المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقوله: {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ١٢

[محمد الأمين الهرري]

الفصل: وقوله: {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا

وقوله: {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} وقوله: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)} .

‌55

- ثم أتبع ما تقدم بالدليل على قدرته، على إنفاذ حكمه وإنجاز وعده. وكون الظالمين لا يعجزونه ولا يستطيعون منه مهربًا، فقال:{أَلَاَ} ؛ أي: انتبهوا {إِنَّ لِلَّهِ} لا لغيره {ما في السموات والأرض} ؛ أي: جميع ما في السموات والأرض ملكًا وخلقًا وعبيدًا؛ أي: إنه تعالى مالك السموات والأرض وكل من فيهما من العقلاء وغيرهم فليس للكافرين به شيء يملكونه، فيفتدون به أنفسهم من ذلك العذاب، بل الأشياء كلها لله، الذي إليه عقابهم جزاء ما كسبت أيديهم. وفي تصدير الجملة بحرف التنبيه، تنبيه للغافلين وإيقاظ للذاهلين.

والخلاصة: فليتذكر من نسي، وليتنبه من غفل، وليعلم من جهل، أن لله وحده جميع ما في العوالم العلوية والعوالم الأرضية، يتصرف فيها كيف يشاء، ولا يملك أحد من دونه شيئًا من التصرف والفداء في يوم البعث والجزاء.

ثم أكد ما سلف بقوله {أَلَاَ} ؛ أي: انتبهوا {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ} ؛ أي: إن جميع ما وعد الله به {حَقٌّ} ؛ أي: ثابت لا بد أن يقع ووعده تعالى مطابق للواقع لا شك فيه {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ} ؛ أي: أكثر الناس {لَا يَعلَمُونَ} إلا ظاهرًا من الحياة الدنيا، فهم غافلون عن حقيقة ذلك؛ أي: لا يعلمون ما فيه صلاحهم فيعملون به، وما فيه فسادهم فيجتنبونه؛ أي: إن كل ما وعد به على ألسنة رسله حق لا ريب فيه؛ لأنه وعد المالك القادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء، ولكن أكثر الكفار منكري البعث والجزاء، لا يعلمون أمر الآخرة، لغفلتهم عنها، وقصور أنظارهم عن الوصول إلى ما يكون فيها.

‌56

- ثم أقام الدليل على قدرته على ذلك فقال: {هُوَ} سبحانه وتعالى {يُحْيِي وَيُمِيتُ} في الدنيا {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بعد الموت للجزاء، فترون ما وعد به؛ أي: إنه تعالى هو المحيي المميت، لا يتعذر عليه فعل ما أراد من الإحياء، والإماتة ثم إليه سبحانه وتعالى لا إلى غيره ترجعون؛ حين يحييكم بعد موتكم؛ ويحشركم إليه

ص: 262

للحساب والجزاء بأعمالكم، فيجازي كلا بما يستحقه، ويتفضل على من يشاء من عباده.

وقرأ (1) الحسن بخلاف عنه وعيسى بن عمر: {يرجعون} بالياء على الغيبة.

وقرأ الجمهور: بالتاء على الخطاب.

الإعراب

{وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)} .

{وَمَا} : {الواو} : استئنافية، {ما} نافية {كَانَ هَذَا}: فعل ناقص واسمه {الْقُرْآنُ} : بدل من هذا {أَنْ يُفْتَرَى} : أن حرف نصب. {يُفْتَرَى} : فعل مضارع، مغير الصيغة، منصوب بـ {أَنْ} ونائب فاعله ضمير يعود على {الْقُرْآنُ} {مِنْ دُونِ اللَّهِ}: جار ومجرور متعلق به، والجملة في تأويل مصدر منصوب على كونه خبرًا لـ {كَانَ} تقديره: وما كان هذا القرآن افتراءً من دون الله؛ أي: مفترى من دونه، وجملة {كَانَ} مستأنفة. {وَلَكِنْ}. {الواو} عاطفة. {لكن}: حرف استدراك. {تَصْدِيقَ} معطوف على خبر {كَانَ} أو خبر لـ {كَانَ} المحذوفة، تقديره: ولكن كان تصديق الذي، وجملة كان المحذوفة معطوفة على جملة {كَانَ} الأولى، وهو مضاف {الَّذِي}: مضاف إليه. {بَيْنَ يَدَيْهِ} : ظرف ومضاف إليه، صلة الموصول {وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ}: معطوف على {تَصْدِيقَ} {لَا رَيْبَ} {لَا} : نافية {رَيْبَ} : في محل النصب اسمها {فِيهِ} : جار ومجرور، متعلق بمحذوف خبر {لَا} وجملة {لَا} في محل النصب حال من الكتاب، تقديره: حالة كون الكتاب منتفيًا عنه الريب، وصح مجيء الحال من المضاف إليه؛ لأنه مفعول في المعنى، أو جملة {لَا} مستأنفة، لا محل لها من الإعراب. {مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: جار ومجرور، حال ثانية من الكتاب، تقديره: حالة كون الكتاب، كائنًا من رب العالمين.

