المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نشوء المدارس الخاصة بالقراءات القرآنية: - دليل الحيران على مورد الظمآن

[المارغني التونسي]

فهرس الكتاب

- ‌الكتاب الأول: دليل الحيران على مورد الظمآن في فني الرسم والضبط

- ‌‌‌مدخللدراسة القراءات والقراء:

- ‌مدخل

- ‌نشوء المدارس الخاصة بالقراءات القرآنية:

- ‌2- العالم الفقيه المقرئ عبد الواحد بن عاشر

- ‌القسم الأول: فن الرسم

- ‌مقدمة في شرح الحمدلة والأدعية

- ‌شرح مصطلحات الناظم المعتمدة في الرسم

- ‌أسباب نظم الموجز:

- ‌الثناء على الرواة:

- ‌تقسيم الرسم القرآني بين التوقيفي والقياسي:

- ‌باب: الاتفاق والاختلاف في الحذف:

- ‌حكم الأسماء الأعجمية في القرآن:

- ‌الألف المعانق للام:

- ‌اختلاف القراء بين الحذف، والإثبات في بعض الكلمات:

- ‌الكلمات المحذوفة الياء في القرآن:

- ‌الواو المحذوفة من الرسم:

- ‌حكم الهمز وضبطه:

- ‌فصل في حكم الهمزة المتوسطة من الكلمة:

- ‌فصل فيما صور من الهمزة واو بعد ألف:

- ‌حكم زيادة الألف والواو، والياء في بعض الكلمات:

- ‌فصل في حكم زيادة الياء من تلقاءي:

- ‌فصل في حكم زيادة الواو في أربع كلمات:

- ‌حكم الإبدال والإقلاب بين الواو والياء:

- ‌حكم ما رسم بالياء وأصله واو:

- ‌حكم الواو المعوض به عن الألف:

- ‌حكم الفصل والوصل لبعض الكلمات والحروف:

- ‌فصل في حكم المقطوع في هذا الباب، وهو تسعة أنواع:

- ‌حكم قطع حرفي "عن ما" في الرسم القرآني:

- ‌حكم قطع حرفي "إن لم" ومكان وجود ذلك:

- ‌حكم قطع حرفي "أن ما، إن ما" ووصلهما:

- ‌فصل في حكم "مال" المقطوع، والموصول بما قبله:

- ‌فصل في حكم "كل ما" المقطوعة والموصولة:

- ‌فصل في حكم حرفي "في ما" المقطوع والموصول:

- ‌حكم قطع حرفي "أن لو" التي سكت عنها الناظم:

- ‌القول في الحروف المرسومة على وفق اللفظ "أينما

- ‌فصل في حكم "بئسما" بين الوصل والفصل:

- ‌فصل في حكم ما جاء في "لكيلا" من الوصل والفصل:

- ‌فصل في حكم وصل "الن" من سورة الكهف:

- ‌فصل في حكم ما بقي من الحروف الموصولة والمفصولة:

- ‌حكم هاء التأنيث، وكتابتها بين الهاء والتاء:

- ‌حكم كلمة رحمة وعددها سبعة:

- ‌فصل ونعمة بالتاء عشرة:

- ‌فصل في حكم تاء سنة:

- ‌فصل في حكم ما بقي من التاء المبسوطة:

- ‌القسم الثاني: فن الضبط

الفصل: ‌نشوء المدارس الخاصة بالقراءات القرآنية:

شديدة من الصحابة، وكان على رأسهم ابن عمر رضي الله عنه1، والتابعين وفي مقدمتهم: محمد بن سيرين2، 4/ 110هـ وقتادة بن دعامة3. تـ/ 118هـ، والنخعي أبي عمران إبراهيم بن قيس4. تـ/ 96هـ.

ويظهر من تاريخ تدوين القرآن وكتابته، أن إضافة النقط إلى المصحف ترجع إلى العصر الأموي "40-132هـ"، هذا ما اعتمده ابن أبي داود السجستاني5 حيث قال: أن عبد الله بن زياد6.

تـ/ 69هـ/ 688م، والي البصرة والكوفة انتدب كاتبه يزيد بإعجام المصحف.

1 ترجمته: في أسد الغابة: 3/ 340، والإصابة: 1/ 338، وتاريخ بغداد: 1/ 171، وتذكرة الحفاظ: 1/ 81، وطبقات ابن سعد: 4/ 105، وطبقات الشيرازي: 49، والعبر: 1/ 83، والنجوم الزاهرة: 1/ 192، ونكت الهميان لابن الصفدي: 183، وخلاصة تهذيب الكامل:175.

2 ترجمته: في المشاهير: 88، والأعلام: 7/ 25.

3 ترجمته: في طبقات ابن سعد: 7/ 229، والمعارف: 234، والجرح والتعديل: 3/ 133، وطبقات الفقهاء: 72، والإرشاد: 6/ 202، وغاية النهاية: 3/ 25، ووفيات الأعيان: 10/ 540.

4 ترجمته: في طبقاتابن سعد: 6/ 188، والتاريخ الكبير للبخاري: 1/ 333، والمعارف: 234، وطبقات الفقهاء: 62، وغاية النهاية: 1/ 29، والفهرست: 1/ 177، والأعلام: 1/ 76.

5 ترجمته في الفهرست: 29-28.

6 ترجمته في نفس المصدر: 28.

