المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم ما رسم بالياء وأصله واو: - دليل الحيران على مورد الظمآن

[المارغني التونسي]

فهرس الكتاب

- ‌الكتاب الأول: دليل الحيران على مورد الظمآن في فني الرسم والضبط

- ‌‌‌مدخللدراسة القراءات والقراء:

- ‌مدخل

- ‌نشوء المدارس الخاصة بالقراءات القرآنية:

- ‌2- العالم الفقيه المقرئ عبد الواحد بن عاشر

- ‌القسم الأول: فن الرسم

- ‌مقدمة في شرح الحمدلة والأدعية

- ‌شرح مصطلحات الناظم المعتمدة في الرسم

- ‌أسباب نظم الموجز:

- ‌الثناء على الرواة:

- ‌تقسيم الرسم القرآني بين التوقيفي والقياسي:

- ‌باب: الاتفاق والاختلاف في الحذف:

- ‌حكم الأسماء الأعجمية في القرآن:

- ‌الألف المعانق للام:

- ‌اختلاف القراء بين الحذف، والإثبات في بعض الكلمات:

- ‌الكلمات المحذوفة الياء في القرآن:

- ‌الواو المحذوفة من الرسم:

- ‌حكم الهمز وضبطه:

- ‌فصل في حكم الهمزة المتوسطة من الكلمة:

- ‌فصل فيما صور من الهمزة واو بعد ألف:

- ‌حكم زيادة الألف والواو، والياء في بعض الكلمات:

- ‌فصل في حكم زيادة الياء من تلقاءي:

- ‌فصل في حكم زيادة الواو في أربع كلمات:

- ‌حكم الإبدال والإقلاب بين الواو والياء:

- ‌حكم ما رسم بالياء وأصله واو:

- ‌حكم الواو المعوض به عن الألف:

- ‌حكم الفصل والوصل لبعض الكلمات والحروف:

- ‌فصل في حكم المقطوع في هذا الباب، وهو تسعة أنواع:

- ‌حكم قطع حرفي "عن ما" في الرسم القرآني:

- ‌حكم قطع حرفي "إن لم" ومكان وجود ذلك:

- ‌حكم قطع حرفي "أن ما، إن ما" ووصلهما:

- ‌فصل في حكم "مال" المقطوع، والموصول بما قبله:

- ‌فصل في حكم "كل ما" المقطوعة والموصولة:

- ‌فصل في حكم حرفي "في ما" المقطوع والموصول:

- ‌حكم قطع حرفي "أن لو" التي سكت عنها الناظم:

- ‌القول في الحروف المرسومة على وفق اللفظ "أينما

- ‌فصل في حكم "بئسما" بين الوصل والفصل:

- ‌فصل في حكم ما جاء في "لكيلا" من الوصل والفصل:

- ‌فصل في حكم وصل "الن" من سورة الكهف:

- ‌فصل في حكم ما بقي من الحروف الموصولة والمفصولة:

- ‌حكم هاء التأنيث، وكتابتها بين الهاء والتاء:

- ‌حكم كلمة رحمة وعددها سبعة:

- ‌فصل ونعمة بالتاء عشرة:

- ‌فصل في حكم تاء سنة:

- ‌فصل في حكم ما بقي من التاء المبسوطة:

- ‌القسم الثاني: فن الضبط

الفصل: ‌حكم ما رسم بالياء وأصله واو:

‌حكم ما رسم بالياء وأصله واو:

القول فيما رسموا بالياء

وأصله الواو لدى ابتلاء

وأشار في البيت الأول من هذه الأبيات الثلاثة إلى حكم القسم الأول منها، فأمرك أيها المخاطب مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأنك إذا قلبت ألفا عن ياء أي إذا صرفت كلمة فيها ألف، فانقلبت الألف في تصريفها عن الياء، فإنك ترسم الألف ياء تنبيها على أصله، وعلى جواز أمالته، وسواء كان الألف في وسط الكلمة أم في طرفها، وقدم هذا القسم لكثرته حتى أعطى فيه هذا الضابط، ويستثنى منه ما خرج عنه، ثم مثل لهذا القسم في

البيت الثاني، والثالث بخمسة عشر مثالا، سبعة من الأسماء وهي: التي في البيت الثاني، وثمانية من الأفعال، وهي التي في البيت الثالث.

فالأسماء السبعة: {هَدَاهُمْ} 1 {هَوَاهُ} 2، و {هُدىً} 3، و {عُمْيٌ} 4، و {يَا أَسَفَى} 5 و {يَا حَسْرَتَى} 6، إلا أن الألف في الأولين متوسطة لاتصالها بضمير متصل، وفي الباقي متطرفة.

وفي الخمسة الأولى منقبلة عن ياء هي لام الكلمة كما يظهر ذلك بالتثنية وغيرها من التصاريف، وفي الأخيرين منقلبة عن ياء المتكلم إذ أصلهما:{يَا أَسَفَى} 7، و {يَا حَسْرَتَى} 8. بكسر ما قبل الياء ثم خففا بالفتح، فانقلبت الياء ألفا كما هي إحدى اللغات في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم ومثلهما: {يَا وَيْلَتَى} 9، والأفعال الثمانية هي: {رَمى} 10، و {اسْتَسْقَاهُ} 11، و {أَعْطَى} 12، و {اهْتَدَى} 13، و {طَغَى} 14 و {اسْتَعْلَى} 15، و {وَلَّى} 16، و {اعْتَدَى} 17، وألفاتها كلها منقلبة عن ياء كما يظهر ذلك بإسناده إل ياء الضمير.

1 سورة التوبة: 9/ 115.

2 سورة الأعراف: 7/ 167.

3 سورة البقرة: 2/ 2.

4 سورة البقرة: 12/ 18.

5 سورة يوسف: 2/ 84.

6 سورة الزمر: 39/ 56.

7 سورة يوسف: 12/ 84.

8 سورة الزمر: 39/ 56.

9 سورة المائدة: 5/ 31.

10 سورة الأنفال: 8/ 17.

11 سورة الأعراف: 7/ 160.

12 سورة الليل: 92/ 5.

13 سورة يونس: 10/ 108.

14 سورة طه: 20/ 24.

15 سورة طه: 20/ 64.

16 سورة النمل: 27/ 10.

17 سورة البقرة: 2/ 178.

ص: 286

واعلم أن هذا الحكم الذي ذكره الناظم في هذا القسم، وهو رسم الألف ياء خاص بالألف الواقع في محل اللام، ولا يجري في الألف الواقع في محل العين كباع، وجاء كما يستفاد ذلك من أمثلة الناظم.

تنبيه: أصل ألف: {أَعْطَى} 1، و {اسْتَعْلَى} 2، و {اعْتَدَى} 3، واو؛ لأنها من:"عطا يعطوا، وعلا يعلوا، وعدا يعدو"، وأنها انقلبت إلى الياء؛ لأن الثلاثي إذا زاد على ثلاثة أحرف:"اسما كان أو فعلا" ترد ألفه التي أصلها واو إلى ياء وتصير الياء أصلا ثانيا فيه، ولهذا تقول في مضارع الأفعال المذكورة:{يُعْطِي} 4 و {يسْتَعْلِى} 5 و {يعْتَدِى} 6، وبهذا عدها الناظم من ذوات الياء التي ترسم بالياء، وكذلك يقال فيها أشبهها، "كيدعى، ويتلى، ويشقى، ويرضى" بالياء والتاء في الأربعة: "كزكيها"، و:"نجيكم"، و:"نجينا"، و:"أسنى"، و:"أشقى"، و:"أنجى"، و:"أعلى".

