المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[1289] باب منه - جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة = موسوعة العقيدة - جـ ٨

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الإيمان بالملائكة

- ‌جماع أبواب الكلام حول صفات الملائكة وأصل خلقتهم وهل يشاركهم أحد في كونهم خلقوا من نور والكلام على إبليس الرجيم هل كان من الملائكة

- ‌[1200] باب الملائكة خلقوا من نور

- ‌[1201] باب هل خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نور كالملائكة

- ‌[1202] باب منه

- ‌[1203] باب منه

- ‌[1204] باب منه

- ‌[1205] باب هل إضاءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل شيء في المدينة لما دخلها إضاءة مادية أو معنوية

- ‌[1206] باب هل يطلق على الملائكة أنهم جن لأنهم لا يُرَون

- ‌[1207] باب هل البشر يرون الملائكة

- ‌[1208] باب هل الملائكة يعصون الله

- ‌[1209] باب منه

- ‌[1210] باب منه

- ‌[1211] باب هل كان إبليس من الملائكة

- ‌[1212] باب منه

- ‌[1213] باب منه

- ‌[1214] باب الملائكة عباد مطيعون

- ‌[1215] باب هل إبراهيم عليه السلام خير من الملائكة

- ‌[1216] باب ذكر بعض أهل الضلال ممن يقول بأن أهل البيت أفضل من الملائكة

- ‌جماع أبواب ذكر بعض الملائكة

- ‌(جبريل عليه السلام

- ‌[1217] باب حال حديث سؤال النبي لجبريل:«هل تتنزل بعدي إلى الأرض

- ‌(ملك الموت)

- ‌[1218] باب هل صحت تسمية ملك الموت بعزرائيل

- ‌[1219] باب منه

- ‌[1220] باب الكلام على قصة لطم موسى عليه السلام لملك الموت وهل تصح تسمية ملك الموت بعزرائيل

- ‌(منكر ونكير)

- ‌[1221] باب تسمية منكر ونكير

- ‌(الملك الموكل بالأرحام)

- ‌[1222] باب متى يرسل الملَك الموكل بالرحم

- ‌(الملائكة السيارة)

- ‌[1223] باب ذكر الملائكة السيارة

- ‌(الملك الموكل بعرض الأعمال)

- ‌[1224] باب ذكر المَلَك الموكل بعرض الأعمال

- ‌[1225] باب من هم الملائكة الكروبيون

- ‌كتاب عالم الجن

- ‌جماع أبواب مسائل متفرقة في عالم الجن

- ‌(تزاوج الإنس والجن)

- ‌[1226] باب هل يتزاوج الإنس مع الجن

- ‌[1227] باب منه

- ‌[1228] باب منه

- ‌[1229] باب منه

- ‌[1230] باب هل الجن يُحرِقون البيوت؟وكلام حول استحالة التزاوج بين الإنس والجن

- ‌[1231] باب هل يمكن التزاوج بين الإنس والجن؟وهل يمكن تلبس الجن بالإنس

- ‌(رؤية الجن)

- ‌[1232] باب هل يمكن أن يرى الإنسان قرينه من الجن

- ‌[1233] باب هل يظهر القرين عياناً

- ‌[1234] باب هل صح أننا نرى الجن يوم القيامة وهم لا يرونا

- ‌[1235] باب معنى قوله تعالى:{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} (الأعراف:27)

- ‌[1236] باب هل يطلق على الملائكة أنهم جن لأنهم لا يُرَون

- ‌(استراق السمع)

- ‌[1237] باب كيف تسترق الشياطين السمع

- ‌(قرين النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1238] باب كيف أسلم قرين النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1239] باب كيف أسلم قرين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ملعون

- ‌(هل كان إبليس من الملائكة

- ‌[1240] باب هل كان إبليس من الملائكة

- ‌[1241] باب منه

- ‌[1242] باب منه

- ‌(حكم لعن الشيطان)

- ‌[1243] باب هل يجوز لعن إبليس

- ‌[1244] باب حال حديث «لا تلعنوا الشيطان فإنه يتعاظم»

- ‌(متفرقات)

- ‌[1245] باب في ذكر طعام الجن

- ‌[1246] باب هل الحيات الموجودة الآن من الجن الممسوخ

- ‌[1247] باب هل يسلط الشيطان على أموال الناس

- ‌[1248] باب هل الجني يؤذي الإنسي ابتداءً

- ‌[1249] باب هل جنس البشر أفضل أم الجن

- ‌جماع أبواب ضلال من أنكر عالم الجن وحقيقته

- ‌[1250] باب كفر من أنكر عالم الجن

- ‌[1251] باب ذكر بعض أهل الضلالممن أنكر عالم الجن والشياطين

- ‌[1252] باب منه

- ‌[1253] باب منه

- ‌[1254] باب منه

- ‌جماع أبوابإثبات تلبس الجن بالإنس والرد على من أنكر ذلك

- ‌[1255] باب إثبات تلبس الجن بالإنس والرد على من أنكر ذلكمع الإنكار على من يتوسع في هذا الباب كذلك

