الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يبطلون دلالة الآية على أنه كما قال عليه السلام في أحاديث كثيرة: «أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي» ، فيقولون في تفسير الآية:{وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:40) أي: هو زينة النبيين، كما أن الخاتم زينة الإصبع فرسول الله زينة الأنبياء هكذا اعتقادهم.
"الهدى والنور"(654/ 00:22:18).
[1393] باب منه
[قال الإمام]:
كلكم يسمع بطائفة معاصرة لم يمض على نشأتها إلا أقل من قرن من الزمان، ألا وهم الطائفة القاديانية، هؤلاء مسلمون وليسوا بمسلمين، مسلمون يصومون ويصلون، ويشهدون كما نشهد لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويحجون أيضاً، ولكنهم كما قلت آنفاً ليسوا مسلمين؛ لأنهم خالفوا سبيل المؤمنين، فصبت عليهم الآية السابقة صباً، {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين .. } هؤلاء اتبعوا غير سبيل المؤمنين، لكنهم حينما اتبعوا غير سبيل المؤمنين، هل أعرضوا عن الكتاب والسنة، لا. هم يتحدوننا ويقولون لنا: نحن مع الكتاب والسنة، أما أنتم فقد أخطأتم الكتاب والسنة، مثال واحد كما قلت آنفاً.
هؤلاء لهم عقائد كثيرة انحرفوا فيها عن سبيل المؤمنين، ولسنا أيضاً في هذا الصدد، لكن حسبكم هذا المثال:
من عقائدهم أن النبوة لم تختم ولن تنقطع بنبينا عليه الصلاة والسلام، بل لا تزال أبواب النبوة مفتحة على مصراعيها إلى ما شاء الله في زعمهم، ثم زعموا أن أحد هؤلاء جاءهم، وجاءهم من بلاد الهند ومن قرية اسمها قاديان، ولذلك هم
ينسبون إليها فيقال عنهم: القاديانيون، هذا الرجل اسمه ميرزا غلام أحمد القادياني، يؤمن بالكتاب والسنة، لكنه لا يؤمن بالكتاب والسنة، أظن يسهل عليكم أن تفهموا هذا الكلام المتناقض ظاهراً، هم يؤمنون بالكتاب والسنة ولكنهم لا يؤمنون بالكتاب والسنة. كيف هذا؟
يؤمنون بألفاظ الكتاب والسنة، ولكنهم لا يؤمنون بحقائق معانيها، واللفظ كما نعلم جميعاً، الألفاظ هي قوالب المعاني، فهي وسيلة للتعبير عما في نفس المتكلم، وليس اللفظ هو المقصود بالذات كما قيل قديماً:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما
…
جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
فإذا آمن مؤمن بكلام الله عز وجل، لكنه حرفه عن المعنى الحقيقي، فهو آمن باللفظ وكفر بالمعنى.
إذاً: هو كفر بحقيقة الآية وإن آمن بلفظها، فهناك الآية الكريمة:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:40)، هل كفروا بهذه الآية؟ لا ما كفروا، بل كفروا. عرفتم الآن؟
لِمَ؟ لأنهم فسروا {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} بغير المعنى الذي تلقاه الخلف عن السلف، ووصل إلينا تفسير الآية بالتواتر من أحاديث الرسول عليه السلام، من تفسير الصحابة والتابعين إلى أن جاء المعنى الصحيح مدوناً في كل كتب المسلمين عقيدةً وحديثاً وتفسيراً، {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} أي: آخرهم.
فماذا قال هؤلاء الضالون؟
آمنوا، ما أنكروا أن الله قال:{وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} قالوا: أي
زينتهم. وليس معنى الآية آخرهم.
قالوا: كما أن الإصبع زينته الخاتم، كذلك رسول الله هو زينة الأنبياء، فأنتم معشر المسلمين ضللتم في فهم هذه الآية، والحقيقة أنهم هم الضالون؛ لأنهم خالفوا سبيل المؤمنين، أظن هذا المثال يكفيكم تماماً أن تفهموا أنه لا يكفي في هذا العصر أن نقول: الكتاب والسنة؛ لأن كلاً من الكتاب والسنة يفسر حسب المذاهب والمشارب والأهواء، وهذا هو المثال.
لذلك نحن دعوتنا يجب أن تكون قائمة عندكم بصورة واضحة جداً قائمة على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، فمن وافقنا على هذا فهو معنا، وإلا فحسبه أن يكون فرقة من تلك الفرق التي حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها بأنها في النار، ونحن نقول بلسان الحال وبلسان القال كما قال رب الأنام في القرآن:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (المائدة:105) المهم أن نكون على بينة من دعوتنا، وعلى أي أساس قامت دعوتنا، وما هو نقطة الخلاف بين دعوتنا هذه وبين دعوات أخرى قد تلتقي كلها أو بعضها على الأقل معنا في الكتاب والسنة، ولكن تنفصل عنا في الاحتجاج بما كان عليه سلفنا الصالح، هذا فيما يتعلق بتعريف العلم الذي يجب أن يكون قائماً في أذهان المسلمين بعامة، ونختم ذلك بشعر ابن القيم الجوزية حيث جمع هذا المعنى في شعر لطيف جميل فقال:
العلم قال الله قال رسوله
قال الصحابة ليس بالتمويه
هذه ثلاثة أشياء ..