الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
القسم الثالث والثلاثون: ما ورد في فضائل جعيل
(1)
بن زياد الأشجعي الكوفي
(2)
رضي الله عنه
-
1327 -
[1] عن جُعيل الأشجعي - رضى الله عنه - قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، وأنا على فرس لي عجفاء
(3)
، ضعيفة، فكنت في آخر الناس، فلحقني، فقال:(سِرْ يَا صَاحِبَ الفَرَسِ). فقلت: يا رسول الله، عجفاء، ضعيفة. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مخفقة
(4)
كانت معه، فضربها بها، وقال:(اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فيْهَا).
قال: فلقد رَأيتني أمسك رأسها أن تقدم الناس. قال: ولقد بعت من بطنها باثني عشر ألفا.
(1)
بالجيم، وفتح العين، وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها. قاله ابن ماكولا في الإكمال (2/ 106).
وقيل في اسمه: حميل، وجعال، وجفال، وجعد، وجعيد. والمشهور:(جعيل) كما سبق.
- انظر: السنن الكبرى للنسائى (5/ 253) رقم الحديث / 8818، والموضع المتقدم من الإكمال، وأسد الغابة (1/ 344) ت/ 764.
(2)
انظر ترجمته في: أسد الغابة (1/ 344) ت/ 764، والإصابة (1/ 239) ت/ 1171.
(3)
أي: هزيلة. انظر: النهاية (باب: العين مع الجيم) 3/ 186.
(4)
أي: دُرَّة. كما في: المصدر المتقدم (باب: الخاء مع الفاء) 2/ 56.
روى هذا الحديث: الطبراني في الكبير
(1)
عن علي بن عبد العزيز (وهو: البغوي)
(2)
عن محمد بن عبد الله الرقاشى عن رافع بن سلمة بن زياد عن عبد الله بن أبي الجعد عنه به
…
والحديث ذكره ابن القطان
(3)
عن النسائي عن محمد بن رافع عن محمد بن عبد الله الرقاشى به، ثم قال:(وإسناده فيه اثنان لا تعرف أحوالهما، أحدهما: عبد الله بن أبي الجعد. والثاني: رافع بن سلمة بن زياد) ا هـ، ثم ذكر أن عبد الله بن أبي الجعد ذكره البخاري، ولم يُعرّف من أمره بشيء زيادة على ما في هذا الإسناد. وأن رافع بن سلمة قد روى عنه جماعة، وهو مع ذلك لا تعرف حاله. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد
(4)
، وقال - وقد عزاه إليه -:(ورجاله ثقات) اهـ.
وعبد الله بن أبي الجعد المذكور تابعى
(5)
، روى عنه جماعة
(6)
، وانفرد ابن حبان بذكره في الثقات
(7)
- فيما أعلم -، وقال الذهبي
(8)
:
(1)
(2/ 280 - 281) ورقم/ 2172، ورواه عنه: أبو نعيم في المعرفة (2/ 624 - 625) ورقمه/ 1684. وكذا رواه: المزي في تهذيب الكمال (5/ 118 - 119)، وَ (14/ 365 - 366) بسنده عن الطبراني به.
(2)
وكذا رواه: البيهقى في الدلائل (6/ 153) بسنده عن علي بن عبد العزيز به.
(3)
بيان الوهم (4/ 395 - 396) رقم/ 1974.
(4)
(5/ 263).
(5)
كما في: الثقات لابن حبان (5/ 20)، وأعاده (5/ 54).
(6)
انظر: تهذيب الكمال (14/ 365).
(7)
وتقدمت حوالتان عليه.
(8)
الميزان (3/ 114) ت/ 4245.
(فيه جهالة)، وقال ابن حجر
(1)
: (مقبول) اهـ، يعني: إذا توبع، وإلّا فلين الحديث - كما هو اصطلاحه -، ولا أعلم أحدًا تابعه في رواية هذا الحديث، بل هو حديث تفرد به رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد عن عبد الله - كما قال الذهبي
(2)
-، وتفرد به عبد الله عن جعيل الأشجعى.