- ‌[1256] باب منه

- ‌[1257] باب منه

- ‌[1258] باب منه

- ‌[1259] باب منه

- ‌[1260] باب منه

- ‌[1261] باب هل قوله صلى الله عليه وآله وسلم «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» "من أدلة تلبس الجن بالإنس

- ‌[1262] باب هل الشيطان ليس له سلطان على المؤمن مطلقًا

- ‌(كتاب النبوات)

- ‌جماع أبواب:- تعريف النبي والرسول- والكلام على الفرق بينهما- والكلام على النسبة بين النبوة والرسالة والولاية

- ‌[1263] باب تعريف النبي والرسول وبيان الفرق بينهما

- ‌[1264] باب الفرق بين النبي والرسول

- ‌[1265] باب المغايرة بين الرسول والنبي

- ‌[1266] باب رد قول من قال أن النبي: من أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ

- ‌[1267] باب منه

- ‌[1268] باب التفاضل بين النبوة والولاية

- ‌[1269] باب النبوة أخص من الولاية، والرسالة أخص من النبوة

- ‌جماع أبوابالكلام على عدد الأنبياء والرسل

- ‌[1270] باب هل ثبت في أعداد الأنبياء والرسل شيء

- ‌[1271] باب منه

- ‌[1272] باب منه

- ‌[1273] باب منه

- ‌[1274] باب من غير المعقول توفر عدد كبير من الأنبياءفي وقت واحد وبلد واحد

- ‌جماع أبواب:- ذكر ما يجب على الأنبياء- وذكر ما يجوز عليهم- وذكر شيء من خصائصهم

- ‌[1275] باب ذكر بعض ما يجب على النبي

- ‌[1276] باب هل يأتي الرسل صغائر الذنوب

- ‌[1277] باب معنى النسيان في قوله تعالى: {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}

- ‌[1278] باب تحريم الله على الأرض أن تأكل أجساد الانبياء، وبأن عيسى عليه السلام حياً في السماء بروحه وجسده

- ‌[1279] باب الجمع بين قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» والحديث الذي جاء فيه: «واستخرجوا عظام يوسف»

- ‌[1280] هل أجساد الشهداء لا تبلى مثل أجساد الأنبياء

- ‌[1281] باب صفة حياة الأنبياء في قبورهم

- ‌[1282] باب في صلاة الأنبياء في قبورهم

- ‌[1283] باب هل روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم تستقر في جسده بعد موته

- ‌جماعُ أبوابِ الكلامِ على بعضِ الأنبياء والرسل، وذكرِ شيءٍ من أخبارهم، وبيان ما ثبت عنهم وما لم يثبت

- ‌(إبراهيم عليه السلام

- ‌[1284] باب الرد على من أنكر حديث كذبات إبراهيم الثلاث سؤال: الكذب حرام، ولكن إذا اضطر الإنسان إليه ليمنع كارثة تكاد تقع لو صدق القول، أيبقى نفس الحكم

- ‌(إسماعيل وإسحاق عليهما السلام

- ‌[1285] باب الذبيح إسماعيل

- ‌[1286] باب منه

- ‌[1287] باب كل ما جاء في أن إسحاق هو الذبيح ضعيف [روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال]:

- ‌(موسى عليه السلام

- ‌[1288] باب قصة موسى مع ملك الموت

- ‌[1289] باب منه

- ‌[1290] باب كيف رأى نبينا صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام يصلي ليلة الإسراء والمعراج

- ‌(الخضر عليه السلام

- ‌[1291] باب إثبات نبوة الخضر عليه السلام

- ‌[1292] باب منه

- ‌[1293] باب هل كان الخضر حياًّ في حياة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1294] باب كل أحاديث حياة الخضر موضوعة

- ‌[1295] باب منه

- ‌[1296] باب منه

- ‌[1297] باب منه

- ‌(داود عليه السلام

- ‌[1298] باب بطلان قصة افتتان داود عليه السلامبنظره إلى امرأة الجندي أوريا

- ‌(سليمان عليه السلام

- ‌[1299] باب مدى صحة تعبير: "قبض على خاتم سليمان

- ‌(عيسى عليه السلام

- ‌[1300] باب عقيدة رفع عيسى عليه السلاموحكم الصلاة خلف من ينكرها

- ‌[1301] باب مِن حِكَمِ عيسى عليه السلام

- ‌هل خالد بن سنان نبي

- ‌[1302] باب هل خالد بن سنان نبي

- ‌(محمد صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌جماع أبوابلوازم الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ومقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله

- ‌[1303] باب لوازم الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1304] باب معنى شهادة أن محمدًاعبد الله ورسول وبيان مقتضياتها

- ‌جماع أبواب أفضلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأنبياء وعلى جميع ولد آدم ونقض ما يخالف ذلك والرد على المخالفين

- ‌[1305] باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير ولد آدم

- ‌[1306] باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير من طلعت عليه الشمس

- ‌[1307] باب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل النبيين

- ‌[1308] باب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم سيد المرسلين يقيناً

- ‌[1309] باب التنبيه على لفظ ضعيف قد يورد ضمن الأدلة الصحيحة على أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الخلق

- ‌[1310] باب هل الأنبياء أفضل من الملائكة؟ وهل إبراهيم عليه السلام خير من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ومن الملائكة؟ وهل علي رضي الله عنه خير من الأنبياء

- ‌[1311] باب ذكر بعض أهل الضلال ممن يقول بأن أهل البيت أفضل من الأنبياء والرسل

- ‌جماع أبواب ذكر تسمية النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكلام على والديهوذكر بعض ما يجوز عليهوالكلام على بعض شمائله وخصوصياتهوبيان بعض ما ثبت له وما لم يثبت

- ‌[1312] باب ما هو أصل تسمية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمحمد

- ‌[1313] باب والدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في النار

- ‌[1314] باب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم خليل رب العالمين، والتنبيه على أنه لم يثبت حديث في أنه حبيب الله

- ‌[1315] باب ثبوت سحر النبي صلى الله عليه وسلم والرد على من أنكر ذلك

- ‌[1316] باب منه

- ‌[1317] باب منه

- ‌[1318] باب إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته وصفة ذلك

- ‌[1319] باب شرح حديث من رآني في المنام فقد رآني

- ‌[1320] باب كيف تثبت خصوصياته صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1321] باب عصمته صلى الله عليه وآله وسلم من الناس

- ‌[1322] باب كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يكتب

- ‌[1323] باب الرد على من زعم أن الشعر لم يجر على لسان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قط

- ‌[1324] باب منه

- ‌جماع أبواب أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته

- ‌[1325] باب من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم حادثة الراهب بحيرا والرد على من أنكرها

- ‌[1326] باب من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم تظليل الغمام له ومَيل فيء الشجرة عليه والرد على من أنكر ذلك

- ‌[1327] باب من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم شق صدره وهو صغير

- ‌[1328] باب من أعلام النبوة التنبؤ بفتح فارس والروم

- ‌[1329] باب من أعلام النبوة التنبؤ بفتح قسطنطينية

- ‌[1330] باب من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم العلمية الغيبية:تنبئه بأن تبوك ستصير جناناً

- ‌[1331] باب منه

- ‌[1332] باب من أعلام النبوة التنبؤ بظهور السيارات وظهور الكاسيات العاريات

- ‌[1333] باب من أعلام النبوة التنبؤ بانتشار الزينة

- ‌[1334] باب من أعلام النبوة التنبؤ برفع العلم الشرعي

- ‌[1335] باب من أعلام النبوةالتنبؤ بظهور التعصب لغير الكتاب والسنة

- ‌[1336] باب من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم تنبئه بوفاته بعد عام

- ‌[1337] باب من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم تنبئه بظهور السيارات

- ‌[1338] باب من أعلام النبوة التنبؤ بخروج الفتن من العراق

- ‌[1339] باب منه

- ‌[1340] باب من الطب النبوي والإعجاز العلمي:نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن الشرب من ثلمة القدح

- ‌[1341] باب من الإعجاز النبوي الأمر بتغطية الإناء

- ‌[1342] باب من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم أن الجمادات تحبه وتحن إليه

- ‌[1343] باب من أعلام النبوة التنصيص على أن في أحد جناحي الذباب داء وفي الآخر دواء

- ‌[1344] باب جملة من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1345] باب من أعلام النبوة

- ‌[1346] باب من خصوصياته صلى الله عليه وآله وسلمأنه يسمع ما لا يسمع الناس ويرى ما لا يروه

- ‌[1347] باب من خصائص نبينا صلى الله عليه وآله وسلمإبصاره مِن ورائه في الصلاة خاصةً

- ‌[1348] باب منه

- ‌[1349] باب منه

- ‌[1350] باب منه

- ‌جماع أبواب معجزة الإسراء والمعراج

- ‌[1351] باب هل ثبت في تحديد وقت إسراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيء

- ‌[1352] باب الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد

- ‌[1353] باب هل الإسراء والمعراج كان في المنام أم في اليقظة

- ‌[1354] باب من الذي دنا وصار بينه وبين نبينا صلى الله عليه وآله وسلمقدر قوسين ليلة الإسراء

