الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
قصة الهجرة
كل خطوة تؤكد ثقته بربِّه.
أولاً:
خروجه من بين الشباب المُشْرِك، الذي اجتمع لقتله، ووضعه التراب على رؤوسهم وكان يمكنه أن يتصرَّف في الخروج، أو ينام ليلتها عند الصِّدِّيق، أو عند السيدة أمّ هاني. كما نام ليلة الإسراء.
ثانياً:
وَعْدُه لسراقة بن مالك بأن يعطيه سوار كسرى، وقد لا تكفي كلمات الدنيا للتعبير عنه قال صلى الله عليه وسلم لسراقة: كيف بك يا سراقة إذا سورّت بسوار كسرى؟!!.
قال سراقة "متعجباً": كسرى بن هرمز؟ ّ
قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم.
- سبحان الله - رجل خرج من قومه فارًّا بدينه، يمتد أمله إلى الانتصار على ملك من أقوى الملوك. إنه وعد الله. وسراقة
…
خرج يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم لينال جائزة قريش. مائة ناقة.
وهذه ثروة تجعله من كبار القوم.
ومع ذلك يكتفي من خروجه بوثيقة يكتبها له عامر بن فهيرة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
والأعجب من كل هذا هو تحقق وعد النبي صلى الله عليه وسلم لسراقة، في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستلم سراقة سوار كسرى!
ثالثاً:
في حادث الهجرة أيضاً. يدخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وقد خرجت كل المدينة للقائه.
خرج المؤمنون به. وخرج اليهود. وخرج من بقى على دينه مشركاً.
وكل جماعة من أتباعه تريد شرف ضيافته.
ولكن العجيب أنْ يُعلق النبي صلى الله عليه وسلم مستقبل الدعوة على "الناقة التي يركبها"
"دعوها فإنَّها مأمورة"
الله أكبر
…
ماذا سيكون مستقبل الدعوة إذا لم تبرك الناقة؟!!
الأمر خطير جدًّا.
فاليهود شهود.
وكفار المدينة شهود.
حتى المؤمنون به لم يشهدوا منه معجزة بَعْد.
ولكن سرعان ما بركت الناقة. وتحقّقت أوَّل معجزة أمام الأعيان.
أو قل: تحقق وعد الله لنبيه صلى الله عليه وسلم.
إن ثقة النبي بوعد ربِّه، ثمرة لإيمانه الكبير، الذي يفوق مجموع إيمان من آمن به، إلى يوم القيامة.
إن الدنيا في كلّ عصورها لا تعرف رئيساً لدولة - مهما كانت قوتّه - يمكنه أن يصرف حراسه عنه، ويعلن أنّه لن يموت إلا في فراشه.
وتختم حياته كما قال.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس من أصحابه ليلاً.
حتى نزل عليه قوله تعالى {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}
فلم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتظر حتى الفجر.
بل أخرج رأسه من القبة وقال: "انصرفوا فإن الله تولى حراستي.
وفي رواية عائشة: " أَيُّهَا النَّاسُ انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ ".
وقد شهدنا في عصرنا قتل رئيسين لدولتين كبيرتين، وهما يستعرضان قوات بلادهما في البر والفضاء.
أَيُّهَا النَّاسُ انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ عز وجل لم تكن مجرد حماس لبشارة قرآنية. ولكنها أصبحت سلوكاً مصاحباً للنبي صلى الله عليه وسلم في كل حياته. حتى في غزوة شرعت فيها صلاة الخوف، نام النبي صلى الله عليه وسلم تحت ظل شجرة، وعلَّق سيفه عليها،
نام بدون حراسة من أحد.
فتسلل رجل من المشركين، وأخذ السيف،
وأيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد. من يمنعك مني؟
قال له النبي صلى الله عليه وسلم: الله يمعني منك.
ضع السيف.
فوضع الرجل السيف
إن ثقة النبي صلى الله عليه وسلم الدائمة بوعد الله الذي تحقق في الدنيا، أورثته الثقة الكبرى بوعود الله بما في الآخرة.
إن ما عند الله خير للصابرين، هذا يقينه. وقُرب نصر الله مهما تأخر. فالتأخير لصالحه لأنه طول لعمره في الدنيا. فلن ينتهي عمره حتى يتحقق نصر الله له كما وعد.
هذا اليقين قد أثَّر في أخلاق النبي استجابة لكل أمر، فكان شعاره {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} (84 سورة طه) واجتناباً لكل نهي {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (15 سورة يونس)
والآن مع الآية الكريمة {خُذِ الْعَفْوَ} دراسة موضوعية.
{خُذِ الْعَفْوَ}
- في الجانب الاجتماعي، والقيادي، وجانب التربية.
- صَدَقَةُ الفطر للفقير أم من الفقير؟
- الجانب الاقتصادي في الآية الكريمة.
- لابد من السُّنَّة ليصحَّ فهم القرآن.
- إنفاق (العفو) لا يتعارض مع حقِّ الورثة.
- القرض الحسن. متى يكون حسناً؟
- المنيحة - أين المنيحة في مجتمعات كمجتمعاتنا؟
- مشاريع للربح، ومع ذلك هي إنفاق للعفو.
- دراسة علمية لآية واحدة في تربية القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم.