الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[1235] باب معنى قوله تعالى:
{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} (الأعراف:27)
سؤال: [ما معنى آية إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم]؟
الشيخ: الآية السابقة معناها على ضوء ما جاء في السنة من مثل هذا الحديث الصحيح معناها: {مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} (الأعراف:27) على صورهم التي خلقهم الله عليها، أما صورهم التي يتشكلون بها ممكن أن يروا بها، لكن هذه الصورة لا تُعَرِّف الإنس بشخصية صاحب الصورة؛ لأنه متلون ومتلبس بصورة أخرى، على هذا يحمل حديث أبي هريرة وما شابهه، يعني: هذا الشيطان الذي تحول إلى شخص كبني الإنسان حتى تمكن الإنسان وهو: أبو هريرة أن يلقي القبض عليه وأن يهدده بأنه سارق وأنه سيرسله إلى الرسول عليه السلام، فيجري بينه وبين أبي هريرة ذاك الاستعطاف بأنه فقير وذو عائلة، فيطلب منه بأن يطلق سبيله، فحن قلبه عليه وأطلق سبيله، ولما أصبح الصباح وقص أبو هريرة القصة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:«إنه شيطان، وإنه سيعود إليك» وفعلاً عاد إليه مرتين أخريين.
وفي المرة الثانية أيضاً رق قلبه عليه وأطلق سبيله، في المرة الثالثة قال: لن أدعك؛ لأن الرسول عليه السلام قال لي: إنك شيطان، قال: دعني وأنا أعلمك آية إذا تلوتها قبل نومك فإنه لا يضرك في تلك الليلة إنس ولا جان: آية الكرسي.
الظاهر أن الزمن الأول كانت القلوب غير قلوبنا كانت يعني: تصدق بسهوله، نحن مثلما أنت ترى الآن سؤال بعد سؤال، ونقاش بعد نقاش، فدخل في عقله أن هذا الكلام صحيح فتركه وهو على علم أن هذا شيطان، والشيطان عدو مبين للإنسان، كيف دخل في عقله؟ هكذا! فلما أصبح ولقي الرسول عليه السلام
وحدثه بما جرى بينه وبين الشيطان قال: «صدقك وهو كذوب» .
فالشاهد: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} (الأعراف:27) على خلقتهم الطبيعية التي خلقهم الله عليها، أما إذا تصوروا ببعض الصور الأخرى فهذا ممكن أن يروه عليها، لكن كما قلت هذه الرؤية لا تحدد شخصية المرء أمام الإنسان، فقد يتمثل بصورة أخرى، من هذا القبيل الحيات التي تخرج في الدور فإنها قد تكون من الجآن؛ لأنه تصور بصورة الجآن.
ولهذا جاء الأحاديث تنهى المسلم عن قتل الجآن الذي يخرج في الدور، إلا بعد الإنذار ثلاث مرات، وكان ذلك بعد حادثة ذاك الشاب الأنصاري الذي كان حديث عهد بالعرس، فخرج من داره ثم عاد إليها وإذا زوجته على باب الدار فأخذته الغيرة الله أكبر! اليوم يخرجن سافرات ومتبرجات في الأزقة وبخاصة الرجال والشباب ولا حراك ولا غيرة ولا إحساس، هذا مجرد ما رآها واقفة على باب الدار فأخذها ليطعنها بالسهام التي كانت معه أو الحربة، قالت: اصبر ادخل الدار وانظر، فدخل في الدار وإذا بأفعى غليظة متكورة على نفسها على فراشها، وتعرف النساء يعني: يخفن جداً فهي تركت الدار، لا هي تقدر تدخل في الدار ولا هي تقدر تشرد مثل ما يفعلوا اليوم يعني: خاصة بمثل هذا العذر، فهي واقفة على باب الدار.
مداخلة: كانت يا شيخنا يعني: بشعرها.
الشيخ: لا يوجد شيء واضح ألا يكفي بروزها إلى باب الدار، الشاهد: فدخل ورأى هذا المنظر فما كان منه إلا أن طعنها، يقول راوي الحديث: فما ندري أيهما كان أسرع موتاً من الآخر، الأنصاري مات والحية ماتت، فلما وصل الخبر إلى الرسول عليه السلام قال: «إن أقواماً من الجن في المدينة، فإذا رأيتم شيئاً من