- ‌[1355] باب منه

- ‌[1356] باب منه

- ‌[1357] باب منه

- ‌[1358] باب كيف رأى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم موسى عليه السلام يصلي ليلة الإسراء والمعراج

- ‌جماع أبوابصور من الغلو في ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1359] باب كيف يكون تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم التعظيم المشروع

- ‌[1360] باب النهي عن الغلو في تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1361] باب من مفاسد الغلو في تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلمرد الأحاديث الصحيحة

- ‌[1362] باب النهي عن إطراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1363] باب من وسائل الشرك: الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1364] باب اعتقاد سماع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته من وسائل الشرك

- ‌[1365] باب هل يسمع النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته سلام من سلم عليه؟وهل يلزم من رده صلى الله عليه وسلم السلام أن يكون سمعه

- ‌[1366] باب هل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره؟ وهل يسمع بعد موته

- ‌[1367] باب هل روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم تستقر في جسده بعد موته

- ‌[1368] باب من صور الغلو في ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنكار كون أبواه في النار

- ‌[1369] باب من صور الغلو في ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلمادعاء إحياء أمه بعد موتها وإيمانها به وبيان وضع القصة في ذلك

- ‌[1370] باب من صور الغلو في النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اعتقاد أنه خُلِقَ قبل الذوات

- ‌[1372] باب هل خلق النبي صلى الله عليه وسلم من نور؟ وهل هو أول الخلق

- ‌[1373] باب هل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نور

- ‌[1374] باب هل خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم من النور؟وهل النور المحمدي أول خلق الله

- ‌[1375] باب منه

- ‌[1376] باب هل إضاءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل شيء في المدينة لما دخلها إضاءة مادية أو معنوية

- ‌[1377] باب ما هو المقام المحمودلنبينا صلى الله عليه وآله وسلم وهل هو جلوسه على العرش

- ‌[1378] باب منه

- ‌[1379] باب ما أُثْبِتَ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يصح

- ‌[1380] باب هل يعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الغيب

- ‌[1381] باب لا يصح إطلاق القولبأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَلِمَ جميع الكائنات

- ‌جماع أبواب عقيدة ختم النبوة بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم والرد على أهل الضلال ممن خالف هذه العقيدة كمدعي النبوة وأتباعهم

- ‌[1382] باب لا نبوة بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1383] باب ذكر بعض أهل الضلالممن ضل في عقيدة ختم النبوة بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1384] باب منه

- ‌[1385] باب منه

- ‌[1386] باب منه

- ‌[1387] باب منه

- ‌[1388] باب منه

- ‌[1389] باب منه

- ‌[1390] باب منه

- ‌[1391] باب منه وهل يكفر من ينكر عقيدة ختم النبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1392] باب منه

- ‌[1393] باب منه

- ‌[1394] باب منه

- ‌[1395] باب منه

- ‌[1396] باب منه

- ‌[1397] باب ميرزا غلام أحمد أحد الكذابين الذين يكونون بين يدي الساعة

- ‌[1398] باب كيف نناقش من يدعي النبوة

- ‌كتاب عقيدة أهل السنة في الصحابة

- ‌جماع أبواب مقدماتوقواعد هامة حول عقيدة أهل السنة في الصحابة

- ‌[1399] باب الشهادة بالجنة لمن شهد الله ورسوله له من الصحابة

- ‌[1400] باب عدم الإفراط في حب الصحابة

- ‌[1401] باب الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة

- ‌[1402] باب أصحاب الرسول كلهم عدول في الرواية

- ‌[1403] باب أهل السنة يوالون الصحابة وآل البيت

- ‌[1404] باب حكم سب الصحابة

- ‌[1405] باب الترضي خاص بالصحابي عرفاً

- ‌[1406] باب القاعدة أن الصحابة كانوامتأولين في الحروب إلا ما استثني

- ‌[1407] باب عدم عصمة آل البيت وزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1408] باب عدم عصمة زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1409] باب الوصية بالعترة وبيان المراد بهم

