الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الدال المهملة
(ص) يقولون: دامُوس. والصواب: ديماس، والجمع دياميس، فأما الداموس فهو القبر.
قلت: الديماس سجن كان للحجاج بن يوسف، فإن فتحت الدال جمعته على دياميس، مثل شيطان وشياطين، وإن كسرتها جمعته على دماميس مثل قيراط وقراريط، وسمي بذلك لظلمته، ويسمى السَّرَب ديماساً. وفي حديث المسيح: أنه سَبْط الشعرِ كثيرُ خِيْلانِ الوجهِ كأنه خرَج من ديماس، يعني في نضرته وكثرة ماء وجهه كأنه خرج من كنّ.
(ح) ومن أوهامهم في الهجاء أنهم لا يفرقون بين ما يجب أن يكتب بواو واحدة وما يكتب بواوين.
والاختيار عند أرباب العلم أن يكتب داود وطاوس وناوس بواو واحدة للتخفيف، وكذلك يكتب مسئول ومسئوم ومشئوم بواو واحدة، ويكتب ذوو بواوين لئلا يشتبه بواحدِه وهو ذو.
(ز) ويقولون: الدِّبيران لذباب يلسَع. وهي الزنابير، واحدها زُنبور.
(و) تقول العامة: آخر الداء الكيّ. والصواب آخر الدواء الكيّ.
(ص) ويقولون في الدُّبّا والمزفت، بالقصر. والصواب الدُبّاء بالمد.
قلت: الدُبّاء القرع، الواحدة دُبّاءَة، قال امرؤ القيس:
إذا أقبلتْ قلتَ دُبّاءَةٌ
…
............
(ق) ومن ذلك الدُّبُر. تذهب العامة الى أنه الاست.
ودبر كل شيء خلاف قُبُله، بضم الدال ما خلا قولهم: جعل فلان قولك دَبْرَ أذنه، أي خلف أذنه، بفتح الدال.
(ص) ويقولون: دُبَير الأسدي، تصغير أدبر كما في قول من قال في أبلق: بليق، وفي أسود: سويد.
وإنما هو تصغير دَبِر لأنه سمي بذلك من كون السلاح أدبر ظهره، أي ترك به دَبْراً، وهؤلاء القبيلة بنو دُبَير.
(س ك) حدثنا محمد بن عبد الله الحَزَنْبَل قال: سمعت الطوسي يقول: سمعت أبا عبيد يقول: ما بالدار عَريب ولا دِبّيح، فقلت: إن العلماء يقولون دِبّيج بالجيم، فأنكر قليلاً ثم قال: اضربوا عليه.
قلت: قال الجوهري: ما بالدار دِبّيج، بالكسر والتشديد، أي ما بها أحد، وشكّ أبو عبيد في الجيم والحاء، وقال ابن السكيت: وسألت عنه بالبادية جماعة من الأعراب فقالوا: ما بالدار دِبِّيّ، وما زادوني على ذلك، ووجدت بخط أبي موسى الحامض: ما بالدار دِبّيج، موقع بالجيم، عن ثعلب، انتهى.
قلت: أنشد ابن الأعرابي:
هلْ تعرِفُ الرّسومَ من ذاتِ الهُوجْ
ليْسَ بِها منَ الأنيسِ دِبّيجْ
قلت: كأنه من الدَّبْج وهو النقش والتزيين، من الدِّيباج.
(س) قُرئ على الأصمعي يوماً في شعر أبي ذؤيب:
بأسفل ذاتِ الدَّبْر أُفرِدَ جحشها
…
فقد ولِهَتْ يومين فهْيَ خَلوجُ
فقال الأصمعي: ذات الدبر مكان. فقال أعرابي حضر المجلس: إنما هو ذات الدير وهي ثَنّية عندنا. فأخذ الأصمعي بذلك فيما بعد.
قلت: يريد الصواب ذات الدير بالياء آخر الحروف.
(ص) ويقولون أبو دِجانة. والصواب دُجانَة، بضم الدال.
قلت: هذه كُنية سِماك بن خَرَشَة الأنصاريّ رضي الله عنه.
(ص و) وهذه دَجاجَة، والجمع دَجاج. والعامة تكسر الدال، وهي لغة رديئة.
(و) تقول العامة: دَرْهم بفتح الدال. والصواب دِرْهم، بكسر داله. وقال ابن الأعرابي: تقول العرب: دِرْهَم ودِرْهِم ودِرْهام.
قلت: الثلاثة بكسر الدال. والأول بفتح الهاء والثاني بكسرها.
