المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌رمضان في بغداد

-100 -

‌رمضان في بغداد

(1)

زارنا في بغداد صديق قديم عرفته وأنا صغير جداً قُبيل الحرب العالمية الأولى فأحببتُه، ثم رأيت أثره الخيّر في كل مكان من دمشق فأكبرتُه، ثم لم أعُد أراه فعلمت أني قد افتقدته وأضعتُه. كان إذا جاء ضُربَت لقدومه المدافع واحتفى به الناس، وبدّلوا من أجله برامج حياتهم ومواعيد طعامهم ومنامهم، ولكنه كان -على ذلك- يؤنس نفوسهم ويريح أرواحهم، وكان اسمه رمضان.

ولكنه جاءنا هذه المرّة مستخفياً. قابلته في الأعظمية فرأيته في المسجد وفي الدار وفي السوق، ولكنني لمّا نزلت إلى المدرسة شعرت كأنه ضلّ عني، فصرت ألمحه ولا أتبيّنه، فتّشت عنه بين الشباب فرأيته مثل الشمس في اليوم الغائم، تظهر تارةً ثم يحجبها السحاب.

كانت بغداد في تلك الأيام (1936) مثل الشام ومصر وغيرها من البلاد، فيها شعب متديّن ومع التديّن جهل وابتداع. فيها علماء يحفظون كلّ ما قرؤوا من الكتب، ولكنهم لا يقدرون أن يؤلّفوا

(1) نُشرت هذه الحلقة في جريدة «الشرق الأوسط» في رمضان.

ص: 5

مثل تلك الكتب، إن سألتَهم عن شيء منها وجدتَ عندهم مثل النبع المتدفِّق، وإن كان سؤالك عمّا لم يجدوه في الكتب جفّ النبع وعجز اللسان، كأنهم يفكّرون بالذاكرة لا يكادون يستعملون الأذهان، ثم إنه قد انقطع ما بينهم وبين الشباب، فلا يفهمون عنهم ولا يصلون إلى القدرة على إفهامهم.

ولم تكن قد وصلَت إلى بغداد الروح الجديدة التي نفخها الله في الشباب على يد الشيخ حسن البنّا. وإذا كان الله يبعث لهذه الأمّة كل مئة سنة من يجدّد لها دينها، أي مَن ينفض عنه ما لحق به من غبار البدع والمُحْدَثات، ويغسله ممّا حاول الأعداء أن يُلصِقوه به من الكيد والافتراء، ويرقِّق القلوب المؤمنة التي قست لمّا طال عليها الأمد، فإن الشيخ حسن البنا هو مجدّد هذا القرن. وما لي به من صلة إلاّ الحبّ في الله، ورفقة الصبا عند خالي مُحِبّ الدين الخطيب في أواخر العشرينيات، في المطبعة السلفية في شارع الاستئناف في باب الخلق. عرفته من تلك الأيام، وأنا في دار العلوم داخلاً إليها وهو خارج منها (1). ولم يأتِ الشيخ حسن بشيء من العدم، فلا يَخلق شيئاً من غير شيء إلاّ الله الذي يقول له:«كُنْ» فيكون. ولكن ما جاء به كجذع الشجرة، تتفرّع الأغصان عنه وتستمدّ منه، ويستمدّ هو من الجذور؛ لولاها لما كان، لكنها مخفيّة لا تُرى وهو البادي للعيان.

وممّن مهّد له الطريق وأمدّه بأسباب الوصول جماعات سبقوا

(1) ذلك لأنه دخلها قبل النظام الجديد الذي اشترط لدخولها الشهادة الثانوية، ذكر ذلك في مذكّراته رحمه الله.