ص: 8

‌نشوء المدارس الخاصة بالقراءات القرآنية:

يرى جل المؤرخين أن نشأة هذه المدارس يرجع إلى النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وقد تكون بعضها بالمدينة، ومكة، والبصرة، والشام، واليمن، ومصر. إلا أن هذه المصادر تكاد تنعدم أحيانا في هذا الباب، وكذلك حول ما دون من القراءات باستثناء كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد بن سلام1. تـ/ 224هـ/ 838م وتفسير الطبري2. تـ/ 310هـ/ 923م، وأقدم كتاب في القراءات ليحيى بن يعمر تـ/ 89هـ/ 707م، وهو أحد تلامذة أبي الأسود الدؤلي. تـ/ 69هـ/ 688م، وإلى جانب هذا هناك كتاب اختلاف مصاحف العراق، والشام، والحجاز لعبد الله بن عامر اليحصبي. تـ/ 118هـ/ 736م، وقد

1 ترجمته في طبقات ابن سعد: 7/ 93، والتاريخ الكبير للبخاري: 7/ 172، والمعارف: 549، وتاريخ بغداد: 12/ 403، وطبقات الفقهاء: 29، وطبقات الحنابلة: 1/ 259، ونزهة الألباب: 109، والإرشاد: 6/ 162، ووفيات الأعيان: 4/ 60، وتذكرة الحفاظ: 2/ 417، وسير أعلام النبلاء: 10/ 490.

2 ترجمته في الفهرست: 243، وتاريخ بغداد: 2/ 62، وتاريخ ابن عساكر: 37/ 248، والإرشاد: 18/ 40، وتذكرة الحفاظ: 2/ 710، وميزان الاعتدال: 3/ 298، ومرآة الجنان: 2/ 261، وطبقات السبكي: 3/ 120.

ص: 8

ظهرت محاولة النحاة في إيجاد قراءة سليمة، وملزمة للقرآن الكريم في العصر الأموي "40-132هـ" إلا أنها تلقت معارضة شديدة، وأغلب الظن أن أبا عمرو بن العلاء كان أعظم من مثل هذا الاتجاه في الكتابة والتأليف.

العصر الأموي 40-132هـ:

قد كاد أن يقع الإجماع على أنه لم يدون في العصر الأموي من العلوم على وجه الصحة، إلا النحو في رسائل صغيرة، والحديث في الكتاب الذي أمر به الخليفة الخامس من الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز1 تـ/ 101هـ/ 719م، والتابعين من كتب التفسير وعلوم القرآن، فليس إلا مجموع روايات منقولة عنهم، صحيحة أو ضعيفة جمعت، ودونت من طرف بعض علماء العصر العباسي "132-656هـ"، وسمي هؤلاء باسم الصحابة، والتابعين الذين نقلت عنهم هذه الروايات من ذلك تفسير ابن عباس رضي الله عنهما2، وقد طبع بمصر قديما، وروي عنه بطرق ضعيفة، وليس معنى ذلك أنه لم يدون في عصر بني أمية أي كتاب أو لم يكن هناك علماء، وأئمة في العلوم الدينية بإمكانهم التأليف في الكتب الجامعة، ولكنهم كانوا يحجمون عن التأليف؛ لأنه لم يؤثر أمر صريح صحيح بتدوين كتب الدين سواء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو صحابته رضوان الله عليهم، باستثناء القرآن الكريم، وكان بعضهم يظن أن التأليف بدعة في الإسلام ففضلوا الرواية، والحفظ خوفا أن يفسروا كتبا، ومؤلفات لا يعلمون مدى مبلغ صحتها وعدم صحتها.

ومن علماء العصر الأموي في القراءات القرآنية:

1-

المقرئ الفقيه عبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي الدمشقي3.

تـ/ 118هـ/ 736م، وقد عد في الجيل الأول من التابعين، وهو أسن علماء القراءات السبع الصحيحة عمرا، وتولى القضاء في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك.

1 ترجمته في المشاهير: 178.

2 ترجمته في أسد الغابة: 3/ 340، والإصابة: 1/ 338، وتاريخ بغداد: 1/ 173، وتذكرة الحفاظ: 1/ 40، والشذرات: 1/ 75، وطبقات الشيرازي: 48، والعبر: 1/ 76، النجوم الزاهرة: 1/ 182، وطبقات القراء: 1/ 41.

3 ترجمته: في الجرح والتعديل: 2/ 122، والفهرسة، 29، والتيسير للداني: 5/ 274، ومعجم حفاظ القرآن: 1/ 365.

ص: 9

2-

المقرئ الفقيه عبد الله بن كثير بن عبد المطلب المكي1. تـ/ 120هـ/ 737م، وهو أحد أصحاب القراءات السبع المشهورين بالقراء، روى عن عدد من الصحابة والتابعين، كان مقرئا للقرآن الكريم، حافظا له كما كان ضليعا في اللغة، تولى منصب القضاء بمكة المكرمة.

3-

المقرئ الفقيه عاصم2 بن أبي النجود أحد القراء السبعة، عاش في الكوفة، وروى الحديث عن جماعة من التابعين، حتى عد من علماء الحديث، والقراءات القرآنية تـ/ 127هـ/ 745م.