(و) العامة تقول: أتيت الدِّجْلَة، بالألف واللام. والصواب دِجْلة، كما تقول: أتيت مكة.
(وص) ويقولون: فلان يطلب دَحْلِي. والصواب: ذَحْل بالذال المعجمة، والذّحْل: الثأر والتِّرَة.
(وق) ويقولون دُخّان الأذن، بالنون، لدابّة كثير الأرجُل، ويذهبون الى تشبيهها بالدخان. ولا معنى لذلك. إنما هو دَخّال الأذن، فعّال من الدخول، أي أنه يدخل الأذن كثيراً، والعرب تسمي هذه الدابة الحريش، على وزن حريص.
(و) وهذا الدُّخَان بتخفيف الخاء وجمعه دواخن. والعامة تشدد الخاء وتجمعه على دخاخين.
(ص) ويقولون: جعله الله دُخراً في الآخرة، وهذا دخيرة من دخائر الملوك. والصواب بالذال المعجمة في جميع ذلك.
فأما قولهم: ادّخرت ادِّخاراً وهو مُدَّخر، فإنما انقلبت دالاً للإدغام لأن الأصل اذدخرت واذتخرت ومذتخر. ومثلُ ذلك مُدَّكِر.
فإذا قلت: مذخور فهو بالذال معجمة لأنه لا إدغام فيه، وإنما هو كقولك مذكور.
(ز) ويقولون: دُرْعَة القميص. والصواب: دُرّاعة، على مثال فُعّالة واشتقاقها من الدِّرْع.
والعامة لا تعرف الدِّرْع إلا درع الحديد. والدِّرْع أيضاً القميص، قال امرؤ القيس:
............
…
إذا ما اسبكرّتْ بين دِرْعٍ ومِجْوَلِ
(ز) ويقولون: دَرّاج بفتح أوله. والصواب: دُرّاج، ودرائج للجميع.
ويقولون: أرض مَدْرَجة، إذا كثر فيها الدُّرّاج، وقال يعقوب: يقال لبعض الطير دَرَجَة، وروى سيبويه دُرَّجة بالتشديد.
(زص) ويقولون لِما نتأ في بدن الإنسان وسائر جسمه من علّة أو مهنَة: دَرَن. وليس كذلك.
إنما الدّرَن الوسَخُ يعلو الجِسْم وغيرَه، ومن أمثالهم: لا دَرَنَكِ أنقيتِ ولا ماءَكِ أبقيتِ.
(ص) ويقولون: هم في دَرْكَلة. والصواب دِرْكِلَة، وهي لعبة
للعجم، وفيها ثلاث لغات: دِرْكِلة، بكاف محضة ودِركلة، بحرف بين القاف والكاف وقال ابن خُرَّزاذ: قال أبو زيد: الدَّرْقِلة، بالقاف، لعبة للعجم، ويقال دَرْقَلَ، إذا رقص.
قلت: أما الثاني فلا تؤخذ معرفته إلا بالسماع مشافهة.
(و) العامة تقول: دَرِيَ بكسر الراء. والصواب فتحها.
(ح) والعربُ فرّقتْ بين ما يُرتقَى فيه وبين ما يُنحَدر فيه الى السُفل. فسمّتْ ما يُرتقَى فيه دَرَجاً وما يُنحَدَر فيه دَرَكاً، بالكاف.
(م) ويقولون لما في الجسم إذا نَتأ: درَنٌ، وهو غلط لأن الدرن وسخ الجسم ودنَسه.
(ص) ويقولون: ثوب دُسْتَريّ، والصواب تُسْتَريّ بالتاء، منسوب الى تُسْتَر.
(وح) ويقولون: دَستور بفتح الدال. وقياس كلام العرب أن تضم، كما يقال: بُهْلول وعُرْبون وخُرْطوم وجُمْهور، لأنهم ما جاء في كلامهم خارجاً عن هذا إلا صَعْفوق اسم قبيلة باليمن.
(و) العامة تقول: دَسْتَك. والصواب: دَسْتج، وهو الذي يُدَق به، أعجمي معرب.
(زص) ويقولون: دَشِيش لما يُطْحَن من البُرّ غليظاً، وهو غلط. والصواب فيه جَشيش.
(ز) ويقولون: دَعْبل فيفتحون. والصواب: دِعْبِل على مثال فِعْلِل، والدِّعْبِل: الناقة المُسنّة، وبه سمي الرجل.
قلت: هو أبو عليّ دِعْبِل بن علي الخزاعي الشاعر المشهور الهجاء للخلفاء، ولكنه كان مدّاحاً لآل البيت رضوان الله عليهم، توفي سنة ست وأربعين ومائتين.