ص: 6

إلى الدعوة إلى الله في هذا العصر بألسنتهم وبأقلامهم وبصحفهم، أمثّل لهم ولا أستقريهم، منهم: محب الدين الخطيب، ومحمد رشيد رضا، وقبلهما الشيخ محمد عبده، ومنهم المشايخ الذين أخذ عنهم حسن البنا العلم أو «الطريق» ، ولكن الله ادّخر له هذه المَكرُمة ليفوز بها وليكون ثوابها في صحيفة حسناته، وأمدّه الله بقوّة الإيمان وحُسن الخلق ونفاذ الفكر وطلاقة اللسان حتّى كان ظهورها على يديه.

عرفت الشيخ حسن البنا وهو شاب مغمور لا يمتاز من أقرانه الشباب، وعرفته وقد أوفى على الغاية وبلغ الذروة وصار أقوى رجل في مصر؛ صار إمام الشباب وعَلَم البلد، فما تبدّل عليّ ولا بدّلت أسلوبي معه. كنت أكلّمه خالياً كما كنت أكلّمه لمّا عرفته أول مرّة في المطبعة السلفية، فإذا كنّا أمام الناس كلّمته كما ينبغي أن يُكلَّم مثله (1).

ولئن أبطأ وصول الدعوة إلى طلاّب العراق فإن لذلك أسباباً: منها وجود العدد الكبير من اليهود بين الطلاّب: أمامي الآن ستّ قوائم رسمية بأسماء طلاّب الشهادة الثانوية الذين كنت أدرّسهم في تلك الأيام، ثلاث منها للشُّعَب الأدبية وثلاث للشعب العلمية، في كل شعبة نحو ثمانية وثلاثين طالباً. لو كنتم تسمحون لي لسردت أسماءهم لتعرفوا نسبة الطلاّب اليهود في

(1) تجدون في مقالة «طرق الدعوة إلى الإسلام» في كتاب «فصول إسلامية» حديثاً وافياً عن الشيخ حسن البنا وعن دعوته (مجاهد).

ص: 7

الشعب العلمية إلى مجموع الطلاّب. كان في كل شعبة علمية نحو خمسة وعشرين طالباً يهودياً من الثمانية والثلاثين طالباً الذين تشتمل عليهم الشعبة! تعرفونهم بأسمائهم: إيلياهو شوع، إيلياهو روبين، سليم ساسون، مينون مير عزرا، يهودا منشي، شمعون نسيم هارون، ناجي إسحق، يوسف أفراييم، داود حسقيل، موشي عزرا

وأمثال هذه الأسماء المنكرة.

وما كنّا نحن المدرّسين ولا كان الناس في بغداد يفرقون -من كرم نفوسهم وطيب شمائلهم- بين يهودي ومسلم. ما كان يضيع عليهم شيء من حقّهم، بل كانوا يأخذون عشرة أضعافه ثم يسرقون حقّ غيرهم، فلما قامت على أرض فلسطين هذه الدولة الآثمة الظالمة لتسلب العرب أرضهم وتسرق أموالهم وتتعدّى على حرّيتهم وكرامتهم، لا بقوتها وبأسها، فما كان اليهود أبداً أُولي بأس وقوّة ولا كانوا أولي نُبل وشهامة، بل بقوّة مَن يقوم وراءها يحميها ويقويها على باطلها ويمدّها بما يزيد عدوانها. لمّا قامت هذه الدولة نسوا تلك المعاملة التي كنّا نعاملهم بها والتي لم يجدوا مثلها من أمة من الأمم، وانضمّوا إلى دولة إسرائيل. أنكروا فضلنا كما جحد أجدادهم فضل أجدادنا! وهذه هي أخلاق اليهود في كلّ زمان ومكان، اليهود كلّهم لا الصهيونيون فقط، لا فرق بين يهودي وصهيوني، تتبدّل الثياب ولا يتبدل مَن فيها.

وكانت نسبة اليهود في بغداد إلى مجموع سكّانها أعلى نسبة، أو من أعلى النسب في العالَم، حتّى إن المرء لا يكاد يستطيع أن يشتري سلعة يوم السبت! كانت الوظائف المالية في أيديهم، وكان في بغداد عند الجسر العتيق خان قديم أظنّ أن

ص: 8

اسمه خان الباشا، فيه -كما فهمت- كِبار تُجّار الجملة والصرّافون وأهل العملة وكثير منهم، كثير جداً من اليهود.

