الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كافرا، ولم يذكر أنه أسلم، [وأنشد له الزبير بن بكّار في الكلام على البطحاء رجزا أوله:
إما تريني أشمط العشيات] «1» فاللَّه أعلم.
2205
-
خالد بن هوذة «2» بن ربيعة:
البكائيّ ويقال القشيري، جاء ذكره في حديث ابنه العدّاء، فروى الباوردي من طريق عبد المجيد أبي عمرو، عن العدّاء بن خالد، قال:
خرجت مع أبي فرأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب.
وقال الأصمعيّ: عن أبي عمرو بن العلاء: أسلم العدّاء وأخوه حرملة وأبوهما. وكانا سيدي قومهما، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى خزاعة يبشّرهم بإسلامهما.
وذكرهما ابن الكلبيّ في المؤلّفة، وقال في الجمهرة: وفد خالد وحرملة ابنا هوذة على النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: وخالد هو الّذي قتل أبا عقيل جدّ الحجاج بن يوسف الثقفي.
2206- خالد بن الوليد
«3»
: بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ سيف اللَّه، أبو سليمان أمه لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب الهلاليّة، وهي أخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب، وهما أختا ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
كان أحد أشراف قريش في الجاهليّة، وكان إليه أعنّة الخيل في الجاهلية، وشهد مع كفّار قريش الحروب إلى عمرة الحديبيّة. كما ثبت في الصّحيح أنه كان على خيل قريش طليعة، ثم أسلم في سنة سبع بعد خيبر، وقيل قبلها، ووهم من زعم أنه أسلم سنة خمس.
قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس، عن حبيب، حدّثني عمرو بن العاص من فيه، قال: خرجت عامدا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبل الفتح، وهو مقبل من مكّة، فقلت: «أين تريد يا أبا سليمان؟
(1) سقط في أ.
(2)
تهذيب الكمال 1/ 185، الطبقات الكبرى 1/ 273. دائرة معارف الأعلمي 17/ 135، أسد الغابة ت [1401] ، الاستيعاب ت [628] .
(3)
ابن هشام 2/ 276- 279- 292- 594، طبقات ابن سعد 4/ 2- 1، 7- 2، 118، نسب قريش 320- 322 طبقات خليفة 19- 20- 299، تاريخ خليفة 86، 88، 92- 150 التاريخ الصغير 1/ 23- 40، المعارف 267، الجرح والتعديل 3/ 356، مشاهير علماء الأمصار ت، 157، ابن عساكر 5/ 264- 2، تهذيب الأسماء واللغات 10/ 172- 174، تهذيب الكمال 370، دول الإسلام 1- 16، العبر 1/ 25، ابن كثير 7- 113- 118، العقد الثمين 4/ 389- 297، تهذيب التهذيب 3/ 142، خلاصة تذهيب الكمال 103، كنز العمال 13/ 366- 375، شذرات الذهب 1/ 232، تهذيب ابن عساكر 5/ 95- 117، أسد الغابة ت [1399] ، الاستيعاب ت [621] .
قال: أذهب واللَّه أسلم، فحتّى متى؟ قلت: وما جئت إلا لأسلم،
فقدمنا جميعا، فتقدم خالد فأسلم وبايع، ثم دنوت فبايعت ثم انصرفت، ثم شهد غزوة مؤتة مع زيد بن حارثة، فلما استشهد الأمير الثّالث أخذ الراية فانحاز بالنّاس، وخطب النبيّ صلى الله عليه وسلم فأعلم الناس بذلك كما ثبت في الصّحيح.
وشهد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتح مكّة، فأبلى فيها، وجرى، له مع بني خزيمة ما جرى، ثم شهد حنينا والطائف في هدم العزّى.
وله رواية عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصّحيحين وغيرهما، روى عنه ابن عبّاس وجابر، والمقدام بن معديكرب، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة بن قيس وآخرون.
وأخرج التّرمذيّ عن أبي هريرة، قال: نزلنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منزلا، فجعل الناس يمرّون، فيقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:«من هذا؟ فأقول: فلان، حتى مرّ خالد فقال: «من هذا» ؟
قلت: خالد بن الوليد. فقال: «نعم، عبد اللَّه، هذا سيف من سيوف اللَّه» رجاله ثقات.
وأرسله النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر دومة فأسره.
ومن طريق أبي إسحاق عن عاصم، عن أنس، وعن عمرو بن أبي سلمة- أن النبيّ صلى الله عليه وسلم بعث خالد إلى أكيدر دومة فأخذوه فأتوا به، فحقن له دمه، وصالحه على الجزية، وأرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة فأبلى في قتالهم بلاء عظيما، ثم ولّاه حرب فارس والرّوم فأثر فيهم تأثيرا شديدا وفتح دمشق.
وروى يعقوب بن سفيان من طريق أبي الأسود، عن عروة، قال: لما فرغ خالد من اليمامة أمره أبو بكر بالمسير إلى الشام، فسلك عين التمر فسبى ابنة الجودي من دومة الجندل، ومضى إلى الشّام، فهزم عدوّ اللَّه.
واستخلفه أبو بكر على الشّام إلى أن عزله عمر، فروى البخاريّ في تاريخه من طريق ناشرة بن سمي، قال: خطب عمر واعتذر من عزل خالد، فقال أبو عمرو ابن حفص بن المغيرة: عزلت عاملا استعمله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ووضعت لما رفعه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقال: إنّك قريب القرابة حديث السن مغضب لابن عمّك.
