الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
يناقش الأصوليين فيما درجوا عليه من تسميات، ويعلِّل وجه التسمية على النحو المشهور، مثل وقفته عند مصطلح " السبر والتقسيم "، فإن التسمية الصحيحة
له: التقسيم والسبر؛ لأننا نقسِّم أولاً، ثم نختبر تلك الأوصاف، لكن التقسيم وسيلة، والسبر مقصد، وقاعدة العرب تقديم الأهم والأفضل، فاتفق الاصطلاح على " السبر والتقسيم "(1) .
4 -
يشرح أحياناً الألفاظ الغريبة، مثل: البداء (2) ، البخت (3) ، المناط (4) وغيرها.
سادساً: الاستدلال والحجاج والترجيح:
نلحظ في منهج القرافي استدلاله بالقرآن والسنة والإجماع والمعقول والقواعد وأقوال أهل العلم، كما نلاحظ ولعه الشديد بالمناقشات والمساجلات، ويتّسم منهجه الاستدلالي بامتزاج العقل بالنقل، والرأي بالأثر.
(1)
الآيات: يبدأ استدلاله بملك الكلام وكلام الملك: القرآن الكريم، وهو أول ملاذٍ لطالب حجةٍ أو مُعوِز برهانٍ، ونظرة عابرة في فهرس الآيات يتبيَّن مدى اهتمام القرافي بالاستدلال بالقرآن. ويلاحظ في منهجه اجتزاؤه من الآيات بموضع الشاهد فقط، حتى لو كان كلمة واحدة كقوله تعالى:{وَاتَّبِعُوهُ} [الأعراف: 158](5) ، كما لوحظ عليه متابعته للأصوليين في كتابة الآية {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ}
[التوبة: 5] مجرَّدة من الفاء (6) ، كما أن الإمام القرافي لم يلتزم قراءة واحدةٍ في بعض الآيات، فمرةً يختار قراءة أبي عمرو وابن كثير ونافع وابن عامر كما في قوله تعالى:
{فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ} [الأنفال: 66]، ومرةً يقرأ بقراءة حمزة والكسائي وخَلَف كما في قوله تعالى:{إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}
[الحجرات: 6] ، وفي الأعم الأغلب كانت القراءة متمشِّيةً مع قراءة عاصم (7) .
(1) انظر: القسم التحقيقي ص 345 - 346.
(2)
انظر: القسم التحقيقي ص 79.
(3)
انظر: القسم التحقيقي ص 174.
(4)
انظر: القسم التحقيقي ص 314.
(5)
انظر: القسم التحقيقي ص 6.
(6)
انظر ذلك في مبحث المآخذ ص 157 من القسم الدراسي.
(7)
انظر ص 158 من القسم الدراسي
(2)
- الأحاديث: يتلو القرآن استدلاله بالسنة الشريفة والآثار المنيفة، فقد بلغ مجموع الأحاديث والآثار المستدل بها في القسم الذي أحققه ما يزيد على التسعين حديثاً وأثراً. والمصنف يحرص على إظهار وجه الدلالة بما يستدلُّ به. والقرافي يروي الأحاديث بمعناها دون التقيد بألفاظها، ولا يُعنى بتخريجها، مكتفياً بجوهر المعنى كما هي عادة كثير من الأصوليين. هذا الأمر أوقعه في الاستشهاد بأحاديث ضعيفة بل موضوعة، كما أن رواية الحديث بالمعنى أدَّت إلى تغيير بعض ألفاظه مما رتَّب عليه استدلالاً به بينما الحديث بلفظه الصحيح لا يستدل به على المدَّعى، مثل حديث ((الرضاع لحمة كلحمة النسب)) لفظه الصحيح ((الولاء لحمة كلحمة النسب)) (1) ، وحديث ((. . . ربّ حامل فقه إلى من ليس لفقيه. . .)) لفظه الصحيح ((. . . فربّ حامل فقه ليس بفقيه. . .)) (2) .
(3)
- الإجماع: لم يَفُت القرافي استدلاله بالإجماع، وما اتفق عليه العلماء في عدة مواضع من كتابه، لكن المصنف أطلق حكاية الاتفاق والإجماع في بعض المسائل، وفي هذا الإطلاق نظر، وقد نبهتُ عليه في مواضعه (3) .
