المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ القسم الخامس والثلاثون: ما وود في فضائل جندب بن جنادة، أبي ذر الغفاري رضي الله عنه - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ٧

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌ القسم الخامس: ما ورد في فضائل طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس: ما ورد في الفضائل الزبير بن العوام القرشي الأسدي رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع: ما ورد في فضائل سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن: ما ورد في فضائل عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع: ما ورد في فضائل سعيد بن زيد بن عمرو القرشي العدوي رضي الله عنه

- ‌ القسم العاشر: ما ورد في فضائل أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري رضي الله عنه

- ‌ القسم الحادي عشر: ما ورد في فضائل أبيض بن حمال(1)المأربي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني عشر: ما ورد في فضائل أبي بن كعب الأنصاريّ رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث عشر: ما ورد في فضائل أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي رضي الله عنهما

- ‌القسم الرابع عشر: ما ورد في فضائل أسيد بن حضير بن سماك الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس عشر: ما ورد في فضائل أكثم بن الجون(1)الخزاعي رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس عشر: ما ورد في فضائل أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع عشر: ما ورد في فضائل أنس - ويقال: أنيس - بن أبي مرثد الغنوي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن عشر: ما ورد في فضائل أنس بن النضر الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع عشر: ما ورد في فضائل البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم العشرون: ما ورد في فضائل البراء بن مالك بن النضر الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الحادي والعشرون: ما ورد في فضائل بسر بن أبي بسر المازني(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والعشرون: ما ورد في فضائل بشر بن البراء بن معرور الأنصاري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والعشرون: ما ورد في فضائل بلال بن رباح الحبشي، المؤذن رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والعشرون: ما ورد في فضائل التلب بن ثعلبة العنبري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والعشرون: ما ورد في فضائل ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والعشرون: ما ورد في فضائل ثمامة بن أثال الحنفي (1) رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والعشرون: ما ورد في فضائل ثوبان رضي الله عنه، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ القسم الثامن والعشرون: ما ورد في فضائل جابر بن سمرة العامري رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والعشرون: ما ورد في فضائل جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصارى رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثلاثون: ما ورد في فضائل الجارود بن عمرو العبدي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد والثلاثون: ما ورد في فضائل جرير بن عبد الله بن جابر البجلي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والثلاثون: ما ورد في فضائل جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والثلاثون: ما ورد في فضائل جعيل(1)بن زياد الأشجعي الكوفي(2)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والثلاثون: ما ورد في فضائل جليبيب(1)الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والثلاثون: ما وود في فضائل جندب بن جنادة، أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والثلاثون: ما ورد في فضائل الحارث بن أوس بن معاذ الأنصاري الأوسي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم السابع والثلاثون: ما ورد في فضائل الحارث بن الحارث، أبي مالك الأشعري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والثلاثون: ما وود في فضائل الحارث بن ربعي، أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم التاسع والثلاثون: ما ورد في فضائل الحارث بن الصمّة(1)بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الأربعون: ما ورد في فضائل الحارث بن عبد العزى السعدي - رضي الله عنه

- ‌ القسم الواحد والأربعون: ما ورد في فضائل الحارث بن عمرو بن ثعلبة السهمي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثاني والأربعون: ما ورد في فضائل حارثة بن الربيع الأنصاري، وهو الذي يقال له: حارثة بن سراقة بن الحارث(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الثالث والأربعون: ما ورد في فضائل حارثة بن النعمان الأنصاري(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الرابع والأربعون: ما ورد في فضائل حاطب بن أبي بلتعة اللخمي(1)رضي الله عنه

- ‌ القسم الخامس والأربعون: ما ورد في فضائل حذيفة بن اليمان العبسي رضي الله عنه

- ‌ القسم السادس والأربعون: ما ورد في فضائل حرام بن ملحان الأنصاري، وخالد أنس بن مالك رضي الله عنهما

- ‌ القسم السابع والأربعون: ما ورد في فضائل حرملة بن زيد الأنصاري رضي الله عنه

- ‌ القسم الثامن والأربعون: ما ورد في فضائل حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه

الفصل: ‌ القسم الخامس والثلاثون: ما وود في فضائل جندب بن جنادة، أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

*‌

‌ القسم الخامس والثلاثون: ما وود في فضائل جندب بن جنادة، أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

-

1332 -

[1] عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له في حديث: (

وإِنِّي أُحِبُّ لكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي).

هذا طرف من حديث رواه: مسلم

(1)

عن زهير بن حرب وَإسحاق بن إبراهيم، ورواه: أبو داود

(2)

عن الحسن بن علي، ورواه: النسائي

(3)

عن العباس بن محمد، ورواه: البزار

(4)

عن إبراهيم بن هانئ، خمستهم عن عبد الله بن يزيد المقرئ

(5)

عن سعيد بن أبي أيوب

(6)

عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشى عن سالم بن أبي سالم الجيشاني عن أبيه عن أبي ذر

قال أبو داود - عقبه -: (تفرد به أهل مصر)، وقال البزار: (وهذا الحديث لا

(1)

في (كتاب: الإمارة، باب: كراهة الإمارة بغير ضرورة) 3/ 1457 - 1458 ورقمه/ 1826.

