الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يتسع لقيام موسى في القبر؟ لأننا نقول عالم الغيب لا يقاس على عالم الشهادة .. عالم البرزخ لا يقاس على عالم الآخرة فلكل طبائعه وخواصه، فإذا أخبرنا الصادق المصدوق أنه رأى موسى عليه الصلاة والسلام قائمًا يصلي في قبره صدقناه وآمنا به ووكلنا معرفة حقيقة هذه الصلاة إلى الله تبارك وتعالى.
وعلى هذا الميزان قوله عليه الصلاة والسلام: «إن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون» (1) فليست هذه الحياة بالحياة المادية بحيث أننا إذا خاطبناهم يردون علينا ويسمعون كلامنا كما كانوا يسمعون كلام الناس في الدنيا حينما كانوا أحياء لا نتوسع في مثل هذه التفاصيل؛ لأنه كما قلت آنفًا عالم الغيب لا يقاس على عالم الشهادة على عالم المادة.
"رحلة النور"(33ب/00:29:47)
[1283] باب هل روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم تستقر في جسده بعد موته
؟
[روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال]:
(موضوع)
[قال الإمام]:
وأنا أرى أن هذا الحديث يعارض قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما من أحد يسلم علي إلا رد
(1)"صحيح الجامع"(رقم2790).
الله علي روحي حتى أرد عليه السلام». رواه أبو داود (1/ 319) والبيهقي (5/ 245) وأحمد (2/ 527) بإسناد حسن عن أبي هريرة، وهو مخرج في الكتاب الآخر " الصحيحة "(2266).
ووجه التعارض أنه يدل على أن روحه صلى الله عليه وآله وسلم ليست مستقرة في جسده الشريف، بل هي ترد إليه ليرد سلام المسلمين عليه صلى الله عليه وآله وسلم، بينما هذا الحديث الموضوع يقرر صراحة أن روح كل نبي ترد إليه بعد أربعين صباحاً من وفاته، فلو صح هذا فكيف ترد روحه صلى الله عليه وآله وسلم إلى جسده ليرد السلام، هذا أمر غير معقول، بل هو ظاهر التناقض، فلابد من رد أحدهما، وليس هو إلا هذا الحديث المنكر حتى يسلم الحديث القوي من المعارض، فتأمل هذا فإنه مما ألهمت به، لا أذكر أني رأيته لأحد قبلي، فإن كان صواباً فمن الله، وإلا فمن نفسي.
"الضعيفة"(1/ 360، 362 - 363).