الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكلمات المحذوفة الياء في القرآن:
ثم قال:
القول فيما سلبوه الياء
…
بكسرة من قبلها اكتفاء
أي: هذا القول في الكلمات القرآنية التي سلبها كتاب المصاحف الياء، أي "انتزعوا"، وحذفوا منها الياء اكتفاء بكسرة واقعة من قبلها، وهذا من الناظم مشروع في الكلام على حذف الياءات من الرسم بعد فراغه من الكلام على حذف الألفات منه، وقوله: اكتفاء مفعول لأجله علة "لسلبو"، وخرج بهذه العلة ما حذف من الياءات للجازم فلا كلام لأهل الرسم عليه نحو:{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي} 1. {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} 2. {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا} 3 وحذف الياء واكتفاء عنها بالكسرة قبلها لغة ذلية ارتكبت في بعض المواضع من القرآن، وتركت في بعضها.
ثم قال:
والياء تحذف من الكلام
…
زائدة وفي محل اللام
الياء المحذوفة من الرسم قسمان:
- مفردة وهي التي تكلم عليها من هنا إلى الفصل الآتي.
- وغير مفردة وهي التي عقد لها الفصل الآتي:
وقد قسم في هذا البيت الياء المفردة إلى قسمين:
- زائدة نحو: و"وعيدي" و"نكيري"، و"يهدني"، و"يؤتيني".
وأصلية واقعة في محل اللام من الكلمة نحو: "الجواري"، و"الداعي"، و"الهادي"، و"يوم يأتي لا تكلم""ونبغي"، "ويسري".
ويتصل كل من هذين القسمين بالأسماء، والأفعال كما تقدم في التمثيل.
ومعنى وصف الياء بالزيادة أنها زائدة على بنية الكلمة التي اتصلت هي بها، وهي ياء تدل على المتكلم المضمر المتصل المنصوب، أو المجرور، ومعنى كون الياء أصلية في محل اللام أنها ثالثة أصول الكلمة؛ لأن أهل التصريف اصطلحوا على وضع حروف فعل
1 سورة الأعراف: 7/ 178.
2 سورة يوسف: 12/ 90.
3 سورة طه: 20/ 74.
لوزن الأسماء المتمكنة، والأفعال، ليتميز الزائد من الأصلي، فيقابل أول أصول الكلمة بالفاء، وثانيهما بالعين، وثالثهما باللام.
وقوله من الكلام متعلق بحذف، ومراده بالكلام القرآن؛ لأن كلامه إنما هو فيه.
وقوله "زائدة" بالنصب حال من ضمير، تحذف العائد على الياء وفي محل اللام، عطف على "زائدة".
ثم قال:
فاللام يؤت الله ثم المتعال
…
والداعي مع يات بهود ثم صال
لما قدم أن الياء التي تحذف من كلمات القرآن قسمان:
- زائدة.
- وأصلية، في محل اللام، شرع في كلمات القسم الثاني، وهي عشرون كلمة في تسعة وعشرين موضعًا.
سبع كلمات من الأفعال، والباقي من الأسماء، وقد ذكر منها في هذا البيت خمسًا وهي:"يؤت الله"، و"المتعال"، و"الداع"، و"يات"، بـ"هود"، و"صال".
أما "يؤت الله" ففي "النساء": {وَسَوْفَ يُوتِ اللَّهُ} 1، وقيد يوت بمجاورة الجلالة احترازًا من الخالي عنهم، وهو:{يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} 2 فإن ياءه ثابتة.
وأما {وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ} 3 فلا حاجة إلى الاحتراز عنه؛ لأن ياءه محذوفة للجازم.
وأما "المتعال" ففي "الرعد": {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} 4.
وأما "الداع" فثلاثة: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} 5 في "البقرة". {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} 6.
و: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} 7 كلاهما في "القمر" ولا يندرج فيه: {يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي} 8 في "طه"، و {دَاعِيَ اللَّهِ} 9 في "الأحقاف"؛ لأن الياء فيها مفتوحة وثابتة لفظًا وخطًا، فلا يشملهما لفظ البيت؛ لأن ياءه محذوفة.
1 سورة النساء: 4/ 146.
2 سورة البقرة: 2/ 269.
3 سورة النساء: 4/ 40.
4 سورة الرعد: 13/ 9.
5 سورة البقرة: 2/ 186.
6 سورة القمر: 54/ 6.
7 سورة القمر: 54/ 8.
8 سورة طه: 20/ 108.
9 سورة الأحقاف: 46/ 31، 32.
وأما "يات" في "هود" فهو: {يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ} 1، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو:{يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ} 2، فإن ياءه ثابتة.
وأما "صال" ففي "الصفات": {صَالِ الْجَحِيمِ} 3.
ثم قال:
وغير أولى المهتدي والبادي
…
يسر فما تغن ووادي الوادي
ذكر في هذا البيت من الكلم المحذوف منها الياء، وهي لام ست كلمات وهي كلمة:"المهتد، عبر الأولى" و: "الباد"، و:"يسر" و: "فما تغن" و: "واد" و: "الواد".
أما كلمة "المهتد" غير الأولى ففي "الإسراء"، و"الكهف":{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي} 4، واحترز بغير الأولى عن الكلمة الأولى، وهي في الأعراف باللفظ المتقدم.
وأما "الباد" ففي "الحج": {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي} 5.
وأما "يسر" ففي "الفجر": {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} 6.
وأما "فما تغن" ففي "القمر": {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} 7.
واحترز بقيد المجاور عن الخالي عنه نحو: {لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ} 8. {وَمَا تُغْنِي الْآياتُ} 9. فإن ياءه ثابتة.
وأما: {إِنْ يُّرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي} 10، فلا مدخل له هنا؛ لأن حذف يائه ليس للاكتفاء بالكسرة بل للجزم.
وأما "واد" ففي "النمل": {عَلَى وَادِ النَّمْلِ} 11.
