الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثّقه ابن معين وليّنه أبو حاتم. وقال ابن عديّ: محمد كثير الغلط واللَّه أعلم.
ووجدت لقصّته شاهدا من وجه آخر، لكن لم يسم فيه، قال ابن سعد: حدثنا يزيد، حدثنا جرير بن حازم، حدّثني من سمع الزهريّ يحدّث أن يهوديّا قال: ما كان بقي شيء من نعت محمد في التّوراة إلا رأيته إلا الحلم. فذكر القصة.
2912- زيد بن سهل
«1»
: بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عمرو بن مالك بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو طلحة.
مشهور بكنيته، ووهم من سماه سهل بن زيد، وهو قول ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد العقبة.
وقد قال ابن سعد: أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا أبو طلحة من ولد أبي طلحة، قال اسم أبي طلحة زيد، وهو القائل:
أنا أبو طلحة واسمي زيد
…
وكلّ يوم في سلاحي صيد
«2» [الرجز] كان من فضلاء الصّحابة، وهو زوج أم سليم.
روى النّسائيّ من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: يا أبا طلحة، ما مثلك بردّ، ولكنك امرؤ كافر، وأنا مسلمة لا تحلّ لي، فإن تسلم فذلك مهري، فأسلم، فكأن ذلك مهرها.
وقد رواه أبو داود الطيالسيّ في مسندة، عن جعفر، وسليمان بن المغيرة، وحمّاد بن سلمة كلّهم عن ثابت مطوّلا. وفي رواية ابن سعد خير من ألف رجل.
وعن أنس أنه كان يرمي بين يدي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد. فرفع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ينظر، فرفع أبو طلحة صدره، وقال: هكذا لا يصيبك بعض سهامهم، نحري دون نحرك، صحيح الإسناد.
(1) مسند أحمد 4/ 28، طبقات ابن سعد 3/ 504، طبقات خليفة 88، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 3/ 381، المعارف 166، 308، تاريخ الفسوي 1/ 300، الجرح والتعديل 3/ 564، معجم الطبراني 5/ 91، المستدرك 3/ 351، 354، الاستبصار 50، ابن عساكر 6/ 305، جامع الأصول 9/ 73- 77. تهذيب الكمال 457- تاريخ الإسلام 2/ 119، العبر 1/ 35، مجمع الزوائد 9/ 312، تهذيب التهذيب 3/ 414، 415، خلاصة تذهيب الكمال 128، شذرات الذهب 1/ 40، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 4- 12، أسد الغابة ت [1843] ، الاستيعاب ت [855] .
(2)
ينظر البيت في الطبقات 3/ 64. والاستيعاب ترجمة رقم (855) .
وهذا قد يخالف قول من قال: إنه شهد العقبة، وقد جزم بذلك عروة وموسى بن عقبة، وذكروه كلهم فيمن شهد بدرا،
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة.
أخرجه أحمد مرسلا.» «1»
واختلف في وفاته: فقال الواقديّ- وتبعه ابن نمير، ويحيى بن بكير، وغير واحد:
مات سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان، وقيل قبلها بسنتين.
وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: عاش بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أربعين سنة، وكأنه أخذه من رواية شعبة عن ثابت، عن أنس، قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من أجل الغزو، فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلا يوم أضحى أو فطر.
قلت: فعلى هذا يكون موته سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين. وبه جزم المدائني.
ويؤيده ما أخرجه في «الموطأ» ، وصحّحه الترمذيّ، من رواية عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة
…
فذكر الحديث في التّصاوير، وعبيد اللَّه لم يدرك عثمان ولا عليّا. فدلّ على تأخر وفاة أبي طلحة.
وقال ثابت، عن أنس أيضا: مات أبو طلحة غازيا في البحر، فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغيّر.
أخرجه الفسوي في «تاريخه» ، وأبو يعلى، وإسناده صحيح.
روى أبو طلحة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. روى عنه ربيبه أنس، وابن عبّاس، وأبو الحباب سعيد بن يسار، وغيرهم.
وروى مسلم وغيره من طريق ابن سيرين عن أنس أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لما حلق شعره بمنى فرّق شقّه الأيمن على أصحابه: الشعرة، والشعرتين، وأعطى أبا طلحة الشقّ الأيسر كلّه.
وفي الصّحيحين عن أنس، لما نزلت: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 112، وأبو نعيم في الحلية 7/ 309 قال أبو نعيم مشهور من حديث ابن عيينة تفرد به عنه علي بن زيد بن جدعان. وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13/ 224. وابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 4: 62. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 315 عن أنس وقال رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.