ثم قال:

وما به شبه كاليتامى

إحدى ونثى وكذا الأيامى

لما فرغ من القسم الأول من أقسام الألفات المرسومة في المصاحف ياء، وهو الألف المنقلب عن الياء فقال:"وما به شبه"، أي: والألف الذي شبه بالألف المنقلب عن الياء، وهو ألف التأنيث ويكون مثله في رسمه بالياء لجريانه مجراه في الإنقلاب ياء في التثنية والجمع بالألف، والتاء نحو:"الأخريان" و: "الأخريات"، وألف التأنيث توجد في خمسة أوزان هي: فعالى بفتح الفاء وفعالى بضمها، وفعلى مثلث الفاء وقد مثل الناظم لثلاثة أوزان منها بأربعة:{يَتَامَى} {والْأَيَامَى} 8 {إِحْدَى} 9، و {أُنْثَى} 10، وتمثيله لألف التأنيث "بأيامى" جرى فيه على مذهب الكوفيين، وقد قيل: أن الألف فيه وفيما كان على وزنه: كـ {خَطَايَانَا} 11، و {هَدْيًا} 12 ليست التأنيث، وإنما هي

1 سورة الليل: 92/ 5.

2 سورة طه: 20/ 64.

3 سورة البقرة: 2/ 178.

4 سورة الليل: 92/ 5.

5 سورة طه: 20/ 64.

6 سورة البقرة: 2/ 178.

7 سورة النساء: 4/ 127.

8 سورة النور: 24/ 32.

9 سورة التوبة: 9/ 52.

10 سورة آل عمران: 3/ 36.

11 سورة طه: 20/ 73.

12 سورة البقرة: 2/ 28، طه: 20/ 123.

ص: 287

منقلبة عن ياء وعلى هذا فلا يصح التمثيل به: ومثاله فعالى بضم الفاء: {كُسَالَى} 1، و {سُكَارَى} 2، ومثال: فعلى بفتح الفاء: "دعوى"، و:"مرضى" واختلف في: "موسى"، و:"عيسى" و: "يحيى"، فقيل هي من باب فعلى مثلث الفاء، وقيل: ليست منه؛ لأنها أعجمية وإنما يوزن العربي.

تنبيه:

لم يتعرض الناظم لحذف الألف التي قبل ميم: {الْأَيَامَى} 3، وقد نص أبو داود على حذفها وبه العمل عندنا، و"ما" من قوله: و: "ما به شبه" موصول إسمي مبتدأ، وخبره محذوف تقديره كذلك، أي: كالألف المنقلب عن الياء.

ثم قال:

إلا حروفا سبعة وأصلًا

مطرد قد باينت ذا الفضلا

فالأحرف السبعة منها الآقصا

ومثله في الموضعين أقصا

ومن تولاه عصاني ثما

سيماهم في الفتح مع طغا الما

لما قدم أن الألف المنقلب عن الياء وما شبه به، وهو ألف التأنيث، يرسمان بالياء وشرع يذكر ما خرج عن ذلك فرسم في المصاحف بالألف على اللفظ، وهو المصرح به في الترجمة فأخبر مع إطلاق الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأنه يستثنى من ذلك حروف أي: كلمات سبع، وأصل مطرد، أي: ضابط جار في جميع القرآن، وفي جميع المصاحف، وقوله:"قد باينت ذا الفضل"، أي خالفته في الحكم، ومراده بالفصل ما تقدم من القسمين اللذين يرسم فيها الألف ياء، فالأصل المطرد، سيذكر بعد والكلمات السبع رسمت بالألف هي التي ذكرها في البيت الثاني، والثالث وهي:{الْأَقْصَى} {أَقْصَى} 5 في موضعين، و {مَنْ تَوَلَّاهُ} 6، و {عَصَانِي} 7، و {بِسِيمَاهُمْ} 8، في الفتح، و {طَغَا الْمَاءُ} 9، والألف في:{بِسِيمَاهُمْ} 10 ألف التأنيث، وفيما عداها منقلبة عن ياء.

1 سورة النساء: 4/ 142.

2 سورة الحج: 22/ 2.

3 سورة النور: 24/ 32.

4 سورة الإسراء: 17/ 1.

5 سورة يس: 36/ 20.

6 سورة الحج: 22/ 4.

7 سورة إبراهيم: 14/ 36.

8 سورة البقرة: 2/ 273.

9 سورة الحاقة: 69/ 11.

10 سورة البقرة: 2/ 273.

ص: 288

أما "الأقصا" ففي "الإسراء": {إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} 1.

وأما "أقصا" في الموضعين ففي "القصص": {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى} 2.

وفي "يس": {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} 3.

وفي "تولاه" ففي "الحج": {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ} 4.

واحترز بقيد مجاورة الضمير عن غير المجاور به نحو: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى} 5، فإنه مرسوم بالياء.

وأما "عصاني" ففي "إبراهيم": {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 6، ولا يخفى أنه لا يندرج فيه:{عَصَاهُ} 7، ولا {هِيَ عَصَايَ} 8.

وأما "سيماهم" في "الفتح" فهو: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} 9، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها، وسيأتي فيه تفصيل.

وأما "طغا الماء"، ففي "الحاقة":{إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ} 10، واحترز بقيد المجاور للماء عن غيره نحو:{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} 11، فإنه مرسوم بالياء.

تنبيه:

لم يستثن الناظم هنا كغيره: {مَرْضَاتِ} 12 مع الكلمات السبع، وقد رسم بالألف قبل التاء حيث وقع مع أن قياس ألفه أن ترسم ياء؛ لأنها وإن كان أصلها واوا متحركة، فقلبت ألفا لانفتاح ما قبلها إلا أنها صارت إلى الياء بسبب زيادة الميم في أوله، وقد عده الشيخان في جملة ذوات الواو التي تكتب بالألف، وهو صحيح بالنظر إلى الأصل الأول فيه، ولكن لما صارت واوه إلى الياء كما تقدم كان حقه أن يرسم بهاء، فحين رسم بالألف احتيج إلى استثنائه كالكلمات السبع خلافا لما قاله الشيخان أنه كتب بالألف قياسا على نظائره من ذوات الواو، وقول الناظم:"منها الأقصا" يوهم التبغيض، وعدم الاستيفاء ولكن استكمال عدد الكلمات المعدودة أولا يرفع ذلك الإيهام.

1 سورة الإسراء: 17/ 1.

2 سورة القصص: 28/ 20.

3 سورة يس: 36/ 20.

4 سورة الحج: 22/ 4.

5 سورة النجم: 53/ 29.

6 سورة إبراهيم: 14/ 36.

7 سورة الأعراف: 7/ 107.