أما "الواد" فأربعة في "طه": {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوَى} 12.
وفي "القصص": {مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ} 13.
وفي "النازعات": {إذْ نَادَايهُ ربُّهُ بِالوَادِ المُقَدَّسِ طُوَى} 14.
1 سورة هود: 11/ 105.
2 سورة البقرة: 2/ 258.
3 سورة الإسراء: 17/ 17. الصافات: 37/ 163.
4 سورة الكهف: 18/ 17.
5 سورة الحج: 22/ 25.
6 سورة الفجر: 89/ 4.
7 سورة القمر: 54/ 5.
8 سورة النجم: 53/ 26.
9 سورة يونس: 10/ 50.
10 سورة يس: 36/ 23.
11 سورة النحل: 27/ 18.
12 سورة طه: 20/ 12.
13 سورة القصص: 28/ 30.
14 سورة النازعات: 79/ 16.
وفي "الفجر": {الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} 1.
ثم قال:
وكالجواب، والتلاق، والتناد
…
ثم الجوار ويناد والمناد
ضمن هذا البيت من الكلم المحذوف منها الياء، وهي لام ست كلمات أيضًا وهي:"كالجواب"، و"التلاق" و"التناد"، و"الجوار"، و"يناد"، و"المناد".
- أما "كالجواب" ففي "سبأ": {كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} 2.
- وأما "التلاق" و"التناد" ففي "غافر": {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ} 3. {إنَّيَ أخَافُ عَليْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ} 4.
- وأما "الجواب" فثلاثة: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ} 5: في "الشورى"، {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ} 6: في "الرحمن". و {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} 7: في "التكوير".
وأما "يناد"، و"المناد" ففي "ق"، {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ} 8. وكان حق الناظم أن يقيد:"يناد" بما يخرج به الذي في "آل عمران"، وهو:{يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} 9؛ لأن ياءه ثابتة.
ثم قال:
ونبغ في الكهف وهاد الحج
…
والروم ثاني يونس ننج
ذكر في هذا البيت من الكلم المحذوف منها الياء، وهي لام ثلاث كلمات وهي:"نبغ" في "الكهف"، و"هاد" في "الحج"، و"الروم"، و"ننج" الثاني في "يونس".
- أما "نبغ" في "الكهف"، و"هاد" في "الحج"، و"الروم"، و"ننج" الثاني في "يونس".
- أما "نبغ" في "الكهف" فهو: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} 10، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها، وهو في "يوسف":{مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا} 11 فإن ياءه ثابتة.
1 سورة الفجر: 89/ 9.
2 سورة سبأ 34/ 13.
3 سورة غافر: 40/ 15.
4 سورة غافر: 40/ 30.
5 سورة الشورى: 42/ 32.
6 سورة الرحمن: 55/ 24.
7 سورة التكوير: 81/ 16.
8 سورة ق: 50/ 41.
9 سورة آل عمران: 3/ 193.
10 سورة الكهف: 18/ 66.
11 سورة يوسف: 12/ 65.
وأما "هاد" في "الحج" و"الروم" فهو: {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا} 1. في الأولى، {وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ} 2. في الثانية، واحترز بقيد السورتين عن الواقع في غيرهما وهو في "النمل"، بلفظ الذي في "الروم" فإن ياءه ثابتة.
- وأما "ننج""الثاني" في "يونس"، فهو:{حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} 3. واحترز بثاني عن الأول، وهو: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا} 4، فإن ياءه ثابتة.
واعلم أن الناظم أطلق في كلمات هذا القسم الحكم الذي هو حذف الياء، فيستفاد منه اتفاق شيوخ النقل عليه على ما تقدم في اصطلاحه.
ثم قال:
وما آتت زائدة فخافون
…
وفارهبون واتقون واسمعون
لما فرغ من ذكر كلمات القسم الثاني، وهو ما حذفت منه الياء الواقعة لا ما انتقل إلى ذكر كلمات القسم الأول، وهو ما حذفت منه الياء الزائدة التي هي ياء المتكلم، وسنذكر عدد كلمات هذا القسم، والمواضع الواقعة فيها عند قوله:"إيلافهم ثم عذاب صاد". البيت، وقد ذكر في هذا البيت من كلمات هذا القسم أربعًا، وهي:"خافون"، و"فارهبون"، و"اتقون"، و"اسمعون".
- أما "خافون" ففي "آل عمران": {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} 5*.
- وأما "فارهبون" فاثنان في "البقرة": {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} 6.
- وفي "النحل": {فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} 7.
- وأما "اتقون" فخمسة في "البقرة": {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} 8، {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} 9.
وفي "النحل": {لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} 10.
وفي "قد أفلح": {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} 11.
1 سورة الحج: 24/ 54.
2 سورة الروم: 30/ 53.
3 سورة يونس: 10/ 103.
4 سورة يونس: 10/ 103.
5 سورة آل عمران: 3/ 175.
* "ص": 115 "خس".
6 سورة البقرة: 2/ 40.
7 سورة النحل: 16/ 51.
8 سورة البقرة: 2/ 41.
9 سورة البقرة: 2/ 197.
10 سورة النحل: 16/ 2.
11 سورة المؤمنون: 23/ 52.
وفي "الزمر": {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} 1.
وأما "اسمعون" ففي "يس": {إنِّي ءامَنْتُ بِربِّكم فاسْمعُونِ} 2.
ثم قال:
ثم أطيعون تكلمون
…
متاب يسقين وتكفرون
ذكر في هذا البيت من الكلم التي حذفت منها الياء الزائدة خمس كلمات، وهي:
"أطيعون"، و"تكلمون" و"متاب"، و"يسقين" و"تكفرون".
- أما "أطيعون" فأحد عشر موضعًا واحد في "آل عمران"، وواحد في "نوح":{وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ} 3. وثمانية في الشعراء، وواحد في "الزخرف" بلفظ "آل عمران"، وواحد في "نوح": {واتَّقُوه وأطِيعُونِ} 4.