(2)

في (باب: ما جاء في الدخول في الوصايا، من كتاب: الوصايا) 3/ 289 - 290 ورقمه/ 2868.

(3)

في (كتاب: الوصايا، باب: النهي عن الولاية على مال اليتيم) 6/ 255 ورقمه/ 3667، وهو في السنن الكبرى (4/ 112) ورقمه/ 6494.

(4)

(9/ 435) ورقمه / 4045.

(5)

ورواه عن المقرئ - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 231). ورواه: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 12/ 375 ورقمه/ 5564)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 283)، وَ (10/ 95)، كلهم من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ.

(6)

ورواه: يعقوب في المعرفة (2/ 463) - ومن طريقه: البيهقى في السنن الكبرى (3/ 129) - عن سعيد بن أبي أيوب - أيضًا -.

ص: 435

نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلّا أبو ذر، ولا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه) اهـ.

وسالم الجيشاني، مصري روى عنه أكثر من واحد

(1)

، وترجم له البخارى

(2)

، وابن أبي حاتم

(3)

، في كتابيهما المتقدمين، ولم يذكرا فيه جرحأ، ولا تعديلًا. ووثقه: ابن حبان

(4)

، وابن خلفون

(5)

.

1333 -

[2] عن عبد الله بن عمرو - رضى الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَا أظَلَّتْ الخَضْرَاءُ

(6)

، وَلا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ

(7)

أَصْدَقُ مِنْ أَبِي ذرٍ

(8)

).

(1)

انظر: تهذيب الكمال (10/ 141).

(2)

التاريخ الكبير (4/ 111) ت / 2138.

(3)

الجرح والتعديل (4/ 182) ت / 790.

(4)

الثقات (6/ 408).

(5)

انظر: إكمال مغلطاي (5/ 183) ورقمه / 1806.

(6)

يعني: السماء؛ للونها الأخضر، والعرب تجعل الحديد أخضر، والسماء خضراء. - انظر: النهاية (باب؛ الخاء مع الضاد) 2/ 42، ولسان العرب (حرف: الراء، فصل: الخاء المعجمة) 4/ 245، 246، والمعجم الوسيط (باب: الخاء) 1/ 240.

(7)

يعني: الأرض؛ للونها. - انظر: النهاية (باب: الغين المعجمة مع الباء) 3/ 337، والمعجم الوسيط (باب: الغين) 2/ 642 - 643.

(8)

قال ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 77): (يشبه أن يكون هذا خطابًا خرج على حسب الحال في شيء بعينه؛ إذ محال أن يكون هذا الخطاب على عمومه وتحت الخضراء: المصطفى صلى الله عليه وسلم، والصديق، والفاروق رضي الله عنهما). وقال ابن الأثير في النهاية (33713): (أراد أنه متناهٍ في الصدق، فجاء به على اتّساع الكلام، والمجاز) اهـ، وعلى هذا فلم يرد صلى الله عليه وسلم عدم =

ص: 436

رواه: الترمذي

(1)

- وهذا لفظه - عن محمود بن غيلان، وابن ماجه

(2)

عن علي بن محمد، والإمام أحمد

(3)

، والبزار

(4)

عن تميم بن المنتصر الواسطي، أربعتهم عن عبد الله بن نمير

(5)

، ورواه: الإمام أحمد

(6)

- أيضًا - عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة

(7)

، كلاهما (ابن نمير، وأبو عوانة) عن الأعمش عن عثمان بن عمير - ويقال: ابن قيس - عن أبي حرب

(8)

بن أبي

= مشاركة غيره له فيما عدّه له - والله أعلم -.

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب أبى ذر رضي الله عنه) 5/ 628 ورقمه / 3801. ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 357).

(2)

المقدمة (فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل أبى ذر رضي الله عنه) 1/ 55 ورقمه / 156.

(3)

(11/ 70) ورقمه / 6519 - ومن طريقه: المزي في تهذيب الكمال (33/ 235 - 234).

(4)

(6/ 449 - 450) ورقمه/ 2488.

(5)

الحديث عن ابن نمير رواه - أيضًا -: ابن أبى شيبة في المصنف (7/ 526) ورقمه / - ومن طريقه ذكره البخاري في الكنى (ص / 23) -، وابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 228). ورواه - أيضًا - من طريقه - أي: طريق ابن نصر -: الدولابى في الأسماء والكنى (2/ 169)، وابن عدي في الكامل (5/ 168)، وذكره البخاري في الكنى (ص / 23) من طريقه، وطريق أبى عوانة، كلاهما عن الأعمش به.

(6)

(11/ 206) ورقمه / 6630، وَ (11/ 650) ورقمه / 7078.