فضّل الله ناساً من أجدادهم على العالَمين في أيامهم، وأعطاهم النبوّة وأعطاهم المُلك وجعلهم أصحاب الدين، فبدّلوا الدين وقتلوا النبيّين، وافتروا على الله الكذب، وارتكبوا كل نقيصة يمكن أن يرتكبها إنسان. ومن نقائصهم أنهم ذهبوا إلى إسرائيل فكانوا قوّة لها علينا. مَن كان يفتح إذاعة إسرائيل ويستمع منها الموشّحات والأغاني، لا سيما القديمة منها كأدوار عبده الحامولي ومحمد عثمان وداود حسني (اليهودي)، علموا أن هذا كله من عمل اليهود الذين هاجروا من العراق. والذي يقوم على شُعبة الموسيقى في إذاعة إسرائيل واحد منهم، متمكِّن من فنّه راوية حافظ لقديم الألحان، إن لم أُسَمّهِ فإن اسمه يُذاع كلّ يوم.

والمقامات العراقية ينبوع غزير من ينابيع الموسيقى العربية اليوم، وهي تزيد على العشرين مقاماً، وقد أضاف إليها مقاماتٍ جديدة صديقُنا القبانجي الذي حاز قصب السبق في الموسيقى الشرقية في مؤتمرها الذي عُقد في مصر سنة 1923 على ما أذكر. وللمقامات قواعد وأصول، تبدأ بمقدّمة قصيرة يتبيّن منها ملامح النغمة، ولا أعرف اسمها فما أنا من علماء الموسيقى، لكني أعرفها، وأعرف أن المقامات منها المقيَّدة التي يكون لها طريق مرسوم في التنقل بين النغمات لا يُعدَل عنه، ومطلَقة يتصرف فيها المغني. وهم لا يقولون:"غنّى المقامَ الفلاني" بل يقولون: "قرأ المقام".

* * *

ص: 9

عفوكم، لقد خرجت عن الطريق. وقد كنت أتكلّم عن الشباب لم أكَد أجد بينهم أثراً لرمضان (1)، ومن أين يأتيهم التأثر به والعلماء مُنزَوُون لا يعرفون مشكلات الشباب ليداووها. وهل يمكن وصف الدواء قبل تشخيص الداء؟ وما نراه اليوم في بعض شباب العراق من عودة إلى الدين فقد نشأ بعد الأيام التي أتحدّث عنها، وكان -والشهادة لله- بعمل الصديق الداعية الشيخ محمد محمود الصواف، بعد ذلك الحين بأكثر من عشر سنين، وسيأتي خبره إن شاء الله.

وكنت أحبّ أن أمشي على رجلي في كل بلد أدخلها. فكنت أخرج من الثانوية المركزية إلى آخر شارع الرشيد، عند الباب الشرقي، وما بعد الباب الشرقي إلاّ شارع على امتداده لم يكن قد عُبِّدَ يومئذ ولا سُكن اسمه شارع أبي نواس. فكنّا نؤمّه بعض العشايا، فنجلس مجلساً ما في المجالس أجمل منه منظراً، ونأكل طعاماً ما في المآكل أشهى منه طعماً. المجلس عند دجلة عند الأصيل، والطعام السمك المَسْقوف (المزقوف). يُخرِج لك الصيّاد السمكة من الماء وهي حيّة تضطرب، فينظّفها ويضعها على الجمر المتوقد بحيث تكون سقفاً له، ثم يأتيك بصينية عليها أنواع من الخضر ممّا أعرف كالبقدونس والكرّاث وما لا أعرف، ويأتيك بالخبز قد خُبز الآن. ولكلّ بلد أكلة شعبية، وهذه أكلة بغداد التي يقول المصريون عن مثلها: إنك تستطيبها حتّى تأكل

(1) اقرأ مقالة «صورة سوداء من بغداد» التي نشرها علي الطنطاوي سنة 1937، وهي في كتاب «بغداد» (مجاهد).

ص: 10

أصابعك بعدها! ولو صحّ هذا الكلام ما بقي إصبع في كفّ إنسان.

ولم يكن في شارع الرشيد على طوله بناء يعلو أكثر من ثلاث طبقات، لأن الأرض كما قالوا رخوة لا تحتمل البناء العالي. وكنّا نقف أمام دجلة فنرى الماء عند الفيضان -لولا هذه السدود من التراب القائمة على جانبَي النهر- يكاد يصل إلى صدورنا. وأول بناء عالٍ شُيّد على أيامنا تلك، بناء لتاجر أذكر أن اسمه حسّو. أقامه كما قالوا على قاعدة واسعة من الأبرق (الإسمنت المسلّح).

وكنت أحياناً أمشي وسط الأسواق، أخرج من الثانوية المركزية فأمرّ على سوق السراي، حيث تُباع الكتب وحيث أكثر المكتبات، ثم تتبدّل البضائع فيكون لكلّ تجارة سوق خاصّة بها. ومنها سوق كنت أقف فيه فأحسّ أني في حديقة زهر متعدّد الألوان، فيه أقمشة حريرية ملوّنة. وقريب منه سوق البلّور والتحف والأنوارُ الساطعة القوية تبرق من خلال بلّوره وتحفه، فيكون لذلك منظر بهيج.

والأسواق كلّها مسقوفة، لا يحسّ مَن فيها حرّ الشمس ولا يجد بلل المطر، حتّى أنتهي إلى سوق الفضّة حيث أجد عُمّالاً بلِحى طويلة جداً، أصحاب هذه اللِّحى يسمّيهم الناس «الصبة» . ولعلّ أصل الكلمة «الصابئة» ، فهم ليسوا مسلمين ولا عرباً، ولكنهم ينفردون بمهنة لا يعرفها في الدنيا غيرهم، يتوارثونها بينهم لا يعلّمونها إلاّ أبناءهم، هي الكتابة والنقش على الفضّة.

ص: 11

تُعطيهم ما شئت من صورة أو كلام تختاره، فتأتي من الغد فتأخذ ذلك على حلية من الفضّة أو على آنية. والكتابة لا تمّحي أبداً، على دقّة في الصناعة وجمال في الشكل.

جزت هذه الطرق كلها فلم أكَد أجد إلاّ ملامح ضئيلة من رمضان لا تكاد تبين. كنت أرى رمضان في مسجد الإمام الأعظم، ولرمضان في هذا المسجد أثرٌ ما محته من نفسي هذه السنون. وكنت (ولا أزال) أحبّ سماع التلاوة بالنغمة العراقية، وأجدها أقرب إلى الخشوع وإلى الرجولة والقوّة في الأداء وأبعد عن الميوعة والتكسر. ولكنّ عيب كثير ممّن سمعت من أولئك القرّاء أنهم لا يُتقِنون أحكام التجويد. والتجويد هو مخارج الحروف والمدود وأحكام النون والميم، والأداءُ أي الترقيق والتفخيم وإعطاء الحروف حقّها. فهم يطوّلون المدود حتّى تجاوز حدها ويُظهِرون النون التي يكون حقّها الإخفاء (ومن القرّاء المشهورين من يُظهِر النون في مواضع إخفائها كالشيخ عبد الباسط).