- وأما "تكلمون" ففي "قد أفلح": {قالَ اخسَئُوا فِيها وَلا تُكَلِّمونَ} 5.
- وأما "متاب" ففي "الرعد": {وَإِلَيْهِ مَتَابِ} 6.
- وأما "يسقين" ففي "الشعراء": {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} 7.
- وأما "تكفرون" ففي "البقرة": {وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} 8.
ثم قال:
يهدين يشفين يكذبون
…
تؤتون يحيين وكذبون
ضمن هذا البيت من الكلم التي حذفت منها الياء الزائدة ست كلمات، وهي:"يهدين"، و"يشفين"، و"يكذبون"، و"تؤتون"، و"يحيين"، "يكذبون".
أما "يهدين" ففي أربعة مواضع: اثنان في "الشعراء": {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} 9، {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} 10 وواحد في "الصافات":{إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} 11.
وواحد في "الزخرف": {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِين} 12.
1 سورة الزمر: 39/ 16.
2 سورة يس: 36/ 25.
3 سورة نوح: 71/ 50.
4 سورة نوح: 71/ 3.
5 سورة المؤمنون: 23/ 108.
6 سورة الرعد: 13/ 30.
7 سورة الشعراء: 26/ 79.
8 سورة البقرة: 2/ 152.
9 سورة الشعراء: 26/ 78.
10 سورة الشعراء: 26/ 62.
11 سورة الصافات: 37/ 99.
12 سورة الزخرف: 43/ 27.
وأما "يشفين" ففي "الشعراء": {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} 1.
وأما "يكذبون" فاثنان في "الشعراء": {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} 2. ومثله في القصص.
وأما "تؤتون" ففي "يوسف": {تُوتُونِ موثقا مِن اللهِ} 3.
وأما "يحيين" ففي "الشعراء": {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} 4.
وأما "كذبون" فثلاثة في "قد أفلح": {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ} 5. موضعان، وفي "الشعراء": {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ} 6.
ثم قال:
وفي العقود اخشون مع تستعجلون
…
حضر أو غاب عقاب يقتلون
ذكر في هذا البيت من الكلم التي حذفت منها الياء الزائدة أربع كلمات، وهي:"اخشون"، في "العقود"، و"تستعجلون"، "سواء كان حاضرا" أي:"مفتتحا بالتاء لحاضر أو بالياء لعائب، وعقاب، ويقتلون".
أما "اخشون" في "العقود" فاثنان: {فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} 7، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ} 8، {فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} 9. واحترز بقيد السورة من الواقع في غيرها، وهو في "البقرة": {فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُم} 10. فإن ياءه ثابتة.
وأما "تستعجلون" بالتاء أو الياء فاثنان: أحدهما في "الأنبياء": {سَأوْرِيكُمْ ءايَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} 11، والثاني في "الذريات":{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ} 12.
وأما "عقاب" فثلاثة، واحد في "الرعد":{فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} 13 ومثله في "غافر" والثالث في "ص": {فَحَقَّ عِقَابِ} 14.
1 سورة الشعراء: 26/ 80.
2 سورة الشعراء: 26/ 12.
3 سورة يوسف: 12/ 66.
4 سورة الشعراء: 26/ 81.
5 سورة المؤمنون: 23/ 26.
6 سورة الشعراء: 26/ 117.
7 سورة العقود: 5/ 3.
8 سورة المائدة: 5/ 3.
9 سورة المائدة: 5/ 44.
10 سورة البقرة: 2/ 150.
11 سورة الأنبياء: 21/ 37.
12 سورة الذاريات: 51/ 59.
13 سورة الرعد: 13/ 32.
14 سورة ص: 38/ 14.
وأما "يقتلون" فاثنان: واحد في "الشعراء": {أَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} 1. ومثله في "القصص".
ثم قال:
دعاء إبراهيم مع تبشرون
…
ثم تشاقون دعان تنظرون
ضمن هذا البيت من الكلم التي حذفت منها الياء الزائدة خمس كلمات، وهي:"دعاء"، في "إبراهيم"، و"تبشرون" و"تشاقون"، و"دعان"، و"تنظرون".
أما "دعاء" في "إبراهيم" فهو: {ربَّنَا وتَقبَّلُ دُعاءِي} 2.
واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها، وهو في "نوح":{فَلمْ يَزدْهُمْ دُعاءِي إلَا فِرَارًا} 3. فإن ياءه ثابتة.
- وأما "تبشرون" ففي "الحجر": {فَبِمَ تُبَشِّرُونِ} 4.
- وإما تشاقون ففي "النحل": {تُشَاقُّونَ فِيهِمْ} 5. وتبشرون وتشاقون فيما حذفت منه الياء إنما هو على قراءة من كسر النون فيهما كنافع.
- وأما على قراءة من فتحها فيهما فهما خارجان.
- وأما "دعان" ففي "البقرة": {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} 6.
- وأما "تنظرون" فثلاثة في "الأعراف": {ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ} 7.
- وفي "هود": {فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ} 8.
- وفي "يونس": {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ} 9.
وقوله "تشاقون" يقرأ مشدد القاف محافظة على لفظ القرآن، وأن أدى إلى جمع ساكنين في الرجز ارتكابًا لأخف الضررين ثم تقدم.
ثم قال:
أشركتمون اعتزلون تقربون
…
ليعبدون تفضحون ترجمون
1 سورة الشعراء: 26/ 14.
2 سورة إبراهيم: 14/ 40.
3 سورة نوح: 71/ 6.
4 سورة الحجر: 15/ 54.
5 سورة النحل: 16/ 27.
6 سورة البقرة: 2/ 186.
7 سورة الأعراف: 7/ 195.
8 سورة هود: 11/ 55.
9 سورة يونس: 10/ 71.