العصر العباسي "132-656هـ":

عرفت الأمصار الإسلامية: البصرة، والكوفة والشام، في هذا العصر تطورا كبيرا في الدراسات العلمية المختلفة في شتى مجالات الثقافة، وخاصة علم القراءات، ولا يخفى ما أسهم به النحاة وأهل اللغة في إغناء تلك الدراسات، فإليهم ترجع المحاولات الجادة في كل المواضيع الصعبة، ويظهر منهج أبي عبيدة3 اللغوي البصري. تـ/ 210هـ/ 825م المحدد في شرح تلك المواضيع، فقد حاول أن يحدد لها شواهد من الشعر العربي القديم، وأن يفسرها بشذوذ اللغة، ومن الذين حاولوا ذلك أيضا اللغوي الكبير إمام النحاة سيبويه4 تـ/ 180هـ/ 896م، الذي اعتمد القراءة الشائعة في البصرة، وفي مراكز أخرى، ولم يطلع على القراءة الدمشقية، وقد اتخذ أبو عبيد القاسم بن سلام5 تـ/ 224هـ/ 838م، في قضايا الخلاف بين مدرستي البصرة والكوفة، ووقف من ذلك موقف الإنتقاء، وأدخل فيه من القراءات مبدأ الاختيار، ونهج هذا النهج أبو حاتم السجستاني6. تـ/ 255هـ، /868م وقد لا يفضي هذا إلى تفضيل قراءة على قراءة، وانتهت تلك القراءة بسيادة التيار

1 ترجمته في الفهرس: 28، والتيسير: 2/ 51، ووفيات الأعيان: 5/ 367، وغاية النهاية: 1/ 443، والتهذيب: 5/ 367، والجرح والتعديل: 2/ 44، والأعلام: 4/ 255، ومعجم الحفاظ: 1/ 365.

2 ترجمته في الفهرس: 29، والتسيير: 9-6، ووفيات الأعيان: 8/ 346، وميزان الاعتدال: 2/ 5، والتهذيب: 5/ 38، والأعلام: 4/ 13، ومعجم حفاظ القرآن: 1/ 330.

3 ترجمته في طبقات ابن سعد: 1/ 602.

4 ترجمته في الفهرس: 29.

5 ترجمته في طبقات ابن سعد: 7/ 93، والتاريخ الكبير: 7/ 172، والمعارف: 549، وتاريخ بغداد: 12/ 403، وطبقات الفقهاء للشيرازي: 6/ 162، ووفيات الأعيان: 4/ 60، وتذكرة الحفاظ: 2/ 417، وسير الأعلام: 10/ 490، وميزان الإعتدال: 3/ 371، ومرآة الجنان: 2/ 83، والعبر: 1/ 392، وغاية النهاية: 2/ 17، والشذرات: 1/ 219.

6 ترجمته: في الجرح والتعديل: 4/ 204، والفهرست: 58، والأنساب للسمعاني: 291، ونزهة: 145، ووفيات الأعيان: 2/ 430، ومرآة الجنان: 2/ 152، والبداية والنهاية: 12/ 2، وغاية النهاية: 1/ 320، ومعرفة القراء الكبار: 1/ 219.

ص: 10

السلفي الذي انتشر بعد ذلك في جل الأمصار الإسلامية، وقد نشأ نظام القراءات السبع من جميع القراء، وناهيك عن كتاب السبعة لأبي بكر بن مجاهد الذي جمع القراءات السبع في نسق واحد، وكان ذلك لأول مرة في تاريخ هذا الفن، وقد جمع هذا اللغوي المقرئ في كتابة كتابه القراء السبعة الذين اختارهم، وهم زيادة على قراء العصر الأموي.

من علماء العصر العباسي في القراءات القرآنية:

1-

أبو عمرو بن العلاء بن عمار البصري أحد القراء السبعة، عرض على الحسن، وأبي العالية وعاصم وغيرهم، ثقة صدوق زاهد. تـ/ 154هـ/ 770م1.

2-

حمزة بن حبيب بن عمار الزيات الكوفي، عد في القراء السبعة، وهو عالم بالقراءات والفقه، أورد له ابن النديم كتاب القراءة، وكتاب الفرائض. ت/ 156هـ/ 773م2.

3-

علي بن حمزة الكسائي. تـ/ 189هـ/ 804م، إمام المسلمين في القراءات والعربية، فريد عصره في لغة العرب وأعلم أقرانه بالغريب، هو أبو الحسن مولى بني أسد، وكان من أولاد الفرس من سواد العراق انتهت إليه رئاسة القراءة بالكوفة بعد وفاة شيخه حمزة بن حبيب3.

4-

نافع بن عبد الرحمن الليثي أحد أصحاب القراءات السبع نشأ بالمدينة، أخذ العلم قراءة عن سبعين من التابعين، ورغم ذلك فلا يعد ثقة عند البعض، ومن تلامذة الأصمعي، وقالون وورش، والأزرق4 ت/ 169هـ/ 885م.

1 ترجمته: في الفهرس: 31، وتاريخ بغداد: 7/ 144، والإرشاد: 2/ 116، وغاية النهاية: 1/ 139، وطبقات الشافعية: 2/ 102، والأعلام: 1/ 246، ومعجم المؤلفين: 2/ 188.

2 ترجمته: في التاريخ الصغير: 2/ 247، والتاريخ الكبير: 6/ 268، والجرح والتعديل: 6/ 182، والفهرس: 29، وتاريخ بغداد: 11/ 403، والإرشاد: 13/ 167، ووفيات الأعيان: 3/ 295، والعبر: 1/ 302، وسير أعلام النبلاء: 9/ 131، ومرآة الجنان: 1/ 421، والشذرات: 1/ 321، وطبقات المفسرين: 1/ 399.

3 ترجمته: في طبقات ابن سعد: 1/ 288، والتاريخ الكبير: 9/ 55، والمعارف: 531، والفهرست: 28، والمشاهير: 143، والكامل: 5/ 38، ووفيات الأعيان: 3/ 466، وسير أعلام النبلاء: 6/ 407.

