الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من المفيد أن نذكر أن بعض المبتدعة قديماً وحديثاً قد أنكروا هذا الحديث الصحيح، بشبهات هي أوهى من بيت العنكبوت، وقد رد عليهم العلماء في شروحهم، فليرجع إليها من شاء.
"الصحيحة"(6/ 1/615 - 616، 619).
[1318] باب إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته وصفة ذلك
[عن ابن مسعود رضي الله عنه قال]:
«كان [أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم] لا يخيل على من رآه» .
[قال الإمام وقد ذكر شواهد للحديث]:
(فائدة): في هذه الأحاديث أنه من الممكن أن يرى الرائي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته، ولو لم يكن معاصراً له، لكن بشرط أن يراه على صورته التي كان عليها صلى الله عليه وآله وسلم في برهة من حياته، وإلى هذا ذهب جماعة من العلماء كما في " فتح الباري "(12/ 384)، وهو قول ابن عباس في رواية يزيد الفارسي وكليب والد عاصم، وكذا البراء كما تقدم، وعلقه البخاري عن محمد بن سيرين إمام المعبرين، وقد وصله القاضي بسنده الصحيح عن أيوب قال:" كان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره "، وبه قال العلامة ابن رشد، فقال كما في " الاعتصام " للإمام الشاطبي (1/ 355):" وليس معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من رآني فقد رآني حقّاً» " أن كل من رأى في منامه أنه رآه، فقد رآه حقيقة، بدليل أن الرائي قد يراه مرات على صور مختلفة، ويراه الرائي على صفة، وغيره على صفة أخرى، ولا يجوز أن تختلف
صور النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا صفاته، وإنما معنى الحديث: من رآني على صورتي التي خلقت عليها فقد رآني، إذ لا يتمثل الشيطان بي، إذ لم يقل صلى الله عليه وآله وسلم: من رأى أنه رآني فقد رآني، وإنما قال:" من رآني فقد رآني "، وأنى لهذا الرائي الذي رأى أنه رآه على صورته الحقيقية أنه رآه عليها، وإن ظن أنه رآه ما لم يعلم أن تلك الصورة صورته بعينها، وهذا ما لا طريق لأحد إلى معرفته ".
قال الحافظ: " ومنهم من ضيق الفرض في ذلك، فقال: لابد أن يراه على صورته التي قبض عليها، حتى يعتبر عدد الشعرات البيض التي لم تبلغ عشرين شعرة. والصواب التعميم في جميع حاله بشرط أن تكون صورته الحقيقة في وقت ما، سواء كان في شبابه أو رجولته أو كهولته، أو آخر عمره .. ".
وقال الشيخ علي القارىء في " شرح الشمائل "(2/ 293): " وقيل إنه مختص بأهل زمانه صلى الله عليه وآله وسلم، أي من رآني في المنام يوفقه الله تعالى لرؤيتي في اليقظة. ولا يخفى بعد هذا المعنى، مع عدم ملاءمته لعموم (من) في المبنى، على أنه يحتاج إلى قيود، منها: أنه لم يره قبل ذلك، ومنها أن الصحابي غير داخل في العموم .. ". قلت: ولا أعلم لهذا التخصيص مستنداً إلا أن يكون حديث أبي هريرة عند البخاري (6993) مرفوعا بلفظ: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي» . فقد ذكر العيني في " شرح البخاري "(24/ 140) أن المراد أهل عصره صلى الله عليه وآله وسلم، أي من رآه في المنام وفقه الله للهجرة إليه والتشرف بلقائه صلى الله عليه وآله وسلم .. ". ولكنني في شك من ثبوت قوله:«فسيراني في اليقظة» ، وذلك أن الرواة اختلفوا في ضبط هذه الجملة:«فسيراني في اليقظة» ، فرواه هكذا البخاري كما ذكرنا، وزاد مسلم (7/ 54):" أو فكأنما رآني في اليقظة ". هكذا على الشك، قال الحافظ (12/ 383): " ووقع عند الإسماعيلي في