ذكر في هذا البيت من الكلم التي حذفت منها الياء الزائدة ست كلمات وهي: "أشركتمون" و"اعتزلون"، و"تقربون"، و"ليعبدون"، و"تفضحون"، و"ترجمون".
- أما "أشركتمون" ففي "إبراهيم": {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} 1.
- وأما "اعتزلون" ففي "الدخان": {وَإِنْ لَم تُومنُوا لِي فَاعْتَزلُونِ} 2.
- أما "تقربون" ففي "يوسف": {فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ} 3.
- وأما "ليعبدون" ففي "الذاريات": {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 4.
- وأما "تفضحون" ففي "الحجر": {إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيفِي فَلا تَفْضَحُونِ} 5.
- وأما "ترجمون" ففي "الدخان": {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} 6.
ثم قال:
وغير ياسين اعبدون يحضرون
…
ءاتيني الله ارجعون يطعمون
ضمن هذا البيت من الكلمات التي حذفت منها الياء الزائدة خمس كلمات، وهي:"اعبدون" في غير "يس"، و"يحضرون" و"ءاتيني" الله، و"ارجعون"، و"يطعمون".
- وأما "اعبدون" في خبر "يس"، فثلاثة منها في "الأنبياء" اثنان:{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} 7، {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} .
- وفي "العنكبوت": {فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} 8، واحترز بغير الواقع في "يس". عن الواقع فيها وهو:{وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} 9 فإن ياءه ثابتة.
- وأما "يحضرون" ففي "قد أفلح": {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُون} 10.
- وأما "ءاتيني الله" ففي "النمل": {فَمَا ءاتَانِي الله خيْرٌ مِمَّا ءاتاكُمْ} 11.
واحترز بقيد المجاور، وهو اسم الجلالة عن الخالي عنه، وهو في "مريم":{ءَاتَانِيَ الْكِتَبَ} 12، فإن ياءه ثابتة.
1 سورة إبراهيم: 14/ 22.
2 سورة الدخان: 44/ 21.
3 سورة يوسف: 12/ 60.
4 سورة الذاريات: 51/ 56.
5 سورة الحجر: 15/ 68.
6 سورة الدخان: 49/ 20.
7 سورة الأنبياء: 21/ 25، 92.
8 سورة العنكبوت: 29/ 56.
9 سورة يس: 36/ 61.
10 سورة المؤمنون: 23/ 99.
11 سورة النحل: 27/ 36.
12 سورة مريم: 19/ 30.
- وأما "ارجعون" ففي "قد أفلح": {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} 1.
- وأما "يطعمون" ففي "الذاريات": {وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} 2.
- وقوله: غير منصوب على الاستثناء في "اعبدون".
ثم قال:
تردين إن يردن مع إن ترن
…
واتبعون زخرف ومؤمن
ذكر في هذا البيت من الكلم التي حذفت منها الياء الزائدة أربع كلمات، وهي:"تردين وإن يردن وإن ترن واتبعون"، في الزخرف. وفي "المؤمن"، وهي سورة "غافر".
- أما "تردين" ففي "الصافات": {قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} 3.
- وأما "إن يردن" ففي "يس": {إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُر} 4. وليس أن قيد العدم تعدده بل إيضاح.
- وأما "إن ترن" ففي "الكهف": {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا} 5. وإن ليست قيدا بل إيضاح كالذي قبله.
وإما "اتبعون" في "الزخرف" و"المؤمن" فهم: {وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} 6، {وقَالَ الَّذِيءَامنَ يَقوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ} 7، واحترز بقيد السورتين من الواقع في غيرهما، وهو في "آل عمران":{فَاتَّبِعُونِي يُحبِبْكُمُ اللهُ} 8.
وفي "طه": {فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِ} 9. قال: الياء ثابتة في ذلك.
ثم قال:
أولى من اتبعن فأرسلون
…
ثم بهود تسألن ينقذون
ضمن هذا البيت من الكلم التي حذفت منها الياء الزائدة أربع كلمات وهي: كلمة. "من اتبعن"، الأول، و"فأرسلون"، و"تسئلن"، في "هود"، و"ينقذون".
1 سورة المؤمنون: 23/ 99.
2 سورة الذاريات: 50/ 57.
3 سورة الصافات: 37/ 56.
4 سورة يس: 36/ 23.
5 سورة الكهف: 18/ 39.
6 سورة الزخرف: 43/ 61.
7 سورة غافر: 40/ 38.
8 سورة آل عمران: 3/ 31.
9 سورة طه: 20/ 90.
أما كلمة "من اتبعن" الأولى ففي "آل عمران": {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ اسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} 1، واحترز بقوله الأولى عن كلمة:"اتبعني" غير الأولى وهي في "يوسف": {عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} 2. فإن ياءها ثابتة.
وأما "فأرسلون" ففي "يوسف": {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ} 3.
وأما "تسئلن" في "هود""فهو": {فَلَا تَسئَلَنِ مَا ليْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ} 4.
واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها، وهو في "الكهف":{فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلَنِي} 5. فإن ياءه ثابتة.
وأما "ينقذون" ففي "يس": {لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ} 6.
وأثبت الناظم ياء: {وَمَنِ اتَّبَعَنِي} 7. جريًا على قراءة نافع في الوصل؛ لأنه يثبتها فيه، والياء في قوله "يهود" بمعنى "في".
ثم قال:
ثم تمدونن مع تتبعن
…
يهدين في الكهف مع تعلمن
ذكر في هذا البيت من الكلم التي حذفت منها الياء الزائدة أربع كلمات، وهي:"تمدونن، وتتبعن، ويهدين في الكهف، وتعلمن".
- أما "تمدونني" ففي "النمل": {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} 8.
- وأما "تبعن" ففي "طه": {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلَّا تَتَّبِعَنِ} 9.
