الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5-
تغري بردي القادري: لازمه الأزهري، فقرره تغري بردي في الجامع الذي بناه الدوادار بخان الخليلي.
6-
داود المالكي.
7-
الشهاب السجيني.
8-
السيد علي تلميذ ابن المجدي: تلقى منه علم الفرائض والحساب.
9-
عبد الدائم الأزهري: تلقى منه المقدمة الجزرية.
10-
عثمان بن عبد الله بن عثمان بن عفان، فخر الدين المقسي1 توفي سنة 877هـ.
11-
علي بن عبد الله السنهوري: عالم اللغة والقراءات والأصول2، توفي سنة 889هـ.
12-
الزين المارداني.
13-
محمد بن أحمد العبادي3.
14-
محمد بن عبد الرحمن السخاوي4: من علماء التاريخ والحديث، توفي سنة 902هـ.
15-
محمد بن عبد المنعم الجوجري5: من فقهاء مصر.
16-
يحيى بن محمد بن إبراهيم الأمين الأقصرائي6: شيخ الحنفية في زمانه، توفي سنة 880هـ.
17-
يعيش المغربي.
ب- تلاميذه7:
1-
أحمد بن يونس بن محمد بن الشلبي8.
1 الضوء اللامع 5/ 249.
2 الضوء اللامع 5/ 249.
3 بغية الوعاة 2/ 75-76.
4 الضوء اللامع 8/ 2.
5 الضوء اللامع 8/ 123.
6 الضوء اللامع 10/ 240.
7 الضوء اللامع 3/ 171، والكواكب السائرة 1/ 68.
8 الأعلام 1/ 276، والكواكب السائرة 1/ 68.
2-
خضر المالكي1.
3-
عطية الضرير.
4-
نور الدين اللقاني.
5-
ابن هلال النحوي2.
المبحث الثالث: مؤلفاته
أ- مؤلفاته المطبوعة:
- إعراب ألفية ابن مالك = تمرين الطلاب في صناعة الإعراب.
1-
الألغاز النحوية: ذكر الزركلي في الأعلام 2/ 297 أنه مطبوع، وورد اسمه في إيضاح المكنون 1/ 118، وهدية العارفين 1/ 344.
2-
التصريح بمضمون التوضيح: وهو موضوع التحقيق والدراسة وسأفرد له فصلا خاصا.
3-
تمرين الطلاب في صناعة الإعراب: اشتهر هذا الكتاب باسم "التركيب"، وهو إعراب لألفية ابن مالك في النحو، طبع في القاهرة سنة 1289هـ، كما طبعه الهوريني سنة 1294هـ في أربع مجلدات، وطبع أيضا في مصر سنة 1370هـ.
4-
الزبدة في شرح البردة: طبع ببغداد، وهو شرح لبردة البوصيري. وورد اسمه في إيضاح المكنون 2/ 299، وهدية العارفين 1/ 344.
5-
شرح الآجرومية: وهو شرح لمقدمة ابن آجروم، ذكر الزركلي في الأعلام 2/ 297 أنه مطبوع، وله عدة طبعات، منها طبعة امستردام سنة 1756م، وطبعة بولاق سنة 1259هـ، وطبعة تونس سنة 1290هـ.
6-
شرح المقدمة الأزهرية في علم العربية: طبع ببولاق سنة 1252هـ.
7-
المقدمة الأزهرية في علم العربية: طبع ببولاق سنة 1252هـ.
8-
موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب: وهو شرح لكتاب الإعراب عن قواعد الإعراب لابن هشام، طبع بمصر سنة 1370هـ على هامش كتابه "تمرين الطلاب"، كما حققه عبد الكريم مجاهد وسعيد عبد الهادي، وطبع بمؤسسة الشرق للنشر والترجمة سنة 1985م.
1 الكواكب السائرة 1/ 68.
2 الضوء اللامع 3/ 171، والكواكب السائرة 3/ 194.
ب- مؤلفاته المخطوطة:
1-
إعراب الآجرومية: ورد اسمه في كشف الظنون 1797، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية ص18.
2-
إعراب الكفاية: وهو إعراب لكافية ابن الحاجب: ورد اسمه في فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية ص44.
3-
تفسير آية: {لا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} : ورد اسمه في هدية العارفين 1/ 344.
4-
الحواشي الأزهرية في حل ألفاظ المقدمة الجزرية: وهو في علم التجويد. ورد اسمه في إيضاح المكنون 2/ 542، وهدية العارفين 2/ 297.
5-
القول السامي على كلام منلا عبد الرحمن الجامي: وهو رسالة نحوية ألفها على الفوائد الضيائية لعبد الرحمن الجامي، وورد اسمه في كشف الظنون 2/ 1372، وهدية العارفين 1/ 344.
6-
مختصر الزبدة في شرح البردة: ورد اسمه في كشف الظنون 2/ 1333.
سبب تأليف شرح التصريح:
ذكر الأزهري سبب تأليفه للتصريح فقال في مقدمته1: إن الشرح المشهور بـ"التوضيح على ألفية ابن مالك في علم النحو" للشيخ الإمام العلامة الرباني جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري؛ تغمده الله بالرحمة والرضوان؛ في غاية حسن الموقع عند جميع الإخوان؛ لم يأت أحد بمثاله؛ ولم ينسج ناسج على منواله، ولم يوضع في ترتيب الأقسام مثله، ولم يبرز للوجود في هذا النحو شكله. غير أنه يحتاج إلى شرح يسفر عن وجوه مخدراته النقاب، ويبرز من خفي مكنوناته ما وراء الحجاب، وقد ذكرت ذلك لمصنفه في المنام، فاعترف بهذا الكلام، ووعد بأنه سيكتب عليه ما يبين مراده، ويظهر مفاده، فقصصت هذه الرؤيا على بعض الإخوان، فقال: هذا إذن لك يا فلان، فإن إسناد الشيخ الكتابة إلى نفسه مجاز، كقولهم: بنى الأمير المجاز؛ وليس هو الباني بنفسه، وإنما يأمر العملة من أبناء جنسه، وكنت أنت المشار إليه لما تمثلت بين يديه، وخاطبك بهذا الخطاب، فانهض وبادر للأجر والثواب. فاستخرت رب العباد، وشمرت ساعد الاجتهاد، وشرحته شرحا كشف خفاياه، وأبرز أسراره وخباياه، وباح بسره المكتوم، وجمع شمله بأصله المنظوم، وسميته "التصريح بمضمون التوضيح".
