الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا غَرْوَ أن سلك القرافي هذا المسلك في التأليف، فلم يكن بِدْعاً من العلماء، بل سَبَق لعلماء أفذاذٍ انتهاجُها (1) .
أما زمن تأليف المتن فلا يُدرى على وجه التحديد، لكن جاء في خاتمة النسخة
(أ) المصوّرة من مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض قوله: ((كتبه لنفسه الفقير إلى رحمة ربه أبو بكر بن صارم في شهر ربيع الأول سنة ست وستين وستمائة. غفر الله له. . .)) (2) . فهذا التاريخ المرقوم هنا يقطع بأن تصنيف المتن كان سنة 666 هـ أو قبلها. وإذا كان شرح المتن وقع الانتهاء منه سنة 677 هـ، - كما جاء في بعض خواتيم نسخ الشرح - علمنا بأن الفاصل الزمني بين التأليفين إحدى عشرة سنة أو ما يزيد عليها. فالمتن من بواكير إنتاجات القرافي الأصولية، والشرح من أواخر تأليفاته (3) .
ثالثاً: موضوعات المتن ومضامينه:
كتاب " تنقيح الفصول " متن مختصر في أصول الفقه، لخَّص فيه القرافي مسائل هذا الفن، فأتى فيه على أبواب الأصول جميعها، ولم يفتْهُ إلاّ اليسير منها، في مائة فصل وفصلين منظومة تحت عشرين باباً.
(1) من هؤلاء العلماء:
أ - الإمام ابن جرير الطبري (ت 310 هـ)، بدأ كتابه الفقهي " لطيف القول " بمقدمةٍ أصوليةٍ سمّاها بعد ذلك بـ" الرسالة ". انظر: معجم الأدباء للحموي 18 / 74.
ب - أبو بكر الجصَّاص الحنفي (ت 370 هـ)، بدأ كتابه " أحكام القرآن " بمقدِّمة أصولية سميت بعد ذلك بـ" الفصول في الأصول ". انظر: أحكام القرآن للجصاص 1/5، الفصول في الأصول له 1/ 23.
جـ - أبو الحسن ابن القصّار المالكي (ت 397 هـ)، له كتاب " المقدمة في الأصول " وهو بمثابة مقدمة بين يدي كتابه الكبير الموسوم بـ" عيون الأدلة في مسائل الخلاف بين فقهاء الأمصار ". انظر: المقدمة في الأصول لابن القصار ص 18 - 23.
د - المحدِّث أبو بكر البيهقي الشافعي (ت 458 هـ)، بدأ كتابه " معرفة السنن والآثار " بأبوابٍ في أصول الشافعي رحمه الله. انظر: كتابه معرفة السنن والآثار 1 / 212.
هـ - أبو الوليد ابن رشد (الجد) ت 520 هـ، كتب مقدمة أصولية موجزة لكتابه " المقدمات
الممهدات " (ط) .
وأبو الوليد ابن رشد (الحفيد) ت 595 هـ، وضع مقدمةً في بعض مسائل الأصول لكتابه:" بداية المجتهد ونهاية المقتصد ". انظرها فيه (1 / 325) .
(2)
انظر: صورة خاتمة النسخة المخطوطة ص 271 من القسم الدراسي.
(3)
بالإمكان مراجعة المخطط الزمني لتآليف القرافي لتعلم موقعه الزمني. انظر: ص (85) .
وإليك عناوين الأبواب وبعض مضامينها:
الباب الأول: في الاصطلاحات، تناول فيه: الحد، وتفسير أصول الفقه، وتعريفات للحقيقة والمجاز والدلالة والمشترك والمتواطيء والمرتجل والمطلق والظاهر والمجمل والمبيّن والأمر والنهي والمفاهيم والحكم. . . إلخ.
الباب الثاني: في معاني حروف يحتاج إليها الفقيه.
الباب الثالث: في تعارض مقتضيات الألفاظ.
الباب الرابع: في الأوامر. تناول فيه مسمّى الأمر وعوارضه ومتعلّقه ووسيلته، والتكليف بما لا يطاق، وخطاب الكفار، والأمر بعد الحظر، والأمر بالمركَّب.
الباب الخامس: في النواهي. تناول فيه مسمّاه، وأقسامه، ولازمه. . . إلخ.
الباب السادس: في العمومات. تناول فيه أدواته ومدلوله ومخصصاته. . . إلخ.
الباب السابع: في أقل الجمع.
الباب الثامن: في الاستثناء. تناول حدّه، وأقسامه، وأحكامه.
الباب التاسع: في الشروط. تناول فيه أدوات الشرط، وحقيقته، وحكمه.
الباب العاشر: في المطلق والمقيد.
الباب الحادي عشر: في دليل الخطاب أو مفهوم المخالفة.
الباب الثاني عشر: في المجمل والمبيّن.
الباب الثالث عشر: في فعله صلى الله عليه وسلم. تناول فيه دلالته على الأحكام، واتباعه، وحكم شرع من قبلنا.
الباب الرابع عشر: في النسخ.
الباب الخامس عشر: في الإجماع.
الباب السادس عشر: في الخبر.
الباب السابع عشر: في القياس.
الباب الثامن عشر: في التعارض والترجيح.
الباب التاسع عشر: في الاجتهاد. تناول فيه حكمه، وزمانه، وشرائطه، ونقضه، والتصويب، والاستفتاء، والتقليد.