الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(قرين النبي صلى الله عليه وآله وسلم
-)
[1238] باب كيف أسلم قرين النبي صلى الله عليه وآله وسلم
-؟
سؤال: طيب! الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الشيطان ترى خلاه يسلم وهو شيطان، كيف إذا عليه إنه يسيطر عليه أنه يخليه أسلم؟
الشيخ: الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ما منكم من أحد إلا وله قرين من الملائكة وقرين من الجن، قالوا: ولا أنت يا رسول الله. قال: ولا أنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم
…
» (1) الحديث ليس صريحاً بالمعنى اللي أنت عم بتسأل عنه، وصبيت كلامك حوله حين قلت: كيف خلاه أسلم، وهو شيطان؟ الحديث ليس صريحاً في ذلك ليه؟ لأن العلماء لما بيذكروا الحديث، «ولكن الله أعانني عليه» بيرووه كمان بلفظ "فأسْلَمُ"، وبلفظ ثاني:"فأسْلَمَ". ففي فرق بين فأسلمُ يعني: من شره، فأسلمُ، فأسلمَ روايتان، وكل من الروايتين بتدل على معنى غير الرواية الأخرى، فعلى رواية فأسْلَمَ أي: صار مسلماً، وهنا بيجي الإشكال وسيأتيك الجواب، أما على رواية فأسْلَمُ، يعني: أسلمُ من شره، وأسلمُ من وسوسته، فلا يضرني فما فيه إشكال.
أما على الرواية الأولى: فَأَسْلَمَ. أي: صار مسلماً فالجواب: من ناحيتين:
الناحية الأولى: كما يوجد في الإنس الصالحين والطالحين يعني: غير صالحين، كمان في الجن يوجد منهم الجنسين الصالح والطالح، لذلك قال تعالى في القرآن في سورة الجن: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ
(1)"صحيح مسلم"(رقم7286).
قِدَدًا} (الجن:11) فمن كان صالحاً من الجن فهو مسلم، كما أنه من كان صالحاً من الإنس فهو مسلم، ومن كان طالحاً فاسقاً من الجن فهو شيطان.
مداخلة: ما معنى كلمة (طالحاً)؟
الشيخ: يعني: ضد صالح، أنا أقول لك: من كان صالحاً أو من كان طالحاً يعني: غير صالح واضح؟
مداخلة: نعم.
طيب! من كان طالحاً يعني: غير صالح من الجن اسمه شيطان، وكذلك من كان من الإنس طالحاً فهو شيطان، ولذلك قال تعالى في القرآن:{وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} (الأنعام:112) أي: شياطين الجن بيوحوا لإخوانهم من شياطين الإنس، إذاً: في من الإنس مسلمين ومن الجن مسلمين، وكما أنه فيه بالإنس غير مسلمين كمان فيه بالجن غير مسلمين، الجن اللي غير مسلمين اسمهم شياطين، (نأتي الآن) إلى شيطان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو جني، لكن الله عز وجل أعان نبيه عليه فوعظه ونصحه وذكره كما فعل مع كفار قريش، فمنهم من آمن، ومنهم من كفر، وهو أرسل إلى الجن كما تعلم في سورة الجن {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} (الجن:1) فهؤلاء الذين استمعوا اهتدوا وراحوا إلى قومهم وأنذروهم برسالة الرسول عليه السلام، فمنهم من آمن ومنهم من كفر من الجن، فهذا الشيطان الذي كان للرسول عليه السلام ربنا عز وجل أعان نبيه عليه فَأََسْلَمَ وصار مسلماً، كما لو كان من قبل كان من شياطين الجن، وبعدين أسلم، واضح؟ وهذا على رواية فأسْلَمَ.
أما على الرواية الثانية فأسلمُ ما فيها إشكال.
"الهدى والنور"(323/ 24: 20: 00).