(7)

والحديث من طريق أبى عوانة - وهو: الوضاح بن عبد الله - رواه - أيضا -: الحاكم في المستدرك (3/ 342)، وقرن به: أبا يحيى الحماني، وسكت هو، والذهبي عنه. وهو من طريق الحماني وحده عند الدولابى في الأسماء والكنى (1/ 146).

(8)

يقال اسمه: محجن، ويقال: عطاء، ويقال: هو اسمه، وقال بعضهم: حرب بن أبى حرب، ولم يصح، وهو ثقة، واسم أبيه: ظالم بن عمرو

انظر: الطبقات لخليفة (ص/ 206)، ولابن سعد (7/ 226)، والكنى للبخارى (ص/ 23)، والتقريب (ص/ =

ص: 437

الأسود الديلى عن عبد الله بن عمرو به

ولابن ماجه: (ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر)، وللإمام أحمد فيه عن ابن نمير: (

من رجل أصدق من أبي ذر)، وقال الترمذي - عقبه -:(وهذا حديث حسن) اهـ. ووافقه الألباني في تعليقه على المشكاة

(1)

، ولعلهما يقصدان أنه حسن بشواهده، وإلّا فسنده ضعيف، فيه: عثمان بن عمير، أبو اليقظان، ضعيف يدلس، وغال في التشيع، يؤمن بالرجعة، وتركه الدارقطني، ولم أر له - أو للأعمش، الراوي عنه - تصريحًا بالسماع، على أن

وكيعًا خالف ابن نمير، وأبا عوانة فرواه

(2)

عن الأعمش عن عثمان بن عمير عن عبد الله بن عمرو به، لم يذكر أبا حرب الديلى، فهو منقطع - كما أشار إليه البخاري -، ولعل الاختلاف فيه من عثمان، يذكر أبا حرب مرة، ويسقطه أخرى، فالحديث: ضعيف إسنادًا. حسن لغيره متنًا بشواهده التالية.

1334 -

[3] عن أبي ذر - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا أظَلَّتِ الخَضْرَاء، وَلَا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ مِنْ ذيْ لَهْجَةٍ أَصْدَقُ وَلا أوْفَى مِنْ أَبِي ذَرٍّ، شِبْهَ عِيْسَى بنِ مَريمَ عليه السلام)،

= 1132) ت/ 8100.

(1)

(3/ 1757) رقم/ 6229.

(2)

أشار إلى روايته البخاري في الكنى (ص/ 23).

ص: 438

فقالَ عمرُ بن الخطاب - كالحاسد

(1)

-! يا رسولَ الله، أفنعرفُ ذلكَ له؟ قال:(نَعَمْ، فَاعْرِفُوْهُ لَه).

رواه: الترمذي

(2)

- وهذا لفظه -، والبزار

(3)

، والطبراني في الأوسط

(4)

، ثلاثتهم من طريق النضر بن محمد

(5)

عن عكرمة بن عمار عن أبي زُمَيْل

(6)

- هو: سماك

(7)

بن الوليد الحنفى - عن مالك بن مرثد عن أبيه عن

(1)

- إن صحّ - فهذا من الحسد. بمعنى: الغبطة، أي: لتمنيه أن يكون له مثل ما لأخيه من غير أن يتمنى زوالها عنه. - انظر: شرح السنة (1/ 299)، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (10/ 112 - 113)، وفتح الباري (1/ 200 - 201)، وَ (8/ 690).

(2)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب أبى ذر رضي الله عنه) 5/ 628 ورقمه/ 3802 عن العباس العنبري (هو: ابن عبد العظيم) عن النضر بن محمد (وهو: الجرشى) عن عكرمة بن عمار به. وهو من طريق العباس بن عبد العظيم عند الحاكم في المستدرك (34213)، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص (3/ 342)، وهو وهم، الإسناد ضعيف، ومالك بن مرثد وأبوه لم يخرج لهما مسلم!

(3)

(9/ 458) ورقمه / 4072 عن العباس (يعني: ابن عبد العظيم) عن النضر بن محمد به، بنحوه، ورواه من طريق العباس - أيضا - ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 76 - 77 ورقمه/ 7132).

(4)

(6/ 69) ورقمه / 5144 عن محمد بن على بن شعيب عن عبد الله بن الرومى عن النضر الجرشى به

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن عكرمة بن عمار إلا النضر بن محمد الجرشى) اهـ.

(5)

ومن طريق النضر رواه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (3/ 342)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 560) ورقمه / 1554.

(6)

بالزاي، مصغرًا. - التقريب (ص / 415) ت / 2643.