(و) تقول العامة للصوص: ذُعّار، بالذال معجمة. والصواب: دُعّار، بالدال المهملة، مأخوذ من العود الدَّعِر، وهو الذي يؤذي بكثرة دخانه، قال ابن مقبل:
باتتْ حواطِبُ ليلى يلتمسنَ لَها
…
جَزْلَ الجِذَى غيْرَ خوّارٍ ولا دَعِرِ
(و) العامة تقول: موضع دَفِيّ، بتشديد الياء. والصواب: دَفِيء، مقصور مهموز.
(ز) ويقولون لضرب من الشجر: دَفْلَة. والصواب: دِفْلَى على مثال فِعْلى، والألف للتأنيث، قال أبو علي: العرب تقول: هو أمرُّ من الدِّفْلَى وأحلى من العسل.
(ز) ويقولون: دِفْتَر، بكسر أوّله. والصواب: دَفْتَر بالفتح على مثال فَعْلَل؛ لأن فِعْلَلاً قليل، وإنما جاء منه حروف يسيرة.
قلت: جاء منه خِرْوَع وعِتْود.
(وص) ويقولون: دِقْنٌ. والصواب ذَقَنٌ.
قلت: يريد أنهم يقولونه بكسر الدال وسكون القاف، لأنّه نظّره فيما بعد بقولهم كِفْل في كفَل، والصواب ذَقَنٌ بالذال معجمة والقاف مفتوحة، وذقَنُ الإنسان: مجمع لِحْيَيْه.
(ص) ويقولون: دِكْدان. والصواب دَيْدَكان، بزيادة الياء وفتح الدال، وهي فارسية.
(ص) ويقولون: دَلَّ فلان على صديقه، إذا وثِقَ بمحبته فأفرط عليه. والصواب: أدَلّ، ومن أمثالهم: أدَلَّ فأمَلّ.
(ص) وإذا أرادوا المبالغة في الحُسْن قالوا: إنها الدلفاء. والصواب الذَّلفاء، بالذال معجمة، قال الشاعر:
إنّما الذّلْفاءُ ياقوتةٌ
…
أُخْرِجَتْ من جيسِ دِهْقانِ
قلت: الذَّلَف، بالتحريك، صِغَر الأنف واستواء الأرنبة، ورجل أذْلَف وامرأة ذَلْفاء.
(ص) ويشددون الميم من دَمّ. والصواب تخفيفها، وقد جاءت فيه لغة ولكنها ضعيفة، كما يشددون الراء من حِر المرأة.
(ز) ويقولون لما قرب من الأحقال من الدور: دَمْنَة.
والصواب: دِمْنَة، وجمعه دِمَنٌ، مثل سِدْرة وسِدَر وسِدْر، وهو ما اسودّ وأسِنَ من البَعْر.
قلت: يريد أنهم يقولونه: دَمْنة، بفتح الدال، والصواب كسرها.
(ص) ويقولون إذا نسبوا الى الدم: دَماوِيّ.
والصواب دَمَويّ، وإن شئت: دَميّ. وكذلك ما كان من هذا الضرب المحذوف اللام - الذي لا ترد إليه لامه في التثنية ولا في الإضافة - أنت مخير في رد لامه في النسب إليه وتركها، فإذا نسبت الى غَدٍ قلت: غَدِيّ، وإن شئت غدَوِيّ.
(و) العامة تقول: دِمِشق. والصواب فتح الميم.
(وح ص) ويقولون: دُنيائي. والصواب: دُنْيِيّ، على وزن قُمْريّ ودُنْيَويّ ودُنْياوِيّ أيضاً.
(وح) ويقولون: هذه دُنْياً متعبة، فينونونها. وهو من مشائن اللحن، لأن دُنْيا وما هو على وزنها لا ينصرف في معرفة ولا نكرة ولا يدخله التنوين بحال، ومن ذلك: حُبْلى وبُشْرى.
(وص) ويقولون للسرداب تحت الأرض: دَهْليز، بفتح الدال.
وليس كذلك، وإنما الدِّهْليز، سقيفة الدار، بكسر الدال.
(ص) ويقولون: مشينا في دَهَس. والصواب: في دَهاس، بزيادة الألف.
قلت: هذا فيه نظر، بل هو مردود، قال الجوهري: الدَّهْس والدَّهاس مثل اللّبْث واللَّباث: المكان السهل لا يبلغ أن يكون رملاً، وليس هو بترابٍ ولا طين حُرّ.
