المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب الثاني عشرفي المجمل والمبين - رفع النقاب عن تنقيح الشهاب - جـ ٤

[الحسين الشوشاوي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب السابعفي أقل الجمع

- ‌الباب الثامنفي الاستثناء

- ‌(الفصل الأول في حده:

- ‌الفصل الثاني في أقسامه

- ‌الباب التاسعفي الشروط

- ‌الفصل الثاني في حقيقته

- ‌الفصل الثالث في حكمه

- ‌الباب العاشرفي المطلق والمقيد

- ‌الباب الحادي عشرفي دليل الخطاب

- ‌الباب الثاني عشرفي المجمل والمبين

- ‌الفصل الثاني فيما ليس مجملًا

- ‌الفصل الثالث في أقسامه

- ‌الفصل الرابع في حكمه

- ‌الفصل الخامس في وقته

- ‌الفصل السادس في المبين له

- ‌الباب الثالث عشرفي فعله عليه الصلاة والسلام

- ‌الفصل الأول في دلالة فعله عليه السلام

- ‌الفصل الثاني في اتباعه عليه السلام

- ‌الفصل الثالث في تأسيه عليه السلام

- ‌الباب الرابع عشرفي النسخ

- ‌الفصل الثاني في حكمه

- ‌الفصل الثالث في الناسخ والمنسوخ

- ‌الفصل الرابع فيما يتوهم أنه ناسخ

- ‌الفصل الخامس فيما يعرف به النسخ

- ‌الباب الخامس عشرفي الإجماع

- ‌الفصل الأول في حقيقته

- ‌الفصل الثاني في حكمه

- ‌الفصل الثالث في مستنده

- ‌الفصل الرابع في المجمعين

- ‌الفصل الخامس في المجمع عليه

الفصل: ‌الباب الثاني عشرفي المجمل والمبين

‌الباب الثاني عشر

في المجمل والمبين

وفيه ستة فصول:

الفصل الأول: في معنى ألفاظه.

الفصل الثاني: فيما ليس مجملاً.

الفصل الثالث: في أقسامه.

الفصل الرابع: في حكمه.

الفصل الخامس: في وقته.

الفصل السادس: في المبين له.

ص: 289

الباب الثاني عشر في المجمل والمبين (1)

ش: المجمل مأخوذ من الجمل الذي هو الخلط (2)، ومنه قوله عليه السلام:"لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها وأكلوا أثمانها"، ومعنى قوله: جملوها، أي: خلطوها (3) بالسبك (4) والتذييب (5).

وسمي اللفظ المجمل مجملاً؛ لأنه اختلط فيه المراد بغير المراد (6)(7).

(1) بدأت نسخة ز بسرد المتن وفي أثنائه نهاية صفحة (ز 251/ ب).

(2)

هذه الكلمة التي أصلها مكون من ثلاثة أحرف هي الجيم والميم واللام، ترجع إلى ثلاثة معان ذكرها أهل اللغة:

أحدها: الجمع، ولعله المراد بقوله: الخلط، ومنه قول صاحب القاموس: وجمل: جمع.

الثاني: الحسن ضد القبح، ومنه الجمال للحسن.

الثالث: الإذابة، ومنه قولهم: جمل وجملت الشحم: أذبته، وقالوا: الجميل: الشحم المذاب. انظر: القاموس المحيط، والأفعال للمعافري، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس، كلها في مادة: جمل.

وانظر: الإبهاج 2/ 224، وشرح القرافي ص 274، والمسطاسي ص 27.

(3)

ليس معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث جملوها: خلطوها، بل المعنى الذي يدل عليه سياق الحديث، وصرح به شراح الحديث، وكتب الغريب، هو: أذابوها.

فانظر: فتح الباري 4/ 415، والنهاية لابن الأثير 1/ 298.

(4)

السبك مرادف للتذييب، ومنه سبيكة الذهب، وهي القطعة المشكلة منه بعد الإذابة. انظر: تاج العروس، ولسان العرب، والصحاح، مادة: سبك.

(5)

"والتذبيب" في ز.

(6)

انظر: الإبهاج 2/ 224، وشرح الكوكب المنير 3/ 413.

(7)

قال المسطاسي: اختلف مماذا اشتق، فقيل: من الجمع، وقيل: من التحصيل، وقيل: من الخلط. اهـ. انظر: شرحه ص 27.