- أما "يهدين" في "الكهف" فهو: {وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً} 10. واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها، وهو في "القصص":
{قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} 11. فإن ياءه ثابتة.
وأما "تعلمن" ففي "الكهف": {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} 12.
1 سورة آل عمران: 3/ 20.
2 سورة يوسف: 12/ 108.
3 سورة يوسف: 12/ 45.
4 سورة هود: 11/ 46.
5 سورة الكهف: 18/ 70.
6 سورة يس: 36/ 23.
7 سورة يوسف: 12/ 108.
8 سورة النمل: 27/ 36.
9 سورة طه: 20/ 93.
10 سورة الكهف: 18/ 24.
11 سورة القصص: 28/ 22.
12 سورة الكهف: 18/ 66.
ثم قال:
ومع لئن أخرتني وعيد
…
مئاب كيدون بغير هود
ضمن هذا البيت من الكلم التي حذفت منها الياء الزائدة أربع كلمات، وهي:
"لئن أخرتني، ووعيد، ومئاب، وكيدون في غير هود".
أما "لئن أخرتني" ففي "الإسراء": {لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} 1.
واحترز بقيد المجاور وهو: "لئن" عن الخالي عنه، وهو في "المنافقين":{لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} 2، فإن ياءه ثابتة.
وأما "وعيد"، فثلاثة في "إبراهيم":{ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} 3.
وفي "ق": {فَحَقَّ وَعِيدِ} 4، {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} .
وأما "مئاب" ففي "الرعد": {إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ} 5.
وأما "كيدون" في غير "هود"، فاثنان في "الأعراف":{ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ} 6.
وفي "المرسلات": {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} 7. واحترز بغير الواقع في "هود" من الواقع فيها، وهو: {فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ} 8. فإن ياءه ثابتة.
ثم قال:
بشر عباد لي دين يوتين
…
نذر مع أهانن وأكرمن
ذكر في هذا البيت من الكلم التي حذف منها الياء الزائدة ست كلمات، وهي:
"بشر عباد، ولي دين، ويؤتين، ونذر، وأهانن، وأكرمن".
أما "بشر عباد" ففي "الزمر": {فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ} 9.
واحترز بقيد المجاور، وهو:"بشر" عن الخالي عنه فإن ياءه ثابتة نحو ما في "البقرة": {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي} 10، وهو متعدد.
1 سورة الإسراء: 17/ 62.
2 سورة المنافقون: 63/ 10.
3 سورة إبراهيم: 14/ 14.
4 سورة ق: 50/ 14، 45.
5 سورة الرعد: 13/ 36.
6 سورة الأعراف: 7/ 195.
7 سورة المرسلات: 77/ 39.
8 سورة هود: 11/ 55.
9 سورة الزمر: 39/ 18.
10 سورة البقرة: 2/ 186.
- وأما "لي دين" ففي "الكافرون": {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} 1. واحترز بقيد المجاور، وهو لي عن الخالي عنه فإن ياءه ثابة نحو: ما في "يونس": {إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي} 2، وهو متعدد.
- وأما "يؤتين" ففي "الكهف": {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُوتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ} 3.
- وأما "نذر" فستة كلها في "القمر".
- وأما "أهانن" و"أكرمن" ففي "الفجر": {فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} 4، {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} 5.
ثم قال:
ثم نذير ونكير تشهدون
…
تخزون قد هدين مع تفندون
ضمن هذا البيت من الكلم التي حذف منها الياء الزائدة ست كلمات، وهي:
"نذير، ونكير، وتشهدون، وتخزون، وقد هدين، وتفندون".
أما "نذير" ففي الملك: {فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} 6.
وأما "نكير" فأربعة في "الحج": {أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} 7.
وفي "سبأ": {فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} 8.
وفي "فاطر": {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} 9.
و"في الملك": {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} 10.
وأما "تشهدون" ففي "النمل": {مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ} 11.
وأما "تخزون" فاثنان في "هود": {وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} 12.
وفي "الحجر": {اتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ} 13.
وأما "هدين" ففي "الأنعام": {أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ} 14. واحترز بقيد
1 سورة الكافرون: 108/ 6.
2 سورة يونس: 11/ 104.
3 سورة الكهف: 18/ 40.
4 سورة الفجر: 89/ 16.
5 سورة الفجر: 89/ 15.
6 سورة الملك: 67/ 17.
7 سورة الحج: 22/ 44.
8 سورة سبأ: 34/ 45.
9 سورة فاطر: 35/ 26.
10 سورة الملك: 67/ 18.
11 سورة النمل: 27/ 32.
12 سورة هود: 11/ 78.
13 سورة الحجر: 15/ 69.
14 سورة الأنعام: 6/ 80.
المجاور وهو قد من الخالي عنه وهو في "الأنعام" أيضا: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي} 1.
فإن ياءه ثابتة، وإما "تفندون" ففي "يوسف":{لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} 2.
ثم قال:
إيلافهم ثم عذاب صاد
…
وفي المنادى نحو يا عباد
ذكر في البيت من الكلم التي حذفت منها الياء الزائدة كلمة واحدة، وأصلا مطردا، وهو كل اسم منادى أضيف إلى ياء المتكلم، وتبرع بكلمة واحدة وهي:"إيلافهم" صدر البيت.
أما كلمة "إيلافهم" المتبرع بها ففي سورة "قريش": {إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} 3. وقد قرأها أبو جعفر بهمزة مكسورة من غير ياء، وقرئت شاذا كذلك مع إسكان اللام، وخرج بـ"إيلافهم"، "الإيلاف قريش" في أول السورة فإن ياءة ثابتة، وقد قرأه الشامي بغير ياء بعد الهمزة، وإنما كانت كلمة: "إيلافهم". متبرعا بها؛ لأن ياءها ليست بلام، ولا زائدة، وإنما هي فاء الكلمة وأصلها همزة، فأبدلت ياء لسكونها بعد همزة مكسورة كما بدلت في "إيمان"، وسينص الناظم في فن الضبط على إلحاق هذه الياء، وصفته كما سيأتي أن تجعل بعد الألف الذي هو صورة الهمزة ياء بالحمراء متصلة باللام بعدها على ما جرى به العمل، ووسط الناظم كلمة:"إيلافهم" بين كلمات الياء كما سمح به الناظم.