8 سورة طه: 20/ 18.

9 سورة الفتح: 48/ 29.

10 سورة الحاقة: 69/ 11.

11 سورة النازعات: 79/ 17.

12 سورة البقرة: 2/ 207.

ص: 289

ثم قال:

وزد على وجه تراءا ونئا

وما سوى الحرفين من لفظ رءا

إذ رسمت بألف والأصل

لدى الثلاث الياء إن ما تبلو

لما ذكر الكلمات السبع المستثناة مما تقدم أمر في البيت الأول مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن يزاد عليها على وجه، أي: احتمال من احتمالين: {تَرَاءَا} 1 و {ونَئَا} 2، وما سوى الحرفين، أي: الكلمتين المتقدمتين في باب الهمزة من لفظ: {رَءَا} 3.

أما تراءا، ففي "الشعراء":{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} 4، وقد تقدم في آخر ترجمة:"ما من مريم لصاد" إن في: "تراءا"، ألفين، أولهما ألف تفاعل وهي التي قبل الهمزة، وثانيهما الواقعة بعد الهمز وهي لام الكلمة ومبدلة من باء وأن أصله:"تراءى" على وزن تفاعل كتخاصم، تحركت الياء، وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، وتقدم أنه لم يرسم في جميع المصاحف إلا بألف واحدة، فيحتمل أن تكون الأولى وهي ألف تفاعل، ويحتمل أن تكون لام الكلمة وهي المبدلة من الياء.

وأما "نئا" ففي "الإسراء"، و"فصلت":{أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} 5.

وأما "رءا" غير كلمتي سورة "النجم"، فنحو:{رَءَا كَوْكْباً} 6، وهو متعدد في اثنين وعشرين موضعا كما قال في "التنزيل" وأصلهما:"نأى" و"رأى"، بوزن فعل المفتوح العين، فأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وقد رسما في المصاحف، بألف واحدة فيحتمل أن تكون هي صورة الهمزة فيهما، ويحتمل أن تكون لام الفعل المبدلة من الياء فعلى الاحتمال الثاني في الكلمات، وهو المراد بقول الناظم على وجه تزاد الكلمات الثلاث على الكلمات السبع المتقدمة لما أشار إليه بقوله:"إذ رسمت بألف".

البيت، أي: لأن تلك الكلمات الثلاث رسمت بألف، وأصلها حينئذ الياء ويظهر ذلك أن أيتليتها، أي اختبرتها بأن قلت:"تراءينا"، و"نأيت"، و"رأيت".

1 سورة الشعراء: 26/ 61.

2 سورة الإسراء: 17/ 83.

3 سورة الأنعام: 6/ 76.

4 سورة الشعراء: 26/ 61.

5 سورة الإسراء: 17/ 83.

6 سورة الأنعام: 6/ 76.

ص: 290

وأما على الاحتمال الأول فيها فلا تكون من القسم المستثنى الذي رسم بألف بل تكون مما حذف منه البدل والمبدل منه، أي: الياء والألف جميعا قال الشيخان: كراهية لاجتماع ألفين، انتهى.

وهذا بناء منهما على تقدير كتبه ألفا، وإنما لم يجعلاه من باب ما حذفت الياء منه اختصارا: كـ {عُقْبَاهَا} 1، ونظائره؛ لأن ما كتب من هذا الباب بألف أكثر مما حذفت منه البدل، والمبدل منه جميعا هذا وقد تقدم أن المختار في:"تراءا" حذف الألف الأولى، وإثبات الألف الثانية.

أما "نئا"، و"رءا" غير كلمتي سورة "النجم"، فرجح في "المقنع" أن المحذوفة الثانية، ورجح في الحكم عكسه، وعلى العكس اقتصر في "التنزيل"، وبه العمل عندنا.

تنبيه:

لا معارضة بين تجويز الناظم هنا أن تكون ألفا: {نَئَا} 2، و {رَءَا} 3 لام الكلمة وأن تكون صورة الهمزة، وبين جزمه آخر باب الهمز بالأول؛ لأنه بنى على المشهور هناك وهناك، وهو أن الألف في الكلمتين لام الكلمة ولا صورة للهمزة إلا أنه زاد هنا مع ذلك الإشارة إلى الاحتمال الضعيف، وهو أن الألف صورة الهمزة ولم يشر إليه هناك، وإذ في قوله:"إذ رسمت" تعليل لزيادة الكلمات الثلاث، ولدى بمعنى:"في"، و"إن" حرف شرط، وما الواقعة بعدها زائدة، و"تبلوا"، فعل الشرط مجزوم، بـ"أن" وواوه للإطلاق، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبل الشرط عليه.

ثم قال:

كذاك كلتا مع تترا بالألف

ثم ينخشى أن جنى قد اختلف

ذكر في الشطر الأول كلمتين رسمتا بالألف في جميع المصاحف، وهما:{كِلْتَا} 4، و {تَتْرَا} 5، وفي ألفهما احتمالان كما سيأتي، وعلى أحد الاحتمالين تكونان شبيهتين بـ {تَرَاءَى} 6، وتليه في الالتحاق بالكلمات السبع التي رسمت بالألف بدل الياء.

1 سورة الشمس: 91/ 15.

2 سورة الإسراء: 17/ 83.

3 سورة الأنعام: 6/ 76.

4 سورة الكهف: 18/ 33.

5 سورة المؤمنون: 23/ 44.

6 سورة الإسراء: 17/ 83.

ص: 291

أما "كلتا" ففي "الكهف": {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} 1، واختلف في ألفه فذهب الكوفيون إلى أنها ألف تثنية وأنه مثنى لفظا، ومعنى وتاءه للتأنيث وذهب البصريون إلى أن ألفه للتأنيث، وأنه مفرده لفظا مثنى معنى وأن تاءه منقلبة عن واو كـ"تجاه"، و"تراث"، وقيل عن ياء وذهب الجرمي من البصريين إلى أن تاءه زائدة، وألفه مبدلة من واو، فعلى قول الكوفيين إن ألفه للتنية، وقول الجرمي أن ألفه مبدلة من واو لا يكون من هذا الباب، وعلى قول البصريين أن ألفه للتأنيث قياسه أن يكتب، فحيث كتب بالألف احتيج إلى استثنائه كالكلم السبع.

وأما "تترا"، ففي "قد أفلح":{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا} 2، وقد قرأه نافع، ومن وافقه بالألف دون تنوين، فقيل: أن ألفه للإلحاق، وقيل: للتأنيث، وإنه مصدر كدعوى، وعلى كل فتاؤه مبدلة من واو وهو من المواترة بمعنى المتابعة مع مهلة بين واحد وآخر، فعلى القول بأن ألفه للإلحاق لا يكون من هذا الباب وعليا لقول بأن ألفه للتأنيث يكون منه، أي: مما قياسه أن يكتب بالياء ولكن خولف في القياس، فكتب بالألف فاحتيج على ذلك القول إلى استثنائه كالكلمات السبع، ومقتضى إطلاق الناظم الحكم أن شيوخ النقل كلهم ذكروا الاحتمال في الكلمتين وليس كذلك، ثم لما ذكر الناظم الكلمات السبع المستثناة باتفاق المصاحف، وما في أحد احتماليه ملحق بها اتبعها بما اختلفت فيه، فأخبر في الشطر الثاني مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن كتاب المصاحف اختلفوا في:{نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} 3 في "العقود". و: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} 4 في "الرحمن"، فكتبوهما في بعض المصاحف بالياء، وفي بعضها بالألف، وأتى: بـ"أن" مع: "نخشى" خوفا من تصحيف المبدوء بالنون بالمبدوء بغرها نحو: {لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى} 5 و: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} 6، للاحتراز إذ لا نظير له في القرآن ولم يرجح في المقنع، في اللفظين وجها من الوجهين.