ص: 291

وقوله: (المبين)، معناه: المفسر، يقال: بان الشيء يبين بيانًا إذا ظهر وانكشف (1).

قال الإمام فخر الدين في المحصول: البيان اسم مصدر، وهو مشتق من التبيين (2).

قال المؤلف في شرح المحصول: قوله: البيان اسم مصدر، إن أراد بذلك أنه لا يجري على فعله كما تقول:[في](3) سبحان الله من التسبيح، فلا يصح؛ لأن البيان مصدر يجري على فعله، لأنه (4) مصدر (5) بان يبين بيانًا، وإن لم يرد هذا فليس باصطلاح الناس.

وقوله أيضًا: البيان مشتق من التبيين، لا يصح، بل هما مصدران لفعلين، فالبيان مصدر بأن (6)، والتبيين مصدر بين (7)، والمصادر كلها ليس

(1) بان الشيء بيانًا إذا اتضح وانكشف وظهر، والبيان: الإفصاح، هذه هي المعاني التي يوردها اللغويون في معنى هذه الكلمة.

فانظر: القاموس المحيط، والأفعال للمعافري، ومقاييس ابن فارس. مادة: بان.

(2)

انظر: المحصول 1/ 3/ 326.

(3)

ساقط من ز.

(4)

"لأن" في ز.

(5)

"مصدره" في ز.

(6)

المصدر القياسي لبان هو البون، أو البين، تقول: بان بينًا وبونًا؛ لأنها من باب باع بيعًا، وقد ذكر الزمخشري الفعال بفتح الفاء من مصادر الثلاثي، وقد أثبته سيبويه بقوله: دام يدوم دوامًا، وهو دائم، وزال يزول زوالاً وهو زائل، وراح يروح رواحًا وهو رائح كراهية للفعول". اهـ.

انظر: الكتاب لسيبويه 2/ 332 ط بولاق.

والمخصص لابن سيده 14/ 162، المفصل ص 218، وشرح المفصل لابن يعيش 6/ 46، والتبصرة للصيمري 2/ 760، وانظر: الصحاح، واللسان، والقاموس المحيط، والأفعال للمعافري، كلها في مادة: بون وبين.

(7)

التفعيل مصدر الفعل الرباعي فعَّل، نحو: كلَّم تكليمًا، قال ابن مالك في باب =

ص: 292

فيها (1) اشتقاق، فكيف يجعل أحدهما مشتقًا من الآخر (2).

قوله: (وفيه ستة فصول، الفصل الأول: في معنى ألفاظه).

ش: الضمير في [قوله](3): ألفاظه، لا يصح أن يعود على المجمل وحده؛ لأنه ذكر المبين كما ذكر المجمل، ولا يصح أيضًا أن يعود على المبين وحده؛ لأن المؤلف ذكر أيضًا المجمل كما ذكر المبين؛ ولأن كل واحد من المجمل والمبين ليس له ألفاظ، وإنما له لفظ واحد، ولا يصح أيضًا أن يعود على الباب؛ لأن الباب له لفظ واحد لا ألفاظ، فإذا كان لا يصح عوده على المجمل ولا على المبين ولا على الباب، فعلى أي شيء يعود؟

قالوا (4): عائد على الباب (5)، بمعنى: الألفاظ المستعملة في هذا

= مصادر غير الثلاثي: ومن فعل على تفعيل. اهـ، وقد ذكره الزمخشري وغيره في مصادر الرباعي.

انظر: الأصول لابن السراج 3/ 116، والمفصل ص 219، وشرح ابن يعيش عليه 6/ 48، والمساعد على تسهيل الفوائد لابن عقيل 2/ 626، وتبصرة الصيمري 2/ 771، 775، وانظر: اللسان مادة: بين.

(1)

"فيه" في ز.

(2)

انظر: نفائس الأصول للقرافي لوحة رقم 190 ب، مخطوط مصور برقم 9632 ف بجامعة الإمام. لكنه قال في هذه النسخة: إن التبيين مصدر تبين والبيان مصدر بين. اهـ.

إلا أن الذي اتفقت عليه النسختان هنا أصح، وهو الذي تدل عليه كتب العربية؛ لأن مصدر تبين تبينًا كما تقول في تعلم تعلمًا، وأما مصدر بين فهو تبيينًا كما مر بنا قريبًا.

وانظر: التبصرة للصيمري 2/ 771، 775.

وجاء في المسطاسي ص 27 قريب مما في النفائس، ولعله تصحيف من النساخ.