4 ترجمته: في المعارف: 263، والفهرس: 29، والتيسير: 6-7، وميزان الاعتدال: 1/ 284، وغاية النهاية: 1/ 261، والتهذيب: 3/ 27، والأعلام: 2/ 308، ومعجم المؤلفين: 4/ 78.

5 الأزرق هو، أبو يعقوب بن عمر بن يسار المدني الشهير بالأزرق، قرأ على ورش عشرين ختمة، وتولى رئاسة الإقراء بمصر بعد إمامه ورش. ت/ 240هـ، ومن أشهر رواته: أبو بكر بن عبد الله بن يوسف، وأبو الحسن إسماعيل بن عبد الله النحاس.

ص: 11

الجدول البياني للقراء السبعة ورواتهم:

صورة سكانر

1 ترجمته: في الفهرس: 28، والتيسير: 6، وتاريخ بغداد: 8/ 186، وميزان الاعتدال: 1/ 261، وغاية النهاية: 1/ 254، والتهذيب: 2/ 400، وأعلام: 2/ 291.

2 ترجمته: في الجرح والتعديل: 2/ 71، والعبر: 1/ 455، وميزان الاعتدال: 1/ 144، ومرآة الجنان: 2/ 156.

3 ترجمته في طبقات القراء الكبار: 1/ 235.

4 ترجمته: في الجرح والتعديل: 5/5، وتاريخ الإسلام: 162، والكاشف: 2/ 71، والشذرات: 2/ 100، ومعرفة القراء: 1/ 198.

5 ترجمته: في التاريخ الكبير للبخاري: 2/ 363، والجرح والتعديل: 3/ 173، والكاشف: 1/ 240، وميزان الاعتدال: 1/ 558، ومرآة الجنان: 1/ 378، وغاية النهاية1/ 254، والشذرات: 1/ 293، والتهذيب: 1/ 186.

6 ترجمته في طبقات القراء الكبار: 1/ 60.

7 ترجمته في طبقات ابن سعد: 7/ 17، وتاريخ البخاري الكبير: 8/ 199، والصغير: 2/ 71، والشذرات: 2/ 382، والجرح والتعديل: 9/ 66، وسير أعلام النبلاء: 11/ 320، وتذكرة الحفاظ: 2/ 451، العبر: 1/ 445، وغاية النهاية: 2/ 254.

8 ترجمته في التاريخ الكبير: 2/ 363، والجرح والتعديل: 3/ 173، والكاشف: 1/ 240، وميزان الاعتدال: 1/ 558، وغاية النهاية: 1/ 254، والشذرات: 1/ 293، والتهذيب: 1/ 186.

9 ترجمته سبقت الإشارة إليها..

10 ترجمته في الإرشاد: 6/ 206، وتذكرة الحفاظ: 1/ 659، ومعرفة القراء: 1/ 230، وغاية النهاية: 2/ 165.

11 ترجمته: سبقت الإشارة إلى مصادرها.

12 ترجمته: في الجرح والتعديل: 3/ 183، وتاريخ بغداد: 8/ 203، والإرشاد: 4/ 118، والعبر: 1/ 446، وميزان الاعتدال: 1/ 566، وغاية النهاية: 1/ 255، والنجوم الزاهرة: 2/ 323، والشذرات:2/ 11.

13 ترجمته في الجرح والتعديل: 4/ 404، والكاشف: 2/ 20، ومرآة الجنان: 2/ 173، والنشر في القراءات العشر: 1/ 134، وغاية النهاية: 1/ 332، والشذرات: 2/ 143.

14 ترجمته: سبقت الإشارة إليها. =

ص: 12

الجدول البياني للقراء الثلاثة المكملين للعشرة ورواتهم:

صورة سكانر

وبالإضافة إلى القراء السبعة الذين اختارهم ابن مجاهد، والثلاثة الذين اختارهم ابن الجزري10 الدمشقي. ت/ 833هـ. ظهرت القراءات العشر، ثم أضيف إلى هذا الفن قراء آخرون وهم:

=

15 ترجمته: في طبقات ابن سعد: 7/ 87، والجرح والتعديل: 3/ 372، والمعارف: 531، والعبر: 1/ 404، والفهرست: 31، وتاريخ بغداد: 8/ 322، ووفيات الأعيان: 1/ 241، والنجوم الزاهرة: 2/ 256، وطبقات المفسرين: 1/ 163.

16 ترجمته: سبقت الإشارة إليها.

17 ترجمته: سبقت الإشارة إليها.

18 ترجمته: سبقت الإشارة إليها.

19 ترجمته: سبقت الإشارة إليها.

20 ترجمته: في تاريخ خليفة 405، وطبقات خليفة 262، والتاريخ الكبير: 8/ 353، والمعارف: 528، والمعرفة والتاريخ: 1/ 675، والجرح والتعديل: 9/ 285، والمشاهير: 76، والكامل: 5/ 394، ووفيات الأعيان: 6/ 274، وميزان الاعتدال: 4/ 511، ومرآة الجنان: 1/ 273، وغاية النهاية/ 2/ 282، والتهذيب: 2/ 406، والشذرات: 1/ 176، ومعرفة القراء: 1/ 72.

21 ترجمته: في معرفة القراء الكبار: 1/ 111، وغاية النهاية: 1/ 616.

1 ترجمته: في غاية النهاية: 1/ 315.