وقال أبو داود: وكلاهما حسن، وزاد في:"نخشى" اختيار كتبه بالياء على الأصل، والعمل عندنا على كتب:"نخشى" بالياء، وكتب:"جنا" بالألف وقوله: كذاك

1 سورة الكهف: 18/ 33.

2 سورة المؤمنون: 23/ 44.

3 سورة المائدة: 5/ 52.

4 سورة الرحمن: 55/ 54.

5 سورة طه: 20/ 77.

6 سورة فاطر: 35/ 28.

ص: 292

خبر مقدم و"كلتا" مبتدأ مؤخر، ومع ظرف في محلل الحال من ضمير الخبر، و"تترا"، مضاف إليه، وبالألف في محل الحال من ضمير الخبر أيضا، وسبك الشرط الأول هكذا: كلتا يشبه حال كونه مكتوبا بالألف، ومصاحبا في هذا الحكم لتترا الكلمات الثلاث المتقدمة.

ثم قال:

وفي تقاته كذك يرسم

لكنه حذف عن بعضهم

أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن ألف "تقاته" من قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} 1، في "آل عمران" يرسم، أي: يثبت في الرسم كما رسم، أي: أثبت ألف: "كلتا"، و:"تترا" المتقدمتين، لكن ليس ألف:"تقاته" متفقا على إثباته بل ورد حذفه عن بعض كتاب المصاحف، فاسم الإشارة في قوله الناظم، كذاك، يعود ما تقدم من لفظي:"كلتا"، و"تترا"، والتثنية بهما باعتبار ثبوت ألفهما في الرسم، وهذا الخلاف الذي أشار إليه الناظم في:"تقاته" ذكره الشيخان وذكرا. بعده أن ألف: "تقاته" لم يرسم في لشيء من المصاحف ياء زاد في "التنزيل"، والكاتب مخير في أن يكتب كيف شاء. انتهى.

والعمل عندنا على إثبات ألفه وأصله: "وقية" أبدلت واوه تاء كتخمة، وياؤه ألفا لتحركها، وانفتاح ما قبلها، فألفه منقلبة عن ياء فكان القياس أن يكتب بالياء لكنه كتل على ما في بعض المصاحف بالألف على اللفظ، فيكون كالكلمات السابقة، أو لكراهة اجتماع صورتين، وهما الياء، والتاء لتساويهما صورة عند فقد النقط فيكون كالأصل الآتي.

تنبيه:

جملة ما استثناه الناظم خمس عشرة كلمة سبع باتفاق، وخمس على احتمال، وثلاث على اختلاف، وقد علم كل من محله المتقدم، وقد نقل أبو عمرو في "المقنع"، عن أبي حفص الخراز أن:"طوى" في "طه" بالألف، وكأن سكوت الناظم عنه لإنكار أبي عمرو له حيث قال:"ولم أجد ذلك في المصاحف العراقية وغيرها إلا بالياء". انتهى.

1 سورة آل عمران: 3/ 102.

ص: 293

وعلى رسمه بالياء العمل، والضمير في قول الناظم:"يرسم" يعود على الألف والمجرور أن قبله متعلقان به.

ثم قال:

والأصل ما أدى إلى جمعهما

أن لو على الأصل بياء رسما

كقوله الدنيا ورءيا أحيا

............................

لما قدم أنه يستثنى سبع كلمات، وأصل مطرد مما يرسم بياء، وهو الألف المنقلب عن الياء وألف التأنيث، وبين الكلمات السبع فيما تقدم، أراد أن يبين هنا الأصل المطرد فأخبر أنه ما أدى، أي: كل كلمة أدى وأصل رسم الألف فيها بالياء على الأصل إلى اجتماع ياءين فيترك رسم الألف بالياء، وترسم ألفا على اللفظ باتفاق المصاحف كراهة، اجتماع متماثلين في الصورة وسواء كانت الألف بعد الياء، أو قبلها أو بين ياءين إلا ما يأتي استثناؤه من ذلك في كلام الناظم، وقد مثل بثلاثة أمثلة، الألف فيها بعد الياء، ولو رسمت فيها ياء لأدى إلى اجتماع ياءين، وهي:{الدُّنْيَا} 1 و {وَرِئْيًا} 2 و {فَأَحْيَا} 3، والألف

في المثالين الأولين ألف التأنيث، وفي الأخير منقلبة عن ياء، ومثل هذه الأمثلة

الثلاثة: {الْعُلْيَا} 4 و {لِلرُّؤْيا} 5 و {رُؤْياكَ} 6 و {الْحَوَايَا} 7، و {أَحْيَاهُمْ} 8 و {فَأَحْيَاكُمْ} 9 و:{مَحْيَاهُمْ} 10 {نَمُوتُ وَنَحْيَا} 11، ومثال الألف قبل

الياء: {هُدىً} 12 و {يَا بُشْرَى} 13 و {مَثْوَاهُ} 14، ومثال الألف الواقعة بين ياءين:{رُؤْيايَ} 15، و {مَحْيَايَ} 16 وإن في قول الناظم:"أن لو" زائدة،

ولو مصدرية، والمصدر المأخوذ بها من الفعل وهو: رسما، فاعل "أدى" والألف في "رسما"، ألف الإطلاق.

ثم قال:

1 سورة البقرة: 2/ 85.

2 سورة مريم: 19/ 74.

3 سورة البقرة: 2/ 164.

4 سورة التوبة: 9/ 40.

5 سورة يوسف: 12/ 43، الإسراء: 17/ 60.

6 سورة يوسف: 12/ 5.

7 سورة الأنعام: 6/ 146.

8 سورة البقرة: 2/ 243.

9 سورة البقرة: 2/ 28.

10 سورة الجاثية: 45/ 21.

11 سورة المؤمنون: 23/ 37.

12 سورة البقرة: 2/ 2.

13 سورة يوسف: 12/ 19.

14 سورة يوسف: 12/ 21.

15 سورة يوسف: 12/ 43.

16 سورة الأنعام: 6/ 162.

ص: 294

..............................

إلا وسفياها ولفظ يحيى

وفي العقيلة أتى سقياها

ولم يجئ بالياء في سواها

وعنهما قد جاء أيضا بالألف

كنحو هاذه وعن بعض حذف

استثنى هنا من الأصل المتقدم باعتبار حكمه، وهو الرسم بالألف لفظين رسما بالياء وهما لفظ:{وَسُقْيَاهَا} 1 ولفظ: {يَحْيَى} 2 المبدوء بالياء.