(7)

بكسر السين المهملة، وتخفيف الميم، وآخره كاف. - الإكمال (4/ 349، 350)

ص: 439

أبي ذر به

قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روى بعضهم هذا الحديث فقال: أبو ذر يمشى في الأرض بزهد عيسى بن مريم عليه السلام) اهـ. ووافقه الألباني في تعليقه على المشكاة

(1)

في قوله: (حسن غريب)، وضعفه في ضعيف سنن الترمذي

(2)

، وهو كما قال، ففي الإسناد: مرثد بن عبد الله، لم يرو عنه غير ابنه مالك

(3)

، وقال العقيلى

(4)

: (لا يتابع على حديثه)، وقال الذهبي في الميزان

(5)

: (فيه جهالة

ليس بمعروف)، وقال في الديوان

(6)

: (مجهول)، ووثقه ابن حبان

(7)

، والعجلى

(8)

، وهذا من تساهلهما، الثاني منها أشد تساهلًا في توثيق التابعين

(9)

، ومرثد منهم؛ فالإسناد: ضعيف. والطرف الأول للحديث ورد من طرق - ذكرتها هنا - هو بها: حسن لغيره.

ولقوله فيه: (شبه عيسى بن مريم) شاهد من أحاديث أبي الدرداء، وابن مسعود، وهجنع بن قيس - وستأتي عقبه -، هو بها: حسن لغيره. ولا أعلم قوله: (ولا أوفى من أبي ذر) إلّا من هذا الوجه - والله أعلم -.

(1)

(3/ 1757) رقم / 6230.

(2)

(ص / 510) رقم / 794.

(3)

انظر: تهذيب الكمال (27/ 356)، والميزان (5/ 212) ت / 8410.

(4)

كما في: الميزان (5/ 212) ت / 8410، والتهذيب (10/ 81).

(5)

في الموضع المتقدم نفسه.

(6)

(ص/ 382) ت / 4070.

(7)

(5/ 440).

(8)

تاريخ الثقات (ص / 423) ت /1552.

(9)

انظر: تعليق المعلمى على الفوائد (ص / 41، 253).

ص: 440

1335 -

[4] عن أبي الدرداء - رضى الله عنه - قال:

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتمنه [يعني: أبا ذر] حين لا يأتمن أحدًا، ويسر إليه حين لا يسر إلى أحد، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاء، وَلا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ مِنْ ذِيْ لَهْجَةٍ أَصْدَقُ مِنْ أَبِي ذَرّ).

رواه: الإمام أحمد

(1)

- واللفظ له - عن أبي النضر عن عبد الحميد بن بهرام، ورواه: البزار

(2)

عن أبي كريب عن الأعمش عن شمر

(3)

بن عطية، كلاهما عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم

(4)

عن أبي الدرداء به، في قصة، وهو مختصر عند البزار

وشهر بن حوشب ضعيف، وجاء الحديث من غير طريقه، فرواه الإمام أحمد

(5)

، والبزار

(6)

من طرق عن

(1)

(36/ 55) ورقمه / 21724 عن أبي النضر (يعني: هاشم بن القاسم) به.

(2)

كما في: كشف الأستار (3/ 263 - 264) ورقمه/ 2714 عن أبى كريب (وهو: محمد بن العلاء) به، مختصرا. وهو في مستدرك الحاكم (3/ 344) بسنده عن أبى يحيى الحماني عن الأعمش به، وسكت عنه، وقال الذهبي في التلخيص (3/ 344):(سنده جيد) اهـ، والحماني، وشهر ضعيفان.

(3)

بكسر الشين المعجمة، وسكون الميم، وقيل: بفتح، فكسر. - انظر: التقريب (ص / 440) ت / 2837، والمغني (ص / 144).

(4)

بالغين المعجمة، والنون. - الإكمال (7/ 34).

(5)

(45/ 485) ورقمه/ 27493 عن حسن بن مرسى (هو: الأشيب) وَسليمان بن حرب (وهو: الأزدى)، كلاهما عن حماد بن سلمة به، بمثله، مختصرا.

(6)

[ق/ 208]- الكتاني - عن خالد بن حماد بن خالد عن سعيد بن سليمان عن حماد بن سلمة به، بمثله، مختصرًا.

ص: 441

حماد بن سلمة

(1)

عن علي بن زيد عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه به، بمثل طرفه الأخير. قال البزار:(وهذا الحديث قد روي عن أبي الدرداء من غير هذا الوجه، فذكرنا هذا الحديث لعزّة إسناده؛ لأنا لا لم نحفظه عن على بن زيد عن بلال بن أبي الدرداء غير هذا الحديث، ولا نعلم حدث بهذا الحديث عن علي بن زيد إلّا حماد بن سلمة) ا هـ. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وعزاه إلى من ذكرتهما، والطبراني في معجمه الكبير

(3)

، ثم قال:(وفيه: على بن زيد وقد وثق، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات) اهـ، ثم أورده ثانيًا

(4)

، وعزاه إلى الإمام أحمد، والبزار، والطبراني في الكبير، وأفاد أن الطبراني زاد فيه: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أحب أن ينظر إلى المسيح عيسى بن مريم إلى بره، وصدقه، وجده فلينظر إلى أبي ذر)، ثم قال:(ورجال أحمد وثقوا، وفي بعضهم خلاف)، ولعله يشير إلى ابن جدعان، وحاله ما علمت؛ فالحديث ضعيف - أيضًا - من هذا الوجه. ويرتقي قوله فيه: (ما أظلت الخضراء

)

(1)

وهو عند ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 228)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 526) ورقمه/ 2 عن الحسن بن موسى - ومن طريقه: ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 65 - 64) -، والبغوى في المعجم (1/ 529)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 561) ورقمه/ 1556 بسنديهما عن أبى نصر التمار، والحاكم في المستدرك (3/ 342) بسنده عن سليمان بن حرب، كلهم عن حماد بن سلمه به

وسكت الحاكم، والذهبي عنه، وفي سند ابن أبى شيبة:(الحسين بن موسى)، وهو تحريف.