(3)

ساقط من ز.

(4)

"قال" في ز.

(5)

"الألباب" في الأصل.

ص: 293

الباب (1)، وهي أربعة ألفاظ، وهي: المجمل، والمبين، والمؤول، والمفسر.

ذكر المؤلف ثلاثة منها وهي: المجمل، والمبين، والمؤول، وسكت عن المفسر (2) استغناء عنه بالمبين؛ لأنه بمعناه (3).

قوله: (المبين (4): هو اللفظ الدال بالوضع على معنى، إِما بالأصالة (5)، وإِما بعد البيان).

ش: هذا الحد الذي ذكره المؤلف ها هنا في المبين، مرادف في المعنى للحد الذي ذكره في الباب الأول في الفصل السادس في أسماء الألفاظ؛ لأنه قال هنالك (6): والمبين ما أفاد معناه، إما بسبب الوضع، أو بضميمة بيان إليه (7).

فقوله ها هنا (8): (اللفظ الدال بالوضع على معنى بالأصالة)، هو معنى قوله أولًا:"هو ما أفاد معناه بسبب الوضع"، وقوله ها هنا: (وإِما بعد

(1) انظر: شرح المسطاسي ص 28.

(2)

قالوا: المفسر ما احتاج إلى تفسير وقد ورد عليه التفسير، أو الكلام المبتدأ المستغني عن التفسير لوضوحه في نفسه.

انظر لتعريف المفسر: العدة لأبي يعلى 1/ 151، والحدود للباجي ص 46، وإحكام الفصول للباجي 1/ 9، والمحصول 1/ 3/ 227 - 228.

(3)

لأنه قال قبل قليل: المبين معناه المفسر.

(4)

"فالمبين" في نسخ المتن الثلاث.

(5)

"بالإضافة" في أ.

(6)

"هناك" في ز.

(7)

انظر: مخطوطة الأصل صفحة 37، وشرح القرافي ص 38.

(8)

"هو" زيادة في ز.

ص: 294

البيان)، هو (1) معنى قوله أولًا:"أو بضميمة بيان إليه".

وذلك أن البيان [قد يكون](2) بأصل الوضع [و](3) قد يكون بالقرينة (4).

مثال البيان بالأصل: قوله تعالى: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} (5)، وقوله تعالى:{فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ} (6)، وقوله تعالى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ

(1)"وهو" في الأصل.

(2)

ساقط من ز.

(3)

ساقط من ز.

(4)

انظر تعريف المبين في:

المعتمد 1/ 319، والمستصفى 1/ 345، والمحصول 1/ 3/ 227، واللمع ص 143، وشرح الكوكب المنير 3/ 437، والمسطاسي ص 28.

أما أكثر الأصوليين فلم يعرفوا المبين، وإنما اكتفوا بتعريف البيان.

فقال أبو بكر الصيرفي وتابعه جمع من الأصوليين: البيان هو إخراج الشيء من حيز الإشكال إلى حيز الوضوح والتجلي، وقال قوم: البيان: هو العلم، وقال آخرون: البيان هو الدليل، وبهذا الأخير قال جماهير الأصوليين.

وقد عرف البيان أبو يعلى في العدة بأنه إظهار المعنى وإيضاحه للمخاطب مفصلًا مما يلتبس به ويشتبه من أجله.

وعرفه الباجي في الحدود وفي إحكام الفصول: بأنه إزالة اللبس وسائر وجوه الاحتمال التي تمنع تبيين الأمر أو النهي أو الخبر أو الجواب.

وقال صاحب التعريفات: هو عبارة عن إظهار المتكلم المراد للسامع، وقال أيضًا: هو إظهار المعنى وإيضاح ما كان مستورًا قبله.

وهناك تعريفات كثيرة ذكرها الأئمة، وفيما ذكر دلالة على المراد.

وانظر للتعريف: الرسالة للشافعي ص 21، والعدة لأبي يعلى 1/ 100 - 105، والبرهان فقرة 70 - 71، والمنخول ص 63، 64، وإحكام الفصول للباجي 1/ 8، والمستصفى 1/ 365، والحدود للباجي ص 41، والإحكام للآمدي ص 3/ 25، وشرح العضد 2/ 162، والتعريفات للجرجاني 40 - 41، والمسطاسي ص 28.

(5)

سورة النور آية رقم 4.