(1) البحر المحيط.

ص: 263

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)} .

{أَمْ} : منقطعة بمعنى بل الإضرابية وهمزة الإنكار {يَقُولُونَ} : فعل وفاعل، والجملة مستأنفة {افْتَرَاهُ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، والجملة في محل النصب مقول القول {قل}: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة مستأنفة {فَأْتُوا بِسُورَةٍ}: إلى آخر الآية، مقول محكي، وإن شئت، قلت: الفاء: رابطة الجواب بالشرط المحذوف، تقديره؛ إن كان الأمر كما تقولون .. {فَأْتُوا} فعل وفاعل في محل الجزم على كونه جوابًا للشرط المحذوف {بِسُورَةٍ}: متعلق به {مِثْلِهِ} : صفة لـ {سورة} ولكنه في تأويل مشتق، تقديره: بسورة مماثلة إياه، ومثل من الأسماء المتوغلة فصح كونه صفة لنكرة {وَادْعُوا مَنِ}: فعل وفاعل ومفعول، معطوف على {فَأْتُوا} {اسْتَطَعْتُمْ} فعل وفاعل {مِنْ دُونِ اللَّهِ}: متعلق به، والجملة صلة {مَن} الموصولة، تقديره: من استطعتم دعاءه {إنْ} : حرف شرط {كُنْتُمْ} ، فعل ناقص واسمه، في محل الجزم بإن الشرطية {صَادِقِينَ} خبره، وجواب الشرط معلوم مما قبله، تقديره: إن كنتم صادقين في أني افتريته فأتوا بسورة مثله؛ لأنكم عربيون فصحاء مثلي، وجملة الشرط مستأنفة.

{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} .

{بَلْ} : حرف للإضراب الانتقالي {كَذَّبُوا} فعل وفاعل. {بِمَا} جار ومجرور، متعلق به والجملة مستأنفة {لَمْ يُحِيطُوا} فعل وفاعل، مجزوم بلم {بِعِلْمِهِ} متعلق به، والجملة صلة لـ {مَّا} أو صفة لها {الواو}: عاطفة {لما يأتهم} : فعل ومفعول {تَأْوِيلُهُ} : فاعل ومضاف إليه، والجملة معطوفة على جملة الصلة.

{كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} .

{كَذَلِكَ} : صفة لمصدر محذوف، تقديره: تكذيبًا مثل تكذيب قومك إياك {كَذَّبَ الَّذِينَ} : فعل وفاعل، والجملة مستأنفة {مِنْ قَبْلِهِمْ}: جار ومجرور

ص: 264

صلة الموصول. {فَانْظُرْ} الفاء، عاطفة {انظر}: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، والجملة معطوفة على جملة {كذب}؛ لأنها في قوة {كذلك كذب الذين من قبلهم فأهلكناهم} {كَيْفَ}: اسم استفهام، في محل النصب خبر {كَانَ} مقدم عليها. {كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} ؛ فعل ناقص واسمه ومضاف إليه، وجملة {كَانَ} في محل النصب مفعول لـ {انظر} معلق عنها باسم الاستفهام.

{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40)} .

{وَمِنْهُمْ} : جار ومجرور خبر مقدم {مَن} : اسم موصول في محل الرفع مبتدأ مؤخر، والجملة مستأنفة {يُؤْمِنُ}: فعل مضارع {بِهِ} ؛ متعلق به، وفاعله ضمير يعود على {مَن} والجملة صلة {مَن} الموصولة {وَمِنْهُمْ}: خبر مقدم {مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ} مبتدأ مؤخر، والجملة معطوفة على جملة {مَنْ} الأولى. {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ}: مبتدأ وخبر {بِالْمُفْسِدِينَ} : متعلق بـ {أَعْلَمُ} والجملة مستأنفة.

{وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} .

{وَإِنْ} : {الواو} : استئنافية {إن} : حرف شرط {كَذَّبُوكَ} ؛ فعل وفاعل ومفعول في محل الجزم بـ {إن} الشرطية على كونه فعل شرط لها {فَقُلْ} : الفاء: رابطة لجواب {إن} الشرطية. {قل} فعل أمر في محل الجزم على كونه جواب شرط لها، وفاعله ضمير يعود على محمَّد وجملة {إن} الشرطية مستأنفة {لِي عَمَلِي} ، إلى آخر الآية، مقول محكي، وإن شئت، قلت:{لِي} خبر مقدم {عَمَلِي} مبتدأ مؤخر، والجملة في محل النصب مقول محكي {وَلَكُمْ} ، خبر مقدم. {عَمَلُكُمْ} مبتدأ مؤخر، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة {لِي عَمَلِي} {أَنْتُمْ بَرِيئُونَ}: مبتدأ وخبر، والجملة في محل النصب مقول القول لـ {قل}. {مِمَّا}: جار ومجرور متعلق بـ {بريئون} {أَعْمَلُ} ؛ فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، والجملة صلة لـ {ما} أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف، تقديره: مما أعمله. {وَأَنَا بَرِيءٌ} : مبتدأ وخبر معطوف على {أنتم بريئون} {مِمَّا} متعلق بـ {بَرِيءٌ} . وجملة {تَعْمَلُونَ} ، صلة لـ {ما} أو

ص: 265

صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: مما تعملونه.