(2)

(9/ 329).

(3)

لعله في الأجزاء التي ما زالت في حكم المفقود من المعجم.

(4)

(9/ 330).

ص: 442

الحديث، إلى درجة الحسن لغيره من طريقه، وله شواهد من حديث ابن عمرو، وأبي ذر - رضى الله عنهما - وغيرهما.

ولقوله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث: (ما أظلت الخضراء، وما أقلت الغبراء

) الحديث طرق عدة.

أولها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه، رواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى

(1)

، وابن أبي شيبة في المصنف

(2)

، والمسند

(3)

، وأحمد بن منيع في مسنده

(4)

، وأبو نعيم في المعرفة

(5)

، كلهم من طرق عن أبي أمية بن يعلى الثقفى عن أبي الزناد عن الأعرج عنه به، وزاد أبو بكر وَأحمد بن منيع في مسنديهما:(من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر)

وأبو أمية بن يعلى هو: إسماعيل، قال ابن حبان

(6)

: (كثير الخطأ، فاحش الوهم، ضعفه يحيى بن معين

(7)

)، وقال النسائي

(8)

، والدارقطني

(9)

: (متروك)

(10)

؛ فالإسناد: ضعيف جدًّا.

(1)

(4/ 228).

(2)

(7/ 256) ورقمه / 3.

(3)

كما في: المطالب العالية (9/ 342 - 343) ورقمه /4517.

(4)

كما في: المرجع المتقدم، الحوالة نفسها.

(5)

(2/ 560) ورقمه / 1555.

(6)

المجروحين (1/ 126).

(7)

انظر: التاريخ - رواية: الدوري - (2/ 38).

(8)

الضعفاء والمتروكون (ص / 152) ت/ 39.

(9)

الضعفاء والمتروكون (ص / 135) ت / 78.

(10)

وانظر: الديوان (ص/ 38) ت/ 459.

ص: 443

والثانية: حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه، رواه: الدولابي في الأسماء والكنى

(1)

بسنده عن ناصح أبي عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر به، بنحوه

وناصح أبو عبد الله رافضي، متروك الحديث، منكر الحديث عن شيخه هنا سماك بن حرب. وشيخه تغير بأخرة، وربما تلقن، وناصح ليس من قدماء أصحابه

(2)

.

والثالثة: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، رواه العقيلي

(3)

بسنده عن سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد به، بنحوه، في فضل جماعة من الصحابة، وقال فيه:(ولا أقلت البطحاء)، بدل:(الغبراء)، وهما بمعنى

وسلام هو: ابن سلم الطويل، متروك

(4)

، قال العقيلى عقب حديثه - وقد ساق له غيره -: إلا يتابع على هذه الأحاديث، والغالب على حديثه الوهم

) اهـ، فالإسناد: واه.

والرابعة: حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه، رواه: الحاكم في المستدرك

(5)

بسنده عن إسحاق بن يوسف عن شريك بن عبد الله عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن حلام بن جذل الغفاري عن عليّ به

وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)، ووافقه

(1)

(2/ 62).

(2)

انظر: تهذيب الكمال (12/ 120)، والكواكب النيرات (ص/ 240).

(3)

الضعفاء (2/ 159).

(4)

انظر: الضعفاء الصغير للبخاري (ص/ 113) ت/ 152، والضعفاء والمتروكون للنسائى (ص/ 184) ت/ 237، والضعفاء للعقيلى (2/ 158) ت/ 664، والديوان (ص/ 165) ت/ 1680.

(5)

(4/ 479 - 480).

ص: 444

الذهبي في التلخيص

(1)

! وشريك بن عبد الله سيء الحفظ، إنما روى له مسلم في المتابعات

(2)

، ولم يصرح، هو أو شيخه - الأعمش - فيه بالسماع، وهما مدلسان. وحلام بن جذل ما روى له مسلم، ولا غيره من أصحاب الكتب الستة، ترجم له ابن أبي حاتم

(3)

، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم أر له ذكرًا في الثقات لابن حبان، أو العجلى، أو غيرهما، فهو مجهول؛ فالحديث: ضعيف إسناده من هذا الوجه. ومتنه: حسن لغيره بشواهده.

