المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[1288] باب قصة موسى مع ملك الموت - جامع تراث العلامة الألباني في العقيدة = موسوعة العقيدة - جـ ٨

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الإيمان بالملائكة

- ‌جماع أبواب الكلام حول صفات الملائكة وأصل خلقتهم وهل يشاركهم أحد في كونهم خلقوا من نور والكلام على إبليس الرجيم هل كان من الملائكة

- ‌[1200] باب الملائكة خلقوا من نور

- ‌[1201] باب هل خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نور كالملائكة

- ‌[1202] باب منه

- ‌[1203] باب منه

- ‌[1204] باب منه

- ‌[1205] باب هل إضاءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل شيء في المدينة لما دخلها إضاءة مادية أو معنوية

- ‌[1206] باب هل يطلق على الملائكة أنهم جن لأنهم لا يُرَون

- ‌[1207] باب هل البشر يرون الملائكة

- ‌[1208] باب هل الملائكة يعصون الله

- ‌[1209] باب منه

- ‌[1210] باب منه

- ‌[1211] باب هل كان إبليس من الملائكة

- ‌[1212] باب منه

- ‌[1213] باب منه

- ‌[1214] باب الملائكة عباد مطيعون

- ‌[1215] باب هل إبراهيم عليه السلام خير من الملائكة

- ‌[1216] باب ذكر بعض أهل الضلال ممن يقول بأن أهل البيت أفضل من الملائكة

- ‌جماع أبواب ذكر بعض الملائكة

- ‌(جبريل عليه السلام

- ‌[1217] باب حال حديث سؤال النبي لجبريل:«هل تتنزل بعدي إلى الأرض

- ‌(ملك الموت)

- ‌[1218] باب هل صحت تسمية ملك الموت بعزرائيل

- ‌[1219] باب منه

- ‌[1220] باب الكلام على قصة لطم موسى عليه السلام لملك الموت وهل تصح تسمية ملك الموت بعزرائيل

- ‌(منكر ونكير)

- ‌[1221] باب تسمية منكر ونكير

- ‌(الملك الموكل بالأرحام)

- ‌[1222] باب متى يرسل الملَك الموكل بالرحم

- ‌(الملائكة السيارة)

- ‌[1223] باب ذكر الملائكة السيارة

- ‌(الملك الموكل بعرض الأعمال)

- ‌[1224] باب ذكر المَلَك الموكل بعرض الأعمال

- ‌[1225] باب من هم الملائكة الكروبيون

- ‌كتاب عالم الجن

- ‌جماع أبواب مسائل متفرقة في عالم الجن

- ‌(تزاوج الإنس والجن)

- ‌[1226] باب هل يتزاوج الإنس مع الجن

- ‌[1227] باب منه

- ‌[1228] باب منه

- ‌[1229] باب منه

- ‌[1230] باب هل الجن يُحرِقون البيوت؟وكلام حول استحالة التزاوج بين الإنس والجن

- ‌[1231] باب هل يمكن التزاوج بين الإنس والجن؟وهل يمكن تلبس الجن بالإنس

- ‌(رؤية الجن)

- ‌[1232] باب هل يمكن أن يرى الإنسان قرينه من الجن

- ‌[1233] باب هل يظهر القرين عياناً

- ‌[1234] باب هل صح أننا نرى الجن يوم القيامة وهم لا يرونا

- ‌[1235] باب معنى قوله تعالى:{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} (الأعراف:27)

- ‌[1236] باب هل يطلق على الملائكة أنهم جن لأنهم لا يُرَون

- ‌(استراق السمع)

- ‌[1237] باب كيف تسترق الشياطين السمع

- ‌(قرين النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1238] باب كيف أسلم قرين النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1239] باب كيف أسلم قرين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ملعون

- ‌(هل كان إبليس من الملائكة

- ‌[1240] باب هل كان إبليس من الملائكة

- ‌[1241] باب منه

- ‌[1242] باب منه

- ‌(حكم لعن الشيطان)

- ‌[1243] باب هل يجوز لعن إبليس

- ‌[1244] باب حال حديث «لا تلعنوا الشيطان فإنه يتعاظم»

- ‌(متفرقات)

- ‌[1245] باب في ذكر طعام الجن

- ‌[1246] باب هل الحيات الموجودة الآن من الجن الممسوخ

- ‌[1247] باب هل يسلط الشيطان على أموال الناس

- ‌[1248] باب هل الجني يؤذي الإنسي ابتداءً

- ‌[1249] باب هل جنس البشر أفضل أم الجن

- ‌جماع أبواب ضلال من أنكر عالم الجن وحقيقته

- ‌[1250] باب كفر من أنكر عالم الجن

- ‌[1251] باب ذكر بعض أهل الضلالممن أنكر عالم الجن والشياطين

- ‌[1252] باب منه

- ‌[1253] باب منه

- ‌[1254] باب منه

- ‌جماع أبوابإثبات تلبس الجن بالإنس والرد على من أنكر ذلك

- ‌[1255] باب إثبات تلبس الجن بالإنس والرد على من أنكر ذلكمع الإنكار على من يتوسع في هذا الباب كذلك