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42)} .

{وَمِنْهُمْ} : خبر مقدم {مَنْ} : اسم موصول في محل الرفع مبتدأ مؤخر، والجملة معطوفة على جملة قوله:{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} {يَسْتَمِعُونَ} : فعل وفاعل صلة الموصول {إِلَيْكَ} : متعلق به، والعائد ضمير الفاعل وجمعه نظرًا لمعنى من {أَفَأَنْتَ} الهمزة للاستفهام الإنكاري، داخلة على محذوف. والفاء: عاطفة على ذلك المحذوف، تقديره: أيستمعون إليك {أنت} : مبتدأ. {تُسْمِعُ الصُّمَّ} : فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، والجملة في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة المحذوفة، والجملة المحذوفة مستأنفة {وَلَوْ} الواو: عاطفة {لو} حرف شرط. {كَانُوا} : فعل ناقص واسمه. وجملة {لَا يَعْقِلُونَ} : خبر {كَانَ} وجملة {كَانَ} فعل شرط لـ {لو} وجوابها محذوف، تقديره: ولو كانوا لا يعقلون، فأنت لا تسمعهم، وجملة لو معطوفة على محذوف، تقديره: أأنت تسمع الصم إن عقلوا، بل ولو كانوا لا يعقلون، فأنت لا تسمعهم.

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ} .

{وَمِنْهُمْ} : خبر مقدم {مَنْ} : مبتدأ مؤخر. {يَنْظُرُ} : صلته، وأفرد العائد هنا، نظرًا إلى لفظ {مَن} والجملة معطوفة على جملة، قوله:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ} . {أَفَأَنْتَ} الهمزة: داخلة على محذوف. والفاء: عاطفة على ذلك المحذوف، تقديره: أينظرون إليك فأنت {أنت} : مبتدأ. وجملة {تَهْدِي الْعُمْيَ} : خبره والجملة الاسمية معطوفة على المحذوفة، والجملة المحذوفة مستأنفة {وَلَوْ}: الواو: عاطفة {لو} : حرف شرط {كَانُوا} : فعل ناقص واسمه. وجملة {لَا يُبْصِرُونَ} : خبر {كَانَ} وجملة {كَانَ} فعل شرط لـ {لو} وجواب {لو} معلوم مما قبله، تقديره: ولو كانوا لا يبصرون، فأنت تهدي العمى، وجملة {لو} معطوفة على محذوف، تقديره: أأنت تهدي العمي إن أبصروا، بل، ولو كانوا لا يبصرون.

ص: 266

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} .

{إِنَّ اللَّهَ} : ناصب واسمه {لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا} : فعل ومفعولان؛ أي: لا ينقص الناس شيئًا من أعمالهم، أو شيئًا منصوب على المصدرية؛ أي: شيئًا من الظلم قليلًا أو كثيرًا، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهَ} وجملة {لَا يَظْلِمُ} في محل الرفع خبر {إِنَّ} وجملة {إنَّ} مستأنفة {وَلَكِنَّ النَّاسَ}: ناصب واسمه {أنفسهم} مفعول مقدم لـ {يَظلِمُونَ} قدم عليه لرعاية الفاصلة. وجملة {يَظْلِمُونَ} في محل الرفع خبر {لَكِنَّ} وجملة {لَكِنَّ} معطوفة على جملة {إِنَّ} .

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} .

{وَيَوْمَ} : {الواو} : استئنافية. {يوم} ، منصوب باذكر محذوفًا. والجملة المحذوفة مستأنفة {يَحْشُرُهُمْ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة الفعلية في محل الجر مضاف إليه لـ {يوم}. {كَأَنْ}: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوفًا، تقديره: كأنهم {لَمْ يَلْبَثُوا} : فعل وفاعل مجزوم بـ {لَمْ} {إِلَّا} : أداة استثناء مفرغ {سَاعَةً} منصوب على الظرفية متعلق بـ {يَلْبَثُوا} {مِنَ النَّهَارِ} : صفة لساعة وجملة {كَأَنْ} في محل النصب حال من مفعول {يَحْشُرُهُمْ} تقديره: واذكر يوم يحشرهم، حال كونهم مشبهين من لم يلبث إلا ساعة من النهار {يَتَعَارَفُونَ}: فعل وفاعل {بَيْنَهُمْ} : متعلق به، والجملة في محل النصب، حال ثانية من ضمير {يَحْشُرُهُمْ} أو مستأنفة {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة {كَذَّبُوا}: فعل وفاعل صلة الموصول {بِلِقَاءِ اللَّهِ} : متعلق بـ {كَذَّبُوا} . {وَمَا كَانُوا} : فعل ناقص واسمه {مُهْتَدِينَ} : خبره والجملة معطوفة على جملة خسر.

{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ} .