2 ترجمته في طبقات ابن سعد: 7/ 304، والإرشاد: 2/ 52، ووفيات الأعيان: 6/ 309، والعبر: 1/ 348، والكاشف: 3/ 290، ومرآة الجنان: 2/ 30، وغاية النهاية: 2/ 368، والنجوم الزاهرة: 2/ 197، والشذرات: 2/ 14.

3 ترجمته: في الجرح والتعديل: 8/ 105، والوافي بالوفيات: 4/ 384، ومعرفة القراء: 1/ 214، وغاية النهاية: 2/ 243.

4 ترجمته: في الجرح والتعديل: 3/ 499، والكاشف: 1/ 313، ومعرفة القراء:1/ 214، وغاية النهاية: 1/ 285، والتهذيب: 3: 296.

5 ترجمته: في التراجم السابقة.

6 في الفهرس: 28، توجد ترجمته.

7 ترجمته: في تاريخ بغداد: 7/ 14، وتذكرة الحفاظ: 2/ 654، ومعرفة القراء: 1/ 254، والعبر: 2/ 93، ومرآة الجنان: 2/ 220، وغاية النهاية: 1/ 154، والشذرات: 1/ 210.

8 ترجمته: سبقت الإشارة إليها.

9 ترجمته في الفهرس: 28.

10 ترجمته في طبقات ابن سعد: 7/ 156، وتاريخ البخاري: 2/ 289، والمعارف: 440، والجرح والتعديل: 40، والحلية: 2/ 131، ووفيات الأعيان: 2/ 59، والبداية والنهاية: 9/ 266، وغاية النهاية: 4/ 108، والفهرست: 202، والشذرات: 1/ 136.

ص: 13

القراء الذين أضيفوا إلى العشرة:

1-

الحسن البصري. ت/ 110هـ/ 728م1

2-

ابن محيصن المكي. تم 123هـ/ 740م2 هو محمد بن عبد الرحمن السهمي المكي مقرئ أهل مكة مع ابن كثير.

3-

يحيى بن المبارك الكوفي. ت/ 148هـ/ 756م3.

أبو محمد بن إبراهيم بن يوسف الشنبوذي. ت/ 388هـ4.

وبتعدد هذه القراءات ظهرت مشروعية القراءات الأربع عشرة في فن القراءات الصحيحة المتواترة، ويلاحظ من خلال الجدول الأول الذي يضم القراء السبعة:

- أن القراء السبعة ينسبون إلى الأمصار العلمية التي عرفت في العصرين الأموي والعباسي، والتي انبثق منها علم اللغة والقراءات، وتلك الأمصار هي: مكة، والمدينة، والبصرة والكوفة، والشام واليمن، ومصر والقيروان

- إن لبعض هذه الأمصار الحظ الأوفر في إنجاب هؤلاء الأعلام مثل الكوفة.

- إن هؤلاء كانوا من رجالات القرن الثاني الهجري، ومعظمهم أدرك أهل القرن الأول الهجري، وعنهم أخذوا هذا الفن من العلوم الإسلامية الخالصة.

- إن معظم هؤلاء القراء من الموالي باستثناء أبي عمرو بن العلاء5، وعبد الله بن عامر الشامي.

- معظم هؤلاء القراء عاش طويلًا، فأتيح لهم أن يقرئوا الناس القرآن الكريم حقبة طويلة من الزمان..

1 ترجمته في تهذيب الكمال: 14، والوافي بالوفيات: 3/ 223، وغاية النهاية: 2/ 167، والتهذيب: 7/ 474، والشذرات: 1/ 162.

2 ترجمته في طبقات ابن سعد: 6/ 342، والتاريخ الصغير: 2/ 91، والجرح والتعديل: 4/ 164، والمشاهير: 111، والحلية: 5/ 46، وتاريخ بغداد: 9/ 3، وميزان الاعتدال: 2/ 224، والعبر: 1/ 209، ومرآة الجنان: 1/ 305، والشذرات: 1/ 220، وغاية النهاية: 1/ 315.

3 ترجمته في طبقات ابن سعد 6/ 148.

4 ترجمته: سبقت الإشارة إليها.

5 ترجمته: سبقت الإشارة إليها.

ص: 14

- إن هؤلاء كانوا من العلم، والورع والاستقامة، والخلق الحسن في أعلى الدرجات وأسمى الصفات العلمية.

- إن هؤلاء القراء تلقى عنهم القراءات جمهور كبير في مقدمتهم رواة مشهورون إما مباشرة، وإما بواسطة رواتهم الذين كان المغاربة من جملتهم..

- إن القراء السبعة اختارهم ابن مجاهد1.

- إن القراء الثلاثة اختارهم ابن الجزري الدمشقي، وهم من علماء القرن الثاني الهجري، وبهم اكتملت القراءات العشر.

- إن هؤلاء الثلاثة ينتسب كل منهم إلى قطر معين، فمنهم المدني، والبصري، والبغدادي.

- إن جل هؤلاء عالم باللغة، والقراءات والحديث، والفقه ويتصفون بصفات الفضل والورع، والمعرفة الكافية بعلوم القرآن كالرسم، والضبط شأنهم في ذلك شأن القراء السبعة السابقين، وقد اهتم علماء الإسلام بقراءاتهم في كل أقطار العالم الإسلامي، وخاصة الغرب الإسلامي الذي مثله المغارية أحسن تمثيل..

