الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الصاد المهملة
(ح) يقولون: هذا أمر يعرفه الصادر والوارد، ووجه الكلام أن يقال: الوارد والصادر، لأنه مأخوذ من الوِرْد والصَّدَر، ومنه قيل للخادع: يُورد ولا يُصدر، ولما كان الوِرْد قبْل الصَّدَر وجَبَ أن يُقَدَّم لفظه. ويماثل قولهم الصادر والوارد قولهم القارب والهارب، فالقارب طالب الماء، والهارب الذي يصدر عنه.
(ح) ومن قبيل ما تثبت فيه الألف في موطن وتحذف في موطن: صالح ومالك وخالد، فتثبت فيها إذا وقعت صفات كقولك: زيدٌ صالحٌ، وهذا مالكُ الدار، والمؤمنُ خالدٌ في الجنّة. وتحذف الألف منها إذا جُعلَتْ أسماء محضة.
(وق) ويقولون لهذا الإناء من الخزف الذي يُتطهَّر فيه: صاغِرَة، بالغين، وإنما هو صاخِرة.
قلت: يريد الصواب بالخاء المعجمة قبل الراء.
(ز) ويقولون لعود الشراع: صارٍ. والصاري الملاح، وجمعه صُرّاء، هكذا روى أبو نصر، وصَوارٍ أيضاً.
(ز) ويقولون لموقف الدابّة: صَبْل، ويجمعونه على صُبول. والصواب اصْطَبْل، وهو من كلام أهل الشام، وجمعه أصاطب، وزعم المبرد أن الهمزة أصلية، وقال: إن الهمزة إذا كانت خامسة فصاعداً فحكمها أن تكون أصلاً إلا في باب اشهباب وإكرام ونحوهما، وقال: إنما يقضي عليها بالزيادة إذا كانت أولاً رابعة. وتصغير اصطبل على نحو جمعه: أُصَيْطِب، وقال بعض النحويين: جمع اصطبل: صطابل وتصغيره صُطَيْبِل، وقال: أحذف الهمزة كما أحذفها من إبراهيم وإسماعيل، والحجة في حذفها أنها وإن كانت غير زائدة فهي من حروف الزوائد، ألا ترى أنّ بعضهم يصغر فرزدقاً وشمردلاً على فُرَيزق وشُمَيْرِل، ويجمعهما على ذلك. قال أبو بكر الزبيدي: والقول الأول أحبّ إليّ، لأن القياس أن يأخذ التصغير والجمع حقَّهما ثم يرتدعانِ فيحذف ما بعد الحرف الذي ارتدعا عنده، بل لا يجوز غيره عند سيبويه، لأنه لا يجوز عنده أن
يُحذَف من الخماسي إلا آخره، وإن كان الرابع من الحروف التي تشبه الزوائد ولم يكن زائداً جاز حذفه مثل النون في خَدَرْنَق والدال في فرزدق، ولا يجوز عنده حذف الثالث البتة مثل الميم في جَحْمَرِش.
(وح) ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين قولهم: زيد يأتينا صباحَ مساءٍ على الإضافة، ويأتينا صباحَ مساءَ على التركيب.
وبينهما فرق مختلف المعنى فيه: وهو أن المراد به مع الإضافة أنه يأتي في الصباح وحده، وتقدير الكلام يأتينا في صباحِ مساءٍ.
والمراد به تركيب الاسمين وبنائهما على الفتح أنه يأتي في الصباح وفي المساء، وكان الأصل هو يأتينا صباحاً ومساءً فحذفوا الواو العاطفة وركب الإسمان وبُنيا على الفتح لأنه أخفّ الحركات، كما جُعِلَ في العدد المركب من أحدَ عشرَ الى تسعةَ عشرَ.
(ق) وهي الصحراء، ولا تقلْ الصحراه، بالهاء.
(ح) ويقولون لمن يقتبس من الصُّحُف: صُحُفِيّ، مقايسةً على قولهم
في النسب الى الأنصار أنصاريّ والى الأعراب أعرابيّ. والصواب عند النحويين البصريين أن يوقع النسب الى واحدة الصحف وهي صحيفة فيقال صَحَفيّ، كما يقال في النسب الى حَنيفة: حَنَفيّ، لأنهم لا يرون النسبة إلا الى الواحد، كما يقال في النسب الى الى الفرائض: فَرَضِيّ، والى المفاريض، مِفْراضيّ، اللهم إلا أن تجعل الجمع اسماً علماً للمنسوب إليه، فيوقع النسب حينئذ الى صيغته، كقولهم في النسبة إلى قبيلة هوازن: هَوازِني، والى حي كِلاب: كِلابيّ، والى الأنبار: أنباريّ، والى المدائن: مدائنيّ، فإنه شذّ عن أصله.
(ز) ويقولون لجماعة الصاحِب: صَحابٌ، والصواب: صِحاب، بالكسر ولا يكون فَعالٌ جمعاً مكسراً، إلا قولهم شَباب لجماعة الشّابّ، فأما نَعام وحَمام فمن الجمع الذي ليس بينه وبين واحدِه إلا الهاء.
(و) والصِّحْناءُ والصِّحْناءَةُ، ممدودان. والعامة تقول: صَحينَة.