{وَإِمَّا} : {الواو} : استئنافية {إن} ؛ حرف شرط {ما} ؛ زائدة {نرين} فعل مضارع في محل الجزم بـ {إن} الشرطية، على كونها فعل شرط لها، مبني

ص: 267

على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهُ}. والكاف مفعول أول لأرى {بَعْضَ الَّذِي}: مفعول ثانٍ، ومضاف إليه؛ لأن رأى هنا بصرية، تعدت بالهمزة إلى مفعولين {نَعِدُهُمْ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {الله} والجملة صلة الموصول.

{أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ} .

{أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} : فعل مضارع متصل بنون التوكيد في محل الجزم معطوف على {نرين} . والكاف: مفعول به {فَإِلَيْنَا} الفاء: رابطة لجواب {إن} الشرطية وجوبًا. {إلينا} : خبر مقدم {مَرْجِعُهُمْ} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل الجزم {بإن} الشرطية على كونها جوابًا لها وجملة {إن} الشرطية مستأنفة {ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ}؛ مبتدأ وخبر. {عَلَى مَا يَفْعَلُونَ}: متعلق بـ {شَهِيدٌ} والجملة الاسمية في محل الجزم، معطوفة على جملة قوله:{فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ} .

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} .

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ} : جار ومجرور، ومضاف إليه خبر قدم {رَسُولٌ}: مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة {فَإِذَا} الفاء: عاطفة {إذا} : ظرف لما يستقبل من الزمان متعلق بالجواب الآتي {جَاءَ رَسُولُهُمْ} فعل وفاعل في محل الجر مضاف إليه لـ {إذا} على كونه فعل شرط لها {قُضِيَ} ، فعل ماض مغير الصيغة {بَيْنَهُمْ}: نائب فاعل، والجملة جواب {إذا} وجملة {إذا} معطوفة على الجملة الاسمية قبلها. {بِالْقِسْطِ}: متعلق بـ {قضي} {وَهُمْ} : مبتدأ، وجملة {لَا يُظْلَمُونَ} خبره، والجملة الاسمية في محل النصب حال من ضمير بينهم.

{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} .

{وَيَقُولُونَ} : فعل وفاعل والجملة مستأنفة {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ

} إلى آخر الآية، مقول محكي، وإن شئت قلت:{مَتَى} : اسم استفهام، في محل النصب على الظرفية الزمانية خبر مقدم. {هَذَا الْوَعْدُ} مبتدأ مؤخر، والجملة في محل النصب مقول القول. {إِنْ كُنْتُمْ} {إِنْ} حرف شرط {كُنْتُمْ صَادِقِينَ} فعل

ص: 268

ناقص واسمه وخبره في محل الجزم بـ {إن} الشرطية على كونه فعل شرط لها، وجواب {إن} معلوم مما قبلها تقديره: إن كنتم صادقين متى هذا الوعد، والجملة الشرطية في محل النصب مقول القول.

{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} .

{قُلْ} : فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، والجملة مستأنفة {لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي

} إلى آخر الآية، مقول محكي، وإن شئت قلت:{لَا} : نافية {أَمْلِكُ} : فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على محمَّد {لِنَفْسِي}: متعلق به. {ضَرًّا} : مفعول به {وَلَا نَفْعًا} : معطوف عليه، والجملة الفعلية في محل النصب، مقول القول. {إِلَّا}: أداة استثناء. {مَا} : موصولة أو موصوفة في محل النصب على الاستثناء المنقطع {شَاءَ اللَّهُ} : فعل وفاعل صلة لـ {مَا} أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف، تقديره: إلا ما شاء الله {لِكُلِّ أُمَّةٍ} : خبر مقدم {أَجَلٌ} مبتدأ مؤخر، والجملة في محل النصب مقول القول {إذَا}: ظرف لما يستقبل من الزمان، متعلق بالجواب الآتي {جَاءَ أَجَلُهُمْ}: فعل وفاعل في محل الخفض بإضافة {إِذَا} إليها على كونها فعل شرط لها {فَلَا} الفاء: رابطة {لَا} : نافية {يَسْتَأْخِرُونَ} : فعل وفاعل {سَاعَةً} ظرف متعلق به، والجملة جواب {إذَا} لا محل لها من الإعراب، وجملة {إذَا} في محل النصب مقول {قُلْ} {وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}: فعل وفاعل معطوف على {يَسْتَأْخِرُونَ} .

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50)} .

{قُلْ} فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، والجملة مستأنفة {أَرَأَيْتُمْ} إلى قوله:{الآن} مقول محكي لـ {قُلْ} ، وإن شئت قلت {أَرَأَيْتُمْ}: فعل وفاعل، بمعنى: أخبروني، تتعدى إلى مفعولين، الأول منهما: محذوف تقديره: عن عذاب الله، والمفعول الثاني: الجملة الاستفهامية الآتية، والجملة في محل النصب مقول القول {إنْ أتاكم} {إنْ} حرف شرط {أَتَاكُمْ عَذَابُهُ}: فعل