الحكمة من تعدد القراءات القرآنية:

1-

التيسير والتخفيف على الأمة الإسلامية في ترتيل القرآن الكريم؛ لأن في الناس الإنسان العادي، والمرأة، والشيخ والطفل، والقوي والضعيف مما لا يقدرون على النطق بغير لهجاتهم، وقد آنس الرسول عليه الصلاة والسلام فطلب من ربه عز وجل تخفيف المعاناة، فاستجاب له ربه، فخفف عن الأمة الإسلامية، فأنزل القرآن الكريم على سبعة أحرف:"إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسير منه" 2، وبهذا النص النبوي الشريف يكون القرآن الكريم قد نزل على سبع قراءات متعددة ومتواترة صحيحة.

1 ترجمته: سبقت الإشارة إليها.

2 أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 152، والإمام مسلم في صحيحه: 2/ 202، والمذهب المختار في ذلك هو:

1-

الاختلاف في الأفراد والجمع ويتجلى في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} سورة المؤمنون: 23/ 8.

2-

الاختلاف في تصريف الفعل ويتجلى في قوله {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} سورة الأعراف: 7/ 138.

3-

الاختلاف في وجوه الإعراب، ويتجلى في قوله تعالى:{وَلا يُضَارَّ كَاتِب} سورة البقرة: 2/ 282. =

ص: 15

2-

أهمية شرح الألفاظ المتجلي في بعض القراءات، ومنه الوارد في الآية الكريمة في سورة القارعة:{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} 1 وقد قرئت: "وتكون الجبال كالصُّوفِ المنقوش"2 فأفادت هذه القراءة شرح كلمة "العهن" في القراءة الثانية.

3-

أهمية بيان إظهار الأحكام، ويبدو من قراءة هذه الآية من سورة النساء {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ} 3 قرأ الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. تـ/ 55هـ الآية بهذه القراءة:"وله أخ أو أخت من أم"4، فأفاد بهذه القراءة أن الأخ والأخت في الآية من الأم.

ومن هذا القبيل قوله تعالى في سورة البقرة: {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} 5 قرأ بعض الصحابة "يطهرن" بالتشديد مبنية لمعنى قراءة التخفيف، وهي قراءة متواترة صحيحة.

4-

رفع التوهم غير المراد، ويظهر ذلك في قراءة الآية الكريمة من سورة الجمعة:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} 6 قرأ بعض الصحابة رضوان الله عليهم "فاسعوا"، فامضوا فالقراءة الأولى توهم وجوب الإسراع في المشي إلى الصلاة الخاصة بالجمع، والقراءة الثانية رفعت ذلك التوهم ووضحت معناه الحقيقي.

5 إن الله تعالى تحدى بالقرآن الكريم جميع العرب بدون استثناء، فاعتادوا على معارضته، فلو جاء القرآن بلغة بعض العرب دون البعض الآخر لقال الذين لم يأت بلغتهم

=

4-

الاختلاف في النقص والزيادة، ويتجلى في قوله تعالى:{وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ} وقرئ: تجري من تحتها بزيادة لفظ من: سورة التوبة: 9/ 100.

5-

الاختلاف في التقديم والتأخير، ويتجلي في قوله تعالى:{فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا} سورة التوبة: 9/ 111.

6-

الاختلاف بالأبدال ويتجلى في قوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} قرئ فتبينوا والقراءتان متواترتان، سورة الحجرات: 49/ 6.

7-

الاختلاف بالتباين في اللهجات، ويتجلى ذلك في قوله تعالى:{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} سورة طه: 20/ 9.

1 سورة القارعة: 101/ 5.

2 كالصوف، وأخ وأخت من أم، فامضوا: روايات مختلفات لرسم المصحف العثماني، وذلك لنسخها بالعرضة الأخيرة للرسول على جبريل عليه السلام، واستقر الحال على ما استقر عليه، وهو القراءة الأولى، وما بعدها شاذ لا يعمل به.

3 سورة النساء: 4/ 12.

4 سورة النساء: 4/ 12.

5 سورة البقرة: 2/ 222.

6 سورة الجمعة: 62/ 9.

ص: 16

لو جاء بلغتنا لأتينا بمثله، فقال عز من قائل في سورة الإسراء:{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} 1.

6-

إن تعدد قراءات القرآن الكريم حمل النحاة على توجيهها، فأغنى هذا التوجيه اللغة العربية، وقد اعتني كليا بتوجيه القراءات العلماء القراء، والأئمة فخصوها بالتأليف والقراءة، فظهر في هذا الباب كتاب الحجة لأبي علي الفارسي، وكتاب الكشف لمكي، والمحتسب لابن جني، وهو كتاب في توجيه الشواذ.

7 إن أهمية فضائل تعدد القراءات القرآنية هو إظهار السر الإلهي في كتابه العزيز، وصيانته وحفظه من التبديل والتغيير، والتحريف والاختلاف مع كونه على هذه الأوجه المتعددة التي نزل بها الوحي الكريم على الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وجاء بها أولئك الأئمة الأفذاذ الذين كرسوا حياتهم لصيانة هذا الكتاب الذي:{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} 2.

1 سورة الإسراء: 17/ 88.

2 سورة فصلت: 41/ 42.

ص: 17

الخلاصة:

إن القراءات الصحيحة والثابتة، والمتواترة كثيرة جدا، ولا يمكن حصرها، ولا يجوز في القراءات أبدا، لا في السبع، ولا في العشر، ومن خلال هذه الملاحظة كره جمهور من العلماء، والأئمة خطئوا ابن مجاهد في هذا الاقتصار على السبعة، وهم على حق في ذلك.