وقال ابن أبي الدّنيا: حدّثني أبي، حدثني عبّاد بن العوّام، عن سفيان بن حسين، عن قتادة، قال: بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزّى فهدمها.
وقال أبو زرعة الدمشقيّ: حدّثني علي بن عباس «1» ، حدّثنا الوليد، حدّثني وحشي،
(1) في أ: علي بن عياش.
عن أبيه، عن جده- أنّ أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردّة، فقال: إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «نعم عبد اللَّه وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف اللَّه سلّه اللَّه على الكفّار.»
«1»
وقال أحمد: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، قال: استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد، فقال خالد: بعث عليكم أمين هذه الأمة، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقوله، فقال أبو عبيدة: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «خالد سيف من سيوف اللَّه، نعم فتى العشيرة.»
«2»
وروى أبو يعلى من طريق الشعبي، عن ابن أبي أوفى- رفعه:«لا تؤذوا خالدا فإنّه سيف من سيوف اللَّه صبّه اللَّه على الكفّار.» «3»
ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، أخبرت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مثله.
وقال سعيد بن منصور: حدّثنا هشيم، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه- أن خالد بن الوليد فقد قلنسوته يوم اليرموك، فقال: اطلبوها فلم يجدوها، فلم يزل حتى وجدوها، فإذا هي خلفه، فسئل عن ذلك. فقال: اعتمر النبيّ صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه، فابتدر الناس شعره فسبقتهم إلى ناصية فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا تبيّن لي النصر.
ورواه أبو يعلى، عن شريح بن يونس، عن هشيم- مختصرا، وقال في آخره: فما وجهت في وجه إلا فتح لي.
وفي الصّحيحين عن أبي هريرة في قصة الصّدقة، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: إن خالدا احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل اللَّه.
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 158 بلفظ «نعم ابن العشيرة» .
(2)
أخرجه أحمد المسند 4/ 90. وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 136. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 351، وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة. والسيوطي في الدر المنثور 2/ 245. المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33280.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 121. وابن سعد في الطبقات 7/ 120. والحاكم في المستدرك 3/ 298 عن عبد اللَّه بن أبي أوفى قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد عن الشعبي مرسلا وهو أشبه وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 352 عن عبد اللَّه ابن أبي أوفى قال الهيثمي رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار والبزار بنحوه ورجال الطبراني ثقات، وابن عساكر في التاريخ 5/ 105 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33281، 33283.
وفي البخاريّ عن قيس بن أبي حازم، عن خالد بن الوليد، قال: لقد اندقّ في يدي يوم مؤتة تسعة [أسياف، فما صبرت معي إلا صفيحة يمانية.
وقال يونس بن أبي إسحاق عن أبي السّفر: لما قدم خالد بن الوليد الحرّة أتى بسمّ فوضعه في راحته ثم سمّى وشربه] فلم يضره، رواه أبو يعلى، ورواه ابن سعد من وجهين آخرين.
وروى ابن أبي الدّنيا بإسناد صحيح عن خيثمة، قال: أتى خالد بن الوليد رجل معه زقّ خمر، فقال: اللَّهمّ اجعله عسلا فصار عسلا. وفي رواية له من هذا الوجه: مر رجل بخالد ومعه زق خمر، فقال: ما هذا؟ قال: خلّ قال: جعله اللَّه خلّا، فنظروا فإذا هو خلّ، وقد كان خمرا.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبيد اللَّه، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى آل خالد، قال: قال خالد عند موته: ما كان في الأرض من ليلة أحبّ إليّ من ليلة شديدة الجليد في سريّة من المهاجرين أصبّح بهم العدو، فعليكم بالجهاد.
وروى أبو يعلى من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قال خالد: ما ليلة يهدي إليّ فيها عروس أنا لها محبّ وأبشر فيها بغلام أحبّ إليّ من ليلة شديدة الجليد، فذكر نحوه.
ومن هذا الوجه عن خالد: لقد شغلني الجهاد عن تعلم كثير من القرآن.
وكان سبب عزل عمر خالدا ما ذكره الزبير بن بكّار. قال: كان خالد إذا صار إليه المال قسّمه في أهل الغنائم، ولم يرفع إلى أبي بكر حسابا، وكان فيه تقدّم على أبي بكر يفعل أشياء لا يراها أبو بكر: أقدم على قتل مالك بن نويرة، ونكح امرأته، فكره ذلك أبو بكر، وعرض الدّية على متمم بن نويرة، وأمر خالدا بطلاق امرأة مالك ولم ير أن يعزله.
وكان عمر ينكر هذا وشبهه على خالد.
وكان أميرا عند أبي بكر بعثه إلى طليحة، فهزم طليحة ومن معه، ثم مضى إلى مسيلمة فقتل اللَّه مسيلمة.
قال الزّبير: وحدّثني محمد بن مسلم، عن مالك بن أنس، قال: قال عمر لأبي بكر:
اكتب إلى خالد لا يعطي شيئا إلا بأمرك. فكتب إليه بذلك، فأجابه خالدا: إمّا أن تدعني وعملي وإلا فشأنك بعملك فأشار عليه عمر بعزله فقال أبو بكر: فمن يجزي عني جزاء خالد؟ قال عمر: أنا. قال: فأنت. فتجهّز عمر حتى أنيخ الظّهر في الدّار، فمشى أصحاب