- ‌[1256] باب منه

- ‌[1257] باب منه

- ‌[1258] باب منه

- ‌[1259] باب منه

- ‌[1260] باب منه

- ‌[1261] باب هل قوله صلى الله عليه وآله وسلم «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» "من أدلة تلبس الجن بالإنس

- ‌[1262] باب هل الشيطان ليس له سلطان على المؤمن مطلقًا

- ‌(كتاب النبوات)

- ‌جماع أبواب:- تعريف النبي والرسول- والكلام على الفرق بينهما- والكلام على النسبة بين النبوة والرسالة والولاية

- ‌[1263] باب تعريف النبي والرسول وبيان الفرق بينهما

- ‌[1264] باب الفرق بين النبي والرسول

- ‌[1265] باب المغايرة بين الرسول والنبي

- ‌[1266] باب رد قول من قال أن النبي: من أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ

- ‌[1267] باب منه

- ‌[1268] باب التفاضل بين النبوة والولاية

- ‌[1269] باب النبوة أخص من الولاية، والرسالة أخص من النبوة

- ‌جماع أبوابالكلام على عدد الأنبياء والرسل

- ‌[1270] باب هل ثبت في أعداد الأنبياء والرسل شيء

- ‌[1271] باب منه

- ‌[1272] باب منه

- ‌[1273] باب منه

- ‌[1274] باب من غير المعقول توفر عدد كبير من الأنبياءفي وقت واحد وبلد واحد

- ‌جماع أبواب:- ذكر ما يجب على الأنبياء- وذكر ما يجوز عليهم- وذكر شيء من خصائصهم

- ‌[1275] باب ذكر بعض ما يجب على النبي

- ‌[1276] باب هل يأتي الرسل صغائر الذنوب

- ‌[1277] باب معنى النسيان في قوله تعالى: {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}

- ‌[1278] باب تحريم الله على الأرض أن تأكل أجساد الانبياء، وبأن عيسى عليه السلام حياً في السماء بروحه وجسده

- ‌[1279] باب الجمع بين قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» والحديث الذي جاء فيه: «واستخرجوا عظام يوسف»

- ‌[1280] هل أجساد الشهداء لا تبلى مثل أجساد الأنبياء

- ‌[1281] باب صفة حياة الأنبياء في قبورهم

- ‌[1282] باب في صلاة الأنبياء في قبورهم

- ‌[1283] باب هل روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم تستقر في جسده بعد موته

- ‌جماعُ أبوابِ الكلامِ على بعضِ الأنبياء والرسل، وذكرِ شيءٍ من أخبارهم، وبيان ما ثبت عنهم وما لم يثبت

- ‌(إبراهيم عليه السلام

- ‌[1284] باب الرد على من أنكر حديث كذبات إبراهيم الثلاث سؤال: الكذب حرام، ولكن إذا اضطر الإنسان إليه ليمنع كارثة تكاد تقع لو صدق القول، أيبقى نفس الحكم

- ‌(إسماعيل وإسحاق عليهما السلام

- ‌[1285] باب الذبيح إسماعيل

- ‌[1286] باب منه

- ‌[1287] باب كل ما جاء في أن إسحاق هو الذبيح ضعيف [روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال]:

- ‌(موسى عليه السلام

- ‌[1288] باب قصة موسى مع ملك الموت

- ‌[1289] باب منه

- ‌[1290] باب كيف رأى نبينا صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام يصلي ليلة الإسراء والمعراج

- ‌(الخضر عليه السلام

- ‌[1291] باب إثبات نبوة الخضر عليه السلام

- ‌[1292] باب منه

- ‌[1293] باب هل كان الخضر حياًّ في حياة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1294] باب كل أحاديث حياة الخضر موضوعة

- ‌[1295] باب منه

- ‌[1296] باب منه

- ‌[1297] باب منه

- ‌(داود عليه السلام

- ‌[1298] باب بطلان قصة افتتان داود عليه السلامبنظره إلى امرأة الجندي أوريا

- ‌(سليمان عليه السلام

- ‌[1299] باب مدى صحة تعبير: "قبض على خاتم سليمان

- ‌(عيسى عليه السلام

- ‌[1300] باب عقيدة رفع عيسى عليه السلاموحكم الصلاة خلف من ينكرها

- ‌[1301] باب مِن حِكَمِ عيسى عليه السلام

- ‌هل خالد بن سنان نبي

- ‌[1302] باب هل خالد بن سنان نبي

- ‌(محمد صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌جماع أبوابلوازم الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ومقتضيات شهادة أن محمدًا رسول الله

- ‌[1303] باب لوازم الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1304] باب معنى شهادة أن محمدًاعبد الله ورسول وبيان مقتضياتها

- ‌جماع أبواب أفضلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأنبياء وعلى جميع ولد آدم ونقض ما يخالف ذلك والرد على المخالفين

