‌ القسم التاسع عشر: ما ورد في فضائل البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري رضي الله عنه - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ٧

*‌

‌ القسم التاسع عشر: ما ورد في فضائل البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري رضي الله عنه

-

1280 -

[1] عن محمد بن مالك قَال: رأيت على البراء خاتمًا من ذهب، وكان الناس يقولون له: لم تختّم بالذهب وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال البراء: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه غنيمة، يقسمها - سبي، وخرثي

(1)

-. قَال: فقسمها حتى بقي هذا الخاتم، فرفع طرفه، فنظر إلى أصحابه، ثم خفض، ثم فرفع طرفه فنظر إليهم، ثم خفض، ثم رفع طرفه فنظر إليهم، ثم قَال:(أي براء). فجئته، حتى قعدت بين يديه، فأخذ الخاتم، فقبضه على كرسوعي، ثم قَال:(خُذْ، البَسْ مَا كسَاكَ الله، وَرسُولُه). قَال: وكان البراء يقول: كيف تأمروني أن أضع ما قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اِلبسْ مَا كسَاكَ الله، ورسُولُه)؟

هذا الحديث رواه: الإمام أحمد

(2)

- وهذا لفظه -، ورواه: أبو يعلى

(3)

عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن أبي عبد الرحمن إسحاق بن منصور

(4)

عن أبي رجاء الخراساني عبد الله بن واقد عن محمد بن مالك عنه به

…

ومحمد بن مالك هو: أبو المغيرة الجوزجاني، مولى البراء

ابن عازب، ويقال كان خادمه، ترجم له البخاري

(1)

، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وقال أبو حاتم

(2)

: (لا بأس به)، وذكره ابن حبان في المجروحين

(3)

، وقال:(يخطئ كثيرًا، لا يجوز الإحتجاج بخبره إذا انفرد؛ لسلوكه غير مسلك الثقات في الأخبار)، وذكره في الثقات

(4)

، وقال:(لم يسمع من البراء بن عازب شيئًا)، قَال ابن حجر

(5)

- معلقًا -: (روى له أحمد في مسنده، قَال: رأيت على البراء خاتمًا من ذهب، فقيل له: إنك تلبسه، وقد نُهي عنه

…

فذكر قصةً، فهذا ينفي قول ابن حبان إنه لم يسمع من البراء. إلا أن يكون عنده غير صادق، فما كان ينبغي له أن يورده في كتاب: الثقات)

(6)

، وقال في التقريب

(7)

: (صدوق يخطئ كثيرًا) اهـ، فالإسناد: ضعيف، والمتن: منكر.

قَال الحازمي

(8)

: (حديث البراء ليس بذاك، وإن صح فهو منسوخ) اهـ، وأورده الذهبي في الميزان

(9)

عن إسحاق بن منصور به، ثم قَال:

(هذا حديث منكر) اهـ، وهو كما قَال؛ لمخالفته الأحاديث الصحاح في تحريم لبس الذهب على الرجال، منها حديث البراء بن عازب نفسه، مرفوعا:(ونهانا عن آنية الفضة، وخاتم الذهب)، في حديث، رواه: الشيخان

(1)

، والإمام أحمد

(2)

، وغيرهم، وهو المعروف

(3)

- والله وحده الموفق -.