وخالف بشرُ بن مهران إسحاق بن يوسف الأزرق في إسناده، فقد رواه أبو نعيم في الحلية

(4)

من طريقه عن شريك عن الأعمش عن زيد (وهو: ابن وهب) قال: قال علي، فذكره

وقال: (غريب من حديث الأعمش، تفرد به بشر عن شريك) اهـ، ولعله يعني: من هذا الوجه. وبشر بن مهران هو: الخصاف، متروك الحديث

فطريقه واهية.

وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى

(5)

عن مسلم بن إبراهيم (هو: الأزدي) عن سلام بن مسكين عن مالك بن دينار (وهو: البصري الزاهد) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيكم يلقاني على الحال الذي أفارقه

(1)

الحاكم يتساهل في الحكم على الأحاديث. وتلخيص الذهبي لكتابه ذكر الذهبي نفسه أنه يعوزه العمل، والتحرير.

انظر: مقدمة ابن الصلاح (ص / 18)، والسير (17/ 175 - 175)، والنكت لابن حجر (1/ 312، وما بعدها).

(2)

انظر: تهذيب الكمال (12/ 475).

(3)

الجرح والتعديل (3/ 308) ت / 1370، وسمى والده: جزلا.

(4)

(4/ 172).

(5)

(4/ 228).

ص: 445

عليها)؟ فقال أبو ذر: أنا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:(صدقت، ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، من سره أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر)

وهذا مرسل حسن الإسناد، مالك بن دينار تابعى صدوق

(1)

.

وروى

(2)

عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفى قال: حدثنا أبو حُرّة عن محمد بن سيرين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر)

وهذا مرسل. وأبو حرّة هو: واصل بن عبد الرحمن صدوق

(3)

، إلّا أنه مدلس، عدّه الحافظ في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين

(4)

، ولم يصرح بالسماع؛ فالإسناد ضعيف، وهو حسن لغيره بما قبله من متابعات، وشواهد - والله أعلم -. وانظر: حديث الهجنع بن قيس، الآتي مع حديث ابن مسعود - رضى الله عنه -.

1336 -

[5] عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَرَّهُ أنْ يَنْظُرَ إِلَى شَبِيْه عِيْسَى ابنِ مَرْيَمَ خَلْقًا، وَخُلُقًا فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَر) - رضى الله عنه -.

(1)

انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (7/ 243)، وسؤالات البرقاني للدارقطني (ص/ 66) ت/ 497، والتهذيب (10/ 15)، وتقريبه (ص/ 915) ت/ 6475.

(2)

(4/ 228) - أيضًا -.

(3)

انظر: تهذيب الكمال (30/ 406) ت/ 6665، والتقريب (ص / 1034) ت/ 7435.

(4)

تعريف أهل التقديس (ص/ 48) ت/ 115.

ص: 446

رواه: الطبراني في الكبر

(1)

عن محمد بن عبد الله الحضرمى عن جمهور بن منصور عن عمار بن محمد عن إبراهيم الهجري عنه به

وهذا إسناد ضعيف؛ لأن الهجري ضعيف، ولم يدرك ابن مسعود

(2)

.

ويرويه عن الهجرى: عمار بن محمد، ولعله: أبو اليقظان الثوري، فإن كان هو فإنه يخطئ، ويهم. حدث به عنه: جمهور بن منصور، ولم أقف على ترجمة له.

والحديث أورده السيوطي في الجامع الصغير

(3)

، وعزاه إلى أبي يعلى، ورمز لحسنه، ولعله في المسند الكبير لأبى يعلى؛ لأني لم أره في المسند المطبوع. وعزاه المناوي في فيض القدير

(4)

بلفظه إلى البزار من حديث أبى مسعود رضي الله عنه، وقال:(قال الهيثمى: رجاله ثقات)! ولم أره في المقدار الموجود من مسند البزار.

وروى ابن قانع في المعجم

(5)

بسنده عن زكريا بن يحيى عن هشيم عن

(6)

عبد الرحمن بن يحيى عن هجنع بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء، من ذي لهجة

(1)

(2/ 149) ورقمه/ 1626.

(2)

انظر: الضعفاء الصغير للبخاري (ص/ 29) ت/ 10، والضعفاء للنسائي (ص/ 146) ت/ 6، والجرح والتعديل (2/ 131) ت/ 417، وتهذيب الكمال (2/ 203) ت/ 248، والميزان (1/ 65) ت/ 216، ومجمع الزوائد (9/ 303).

(3)

(2/ 610) ورقمه/ 8748.

(4)

(6/ 196) ورقمه/ 8748.

(5)

(3/ 197 - 198).

(6)

وقع في المطبوع: (بن)، وهو تحريف.

ص: 447

أصدق من أبي ذر، ومن سره أن ينظر إلى عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر)

وساقه ابن أبي على

(1)

كما في الإصابة

(2)

لابن حجر، قال ابن حجر: (وأورده ابن عساكر في ترجمة أبي ذر من طريق هشيم

(3)

، وقال: هذا مرسل) اهـ، وهو كما قال، فليست للهجنع - وهو: ابن قيس الحارثي - صحبة

(4)

- على الصحيح -.