وأما "عذاب صاد" ففيها: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} 4. واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو في "الحجر": {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} 5. فإن ياءه ثابتة.
وأما الاسم المنادى المضاف فنحو: {يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} 6، {يَا عِبَادِ فَاتَّقُون} 7، {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم} 8، {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا} 9 إذ أصله:"يا بنيو" مصغر ابن ثم أبدلت الواو ياء، وأدغت فيها ياء التصغير على القياس، ثم أضيف إلى ياء المتكلم، ولكنها حذفت من الخط على قاعدة المنادى، وسواء كان حرف النداء موجودا كما مثل أم لا نحو:{رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ} 10، {رَبِّ احْكُمْ} 11.
1 سورة الأنعام: 6/ 161.
2 سورة يوسف: 12/ 94.
3 سورة قريش: 106/ 2.
4 سورة ص: 38/ 8.
5 سورة الحجر: 15/ 50.
6 سورة الزمر: 39/ 10.
7 سورة الزمر: 39/ 16.
8 سورة هود: 11/ 52.
9 سورة هود: 11/ 42.
10 سورة المؤمنون: 23/ 118.
11 سورة الأنبياء: 21/ 112.
{رَبِّ انْصُرْنِي} 1، ولا يندرج في المنادى:{يَابَنِيَّ اذْهَبُوا} 2، {يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ} 3، وإن كان منادى في آخره ياء زائدة للمتكلم؛ لأن ترجمة الناظم فيها حذفت منه الياء اكتفاء بالكسرة قبلها وياء:"يا بني" لا كسرة قبلها وإنما قبلها ياء ساكنة، مدغمة وأصله:"بنين" جمع سلامة لابن فلما أضيف إلى ياء المتكلم حذفت نون الجمع فاجتمع ياءان، الأولى علامة نصب الاسم لكونه منادى مضافا، والثانية ياء المتكلم، فأدغمت أولاهما في الثانية.
تنبيه: جملة الكلمات المحذوف منها الياء الزائدة دون: "إيلافهم".
ودون المنادى، أربع وستون كلمة.
وجملة، المواضع الواقعة فيها مائة وسبعة مواضع، وقد أطلق الناظم في جميع تلك الكلمات الحكم الذي هو حذف الياء، فيستفاد منه اتفاق شيوخ النقل عليه على ما تقدم في اصطلاحه.
وقوله: في "المنادى" المتعلق بحذفت مقدرا يدل عليه السياق.
ثم قال:
وثبتت في العنكبوت والزمر
…
أخراهما وحرف زخرف أثر
لما ذكر البيت قبل هذا أن الياء الزائدة تحذف من المنادى، ومثل له:"يا عباد". استثنى من ذلك هنا مع الإطلاق الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل ثلاثة مواضع ثبتت فيها الياء إلا أن في الأخير منها خلافا:
1-
أحدها المواضع الأخير في "العنكبوت"، وهو:{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} 4.
واحترز بالأخير عن غير الأخير في هذه السورة، وهو:{يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ} 5، فإن ياءه محذوفة.
2-
ثانيها الموضع الأخير في "الزمر"، وهو:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} 6.
1 سورة المؤمنون: 23/ 26.
2 سورة يوسف: 12/ 86.
3 سورة يوسف: 12/ 67.
4 سورة العنكبوت: 29/ 56.
5 سورة العنكبوت: 29/ 36.
6 سورة الزمر: 39/ 53.
واحترز بالأخير في هذه السورة عن غير الأخير فيها، وهو:{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} 1. {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} 2، فإن ياءه محذوفة.
3-
ثالثها وهو المختلف فيه الواقع في "الزخرف"، وهو:{يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} 3.
وأما الثاني في "الزخرف"، وهو:{وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ} 4. فلا خلاف في حذف يائه، وإن كان في كلام الناظم إجمال إذ لا يدري، ما المراد منهما، وقوله: أثر، بالبناء النائب معناه روي أي: روي ثبت حرف الزخرف، أي: كلمته، وكأنه اقتصر على ثبته، ولم يذكر الخلاف فيه بالحذف، لكونه رسم بالياء في مصاحف المدينة التي عليها مدار قراءة نافع، وكذا رسم في مصاحف الشام، ورسم في سائر المصاحف بدال دون ياء، والعمل على ثبوت الياء في موضع الزخرف المذكور.
تنبيهان:
- الأول في الجعبري: جملة ما حذف من المنادى مائة واثنان وعشرون موضعا: يا رب، ورب، سبعة وستون، ويا قوم، ستة وأربعون، ويا بني، ستة، و {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} 5، و {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} 6، بالزمر و {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ} 7، بالزخرف في المصاحف العراقية، انتهى.
- الثاني: تعرض الشيخان لذكر حذف الياء من الأسماء المنقوصة غير المنصوبة إذا كانت منونة، وحكيا إجماع المصاحف على ذلك قالا بناء على حذفها من اللفظ لسكونها، وسكون التنوين بعدها في الدرج نحو:{غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ} 8، {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ} 9، {مِنْ وَالٍ} ، {بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} ، {بِكَافٍ عَبْدَهُ} ، {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} ، {أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ} 10، {لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ} 11، {أَنَّهُ نَاجٍ} 12، و {لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} 13.
1 سورة الزمر: 39/ 10.
2 سورة الزمر: 39/ 16.
3 سورة الزخرف: 43/ 68.
4 سورة الزخرف: 43/ 88.
5 سورة العنكبوت: 29/ 56.
6 سورة الزمر: 39/ 16.