1 شرح التصريح 1/ 3.
شرح الأزهري مواد كتابه مستشهدا بآراء النحويين واللغويين مما تضمنته مصنفاتهم، وكان كثيرا يذكر اسم الكتاب الذي نقل منه، ونادرا ما كان يغفل المصدر الذي نقل منه بعض المسائل. وفيما يأتي أسماء المصادر التي صرح بها:
أدب الكاتب: ابن قتيبة.
أحكام لو وحتى: ابن هشام.
الأذكار: النووي.
الارتشاف.
أسرار البلاغة: الجرجاني.
اشتقاق البلدان: أبو الفتح الهمداني.
الأصول: ابن السراج.
أغلاط الزمخشري: ابن معزوز.
الإفصاح: ابن هشام الخضراوي.
الأفعال: ابن طريف.
الأفعال: ابن القطاع.
إقامة الدليل: ابن هشام.
الإقناع: السيرافي.
الألفية: ابن معط.
أمالي ابن الحاجب.
أمالي السهيلي.
أمالي ابن الشجري.
الأمثال السائرة.
انتصاب لغة: ابن هشام.
الإنصاف: ابن الأنباري.
الأنموذج في النحو: الزمخشري.
الأوسط: الأخفش.
الإيضاح: ابن الحاجب.
الإيضاح: الخصاف.
الإيضاح: أبو علي الفارسي.
البحر المحيط: أبو حيان.
البديع في النحو: ابن الزكي.
البسيط: ابن العلج.
البسيط: الواحدي.
البغداديات: الفارسي.
تاج اللغة: الجوهري.
تحشية التسهيل: ابن مالك.
تحفة العروس: التجاني.
التحفة: ابن مالك.
التذكرة: أبو حيان.
التذكرة: أبو علي الفارسي.
التذكرة: ابن هشام.
الترشيح: خطاب الماردي.
الترقيص: محمد بن المعلى الأزدي.
التسهيل: ابن مالك.
تصريف العزي.
تفسير البيضاوي.
التقريب "؟ ".
التكملة: الفارسي.
التلخيص البياني: الجرجاني.
تلخيص شرح أبي حيان: المرادي.
التلخيص: القزويني.
تهذيب الأسماء: النووي.
التوضيح على ألفية ابن مالك: ابن هشام.
التوضيح على الجامع الصحيح: ابن مالك.
التوطئة: الشلوبين.
الجامع: الخطيب البغدادي.
الجامع الصغير: ابن هشام.
الجمل: الزجاجي.
حاشية على التوضيح: عبد القادر المكي.
حاشية على توضيح الألفية: أحمد بن عبد الرحمن.
الحجة: أبو علي الفارسي.
الحلبيات: أبو علي الفارسي.
حلية الأولياء: أبو نعيم.
حماسة أبي تمام.
حواشي التسهيل: ابن هشام.
حواشي سنن أبي داود: المنذري.
حواشي الصحاح: ابن بري.
حواشي على الألفية: ابن هشام.
حواشي على كتاب سيبويه: الأخفش.
حواشي على كتاب سيبويه: مبرمان.
حواشي ابن مبرمان.
حواشي العضد: الأبهري.
حواشي الزجاج على ديوان الأدب: الزجاج.
حواشي ابن هشام.
الخاطريات: ابن جني.
الخصائص: ابن جني.
الخلاصة: ابن مالك.
الخلاصة: ابن هشام.
درة الغواص: الحريري.
ديوان الأدب.
رسالة الغفران: المعري.
رفع الخصاصة عن قراء الخلاصة: ابن هشام.
الروض الأنف: السهيلي.
سبك المنظوم.
سفر السعادة: السخاوي.
سنن النسائي الكبرى.
شذور الذهب.
شراح الشافية.
شرح أبيات الجمل: البطليوسي.
شرح أبيات كتاب سيبويه: الأعلم الشنتمري
شرح الآجرومية: الشهاب البجائي.
شرح إصلاح المنطق: ابن سيده.
شرح إيساغوجي في المنطق: الكاتي.
شرح الإيضاح: ابن عصفور.
شرح بانت سعاد: ابن هشام.
شرح البحرين.
شرح البردة: ابن هشام.
شرح التسهيل.: أبو حيان.
شرح التسهيل: خالد الأزهري.
شرح التسهيل: ابن عقيل.
شرح التسهيل: ابن مالك.
شرح التسهيل: المرادي.
شرح التسهيل: ابن هشام.
شرح التلخيص: التفتازاني.
شرح الجزولية: الأبدي.
شرح الجزولية: ابن الخباز.
شرح الجزولية: أبو عبد الله محمد النفزي.
شرح الجمل: ابن عصفور.
شرح الجمل: ابن الفخار.
شرح الجمل الصغير: ابن عصفور.
شرح الحماسة: ابن جني.
شرح الحماسة: ابن ملكون.
شرح الخضراوي.
شرح الدماميني.
شرح ديوان كثير: ابن السكيت.
شرح السراجية "؟ ".
شرح الشافية: الجاربردي.
شرح الشافية: السيد.
شرح شافية ابن الحاجب: ابن الناظم.
شرح الشذور.
شرح شذور الذهب: ابن هشام.
شرح شواهد ابن الناظم: ابن هشام.
شرح الشواهد: ابن هشام.
شرح الشواهد الصغرى: ابن هشام.
شرح الشواهد الكبرى: ابن هشام.