أما "سقياها" ففي "الشمس": {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} 3، وقد أخبر الناظم أنه أتى في "العقيلة"، أي جاء فيها بالياء، ثم أخبر أنه لم يجئ بالياء في سوى "العقيلة"، من الكتب المعتمدة عنده للنقل، وإنما جاء عن الشيخين بألف ثابتة عن بعض كتاب المصاحف مثل:{الدُّنْيَا} 4، و {وَرِئْيًا} 5 و {أَحْيَا} 6 الممثل بها قبل، ويحذف الألف عن بعض آخر منهم كـ {عُقْبَاهَا} 7. الآتي فتحصل في لفظ:{وَسُقْيَاهَا} 8 ثلاثة أوجه:

- رسمه بياءين وهو مما انفردت به العقيلة.

- ورسمه بياء واحدة مع حذف الألف بعدها.

- ورسمه بألف ثابتة بعد الياء، وعلى الوجه الأخير العمل عندنا.

وأما لفظ "يحيى" المبدوء بالياء، فنحو ما في "الأنعام":{وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ} 9، وما في "الأنفال":{وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ} 10، وما في "طه" و"سبح":{لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى} 11، وقد رسم ألفه: بالياء باتفاق المصاحف وظاهر إطلاق الناظم أنه لا فرق في رسم ألف: {يَحْيَى} 12، ياء بين أن يكون اسما أو فعلا وبه صرح الشيخان، وهو مذهب أهل المصاحف، وذهب النحاة إلى أنه لا يرسم بالياء إلا العلم، وقوله، ولفظ "يحيى"، بالنصب عطف على قوله و: بسقياها من لفظ القرآن.

1 سورة الشمس: 91/ 13.

2 سورة مريم: 19/ 7.

3 سورة الشمس: 91/ 13.

4 سورة البقرة: 2/ 85.

5 سورة مريم: 19/ 74.

6 سورة المائدة: 5/ 32.

7 سورة الشمس: 91/ 15.

8 سورة الشمس: 91/ 13.

9 سورة الأنعام: 6/ 85.

10 سورة الأنفال: 8/ 42.

11 سورة الأعلى: 87/ 13.

12 سورة الأعلى: 87/ 13.

ص: 295

ثم قال:

كحذفهم هدى مع محياى

وحذفهم بشرى مع مثواي

لما ذكر أن لفظ: "وسقياها حذف ألف عن بعض كتاب المصاحف دون بعض آخر، شبه هذا الحكم الذي ذكره للفظ: "سقياها"، وهو الحذف عن بعض دون آخر بحكم أربع كلمات ليفيد ثبوته لها كما هو ثابت للفظ "وسقياها"، فالضمير في قوله: "كحذفهم" يعود على بعض كتاب المصاحف المتقدم في قوله: "وعن بعض حذف"، ولا يعود على جميعهم؛ لأن الحذف في الكلمات الأربع للبعض دون الكل والكلمات الأربع هي: {هُدىً} 1 في "البقرة": {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} 2، وفي "طه": {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ} 3.

و"محياي" في "الأنعام": {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ} 4.

و"بشراي" في "يوسف": {يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ} 5.

و"مثواي" فيها أيضًا: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} 6.

وقد ذكر الشيخان أن الكلمات الأربع رسمت في بعض المصاحف بغير ياء، ولا ألف وفي بعضها بإثبات الألف، وكلام أبي عمرو يقتضي ترجيح الحذف في "بشراي"، والإثبات في الثلاثة الأخرى، واختار أبو داود في:"محياي"، و"بشراي"، و"مثواي" الحذف واختلف اختياره في:"هداي" فاختار فيه مرة الحذف ومرة الإثبات، والعمل عندنا على الحذف في:"بشراي"، وعلى الإثبات في الثلاثة

الأخرى وقوله: "كحذفهم" خبر مبتدأ محذوف تقديره وذلك.

ثم قال:

وحذفوا لدى خطايا كلهم

ما بعد ياء ثم قبل جلهم

أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن كتاب المصاحف

1 سورة البقرة: 2/ 1.

2 سورة البقرة: 2/ 38.

3 سورة طه: 20/ 123.

4 سورة الأنعام: 6/ 162.

5 سورة يوسف: 12/ 19.

6 سورة يوسف: 12/ 23.

ص: 296

حذفوا كلهم في: "خطايا"، الألف الواقع بعد الياء، وأن جلهم، أي: أكثرهم حذفوا الألف الواقع قبل الياء وذلك في "البقرة": {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} 1.

وفي "طه": {لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا} 2.

وفي "الشعراء": {أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا} 3.

وفي "العنكبوت": {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ} 4.

وما ذكره الناظم صرح به الشيخان، واختار أبو داود ما عليه الحل في الألف الأول، والعمل عندنا على حذف الألف الأول كالثاني المتفق على حذف.

واعلم أن الألف الثانية في: "خطايا"5 منقلب عن ياء فهو الذي من هذا الباب، وكان القياس أن يرسم الياء لكنهم كرهوا اجتماع مثلين، فرسموا ثم أنهم حذفوا الألف، فصار مرسوما بغير ياء ولا ألف.

وأما الألف الأول في: "خطيا"6، فهو مزيد وليس من هذا الباب، وكان حق الناظم أن يذكره في محل الألفات، وإنما أجره عن محله إلى هنا تبعا لغيره لمجاورته لما هو من هذا الباب، وقوله:"جلهم" فاعل فعل محذوف يدل عليه قوله: "حذفوا"، و"قبل" طرف مبني على الضم وهو صلة لموصول محذوف يدل عليه الموصول قبله، والتقدير: ثم حذف جلهم ما قبل الياء.

ثم قال:

والحذف في التنزيل في أحياهم

ثمت أحياكم وفي محياهم

ثم به في فصلت أحياها

...............................

جميع ما ذكره هنا إلى تمام سبعة أبيات هو لأبي داود وحده، وقد أخبر هنا عنه باختلاف المصاحف في حذف الألف، وإثباتها في أربعة ألفاظ وهي:{أَحْيَاهُمْ} 7، و {أَحْيَاكُمْ} 8 و {مَحْيَاهُمْ} 9 و {أَحْيَاهَا} 10 في فصلت.

1 سورة البقرة: 2/ 58.

2 سورة طه: 20/ 73.

3 سورة الشعراء: 26/ 51.

4 سورة العنكبوت: 29/ 12.

5 سورة طه: 20/ 73.

6 سورة طه: 20/ 73.

7 سورة البقرة: 2/ 243.

8 سورة الجاثية: 45/ 21.

9 سورة المائدة: 5/ 32. فصلت: 41/ 39.

10 سورة البقرة: 2/ 243.

ص: 297

أما "أحياهم" ففي "البقرة": {فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} 1.

وأما "أحياكم" ففيها: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} 2.

وأما "محياهم" ففي "الشريعة": {سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} 3.

وأما "أحياها" ففي "المائدة" فهو: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى} 4.

واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها وهو في "المائدة": {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} 5.