(6)

سورة البقرة آية رقم 196، وتمامها:{فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} ، وسورة المائدة آية رقم 89، وتمامها:{ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ} .

ص: 295

كَامِلَةٌ} (1)، وغير ذلك؛ لأن أسماء الأعداد (2) نصوص (3) لا تحتمل أن يراد بها غير مدلولاتها، وكذلك قوله تعالى:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (4)، وقوله تعالى:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} (5)، وقوله تعالى:{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} (6)، وقوله تعالى:{وَلَا تَقْتُلُوا (7) النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالْحَقِّ} (8).

ومثال البيان بالضميمة: آية الصلاة، وآية الزكاة (9)، وآية الحج (10)، لأنها مجملة بينها النبي عليه السلام بقوله وبفعله.

قال (11) في آية الصلاة: "صلوا كما رأيتموني أصلي".

وقال في آية الزكاة: "فيما سقت السماء العشر، وفيما سقي بنضح (12) أو دالية نصف العشر".

وقال في آية الحج: "خذوا عني مناسككم".

(1) سورة البقرة آية رقم 196.

(2)

"العدد" في ز.

(3)

"خصوص" في ز.

(4)

سورة الإخلاص آية رقم 1.

(5)

سورة الفتح آية رقم 29.

(6)

سورة الإسراء آية رقم 32.

(7)

"لا تقتلوا" في الأصل.

(8)

سورة الأنعام آية رقم 151، وأيضًا سورة الإسراء آية رقم 33.

(9)

دل على وجوِب الصلاة والزكاة آيات كثيرة منها: قوله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ} سورة الحج آية رقم 78.

(10)

دل على وجوب الحج آيات منها: قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا} الآية. سورة الحج آية رقم 27، وقوله تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} آل عمران آية رقم 97.

(11)

"وقال" في ز.

(12)

"بنطح" في ز.

ص: 296

قوله: (والمجمل هو التردد (1) بين احتمالين فصاعدًا، إِما بسبب الوضع وهو المشترك، أو من جهة العقل كالمتواطئ بالنسبة إلى جزئياته).

ش: هذا الحد الذي ذكره المؤلف ها هنا في المجمل، هو موافق في المعنى للحد (2) الذي ذكره (3) في الباب الأول في قوله في الفصل السادس منه:"والمجمل هو المتردد بين احتمالين فأكثر على السواء، ثم التردد قد يكون من جهة الوضع كالمشترك، وقد يكون من جهة العقل كالمتواطئ بالنسبة إلى أشخاص مسماه"(4)(5).

ومعنى كلامه (6) في الموضعين: أن سبب الإجمال أمران:

أحدهما: الوضع (7).

والآخر: العقل (8).

(1)"الدائر" في نسخ المتن وفي ز.

(2)

"بالحد" في ز.

(3)

"ذكر" في ز.

(4)

انظر: مخطوط الأصل صفحة 37، وشرح القرافي ص 37.

(5)

انظر: تعريف المجمل في: أصول الشاشي ص 81، والمعتمد 1/ 317، والمستصفى 1/ 345، والإحكام للآمدي 3/ 8، 9، والمحصول 1/ 3/ 231، الإبهاج 1/ 214 - 215، ومختصر ابن اللحام ص 126، وشرح الكوكب المنير 3/ 414، والعدة لأبي يعلى 1/ 142 - 143، وإحكام الفصول للباجي 1/ 9، والحدود للباجي ص 48، والمغني للخبازي ص 129، والوجيز للكرماستي ص 52، والتعريفات للجرجاني ص 6، 180، والمسطاسي ص 28.

(6)

"الكلام" في ز.

(7)

أي: المشترك اللفظي، مثل: القرء للطهر والحيض، والعين للباصرة والجارية وغيرهما.

(8)

أي: المشترك المعنوي وهو المتواطئ، كالرجل يشمل زيدًا وبكرًا وعمرًا وغيرهم.

ص: 297

وقد تقدم (1) بيان ذلك في الباب الأول في الفصل السادس في أسماء الألفاظ (2).

قوله: (فكل مشترك مجمل، وليس كل مجمل مشتركًا)(3).

