهما.
(ص) ويقولون للبقعة البيضاء، تكون في البر أو البحر: بَيّاضة. والصواب: بَيَاضة، بالتخفيف، لأنه يقال: في عين الإنسان بَياضَة وبَيَاضٌ، وفي عينه كَوْكَبة وكوكب.
(ق) ويقولون: الأيام البيض، فيجعلون البيض صفة الأيام، والأيام كلها بيض، وهو غلط. والصواب أن يقال: أيام البيض، أي أيام الليالي البيض، لأن البيض وصف لها دون الأيام، وهي الثالثة عشرة، والرابعة عشرة والخامسة عشرة. وسميت بيضاً لطلوع القمر فيها من أولها الى آخرها.
(و) العامة تقول: بينهما بَيْنٌ. والصواب: بَوْنٌ بالواو.
(ق) يقولون: بِيْرم النجار، وهو حديدة، بكسر أوله. والصواب فتحه.
(ص) ويقولون: بِيْطار. والصواب: بَيْطار، وبَيْطَر، ومُبَيْطِر. وأصله من البَطْر وهو الشق.
قلت: يقولونه بكسر أوله. والصواب فتحه.