المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثاني: نظام الكتاب وترتيبه - جزء من شرح تنقيح الفصول في علم الأصول - رسالة ماجستير - جـ ١

[القرافي]

فهرس الكتاب

- ‌(القسم الدراسي)

- ‌المقدمة

- ‌دواعي اختيار تحقيق الكتاب

- ‌المجهودات السابقة في إخراج الكتاب

- ‌خطة البحث في الرسالة

- ‌منهج البحث في الرسالة

- ‌الفصل الأولعصر المؤلف

- ‌التمهيد:

- ‌المبحث الأولالحالة السياسية

- ‌1 - الحروب الصليبية الشرسة:

- ‌2- الزحف المغولي الهمجي:

- ‌3- الاضطراب السياسي في المغرب والأندلس:

- ‌أثر الحالة السياسية على حياة القرافي:

- ‌المبحث الثانيالحالة الاجتماعية

- ‌ الحالة الاجتماعية في حياة الملك الصالح نجم الدين الأيوبي (637 - 647ه

- ‌ الحالة الاجتماعية في حياة السلطان الظاهر بيبرس المملوكي (658 - 676ه

- ‌أثر الحالة الاجتماعية على حياة القرافي:

- ‌المبحث الثالثالحالة العلمية

- ‌1- المدرسة الصَّاحِبية:

- ‌4- المدرسة الطَّيْبَرْسِيَّة:

- ‌الفصل الثانيحياة المؤلف

- ‌المبحث الأولاسمه وكنيته ولقبه وشهرته وأصله

- ‌المبحث الثانيمولده ونشأته

- ‌المبحث الثالثعقيدته ومذهبه الفقهي

- ‌أولاً: عقيدة القرافي:

- ‌ثانياً: مذهبه الفقهي:

- ‌المبحث الرابعشيوخه

- ‌المبحث الخامستلاميذه

- ‌المبحث السادس‌‌مكانته العلميةوثناء العلماء عليه

- ‌مكانته العلمية

- ‌ ثناء العلماء عليه:

- ‌المبحث السابعمصنفاته

- ‌أولاً: العقيدة وأصول الدين:

- ‌ثانياً: أصول الفقه:

- ‌ثالثاً: الفقه والقواعد الفقهية:

- ‌رابعاً: اللغة العربية:

- ‌خامساً: العلوم العقلية العلمية:

- ‌سادساً: فنون متنوعة:

- ‌المبحث الثامنوفاته رحمه الله

- ‌الفصل الثالثدراسة عن كتاب "شرح تنقيح الفصول

- ‌المبحث الأولالتعريف بمتن الكتاب: " تنقيح الفصول

- ‌أولاً: عنوان المتن ونسبته إلى مؤلفه:

- ‌ثانياً: الباعث على تأليف المتن وزمن تأليفه:

- ‌ثالثاً: موضوعات المتن ومضامينه:

- ‌رابعاً: موارد المتن ومصادره:

- ‌خامساً: منهج المؤلف في المتن:

- ‌سادساً: شروحات المتن " تنقيح الفصول

- ‌المبحث الثانيعنوان الكتاب ونسبته إلى مؤلفه

- ‌المطلب الأول: عنوان الكتاب

- ‌المطلب الثاني: نسبة الكتاب إلى القرافي

- ‌المبحث الثالثالباعث على تأليف الكتاب وزمن تأليفه

- ‌المطلب الأول: الباعث على تأليف الكتاب

- ‌المطلب الثاني: زمن تأليف الكتاب

- ‌المبحث الرابعموضوعات الكتاب ومضامينه، ونظام ترتيبه

- ‌المطلب الأول: موضوعات الكتاب ومضامينه:

- ‌المطلب الثاني: نظام الكتاب وترتيبه

- ‌المبحث الخامسموارد الكتاب ومصادره

- ‌القسم الأول: المصادر المصرَّح بأسمائها:

- ‌أولاً: في أصول الفقه:

- ‌ثانياً: في الفنون الأخرى:

- ‌القسم الثاني: المصادر غير المصرح بأسمائها

- ‌الضرب الأول: المصادر الكتابيّة:

- ‌الضرب الثاني: المصادر الشفوية

- ‌أولاً: في أصول الفقه

- ‌ثانياً: في الفقه

- ‌ثالثاً: في اللغة والنحو والأدب والبلاغة

- ‌رابعاً: في التفسير

- ‌المبحث السادسمنهج المؤلف في الكتاب وأسلوبه

- ‌المطلب الأول: منهج المؤلف في الكتاب

- ‌أولاً: تعامل المؤلف مع المتن:

- ‌ثانياً: اصطلاحات الكتاب

- ‌ثالثاً: طريقة عرض المسائل:

- ‌رابعاً: عرض مواطن الخلاف:

- ‌خامساً: الحدود والألفاظ:

- ‌سادساً: الاستدلال والحجاج والترجيح:

- ‌سابعاً: النقول والاقتباس:

- ‌ثامناً: العناية بإثبات الفروق، وإيراد الإشكالات:

- ‌تاسعاً: استعمال عنوانات صغيرة في الكتاب:

- ‌عاشراً: ربط مسائل الكتاب:

- ‌المطلب الثاني: أسلوب المؤلف في الكتاب

- ‌1 - المصطلحات المنطقية والبراهين العقلية

- ‌2 - ظهور المعنى وسلامة اللغة والتركيب

- ‌3 - عبارات الجزم والقطع

- ‌4 - المحسنات البلاغية

- ‌5 - الأسلوب مع الآخرين:

- ‌6 - الأسلوب مع الذات:

- ‌المبحث السابعقيمة الكتاب العلمية ومحاسنه

- ‌أولاً: كونه إفرازةً من إفرازات المدرسة الرازيَّة في الأصول

- ‌ثانياً: أصالة مصادر الكتاب

- ‌ثالثاً: احتواء كتابه على نقولٍ كثيرةٍ لم تكن ميسورة الحصول

- ‌رابعاً: إسهام الكتاب في خدمة أصول المالكية

- ‌خامساً: بروز شخصية القرافي الفذَّة في هذا الكتاب

- ‌سادساً: احتواء الكتاب على معلوماتٍ قيِّمةٍ فريدة خارج موضوع الأصول

- ‌سابعاً: عظيم أثر هذا الكتاب على الكتب التالية له

- ‌المبحث الثامنالمآخذ على الكتاب

- ‌أولاً: الآيات القرآنية

- ‌ثانياً: الأحاديث والآثار

- ‌ثالثاً: دعاوى الإجماع والاتفاق

- ‌رابعاً: النقول ونسبة الآراء

- ‌خامساً: الترتيب والتسلسل

- ‌سادساً: الشرح والعبارات

- ‌سابعاً: مآخذ لغوية

- ‌ثامناً: أوهام علمية

- ‌المبحث التاسعمقارنة الكتاب بكتب الشروح الأخرى

- ‌المقارنة الأولى: مقارنة شرح التنقيح بالمتن " تنقيح الفصول

- ‌المقارنة الثانية: المقارنة بين " شرح تنقيح الفصول "و" نفائس الأصول

- ‌المقارنة الثالثة: مقارنة " شرح تنقيح الفصول " بـ" المحصول " للرازي

- ‌المقارنة الرابعة: مقارنة " شرح التنقيح " بالشروحات الأخرى

- ‌أولاً: التوضيح شرح التنقيح لحلولو القيرواني

- ‌ثانياً: رفع النقاب عن تنقيح الشهاب للشوشاوي الرجراجي

- ‌ثالثاً: منهج التحقيق والتوضيح لحلِّ غوامض التنقيح للشيخ محمد جعيط

- ‌رابعاً: حاشية التوضيح والتصحيح لمشكلات كتاب التنقيح للشيخ محمد الطاهر بن عاشور

- ‌المبحث العاشروصف نسخ الكتاب ومنهج التحقيق

- ‌المطلب الأول: وصف نسخ الكتاب الخطية ومتنه

- ‌أولاً: وصف نسخ شرح تنقيح الفصول

- ‌(1) وصف النسخة " س

- ‌(2) وصف النسخة " ن

- ‌(3) وصف النسخة " ق

- ‌(4) وصف النسخة " ه

- ‌(5) وصف النسخة " ش

- ‌(6) وصف النسخة " و

- ‌(7) وصف النسخة " ز

- ‌(8) وصف النسخة " م

- ‌(9) وصف النسخة " ص

- ‌ثانياً: وصف نسخ تنقيح الفصول (متن الكتاب)