ش: لما كان الإجمال له سببان، أحدهما: الاشتراك اللفظي وهو اللفظ المشترك، والثاني: الاشتراك المعنوي وهو المتواطئ (4)، كان الإجمال أعم من كل واحد منهما وكل واحد منهما أخص منه، فصار كل مشترك وضعًا مجملًا (5)، وليس كل مجمل مشتركًا وضعًا، وكذلك أيضًا نقول: كل متواطئ مجمل وليس كل مجمل متواطئًا (6)، انظر لأي شيء خص (7) المؤلف المشترك (8) بهذا الحكم دون المتواطئ (9)، مع أن ذلك يقال في المتواطئ (10)، كما يقال في المشترك (11)؟!.

(1)"تبين" في الأصل.

(2)

انظر: صفحة 37 من المخطوطة الأصل.

وانظر: المستصفى 1/ 361، والمحصول 1/ 3/ 234، والإحكام للآمدي 3/ 9.

وشرح القرافي ص 274 - 275، وشرح المسطاسي ص 29.

(3)

"مشترك" بالرفع في الأصل وز وأ من نسخ المتن.

(4)

"التواطئ" هكذا في ز.

(5)

"مجمل" في الأصل.

(6)

انظر: شرح القرافي ص 275، وشرح المسطاسي ص 29.

(7)

"خصص" في ز.

(8)

"المجمل" في الأصل.

(9)

"المتوطئ" في ز.

(10)

"المتوطئ" في ز.

(11)

"المجمل" في الأصل.

ص: 298

قوله: (وقد يكون اللفظ مبينًا من وجه [مجملًا (1) من وجه] (2)، كقوله تعالى:{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (3)؛ فإِنه مبين في الحق مجمل في مقاديره (4)).

ش: سمى المؤلف ثبوت الحق [ها](5) هنا (6) مبينًا، وسماه في الباب الأول ظاهرًا (7)، وذلك أمر قريب؛ لأن الظاهر مبين.

قوله: (مبين في الحق)، أي: في ثبوت الحق؛ لأن الحق ثابت فيه بلا شك، وهو مجمل بالنسبة إلى مقادير الحق، هل هو الثلث أو الربع أو النصف أو غير ذلك من المقادير؟

بينه النبي عليه السلام [بقوله](8): "فيما سقت السماء العشر، وفيما سقي بنضح (9) أو دالية نصف العشر".

وقيل: معنى قوله: "مبين في الحق" / 224/، أي:(10) في حكم الحق وهو وجوب الحق؛ وذلك أن الحق يحتمل الوجوب ويحتمل الندب؛ لأنه

(1)"محتملًا" في الأصل.

(2)

ساقط من ش.

(3)

سورة الأنعام آية رقم 141.

(4)

"مقداره" في ش وخ، وفي أ:"مقدراه".

(5)

ساقط من ز.

(6)

"في الآية" زيادة في ز.

(7)

انظر: مخطوط الأصل صفحة 37.

(8)

ساقط من الأصل.

(9)

"بنطح" هكذا في ز.

(10)

"مبين" زيادة في ز.

ص: 299

يرد بمعنى الوجوب كقوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (1)، ويرد بمعنى الندب كقوله تعالى:{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} (2)، فحمله على الوجوب أرجح لاقترانه باليوم (3).

وقيل: معنى قوله: "مبين (4) في الحق"، أي: ظاهر مبين في حكم الأمر بالحق، أي: في إرادة الوجوب بالأمر بالحق.

ومعنى الكلام: فهذا الأمر الذي هو قوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ} (5) مبين وظاهر في حمله على الوجوب، لأن الأمر المطلق يحتمل الوجوب ويحتمل الندب، وحمله على الوجوب هو الراجح لاقترانه بالحق (6)، فهذه ثلاثة تأويلات، فالاحتمال في التأويل الثاني في نفس الحق، هل يراد به الوجوب أو الندب؟، والاحتمال في التأويل الثالث: في مدلول الأمر بالحق، هل هو (7) الوجوب أو (8) الندب؟.

هذه (9) ثلاثة (10) تأويلات في قوله: "فهو مبين في الحق".

(1) سورة الروم آية رقم 47.

(2)

سورة الروم آية رقم 38.

(3)

"بالحق" في ز، والمثبت أصوب إن شاء الله.

(4)

"مبينًا" في ز.

(5)

{يَوْمَ حَصَادِهِ} زيادة في ز، والآية سبقت قبل قليل، وهي في سورة الأنعام آية رقم 141.

(6)

قال في الأولى: لاقترانه باليوم، وقال هنا: لاقترانه بالحق، وكلاهما صحيح، ومعنى الأولى: لاقتران الحق باليوم، ومعنى هذه: لاقتران الأمر بالحق، والله أعلم.