شرح العمدة: ابن مالك.
شرح غريب تصريف المازني: ابن جني.
شرح الفصول: ابن إياز.
شرح الفصيح: البطليوسي.
شرح القصارى: حسن شاه البقالي.
شرح القطر: ابن هشام.
شرح قطر الندى.
شرح الكافية: ابن مالك.
شرح كتاب سيبويه: ابن خروف.
شرح كتاب سيبويه: السيرافي.
شرح كتاب سيبويه: الصفار.
شرح الكتاب: السيرافي.
شرح الكتاب: النحاس.
شرح الكشاف: اليمني.
شرح اللب: جمال الدين النقركارا.
شرح اللباب.
شرح اللمحة: ابن هشام.
شرح لمع ابن جني: أبو البقاء العكبري.
شرح المختصر: الجرجاني.
شرح المعلقات: أبو جعفر النحاس.
شرح المفتاح: السيد الجرجاني.
شرح المفصل: ابن يعيش.
شرح المفصل: ابن الحاجب.
شرح المفصل: الفخر الرازي.
شرح المفصل: الكمال الأنصاري.
شرح المقامات: ابن ظفر.
شرح المنظومة: ابن الحاجب.
شرح موجز ابن السراج: أبو الحسن بن الأهوازي.
شرح المواقف.
شرح النظم: المرادي.
شرح النظم "شرح الخلاصة": ابن الناظم.
شرح الهادي: ابن بابشاذ.
شروح المفصل.
الشيرازيات: الفارسي.
الصحاح.
الصحاح: الجوهري.
صحيح البخاري.
الضياء.
الطارقية: ابن خالويه.
طبقات الشعراء: ابن قتيبة.
عمدة الطالب: ابن هشام.
العين: الخليل.
الغرة: ابن الدهان.
الفردوس: "؟ ".
الفصيح: ثعلب.
القاموس المحيط: الفيروزآبادي.
القد: ابن جني.
قطر الندى.
القواعد الصغرى: ابن هشام.
الكافي في النحو: أبو جعفر النحاس.
الكافية: ابن مالك.
الكتاب: سيبويه.
كتاب أبي الحسن الهيثم.
الكشاف: الزمخشري.
الكفاية: ابن الخباز.
الكفاية: المبرد.
اللباب: الإسفرائيني.
اللمحة: أبو حيان الأندلسي.
لغات القرآن: الفراء.
اللمع الكاملية: عبد اللطيف.
المبهج: ابن جني.
المتوسط: الأستراباذي.
المحتسب: ابن جني.
المحكم: ابن سيده.
المدخل: المبرد.
مختصر الأنساب: ابن السيد.
مسائل الزجاجي.
مسند الشافعي.
المستوفي: أبو سعيد علي بن مسعود.
المصباح في النحو: المطرزي.
المطول: التفتازاني.
معاني الحروف: الزجاجي.
معاني القرآن: الأخفش.
معجم الطبراني.
المغني: ابن هشام.
المفتاح: الأمين المحلي.
المفصل: الزمخشري.
مقامات الحريري.
المقتضب: المبرد.
المقرب: ابن عصفور.
المكمل في عبارة المفصل: مظهر الدين
الشريف الرضي محمد.
المنصف: ابن جني.
المنقد.
منية الألباب: ابن أفلج.
الموطأ: ابن مالك.
نتائج الفكر: السهيلي.
نتيجة القواعد: ابن أباز.
نتيجة المطارحة: ابن أياز.
نقد المقرب: أبو إسحاق الجزري.
نقد المقرب: ابن الحاج.
نكت الحاجبية: ابن الناظم.
النكت الحسان: أبو حيان الأندلسي.
النهاية: ابن الخباز.
النوادر: أبو علي القالي.
الهمزتين: أبو زيد الأنصاري.
الوقف والابتداء: ابن الأنباري.
اليواقيت: أبو عمر الزاهد.
أهمية كتاب التصريح:
يعد كتاب التصريح ذو أهمية كبيرة، ويتضح ذلك من خلال ما يلي:
1-
أنه يضم ألفية ابن مالك إلى جانب كتاب أوضح المسالك "التوضيح" لابن هشام.
2-
أنه نقل بعض آراء النحويين واللغويين عن كتب مفقودة لم تصل إلينا، مثل: أغلاط الزمخشري لابن معزوز، والبسيط لابن العلج، والترقيص للأزدي، وشرح المفصل للكمال الأنصاري، وشرح لمع ابن جني للعكبري، ومختصر الأنساب لابن السيد البطليوسي، ونقد ابن الحاج على مقرب ابن عصفور، وغير ذلك من الكتب التي عفت عليها يد الزمان.
3-
أنه يعد متمما لكتاب أوضح المسالك "التوضيح" فقد ذكر فيه ما أهمله ابن هشام من شرح بعض القضايا النحوية.
4-
استطراده الواسع في شرح القضايا النحوية.
5-
استطراده في شرح قصة مَثَل، ومن ذلك تعليقه على المثل:"الصيف ضيعت اللبن"1، والمثل:"أشغل من ذات النحيين"2، والمثل:"أصبح ليل"3، وغيرها من الأمثال التي ساقها في متن كتابه.
6-
أنه كان يشرح كلام الموضح ابن هشام بما جاء في كتبه الأخرى، فحفل الكتاب بالوقوف على كتب ابن هشام شرحا وإيضاحا، مثل: حواشي ابن هشام، وشرح شذور الذهب، وشرح قطر الندى، ومغني اللبيب.
7-
وقوفه عند آراء الكثير من النحاة، مثل: الأخفش والزمخشري وسيبويه وابن مالك وابن الناظم.
8-
انتصاره لابن مالك على ابنه بدر الدين الذي خالف أباه في بعض المسائل النحوية.
تلك الأمور وغيرها جعلت شرح التصريح من الكتب الأكثر تداولا بين النحاة الذين أخذوا عنه، ووضعوا له شروحا وحواشي.
