الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1273] باب منه
السائل:
هنا حديث رواه الإمام أحمد عن أبي أمامة قال أبو ذر، قلت: يا رسول الله، كم وصلت عدة الأنبياء، قال:«مائة ألف وأربع وعشرون ألفًا الرسل من ذلك ثلاث مائة وخمس عشرة جمًّا غفيرًا» ، هل هذا الحديث صحيح؟ وهل ورد (عدد) معلوم بأسماء الرسل؟ (1)
الشيخ:
الحديث هذا صحيح، أما الشق الثاني من السؤال وهو هل جاء عدد معين للرسل (2)؟ فذلك مما لم نحط به علمًا.
"فتاوى جدة - الأثر -"(17/ 00:02:25)
[1274] باب من غير المعقول توفر عدد كبير من الأنبياء
في وقت واحد وبلد واحد
[روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال]:
«يا أبا عبيدة! قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً من أول النهار في ساعة واحدة، فقام مئة رجل واثنا عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل، فأمروا من قتلهم بالمعروف، ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعاً من آخر النهار في ذلك اليوم، وهم
(1) كذا.
(2)
كذا، والظاهر أن الشيخ يريد أنه لم يثبت حديث وردت فيه أسماء الرسل مع ذكر عددهم، كما يظهر أن هذا مراد السائل.
الذين ذكر الله عز وجل؛ يعني: قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم} ».
(ضعيف)
[قال الإمام]:
وأنكر من هذا الحديث: الأثر الذي ساقه ابن كثير عقب هذا من رواية [ابن] أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قتلت بنو إسرائيل ثلاث مئة نبي من أول النهار، وأقاموا سوق بقلهم من آخره. وقال في مكان آخر (1/ 102): "قال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال:
…
فذكره بلفظ: كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاث مئة نبي، ثم يقيمون سوق بقلهم من آخر النهار".
قلت: وهذا إسناد صحيح؛ إن كان الطيالسي قد ثبت السند إليه به؛ فإنه ليس في "مسنده" المطبوع، وهو المفروض؛ لأنه ليس من شرطه؛ فإنه موقوف على ابن مسعود. فإن صح عنه؛ فهو من الإسرائيليات الباطلة التي يكذبها العقل والنقل: أما العقل؛ فإنه من غير المعقول أن يتوفر هذا العدد الكبير من الأنبياء في وقت واحد وبلد واحد، ويتمكن اليهود من ذبحهم ذبح النعاج قبل انتهاء النهار، وفي آخره يقيمون سوقهم! هذا من أبطل الباطل.
وأما النقل؛ فهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي
…
" الحديث؛ متفق عليه، وهو مخرج في "الإرواء" (2473). فهذا صريح في أن أنبياء بني إسرائيل كان يخلف بعضهم بعضاً، ويأتي أحدهم بعد الآخر؛ كقوله تعالى:{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا} ]؛ أي: متواترين واحداً بعد واحد.
نعم؛ ذلك لا ينفي أن يرسل الله أكثر من رسول - بله نبي - واحد في وقت واحد لحكمة يعلمها؛ مثل هارون مع موسى، وقوله في أصحاب القرية:{إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُون} . وأما بعث مثل ذاك العدد الضخم من الأنبياء في زمن واحد؛ فليس من سنة الله تبارك وتعالى.
"الضعيفة"(11/ 2/812، 814).