الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العصمة مانعة من القدرة على فعل ما لا ينبغي.
إن يوسف عليه السلام امتنع وصرف الله همَّه، وهو قادر على غير ذلك. من هنا كان أُسوةً لكل عافٍّ إلى يوم القيامة.
* * *
أخلاقه صلى الله عليه وسلم دليل على نبوته
بعد أن عرفنا تصور العلامة مالك بن نبي لأخلاق النبوات.
نأتي إلى أخلاقه صلى الله عليه وسلم من جانب الاستدلال بها على صدق نبوته.
والحق أن أول من صاغ دليلاً عقليا على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم هي السيدة خديجة رضي الله عنها وصاغت دليلها من أخلاقه صلى الله عليه وسلم قبل "اقرأ" فقد عاشرته قبل "اقرأ" خمسة عشر عاماً، وهي مدة - في الحياة الزوجية تعني إدراك الحقيقة - غالباً -.
واستدل أيضا بأخلاق النبي على نبوته "هرقل" عظيم الروم. -
كما جاء في حواره مع أبي سفيان بن حرب.
وإلى شيء من التفصيل.
* * *
* خديجة رضي الله عنها ومنهجها في الاستدلال
عندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من غار حراء بعد أن جاءه جبريل عليه السلام وقال: اقرأ
…
القصة.
دخل على خديجة ترجف بوادره، فقال زمليني فزملته.
حتى ذهب عنه الروع، فقال: يا خديجة مالي؟ وأخبرها الخبر،
وقال: "لقد خشيت علىّ أو على نفسي فقالت: كلا.
فوالله لا يخزيك الله أبداً.
إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق."
فالسيدة خديجة صاغت من أخلاقه صلى الله عليه وسلم
دليلاً على أن الله لن يخزيَه أبداً.
وامتداد القصة - في الصحيح - تأتي بشارة "ورقة بن نوفل"
وكان عالماً بالكتب السابقة، يكتب بالعبرانية، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ببعض ما سيعاني، قياساً على معاناة الأنبياء السابقين،
فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى.
وفي البخاري "الذي نزله الله على موسى" يا ليتني فيها جذعاً. ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك.
قال: أو مخرجي هم؟
قال: نعم، لم يأت أحدٌ قومه بمثل ما جئت به إلا عُودىَ وأُوذى.
وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً "
وفيات مشاهر الأعلام الذهبي جـ 1 صـ 118"
المهم عندي هو استدلال خديجة بأخلاقه صلى الله عليه وسلم على نبوته. وقد صدَّق ورقة نبوءتها بمعلومات عامة لأن كبر السن، والمفاجأة، ورهبة الشعور بأنه يجلس أمام نبي، حالت بينه وبين مراجعة ما قرأ ليستدل على نبوة محمد - كما فعل الحبر والراهب بحيرى - من قبل.
ومعلوم أن التوراة والإنجيل مصدران وافيان بالدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
فالدور العظيم الذي أدّته أمّ المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها يفسّر سرَّ اختيار الله لها زوجةً للنبي صلى الله عليه وسلم مع أنها تكبره بخمسة عشر عاما.
أولاً: استدلت بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم على نبوتّه.
وهذا سَبْقٌ عقلي كبير.
ثانيا: جعلت مالها تحت تصرف النبي صلى الله عليه وسلم في خدمة دعوته. حتى يمكن أن أقول: لا يستطيع مُؤرّخ مُنصف أن يكتب تاريخ الدعوة الإسلامية، وأسباب نجاحها، بمعزل عن مال السيدة خديجة، ومال عثمان بن عفان رضي الله عنهما -
وللمال دور كبير في نجاح الدعوات.
ثالثا: ما قامت به السيدة خديجة من عرض الرسول صلى الله عليه وسلم على ورقة بن نوفل وأعتبر هذا العرض سبقا حضاريا كبيرا.
لأنّ البيئة التي عاشت فيها خديجة كانت لا تعرف ولا تعترف بالملّة النصرانّية، ولا بنبيها السيد المسيح عليه السلام.
يدلنا على ذلك قولهم عن النصرانية "الملة الآخرة" كما حكى القرآن عنهم {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} (7 سورة ص)
{الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ}
لا يعرفون عنها شيئاً، حتى اسمها، أو هكذا يدّعون.