ورافع بن سلمة المذكور جهله - أيضًا - ابن حزم
(3)
. ووثقه: ابن حبان
(4)
، والذهبي
(5)
، وابن حجر
(6)
. وقال الذهبي - مرة -
(7)
وقد ذكر حديثه هذا: (ورافع متوسط الحال، ممن إذا نفرد بشيء عُدّ منكرًا) اهـ، وهذا أشبه، وقد سبق أنه تفرد برواية الحديث عن عبد الله بن أبي الجعد من قول الذهبي نفسه. وعبد الله اختلف عنه مع ذلك في سياق الإسناد، فهكذا رواه عنه محمد بن عبد الله الرقاشي، وزيد بن الحباب
(8)
- في خلاف عنه، كما سيأتي -.
(1)
التقريب (ص / 496) ت / 3267.
(2)
في الموضع المتقدم من الميزان.
(3)
المحلى (7/ 333 - 334).
(4)
الثقات (8/ 241).
(5)
الكاشف (1/ 389) ت/ 1507.
(6)
التقريب (ص / 316) ت / 1873.
(7)
في الموضع المتقدم من الميزان.
(8)
رواه من طريقه كرواية محمد بن عبد الله الرقاشي عن رافع بن سلمة: ابن أبى عاصم في الآحاد (3/ 25) ورقمه / 1310 - ومن طريقه: أبو نعيم في المعرفة (2/ 625) ورقمه/1620، والأصبهاني في الدلائل (3/ 922)، وابن الأثير في أسد الغابة (1/ 344 - 345) -، وابن قانع في المعجم (1/ 156 - 157)، والبيهقى في الدلائل (6/ 154).
وعلقه البخاري أني التأريخ الكبير
(1)
عن رافع بن زياد بن الجعد بن أبي الجعد الأشجعى عن أبيه عن عبد الله بن أبي الجعد - أخى سالم بن أبي الجعد - قال: حدثني: جعيل
…
فأورد صدر الحديث. فذكره عن رافع بن زياد عن أبيه عن عبد الله، جعل واسطة بين رافع وعبد الله. ورافع هنا منسوب إلى جده، فليُنتبه. وأبوه هو: سلمة بن زياد، ترجم له البخاري
(2)
، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. ووثقه ابن معين
(3)
، وابن حبان
(4)
.
كما علّقه
(5)
عن هلال بن فياض عنه (أعني: رافع بن سلمة بن زياد) عن أبيه عن سالم. ثم ساقه البخاري عن زياد بن حباب عنه قال: (كنت في بعض الغزو)، جعله من حديثه، وهذا معضل؛ لأن رافعًا من أتباع التابعين
(6)
. ثم قال البخاري: (وقال غيره
(7)
: رافع بن زياد بن أبي الجعد
…
)، فذكر الطريق الأولى التي علقها عن رافع بن زياد.
وخلاصة القول في دراسة هذا الحديث: أنه حديث ضعيف، لم يرد إلّا من طريق رافع بن سلمة بن زياد الأشجعى عن عبد الله بن أبي الجعد،
(1)
(2/ 249) ت/2356.
(2)
التأريخ الكبير (4/ 81) ت/ 2031.
(3)
كما في: الجرح (4/ 161) ت/ 708.
(4)
الثقات (6/ 396).
(5)
التأريخ الكبير (3/ 315) ت/ 1039.
(6)
عُد إلى ترجمته في الثقات (8/ 241).
(7)
يعني: غير زيد بن حباب.
وفيهما جهالة، ولم يضبط رافع بن سلمة إسناده. ولا أعلم للحديث ما يشهد له.
والحديث ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب
(1)
في ترجمة جعيل الأشجعي، وحسنه، وهو ليس كذلك. وأبعد من ذلك تصحيح الحافظ ابن حجر
(2)
لإسناد النسائي المتقدم، وقد علمت أن الحافظ نفسه قال في عبد الله بن أبي الجعد:(مقبول) اهـ، وهو يعني - كما سبق -: إذا توبع وإلّا فلين الحديث، ولا أعلم له متابعًا، وقد علمت قول الذهبي فيه:(تفرد به رافع بن سلمة بن أبي الجعد عنه [يعني: عن عبد الله بن أبي الجعد]، ورافع متوسط صالح الأمر، ممن إذا انفرد بشئ عُدّ منكرا) اهـ.
(1)
(1/ 238).
(2)
الإصابة (2/ 239) ت / 1171.