الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سئل عن الصوفي فقال: "من صفّى ربه قلبه، فامتلأ قلبه نورا، ومن دخل في عين اللذة بذكر الله".
2-
"الجنيد البغدادي" المتوفى سنة 297هـ.
التصوف هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به "!! ".
3-
أبو بكر الكتاني، المتوفى سنة 322هـ.
التصوف صفاء ومشاهدة.
4-
جعفر الخلدي، المتوفى سنة 348هـ.
التصوف: طرح النفس في العبودية، والخروج من البشرية "!! " والنظر إلى الحق بالكلية.
ونقد هذه الأقوال ونقاشها يخرج بنا عن الحدود التي رسمناها في منهج البحث، وأشرنا إليها كثيرا.
نشأة التصوف وتطوره:
يقسم بعض الباحثين الأدوار التي مر بها التصوف من نشأته إلى عصرنا هذا إلى أربعة أدوار:
الدور الأول، الدور التمهيدي: ويبدأ بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وينتهي بنهاية القرن الثاني الهجري، وهو دور الزهد.
الدور الثاني، الدور الفلسفي: ويبدأ من أوائل القرن الثالث الهجري وينتهي في منتصف القرن السابع، وهو دور البلوغ والكمال.
الدور الثالث، دور الانحطاط: ويبدأ من منتصف القرن السابع وينتهي في منتصف القرن الثالث عشر.
الدور الرابع، وهو دور التجديد: ويبدأ من منتصف القرن الثالث عشر حتى وقتنا الحاضر، وهو دور النهضة والانطلاق1.
1 التصوف بين الحق والخلق: محمد فهر شقفة ص40.
وهذا التقسيم وإن كان ليس دقيقا كل الدقة إلا أنه يرسم الخطوط العريضة التي أحاطت بالتصوف يمنة ويسرة حتى يومنا هذا، وإن كان مدلول التصوف في كل دور يختلف عن مفهومه في الدور الآخر، وقد نقلنا آنفا عبارة الدكتور عبد الحليم محمود أن إطلاق كلمة تصوف في الأصل غير إطلاقها الذي نفهمه الآن. ذلكم أن المراد به في الدور الأول نمط من العزوف عن الدنيا وأنه كان علامة الزاهدين والمتنسكين إلى أن انتقل إلى الدور الثاني حيث دخلت الفلسفة التصوف فتحول إلى التصوف الفلسفي، فأصبح بعض الصوفية يدين بمسائل "فلسفية لا تتفق ومبادئ الشريعة بما أثار عليهم جمهور أهل السنة وجعلهم يحاربون التصوف الفلسفي، ويؤيدون التصوف الذي يدور حول الزهد والتقشف وتربية النفس وإصلاحها، حتى كادوا يقضون عليه في نهاية القرن السابع الهجري"1. وبهذا دخل التصوف الدور الثالث وهو دور الانحطاط حيث تحولت الصوفية شيئا فشيئا عن الفلسفة والبحث فيما وراء الطبيعة إلى جلسات الذكر والمجاهدة مع الغناء والرقص وتأسست التكايا ونشأت الطرق وكثر المرتزقة والدجالون والمحتالون والمشعوذون وكثر التكلم بالكرامات وخوارق العادات واشتد الإيمان بالأولياء، فنصبت فوق قبورهم القباب وأقيمت لهم الموالد والأعياد ونسبت إليهم شتى المعجزات، وكانت قبورهم تزار لجلب الأولاد أو الشفاء من الأمراض والعاهات أو جلب الحظ والإكثار من الرزق2.
أما الدور الرابع الذي ذكره بعض الدارسين وهو دور النهضة والتجديد فلا أعتقد صحته؛ ذلكم أن الصوفية قد لاقت في العصور المتأخرة صحوة إسلامية كانت حربا عليها؛ فنهضت في الجزيرة العربية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فهدمت القباب، وأبطلت النذور لها وإقامة الموالد ونحوها حتى كاد التصوف أن يزول لولا طائفة لا تزال تبث سمومها المخدرة في المجتمع.
وقامت ضد الصوفية دعوات أخرى ورجال آخرون في مناطق شتى في
1 التفسير والمفسرون: محمد حسين الذهبي ج3 ص5.
2 التصوف بين الحق والخلق ص50 و51.