ص: 269

ومفعول وفاعل في محل الجزم بـ {إن} الشرطية على كونها فعل شرط لها. {بَيَاتًا} : منصوب على الظرفية متعلق بأتى {أَوْ نَهَارًا} معطوف عليه {مَاذَا} : اسم استفهام مركب في محل الرفع مبتدأ {يَسْتَعْجِلُ} : فعل مضارع. {مِنْهُ} ، جار ومجرور حال من مفعول {يَسْتَعْجِلُ} المحذوف، تقديره أيَّ شيء يستعجله المجرمون حالة كونه كائنًا من عذاب الله {الْمُجْرِمُونَ}: فاعل وجملة {يَسْتَعْجِلُ} في محل الرفع خبر المبتدأ والرابط الضمير المحذوف في {يَسْتَعْجِلُ} والجملة الاسمية في محل الجزم بإن الشرطية على كونها جوابًا لها، ولكنها على تقدير: الفاء الرابطة؛ لأن الجملة اسمية، وجملة {إنْ} الشرطية في محل النصب، سادة مسد المفعول الثاني لـ {أرأيتم} وقيل: إن جواب الشرط محذوف، تقديره: إن أتاكم عذابه، تندموا، وجملة {إنْ} معترضة كما مر في مبحث التفسير.

{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} .

{أَثُمَّ} : الهمزة: للاستفهام الإنكاري، داخلة على محذوف، تقديره: أأخرتم الإيمان، والجملة المحذوفة مستأنفة {ثم}: حرف عطف وترتيب وتراخ {إذَا} : ظرف لما يستقبل. {مَا} زائدة {وَقَعَ} : فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على العذاب، والجملة في محل الخفض بإضافة {إذا} على كونها فعل شرط لها، والظرف متعلق بالجواب الآتي. {آمَنْتُمْ} فعل وفاعل جواب {إذا}. {به} متعلق بـ {آمَنْ} وجملة {إذا} معطوفة على الجملة المحذوفة. {آلْآنَ} الهمزة: للاستفهام التوبيخي. {الآن} ظرف للزمان الحاضر في محل النصب على الظرفية، مبني على الفتح، والظرف متعلق بمحذوف، تقديره: الآن تؤمنون، والجملة المحذوفة مقول لقول محذوف، تقديره: وقيل لهم: الآن تؤمنون، والقول المحذوف مستأنف {وَقَدْ كُنْتُمْ} فعل ناقص واسمه. {بِهِ} متعلق بـ {تَسْتَعْجِلُونَ} وجملة {تَسْتَعْجِلُونَ} خبر {كَانَ} وجملة {كَانَ} في محل النصب على الحال من فاعل {تُؤمِنُونَ} المحذوف.

{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ} .

ص: 270

{ثُمَّ} : حرف عطف {قِيلَ} : فعل ماض مغير الصيغة {لِلَّذِينَ} : متعلق به. وجملة {ظَلَمُوا} صلة الموصول {ذُوقُوا

} إلى آخر الآية، نائب فاعل محكي لـ {قِيلَ} وجملة القول معطوفة على جملة القول المقدر عند قوله: الآن، وإن شئت قلت:{ذُوقُوا} : فعل وفاعل، {عَذَابَ الْخُلْدِ}: مفعول به، والجملة في محل الرفع نائب فاعل لـ {قِيلَ}. {هَلْ}: حرف للاستفهام الإنكاري {تُجْزَوْنَ} : فعل ونائب فاعل، والجملة في محل الرفع نائب فاعل {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ {بِمَا} : جار ومجرور متعلق بـ {تُجْزَوْنَ} . {كُنْتُمْ} : فعل ناقص واسمه. وجملة {تَكْسِبُونَ} خبره وجملة {كَانَ} صلة لـ {ما} أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف، تقديره: تكسبونه.

{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} .

{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} : فعل وفاعل ومفعول أول؛ لأن استنبأ هنا، بمعنى: سأل، يتعدى إلى مفعولين {أَحَقٌّ} الهمزة للاستفهام التقريري. {حق} مبتدأ. {هُوَ}: فاعل سد مسد الخبر، أو {هُوَ} مبتدأ مؤخر، و {حق}: خبر مقدم، والجملة في محل النصب مفعول ثانٍ لاستنبأ معلق عنه بالاستفهام، والجملة الفعلية مستأنفة {قُلْ} فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، والجملة مستأنفة {إي} حرف جواب بمعنى نعم، خاصة بالقسم {وَرَبِّي} الواو حرف جر وقسم {رَبِّي}: مقسم به مجرور بواو القسم، الجار والمجرور، متعلق بفعل قسم محذوف، تقديره: أقسم بربي {إِنَّهُ} : ناصب واسمه {لَحَقٌّ} : خبره، واللام: حرف ابتداء وجملة {إِنَّ} جواب القسم، لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم في محل النصب مقول لـ {قُلْ}. {وَمَا} الواو: عاطفة. {ما} حجازية {أَنْتُمْ} : في محل الرفع اسمها {بِمُعْجِزِينَ} : خبرها وجملة {ما} الحجازية في محل النصب معطوفة على جملة القسم على كونها مقولا لـ {قُلْ} .

{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)} .