إن علماء الأمة الإسلامية وقراءها كادوا أن يجمعوا على أن اختلاف القراءات، كان لا بد منه ورصدوه في:

1-

إنه في رأيهم قد يكون عائدا على اللفظ فقط وأن المعنى واحد، ويظهر من خلال: الإدغام وعدمه، والترقيق والتفخيم والإمالة وعدمها، والتغليظ في اللام والراء، والنون الساكنة والتنوين

2-

إنهم رأوا أن الخلاف لا يكون في المعنى، وبشكل لا تناقض فيه وضربوا لذلك أمثلة بما ورد في سورة سبأ: قال تعالى: "باعد"1 وقراءة: "بعد" والقراءات التي يتغاير فيها المعنى كلها حق يجب الإيمان بها جميعا، واتباع ما تتضمنه المعنى بالعلم والعمل، ولا يجوز بحال من الأحوال التخلي عن العمل بإحدى هذه القراءات لأجل القراءة الأخرى.

أما مجهود المغاربة في هذا الباب فهو مجهود كبير، وخير دليل العمل الذي قام به الإمام الخراز، وما قام به الإمام ابن عاشر رحمهما الله وأسدل عليهما شآبيب الرحمة.

إن نظام هذه القراءات جميعها معروف، ومتواتر في العالم الإسلامي والعربي إلا أنه شرع يعز، ويختفي عن الكثير من الأقطار الإسلامية والعربية بموت علمائه وأئمته، فليتبادر أهل النية الحسنة، وليتدارك أهل الغيرة الدينية للحفاظ على هذا الفن العتيق من القراءات الصحيحة المتواترة امتثالا لقوله عز وجل:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 2.

والله الموفق للصواب.

1 سورة سبأ: 34/ 19. قال تعالى: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} .

2 سورة الحجر: 15/ 9.

ص: 18

العلماء القراء الذين توفرت فيهم شروط الأئمة

ومن العلماء القراء الذين توفرت فيهم شروط الأئمة:

فشهد لهم عملهم بالرسوخ والثبات نذكر

1-

العالم المقرئ الإمام الخراز1 "هـ

718هـ/ 818م"

التعريف به:

هو أبو عبد الله مح رمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الأموي الشريشي، المشهور بالخراز الأندلسي الفاسي، عاش في ظل دولة بني مرين.

نسبه:

ينتسب الإمام الخراز إلى أموي الأندلس، ويقال: إن أهله كانوا من قرية شريش على مقربة من إشبيلية وإلى هذه القرية ينتسب.

كان الإمام الخراز بارعا في مقرأ نافع2 دون منازع، متقنا للرسم والضبط، وفيه يقول ابن الجزري3: إمام كامل، ومقرئ متأخر، كرس حياته لدراسة القرآن، وتعليم كتاب الله العزيز، وتخرج على يديه جمهور من القراء، ومن أتقن أهل هذا الفن، ومن هؤلاء على سبيل المثال:

أبو محمد بن أجطا الصنهاجي4 الشهير بالشارح؛ لأنه أول من شرح مورد الظمآن.

1 تاريخ الأدب العربي لبروكلمان: 2/ 200-248 الكتاني في السلوة: 2/ 270-272 وفهرس المخطوطات العربية للخزانة العامة: ط، 1954، ي، س علوش، وعبد الله الرجراجي حرف: د رقم: 607، 608، 632، 649، 654،

745، 938، 1532، وعبد الله كنون النبوغ المغربي، ص: 209 وذكرانه توفي سنة 818هـ ولعله خطأ مطبعي؛ لأن وفاته في كل المصادر والمراجع سنة 718هـ/ 818م، وسعيد أعراب في القراء والقراءات "35-34".

2 الإمام نافع هو أبو رؤيم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني أحد القراء السبعة: ت/ 169 هـ طبقات القراء: 2/ 330، والميزان 526.

3 ابن الجزري هو أبو عبد الله محمد بن أبي الخير الشافعي المقرئ المتوفى بشرار سنة 833 هـ. بروكلمان: 2/ 274، دائرة المعارف الإسلامية: 396-395، والسلوة: 1/ 616، ومخطوط الخزانة العامة حرف: د رقم: 503، 726، 1642.

4 أبو محمد عبد الله بن عمر الصنهاجي الشهير بابن اجطات / 750 هـ بفاس، القراء والقراءات بالمغرب: ص.4.

ص: 19

أهم ما خلفه الإمام الخراز في ميدان الرسم والضبط:

* عمده البيان في رسم القرآن، وهو رجز في الرسم1.

* شرح الحصرية2.

* شرح العقيلة3.

* شرح الدرر اللوامع4.

* رجز في الضبط، وقد جعله ذيلا لعمدة البيان5.

* مورد الظمآن في رسم أحرف القرآن، وبه اشتهر الإمام الخراز، وفي هذا يرى المؤرخ الاجتماعي عبد الرحمن بن خلدون أنه كان آخر مدرسة بالغرب الإسلامي في هذا الفن حيث يقول في الفصل الخامس من مقدمته، في علوم القرآن من التفسير والقراءات6 حيث قال: "وانتهى بالمغرب إلى أبي عمرو الداني المذكور، فكتب فيها كتبا من أشهرها المقنع، وأخذ به الناس وعولوا عليه، ونظمه أبو القاسم الشاطبي، في قصيدته المشهورة على روى الراء وولع الناس بحفظها، ثم كثر الخلاف في الرسم في كلمات وحروف أخرى، ذكرها أبو داود سليمان بن نجاح من موالي مجاهد في كتبه، وهو من تلاميذ أبي عمرو الداني والمشتهر من محمل علومه، ورواية كتبه، ثم نقل بعده خلق آخر، فنظم الخراز من المتأخرين بالمغرب أرجوزة أخرى، زاد فيها على المقنع خلافا كثيرا وأوعزه لناقليه، واشتهرت بالمغرب، واقتصر الناس على حفظها، وهجروا بها كتب أبي داود، وأبي عمرو والشاطبي في الرسم7، وأرجوزة مورد الضمآن المقصودة بالشرح، والتحقيق تقع في أربعمائة وأربعة وخمسين بيتا.