(7)

"على" في ز.

(8)

"على" زيادة في ز.

(9)

"هذا" في ز.

(10)

"ثلاث" في ز.

ص: 300

قيل: (1) معناه: مبين في ثبوت الحق.

وقيل: معناه: مبين في معنى الحق.

وقيل: معناه: مبين في معنى الأمر بالحق.

والتأويل الأول هو أولاها، والله أعلم.

قوله: (والمؤول هو الاحتمال الخفي مع الظاهر).

ش: هذا هو اللفظ الثالث من الألفاظ المستعملة في هذا الباب، أي حقيقة المؤول هو الاحتمال المرجوح (2) الكائن مع الاحتمال الراجح، فالمراد بالخفي هو المعنى المرجوح، والمراد بالظاهر هو المعنى الراجح.

ولكن في كلامه مناقشة؛ لأنه فسر اللفظ الذي هو المؤول، بالمعنى الذي هو الاحتمال، فالأولى [أن يقول: و] (3) المؤول هو المحتمل الخفي الكائن مع المحتمل الظاهر، فالمؤول هو محل (4) التأويل، والتأويل مأخوذ من آل يؤول إذا رجع (5)، ومنه قوله تعالى:{وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} (6) أي: طلب ما يؤول إليه معناه، ومنه قولهم: تأول فلان الآية، إذا نظر إلى ما يؤول إليه معناها، وقال بعضهم: حقيقة التأويل في الاصطلاح: حمل الظاهر على

(1)"وقيل" في ز.

(2)

"المرجوع" في ز.

(3)

ساقط من ز.

(4)

"محتمل" في ز.

(5)

انظر: معجم مقاييس اللغة لابن فارس، والقاموس المحيط، والأفعال للمعافري، والصحاح، كلها في مادة: أوْل، وانظر: الإحكام للآمدي 3/ 52.

(6)

سورة آل عمران آية رقم 7.

ص: 301

المحتمل المرجوح بدليل يصيره راجحًا (1)(2).

فقوله: (حمل)، جنس. وقوله:(الظاهر) احترز به من النص والمجمل كان مشتركًا أو غير مشترك، فإن صرف المشترك إلى أحد (3) معنييه (4) لا يسمى تأويلًا، وقوله:(المحتمل)، احترز به عن حمل الظاهر على ما لا يحتمله، فإنه لا يكون تأويلًا أصلًا، وقوله:(المرجوح)، احترز به من حمل الظاهر على محتمله (5) الراجح؛ أعني: حمله على معناه.

وقوله: (بدليل)، احترز به عن التأويل بغير دليل، فإنه لا يكون تأويلًا صحيحًا، ومعنى قوله:(يصيره راجحًا)(6)، يصير المحتمل المرجوح راجحًا على مدلوله الظاهر.

فتبين بما قررناه أن التأويل لا يتطرق إلى النص ولا إلى المجمل، وإنما يتطرق إلى الظاهر، وهو المتردد بين احتمالين فأكثر، وهو في أحدهما

(1)"راجحة" في ز.

(2)

هذه حقيقة المؤول عند المتكلمين.

أما عند الحنفية فهو ما يرجح بعض وجوهه بغالب الرأي. فانظر للأول: المستصفى 1/ 387، وإحكام الفصول للباجي 1/ 10، والحدود للباجي ص 48، والمحصول 1/ 3/ 232، والإبهاج 1/ 214 - 215، والإحكام للآمدي 3/ 53، وجمع الجوامع 2/ 53، وفواتح الرحموت 2/ 22. وانظر للثاني: المغني للخبازي ص 122، والوجيز للكرماستي ص 39، وانظر أيضًا: التعريفات للجرجاني ص 43، والمسطاسي ص 29.

(3)

"واحد" في ز.

(4)

"معينه" في ز.

(5)

"محتمل" في ز.

(6)

"أي" زيادة في ز.

ص: 302

أرجح (1)، كالحقيقة مع (2) المجاز، والعام مع الخاص، والمطلق مع المقيد، وغير ذلك من الاحتمال المرجوح مع الاحتمال الراجح.

قوله: (مأخوذ من المآل).

ش: أي المؤول مأخوذ من المآل وهو الرجوع، يقال: آل يؤول، إذا رجع، والمآل اسم مصدر.

قوله: (إِما لأنه يؤول إِلى الظهور بسبب (3) الدليل العاضد).