ص: 271

{وَلَوْ} : {الواو} : استئنافية {لو} حرف شرط غير جازم {أنّ} : حرف نصب ومصدر {لِكُلِّ نَفْسٍ} : جار ومجرور، ومضاف إليه خبر مقدم {لأن} . وجملة {ظَلَمَتْ} صفة لـ {نَفْسٍ} {مَا} موصولة في محل النصب اسم {أنّ} مؤخر. {فِي الْأَرْضِ} جار ومجرور صلة الموصول، وجملة {أنّ} من اسمها وخبرها في تأويل مصدر مرفوع على كونه، فاعل فعل محذوف، تقديره: ولو ثبت كون ما في الأرض لكل نفس ظلمت {لَافْتَدَتْ} اللام: رابطة لجواب {لو} الشرطية {افْتَدَتْ} : فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على النفس. {به} متعلق به، والجملة الفعلية جواب {لو} الشرطية لا محل لها من الإعراب وجملة لو الشرطية مستأنفة، {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ}: فعل وفاعل ومفعول والجملة مستأنفة {لَمَّا} : ظرف بمعنى حين في محل النصب على الظرفية، مبني على السكون، الظرف متعلق بـ {أسروا} {رَأَوُا الْعَذَابَ}: فعل وفاعل ومفعول به؛ لأن رأى هنا بصرية، والجملة الفعلية في محل الجر مضاف إليه لـ {لَمَّا}. {وَقُضِيَ}: فعل ماض مغير الصيغة {بَيْنَهُمْ} ظرف متعلق به {بِالْقِسْطِ} : جار ومجرور نائب فاعل لـ {قُضِيَ} والجملة مستأنفة أو معطوفة على جملة {رَأَوُا} . {وَهُمْ} مبتدأ. وجملة {لَا يُظْلَمُونَ} : خبره والجملة الاسمية في محل النصب حال من ضمير {بَيْنَهُمْ} .

{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} .

{أَلَا} : حرف استفتاح وتنبيه {إنَّ} : حرف نصب. {لِلَّهِ} خبر مقدم لـ {إنَّ} {مَا} : اسم موصول في محل النصب اسم {إِنَّ} مؤخر {فِي السَّمَاوَاتِ} جار ومجرور صلة لـ {مَا} {وَالْأَرْضِ} : معطوف على {السموات} والتقدير: ألا إن ما في السموات والأرض مملوك لله سبحانه وتعالى، وجملة {إنَّ} مستأنفة {أَلَا} حرف تنبيه {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ}: ناصب واسمه ومضاف إليه. {حَقٌّ} : خبره، والجملة مستأنفة {وَلَكِنَّ}: حرف نصب واستدراك {أَكْثَرَهُمْ} اسمها. وجملة {لَا يَعْلَمُونَ} : خبر {لَكِنَّ} وجملة {لَكِنَّ} معطوفة على جملة {إِنَّ} .

ص: 272

{هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} .

{هُوَ} مبتدأ. وجملة {يُحْيِي} : خبره والجملة مستأنفة {وَيُمِيتُ} : معطوف على {يُحْيِي} {وَإِلَيْهِ} : متعلق بـ {تُرْجَعُونَ} {تُرْجَعُونَ} : فعل ونائب فاعل، والجملة الفعلية معطوف على الجملة الاسمية أعني: جملة {هُوَ يُحْيِي} .

التصريف ومفردات اللغة

{وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ} يُفترى: فعل مبني للمجهول من افترى الخماسي، من باب افتعل، والقائم مقام الفاعل ضمير عائد إلى القرآن، والافتراء، مصدره، وهو اختلاق الكذب من عند نفسه.

{أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ} : جمع أصم، كالحمر جمع الأحمر، وهو من به صمم، وكذلك العمي جمع الأعمى.

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} : حقيقة (1) الحشر، جمع الناس في الموقف، وحقيقة البعث إحياؤهم من القبور، والتعارف يقع في الحشر الذي هو الاجتماع؛ أي: في ابتدائه، وينقطع في أثنائه، لشدة الأهوال، ويشغل كل بنفسه، وأما البعث فلا تعارف فيه، لعدم الاجتماع الذي هو لازمه.

{مَتَى هَذَا الْوَعْدُ} مصدر بمعنى اسم المفعول؛ أي: متى هذا العذاب الموعود الذي تعدنا به يا محمَّد يقولون ذلك استعجالًا للعذاب. {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ} والأجل (2): يطلق على مدة العمر، وعلى آخر جزء منه، والمراد هنا: الثاني، كما في التفاسير، اهـ شيخنا. وفي "أبي السعود": إن جعل الأجل عبارة عن حد معين من الزمان .. فمعنى مجيئه ظاهر، وإن أريد به ما امتد إليه من الزمان .. فمجيئه عبارة عن انقضائه، إذ هناك يتحقق مجيئه بتمامه، اهـ.

(1) الفتوحات.

(2)

الفتوحات.