فممن أخذ عنه: الصبان والخضري، وممن وضع حاشية على الكتاب الشيخ ياسين، وقد طبع الكتاب بهامش شرح التصريح.
1 انظر شرح التصريح 2/ 90.
2 انظر شرح التصريح 2/ 94.
3 انظر شرح التصريح 2/ 209.
لقد ترك شرح التصريح أثرا واضحا في النحو العربي، امتد منذ تأليفه وحتى عصرنا الحاضر، ولا يكاد باحث في النحو يغرب عنه هذا الكتاب، ولا يمكنه تجاهله إذا كان يبحث في علم النحو العربي.
منهج الأزهري:
تعددت أساليب شراح التوضيح "أوضح المسالك" في تناول مادته1، كما اختلفت مناهجهم. ويتلخص منهج الأزهري في النقاط العشر الآتية التي حددها هو نفسه في مقدمة كتابه حيث قال: وشحته بعشرة أمور مهمة، مشتملة على فوائد جمة:
أحدها: أني مزجت شرحي بشرحه، حتى صارا كالشيء الواحد، لا يميز بينهما إلا صاحب بصر أو بصيرة. ومن فوائد ذلك حل تراكيبه العسيرة.
ثانيها: أنني تتبعت أصوله التي أخذ منها، وربما شرحت كلامه بكلامه. ومن فوائد ذلك بيان قصده ومرامه.
ثالثها: أنني ذكرت ما أهمله من الشروط في بعض المسائل المطلقة، ومن فوائد ذلك تقييد ما أطلقه.
رابعها: أنني كملت بيت كل شاهد مما اقتصر على شطره؛ وعزوته إلى قائله، إلى قليلا لم أظفر بذكره، وشرحت منه الغريب. ومن فوائد ذلك معرفة كونه غريبا، حتى يتم به التقريب. وهو سوق الدليل على طبق المدعي.
خامسها: أنني ضبطت الألفاظ الغريبة بالحرف، وبينت جميع معانيها. ومن فوائد ذلك الأمن من التحريف، وحفظ مبانيها.
سادسها: أنني طبقت الشرح على النظم، وقد كان أغفله. ومن فوائد ذلك معرفة شرح كل مسألة.
سابعها: أنني ذكرت حجج جميع المخالفين وقوة الترجيح. ومن فوائد ذلك العلم بما يفتي به على الصحيح.
ثامنها: أنني ذكرت غالبا علل الأحكام وأدلتها. ومن فوائد ذلك تمكينها في الأذهان، والجزم بمعرفتها.
تاسعها: أنني بينت المعتمد من المواضع التي تَناقَض كلامُه فيها وما خالف فيه التسهيل. ومن فوائد ذلك معرفة ما عليه التعويل.
عاشرها: أنني بينت المواضع التي اعتمدها مع أنها من أبحاثه. ومن فوائد ذلك معرفة كونها من عندياته.
1 ذكر بروكلمان في تاريخ الأدب العربي 5/ 279-281 أحد عشر كتابا في شرح أوضح المسالك.
[شرح خطبة الكتاب] :
قال الشيخ رحمه الله تعالى: "بسم الله الرحمن الرحيم" اقتداء بالقرآن العظيم، وعملًا بقول النبي الكريم:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر؛ وذاهب البركة". رواه الخطيب بهذا اللفظ في كتابه الجامع والحافظ عبد القادر الرهاوي، والتوفيق بينه وبين حديث:"لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" أي: مقطوع البركة، ممكن بأن يراد بكل منهما الذكر؛ لأن كلا منهما ذكر.
وقد جاء في بعض الروايات: "لا يبدأ فيه بذكر الله" وهو حديث حسن، أو يحمل حديث البسملة على الابتداء الحقيقي؛ بحيث لا يسبقه شيء. وحديث الحمدلة على الابتداء الإضافي، وهو ما بعد البسملة ولم يعكس؛ لأن حديث البسملة أقوى بكتاب الله الوارد على هذا المنوال، وإضافة اسم إلى الله قيل من إضافة العام إلى الخاص، كخاتم حديد1.
وقيل: المضاف هنا مقحم؛ جيء به لإرشاد حسن الأداء، وقيل: الاسم هنا بمعنى التسمية، وقيل: في الكلام حذف مضاف؛ تقديره باسم مسمى الله. ومنشأ ذلك أنهم اختلفوا في الاسم والمسمى؛ هل هما متغايران أم لا؟ والأول رأي المعتزلة، والثاني قول الأشعري. وقيل لا ولا2، وهو مذهب أهل النقل، ويعزى لمالك رضي الله تعالى عنه. والتحقيق أن الخلاف لفظي، وذلك أن الاسم إذا أريد به اللفظ فغير المسمى، وإن أريد به
1 قوله: "كخاتم حديد" أي: بناء على أنها إضافة بيانية، أي: خاتم هو حديد، فالمراد بـ"الله" لفظه لا ذاته العلمية. "حاشية يس 1/ 5".
2 أي: لا متغايران، ولا غير متغايرين. "حاشية يس 1/ 7".
ذات الشيء فهو عينه، لكنه لم يشتهر بهذا المعنى، قال الإمام الرازي: إنا لم نجد شيئا معتدا به في النزاع أن الاسم هل هو عين المسمى أو غيره هو. والله: علم على الذات المعبود بالحق. وقيل: وهو وصف مشتق من الإله1. وقيل: أصله لاها بالسريانية، فعرب بحذف الألف الأخيرة؛ وإدخال الألف واللام عليه، وتفخيم لامه إذا انفتح ما قبله وانضم. و"الرحمن": فعلان من رحم؛ بالكسر؛ كغضبان من غضب؛ صفة مشبهة؛ لكن بعد النقل إلى فعل بضم العين؛ أو بعد تنزيل الفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم، كما في قولك: فلان يعطي؛ لأن الصفة المشبهة لا تصاغ من متعد، وقيل علم، و"الرحيم": فعيل من رحم أيضا، كمريض من مرض، لكن في الرحمن من المبالغة ما ليست في الرحيم، واشتقاقهما من الرحمة، وهي هنا مجاز عن الإنعام. قال الإمام الرازي: إذا وصف الله تعالى بأمر ولم يصح وصفه به يحمل على غاية ذلك وملاءمته، وهذه قاعدة في كل مقام.