وهشيم هو: ابن بشير، قلب اسم شيخه

(5)

، والمشهور: يحيى بن عبد الرحمن، وهو: أبو شيبة الكناني. وتقدم قبل حديث من حديث أبي ذر، يرفعه:(شبه عيسى بن مريم عليه السلام)، فإثبات الشبه به: حسن لغيره، من طرقه. وحديث عبد الله بن مسعود هذا لم أره بلفظه إلّا بالاسناد المذكور إليه - والله أعلم -.

° وورد من حديث ابن مسعود - أيضًا - ينميه: (إن أبي ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته)، وهو ذا:

(1)

لم أعرفه. وأورده شاكر عبد المنعم في كتابه: ابن حجر العسقلاني (2/ 289)، في الذين اقتبس منهم ابن حجر، وأشار إليهم، دون أن يذكر مصنفاتهم، وأفاد أنه اقتبس منه في تسعة وعشرين موضعا.

(2)

(3/ 622)، وفي بعض السند تحريف.

(3)

وقع في الإصابة: (هيثم)، وهو تحريف.

(4)

انظر: الثقات لابن حبان (7/ 589)، وما ذكره الحافظ في الموضع المتقدم من الإصابة.

(5)

انظر: التأريخ الكبير (8/ 290) ت / 3035، والجرح والتعديل (9/ 167) ت/ 689.

ص: 448

1337 -

[6] عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِن أَبَا ذَرٍ لَيُبَارِي عِيْسَى بنَ مَريمَ فِي عِبَادَته).

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن محمد عبد الله الحضرمى عن جمهور بن منصور عن عمار بن محمد عن إبراهيم الهجري عنه به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

، وعزاه إليه، ثم قال: (وفيه: إبراهيم الهجري

(3)

، وهو ضعيف، وإبراهيم مع ضعفه لم يدرك ابن مسعود) اهـ، وهو كما قال - كما تقدم آنفًا -.

ويرويه عن الهجري: عمار بن محمد، ولعله: أبو اليقظان الثوري، فإن كان هو فإنه يخطئ، ويهم. حدث به عنه: جمهور بن منصور، ولم أقف على ترجمة له. فالحديث ضعيف، ولا أعرف له - حسب اطلاعى - طرقًا أخرى، ولا شواهد بلفظه، وانظر الحديثين المتقدمين.

1338 -

[7] عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أبَا ذَرٍّ، رأيتُ كأنِّي وُزِنْتُ بِأربعينَ أنتَ فِيهِمْ، فوَزَنتُهُم).

هذا الحديث رواه: البزار

(4)

عن العباس عن النضر بن محمد عن عكرمة عن أبي زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عنه به

وقال: (وهذه

(1)

(2/ 149) ورقمه/ 1625.

(2)

(9/ 330).

(3)

وقع في المجمع: (العحري)، وهو تحريف.

(4)

(9/ 459) ورقمه / 4073.

ص: 449

الأحاديث التي رواها النضر بن محمد عن عكرمة لا نعلم أحدًا شاركه فيها عن عكرمة) اهـ، والنضر بن محمد - وهو: ابن موسى الجرشي -، وشيخه عكرمة - وهو: ابن عمار العجلي - انفردا بأحاديث لا يشاركهم فيها أحد. الثاني منهما ضعفه بعض النقاد لغلطه، وفي أحاديثه نكرة، ومدلس لم يصرح بالتحديث. ومرثد - والد: مالك - هو: ابن عبد الله الزِّمَّاني، قال الذهبي:(فيه جهالة)، - وتقدموا -

والحديث لا أعلمه إلّا بهذا الإسناد، ولا أعلم ما يشهد له فهو: منكر.

والحديث أورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(1)

، وقال - وقد عزاه إلى البزار -:(ورجاله ثقات) اهـ، وهذا قول فيه نظر؛ لما تقدم. والعباس - شيخ البزار - هو: ابن عبد العظيم العنبري، وأبو زميل هو: سماك بن الوليد الحنفى.

1339 -

[8] عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال: (أُصيبتْ عينُ أبي ذَرٍّ يومَ أحُدٍ، فبزقَ فيهَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، فكَانتْ أصحَّ عَيْنَيْه).

هذا الحديث رواه: أبو يعلى

(2)

عن أبي عبد الرحمن الأذرمى عن عبد العزيز بن عمران عن عبد الرحمن بن الحارث به

وفي الإسناد: عبد العزيز بن عمران، وهو: الزهري المدني، المعروف بابن أبي ثابت، قال ابن

(1)

(9/ 330).

(2)

(3/ 120 - 121) ورقمه / 1550، وهو في المفاريد له (ص /64) ورقمه / 62، مثله - إسنادًا، ومتنا.