وكانوا يُفضّلون حجارتهم على السيد المسيح.
هذا رأي قريش في المسيحيّة ونبيّها.
فخديجة رضي الله عنها تعدت الحواجز،
وحاولت الانتفاع برأي ورقة بن نوفل، لما عنده من علم.
فمجرد العرض سبق حضاري.
رابعا: حكى فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في حوار له مع الأستاذ أحمد زين حـ 5 صـ 66. حكى أن السيدة خديجة امتحنت الملك الذي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي.
سألت النبي: هل تراه عندما ينزل عليك؟
قال لها: نعم.
قالت أعلمني عندما تراه.
فلما نزل عليه الوحي أعلمها صلى الله عليه وسلم فضمت النبي صلى الله عليه وسلم إلى حجرها. وسألته: هل تراه؟. قال نعم.
فكشفت السيدة خديجة عن خمارها، فغاب الوحي. فأيقنت أنه ملك.
يقول الشيخ الشعراوي: إن الشيطان وقح لا يختفي من هذه المناظر.
ولو كل النساء كمثل هذي. . . لفُضِّلت النساء على الرجالِ
فما التأنيثُ في اسم الشمسِ عيبا. . . ولا التذكير فخراً للهلالِ
وإذا كانت خديجة هي أول من استدل بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم على نبوته. فلنعش مع هرقل - عظيم الروم، ومنهجه في الاستدلال.
* * *
هرقل - عظيم الروم -
استدل بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم على نبوته.
جاء في صحيح البخاري كتاب بدء الوحي، الحوار الكامل الذي دار بين أبي سفيان وهرقل.
وقد بين هذا الحوار أن هرقل استدل بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم على صدق نبوته.
وهذا نصُّ البخاري رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ
أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانُوا تِجَارًا بِالشَّأْمِ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلْتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا فَقَالَ أَدْنُوهُ مِنِّي وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ قَالَ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ قَالَ فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ لَا قَالَ فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَقُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ قُلْتُ بَلْ يَزِيدُونَ قَالَ فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَهَلْ يَغْدِرُ قُلْتُ لَا وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا قَالَ وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ قَالَ فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ قُلْتُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ قُلْتُ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ قُلْ لَهُ سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا قُلْتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ أَمْرُ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ".
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ وَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ".
ولم يكتف هرقل بهذه الكلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن استدل بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم على
صدق دعوته
…
ولكنه اختبر قومه ليقيس رد الفعل لو أعلن إيمانه بالنبي الجديد. فقال: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ هَلْ لَكُمْ فِي الْفَلَاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ فَتُبَايِعُوا هَذَا النَّبِيَّ فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَى الْأَبْوَابِ فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ وَأَيِسَ مِنْ الْإِيمَانِ قَالَ رُدُّوهُمْ عَلَيَّ وَقَالَ إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي آنِفًا أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَقَدْ رَأَيْتُ فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ".
وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسالة إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام وجاء في كتاب "منشئات السلاطين" هذا الردّ. بالجزء الأول لفريدون بك استنبول.
* رد قيصر الروم على النبي صلى الله عليه وسلم
أرسل النبي إليه رسالة طلب منه أن يدخل الإسلام، فإذا لم يفعل، فلا يحل بين الفلاحين وبين الإسلام، أن يدخلوا فيه، وأن يعطوا الجزية إن أبوا.
فرد امبراطور الروم على النبي صلى الله عليه وسلم
إلى أحمد رسول الله الذي بشّر به عيسى. إنّي جاءني كتابك مع رسولك، وإنّي أشهد أنك رسول الله. نجدك عندنا في الإنجيل، بشّرنا بك عيسى بن مريم.
وإنّي دعوت الروم إلى أن يؤمنوا بك فأبوا. ولو أطاعوني لكان خيراً لهم. ولوددت أني عندك فأخدمك، وأغسل عن قدميك.
والله أعلم بما مات عليه هرقل.
وهكذا عرفنا أن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم هي أول دليل على نبوته. كما أوجزنا منهج أن المؤمنين خديجة رضي الله عنها ومنهج هرقل عظيم الروم.
وما زال العقل السليم في كل عصر يستدل بخُلق النبي صلى الله عليه وسلم على صدق نبوته. كاستدلاله بنبوته على عظم أخلاقه.