- ‌(1) النسخة " د

- ‌(2) النسخة " ف

- ‌(3) النسخة " أ

- ‌(4) النسخة " ر

- ‌(5) النسخة متن " ه

- ‌المطلب الثاني: منهج تحقيق الكتاب

- ‌ أولاً: التحرير والتدقيق:

- ‌ طريقة العمل في تحرير وضبط النص:

- ‌ ثانياً: التنوير والتعليق:

- ‌(القسم التحقيقي)

الفصل: ‌المطلب الثاني: نظام الكتاب وترتيبه

‌المطلب الثاني: نظام الكتاب وترتيبه

أما نظام ترتيب أبواب الكتاب وموضوعاته، فلا تسأل عن حُسنه وجودته، قد انتظم عِقْده في تسلسل منطقي ملائم، بحيث تبدو العلاقة واضحةً بين الموضوع في سياقه وسباقه ولحاقه.

فإذا نظرنا إلى الأقسام الثلاثة السالفة الذكر وجدناها متَّسقةً ومنسجمة، فالبدء كان بالحدود والتعريفات والأحكام الشرعية، ثم بمباحث دلالات الألفاظ، ثم بأدلة الشريعة المتفق عليها، فالمختلف فيها.

لكن لو جال البصر في نطاق دائرة القسم الأول لبدا لنا من الوهلة الأولى وجود بعثرةٍ في بعض فصول الباب الأول الذي أدرج القرافي تحته عشرين فصلاً. ففي الفصل الأول يتحدث عن حدِّ الحدّ، ثم ينتقل في الفصل الثاني إلى تفسير أصول الفقه، وفي الفصل الثالث: يبحث في الفرق بين الوضع والاستعمال والحمل. وهكذا يجيء في الفصل الحادي عشر إلى الكلام عن خمس حقائق لا تتعلق بالمستقبل من الزمان وبالمعدوم، ثم عن الحكم الشرعي، ثم عن الحسن والقبح، ثم عن الحقوق، ثم عن المعلومات وهكذا، وفي الباب الثالث يعقد مبحثاً في تعارض الألفاظ، وربما كان الأليق به أن يتأخر حتى يُدمج مع الباب الثامن عشر الذي في التعارض والترجيح.

وإذا كانت البعثرة والشَّتات سِمةً للقسم الأول من الكتاب، فإنك لا تلمس ذلك في بقية الكتاب، بل لقد جاءت مباحثه فصولاً وأبواباً منتظمة ومتسلسلة في حلقات يأخذ خِطَامُ بعضِها ببعض.

وتبياناً لهذا التسلسل المنطقي والترتيب الموضوعي أقول:

? الأدلة التشريعية إما أن تكون نصِّية أو مستنبطة. والنصيّة إما قولية أو فعلية ممن لا يجوز عليهم الخطأ، وهم: الله تعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة. والصادر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وعن الأئمة إما قولٌ أو فعلٌ، والفعل لا يدل إلاّ مع القول فتكون الدلالة القولية مقدمة على الدلالة الفعلية، والدلالة القولية تتناول البحث عن دلالات الألفاظ.

? ثم يجيء ذكر أفعال النبي صلى الله عليه وسلم بعدها، وتقدمها على النسخ إنما كان؛ لأن الأفعال موجِبة ومثبتة ويدخل عليها النسخ.

?

ص: 88

ثم يأتي النسخ بعد الأفعال وقبل الإجماع؛ لأنه يدخل على الخطاب والأفعال، ويغيّر الأحكام، وهو لا يدخل على الإجماع.

? ويُذكر الإجماع ويقدّم على الخبر والقياس؛ لأن الإجماع دليل مقطوع به والخبر أكثره مظنون، وبالإجماع يُستدل على حجيّة القياس فكان أصلاً للقياس، والأصل مقدّم على الفرع.

? ثم يجيء ذكر الخبر بعد الأدلة المنصوصة القولية والفعلية والإجماع؛ لأن من لم يشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أهل الإجماع، لا تصل إليه هذه الأدلة إلاّ بالنقل، فلابد من البحث عن النقل، وأحوال النقلة، وهو باب الأخبار.