- ‌[1305] باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير ولد آدم

- ‌[1306] باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير من طلعت عليه الشمس

- ‌[1307] باب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل النبيين

- ‌[1308] باب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم سيد المرسلين يقيناً

- ‌[1309] باب التنبيه على لفظ ضعيف قد يورد ضمن الأدلة الصحيحة على أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الخلق

- ‌[1310] باب هل الأنبياء أفضل من الملائكة؟ وهل إبراهيم عليه السلام خير من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ومن الملائكة؟ وهل علي رضي الله عنه خير من الأنبياء

- ‌[1311] باب ذكر بعض أهل الضلال ممن يقول بأن أهل البيت أفضل من الأنبياء والرسل

- ‌جماع أبواب ذكر تسمية النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكلام على والديهوذكر بعض ما يجوز عليهوالكلام على بعض شمائله وخصوصياتهوبيان بعض ما ثبت له وما لم يثبت

- ‌[1312] باب ما هو أصل تسمية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمحمد

- ‌[1313] باب والدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في النار

- ‌[1314] باب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم خليل رب العالمين، والتنبيه على أنه لم يثبت حديث في أنه حبيب الله

- ‌[1315] باب ثبوت سحر النبي صلى الله عليه وسلم والرد على من أنكر ذلك

- ‌[1316] باب منه

- ‌[1317] باب منه

- ‌[1318] باب إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته وصفة ذلك

- ‌[1319] باب شرح حديث من رآني في المنام فقد رآني

- ‌[1320] باب كيف تثبت خصوصياته صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1321] باب عصمته صلى الله عليه وآله وسلم من الناس

- ‌[1322] باب كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يكتب

- ‌[1323] باب الرد على من زعم أن الشعر لم يجر على لسان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قط

- ‌[1324] باب منه

- ‌جماع أبواب أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزاته

- ‌[1325] باب من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم حادثة الراهب بحيرا والرد على من أنكرها

- ‌[1326] باب من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم تظليل الغمام له ومَيل فيء الشجرة عليه والرد على من أنكر ذلك

- ‌[1327] باب من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم شق صدره وهو صغير

- ‌[1328] باب من أعلام النبوة التنبؤ بفتح فارس والروم

- ‌[1329] باب من أعلام النبوة التنبؤ بفتح قسطنطينية

- ‌[1330] باب من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم العلمية الغيبية:تنبئه بأن تبوك ستصير جناناً

- ‌[1331] باب منه

- ‌[1332] باب من أعلام النبوة التنبؤ بظهور السيارات وظهور الكاسيات العاريات

- ‌[1333] باب من أعلام النبوة التنبؤ بانتشار الزينة

- ‌[1334] باب من أعلام النبوة التنبؤ برفع العلم الشرعي

- ‌[1335] باب من أعلام النبوةالتنبؤ بظهور التعصب لغير الكتاب والسنة

- ‌[1336] باب من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم تنبئه بوفاته بعد عام

- ‌[1337] باب من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم تنبئه بظهور السيارات

- ‌[1338] باب من أعلام النبوة التنبؤ بخروج الفتن من العراق

- ‌[1339] باب منه

- ‌[1340] باب من الطب النبوي والإعجاز العلمي:نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن الشرب من ثلمة القدح

- ‌[1341] باب من الإعجاز النبوي الأمر بتغطية الإناء

- ‌[1342] باب من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم أن الجمادات تحبه وتحن إليه

- ‌[1343] باب من أعلام النبوة التنصيص على أن في أحد جناحي الذباب داء وفي الآخر دواء

- ‌[1344] باب جملة من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1345] باب من أعلام النبوة

- ‌[1346] باب من خصوصياته صلى الله عليه وآله وسلمأنه يسمع ما لا يسمع الناس ويرى ما لا يروه

- ‌[1347] باب من خصائص نبينا صلى الله عليه وآله وسلمإبصاره مِن ورائه في الصلاة خاصةً

- ‌[1348] باب منه

- ‌[1349] باب منه

- ‌[1350] باب منه

- ‌جماع أبواب معجزة الإسراء والمعراج

- ‌[1351] باب هل ثبت في تحديد وقت إسراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيء

- ‌[1352] باب الإسراء والمعراج كان بالروح والجسد

- ‌[1353] باب هل الإسراء والمعراج كان في المنام أم في اليقظة

- ‌[1354] باب من الذي دنا وصار بينه وبين نبينا صلى الله عليه وآله وسلمقدر قوسين ليلة الإسراء

- ‌[1355] باب منه

- ‌[1356] باب منه

- ‌[1357] باب منه

- ‌[1358] باب كيف رأى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم موسى عليه السلام يصلي ليلة الإسراء والمعراج

- ‌جماع أبوابصور من الغلو في ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1359] باب كيف يكون تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم التعظيم المشروع

- ‌[1360] باب النهي عن الغلو في تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1361] باب من مفاسد الغلو في تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلمرد الأحاديث الصحيحة

