الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البلاغة:
في قوله «ما ليس لك به علم» فن عكس الظاهر أو نفي الشيء بإيجابه وقد تقدم القول فيه مرارا، فقد أراد بنفي العلم نفيه أي لا تشرك بي ما ليس بشيء يريد الأصنام على حد قوله «على لا حب لا يهتدى بمناره» أي ما ليس بإله فيكون لك علم بالإلهية.
[سورة لقمان (31) : الآيات 16 الى 19]
يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)
اللغة:
(خَرْدَلٍ) : الخردل: نبات له حب صغير جدا أسود مقرّح الواحدة خردلة ويقال خردل الطعام أكل خياره وخردل اللحم قطع أعضاءه وافرة صغارا، ولحم خراديل: مقطع ومفرد ويضرب بها المثل في الضآلة وقد تقدم هذا في الأنبياء.
(وَلا تُصَعِّرْ) : لا تحل وجهك تكبرا، قال أبو عبيدة: وأصل الصعر داء يصيب البصير ويلتوي عنقه، ولما كان ذلك قد يكون لغرض من الأغراض التي لا تدوم أشار الى المقصود به بقوله للناس بلام العلة أي لا تفعل ذلك لأجل الإمالة عنهم. وفي المصباح: الصعر بفتحتين ميل في العنق وانقلاب في الوجه الى أحد الشدقين وربما كان الإنسان أصعر خلقة أو صعره غيره بشيء يصيبه وهو مصدر من باب تعب وصعر خدّه بالتثقيل وصاعره أماله عن الناس إعراضا وتكبرا» وفي الأساس: «في عنقه وخده صعر: ميل من الكبر، يقال:
لأقيمنّ صعرك، ويقول: في عينه صور، وفي خده صعر، وهو أصعر، وصعّر خده وصاعره ولا تصاعر خدك وفلان متصاعر وقد تصاعر، قال حسان:
ألسنا نذود المعلمين لدى الوغى
…
ذيادا يسلّي نخوة المتصاعر
والنعام صعر خلقة والإبل تصاعر في البرى وفي الحديث:
«يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلا أصعر أو أبتر» .
وللصاد مع العين فاء وعينا للكلمة خاصة الصلف والاستعلاء يقال أمر صعب وخطة صعبة وعقبة صعبة وهي من العقاب الصعاب ووقع في خطط صعاب ولا يخفى ما في ذلك من الصلف والاستعلاء وأصعب الجمل لم يركب ولم يمسسه حبل فهو مصعب ومن مجاز هذه المادة: فلان مصعب من المصاعب كما تقول قرم من القروم ويقال صعد السطح وصعد الى السطح وصعد في السلم وفي السماء وتصعد وتصاعد وصعّد في الجبل وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي
وأصعد في الأرض ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى وأصعدت السفينة مدّ شراعها فذهبت بها الريح وعليك بالصعيد أي اجلس على الأرض وصعيد الأرض وجهها وتنفّس الصعداء إذا علا نفسه وذهب السهم صعدا وكأن قامته صعدة وهي القناة النابتة مستقيمة، قال الأحنف:
إن على كل رئيس حقّا
…
أن يخضب الصّعدة أو تندقّا
ومن المجاز: له شرف صاعد وجد مساعد، ورتبته بعيدة المصعد والمصاعد، وعنق صاعد: طويل، وجارية صعدة: مستقيمة القامة، وجوار صعدات بالسكون، وأخذ مائة فصاعدا بمعنى فزائدا، وأرهقته صعودا: حملته مشقّة.
والصعافقة هم الذين يحضرون السوق بغير رأس مال فإذا اشترى أحد شيئا دخلوا معه فيه. وصعقتهم السماء وأصعقتهم:
أصابتهم بصاعقة وهي نار لا تمر بشيء إلا أحرقته مع وقع شديد، والصعلكة معروفة وهي الفقر والذهاب في الأرض بعيدا، قال أبو داود:
مثل عير الفلاة صعلكه البقل مشيح بأربع عسرات أربع أتن، وقال ذو الرمة:
تخيل في المرعى لهنّ بشخصه
…
مصعلك أعلى قلّة الرأس نقنق