وقد ألحق بها أرجوزة أخرى في الضبط، وهي في "154"8 بيتا، فيكون مجموع الأبيات هو:"609 بيتا".

1 وفيه يقول: سميته بعمدة البيان في رسم ما قد خط في القرآن. مخطوط الخزانة العامة -الرباط، حرف: د رقم 1371، وأورده بروكلمان في تاريخه: 2/ 349.

2 سعيد أعراب، القراء والقراءات بالمغرب:35.

3 بروكلمان في تاريخه: 1/ 726، وسركيس في معجمه: 1092، ومخطوط الخزانة العامة، حرف: د رقم 1198.

4 بروكلمان في تاريخه: 2/ 248، ومخطوط الخزانة العامة حرف: د تحت الأرقام: 815، 908، 929، 1060، 1147.

5 سعيد أعراب، القراء والقراءات:35.

6 مقدمة ابن خلدون: 436، ط. دون تاريخ.

7 مقدمة ابن خلدون 437، دار البيان لبنان دون تاريخ.

8 تونس المطبعة التونسية سنة 1351هـ، وتتضمن 610 من الأبيات.

ص: 20

وأما النسخة المطبوعة بتونس ففيها "610 أبيات"1.

وقد اعتمد الإمام الخراز على كتاب المقنع لأبي عمرو الداني، كما اعتمد على التنزيل لابن نجاح2.

وأبو زيد بن القاضي ت/ 1082هـ3.

وأبو إسحاق إبراهيم المارغني: ت/ 1341. وهو أحد شراح: دليل الحيوان على مورد الظمآن، وذيله بشرح على الإعلان لابن عاشر: تنبيه الخلان على الإعلان بتكميل مورد الظمآن4.

مختصرات مورد الظمآن:

اختصره أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الجليل التنسي ت/ 899 5.

والفقيه الخراز في عمله تكلم على الرسم، واقتصر على الشيخين، ولم يشر إلى ضبط6 باقي القراء السبعة على خلاف ما ذهب إليه الإمام الداني، وأبو داود بن نجاح، ويعرف هذا من كتاب: طراز التنسي، وهو مؤلف عظيم، وضعت لشأنه الحواشي والتعاليق، وخصه بعضهم بالبحث والمناقشة والدراسة، فكان ذلك بحق خدمة لمورد الضمآن للإمام الخراز.

من أهم بعض التعليقات والشروح:

- تعليق لأبي العلاء المنجرة، وابنه أبي زيد7.

- وحاشية أبي زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة 1179هـ8.

- وحاشية أبي الحسن بن يوسف الزياتي ت/ 1023هـ9.

1 مقدمة ابن خلدون: 437.

2 كان الفراغ من المنظومة في شهر صفر عام 711هـ، طبعة تونس 1351هـ.

3 كان الفراغ من رجز الضبط عام 703هـ طبعة تونس 1351هـ.

4 السلوة: 2/ 223.

5 تراجم المؤلفين التونسيين رقم 494.

6 السلوة: 2/ 272-270.

7 السلوة: 2/ 270.

8 السلوة: 2/ 273-270.

9 السلوة: 2/ 272-270.

ص: 21

- وطرر عبد الواحد بن عاشر على التنسي1.

- وشرح ضبط الإمام الخراز لأبي زيد التنهيلي القصري2.

- بعض الشروح المختصرة:

- شرح أبي عثمان سعيد بن سعيد الحزولي3.

- شرح أبي عبد الله محمد بن سليمان الجزولي ت/ 870هـ4.

- وعنوان الدليل لأبي العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المراكشي ت/ 721هـ5 المعروف بابن البناء.

- أرجوزة في الضبط عبد الله القيسي ت/ 810هـ6.

- شرح أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن عطية ت/ 818هـ7.

- شرح أبي وكيل ميمون الفخار ت/ 816هـ8.

- تأليف أبي العباس أحمد بن العياش الصنهاجي اليحمدي9.

وفاة الإمام الخراز:

توفي الإمام الخزار بفاس سنة 718هـ، وحضر في تشييع جنازته جمهور غفير من العلماء والطلاب والأعيان، ودفن بمقبرة الجيارين، وظل قبره معروفا لحقبة من الزمان، إلا أن تقادم الزمان وذهاب الأجيال، وجعلت معالمه تختفي، وآثاره تندثر، فالبقاء لله وحده.

فرحمه الله رحمة واسعة.

1 بروكلمان: 2/ 336.

2 السلوة: 2/ 270.

3 القراء والقراءات بالمغرب: 83.

4 القراء والقراءات بالمغرب: 52.

5 السلوة: 2/ 318-316، بروكلمان: 2/ 253، سركيس:697.

6 عنوان الدليل، تحقيق، هند شلبي "ص: 17-1" دار الغرب الإسلامي 1990.

7 القراء والقراءات بالمغرب: 53.

8 القراء والقراءات باالمغرب: 54.

9 نفس المرجع: 53.

ص: 22