(4)
- المعقول: أما استدلاله بالمعقول فما أولعه به! وما أبرعه فيه! فهو فارس هذا الميدان، ولا تكاد تخلو مسألة من حجة عقلية أو برهان منطقي. ولهذا يكثر في حجاجة من الفنقلة (فإن قيل، فإن قلت) لدفع اعتراضٍ موهوم، أو شبهة حائمة.
(5)
- الأشعار: لم يتجلَّ منهج القرافي في استشهاده بالأشعار في هذا القسم الذي أحققه، فإنه لم يورد شعراً سوى ثلاثة أبيات. ولكن لا يُحكم عليه بقلة مراعاة استشهاده بالشعر، بل لقد نيَّفت استشهاداته بالشعر بما يزيد على خمسة وعشرين بيتاً في القسم الذي لم أحققه من الكتاب.
(6)
- النقول: عضَّد القرافي استدلالاته بنقول أهل الفن في المسألة، سواء صرَّح بأسمائهم أو أبهم، فتارةً ينقل عن فحول الأصوليين في المسألة، وهذا كثيرجداً،
(1) انظر القسم التحقيقي ص 370 مع التعليق (1) .
(2)
انظر: القسم التحقيقي ص 259 مع التعليق (3) . وانظر: القسم الدراسي ص 160.
(3)
وانظر مبحث المآخذ ص161 من القسم الدراسي.
لا تكاد تخلو بضع صفحات من نقلٍ عنهم. وتارةً ينقل عن الفقهاء وأئمة المذاهب في المسائل الفقهية (1) ، وتارةً ينقل عن المفسرين عند تفسير الآيات (2) ، وتارةً ينقل عن أهل اللغة إذا كان البحث لغويّاً (3) .
(7)
- القواعد: يستعمل القرافي أسلوب التقعيد عند حجاجه واستدلاله، وهذا نابعٌ من اهتمام خاص ملازم لشخصية القرافي، فإنه كَلِفٌ بالقواعد والضوابط. ومن أمثلة ذلك:
أ - قوله ((البيان يعدُّ كأنه منطوق به في ذلك المبيَّن. . . وإذا كان البيان يعدُّ منطوقاً به في المبيَّن)) (4) وقال في موضع آخر ((القاعدة: أن كل بيان لمجملٍ يعدُّ مراداً من ذلك المجمل وكائناً فيه)) (5) .
ب - قوله ((والقاعدة: أن الأخص أبداً مقدَّم على الأعم)) (6) .
جـ - قوله ((وقاعدة العرب تقديم الأهم والأفضل)) وبعدها بقليل ((الحكم مهما أمكن أن يكون معلّلاً لا يجعل تعبُّداً)) (7) .
د - قوله: ((القاعدة: أن الدليلين الشرعيين إذا تعارضا، وتأخر أحدهما عن الآخر كان المتأخر ينسخ المتقدم)) (8) .
(8)
- المناقشات: بعد تدعيم المسألة بالأدلة، يناقش القرافي الاعتراضات الواردة عليها، ويدفع الإيرادات والشبهات، أو يورد على الاستدلالات اعتراضات وإشكالات.
فقد ناقش آراء المذاهب المخالفة لما يراه مناقشة قوية محكمة، سواء كان ميدان هذه المناقشة الأصول (9) أو الفروع (10) .
(1) انظر: القسم التحقيقي ص 224، 236، 252، 340، 400.
(2)
انظر: القسم التحقيقي ص: 25، 26، 104، 125، 444.
(3)
انظر: القسم التحقيقي ص 123، 125، 196، 345.
(4)
انظر: القسم التحقيقي ص 5 - 6.
(5)
انظر: القسم التحقيقي ص 88.
(6)
انظر: القسم التحقيقي ص 335.
(7)
انظر: القسم التحقيقي ص 346.
(8)
انظر: القسم التحقيقي ص 18.
(9)
انظر: القسم التحقيقي ص 496 - 498، 504 وما بعدها.
(10)
انظر: القسم التحقيقي ص 533.