ص: 273

{الآن} بهمزتين الأولى: همزة الاستفهام، والثانية: همزة أل المعرفة، وإذا اجتمع هاتان الهمزتان .. وجب في الثانية أحد أمرين: تسهيلها من غير ألف بينها وبين الأولى، وإبدالها مدًّا بقدر ثلاث ألفات على حد قول ابن مالك:

وَايْمُنُ هَمْزِ أَلْ كَذَا ويُبْدَلُ

مَدًّا فِي الاسْتِفْهَامِ أَوْ يُسَهَّلُ

وقد وقع في القرآن من هذا القبيل ستة مواضع، اثنان في الأنعام وهما {آلذَّكَرَيْنِ} مرتين، وثلاثة في هذه السورة، لفظ {ألْآنَ} هنا، وفيما سيأتي، ولفظ {أللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} وواحد في النمل {أللَّهُ خَيْرٌ} ، فلا يجوز في هذه المواضع الستة تحقيق الهمزتين، بل يجب أحد الأمرين اللذين قد عرفتهما، اهـ شيخنا.

{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} وأصل يستنبئونك (1): أن يتعدى إلى واحد بنفسه، وإلى الآخر بحرف الجر، تقول: استنبأت زيدًا عن عمرو، أي: طلبت منه أن يخبرني عن عمرو، فاستفعل هنا للطلب، والمفعول الأول كاف الخطاب، والمفعول الثاني، الجملة من قوله:{أَحَقٌّ هُوَ} على سبيل التعليق، كما مر في مبحث الإعراب. {قُلْ إِي وَرَبِّي} و {إي} من حروف الجواب بمعنى: نعم، لكن لا يجاب بها إلا مع القسم خاصة، ذكره: أبو السعود.

{وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ} وإسرار الحديث؛ خفض الصوت به، وإسرار الشيء: إخفاؤه وكتمانه. وفي "السمين": {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ} قيل: أسر من الأضداد، يستعمل بمعنى أظهر، ويستعمل بمعنى: أخفى، وهو المشهور في اللغة كقوله:{يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} وهو في الآية يحتمل الوجهين، وقيل: إنه ماض على بابه قد وقع، وقيل: بل هو بمعنى: المستقبل اهـ.

والندم والندامة (2): ما يجده الإنسان في نفسه من الألم والحسرة، عقب كل فعل يظهر له ضرره، وقد يجهر به بالكلام، كما قال تعالى:{يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ} أو يخفيه ويكتمه حين لا يجد فائدةً من إعلانه، أو اتقاءً للشماتة أو

(1) البحر المحيط.

(2)

المراغي.

ص: 274

الإهانة. وقيل: معنى أسروا الندامة: وجدوا ألم الحسرة في قلوبهم؛ لأن الندامة لا يمكن إظهارها، ومنه قول كثيّر:

فَأَسْرَرْتُ النَّدَامَةَ يَوْمَ نَادَى

برَدِّ جِمَالِ عَاصِرَةَ الْمُنَادِيْ

ذكره "الشوكاني". {بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا} والبيات بمعنى: التبييت اسم مصدر، كالسلام بمعنى التسليم، وهو منتصب على الظرفية، وكذلك نهارًا؛ أي: وقت الاشتغال بطلب المعاش والكسب، اهـ منه {بِالْقِسْطِ} القسط العدل.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الاستعارة اللطيفة في قوله: {بَيْنَ يَدَيْهِ} ؛ لأنه كناية عما سبقه من التوراة والإنجيل، فإنهما بشرتا به.

ومنها: إطلاق المصدر بمعنى اسم الفاعل في قوله: {وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ} .

ومنها: الاستفهام الإنكاري في قوله: {أفأنت تسمع اَلْصُّمَّ} وقوله: {أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ} .

ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية؛ لأنه شبه الكافرين بمن ليس له حاسة السمع، ولا حاسة البصر، بجامع عدم الاهتداء في كل إلى المقصود.

ومنها: طباق السلب في قوله: {مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} و {مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ} .

ومنها: المقابلة في قوله: {لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} وفيه أيضًا جناس الاشتقاق بين: {عَمَلِي} و {أَعْمَلُ} ، وكذا فيما بعده.

ومنها: الطباق بين {ضرًّا} {ونفعا} في قوله: {ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وبين {بَيَاتًا} و {نَهَارًا} وبين {يُحْيِي وَيُمِيتُ} وبين {يَسْتَقْدِمُونَ} و {يَسْتَأْخِرُونَ} .

ص: 275

ومنها: التشبيه في قوله: {كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ} والمقصود من (1) هذا التشبيه، كما قاله أبو السعود: بيان كمال سهولة الحشر بالنسبة إليه تعالى، ولو بعد دهر طويل، وإظهار بطلان استبعادهم وإنكارهم له بقولهم:{أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} ونحو ذلك، أو بيان تمام الموافقة بين النشأتين في الأشكال والصور، فإن اللبث اليسير يلزمه عدم التبدل والتغير فيكون قوله:{يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ} بيانًا وتقريرًا له؛ لأن التعارف يبعد مع طول العهد، والمراد بالساعة: الزمن القليل، فإنها مثل في غاية القلة وتخصيصها بالنهار؛ لأن ساعاته أعرف حالًا من ساعات الليل.