ومن المفارقات، بل من المقارفات، أنه عُلِّق في المدرسة إعلان بوجوب المحافظة على الصيام ومراعاة حرمة شهر رمضان ومنع المجاهرة بالإفطار، مع التهديد بالعقاب الشديد. فأخذت أنور ومظهر رحمهما الله (أنور العطار وأحمد مظهر العظمة) وذهبنا إلى وزارة المعارف فسألنا عن غرفة من أمضى ذلك الإعلان، فدخلنا عليه فرحّب بنا وأحسن استقبالنا قبل أن يعرف مقصدنا من زيارتنا، وقال:"تريدون قهوة ولاّ شاي"؟ قلنا: لقد جئنا لنشكر لك أنك قمت بما يُرضي الله، وطلبت المحافظة على الصيام ومراعاة حرمة شهر رمضان. فخجل وأطرق برأسه،

ص: 12

وتركناه ودخلنا على المدير العامّ (أي وكيل الوزارة) وهو الرجل الصالح الأستاذ خليل إسماعيل فحدّثناه بما كان.

ما كان في بغداد من مظاهر الدعوة الإسلامية إلاّ حفلة سنوية في ذكرى المولد تُقيمها جمعية الشبّان المسلمين، ودروس في المساجد لا يكاد يحضرها أحدٌ من الشباب. ولم يكن يعمل دائباً في مجال الدعوة إلاّ الأستاذ الطائي، وكانت له مجلّة كلّما عطلوها أخرجها باسم آخر، ولقد كتبت عنده مقالات كثيرة، وكنت أزوره فنتشاكى ونتباكى ونأسف على ما وصلت إليه الحال.

* * *

ولمّا رجعت في الصيف إلى دمشق دعوت إلى داري (وكانت في الخَيْضَرية (الخضيرية) وكانت فيها غرفة كبيرة فيها مجلس عربي) دعوت العاملين في مجال الدعوة إلى الإسلام من أصحاب الصوفية إلى أرباب السلفية، لم أغادر منهم أحداً، ومن فقهاء المذاهب الأربعة إلى الوُعّاظ والخطباء، ومن رجال جمعية الهداية الإسلامية ورجال جمعية التمدّن وباقي الجمعيات، فحدّثتهم عمّا رأيته في العراق وحذّرتهم مثل ذلك المآل. وقلت لهم بعد كلام طويل: أنا لا أريد أن يبدّل أحدٌ منكم طريقتَه ولا أن يغيّر مشربه، ولكنْ أريد شيئاً واحداً؛ هو أن هذا الباب المغلَق إن دفعَته يد واحدة لم ينفتح، فإن اجتمعَت عليه الأيدي الكثيرة فتحته. والذي أريده هو أن نتعاون لا أن يعمل كلٌّ وحده. واقتراحي هو أن تُنتخب لجنة فيها ثلاثة منكم يراقبون الأحداث، فإن رأوا ما يمسّ الإسلام كان عملهم أن يبلغوكم به فقط. هذا هو

ص: 13

وحده عملهم، فمن اقتنع منكم بوجوب العمل عمل على طريقته وأسلوبه: الخطيب يذكر ذلك في خطبته يوم الجمعة، والمدرّس يعرض له في حلقته، والمعلّم يذكره لتلاميذه في مدرسته، وكل واحد ينبِّه إليه أصحابه، ومن كان ذا قلم أو كانت له صلة بأرباب الأقلام وأصحاب الصحف عمل على الكتابة فيها أو دفع إلى ذلك أصحابها، ومن استطاع أن يراجع الوزير الذي يقدر على إزالة هذا المنكَر ذهب إليه (وحده أو مع وفد يختاره) فشرح له الأمر وطلب منه إنكار المنكر.

وانتُخبت اللجنة وكان فيها ثلاثة، وكلهم بحمد الله أحياء، أحسن الله ختامهم، وهم الأستاذ محمد كمال الخطيب والأستاذ الشيخ ياسين عرفة وعلي الطنطاوي.

* * *

أما الروح القومية فكانت قوية عارمة، على أن انقلاب بكر صدقي أضعفها قليلاً وصار للأكراد فيها كلمة. وسيأتي ذكر ذلك مفصلاً عند الحديث عن نقلي إلى ثانوية كركوك.

* * *

ص: 14