ش: يعني أن المؤول سمي مؤولًا؛ لأنه يرجع معناه إلى الظهور والرجحان بسبب الدليل العاضد، أي: المقوي والمرجح لإرادة ذلك المعنى.

مثال ذلك: إذا قال: رأيت أسدًا، فإن المتبادر إلى ذهن السامع هو الحيوان المفترس؛ لأنه حقيقته (4) لغة، ويحتمل أن يريد (5) به المجاز وهو الرجل الشجاع وهو الاحتمال الخفي، وهذا الاحتمال الخفي قد يؤول إلى الظهور والرجحان إذا كان هناك دليل (6) يعضده؛ أي: قرينة تبين إرادة ذلك المعنى

(1) انظر تعريف الظاهر في:

اللمع ص 144، والمحصول 1/ 3/ 230، والإحكام للآمدي 3/ 52، والإبهاج 1/ 214 - 215، وجمع الجوامع 2/ 52، ومفتاح الوصول للتلمساني ص 59، ومختصر ابن اللحام ص 131.

(2)

"في" في ز.

(3)

"بحسب" في الأصل وز.

(4)

"حقيقة" في ز.

(5)

"يرد" في ز.

(6)

"دليلًا" في ز.

ص: 303

الخفي، كقوله (1) مثلًا: رأيت أسدًا يلعب بسيفه، فإن اللعب بالسيف دليل يعضد إرادة المعنى الخفي الذي هو الرجل الشجاع.

قوله: (أو لأن العقل يؤول إِلى فهمه بعد فهم الظاهر)(2).

ش: أي: ويحتمل أن يسمى المؤول مؤولًا، لأن العقل يرجع إلى فهم المعنى الخفي بعد فهم الظاهر؛ وذلك أن العقل إذا سمع اللفظ فأول ما يسبق إليه، الاحتمال الظاهر، كالحقيقة بالنسبة إلى المجاز، والعموم بالنسبة إلى الخصوص، والإطلاق بالنسبة إلى التقييد، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الاحتمال الخفي، كالمجاز، والخصوص، والتقييد، ويجوز أن يكون مراد المتكلم ذلك الاحتمال الخفي.

قوله: (وهذا وصف له بما هو موصوف به في الوقت الحاضر فيكون حقيقة).

ش: يعني أن تسميته بالمؤول؛ لأن العقل يؤول إلى فهمه بعد فهم الظاهر، حقيقة؛ لأنه وصف (3) بوصف قام به [في](4) الحال.

قوله: (فيكون حقيقة)، معناه: فيكون إطلاق المؤول على هذا المعنى الخفي حقيقة (5).

قوله: (وهذا وصف له بما هو موصوف به).

(1)"كقولك" في ز.

(2)

"الظاهره" في أ.

(3)

"وصفه" في ز.

(4)

ساقط من ز.

(5)

انظر: شرح القرافي ص 275.

ص: 304

ش: أي [و](1) هذا الوصف وصف للمؤول بما هو موصوف به، أي: بالوصف الذي (2) المؤول موصوف به، أي: بذلك الوصف، فالضمير المجرور بالباء [هو] (3) عائد على: ما، وهو الرابط بين الصلة والموصول.

قوله: (وفي الأول (4) باعتبار ما يصير (5) إِليه، وقد لا يقع فيكون مجازًا مطلقًا).

ش: أي وتسميته في المعنى الأول، وهو كونه يؤول إلى الظهور بحسب الدليل العاضد، إنما هو باعتبار الدليل العاضد، وذلك وصف للشيء بوصف سيوجد [فيه](6)، فيكون مجازًا؛ لأنه وصف مستقبل؛ لأن وصف الموصوف بوصف مستقبل مجاز (7).

قوله: (وقد لا يقع، فيكون مجازًا مطلقًا) / 225/، أي: وقد لا يقع الدليل العاضد، فيكون إطلاق المؤول على ذلك المعنى الخفي - على هذا - مجازًا مطلقًا، أي: وجد ذلك الدليل العاضد أو لم يوجد، وبالله التوفيق [بمنه](8).

(1) ساقط من ز.

(2)

"هو" زيادة في ز.

(3)

ساقط من ز.

(4)

"والأول" في أ.

(5)

"تصير" في ز.

(6)

ساقط من ز.

(7)

انظر: شرح القرافي ص 275.

(8)

ساقط من ز.

ص: 305