"الحمد لله": الحمد لغة: الوصف بالجميل الاختياري على قصد التعظيم، والوصف لا يكون إلا باللسان، فيكون مورده خاصا، وهذا الوصف يجوز أن يكون بإزاء نعمة وغيرها، فيكون متلقه عاما. والشكر على العكس؛ لكونه لغة فعلا ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الشاكر، فيكون مورده اللسان والجنان، ومتعلقه النعمة الواصلة إلى الشاكر، فكل منهما أعم وأخص من الآخر بوجه، ففي الفضائل حمد فقط، وفي أفعال القلب والجوارح شكر فقط، وفي فعل اللسان بإزاء الإنعام حمد وشكر، والحمد؛ عرفا؛ فعل يشعر بتعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الحامد أو غيره، والشكر؛ عرفا؛ صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق لأجله له. فالشكر أخص مطلقا لاختصاص تعلقه بالباري تعالى ولتقييده بكون المنعم منعما على الشاكر فقط، ولوجوب شمول الآلات فيه بخلاف الحمد.
واعلم أن صرف العبد الجميع واحد اعتبارا كالشكر؛ وإن كان أفعالا حقيقة فيصدق عليه الحمد العرفي، فحصل من ذلك ستة أقسام، حمدان لغوي وعرفي، وشكران كذلك، وحمد وشكر لغويان، وحمد وشكر عرفيان، وحمد لغوي وشكر عرفي، وحمد عرفي وشكر لغوي، ويتبين لك بأدنى توجه أن النسبة بين الحمدين وبين الحمد اللغوي والشكر اللغوي عموم وخصوص من وجه، وبين الشكرين وبين الحمد والشكر العرفيين، وبين الحمد اللغوي والشكر العرفي عموم مطلق، وبين الحمد العرفي والشكر اللغوي تساو.
1 أي: من التحير، مصدر ألِهَ.
واختار لفظ الحمد لله بالجملة الاسمية موافقة لكتاب الله؛ ودلالة على الدوام والثبات، وتقديم الحمد باعتبار أنه أهم نظرا إلى كون المقام مقام الحمد، كما ذهب إليه صاحب الكشاف في تقديم الفعل في:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} 1 [العلق: 1]، وإن كان ذكر الله أهم نظرا إلى ذاته و"أل" في الحمد: للاستغراق، وقيل للجنس، وقيل للعهد، واللام في "الله" للملك أو للاستحقاق، وقيل للتعليل، والمعنى على الأول: جميع المحامد مملوكة لله أو مستحقة له، وعلى الثاني: جميع المحامد ثابتة لأجل الله.
فإن قيل: ما معنى كون حمد العباد لله تعالى، مع أن حمدهم حادث والله تعالى قديم، ولا يجوز قيام الحادث بالقديم؟ فالجواب: أن المراد منه تعلق الحمد لله، ولا يلزم من التعلق القيام كتعلق العلم بالمعلومات. "رب": معناه مالك، صفة من رَبَّه يَرُبُّه فهو رَبّ. وقيل هو في الأصل مصدر بمعنى التربية؛ وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا، ثم وصف به للمبالغة كما وصف بالعدل، وهو من أسماء الله تعالى، ولا يطلق على غيره تعالى إلا مقيدا، كرب الدار، ومنه {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} [يوسف: 50] وقد استعمل في المالك؛ لأنه يحفظ ما يملكه. "العالمين": جمع عالم بفتح اللام، وهو اسم عام لجميع المخلوقات. سمي عالما لكونه علما على حدوثه، وافتقاره إلى موجد قديم. وإنما جمع باعتبار أنواع كل جنس مما سمي به، أو لأنه يتوجه إلى عالم كل زمان، وجمع بالواو أو الياء والنون؛ لأن الأصل فيه العقلاء، وغيرهم تطفل عليهم، قاله شارح السراجية. وقال ابن مالك:"التحقيق أنه اسم جمع محمول على الجمع؛ لأنه لو كان جمعا لعالم لزم أن يكون المفرد أوسع دلالة من الجمع؛ لأن العالم اسم لما سوى الله تعالى، والعالمين خاص بالعقلاء". ا. هـ.
"والصلاة": فَعْلَة من صلى إذا دعا بخير، والمراد بها هنا الاعتناء بشأن المصلَّى عليه وإرادة الخير له. "والسلام": التحية، وجمع بينهما امتثالا لقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، حذرا من كراهة إفراد أحدهما عن الآخر؛ ولو خطأ. "الأتمّان الأكملان": نعتان للصلاة والسلام. "على سيدنا": من ساد قومه يسودهم سيادة فهو سيد، ووزنه فَيْعِل؛ وأصله سَيْوِد، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، ويطلق على الذي يفوق قومه، ويرتفع قدره عليهم، وعلى الحليم الذي لا يستفزه غضبه، وعلى الكريم، وعلى المالك، قاله النووي في أذكاره. "محمد": علم منقول من اسم مفعول حمد بالتشديد سمي صلى الله عليه وسلم بذلك لكثرة خصاله
1 الكشاف 4/ 271، تفسير سورة العلق.