(س) حدثنا يزيد بن محمد عن إسحاق الموصلي قال: قال الأحمرأبو الحسن: قد قالت العرب حمراءة وصفراءة فجاءت بعلامتين. فقلت له: أين ذلك؟ قال: أما قال الشاعر:
دَهْماءة في الخَيْل عن طِفْلٍ مُتِمْ
يريد:
دَهْماء تَنْفِي الخيْلَ عن طفلٍ مُتِمْ
قلت: وقد تقدم في قوله بلقاء تنفي.
(وق) يقولون: الدوابُ بتخفيف الباء. والصواب تشديدها.
قلت: لأنه جمع دابّة، وهو من دَبّ، وكذلك هوامٌ جمع هامّة من الهَميم.
(وح) ويقولون لمن يحمل الدواة: دواتي بإثبات التاء، وهو من أقبح اللحن، ووجه القول أن يقال: دَوَوِيّ، لأن تاء التأنيث تحذف في النسب، كما يقال في النسبة الى فاطمة فاطِميّ والى مكّة مَكيّ، لمشابهتها ياء النسب في عدة وجوه: لأن كلتيهما طارفة، وكلاً منهما قد جعل علامةً للواحد وحذفها علامة للجمع، وأن كل واحد منهما إذا التحق بالجمع الذي لا ينصرف صرفه.
(ص) ويقولون للكروم: الدّوالي، وللواحدة: دالِيَة. وليس كذلك.
إنما الدالية: التي تدلو الماء من البئر والنهر، أي تستخرجه، من دَلَوت الدلو، إذا أخرجتها، وأدليتها إذا أرسلتها، والدالية كالدولاب والناعورة ونحو ذلك.
(وص) ويقولون: دوّامة. والصواب: دُوَّامة.
قلت: والدُوّامة فَلْكة يرميها الصبي بخيط فتُدوِّم على الأرض أي تدور، وبعضهم يقول: سميت دُوّامة من قولهم دوّمت القدر، إذا سكنتْ بعد غليانها بالماء؛ لأنها من سرعة دورانها كأنها ساكنة هادئة.
(ز) يقولون: أخذه دَوّارٌ فيشددون. والصواب دُوَار بالتخفيف، وكذلك أخذه دُوام، وفُعال يأتي للأدواء كثيراً مثل البُوال والكُلاب والسُعال.
(س ث) قال كيسان: كنت على باب أبي عمرو بن العلاء فجاء أبو عبيدة وأنشد للقيط بن زُرارة في يوم جَبلة:
شتانَ هذا والعناقُ والنَّومْ
والمشربُ البارِدُ في ظِلّ الدَّومْ
وقال: يعني في ظل نخل المقل، فقال الأصمعي: قد أحال بن الحائك، ليس بنجدٍ دَوْم، وجَبَلةُ بنجدٍ، والرواية: في الظِّل الدَّوْم أي الدائم، كما قالوا: زائِر وزَوْر، ونائم ونَوْم.
(وص) ويقولون: كتاب الدِيّات بالتشديد. والصواب: الدِّيَات بالتخفيف، الواحدة دِيَة، قال تعالى: (
…
فَدِيَةٌ مُسلَّمةٌ الى أهلِه
…
) .
(ز) ويقولون: دَيموس للبناء العالي القديم. والصواب دِيماس، والديماس في كلام العرب: السَّرَب.
قلت: قد تقدم الكلام عليه في أوّل هذا الحرف.
(ز) يقولون لعدد ثمانيةِ دراهم: دينار؛ لأنها كانت صرفاً للدينار في بعض الأزمنة، فسميت باسم الدينار فاستمرت.
والدينار هو المضروب من الذهب، يقال: فرس مُدَنَّر، وهو الذي فيه نُكَتٌ فوق البَرَش.
(و) والعامة تقول: دِيْزَج. والصواب فتح الدال.
قلت: الدَّيْزَج هو الفرس ذو لَوْنٍ بين لونين: بين السواد والبياض.
(ص و) العامة تقول: دَيْباج، بفتح الدال. والصواب كسرها.
(ز) ويقولون: دَيَكَة وفَيَلَة لجماعة الدِّيْك والفِيل.
الصواب: دِيَكَة وفِيَلَةٌ، وكل ما كان على فِعْل أتى جمعه كثيراً على فِعَلَة، نحو قِرد وقِرَدَة، وهِرّ وهِرَرَة، وكذلك فُعْل نحو قُرْط وقِرَطَة، ودُبّ ودِبَبَة.