7 سورة الزخرف: 43/ 68.
8 سورة البقرة: 2/ 173.
9 سورة البقرة: 2/ 182.
10 سورة الأعراف: 7/ 195.
11 سورة يونس: 10/ 42.
12 سورة يوسف: 12/ 42.
13 سورة الرعد: 13/ 7.
وسكت الناظم عن ذكر هذا النوع لموافقته الرسم القياسي، إذ لم يتعرض في هذا النظم بالذات.
إلا للرسم الاصطلاحي، وهو ما خالف الرسم القياس، والضمير الفاعل في قوله:"ثبتت". عائد على الياء، وفي "العنكبوت"، متعلق "بثبتت"، وهو على حذف مضاف أي: في كلمة: "العنكبوت"، وقوله و"الزمر" عطف عليه، و"أخراهما" بمعنى أخيرتهما بدل من المضاف المحذوف، وضمير الاثنين يعود على السورتين.
ثم قال:
فصل وقل إحدى الحواريينا
…
محذوفة وإحدى الأميينا
ثم النبيين وربانيين
…
وأثبتوا الياءين في عليين
تقدم أن الياء المحذوفة قسمان:
1-
مفردة.
2-
وغير مفردة.
ولما فرغ الناظم من القسم الأول تعرض في هذا الفصل إلى القسم الثاني، وهو قسمان:
- قسم تكون فيه الياءان متوسطتين.
- وقسم تكون فيه الياءان متطرفتين: وسيتكلم على قسم المتطرفتين، وتكلم هنا على قسم المتوسطتين، فأمر مع إطلاق الحكم الذي يشير إلى اتفاق شيوخ النقل بأن يقال: إن إحدى ياءي "الحواريين"، و"الأميين" و"النبيين"، و"ربانيين"، محذوفة من الرسم حيثما وقعت الكلمات الأربع في القرآن، وسيأتي تعيين المحذوفة من الياءين، وأن كتاب المصاحف أثبتوا الياءين في:"عليين"، من قوله تعالى:{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} 1. في سورة "التطفيف"، واحترز بتعيين الكلمات الأربع من غيرها مما توسط فيه الياءان نحو: "يحييكم"، "فعيينا"، "حييتم"، "يحييها"، "يحيين"، فإن
1 سورة المطففين: 83/ 18.
الياءين في ذلة ثابتتان على الأصل موافقة للفظ، وإنما ذكر الناظم هنا:"عليين" وإن كان واردا على الأصل رفعا لتوهم انسحاب حكم تلك الكلمات الأربع عليه لمماثلته لها، في اجتماع ياءين ثانيهما علامة جمع.
تنبيه:
لم يذكر الناظم في هذا الباب حذف إحدى الياءين مما الأولى فيه صورة "للهمزة" نحو: "متكئين"، "مستهزئين"، و"خاطئين"، و"خاسئين" بل أخره إلى آخر باب الهمز وإدراجه في قوله: و"ما يؤدي لاجتماع الصورتين" إلخ، وههنا ذكره أبو عمرو.
ثم قال:
ورجح الداني حذف الأولى
…
وابن نجاح قال الأخرى أولى
لما ذكر أن إحدى الياءين محذوفة من الكلمات الأربع المتقدمة في البيت قبل، ولم يعين المحذوفة من اليائين أراد أن يعين هنا الياء المحذوفة منهما، فأخبر أن أبا عمرو رجح أن الياء الأولى من الياءين هي المحذوفة، والياء الثانية هي المرسومة، ورجح أبو داود عكسه مع اتفاقهما على جواز أن تكون المحذوفة الياء الأولى، وأن تكون الياء الثانية كما يستفاد ذلك من تعبير الناظم:"برجح"، وبالأولى.
وأما نحو: "متكئين"، و"مستهزئين"، و"خاسئين". مما الأولى فيه صورة للهمزة فرجح فيه أبو داود أن الياء المرسومة هي علامة الجمع، والمحذوفة هي صورة الهمزة، وعلى ما رجحه أبو داود في النوعين العمل، وعليه فكيفية ضبط:
"الحواريين"، وإخوانه أن تجعل الياء الأولى سوداء، والياء الثانية حمراء بعد السوداء، وتجعل الهمزة في النبيئين، نقطة صفراء بين الياءين، وحركتها تحتها بالحمراء، وكيفية ضبط:"متكئين"، ونحوه أن تجعل ياء الجمع وتجعل الهمزة قبلها نقطة صفراء تحت الجرة، وحركتها تحتها بالحمراء.
ثم قال:
ونحو يستحيي الأخير فاحذف
…
مرجحا إذ سكنت في الطرف
لما فرع من القسم الأول من قسمي الياء الغير المفردة، وهو قسم الياءين المتوسطتين انتقل إلى القسم الثاني منهما، وهو قسم الياءين المتطرفتين، وهو أيضا قسمان: ما سكن فيه ثاني الياءين وما تحرك فيه ثانيهما، وقد بدأ الناظم بالقسم الأول منهما، فأمر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بحذف الأخير من الياءين يعني مع إثبات الياء الأولى من نحو: يستحي مما اجتمع فيه ياءان متطرفتان ساكنة حذفا مرجحا فيها يعني على حذف الياء الأولى مع إثبات الثانية، ويستفاد من تعبيره بالترجيح جواز أن تكون أصلية، أو زائدة، ولا يبين أن تكون بعدها متحرك أو ساكن، وذلك نحو:{يُحْيِي وَيُمِيتُ} 1، و {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ} 2، و {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} 3، و {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} 4 و {تحْيِي الْمَوْتَى} 5 و {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى} 6، و {وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} 7 و {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى} 8.
وهذا الوجه المرجح هو الذي جرى به العمل عندئذ، وعليه فتلحق الثانية بالحمراء إذا وليها متحرك.