- ‌[1362] باب النهي عن إطراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1363] باب من وسائل الشرك: الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1364] باب اعتقاد سماع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته من وسائل الشرك

- ‌[1365] باب هل يسمع النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته سلام من سلم عليه؟وهل يلزم من رده صلى الله عليه وسلم السلام أن يكون سمعه

- ‌[1366] باب هل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره؟ وهل يسمع بعد موته

- ‌[1367] باب هل روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم تستقر في جسده بعد موته

- ‌[1368] باب من صور الغلو في ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنكار كون أبواه في النار

- ‌[1369] باب من صور الغلو في ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلمادعاء إحياء أمه بعد موتها وإيمانها به وبيان وضع القصة في ذلك

- ‌[1370] باب من صور الغلو في النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اعتقاد أنه خُلِقَ قبل الذوات

- ‌[1372] باب هل خلق النبي صلى الله عليه وسلم من نور؟ وهل هو أول الخلق

- ‌[1373] باب هل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نور

- ‌[1374] باب هل خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم من النور؟وهل النور المحمدي أول خلق الله

- ‌[1375] باب منه

- ‌[1376] باب هل إضاءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل شيء في المدينة لما دخلها إضاءة مادية أو معنوية

- ‌[1377] باب ما هو المقام المحمودلنبينا صلى الله عليه وآله وسلم وهل هو جلوسه على العرش

- ‌[1378] باب منه

- ‌[1379] باب ما أُثْبِتَ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يصح

- ‌[1380] باب هل يعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الغيب

- ‌[1381] باب لا يصح إطلاق القولبأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَلِمَ جميع الكائنات

- ‌جماع أبواب عقيدة ختم النبوة بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم والرد على أهل الضلال ممن خالف هذه العقيدة كمدعي النبوة وأتباعهم

- ‌[1382] باب لا نبوة بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1383] باب ذكر بعض أهل الضلالممن ضل في عقيدة ختم النبوة بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1384] باب منه

- ‌[1385] باب منه

- ‌[1386] باب منه

- ‌[1387] باب منه

- ‌[1388] باب منه

- ‌[1389] باب منه

- ‌[1390] باب منه

- ‌[1391] باب منه وهل يكفر من ينكر عقيدة ختم النبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1392] باب منه

- ‌[1393] باب منه

- ‌[1394] باب منه

- ‌[1395] باب منه

- ‌[1396] باب منه

- ‌[1397] باب ميرزا غلام أحمد أحد الكذابين الذين يكونون بين يدي الساعة

- ‌[1398] باب كيف نناقش من يدعي النبوة

- ‌كتاب عقيدة أهل السنة في الصحابة

- ‌جماع أبواب مقدماتوقواعد هامة حول عقيدة أهل السنة في الصحابة

- ‌[1399] باب الشهادة بالجنة لمن شهد الله ورسوله له من الصحابة

- ‌[1400] باب عدم الإفراط في حب الصحابة

- ‌[1401] باب الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة

- ‌[1402] باب أصحاب الرسول كلهم عدول في الرواية

- ‌[1403] باب أهل السنة يوالون الصحابة وآل البيت

- ‌[1404] باب حكم سب الصحابة

- ‌[1405] باب الترضي خاص بالصحابي عرفاً

- ‌[1406] باب القاعدة أن الصحابة كانوامتأولين في الحروب إلا ما استثني

- ‌[1407] باب عدم عصمة آل البيت وزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1408] باب عدم عصمة زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌[1409] باب الوصية بالعترة وبيان المراد بهم

