الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متكاملة للإسلام، عقيدة وشريعة وأخلاقاً. عبادات واقتصاديات،
مما يحتاج لرسالة خاصة.
ومنذ هذا اليوم والصورة واضحة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه مع علمه بما سينزل عليه في شأن الخمر - مثلاً - إلا إنه لم يسبق الوحي، حتى يحتفظ للوحي بمنهج التدرجّ في التشريع.
لقد قال القرآن الكلمة الأخيرة في الخمر في الآية التسعين من سورة المائدة (1) ، وهي آخر سورة نزلت من عند الله.
ومع ذلك لم يسبق النبي الوحي بشيء من الترهيب في الخمر، مع أن بعض الآيات مهدّت للتحريم.
*
قوة التركيز
كثيراً ما يتكلم الناس. ولكن {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} ولا وزن له.
وكثيرا ما نسمع الخطب العظيمة، وأحاديث الوعظ، ولا تحرك في القلب ساكنا. بل كثيراً أولئك الذين يتوجهّون بالدعاء إلى الله. ولا يستجاب لهم.
وأنت تقرأ بعض "التعاويذ" فلا تشعر بشيء، بينما قد يقرأها أمامك ساحر فيتحرك الحجر، ولو من باب {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ} ما السبب؟
الكلمات هي الكلمات. والدعوات هي الدعوات.
فلماذا تستجاب من أحدهم، ولا تستجاب من الآخر؟
هنا قوّة الضرورة. فدعوة المظلوم مثلاً ترفعها الملائكة إلى الله.
لأنّ المظلوم يشعر بضرورة الاعتصام بالله. فقد تخلُفت الأسباب عن نصرته.
بقي الله - سبحانه - "دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء
ويقول: وعزّتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين". (الترمذي) .
وواضح أن وحدة الهدف عند الدعاء سببها الضرورة الملحّة لهذا الأمر.
{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (62 سورة النمل)
فقوة التركيز هي الجانب المؤثر في السحر، والتنويم المغناطيسي، والدعاء المقبول. والأمور الثلاثة "الشعور بالضرورة، ووحدة الهدف، وقوة التركيز لو اجتمعت في الحوار، فمن رزُق هذه الثلاثة من الدعاة يمكن أن يضع يده على صدر من يخاطبه فينساق الهدى إلي قلبه."
ويمكن لكلماته أن تصنع المستحيل.
وبهذا استطاع رجل واحد أن يُربي أمَّة.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا شحنة من الطاقة الروحية يغلب بها كل الرجال الذين يحاورهم.
ومازالت عبادة الصلاة، بالمنهج الذي طلبه القرآن. تُعلّم المسلم التركيز. وذلك عندما طلبت من المسلم أن يدرّب نفسه خمس مرات كلّ يوم على التفكير فيما يقرأ، وفيما يسبِّح، وفي معنى السجود، وذلك إذا سجد بقلبه.
"فليس لك من صلاتك إلاّ ما تعقل منها"
فالداعي بحاجة إلى قوّة التركيز فيما يتحدّث فيه.
حتى لا يتحدّث ساعة وهو لا يقول شيئاً.
ورجل الأعمال يحتاج إلى قوّة التركيز لإدارة شئونه.
والطالب أكثر الجميع حاجة للتركيز.
وهو سرّ أن يقرأ أحد الطلاب المحاضرة مرّة واحدة فيحصل على الامتياز.
والصلاة هي النادي الذي يتم فيه التدريب على قوة التركيز.
واليوُجا - التي يبشرون بها في بلادنا غزو ديني جديد، لعقائد الهند وعبادات البوذية.
وقد أغنانا الله عنها بمدرسة الصلاة، وما فيها من تدريب على التركيز. خصوصاً صلاة الليل.
وفي كتاب (كيف تعدين نفسك "اليوغا") إعداد هالة عمر، تذكر معُدّة الكتاب أن هذه الرسالة تمثل جزءا من أهداف "اليوغا".
ونقول: وهناك العديد من الآفاق التي تتراوح بين السيطرة على الجسد والتأملات الروحانية الشاهقة الارتفاع.
ثم تقول: فالهثايوغا بدنية. وهذه هي التي نعالجها في هذا الكتاب بصورة خاصة. لكن فيما بعد ستعطيك "حكومات الكهنة العظيمة".
ونحن لا نناقش التمارين الجسدية في أيّ مدرسة.
ولكن الذي نخشاه هو الغزو والفكر.
فقد أصبحنا في عالم الغزو الفكري بكل وسائله وفنونه.
فلنعالج - كلَّ قضايانا بمنهج الإسلام، الذي ورثناه عن نبينا صلى الله عليه وسلم.
* * *