- ‌[1410] باب ظهور بدعة التشيع والطعن في الصحابة

- ‌[1411] باب لا يلزم من التشيع في المتقدمين بغض الشيخين

- ‌[1412] باب هل مِن الصحابة مَن يعذب قبل دخول الجنة

- ‌جماع أبواب فضائل الخلفاء الأربعةوالكلام حول التفاضل بين عثمان وعلي

- ‌[1413] باب ترتيب الخلفاء الأربعة من ناحية الأفضلية

- ‌[1414] باب حكم من طعن في خلافة الثلاثة

- ‌[1415] باب أبو بكر الصديقخير من طلعت عليه الشمس بعد الأنبياء

- ‌[1416] باب أبو بكر أحب الناس إلى رسول الله وأفضل الخلفاء الراشدين

- ‌[1417] باب من فضائل أبي بكر الصديق

- ‌[1418] باب أبو بكر وعمر أفضل الصحابة

- ‌[1419] باب خلافة أبي بكر

- ‌[1420] باب سبب تسمية أبي بكر بالصديق

- ‌[1421] باب أبو بكر ليس بمعصوم

- ‌[1422] باب من فضل عثمان وحيائه

- ‌[1423] باب علي في الجنة

- ‌[1424] باب الدعاء بالبغض لمن أبغض عليّاً

- ‌[1425] باب من فضل جعفر، وعلي، وزيد

- ‌[1426] باب فضل عليٍّ أشهر من أن يستدل له بالموضوعات

- ‌[1427] باب هل يجوز تخصيص علي رضي الله عنه بالإمامة وبقولنا: كرم الله وجهه

- ‌[1428] باب منه

- ‌[1429] باب مذهب أهل السنة في المفاضلة بين عثمان وعلي رضي الله عنهما

- ‌[1430] باب هل علي رضي الله عنه أحق بالخلافة من الشيخين

- ‌[1431] باب منه

- ‌[1432] باب رد ما قد يستدل به الشيعةعلى تفضيل علي على الخلفاء الثلاثة

- ‌[1433] باب كذب الشيعة في ادعائهم أن آية {والله يعصمك من الناس} نزلت يوم غدير خم

- ‌[1434] باب ذكر ما صح في فتنة مقتل عثمان

- ‌جماع أبواب فضائل جمع من الصحابة

- ‌[1435] باب الرد على الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه والصحابة

- ‌[1436] باب لماذا يكره الرافضة أبا هريرة

- ‌[1437] باب من فضل جعفر، وعلي، وزيد

- ‌[1438] باب فضل أبي عبيدة

- ‌[1439] باب من فضائل طلحة بن عبيد الله الأنصاري

- ‌[1440] باب من فضائل عمرو بن العاصوبيان حرمة الطعن فيه رضي الله عنه

- ‌[1441] باب فضل معاوية رضي الله عنه ورد طعن الطاعن فيه

- ‌[1442] باب الرد على من طعن في معاوية رضي الله عنه

- ‌جماع أبواب فضائل عائشة وجمع من نساء الصحابة

- ‌[1443] باب هل عائشة أفضل من جميع النساء

- ‌[1444] باب عائشة رضي الله عنها محفوظة غير معصومة

- ‌[1445] باب فضل نساء الصحابة

- ‌[1446] باب من فضائل فاطمة

- ‌[1447] باب فضل فاطمة رضي الله عنها

الفصل: ‌[1289] باب منه

روحه، فاستسلم حينئذٍ لأمره، وطاب نفساً بقضائه، وكلُّ ذلك رفق من الله عز وجل، ولطف منه في تسهيل ما لم يكن بد من لقائه، والانقياد لمورد قضائه، قال: وما أشبه معنى قوله:"ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن؛ يكره الموت

" بترديده رسوله ملك الموت إلى نبيه موسى عليه السلام، فيما كرهه من نزول الموت به، وقد ذكر هذا المعنى أبو سليمان الخطابي في كتابه رداً على من طعن في هذا الحديث وأمثاله من أهل البدع والملحدين أبادهم الله، وكفى المسلمين شرهم ".

"الصحيحة"(7/ 2/826 - 835).

[1289] باب منه

سؤال: يقول السائل: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن موسى عليه السلام لطم عين ملك الموت فأعوره» سمعت أحد العلماء يضعف إخراج هذا الحديث، ويقول: إن الرائحة الإسرائيلية لتفوح من هذا الحديث، فكيف نرد عليهم، وهل يجوز أن نسمي ملك الموت عزرائيل، وهل هناك رواية صحيحة على أن اسمه عزرائيل، وكيف يجوز لنبي أن يضرب ملكًا، مع العلم بأن مَلَك الموت شديد، وهل أذن الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام بذلك؟

الشيخ: هذا السؤال له شعبتان: الشعبة الأولى: تتعلق بحديث لطم موسى عليه السلام للملك حتى فقأ عينه.

والشعبة الأخرى: هي هل صح أن ملك الموت يسمى بعزرائيل كما هو شائع عند كثير من الناس، نجيب عن هذا الشق الثاني: لأن الجواب فيه مختصر لنعود إلى الجواب عن الشق الأول: لم يصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إطلاقًا تسمية ملك الموت

ص: 172

بعزرائيل، فقد جاء في كثير من الأحاديث اسم جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، هذا ثابت لكن تسمية ملك الموت بعزرائيل فليس له أصل في السنة فضلًا عن القرآن الكريم.