فإن ألفه ثابتة باتقاف، والعمل عندنا على إثبات الألف في الألفاظ الأربعة، وهي من الأصل المجمع على حذف يائه كراهة اجتماع ياءين، والياء في قوله:"به" بمعنى "في" والضمير يعود على التنزيل، وقوله:"أحياها" بدل من فصلت، وبه حال من:"أحياها" وسبك البيت والشطر بعده، والخلف واقع في:"أحياهم" ثم في: "أحياكم"، وفي "محياهم" حال كونه في "التنزيل"، وفي "فصلت" في:"أحياها" حال كونه في "التنزيل" أيضا.

. . . . . . . . . . .

والحذف دون الياء في عقباها

ولفظ سيماهم إليه تال

في البكر والرحمن والقتال

ثم اجتباه وهما حرفان

في نون مع طه كذا أوصاني

أخبر عن أبي داود بحذف الألف دون رسم الياء في أربعة ألفاظ، وهي:{عُقْبَاهَا} 6 و {بِسِيمَاهُمْ} 7 في البكر، أي:"البقرة"، وفي "الرحمن"، و"القتال"، و {اجْتَبَاهُ} 8 في "ن" و"طه"، و {وَأَوْصَانِي} 9.

أما "عقباها" ففي "والشمس": {وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} 10، ويمكن أن يكون سبب حذف الياء من كراهة اجتماع صورتين متماثلتين وهما: الباء، والياء؛ لأنها قبل النقط متماثلات.

وأما "سيماهم" في السور الثلاث، فالذي في "البقرة":{تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} 11.

1 سورة البقرة: 2/ 243.

2 سورة البقرة: 2/ 28.

3 سورة الجاثية: 45/ 21.

4 سورة فصلت: 41/ 39.

5 سورة المائدة: 5/ 32.

6 سورة الشمس: 91/ 15.

7 سورة الرحمن: 55/ 41.

8 سورة النحل: 16/ 121.

9 سورة مريم: 19/ 31.

10 سورة الشمس: 91/ 15.

11 سورة البقرة: 2/ 273.

ص: 298

- والذي في "الرحمن": {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} 1.

- والذي في "القتال": {فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} 2.

وألف "عقبى"، وسيمى، للتأنيث، واحترز بقيد السور الثلاث عن الواقع في غيرها وهو ثلاثة منها اثنان في الأعراف:{يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ} 3، و {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} 4. وهما داخلان في عموم قوله:"وما به شبه كاليتامى"، فيرسمان بالياء، وواحد في الفتح تقدم في الأحرف السبعة المرسومة بالألف.

وأما "اجتباه" في السورتين بالذي في "ن": {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} 5، والذي في "طه":{ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} 6، واحترز بقيد السورتين عن الواقع في غيرهما، وهو في "النحل" وسيأتي قريبا.

وأما "أوصاني" ففي "مريم": {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ} 7.

قال أبو داود وأحسب أنهم كتبوا: "اجتباه"، و:"أوصاني" بغير ياء لئلا يجتمع ثلاث صور، وهي:"التاء والياء والباء" في: "اجتباه"، والنون والياءان في "أوصاني"؛ لأن المصحف كتب من غير شكل ولا نقط. ا. هـ. والعمل عندنا على ما لأبي داود من حذف الألف دون رسم الياء في الألفاظ الأربعة المذكورة في النظم.

تنبيه:

سكت الناظم عن "رءياي" الأول في يوسف، و"رءياي" الثاني مع أن أبا داود نص على حذف ألفها الموجودة في اللفظ بين الياءين وبه جرى عملنا، والضمير في قول الناظم:"إليه" يعود على لفظ: "عقباها"، ومعنى قوله:"تال"، تابع في الحكم للفظ "عقباها"، وفي كلامه حال محذوفة يدل عليها قوله قبل: والخلف في "التنزيل" وقوله بعد، وذكر "التنزيل"، وبدون تقديرها يوهم كلام الناظم أن الحذف في الألفاظ الأربعة مطلق مع أنه مقيد بأبي داود.

1 سورة الرحمن: 55/ 41.

2 سورة محمد: 47/ 30.

3 سورة الأعراف: 7/ 30.

4 سورة الأعراف: 7/ 48.

5 سورة القلم: 68/ 50.

6 سورة طه: 20/ 122.

7 سورة مريم: 19/ 31.

ص: 299

ثم قال:

وذكر التنزيل كلما

بألف أو ياء أو دونهما

ءاتيني الكتاب واجتبيكم

كذلك في النحل اجتبيه يرسم

أخبر صاحب "التنزيل"، وهو أبو داود ذكر أيضًا كلمات رسمت في بعض المصاحف، بالألف وفي بعضها بالياء وفي بعضها بدونها، وهي ثلاثة:

{آتَانِيَ الْكِتَابَ} 1 و {اجْتَبَاكُمْ} 2، و {اجْتَبَاه} 3 في "النحل".

أما "ءاتيني الكتاب" ففي "مريم"، واحترز بقيد المجاور للكتاب من غير المجاور له وهو في النحل:{فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ} 4 فإنه مرسوم بالياء وجها واحد.

وأما "أجتبيكم" ففي "الحج": {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} 5.

وأما "أجتبيه" في "النحل" فهو: {اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} 6، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها كلمتان تقدمتا قبل هذين البيتين، وقد حسن أبو داود الأوجه الثلاث، إلا أن كلامه يقتضي أن كتب هذه الكلمات الثلاث بالياء من مجرد اختياره لا إنه كتب في بعض المصاحف، كما يقتضيه ظاهر كلام الناظم، ومقتضى حمل هذه الكلمات على النظائر، وسكوت أبي عمرو عن عدها في المستثنيات بعد تقرير القاعدة في ذوات الياء ترجيح رسمها بالياء، وهو ما جرى به العمل عندنا.

تنبيه:

سكت الناظم عن: "أريني" معا في سوف وعن: "ناديا" في "الصافات" مع أن كلام أبي داود يؤخذ منه أن في الكلمتين ثلاثة أوجه: رسمها بالياء أو الألف أو بدونهما، والعمل عندنا على رسمها بالياء.

وقوله "التنزيل"، فاعل "بذكر" على حذف مضاف: أي: ذكر صاحب "التنزيل"، وكلما مفعول به بذكر.

1 سورة مريم: 19/ 31.

2 سورة الحج: 22/ 78.

3 سورة طه: 20/ 122.

4 سورة النمل: 27/ 36.

5 سورة الحج: 22/ 78.

6 سورة النحل: 16/ 121.

ص: 300

ثم قال:

ولن تريني معه تريني

بألف أو ياء الحرفان

أخبر عن أبي داود بأن: {لَنْ تَرَانِي} 1، و {فَسَوْفَ تَرَانِي} 2 في "الأعراف" كتبا معا في بعض المصاحف بألف، وفي بعضها بياء وهكذا قال في "التنزيل"، زاد وكلاهما حسن. ا. هـ، والعمل عندنا على رسم اللفظين بالياء.

تنبيه:

سكت الناظم عن لفظ "أريني" في النحل وعن "أرى" من قوله تعالى: {مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ} 3 في "النمل"، مع أن أبا داود ذكر فيها وجهين كهذين اللفظين، واختار رسمهما بالياء وبه جرى عملنا، وقول الناظم "الحرفان" معناه الكلمتان وهو بدل من:"لن تريني" و"تريني".