- ‌[1410] باب ظهور بدعة التشيع والطعن في الصحابة

- ‌[1411] باب لا يلزم من التشيع في المتقدمين بغض الشيخين

- ‌[1412] باب هل مِن الصحابة مَن يعذب قبل دخول الجنة

- ‌جماع أبواب فضائل الخلفاء الأربعةوالكلام حول التفاضل بين عثمان وعلي

- ‌[1413] باب ترتيب الخلفاء الأربعة من ناحية الأفضلية

- ‌[1414] باب حكم من طعن في خلافة الثلاثة

- ‌[1415] باب أبو بكر الصديقخير من طلعت عليه الشمس بعد الأنبياء

- ‌[1416] باب أبو بكر أحب الناس إلى رسول الله وأفضل الخلفاء الراشدين

- ‌[1417] باب من فضائل أبي بكر الصديق

- ‌[1418] باب أبو بكر وعمر أفضل الصحابة

- ‌[1419] باب خلافة أبي بكر

- ‌[1420] باب سبب تسمية أبي بكر بالصديق

- ‌[1421] باب أبو بكر ليس بمعصوم

- ‌[1422] باب من فضل عثمان وحيائه

- ‌[1423] باب علي في الجنة

- ‌[1424] باب الدعاء بالبغض لمن أبغض عليّاً

- ‌[1425] باب من فضل جعفر، وعلي، وزيد

- ‌[1426] باب فضل عليٍّ أشهر من أن يستدل له بالموضوعات

- ‌[1427] باب هل يجوز تخصيص علي رضي الله عنه بالإمامة وبقولنا: كرم الله وجهه

- ‌[1428] باب منه

- ‌[1429] باب مذهب أهل السنة في المفاضلة بين عثمان وعلي رضي الله عنهما

- ‌[1430] باب هل علي رضي الله عنه أحق بالخلافة من الشيخين

- ‌[1431] باب منه

- ‌[1432] باب رد ما قد يستدل به الشيعةعلى تفضيل علي على الخلفاء الثلاثة

- ‌[1433] باب كذب الشيعة في ادعائهم أن آية {والله يعصمك من الناس} نزلت يوم غدير خم

- ‌[1434] باب ذكر ما صح في فتنة مقتل عثمان

- ‌جماع أبواب فضائل جمع من الصحابة

- ‌[1435] باب الرد على الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه والصحابة

- ‌[1436] باب لماذا يكره الرافضة أبا هريرة

- ‌[1437] باب من فضل جعفر، وعلي، وزيد

- ‌[1438] باب فضل أبي عبيدة

- ‌[1439] باب من فضائل طلحة بن عبيد الله الأنصاري

- ‌[1440] باب من فضائل عمرو بن العاصوبيان حرمة الطعن فيه رضي الله عنه

- ‌[1441] باب فضل معاوية رضي الله عنه ورد طعن الطاعن فيه

- ‌[1442] باب الرد على من طعن في معاوية رضي الله عنه

- ‌جماع أبواب فضائل عائشة وجمع من نساء الصحابة

- ‌[1443] باب هل عائشة أفضل من جميع النساء

- ‌[1444] باب عائشة رضي الله عنها محفوظة غير معصومة

- ‌[1445] باب فضل نساء الصحابة

- ‌[1446] باب من فضائل فاطمة

- ‌[1447] باب فضل فاطمة رضي الله عنها

الفصل: ‌[1288] باب قصة موسى مع ملك الموت

‌(موسى عليه السلام

[1288] باب قصة موسى مع ملك الموت

[قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]:

«جاء ملكُ الموتِ إلى (وفي طريق: إنَّ ملكَ الموتِ كان يأتي الناسَ عياناً، حتّى أتى) موسى عليه السلام، فقال له: أجب ربَّك، قال: فلطَم موسى عليه السلام، عينَ مَلكِ الموتِ ففَقأها، فرجعَ الملكُ إلى اللهِ تعالى، فقالَ:[يا ربِّ!] إنَّك أرسلتني إلى عبدٍ لكَ لا يريدُ الموتَ، وقد فقأ عيني، [ولولا كرامتُه عليك لشققتُ عليه]. قال: فردَّ اللهُ إليه عينه، وقال: ارجع إلى عبدِي فقِل: الحياة تريدُ؟ فإن كنت تريدُ الحياةَ؛ فضع يدَك على متنِ ثورٍ، فما توارت يدُك من شعرة؛ فإنّك تعيشُ بها سنةً، قال:[أي ربِّ!] ثمَّ مَه؟ قالَ: ثم تموتُ، قال: فالآن من قريبٍ، ربِّ! أمتني من الأرضِ المقدّسةِ رميةً بحجرٍ! [قال: فشمَّه شمّةً فقبض روحَه، قال: فجاء بعد ذلك إلى النّاسِ خفياً].قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والله! لو أني عنده لأريتُكم قبره إلى جانب الطريق عند (وفي طريق: تحت) الكثيبِ الأحمرِ].

[قال الإمام]:

قلت: هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة المشهورة التي أخرجها الشيخان من طرق عن أبي هريرة- رضي الله عنه، وتلقته الأمة بالقبول، وقد جمعت ألفاظها والزيادات التي وقعت فيها، وسقتها لك سياقاً واحداً كما ترى؛ لتأخذ القصة كاملة بجميع فوائدها المتفرقة في بطون مصادرها، الأمر الذي

ص: 164

يساعدك على فهمها فهماً صحيحاً، لا إشكال فيه ولا شبهة، فتسلِّم لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً.

واعلم أن هذا الحديث الصحيح جدّاً مما أنكره بعض ذوي القلوب المريضة من المبتدعة- فضلاً عن الزنادقة- قديماً وحديثاً، وقد رد عليهم العلماء- على مر العصور- بما يشفي ويكفي من كان راغباً السلامة في دينه وعقيدته؛ كابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي، والبغوي، والنووي، والعسقلاني، وغيرهم.

وممن أنكره من المعاصرين: الشيخ الغزالي في كتابه "السنة .. "، بل وطعن في الذين دافعوا عن الحديث " فقال (ص 29):"وهو دفاع تافه لا يساغ "!