(و) العامة تقول: صَحَتِ السماءُ، فهي صاحِية. والصواب: أصحتْ، فهي مُصْحِيَة.
(و) والعامة تقول لعيد الفُرس الذي يوقدونَ فيه النيرانَ ليلاً: الّدى. والصواب فيه الصَّدَق.
قلت: يريد الصدق بالقاف بعد الدال.
(ص) ويقولون: صُرّة البطن وسُرّة الدراهم. والصواب: سُرّة البطن وصُرّة الدراهم.
(ص) ويقولون: فعلت ذلك صُراحاً. والصواب صِراحاً بكسر الصاد مصدر صارَحتُ بالأمر صِراحاً.
فأما الصُّراح فهو الخالص من كل شيء.
(ص) ويقولون: ريح الصّعانين. والصواب بالسين، وهو يوم معروف يسمّى عيد السعانين، وهو عيد الزيتون عند النصارى.
(و) العامة تقول: صَعلوك. والصواب ضم الصاد.
(و) تقول العامة: صَعُق فلان، بضم العين. والصواب كسرها إلا أنْ تكون قد أصابته صاعقة.
(ص) ويقولون: الصُّغْر والكُبْر والغُلْظ والقُدْم.
والصواب: صَغُرَ صِغَراً، وكبِرَ كِبَراً، وغَلُظً غِلَظاً، وقَدُمَ قِدَماً، وعظُم وعِظَماً وعُظْماً، هذه وحدها فيها لغتان.
(ص) ويقولون للدفتر: صِفْر. والصواب: سِفْرٌ، قال الله تعالى: (
…
كمَثَلِ الحِمارِ يحْمِلُ أسفارا
…
) ، فأما الصِّفْر فهو الخالي.
(ص) ومما يُشكَل من هذا الباب: أبو الصّقْر الشاعر، بالصاد والقاف، وكذلك عبد الله بن الصَّقْر من رجال الحديث، فأما ابن أبي السَّفَر من رجال الحديث فبالسين والفاء.
(زص) ويقولون لضرب من سباع الطير: صَقْر. والصَّقْر كل ما يصيد من سباع الطير، قال العجاج:
تَقَضِّيَ البازي من الصُّقورِ
وزعم قوم أن كل ما يصيد يقال له صَقْرٌ إلا النَّسْر والعُقاب.
(و) العامة تقول: صِفْرٌ، للنحاس. والصواب بالضم من أوله.
(و) تقول العامة: قد صُلِبَ الشيءُ. والصواب فتح الصاد وضم اللام، وإلا فذاك إخبارٌ عمن صُلِبَ وصار مَصْلوباً.
(ق) ومن ذلك الصَّلَف، تذهب العامة الى أنه التِّيه، والذي حكاه أهل اللغة في الصَّلَف أنه قِلّة الخير، يقال: امرأة صَلِفَة، أي قليلة الخير لا تحظى عند زوجها، ومن أمثالهم: رُبَّ صَلَفٍ تحت الرّاعدة.
(ز) ويقولون للسيف: صِمْصامَة وصِمْصام، فيكسرون. والصواب بالفتح.
(ص ز) ويقولون: صُمْعَة المسجدِ، ويجمعونها على صُمَع. والصواب صَوْمَعَة والجمع صَوامِع، قال أبو نصر: أتانا بثريدة مُصَمَّعة، إذا دقَّقها. ويقال: بَعَرات مُصَمَّعات، إذا كانت مُلتَزِقات عِطاشاً فهي ضُمْرٌ.
(ص و) العامة تقول: صُنَارة المغزل. والصواب كسر الصاد.
(ص) ويقولون: عود صِنْفِي. والصواب صَنْفِيّ.
قلت: الصواب فتح الصاد.
(زص) ويقولون لضرب من الشجر: صُنُوبَر. والصواب صَنَوْبَر، والصَّنَوْبَريّ الشاعر.
قلت: الصواب فتح الصاد والنون.
(ز) ويقولون: صَنيفة الثوب، ويجمعونها على صَنائف، كما يجمعون فضيلة على فضائل. والصواب صَنِفَة والجمع صَنِفات، والصَّنِفَة: طُرّة الثوب، والطُّرّة: شبه العَلَم يكون بجانبه على حاشيته.
(ص) ويقولون في جمع صُورة: صِوَر بكسر الصاد، وهو جائز إلا أن ضم الصاد أفصح.
(م ز ص) ويقولون: صِئْبانة. والصواب: صُؤَابة، وجمعهما صُؤاب، وجمع الجمع صِئبان، كما يقال غُراب وغِربان.
(ص) ويقولون للكلب القصير: صِينيّ، والصواب: زِئْنيّ، بالزاي والهمز.
(س ك) حدثنا أبو علي بن الخرساني قال: جلس اليعقوبي وابن مكرَّم الى ابن أبي فَنَن فمرّ به صَعوداء، أبو سعيد محمد بن هُبَيرة، فجلس إليهم فأنشد صَعوداء:
بكيتُ صِيانة وبكيتُ شَوْقاً
…
كذاك الدّهْرُ أضْحَكَني وأبكَى
فقال اليعقوبي: يا سلحة الفراء! لو كانت صيانة ما بكيت وإنما هو صبابة. فاستحيا وقام.