ثم قال:

والياء عنهما بما قد جهلا

أصلا بكلم وهي حتى وإلى

أنى في الاستفهام قل ثم على

حرفية ومثلها متى بلى

لما فرغ من القسمين الأولين من أقسام الألف التي كتبت ياء، وهما المنقلبة عن ياء، وألف والتأنيث، انتقل إلى القسم الثالث وهو الألف المجهولة، وهي التي لا يعرف هل أصلها الياء أو الواو، فأخبر عن الشيخين بأنها كتبت باء، وذلك يفي سبع كلمات ذكر منها في هذين البيتين ستة:"حتى"، و"إلى"، و"أنى"، الاستفهامية، وعلى الحرفية، و"متى" الاستفهامة، و"بلى"، وسيذكر الكلمة السابعة هي:"لدى"، وهي الكلمات السبع قسمان: أسماء وهي ثلاثة: "أنى"، و"متى"، الاستفهامية و"لدى"، على خلاف يأتي فيها وتفصيل، وحروف وهي:"حتى"، و"على" و"إلى"، و"بلى".

أما حتى نحو: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} 4، وقد نقل أبو عمرو أنها رسمت في بعض المصاحف بالألف، ثم قال: ولا عمل على ذلك لمخالفة الإمام مصاحف الأمصار.

1 سورة الأعراف: 7/ 143.

2 سورة الأعراف: 7/ 143.

3 سورة النمل: 27/ 20.

4 سورة البقرة: 2/ 214.

ص: 301

ا. هـ. وقد وجه رسمها بالياء بأمور منها: شبهها بألف التأنيث حيث كانت رابعة كألف: "دعوى".

وأما "إلى" فنحو: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} 1، ورسمت بالياء فرقا بينها وبين "إلا" المشددة.

وأما أنى الاستفهامية، فهي الواقعة قبل حرف من حروف.

تنبيه:

وقد ورد منها في القرآن ثمانية وعشرون موضعا منها قوله تعالى: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} 2، بناء على أنها استفهامية، وهو رأي المفسرين وسيأتي وجه رسمها بالياء، واحترز الناظم بقوله: في الاستفهام، عن "أنا" المركبة من أن المفتوحة المشددة، وضمير جماعة المتكلمين المحذوف منها إحدى النونات الثلاث فإنها مرسومة بالألف نحو:{بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} 3.

وأما "على" الحرفية وهي الجارة فنحو: {عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ} 4، واحترز بقوله: حرفية عن "علا" الفعلية، فإنها مرسومة بالألف نحو:{عَلا فِي الْأَرْضِ} 5، ورسمت على الحرفية بالياء فرقا بينها وبين "علا" الفعلية، وقد ذكر في "المقنع" أن وجه رسم "على"، و"إلى" بالياء عند النحويين انقلاب ألفهما ياء مع الضمير.

وأما "متى" الاستفهامية فنحو: {مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} 6، و"بلى" بالياء على مراد الإمالة والباء في قول الناظم:"بما قد جهلا" بدلية على حد هذا بذاك، وما موصول إسمي واقع على الألفات، والألف في "جهلا" للإطلاق، و"أصلا": تمييز محول عن نائب الفاعل، أي: بما جهل أصله، والباء في قوله: بكلم، بمعنى "في" وكلم، بكسر الكاف وسكون اللام، اسم جنس جمعي لكلمة بكسر الكاف، وسكون اللام أيضا على إحدى اللغات، وقوله: في الاستفهام حال من: "أنى"، وحرفية حال من على.

ثم قال:

وفي لدى في غافر يختلف

وفي لدا ألباب اتفاقا ألف

1 سورة البقرة: 2/ 14.

2 سورة البقرة: 2/ 223.

3 سورة آل عمران: 3/ 52.

4 سورة البقرة: 2/ 5.

5 سورة القصص: 28/ 4.

6 سورة البقرة: 2/ 214.

ص: 302

ذكر في هذا البيت الكلمة السابقة تمام الكلمات التي ألفها مجهولة، وهي:"لدى" فأخبر عن الشيخين باختلاف المصاحف في ألف: {لَدَى الْحَنَاجِرِ} 1، في "غافر" ففي بعضها بالياء وفي بعضها بالألف، وباتفاقها على الألف في:{لَدَى الْبَابِ} 2 في "يوسف"، قال في:"المقنع" وأكثرها في "غافر" على الياء، وقال المفسرون: معنى الذي في "يوسف": عند والذي في "غافر" في، فلذا فرق بينهما في الكتابة، وقال النحويون: المرسوم بالألف على اللفظ، والمرسوم بالياء لانقلاب الألف ياء مع الإضافة إلى الضمير. ا. هـ. واقتصر أبو داود في موضعين من "التنزيل" على الياء في "لدى" في "غافر" بالياء على ما في أكثر المصاحف.

فقال:

وابن نجاح قال عن بعض أثر

تسعا بياء وهو غير مشتهر

أخبر عن ابن نجاح، وهو أبو داود أنه قال: أثر، أي: روي عن بعض المصاحف، أو الرواة الناقين عنها أن:"تعسا" في القتال كتب بياء بدل ألف التنوين قال الناظم: وهو غير مشتهر، أي: والمشتهر هو رسمه بالألف، وهو الذي اختاره أبو داود، وبه العمل.

واعلم أن "تعسا" من الأسماء المفتوحة المنونة، فألفه بدل من التنوين في الوقف وليست واحدا من الأقسام الأربعة التي تقدم أنها ترسم ياء، والأسماء المفتوحة المنونة قسمان: مقصور، وغير مقصور.

فالقسم غير المقصور منها ما كان آخره صحيحا، وفتحته حركة إعراب نحو:{فَتَعْسًا} 3، و {أَمْتًا} 4، و {سَدًّا} 5 بتشديد الدال، وقياس هذا القسم أن يكتب بالألف، وهي بدل من التنوين في الوقف.

والقسم المقصور منها هو ما آخره ألف حذفت لالتقاء الساكنين.

بعد قلبها عن ياء أو واو، وجملة الوارد من هذا القسم في القرآن خمس عشرة كلمة نظمها الشيخ ابن عاشر في قوله:

1 سورة غافر: 40/ 18.

2 سورة يوسف: 12/ 25.

3 سورة محمد: 47/ 8.

4 سورة طه: 20/ 107.

5 سورة يس: 36/ 9، الكهف: 18/ 94.

ص: 303

مصلى أذى غزى مفترى هدى

مسمى قرى فتى وضحى سدى

مصفى سوى مولى فذي القصر عمها

سواها صحيح اللام إعرابه بدا

ولم يذكر معها "ربي" مع أنه من هذا القسم، وقياس ما قلبت فيه الألف عن ياء أن يرسم بالياء، وإن كانت ألفه في الأصل واوا، كـ {غُزّىً} 1 جمع غاز من غاز يغزو، فقلبت الواو ياء في المفرد وهو غاز لتطرفها بعد كسرة.