وهكذا؛ فالرجل ماضٍ في غيّه، والطعن في السنة والذابين عنها بمجرد عقله (الكبير!). ولست أدري- والله- كيف يعقل هذا الرجل- إذا افترضنا فيه الإيمان والعقل-! كيف يدخل في عقله أن يكون هؤلاء الأئمة الأجلة من محدِّثين وفقهاء - من الإمام البخاري إلى الإمام العسقلاني- على خطأ في تصحيحهم هذا الحديث، ويكون هو وحده- صاحب العقل الكبير! - مصيباً في تضعيفه إياه ورده عليهم؟!

ثم هو لا يكتفي بهذا! بل يخادع القراء ويدلس عليهم، ويوهمهم أنه مع الأئمة لا يخالفهم، فيقول بين يدي إنكاره لهذا الحديث وغيره كالذي قبله (ص26):

"لا خلاف بين المسلمين في العمل بما صحت نسبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفق أصول الاستدلال التي وضعها الأئمة، وانتهت إليها الأمة، إنما ينشأ الخلاف حول صدق هذه النسبة أو بطلانها، وهو خلاف لا بد من حسمه، ولا بد من رفض

ص: 165

الافتعال أو التكلف فيه، فإذا استجمع الخبر المروي شروط الصحة المقررة بين العلماء فلا معنى لرفضه، وإذا وقع خلاف محترم في توفر هذه الشروط أصبح في الأمر سعة "!

هذا كلامه، فهل تجاوب معه؟ كلا ثم كلا؛ فإن الحديث لا خلاف في صحته بين العلماء، وله ثلاثة طرق صحيحة كما تقدم، فكيف تملص من كلامه المذكور؟! لقد دلس على القراء وأوهم أن الحديث مختلف في صحته؛ فقال (ص 27):"وقد جادل البعض في صحته "!

ويعني: أن الحديث صار من القسم الذي فيه سعة للخلاف! فنقول له:

أولاً: هل الخلاف الذي توهمه "خلاف محترم " أم هو خلاف ساقط الاعتبار؟! لأن المخالف ليس من العلماء المحترمين!! ولذلك لم تتجرأ على تسميته! ولعله من الخوارج أو الشيعة الذين يطعنون في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبخاصة راوي هذا الحديث (أبي هريرة) رضي الله عنه.

وثانياً: يحتمل أن يكون المجادِل الذي أشرتَ إليه هو أنت، وحينئذٍ فبالأولى أن يكون خلافك ساقط الاعتبار، كما هو ظاهر كالشمس في رائعة النهار! ثم قال: "إن الحديث صحيح السند؛ لكن متنه يثير الريبة؛ إذ يفيد أن موسى يكره الموت ولا يحب لقاء الله

" إلى آخر هرائه!

فأقول: بمثل هذا الفهم المنكوس يرد هذا الرجل أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم!! ولا يكتفي بذلك، بل ويرد على العلماء كافة الذين فهموه وشرحوه شرحاً صحيحاً، وردوا على أمثاله من أهل الأهواء الذين يسيئون فهم الأحاديث ثم يردونها، وإنما هم في الواقع يردون جهلهم، وهي سالمة منه والحمد لله، وها هو المثال؛ فإن

ص: 166

الحديث صريح بخلاف ما نسب إلى موسى عليه السلام، ألا وهو قوله عليه السلام:"فالآن من قريب ". فتعامى الرجل عنه، وتشبث باللطم المذكور في أوله، ولم ينظر إلى نهاية القصة، فمثله كمثل من يَرُدُّ قوله تعالى:{فويل للمصلين} بزعم أنه يخالف الآيات الآمرة بالصلاة، ولا ينظر إلى ما بعده:{الذين هم عن صلاتهم ساهون} هذا من جهة.

ومن جهة أخرى؛ فإن الرجل بنى ردَّهُ للحديث على زعمه أن موسى عليه السلام كان عارفاً بملك الموت حين لطمه! وهذا من تمام جهله وإعراضه عن كلام العلماء الذي نقله (ص 28): "أن موسى لم يعلم أنه ملك من عند الله، وظن أنه رجل قصده يريد قتله، فدافعه عنه، فأدت المدافعة إلى فقءِ عينه ".

ومع أن هذا الكلام يدل عليه تمام القصة كما قدمتُ، ويؤكده قوله في أول الحديث:"أن ملك الموت كان يأتي الناس عياناً"،أي: في صورة البشر، وفقءِ عينه وردها إليه مما يقوي ذلك.

أقول: مع هذا كله، استكبر الرجل ولم يرد على علماء الأمة إلا بقوله الذي لا يعجز عن مثله أيُّ مُبطِلٍ غريق في الضلال:

"نقول نحن (!): هذا الدفاع كله خفيف الوزن، وهو دفاع تافه لا يساغ "! وإن من ضلال الرجل وجهله قوله (ص 27): "ثم، هل الملائكة تعرض لهم العاهات التي تعرض للبشر من عَمَى أو عَوَر؟! ذاك بعيد"!

