الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال عبد ربه بن أبي راشد: كان جابر يختلف إلى جارة لنا إباضية وكان جابر يصفر لحيته، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي أمير البصرة، وكان الحسن مختف إذ ذاك.
وفي «كتاب» المنتجالي: قال ثابت: قلت للحسن وهو مختف عند أبي خليفة: إن أخاك جابر بن زيد في الموت. فقال: رويدك، فبعث في بغلته فركبها وأردفني خلفه، فلم يزل الحسن عنده إلى السحر، فقام الحسن وكبر عليه أربع تكبيرات ثم انصرف.
قال المنتجالي: وكان يفتي الناس وكان ثقة، دعاه يزيد بن أبي مسلم يوما فسأله عن شيء من القرآن فحدثه به، فأمر بلحيته فغلفت بالغالية قال: فلما خرج دخل نهرا فجعل يغسله ويقول: اللهم لا تجعل هذا حظي مما عندك من الخير.
وخرج من بيته بليل فمر بحائط قوم فأخذ منه قصبة يطرد بها الكلاب، فاحتفظ بالقصبة حتى رجع إلى الحائط فوضعها في موضعها.
وقال الطبري في «طبقات الفقهاء» : كان عالما فقيها.
909 - (ع) جابر بن سمرة بن جنادة أبو عبد الله السوائي الكوفي
.
[ق 50/ أ]. أبو أبي جعفر وحبير، ذكره ابن الأثير.
وفي كتاب «الجمهرة» للكلبي: ولد سواءة بن عامر حبيبا، فولد حبيب زبابا، فولد زباب حجيرا، فولد حجير جندبا، فولد جندب سمرة، وكذا نسبه البلاذري وأبو عبيد وغيرهما.
وزباب: هكذا هو مضبوط بزاي مفتوحة بعدها باء موحدة مشددة، عند العسكري في كتاب «التصحيف الكبير» على وزن علام.
وقال ابن ماكولا: فأما زباب أوله زاي مفتوحة بعدها باء مشددة معجمة بواحدة فهو زباب بن حبيب بن سواءة.
والمزي ضبطه ابن المهندس عنه براء مكسورة بعدها ياء مثناة من تحت، وهو غير جيد.
وقوله أيضا: وقال أبو حفص الأهوازي عن خليفة: مات في ولاية بشر سنة ثلاث وسبعين، وقال موسى بن زكريا عن خليفة: مات في ولاية بشر، يعني سنة ست وسبعين، وهو المحفوظ.
يبين لك أنه لم ير كتابي خليفة إنما ينقل عنهما بوسائط، وفيه ما سنوضحه:
لأن بشر بن مروان مات سنة خمس وسبعين، قال خليفة بن خياط في «تاريخه» - ومن خط ابن الحذاء المؤرخ الحافظ نقلت -: وفي سنة أربع وسبعين جمع عبد الملك بن مروان لأخيه بشر العراق فقدم البصرة سنة أربع وسبعين، وذكر كلاما ثم قال: توفي سنة خمس وسبعين.
وحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: ولي بشر بن مروان العراق سنة أربع وسبعين، ومات في أول سنة خمس وسبعين وهو ابن نيف وأربعين سنة، وفي ولاية بشر بن مروان مات جابر بن سمرة السوائي، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو جحيفة، خرشة بن الحر، وأوس بن ضمعج، وعبيد بن نضلة، وعاصم بن ضمرة، وشداد بن الأزمع، وعبد الله بن عتبة ابن مسعود، وأبو عبد الرحمن السلمي، هذا ما ذكره في «تاريخه» رواية بقي وقيل: بها قوبل أصل أبي حفص الأهوازي.
وقال في «الطبقات» ومن نسخة [ق 50 /ب] قرئت على أبي عمران موسى
ابن زكريا بن يحيى التستري، قال: قرأنا على شباب خليفة بن خياط ابن خليفة بن خياط أبي عمرو الشيباني العصفري - رحمه الله تعالى - قال: ومن بني سواءة بن عامر بن صعصعة: سمرة بن عمرو وابنه جابر بن سمرة بن عمرو بن جندب بن حجير بن زياد، مات في ولاية بشر بن مروان، ووهب بن عبد الله أبو جحيفة مات في ولاية بشر بن مروان، انتهى.
فهذا كما ترى خليفة لم يختل كلامه في تصنيفيه، وأن المزي نقله عن موسى بن زكريا ليس كما ذكره عنه، وأنه ليس من كلام المزي في شيء، وأن المزي نقله عنه غير جيد.
وقوله: وهو المحفوظ. لك النظر في قوله كما بينته في نقله، ليت شعري: أيش الدليل على كونه محفوظا؟ ومن الذي نص على ذلك؟
هذا البغوي – رحمه الله تعالى - وابن حبان يقولان: توفي سنة أربع وسبعين بالكوفة في ولاية بشر على العراق، وصلى عليه عمرو بن حريث، وكذا قاله العسكري لم يعين سنة، وزعم ابن أبي عاصم وأبو يعقوب القراب والمسعودي وابن شبة وغيرهم أن بشر بن مروان مات سنة ثلاث وسبعين.
وقال ابن قانع: توفي جابر بن سمرة سنة ثلاث وسبعين.
وهذا موافق لقول ابن أبي عاصم وابن سعد والعسكري والباوردي، ومن تابعهم على قولهم توفي في ولاية بشر، أو بعد المختار بن أبي عبيد فيما ذكره البخاري وغيره.
وقول المزي: وروى عن أبي عبيد أنه مات سنة ست وستين. وذلك وهم.
يريد بذلك توهيم كلام صاحب «الكمال» ، فإنه هو الذي نقله ولم يذكر غيره، وهو لعمري قول شاذ، ولم أر من قاله غير أبي عمر بن عبد البر، وأبي نعيم الأصبهاني، وزاد في أيام المختار بن أبي عبيد، وتبعهما ابن الأثير.