نعود إلى الجواب عن الشق الأول من السؤال وهو حديث ملك الموت، وتضعيف من ضعفه من العلماء، بين يدي الجواب أريد أن أذكركم بقاعدة علمية معترف بها حتى عند من ليس مسلمًا، هذه القاعدة العلمية: هي أنه لا يجوز لمن كان جاهلًا بعلم أن يتكلم فيه؛ لأنه يخالف نصوصًا من الكتاب والسنة من ذلك قول ربنا تبارك وتعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36] فالذي يريد أن يتكلم في الطب مثلًا لا يجوز أن يتكلم إذا كان مفسرًا؛ لأن الطب ليس من عمله، كما أن هذا الطبيب المختص في مهنته لا يجوز أن يتكلم في التفسير أو في الفقه أو في غير ذلك؛ لأن هذا وذاك إذا تكلما في غير اختصاصهما فقد قفا ما لا علم له به، ويكون قد خالف النص القرآني السابق.

هذا أظن من الأمور التي يصح أن يذكر معه المثل العربي القديم: هذا أمر لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان، أي: أنه لا يجوز أن يتكلم في علم ما إلا أهل الاختصاص، إذا كان هذا أمرًا مسلمًا وهو كذلك عدنا إلى هذا الحديث أو غيره، من الذي يتكلم فيه، آلطبيب مثلًا؟ الجواب طبعًا: لا، آلكيمائي مثلًا؟ الجواب: لا، أسئلة كثيرة كثيرة نقترب من الحقيقة، آلمفسر؟ الجواب: لا، آلفقيه؟ الجواب: لا، إذًا: من الذي يتكلم؟ إنما هو العالم بالحديث، وعلماء الحديث كانوا كما قيل ..

كانوا إذا عدو قليلًا

فصاروا اليوم أقل من القليل

ص: 173

ولذلك فلا يجوز لطلاب العلم أن يتورطوا بكلمة تنقل عن عالم لا نعرف هوية واختصاص هذا العالم إذا ما قال: الحديث الفلاني ضعيف، هذه قاعدة يجب أن نلتزمها دائمًا وأبدًا، ومن عجائب المصائب التي حلت في الأمة من الغفلة يالقواعد العلمية المبثوثة في الكتاب والسنة أنهم يبتعدون عنها كل البعد، وإذا جاء دور ما يتعلق بما يخص أنفسهم تجدهم يحققون مثل ذلك النص القرآني الذي يلزم المسلمين أن يرجعوا إلى أهل الاختصاص، مثلًا إذا أصاب أحدنا أو أحد من يخصنا مرضٌ ما فهو لا يذهب إلى أي طبيب وإنما قبل كل شيء يسأل عن المختص في ذاك المرض، ثم يتابع السؤال والبحث والتحقيق عن الطبيب الماهر المختص في ذلك المرض حينذاك يذهب إليه ويعرض نفسه أو حبيبه عليه، أما فيما يتعلق بالدين فأصبح الأمر فوضى لا نظام له (1)، ذلك أن الناس اليوم كلما رأوا إنسان يدندن حول بعض المسائل الفقهية أو حول بعض الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية ظنوا أنه عالم زمانه فيتوجهون في الأسئلة فيقعون في المحذور الذي جاء ذكره في الحديث الأول ألا وهو قوله عليه السلام:«قتلوه قاتلهم الله، ألا سألوا - أي: أهل العلم - فإنما شفاء العي السؤال» (2).

بعد هذا أعود لأقول: أي إنسان يتكلم في غير اختصاصه لا يجوز له ذلك، وبخاصة إذا تبين أن كلامه مخالف لأهل الاختصاص في العلم الذي تكلم هو فيه بغير علم، فحديث لطم موسى عليه السلام لملك الموت حديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي

(1)"صحيح الجامع"(رقم4362).

(2)

"صحيح الجامع"(رقم4362).

ص: 174

- صلى الله عليه وآله وسلم: «جاء ملك الموت إلى موسى عليه الصلاة والسلام فقال له: أجب ربك» يعني: سلم لي نفسك وروحك، فما كان من موسى عليه السلام إلا أن لطمه تلك اللطمة ففقأ عينه، فرجع الملك -ملك الموت- إلى ربه، قال: يا رب! أرسلتني إلى عبد يكره الموت، فقال الله له: عد إليه وقل له: إن ربك يقول لك: ضع يدك على جلد ثور فلك من العمر من السنين بعدد كل الشعرات التي تكون تحت أصابعك، فرجع ملك الموت إلى موسى عليه السلام وقال له ما أمره به ربه، قال موسى: وماذا بعد ذلك؟ قال الموت، قال: فالآن، فقبض ملك الموت روح موسى عليه السلام في تلك اللحظة.