فأقول: وهذا من الحجة عليك، الدالة على قلة فهمك؛ فإن هذا الذي استبعدتهُ مما جعل العلماء يقولون في دفاعهم: إن موسى لم يعلم أنه ملك، أفما آن لك أن تعقل؟!!

ص: 167

ثم ختم ضلاله في هذا الحديث وطعنه فيه بقوله: "والعلة في المتن يبصرها المحققون (!) وتخفى على أصحاب الفكر السطحي "! فيا له من مغرور أهلكه العجب لقد جعل! نفسه من المحققين، وعلماء الأمة من "أصحاب الفكر السطحي "! والحقيقة أنه هو العلة؛ لجهله وقلة فهمه إن لم يكن فيه ما هو أكثر من ذلك مما أشار إليه الكفار وهم يعذَّبون في النار:{لو كنا نسمعُ أو نعقِلُ ما كنا في أصحاب السَّعير} ؛ نسأل الله حسن الخاتمة والوفاة على سبيل المؤمنين.

وأرى من تمام الفائدة أن أنقل إلى القراء الكرام كلام إمامين من أئمة المسلمين وحفاظ الحديث، فيه بيان الحكمة من تحديثه صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الحديث، قال ابن حبان عقب الحديث:"إن الله جل وعلا بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معلماً لِخلقِهِِ، فأنزله موضع الإبانة عن مراده، فبلَّغ صلى الله عليه وآله وسلم رسالته، وبّين عن آياته بألفاظ مجملة ومفسرة، عقلها عنه أصحابه أو بعضهم، وهذا الخبر من الأخبار التي يدرك معناه من لم يُحرَمِ التوفيق لإصابة الحق، وذاك أن الله جل وعلا أرسل ملك الموت إلى موسى رسالة ابتلاء واختبار، وأمره أن يقول له: "أجب ربك ": أمر اختبار وابتلاء، لا أمراً يريد الله جل وعلا إمضاءه؛ كما أمر خليله صلى الله على نبينا وعليه بذبح ابنه أمر اختبار وابتلاء، دون الأمر الذي أراد الله جل وعلا إمضاءه، فلما عزم على ذبح ابنه (وتلّه للجبين)؛ فداه بالذِّبح العظيم.

وقد بعث الله جل وعلا الملائكة إلى رسله في صور لا يعرفونها؛ كدخول الملائكة على رسوله إبراهيم ولم يعرفهم؛ حتى أوجس منهم خيفة، وكمجيء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسؤاله إياه عن الإيمان والإسلام، فلم يعرفه المصطفى حتى ولَّى.

ص: 168

فكان مجيء ملك الموت إلى موسى على غير الصورة التي كان يعرفه موسى عليه السلام عليها، وكان موسى غيوراً، فرأى في داره رجلاً لم يعرفه، فشال يده فلطمه، فأتت لطمته على فقء عينه التي في الصورة التي تصور بها، لا الصورة التي خلَقَهُ اللهُ عليها، ولما كان المصرح عن نبينا في خبر ابن عباس حيث قال: "أمَّني جبريلُ عند البيت مرتين

" فذكر الخبر، وقال في آخره: "هذا وقتك ووقت الأنبياء قبلك " (1)، كان في هذا الخبر البيانُ الواضح: أن بعض شرائعنا قد تتفق ببعض شرائع من قبلنا مِن الأمم.

ولما كان من شريعتنا أن من فقأ عين الداخل دارهُ بغير إذنه، أو الناظر إلى بيته بغير أمره، من غير جناح على فاعله، ولا حرج على مرتكبه، للأخبار الواردة فيه، التي أمليناها في غير موضع من كتبنا (2)؛كان جائزاً اتفاق هذه الشريعة بشريعة موسى بإسقاط الحرج عمّن فقأ عين الداخل داره بغير إذنه، فكان استعمال موسى هذا الفعل مباحاً له، ولا حرج عليه في فعله.

فلما رجع ملك الموت إلى ربه، وأخبره بما كان من موسى فيه؛ أمره ثانياً بأمر آخر أمر اختبار وابتلاء كما ذكرنا قبل، إذ قال الله له:"قل له: إن شئت، فضع يدك على متن ثور، فلك بكل ما غطت يدك بكل شعرة سنة"، فلما علم موسى كليم الله صلى الله على نبينا وعليه أنه ملك الموت، وأنه جاء بالرسالة من عند الله، طابت نفسه بالموت ولم يستمهل، وقال:"فالآن ".

(1) حديث حسن صحيح؛ كما قال الترمذي، وصححه جمع، وهو مخرج في "الإرواء"(1/ 268)،و"صحيح أبي داود"(417)،وعزاه بعضهم لـ"صحيح ابن حبان"، فوهم! [منه].

(2)

قلت: من ذلك كتابه "الصحيح"(7/ 597 - 598 - الإحسان) من حديث أبي هريرة بألفاظ متقاربة، بعضها في"الصحيحين"،وهو مخرج في "الإرواء"(1428و 2227). [منه].

