الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأول: قوله في إبليس: " كان من الملائكة " والله عز وجل يقول فيه: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} ، وما يروى عن ابن عباس في تفسير قوله:(من الجن) أي من خزان الجنان، وأن إبليس كان من الملائكة، فمما لا يصح إسناده عنه، ومما يبطله أنه خلق من نار كما ثبت في القرآن الكريم، والملائكة خلقت من نور كما في " صحيح مسلم " عن عائشة مرفوعا، فكيف يصح أن يكون منهم خلقة، وإنما دخل معهم في الأمر بالسجود لآدم عليه السلام لأنه كان قد تشبه بهم وتعبد وتنسك، كما قال الحافظ ابن كثير، وقد صح عن الحسن البصري أنه قال:" ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر "
[ثم ذكر الثاني].
"الضعيفة"(2/ 311 - 312).
[1212] باب منه
[أورد الإمام الحديث السابق ثم قال]:
«يا جبريل مالي أراك متغير اللون؟ فقال: ما جئتك حتى أمر الله عز وجل
بمفاتيح النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبريل صف لي النار، وانعت لي جهنم، فقال جبريل: إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة، لا يضيء شررها، ولا يطفأ لهبها، والذي بعثك بالحق لوأن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعا من حره، والذي بعثك بالحق لوأن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا
فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه، والذي بعثك بالحق لوأن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لا رفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي فأموت قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جبريل وهو يبكي، فقال: تبكي يا جبريل؟ وأنت من الله بالمكان الذي أنت به! قال: ومالي لا أبكي؟ أنا أحق بالبكاء لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها، وما أدري لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به إبليس، فقد كان من الملائكة، وما يدريني لعلي أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وماروت، قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكى جبريل عليه السلام، فما زالا يبكيان حتى نوديا: أن يا جبريل ويا محمد: إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصيا. فارتفع جبريل عليه السلام، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون، فقال: أتضحكون ووراءكم جهنم؟! لوتعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، ولما أسغتم الطعام والشراب، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل. فنودي: يا محمد: لا تقنط عبادي، إنما بعثتك ميسرا، ولم أبعثك معسرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سددوا، وقاربوا».
(موضوع بهذا السياق والتمام).
أخرجه ابن أبي الدنيا في " صفة النار "(ق 9/ 1) والطبراني في "المعجم الأوسط "(2750 - بترقيمي لمصورة الجامعة الإسلامية) عن سلام الطويل عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن عدي بن عدي الكندي قال: قال: عمر بن الخطاب: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: فذكره. وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام".
قلت: وقال الهيثمي (10/ 386 - 387) بعد ما عزاه للطبراني: " وهو مجمع على ضعفه".
قلت: وقد اتهمه غير واحد بالكذب والوضع كما تقدم غير ما مرة، وقال ابن حبان في " الضعفاء والمتروكين ":" يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها ".
قلت: وفي هذا الحديث ما يؤكد ما اتهموه به أعظمها قوله في
إبليس: «كان من الملائكة» وهذا خلاف القرآن: و {كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} . ثم إن الملائكة خلقت من نور كما في "صحيح مسلم"، وهو مخرج في "الصحيحة"(458)، وأما إبليس فخلق من نار كما في القرآن والحديث.
ونحوه قوله: " ما ابتلي به هاروت وماروت، فإنه يشير إلى ما يروى من قصتهما مع الزهرة ومراودتهما إياها وشربهما الخمر وقتلهما الصبي، وهي قصة باطلة مخالفة للقرآن أيضا كما سبق بيانه في المجلد الأول برقم (170).
ولا يفوتني التنبيه أن قوله: " لو تعلمون
…
" إلى قوله: " تجأرون إلى الله عز وجل " قد جاء طرفه الأول في " الصحيحين "، والباقي عند الحاكم وغيره، فانظر الحديث الآتي إن شاء الله برقم (4354).
وتخريج " فقه السيرة "(ص479).
"الضعيفة"(3/ 472 - 475).