الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انظر " كنز العمال "(2/ 124).
وتعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعظيماً مشروعاً، إنما يكون بالإيمان بكل ما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم صحيحاً ثابتاً، وبذلك يجتمع الإيمان به صلى الله عليه وآله وسلم عبدا ورسولا، دون إفراط ولا تفريط، فهو صلى الله عليه وآله وسلم بشر، بشهادة الكتاب والسنة، ولكنه سيد البشر وأفضلهم إطلاقاً بنص الأحاديث الصحيحة. وكما يدل عليه تاريخ حياته صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته، وما حباه الله تعالى به من الأخلاق الكريمة، والخصال الحميدة، التي لم تكتمل في بشر اكتمالها فيه صلى الله عليه وآله وسلم، وصدق الله العظيم، إذ خاطبه بقوله الكريم:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} .
"الصحيحة"(1/ 1/164 - 167).
[1442] باب الرد على من طعن في معاوية رضي الله عنه
[روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال]:
(موضوع)
…
[قال الإمام]:
ومثل هذا الحديث في البطلان؛ ما روى ابن جرير الطبري قال:
حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة: حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد: حدثني أبي عن جدي قال: " رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود، فساءه ذلك فما استجمع ضاحكاً حتى مات، قال: وأنزل الله
في ذلك {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة
…
} الآية ".
هذا حال هذين الحديثين في الضعف بل البطلان، ومع ذلك، فإننا لا نزال نرى بعض الشيعة في العصر الحاضر يروون مثل هذه الأحاديث، ويحتجون بها على تكفير معاوية رضي الله عنه مثل المعلق على كتاب " أصول الكافي " للكليني المتعبد لغير الله، المسمى بعبد الحسين المظفر، فإنه كتب؛ بل سود صفحتين كاملتين في لعن معاوية وتكفيره، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر بموته على غير السنة، وأنه أمر بقتله، ساق (ص 23 - 24) في تأييد ذلك ما شاء له هواه من الآثار الموضوعة والأحاديث الباطلة، منها هذان الحديثان الباطلان، ولذلك بادرت إلى بيان حالهما نصحا للناس، وغالب الظن أن عبد الحسين هذا لا يعلم حال إسنادهما، ولئن علم فما يمنعه ذلك من الاحتجاج بهما مع بطلانهما لأن الغاية عند أمثاله تبرر الوسيلة، والغاية لعن معاوية وتكفيره ولو بالاعتماد على الأحاديث الموضوعة، والشيعة قد عرفوا بذلك منذ زمن بعيد كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه.
"الضعيفة"(3/ 194 - 196).