المحمودة، قال حسان رضي الله عنه:[من الطويل]
1-
وشق له من اسمه ليحله
…
فذو العرش محمود وهذا محمد
"خاتم": أي: آخر النبيين، جمع نبي بغير همز، مأخوذة من النبوة، بفتح النون وسكون الباء الموحدة وتخفيف الواو المفتوحة؛ بمعنى الارتفاع، وبالهمز من النبأ وهو الخبر. "وإمام المتقين": جمع متق؛ وهو الخائف من الله تعالى؛ والإمام المقتدى به والمتبع. "وقائد": أي: دليل. "الغر": جمع أغر من الغُرّة، وهي في الأصل بياض في وجه الفرس فوق الدرهم. "المحجَّلِين": جمع مُحَجّل من الحجيل، وهو بياض في قوائم الفرس. والمراد: الموصوفون ببياض مواضع الوضوء؛ من الوجوه والأيدي والأقدام على طريق الاستعارة. "وعلى آله": هو اسم جمع لا واحد له من لفظه، واختلف في ألفه، أمنقلبة عن هاء أو عن واو؟ قال بالأول سيبويه، وأصله عنده: أهل. وقال بالثاني الكسائي، وأصله عنده أول؛ من آل إليه في الدين يئول. ويظهر أثر القولين في التصغير، فمن قال أصله "أهل" قال في تصغيره:"أهيل". ومن قال أصله "أَوَل" قال في تصغيره: "أُوَيْل"، وكلاهما مسموع، ولكن الأول أشهر وأكثر، ثم اختلف في معناه، فقال الإمام الشافعي: أقاربه المؤمنون من بني هاشم والمطلب ابني عبد مناف؛ لأنهم أهلوه أو آل أمر دينهم إليه، وقيل غير ذلك. "وصَحْبِه": اسم جمع صاحب كَرَكْب وراكِب. وعطف الصَّحْب على الآل الشامل لبعضهم لتشمل الصلاة باقيهم. "أجمعين": توكيد معنوي مفيد للإحاطة والشمول. "صلاة وسلاما": اسما مصدرين منصوبان على المفعولية المطلقة، مفيدان لتقوية عاملهما وتقرير معناه. "دائمين": نعت "صلاة وسلاما". "بدوام": أي: ببقاء. "السماوات": جمع سماء على غير قياس. "والأرضين": بفتح الراء ولا يجوز إسكانها إلا في الشعر، كقوله:[من الطويل]
2-
لقد ضجت الأرضون إذ قام من بني
…
هذاذ خطيب فوق أعواد منبر
وجمعت أرض جمع المذكر السالم شذوذا.
"أما": بفتح الهمزة وتشديد الميم قال الدماميني: "حرف فيه معنى الشرط، صرح به جماعة من النحويين، لا حرف شرط". ا. هـ. وهي هنا مجردة عن التفصيل،
1 البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص338، وخزانة الأدب 1/ 223.
2 البيت لكعب بن معدان في المحتسب 1/ 218، وبلا نسبة في الدرر 1/ 50، وشرح شذور الذهب ص57، وهمع الهوامع 1/ 46.
كما نص عليه في المغني في: "أما زيد فمنطلق"، وقول العلامة عبد القادر المكي في حاشيته على هذا الكتاب:"أما؛ هذه؛ حرف شرط وتفصيل" مخالف لما ذكرنا من النقلين معا. "بعد": ظرف زمان كثيرا، ومكان قليلا، تقول في الزمان:"جاء زيد بعد عمرو"، وفي المكان:"دار زيد بعد دار عمرو". وهي هنا صالحة للزمان باعتبار اللفظ، وللمكان باعتبار الرقم. واختلف في ناصبها إذا وقعت بعد "أما"، فقيل: فعل الشرط المقدر، وقيل: إما لنيابتها عن الفعل المقدر؛ وهو مذهب سيبويه، فعلى الأول "أما" نائبة عن الفعل معنى لا عملا، وعلى الثاني نائبة معنى وعملا. والأصل: مهما يكن من شيء بعد "حمد الله"، فـ"مهما" هنا مبتدأ والاسمية لازمة للمبتدأ، و"يكن": شرط، و"الفاء": لازمة له غالبا. فحين تضمنت "أما" معنى الابتداء أو الشرط لزمتها "الفاء" ولصوق الاسم إقامة للازم وهو الفاء، ولصوق الاسم مقام الملزوم وهو الابتداء والشرط وإبقاء لأثره في الجملة. "مستحق الحمد وملهمه": نعتان لله لمجرد المدح، وصح نعت المعرفة بهما؛ لأنهما للدوام والاستمرار، فإضافتهما محضة أو بدلان، ويمتنع جعلهما عطفي بيان على الله؛ لأن عطف البيان للتوضيح المستدعي إيهاما، أو للتخصيص المستدعي عموما، وكلاهما منتف هنا. والاستحقاق: الاختصاص، والإلهام: ما يلقى في الروع؛ بضم الراء؛ وهو القلب. "ومنشيء الخلق ومعدمه" فيهما الإعراب المتقدم. والإنشاء هنا الإيجاد. قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} [الواقعة: 35] أي: أوجدناهن إيجادا. الخلق بمعنى المخلوق، والإعدام: الإفناء والإنفاد، ولا يخفى ما في مقابلة الإنشاء بالإعدام من الطباق. "والصلاة والسلام": مجروران بالعطف على حمد الله، وتقدم تفسيرهما. "على أشرف الخلق": متعلق بالسلام لقربه، وهو مطلوب أيضا للصلاة من جهة المعنى على سبيل التنازع. "وأكرمه" معطوف على أشرف. "المنعوت": بالنون من النعت، بمعنى الصفة، "بأحسن": متعلق بالمنعوت، "الخلق": بضم الخاء مع ضم اللام وسكونها والضم أشهر. والخَلْق والخُلُق؛ بفتح الخاء في الأول وضمها في الثاني؛ في الأصل واحد، كالشَّرب والشُّرب، لكن خص المفتوح بالهيئات والأشكال والصورة المدركة بالبصر، وخص المضموم بالقوى والسجايا المدركة البصيرة. والمراد هنا السجية والطبيعة، وبينهما من البديع الجناس المحرف1، "وأعظمه": معطوف على "أحسن"، وهو مقتبس من قوله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] . "محمد": بدل من "أشرف"، ويجوز
1 الجناس المحرف: هو اختلاف اللفظين في الهيئة، نحو: جبة البرد جنة البرد. "حاشية يس 1/ 13".
