الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول كعب: "فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ نَبَطِ أَهْلِ الشَّامِ مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ حَتَّى جَاءَنِي فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ وَكُنْتُ كَاتِبًا فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ قَالَ فَقُلْتُ حِينَ قَرَأْتُهَا وَهَذِهِ أَيْضَا مِنْ الْبَلَاءِ فَتَيَامَمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهَا بِهَا
…
" الحديث متفق عليه.
هكذا انتصرت تربية النبي صلى الله عليه وسلم
انتصرت على إغراء ملوك الأرض، لأنها ربطت النفوس بملك السماء.
وما عنده من عطاء. بل ملأت النفوس بحب الله ورسوله.
وهل يمكن لمسلم ربَّاه النبي صلى الله عليه وسلم
أن ييأس من رحمة الله، قيرتد على أدباره خاسراً؟
سبق أن قلتُ: كلما تأخر الفرج فأبشر، فهو طول لعمرك.
فلن تموت حتى تستوفي أجلها ورزقها، فأجملوا في الطلب
"من حديث مسلم".
ونزلت آيات سمُيت السورة باسمها (سورة التوبة){وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (118 سورة التوبة)
وهكذا انتصر منطق الحب على إغراء ملوك الكفر.
*
فداء وعطاء
"أحبّ القوم بكلّ قلبه، فأعطوه بكل قواهم"
فجاءت لأولّ مرّة قيادة الحبّ.
وإذا كان أقرب الناس من القائد هم أعلى الناس به،
وبحقيقة ما يدعو إليه.
فأقرب الناس من النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين ساهموا بأموالهم وأنفسهم من أجل دعوته تحمّلوا غُرم الدعوة، في المال والأهل، آملين في الجنة، والجنة فقط.
- أبو بكر: سأله النبي صلى الله عليه وسلم ماذا أبقيت لأهلك؟
قال أبقيت لهم الله ورسوله
…
تبرع بكل ماله.
وعندما تبرع رجل من المسلمين ببيضة من الذهب، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنّها كلّ ما يملك ردّها النبي عليه. ولم يقلها منه. ولكن قبل من أبي بكر كلّ ماله.
- وعثمان بن عفان - صهر النبي صلى الله عليه وسلم ملأ حجر النبي ذهباً. فقلّبه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: ما ضرّ عثمان ما فعله بعد اليوم "مرتين""الترمذي مناقب"
- ومن قبلهما قدّمت خديجة كلّ ما تملك لخدمة هذا الدين، وعاشت في شعاب مكة. مع النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
- عمر - صهر النبي - تبرع بنصف ماله، وقال لله عندي نصفه "الشيخ الشعراوي"
- وأول ربا وضعه النبي صلى الله عليه وسلم هو ربا عمه العباس رضي الله عنه، وفي وضع دماء الجاهلية - أول دم وضعه هو دم ربيعة بن الحارث، هذا في مجال المال.
أما في مجال النفس، فأهل النبي صلى الله عليه وسلم هم أوَّل من تقدموا لأعمال الفداء.
- علي بن أبي طالب نام ليلة الهجرة في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، والخطر محقق.
- وفي غزوة بدر. وقبل أن يلتقي الجمعان، تقدّم الأسود بن عبد الأسد المخزومي - الذي عرُف بشراسة الطبع وسوء الخلق،
وقال: أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنَّه، أو أموتن دونه.