قال نبينا صلوات الله وسلامه عليه: «ولو كنت ثمة» أي: حيث قبض ملك الموت روح موسى «لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر» هذا نص الحديث في الصحيحين.

الجواب الآن: يحتاج إلى أن أتكلم في أكثر من مسألة، المسألة الأولى: يتبين بعد ورود هذا الحديث في الصحيحين أن ذلك الذي ضعفه هو الضعيف؛ ذلك لأنه تكلم بغير علم، وفي ظني أن هذا المضعف هو من أولئك الناس الكثيريين الذين يسلطون ويحكمون عقولهم إن لم أقل أهواءهم في الحكم على الأحاديث الصحيحة بأنها ضعيفة وربما قالوا إنها موضوعة، ما الدليل على ما زعموه من الضعف والوضع؟ هو تحكيمهم عقولهم، واتباعهم لأهوائهم:{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} (المؤمنون:71) ذلك لأن الإيمان ضعف في صدور كثير من الناس ولو ممن قد ينتمون إلى العلم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى: لم يدرسوا السنة دراسةً واعيةً مستوعبة لطرق الحديث التي من عادتها أنها

ص: 175

تزيل ما قد يقع في نفوس البعض من إشكال.

نحن الآن بعد أن بينا أن الذي ضعف الحديث هو الضعيف؛ لأنه خالف أولًا: الإمامين الذين وضعا كتابين يسميان بالصحيحين هما باتفاق علماء السنة أصح كتاب بعد كتاب الله تبارك وتعالى، صحيح البخاري وصحيح مسلم، وليس هذا فقط بل تلقت الأمة ذلك بالقبول، ولذلك كان كل حديث جاء في الصحيحين لم يتكلم فيه أحد من علماء الحديث الذين كانوا في مرتبة البخاري ومسلم بشيء من النقد، فهذه الأحاديث كلها ثابتة يقينًا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذًا: فلا نقيم وزنًا لمن يضعف مثل هذا الحديث مهما كان شأنه ومهما ظن الناس فيه علمًا.

أما الإشكال الذي يصوره السؤال: أن ملك الموت كيف يضربه موسى عليه السلام؟ الجواب: وهذا فيه إشارة لما قلته أن هؤلاء الناس لا يدرسون السنة، الجواب: في رواية في مسند الإمام أحمد بسند صحيح قال: كان ملك الموت يأتي الناس على صورة البشر، فإذًا: ملك الموت لما جاء إلى موسى فقال له: أجب ربك، ما جاءه بالعلامة التي تجعل موسى عليه السلام ينتبه إلى أن هذا الذي يقول له: أسلم روحك هو ملك مرسل من الله، فهو جاءه بصورة بشر، وأي إنسان منا لو جاءه شخص ويقول: سلم لي روحك، فماذا سيكون موقفه منه؟ سيكون موقف موسى عليه السلام بالذات؛ لأنه يتعدى على وظيفة لملك كريم لا يشاركه فيه الملائكة الآخرون، فكيف إنسان يتقدم إلى بشر مثله ويقول: أسلم روحك، فما كان منه إلا صفعه ففقأ عينه، هذا أمر طبيعي والشبهة تطيح وتزول من أصلها وفصلها حينما نتذكر هذه الرواية الأخرى أن ملك الموت كان يأتي الناس عيانًا بصورة البشر، لذلك ترون في تتمة الحديث أن ملك الموت لما شكا أمره إلى الله وقال له: أرسلتني إلى عبد يكره الموت، أعطاه علامة وقال له: ارجع إلى موسى

ص: 176

وقل له: إن ربك يأمرك أن تضع يدك إلى آخر الحديث على جلد ثور فلك من العمر بكل شعرة تحت يدك، لما رجع الملك بهذا البرهان إلى موسى عليه الصلاة والسلام قال له: وماذا بعد ذلك؟ قال: الموت، قال: إذًا فالآن قبض روحه تلك الساعة، لماذا استسلم ثانيًا ولم يستسلم أولًا؟ وضح الجواب، أولًا كان الطالب بشرًا من البشر، فكأنه يهزأ، وما كان موسى يعلم أنه ملك من الله مرسل، لذلك ضربه فلما جاء الملك ومعه هذه العلامة من الله عز وجل واطمأن موسى إليها وسأله ذلك السؤال، وأجابه: ما بعد ذلك إلا الموت، قال: فالآن، إذًا: موسى لا يكره الموت ولكنه فقأ عين ذلك الرجل على ظنه أنه بشر من البشر.

فحينما ننظر إلى الحديث بتفسير هذه الرواية التي رواها الإمام أحمد في المسند يطيح الإشكال يبطل قول من قال: أنه ربما يكون هذا الحديث من الإسرائيليات، هذا كلام باطل؛ لأنه حين يقال الراوية الفلانية أو الحديث الفلاني هو من الإسرائيليات فذلك يعني أنه مما كان أهل الكتاب من اليهود والنصارى يتحدثون بينهم ببعض الروايات التي تلقوها عن أسلافهم، وفيها الحق وفيها الباطل لذلك قال عليه السلام:«إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم» هذا هو معنى كون الشيء من الإسرائيليات.