? ويقدّم باب القياس على باب التعارض والترجيح، وباب الاجتهاد، وباب الأدلة المختلف فيها؛ لأنه دليل من أدلة الشرع مثبت، والمجتهد إنما يفتي إذا عرف القياس، وأدلة التشريع، والترجيح بين الأدلة البادية التعارض.

? وإذا ما انتهت مباحث الأدلة المتفق عليها (الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس) كان ختام الكتاب بذكر أدلةٍ اختلف المجتهدون في كونها طُرقاً إلى الأحكام الشرعية (1) .

وبهذا جاءت أبواب الكتاب وفصوله متتابعة النَّسق، متراصِفَة النَّظم، متناسبة الفِقَر، مطَّردة الانسجام، حسنة المنحى، منطقية التسلسل.

وفي ختام هذا المبحث يجدر التنبيه على ثلاث ملاحظات طالما أن مقام الكلام هنا عن النظام والترتيب والتبويب (2) .

الملاحظة الأولى: أن القرافي قال في مقدّمة كتابه " تنقيح الفصول ": ((ولخَّصْتُ جميع ذلك في مائة فصل وفصلين في عشرين باباً)) (3) .

فلو عَدَدْتَ فصول الكتاب لم تجد فيها زيادة على المائة إلاّ فصلاً واحداً مع أن المؤلف قال هنا: مائة فصل وفصلين، فبم يُجاب؟

(1) سار على هذا المنحى بعض كتب الأصول على تفاوتٍ يسير بينها. منها: المعتمد لأبي الحسين البصري

1 / 8 - 9، التمهيد لأبي الخطاب 1 / 121 - 123، المحصول للرازي 1 / 167 - 169، شرح مختصر الروضة للطوفي 1 / 101 - 108.

(2)

انظر مزيداً من الملاحظات على تسلسل وترتيب موضوعات الكتاب في: ص 167-168 من القسم الدراسي.

(3)

انظر: مقدمة الذخيرة 1 / 55.

ص: 89

أجيب (1) : بأن الفصل المتمم لهذا العدد هو الفصل الأول في حقيقة الاجتهاد في الباب التاسع عشر (2) ؛ لأن المصنف أسقط لفظ الفصل هنالك مع أنه مرادٌ في المعنى، إذ عادة المصنف في سائر الأبواب أنه يقدّم فصل الحقيقة. فالصواب أن يقول المصنف:((الباب التاسع عشر: في الاجتهاد، وفيه عشرة فصول. الفصل الأول: في حقيقته. وهو استفراغ الوسع في المطلوب لغةً. . .)) . وبهذا يتم استيفاء العدد المذكور.

الملاحظة الثانية: أن قول القرافي بأنه رتَّب كتابه في عشرين باباً يوهم بأن كل بابٍ تحته فصول أو فصلان على أقل تقدير. وحقيقة الأمر أن هناك خمسة أبوابٍ ليس فيها فصلٌ أصلاً، وهي:

الباب الثاني: في معاني حروف يحتاج إليها الفقيه (3) .

الباب الثالث: في تعارض مقتضيات الألفاظ (4) .

الباب السابع: في أقل الجمع (5) .

الباب العاشر: في المطلق والمقيد (6) .

الباب الحادي عشر: في دليل الخطاب (7) .

كما أن من عادته عنونة الفصول بما يناسبها من العناوين، ما عدا الفصل الأول من الباب الثامن عشر، فإن القرافي لعلَّه ذهل عن تسجيل عوان له (8) .

الملاحظة الثالثة: أن القرافي قسّم الباب العشرين إلى فصلين. الفصل الأول: في أدلة المجتهدين. والفصل الثاني: في تصرفات المكلفين.

أما الفصل الأول فهو من صميم مباحث أصول الفقه. وأما الفصل الثاني فليس من اختصاص الأصولي بل يتعلّق بنظر الفقيه، فلا علاقة له ألبتة بمباحث أصول الفقه (9) .

(1) انظر: رفع النقاب عن تنقيح الشهاب للشوشاوي، القسم الأول ص 77، القسم الثاني ص 1058.