كونه عطف بيان عليه، فإن إضافة اسم التفضيل إلى المعرفة معنوية، خلافا لأبي البقاء العكبري حيث ذهب إلى أنها لفظية، "نبيه وخليله وصفيه": نعوت لمحمد. والخليل: الذي خلصت محبته، والصفي: المختار. "وعلى آله وأصحابه وأحزابه وأحبابه": معطوف على "أشرف"، وأعاد الجار مع آله لطول الفصل. والأصحاب: جمع صاحب، خلاف للجوهري. ونظيره: شاهد وأشهاد. وفي التنزيل: {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51]، قال بعض أهل التفسير: جمع شاهد. والأحزاب: جمع حزب، وحزب الرجل: جنده وأصحابه. وقال الراغب1: "الحزب جماعة فيها غلظة"، ويطلق على الأنصار. وكلا المعنيين جائز هنا. أما الثاني فظاهر، وأما الأول فلقوله تعالى:{وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: 123] وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح: 29] . والأحباب: جمع حبيب. وبين الأحزاب والأحباب نوع من الجناس اللاحق2.
"فإن كتاب الخلاصة": جواب "أما" ولذلك قرن بالفاء، وصح ذلك على ضرب من المجاز3. وذلك لأن جواب الشرط مستقبل، وكون الخلاصة بالصفات المذكورة ليس مستقبلا فيدعي أن الجواب محذوف، والمذكور معموله أقيم مقامه عند حذفه، والتقدير: فإني قائل لك إن كتاب الخلاصة كذا وكذا إلخ. وإضافة كتاب إلى الخلاصة من قبيل إضافة الأعم إلى الأخص، كشجر أراك، أو من قبيل إضافة المسمى إلى اسمه، أي: الكتاب المخصوص بهذا الاسم، كما في قوله: سرنا ذات مرة، أي: مرة مختصة بهذا الاسم "الألفية": بالنصب بدل من كتاب، وبالجر بدل من خلاصة، منسوبة إلى ألف، بناء على أشهر القولين أن البيت اسم للصدر والعجز عند العروضيين. وقيل: كل منهما بيت على حدة "في علم العربية" حال من "كتاب"، والمراد بعلم العربية هنا علم النحو المشتمل على علم التصريف، وله حد وموضوع وغاية وفائدة. فحده علم بأصول يعرف
1 في كتابه مفردات ألفاظ القرآن ص231 "حزب"، وفيه "غلظ" مكان "غلظة".
2 الجناس اللاحق: هو المختلف من أنواع الحروف، ويشترط فيه أن لا يقع الاختلاف في أكثر من حرف ثم إن كان الحرفان المختلفان متقاربين في المخرج كان الجناس مضارعا كـ"ينهون" و"ينأون"، وإن لم يكونا متقاربين فيه كان لاحقا، ومن المضارع: الخيل معقود بنواصيها الخير. "حاشية يس 1/ 15".
3 أي: مجاز الحذف، وبهذا المجاز يتوصل إلى دفع إشكال آخر؛ وهو أن مضمون الجزاء هنا وهو كون كتاب الخلاصة بالأوصاف الآتية ثابت؛ حمد أو لم يحمد، فما المراد بكونه بعد الحمد؟ الجواب: أن الذي جعل بعد الحمد القول والأخبار والأعلام والقيود قد تتعلق بذلك، كما نص ابن الحاجب. "حاشية يس 1/ 15".
بها أحوال أبنية الكلم إعرابا وبناء، وموضوعه الكلمات العربية؛ لأنه يبحث فيه عن عوارضها الذاتية من حيث الإعراب والبناء، وغايته الاستعانة على فهم كلام الله تعالى ورسوله، وفائدته معرفة صواب الكلام من خطئه "نَظْم": بمعنى منظوم، نعت لكتاب إن نصب؛ وللخلاصة إن خفض، "الإمام": مجرور بإضافة نظم إليه. "العلامة": صيغة مبالغة في عالم؛ والتاء فيه لتأكيد المبالغة؛ "جمال الدين" لقب "أبي عبد الله" كنية "محمد" اسم "ابن مالك" نعت أول "الطائي" نعت ثان "رحمه الله" جملة دعائية لا محل لها من الإعراب. وفي كلامه مخالفة لأصلين: أحدهما: أن "الإمام العلامة" نعتان لجمال الدين وما ذكره بعده، فقدمهما؛ والنعت لا يتقدم على المنعوت.
والثاني: أنه متى اجتمع الاسم واللقب وجب على الأفصح تأخير اللقب عن الاسم، كما سيصرح به، وهنا قدم اللقب على الاسم.
والجواب على الأول: أن النعت إذا قدم وكان صالحا لمباشرة العامل فإنه يعرب بحسب ما يقتضيه العامل، ويجعل المنعوت بدلا، ويصير المتبوع تابعا، واضمحلت النعتية، كقوله تعالى:{إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، اللَّهِ} [إبراهيم: 1، 2] في قراءة الخفض1.
والجواب عن الثاني: أن هنا اللقب مسوق للمدح، فإذا جرى لفظ المدح أولا تشوقت النفس إلى الممدوح، فإذا ذكر الممدوح بعد ذلك كان أوقع في النفس، على أن ذلك لغة كما سيأتي.