ص: 169

فلو كانت المرة الأولى عرفه موسى أنه ملك الموت، لاستعمل ما استعمل في المرة الأخرى عند تيقنه وعلمه به، ضدَّ قول من زعم:"أن أصحاب الحديث حمَّالة الحطب ورعاة الليل، يجمعون ما لا ينتفعون به، ويروون ما لا يؤجرون عليه، ويقولون بما يبطله الإسلام "، جهلاً منه لمعاني الأخبار، وترك التفقه في الآثار، معتمداً على رأيه المنكوس، وقياسه المعكوس ".

قلت: ما أشبه الليلة بالبارحة! فهذا الزاعم الطاعن في أصحاب الحديث هو سلف الغزالي في طعنه فيهم، وفي أحاديثهم الصحيحة، وما وصفه به ابن حبان من الجهل بمعاني الآثار، يشبه تماماً جهل الغزالي بها، وكتابه المتقدم ذكره والنقل عنه مشحون بطعنه في الأحاديث الصحيحة التي لا خلاف عند أهل العلم في صحتها، وقد ختم الكتاب بإنكاره عدة أحاديث صحيحة في إثبات القدر؛ لأنه فهم منها- بفهمه المعكوس والمنكوس- أنها تفيد الجبر، وتنفي عن الإنسان الاختيار الذي به كُلِّفَ، وترتب عليه الثواب والعقاب، مشاركاً في هذا الفهم العامة الجهلة، ولكنه فرَّ من فهمه الخاطئ إلى ما هو مثله أو أسوأ منه، ألا وهو إنكاره القدر والأحاديث الدالة عليها، وألحق نفسه بالمعتزلة!! وقد قام بواجب الرد عليه كثير من العلماء والكتَّاب، وكشفوا للناس ما فيه من زيغ وضلال في الحديث والعقيدة والفقه، وكان أطولهم نفساً، وأكثرهم إفادة، وأهدأهم بالاً: الأخ الفاضل سلمان العودة في كتابه "حوار هادئ مع محمد الغزالي"،فنِعمَ الردُّ هو؛ لولا تساهل وتسامح لا يستحقه الغزالي تجاه طعناته العديدة مع أئمة الحديث والفقه، وإن كان الأخ الفاضل قد كشف القناع عنها بأدبه الناعم!

والحافظ الآخر الذي سبقت الإشارة إليه: هو الإمام البغوي؛ فإنه بعد أن ذكر أن الحديث: "متفق على صحته "؛ قال رحمه الله:

ص: 170

"هذا الحديث يجب على المرء المسلم الإيمان به على ما جاء به من غير أن يعتبره بما جرى عليه عُرف البشرِ، فيقع في الارتياب؛ لأنه أمرٌ مصدره عن قدرة الله سبحانه وتعالى وحُكمه، وهو مجادلة بين ملك كريم، ونبي كليم، كلُّ واحد منهما مخصوص بصفة خرج بها عن حكم عوامِّ البشر، ومجاري عاداتهم في المعنى الذي خُصَّ به، فلا يعتبر حالهما بحال غيرهما، قد اصطفى الله سبحانه وتعالى موسى برسالاته وبكلامه، وأيده بالآيات الظاهرة، والمعجزات الباهرة، كاليد البيضاء، والعصا، وانفلاق البحر، وغيرهما مما نطق به القرآن، ودلّت عليه الآثار، وكل ذلك إكرام من الله عز وجل أكرمه بها، فلما دنت وفاته- وهو بشرٌ يكره الموت طبعاً، ويجد ألمه حساً-؛ لطف له بأن لم يفاجئه به بغتة، ولم يأمر الملك الموكل به أن يأخذه به قهراً؛ كن أرسله إليه منذراً بالموت، وأمره بالتعرض له على سبيل الامتحان في صورة بشرٍ، فلما رآه موسى استنكر شأنه، واستوعر مكانه، فاحتجز منه دفعاً عن نفسه بما كان من صكه إياه، فأتى ذلك على عينه التي ركبت في الصورة البشرية التي جاءه فيها، دون الصورة الملكية التي هو مجبول عليها، وقد كان في طبع موسى صلى الله عليه وآله وسلم حمِيَّةٌ وحِدّةٌ على ما قص الله علينا من أمره في كتابه من وكزه القبطي، وإلقائه الألواح، وأخذه برأس أخيه يجره إليه.

وروي أنه كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته ناراً، وقد جرت سنة الدين بدفع من قصدك بسوء، كما جاء في الحديث:«من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم حلّ لهم أن يفقأوا عينه» ، فلما نظر موسى إلى شخص في صورة بشر هجم عليه يُريد نفسه، ويقصد هلاكه، وهو لا يثبته، ولا يعرفه أنه رسول ربه؛ دفعه عن نفسه، فكان فيه ذهاب عينه، فلما عاد الملك إلى ربه، ردّ الله إليه عينه، وأعاده رسولاً إليه؛ ليعلم نبي الله عليه السلام إذا رأى صحة عينه المفقوءة- أنه رسول الله بعثه لقبض

ص: 171