(2)

انظر: ص 436 القسم التحقيقي.

(3)

انظر: شرح التنقيح (المطبوع) ص 99.

(4)

انظر: المصدر السابق ص 112.

(5)

انظر: المصدر السابق ص 233.

(6)

انظر: المصدر السابق ص 266.

(7)

انظر: المصدر السابق ص 270.

(8)

انظر: ص 402 من القسم التحقيقي.

(9)

ولهذا أضْرب صَفْحاً عن شرحه الشيخ حلولو في التوضيح ص (414) وقال: ((جملة ذلك يختص بنظر الفقيه لا الأصولي)) .

ص: 90

ولقد حاول الشيخ محمد الطاهر بن عاشور تسويغ عقد المصنف لهذا الفصل ضمن مباحث الأصول، فقال: ((ذكر في هذا الفصل قواعد وضوابط تتفرّع عنها تصاريف أبواب الفقه، وتفيد العالم بها ملكةً يفهم بها خواص الأبواب وفروقها، فلا تكاد تشتبه عليه أحكام الأبواب المتشابهة، وذلك عون كبير على فقه القضاء والفتوى.

ويُعبّر عن هاته الضوابط والقواعد والكليات بـ" الأصول القريبة "؛ لأنها تتفرع عنها أحكام فقهية، ووصِفتْ بالقرب؛ لأن علاقتها بالفقه أقرب من علاقة مسائل الأصول المتعارفة به، حتى إنك تجد كثيراً منها عبارةً عن مسائل فقهية مدونة بكيفيةٍ كليةٍ تنطبق على أبواب كثيرة، وهي نفسها متفرِّعة عن دلائل الفقه الإجمالية التي هي الأصول المتعارفة. فإذا نُظر إليها بالنسبة لعلم الأصول كانت فروعاً، وإذا نظر إليها بالنسبة لجمعها فروعاً كثيرةً في جهةٍ واحدة بحيث يمكن للفقيه أن يستحضر بسببها بعض الفروع كانت أصولاً، فسمَّوها " القريبة " للاحتراز عن أصول الفقه.

وقد ذكر المصنف هنا منها طائفةً نافعة بعد فراغه من أصول الفقه قصداً لجعلها برزخاً بين الأصول وبين الفقه الذي ذكره في كتابه " الذخيرة " التي جعل لها هذا الكتاب توطئةً كما قدَّمه في الديباجة)) (1) .

ثمَّ إن اختتام الكتاب بمثل هذا الفصل النافع الجامع لتصرفات المكلفين لعلَّه تمشّياً مع عادة مالكية حميدة، امتازت بها طريقة التصنيف عندهم، ولهذا لا عجب أن ختم القرافي كتابه " الذخيرة " بكتاب الجامع، وعبّر عن سرِّ صنيعه هذا بقوله:((وهذا الكتاب (يقصد: الجامع) يختصُّ بمذهب مالك، ولا يوجد في تصانيف غيره من المذاهب، وهو من محاسن التصنيف؛ لأنه تقع فيه مسائل لا يناسب وضعها في رُبْعٍ من أرباع الفقه، أعني: العبادات، والمعاملات، والأنكحة، والجنايات. فجمعها المالكية في أواخر تصانيفهم وسمَّوْها بـ" الجامع " أي: جامع الأشتات من المسائل التي

لا تناسب غيره من الكتب، وهي ثلاثة أجناس: ما يتعلق بالعقيدة، وما يتعلق

بالأقوال، وما يتعلق بالأفعال. . .)) (2) .

(1) حاشية التوضيح والتصحيح لمشكلات كتاب التنقيح 2 / 233. .

(2)

انظر: الذخيرة 13 / 231 - 232.

ص: 91

ومهما قيل من أسباب، فإننا يمكن أن نَسْتَلْهِم سبب إقحام هذا الفصل في كتابه المؤسس على أصول الفقه مما ذكره في عبارته الأخيرة من المتن " تنقيح الفصول " إذ يقول:((فهذه أبواب مختلفة الحقائق والأحكام، فينبغي للفقيه الإحاطة بها لتنشأ له الفروق، والمدارك في الفروع)) (1) .

(1) انظر: ص (538) القسم التحقيقي.

ص: 92