ص: 450

معين

(1)

: (كان صاحب نسب، لم يكن من أصحاب الحديث)، وقال

(2)

- مرة -: (ليس بثقة)، وقال البخاري

(3)

: (منكر الحديث، لا يكتب حديثه)، وتركه: أبو زرعة

(4)

، وأبو حاتم

(5)

، والنسائي

(6)

، والدارقطني

(7)

، وابن الجوزي

(8)

، وابن حجر

(9)

وبضعفه أعل الهيثمى الحديث في مجمع الزوائد

(10)

. حدث به عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد، ولم أقف على ترجمة لأحد بهذا الاسم، وفي التأريخ الكبير

(11)

للبخاري: (عبد الرحمن بن الحارث بن أبي عبيد المديني. عن: سالم، ومعاوية بن عبد الله، وعن جده أبي الحارث - وهو: عبيد بن أبي عتبة -

) اهـ، وقال في ترجمة عبيد بن أبي عبيد

(12)

: (مولى أبي رهم. سمع أبا هريرة رضي الله عنه. روى عنه: عاصم بن عبيد الله، وفليح الشماس، وعبد الرحمن بن الحارث

(1)

كما في: تاريخ بغداد (10/ 441) ت / 5603.

(2)

كما في: تاريخ الدارمى عنه (ص/ 161) ت / 607.

(3)

الضعفاء الصغير (ص/ 151) ت/ 223.

(4)

كما في: الجرح والتعديل (5/ 391) ت / 1817.

(5)

كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.

(6)

الضعفاء والمتروكون (ص / 211) ت/ 393.

(7)

الضعفاء والمتروكين (ص/ 281) ت/ 349.

(8)

الضعفاء والمتروكين (2/ 111) ت/ 1957.

(9)

التقريب (ص/ 614 - 615) ت/ 4142.

(10)

(8/ 298).

(11)

(5/ 272) ت/ 879.

(12)

(5/ 453) ت / 1472، وانظر: الجرح والتعديل (5/ 411) ت / 1909، والثقات لابن حبان (5/ 135).

ص: 451

ابن أبي عبيد عن جده - أبي الحارث المديني -) اهـ، فلعله هذا، وجده لم أقف على ترجمة له - والله تعالى أعلم -.

وهذا الحديث مع ضعفه الشديد فيه نكارة

لأن أبا ذر - رضى الله عنه - أسلم بمكة

(1)

، وفي المشهور أنه عاد بعد هذا إلى بلاد قومه، فأقام بها، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ومضت بدر، وأحد، والخندق، ولم تتهيأ له الهجرة إلّا بعد ذلك

(2)

.

وروى ابن الأثير في أسد الغابة

(3)

هذا الحديث من طريق أبي يعلى، وفيه:(أُصيبت عين أبي يوم أحد)، دون إضافة في قوله:(أبي)، ولعل في سياق المتن سقطا؛ لأنه جاء باللفظ المتقدم لأبي يعلى في المسند، وفي المفاريد - كما مرّ -، والله الموفق.

* وتقدمت في فضائله عدة أحاديث في المطلب السادس، من هذا الفصل

فانظره.

* وتقدم

(4)

في فضائله - أيضًا -: ما رواه أبو داود، وغيره من حديث أبي ذر قال: يا رسول الله، الرجل يحب القوم، ولا يستطيع أن يعمل كعملهم؟ قال:(أنت مع من أحببت)، وهو حديث صحيح.

(1)

انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (4/ 219 وما بعدها)، وصحيح البخاري، الحديث ذى الرقم / 3861، وصحيح مسلم، الحديث ذى الرقم / 2473، والاستيعاب (4/ 64).

(2)

انظر: الطبقات الكبرى (4/ 222، 226)، والاستيعاب (4/ 62)، والإصابة (4/ 63) ت / 384، وغيرها.

(3)

(4/ 90).

(4)

برقم / 7.

ص: 452

° وما رواه الترمذي، وابن ماجه، وغيرهما من حديث بريدة يرفعه: (إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبري أنه يحبهم

)، ذكر منهم: أبا ذر. وهو حديث ضعيف، لا أعرف ما يصلح أن يشهد له

(1)

.

° وما رواه الترمذى - كذلك -، والطبراني في الكبير من حديث علي، مرفوعًا: (إن كل نبي أعطي سبعة سبعة نجباء - أو قال: نقباء -، وأعطيت أنا أربعة عشر

) ذكر منهم: أبا ذر، وهو حديث ضعيف؛ الأشبه وقفه على علي

(2)

.

* خلاصة: اشتمل هذا القسم على أحد عشر حديثًا، كلها موصولة. منها حديثان صحيحان - انفرد به مسلم بأحدهما -. وأربعة أحاديث حسنة لغيرها - في بعضها ألفاظ ضعيفة، نبهت عليها -. وثلانة أحاديث ضعيفة. وحديثان منكران. وذكرت سبعة أحاديث من خارج كثب نطاق البحث، في الشواهد، أو عقب أحاديث نحوها - وبالله التوفيق -.

(1)

برقم/ 654، وانظر ما بعده.

(2)

برقم/ 764 في فضائل جماعة من الصحابة.

ص: 453