ومنها: الكناية في قوله: {وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} ؛ لأن الاستعجال كناية عن التكذيب. قال الزمخشري: {وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} يعني: تكذبون؛ لأن استعجالهم كان على جهة التكذيب والإنكار.

قلتُ: فجعله من باب الكناية؛ لأنها دلالة الشيء بلازمه، نحو هو طويل النجاد، كنى به عن طول قامته؛ لأن طول نجاده لازم لطول قامته، وهو باب بليغ، اهـ "سمين".

ومنها: الإطناب في قوله: {أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} .

ومنها: الحذف في عدة مواضع.

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *

(1) الفتوحات.

ص: 276

قال الله سبحانه جلَّ وعلا:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67) قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)} .

المناسبة

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ

} الآية، مناسبة هذه الآية (1) لما قبلها: أنه تعالى لما ذكر الأدلة على الألوهية والوحدانية والقدرة .. ذكر الدلائل الدالة على صحة النبوة والطريق المؤدي إليها، وهو القرآن المتصف بهذه الأوصاف الشريفة.

(1) البحر المحيط.

ص: 277

وعبارة المراغي هنا: لما ذكر الله سبحانه وتعالى الأدلة على أسس الدين الثلاثة، وهي الوحدانية والرسالة والبعث .. أردف ذلك بذكر التشريع العملي، وهو القرآن الكريم، وقد أجمل مقاصد هذا التشريع في أمور أربعة.

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ

} الآية، مناسبة هذه (1) الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ

} الآية، وكان المراد بذلك كتاب الله المشتمل على التحليل والتحريم .. بين فساد شرائعهم وأحكامهم من الحلال والحرام من غير مستند في ذلك إلى وحي.

وعبارة المراغي هنا: مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما أقام الأدلة العقلية على إثبات الوحي والرسالة .. أردف ذلك بذكر فعل من أفعالهم، لا ينكرونه ولا يجادلون في وجوده، وهو يثبت صحة وجودهما، ذاك أن التشريع بالتحليل والتحريم هو حق الله تعالى وحده، وأن الأصل في الأرزاق، وسائر الأشياء التي ينتفع بها الإباحة فتحريم بعض الأشياء وتحليل بعضها، إما بأمره تعالى بوساطة رسله، وأنتم تنكرونه وتزعمون أنه محال، وإما بالافتراء على الله تعالى، وهو يلزمكم بإنكار الأول، إذ لا واسطة بينهما.

قوله تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ

} الآية، مناسبة (2) هذه الآية لما قبلها: أنه تعالى لما ذكر جملة من أحوال الكفار ومذاهبهم والرد عليهم ومحاورة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم وذكر فضله تعالى على الناس، وأن أكثرهم لا يشكره على فضله .. ذكر تعالى اطلاعه على أحوالهم، وحال الرسول معهم في مجاهدته لهم، وتلاوة القرآن عليهم، وأنه تعالى عالم بجميع أعمالهم، واستطرد من ذلك إلى ذكر أولياء الله تعالى، ليظهر التفاوت بين الفريقين، فريق الشيطان، وفريق الرحمن.

وعبارة المراغي هنا: مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما

(1) البحر المحيط.

(2)

البحر المحيط.

ص: 278

بين في سابق الآيات، أن فضله على عباده كثير، وأن الواجب عليهم أن يشكروه بدوام طاعته وترك معصيته، وأن القليل منهم هم الشاكرون .. أردف ذلك بتذكيرهم بإحاطة علمه بشؤونهم وأعمالهم، ما دق منهم وما عظم، في جميع ملكوت السموات والأرض، حتى يحاسبوا أنفسهم على تقصيرهم في ذكره وشكره وعبادته.

قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

} الآية، مناسبة (1) هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما بين لعباده سعة علمه ومراقبته لعباده وإحصاء أعمالهم وجزاءهم عليها وذكرهم بما يجب عليهم، من شكره على تفضله عليهم .. ذكر هنا حال الشاكرين المتقين، الذين لهم حسن الجزاء يوم القيامة.

قوله تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا

} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما بين لرسوله صلى الله عليه وسلم صفة أوليائه، وما بشرهم به، ووعدهم في الدنيا والآخرة، وفي هذا إيماء إلى الوعد بنصره ونصر من آمن به، من أوليائه وأنصار دينه على ضعفهم وفقرهم، وكان أعداؤهم يغترون بقوتهم في مكة بكثرتهم، وكانوا لغرورهم بها يكذبون بوعد الله، وكان ذلك مما يحزنه كما قال:{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} .. أردف ذلك بتسليته له صلى الله عليه وسلم على ما يلقاه من أذى أعدائه، وتبشيره بالنصر والعزة والوعيد لأوليائه.

قوله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ

} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما حكى أن من المشركين من اتخذوا الأوثان والأصنام شفعاء عنده تعالى .. أردف ذلك بذكر ضرب آخر من أباطيلهم، وهو زعمهم أنه تعالى جده اتخذ ولدًا، وتلك مقالة اشترك فيها المشركون واليهود والنصارى على السواء.

(1) المراغي.

ص: 279