وأما ما قلبت فيه الألف عن واو فقياسه أن يرسم بالألف كـ {ضُحىً} 2؛ لأنه من الضحوة و {رَبًّا} 3، لكن سينص الناظم على أن:{ضُحىً} 4 من المستثنيات المرسومة بالياء وعلى أن: {رَبًّا} 5 مختلف في رسمه.

ثم قال:

القول فيما رسموا بالياء

وأصله الواو لدا ابتلاء

أي: هذا القول في الألف الذي رسمه كتاب المصاحف بالياء، والحال أن أصله الواو:"لدا ابتلاء"، أي: عند اختباره بالقواعد كتثنية الإسم، وإسناد الفعل إلى تاء الضمير، وهذا من الناظم شروع في القسم الرابع من أقسام الألفات المرسومة في المصاحف ياء، وهو الألف المنقلب عن الواو في الأسماء الثلاثية، والأفعال الثلاثية وإنما أفرد هذا القسم بترجمة لعدم اندراجه في الترجمة السابقة المعقودة لما الأصل فيه أن يرسم ياء، إذ ليس الأصل في هذا القسم الرابع أن يرسم ياء بل الأصل، والغالب فيه أن يرسم ألفا كما يلتفظ به، ولذا اتفقت المصاحف على رسم كل اسم ثلاثي من ذوات الواو، أو فعل ثلاثي من ذوات

الواو بالألف نحو: {الصَّفَا} 6 و {شَفَا} 7 و {سَنَا} 8 و {أَبَا أَحَدٍ} 9 و {خَلا} 10 و {دَعَا} 11 و {عَفَا} 12 و {عَلا} 13، و {لَعَلا} 14 و {بَدَا} 15، و {نَجَا} 16. وشبه ذلك إلا ما سيأتي استثناؤه، ولما كان الأصل،

1 سورة آل عمران: 3/ 156.

2 سورة الأعراف: 7/ 98.

3 سورة الروم: 30/ 39.

4 سورة طه: 20/ 59.

5 سورة الروم: 30/ 39.

6 سورة البقرة: 2/ 158.

7 سورة آل عمران: 3/ 103.

8 سورة النور: 24/ 43.

9 سورة الأحزاب: 33/ 40.

10 سورة البقرة: 2/ 76.

11 سورة آل عمران: 3/ 38.

12 سورة آل عمران: 3/ 152.

13 سورة القصص: 28/ 4.

14 سورة طه: 20/ 4.

15 سورة الأنعام: 6/ 28.

16 سورة يوسف: 12/ 45.

ص: 304

والغالب في هذا القسم أن يكتب ألفا لم يتعرض الناظم إلا لما خرج منه عن الغالب بكتبه، إما واوا وهو الآتي في الترجمة بعد هذه، وهو ما عقد له هذه الترجمة.

ثم قال:

والياء في ثم سبع فمنهن سجى

زكى وفي الضحى جميعا كيف جا

وفي القوى جاء وفي دحيها

وفي تليها ثم في طحيها

ولم يجئ لفظ القوى في مقنع

ومن عقيلة وتنزيل وعى

قد علمت أن الأصل في الألف المنقلب عن الواو أن يكتب ألفا، ولم يتعرض له الناظم صريحا، ولكن تعرض لما خرج منه عن الأصل، فأخبر في البيتين الأولين مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن الياء رسمت عوضا عن الألف المنقلب عن الواو في سبع كلمات، وهي في ترتيب الناظم:{سَجَى} 1 و {زَكَى} 2 و {وَالضُّحَى} 3 جميعا كيف جاء، و {الْقُوَى} 4 و {دَحَاهَا} 5 و {تَلاهَا} 6 و {ضُحَاهَا} 7. وهذه السبع منها كلمتان من نوع الإسم وهما:{وَالضُّحَى} 8 و {الْقُوَى} 9، والباقي من نوع الفعل.

أما "سجى" ففي سورة "والضحى": {وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} 10.

وأما "زكى" ففي "النور": {مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} 11.

وأما "الضحى" جميعا، أي: في جميع القرآن كيف جاء، أي على أي حال من تعريف بأل، أو بالإضافة وتنكير ففي ستة مواضع وهي:{وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ} 12 و {أَخْرَجَ ضُحَاهَا} 13 و {إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} 14 كلاهما في سورة "النازعات"، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} 15 في سورة "الشمس"، و {ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ} 16. في "الأعراف"، {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحىً} 17 في "طه".

1 سورة الضحى: 93/ 2.

2 سورة النور: 24/ 21.

3 سورة الضحى: 93/ 1.

4 سورة النجم: 53/ 5.

5 سورة النازعات: 79/ 30.

6 سورة الشمس: 91/ 2.

7 سورة الشمس: 91/ 6.

8 سورة الضحى: 93/ 1.

9 سورة النجم: 53/ 5.

10 سورة الضحى: 93/ 1، 2.

11 سورة النور: 24/ 21.

12 سورة الضحى: 93/ 1.

13 سورة النازعات: 79/ 29.

14 سورة النازعات: 79/ 46.

15 سورة الشمس: 91/ 1.

16 سورة الأعراف: 7/ 98.

17 سورة طه: 20/ 59.

ص: 305

وما "القوى" ففي "والنجم": {شَدِيدُ الْقُوَى} 1.

وأما "دحيها" ففي "والنازعات": {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} 2.

وأما "تليها"، و"طحيها" ففي سورة "والشمس".

ثم أخبر في البيت الثالث بأن لفظ "القوى" لم يجئ في المقنع، أي لم يذكره أبو عمرو في المقنع بل سكن عنه، وقد ذكره الشاطبي في العقيلة، وأبو داود في "التنزيل" كما أشار إليه بقوله و:"من عقيلة وتنزيل وعي". أي: حفظ لفظ: "القوى" منهما وحدهما؛ لأنه إنما ذكر فيهما دون "المقنع"، والعمل على رسمه بالياء كبقية الكلمات السبع.

ثم قال:

وألحق العلى بهذا الفصل

لكتبه باليا خلاف الأصل

لما ذكر تبعا لشيوخ النقل ما خرج من ذوات الواو عن أصله الذي هو الكتب بالألف، فرسم بالياء استدراك عليهم لفظ:{الْعُلَى} 3 في قوله تعالى: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى} 4 في أول "طه"، فأمر بأن يلحق بهذا الفصل لكتبه في المصاحف بالياء على خلاف الأصل، والأصل أن يكتب بالألف؛ لأنه اسم ثلاثي مأخوذ من العلو فألفه منقلبة عن واو كالكلمات السبع المتقدمة، فيضم إليها حتى تصير كلمات الفصل:"ثمانية"، وإنما رسمت الكلمات الثمانية بالياء على خلاف الأصل تنبيها على جواز إمالتها.

وقوله: "خلاف الوصل" منصوب على أنه نعت لمصدر محذوف معمول لكتبه، أي: كتبا خلافا الأصل، أي: مخالفًا للأصل.

1 سورة النجم: 53/ 5.

2 سورة النازعات: 79/ 30.

3 سورة طه: 20/ 4.

4 سورة طه: 20/ 4.

ص: 306