وأما إذا وليها ساكن فلا تلحق ثم علل الناظم ترجيح حذف الياء الأخيرة على الأولى بقوله: "إذا سكنت في الطرف"، يعني لسكونها بعد حركة تجانسها وهي الكسرة، فهي تدل عليها حين حذفها ولوقوعها في الطرف والأطراف محل التغيير، والأقراب في قوله:"في الطرف" أنه متعلق بفعل محذوف، أي وقعت في الطرف.
ثم قال:
ورجحنه قبل ما تحركت
…
لغير يلحقها لو أدغمت
لدي وليي وحي يحييا
…
لدى القيامة وفي لنحييا
وجاء في يحيي إطلاق لدى
…
عقيلة ولابن حرب وردا
لما ذكر القسم الأول من قسمي الياءين المتطرفتين وهو ما سكن فيه ثاني الياءين انتقل إلى القسم الثاني منهما، وهو ما تحرك فيه ثاني الياءين، فأمر مع إطلاق الحكم الذي
1 سورة التوبة: 9/ 116، "يحيي ويميت".
2 سورة ق: 50/ 43. "إنا نحن نحيي ونميت".
3 سورة البقرة: 2/ 258، "أنا أحيي وأميت".
4 سورة يوسف: 12/ 101. "وأنت وليي في الدنيا والآخرة".
5 سورة يس: 36/ 12 "نحيي الموتى".
6 سورة البقرة: 2/ 73. "كذلك يحيي الله الموتى".
7 سورة آل عمران: 3/ 49. "وأحيي الموتى بإذن الله".
8 سورة الروم: 30/ 50 "إن ذلك لمحيي الموتى".
يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بترجيح الحذف، الياء الأولى قبل الياء الثانية المتحركة يعيب على حذف الثانية المتحركة، وإثبات الأولى وذلك في أربع كلمات:
- الكلمة الأولى: "وليي" من قوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ} 1 في "الأعراف"، وأصل هذه الكلمة بثلاث ياءات الأولى ساكنة، والثانية مكسورة، والثالثة مفتوحة فكتبوها بياء واحدة معرفة.
- الكلمة الثانية: "حيي" من قوله تعالى: {وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} 2. في الأنفال.
- الكلمة الثالثة: "يحيي" من قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} 3. وفي سورة "القيامة"، وقيده بالسورة احتزازا عن الواقع في غيرها وهو في الأحقاف: {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} 4. فإن الشيخين سكتا عنه.
- الكلمة الرابعة: "لنحيي" من قوله تعالى: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} 5. في الفرقان.
ثم أخبر في البيت الثالث بأنه جاء عن الشاطبي في العقيلة إطلاق الحذف في: "يحيي" فعم الواقع في سورة "القيامة"، والواقع في "الأحقاف"، وأنه ورد الإطلاق أيضا لأبي العباس بن حرب في تأليفه الموضوع في الرسم، والعمل عندنا على الوجه المرجح الذي هو حذف الياء الأولى في الألفاظ الأربعة، وعلى إطلاق الحذف للياء الأولى من:"يحيي"، وقول الناظم:"لغير يلحقها لو أدغمت"، علة لترجيح حذف الياء الأولى في هذا القسم، فاللام في لغير للتقليل، و"غير" بكسر الغين، وفتح الأولى في هذا القسم، فاللام في لغير للتقليل، و"غير" بكسر الغين وفتح الياء كعنب اسم بمعنى التغير، أي:"إنما" كان حذف الياء الأولى في هذا القسم مرجحا على حذف الياء الثانية لأجل التغير الذي لو أدغمت أي على تقدير إدغامها في الياء الثانية فهي عرضة، لأن تدغم في الثانية، فتكون أولى بالحذف رسما لأجل التغير الذي يلحقها لفظا بالإدغام على قاعدة المثلين.
1 سورة الأعراف: 7/ 196.
2 سورة الأنفال: 8/ 42.
3 سورة القيامة: 75/ 40.
4 سورة الأحقاف: 46/ 33.
5 سورة الفرقان: 25/ 49.
أما الإدغام في: "وليي الله". فإني يكون بعد حذف الياء الأولى الساكنة ثم تسكين الياء الثانية، وقد روي عن بعض القراء:"ولي". بياء واحدة مفتوحة مشددة.
وأما الإدغام في: "حيي"، فإنما يكون بعد تسكين الياء الأولى، وقد قرأ غير نافع والبزي وشعبة من السبعة:"حي" بياء مشددة مفتوحة.
وأما الإدغام في: "يحيى". و"لنحيي"، فإنما يكون بعد نقل حركة الياء الأولى إلى الحاء، وقد أجازه بعض النحاة، ولم ترد به قراءة، وقوله "لدى" في أولى شطري البيت الثاني بمعني "في" وأتى بـ"حي" مدغما على قراءة الإدغام.
ثم قال:
وهاك واوا سقطت في الرسم
…
في أحرف للاكتفا بالضم
أي: خذ واو حذفت في الرسم، أي المرسوم، وهو المكتوب في المصاحف، وقوله:"في أحرف" بدل بعض من الرسم والمراد بالأحرف الكلمات، وهذا من الناظم شروع في الكلام على حذف الواوات من الرسم بعد فراغه من الكلام على حذف:"الألفات" والياءات منه، وقوله:"للاكتفا" بالضم علة لقوله: "سقطت"، وخرج بهذه العلة ما حذف من الواوات للجازم، فلا كلام لأهل الرسم عليه نحو:{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} 1.
الآية. {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا} 2. الآية {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} 3.
الآية، وقوله: للاكتفا يقرأ بالقصر للوزن.
ثم قال:
ويدع الإنسان ويوم يدع
…
في سورة القمر مع سندع
ويمح في حاميم مع وصالح
…
الحذف في الخمسة عنهم واضح
الواو المحذوفة من الرسم قسمان:
1 سورة المؤمنون: 23/ 117.
2 سورة فاطر: 35/ 18.
3 سورة الزخرف: 43/ 36.