ولكن هناك تفصيل لا بد من ذكره لعلمي أن قليلًا ما يقرأ هذا التفصيل في كتب العلماء، الإسرائيليات نسبة إلى رواية قصص تتعلق ببني إسرائيل، تنقسم إلى قسمين: القسم الأول وهو الأكثر رواية وشيوعًا ما كان مرويًا كما ذكرنا آنفًا عن أهل الكتاب، وهذه روايات كثيرة وكثيرة جدًا كقصة مثلًا هاروت وماروت أنه ما كانا ملكين مقربين عند الله تبارك وتعالى، وأن الله عز وجل لما قال للملائكة: {إِنِّي

ص: 177

جَاعِلٌ في الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (البقرة:30) قال: الله أراد أن يمتحن هؤلاء الملائكة الذين قالوا: أتجعل فيها، قال: اختاروا ملكين منكم لأنزلهما إلى الأرض ولأبتليهم، فاختار هاروت وماروت، قصة طويلة خلاصتها: أن الله عز وجل كساهم ثوب البشرية فافتتنوا بامرأة فراودها عن نفسها فامتنعت حتى يقتلا غلامًا هناك، فامتنعا لأنهم يعلمون أن هذا حرام، فعرضت عليهم الخمر فشربا الخمر فسكرا وقتلا الغلام وفجرا بالمرأة، فعاقبهم الله تبارك وتعالى في الدنيا بأن علقهم في بئر منكسين رؤوسهم إلى أسفل وأرجلهم إلى أعلى ويخرج الدخان من أسفل ويدخل في مناخيرهم ويخرج من أدبارهم.

هذه قصة تروى في تفسير الآية السابقة، هذه من الإسرائيليات، وهي مما تنافي قول الله عز وجل في الملائكة في قوله تبارك وتعالى:{عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم:6) فهذه القصة تنافي مثل هذه الآية التي تصرح أن الملائكة معصومون لا يمكن أن يتصور أنهم يزنون ويقتلون النفس بغير حق إلى آخر ما جاء في تلك الإسرائيليات.

هذا النوع من الإسرائيليات حينما يقال هذا الخبر أو هذه الرواية من الإسرائيليات.

هناك قسم آخر ولو أنه قليل ولكن هذا يجب ألا يساق مساق القسم الأول: هذا القسم الآخر أخبار يتحدث بها رسول الله عن بني إسرائيل، هذه إسرائيليات صحيحة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدث بها وليست من قبيل ما يرويه أهل الكتاب، والأمثلة في هذا كثيرة، ولا بأس أن نذكِّر بحديث واحد قاله عليه

ص: 178

السلام: بينما رجل ممن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض، إذ سمع صوتًا من السحاب يقول: اسق أرض فلان، فتعجب الرجل الذي يمشي في الأرض وتوجه مع السحاب حتى رأى السحاب يفرغ مشحونه من المطر في بستان، فأطل هذا الرجل فرأى صاحب البستان يعمل في أرضه، فسلم عليه وكأنه سماه بالاسم الذي سمعه من السماء فتعجب الرجل وقال له: ما علمك؟ فقص عليه القصة أنه سمع هذا الاسم يخاطب به الملائكة السحاب ويأمرون السحاب أن ينطلق إلى هذه الأرض التي أنت تعمل فيها، فبم ذاك؟ [قال]: لا أعلم أمرًا أستحق من الله هذا الإكرام سوى أنني أملك هذه الأرض، فأزرعها ثم أحصدها، فأجعل حصيدها ثلاثة أثلاث: ثلث أعيده إلى الأرض، وثلث أنفقه على نفسي وعيالي، وثلث آخر أتصدق به على الفقراء الذين حولي، فقال له الرجل: فهو هذا، يعني: بقيامك بهذه الواجبات استحققت هذه العناية الإلهية حيث سخر لك السحاب (1).

هذا حديث يتحدث عن بني إسرائيل، لكن من الذي حدث به؟ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الموصوف في القرآن الكريم بأنه لا ينطق الهوى .. {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم:4) فإذًا هذا الحديث ما دام جاء في الصحيحين، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وذكر الحديث، فإذًا: لا يجوز لنا أن نقول: هذا من الإسرائيليات بالمعنى، وإذا كان ولا بد فنقيد ذلك بأنه من الإسرائيليات لكن النبي صهو الذي تكلم به

"فتاوى الإمارات"(12/ 00:00:37)

(1)"صحيح مسلم"(رقم7664).

ص: 179