"كتاب": خبر "إن"، وصح الإخبار بكتاب عن كتاب وإن تساويا لفظا لتخالفهما إضافة ونعتا، "صغر حجما وغزر علما": بضم عين الفعلين، وفاعلهما ضمير مستتر فيهما يرجع إلى كتاب، والجملتان نعت لكتاب، والمنصوب بعدهما تمييز محول عن الفاعل، والأصل: كتاب صغير حجمه وغزر علمه، هذا إن كانا باقيين على أصلهما من إفادة الإخبار، وإن كانا حولا إلى معنى المدح على حد قوله تعالى:{وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: 31] ، فهما خبر ثان لا نعت لكتاب؛ لأن الجمل الإنشائية يخبر بها ولا ينعت، والصغر: القلة، والحجم: النتوء. يقال: ليس لمرفقه حجم؛ أي: نتوء. والغزارة: الكثرة، وبين الصغر والغزارة نوع من الطباق. "غير": بالنصب على الاستثناء المنقطع المخرج
1 كذا في الرسم المصحفي، وقرأ "الله" بالرفع: نافع وابن عامر وأبو جعفر والحسن. الإتحاف ص271، والنشر 2/ 298.
عما دخل في حكم دلالة المفهوم. واختلف في نصبها في الاستثناء، فقال ابن عصفور:"عن تمام الكلام"، وقال الفارسي:"على الحالية"، وقال ابن الباذش:"على التشبيه بظرف المكان". ويجوز أن تكون فتحة "غير" هنا بنائية؛ لأن "غير" إذا أضيفت لمبنى جاز بناؤها على الفتح، كقوله:[من البسيط]
3-
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت
…
حمامة في غصون ذات أَوْقَال
قاله في المغني1.
"أنه" بفتح الهمزة، والضمير لكتاب "لإفراط": أي: مجاوزة الحد "الإيجاز": الاختصار "قد كاد يعد" أي: قارب أن يعد "من جملة الألغاز" جمع لُغَز؛ بضم اللام وفتح الغين المعجمة؛ مثل رطب وأرطاب، يقال: ألغز في كلامه إذا عَمّى مراده، والاسم: اللُّغَز؛ كالرطب؛ واللُّغُز؛ كالعُنُق؛ واللُّغْز؛ كالقفْل؛ حكاها الدماميني فقال: "وعينه" تفتح
وتضم وتسكن". "وقد أسعفت طالبيه" أي: ساعدتهم، يقال: أسعفت الرجل بحاجته إذا قضيتها له، والمساعفة: الموافاة والمساعدة "بمختصر" صفة لمحذوف، أي: بشرح مختصر "يدانيه" أي: يقاربه في مسائله التي هي فيه، وليس المراد يقاربه في حجمه؛ لأن الحس يخالفه، "وتوضيح" أي: مبين وكاشف، وبه اشتهر، "يسايره" أي: يحاذيه، وقيل: يمشي مشيه "ويباريه" أي: يعارضه ويفعل مثل فعله "أحل به ألفاظه" أي: أبين به مفردات ألفاظه "وأوضح معانية" بفتح الياء أي: أكشفها وأبينها "وأحلل" أي: أفكك "به تراكيبه" أي: مركباته "وأنقح" أي: أهذب "
مبانيه" بفتح الياء المثناة تحت، جمع مبنى، ومباني الكتاب ما تنبني عليه مسائله "وأعذب" بالذال المعجمة أي: أحلى، ومنه الماء العذب، "به موارده" جمع موردة
بالهاء؛ وهي في الأصل طرق الماء؛ بالطاء المهملة؛ "وأعقل" أي: أمنع؛ من العقل وهو المنع، "به شوارده" جمع شاردة، أي: نافرة. وفيه استعارة حيث شبه ما تضمنته الألفية بالإبل الشاردة، ورشحها بذكر صفة ملائمة للمستعار
3- البيت لأبي قيس بن الأسلت في ديوانه ص85، وجمهرة اللغة ص1316، وخزانة الأدب 3/ 406، 407، والدرر 1/ 477، ولأبي قيس بن رفاعة في شرح أبيات سيبويه 2/ 180، وشرح شواهد المغني 1/ 458، وشرح المفصل 3/ 80، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 65، 214، 5/ 296، والإنصاف 1/ 287، وخزانة الأدب 6/ 532، 552، 553، وسر صناعة الإعراب 2/ 507، وشرح المفصل 3/ 81، 8/ 135، والكتاب 2/ 329، ولسان العرب 10/ 354 "نطق"، 11/ 734 "وقل"، ومغني اللبيب 1/ 159، وهمع الهوامع 1/ 219.
1 مغني اللبيب 1/ 159.
منه وهو العقل، "ولا أخلي" أي: أترك "منه مسألة" مفعلة من السؤال، وهي ما يبرهن عليه في العلم "من شاهد" أي: دليل، وهو ما يذكر لإثبات قاعدة كلية من كتاب أو سنة، أو من كلام عربي فصيح "أو تمثيل" أي: مثال، وهو جزئي من جزئيات قاعدة يذكر إيضاحا لتلك القاعدة، فكل شاهد مثال ولا عكس. "وربما أشير" أنا "فيه إلى خلاف" في بعض المسائل، أي: مخالفا للناظم وغيره، كقوله في باب الجوازم خلافا لابن مالك "أو نقد" بالدال، أي: انتقاد على للناظم وغيره، كقوله في باب الوقف في مسألة تأتي. وهذا مردود بإجماع المسلمين على الوقف على كذا، "أو تعليل" لحكم "ولم آل"؛ بمد الهمزة؛ من الألو، يحتمل أن يكون بمعنى أمنع، فيتعدى إلى اثنين، حذف أحدهما لعدم تعلق الغرض بذكره، والتقدير: ولم أمنع أحدا "جهدا" ويحتمل أن يكون بمعنى أقصر، فيكون قاصرا. وإنما يتعدى بإسقاط الجار، والتقدير: ولم أقصر في جهد، ثم حذف الجار فانتصب. وهو بفتح الجيم وضمها، وفصل القراءة فقال: الجهد؛ بالضم: الطاقة، وبالفتح: المشقة، "في توضيحه"؛ أي: تبيينه؛ "وتهذيبه" بالذال المعجمة: أي: تنقيته وتصفيته. "وربما خالفته في تفصيله"، كما فعل في الاسم والفعل والحرف؛ حيث جعلها أقساما للكلمة لا للتكلم، "وترتيبه" وهو كثير، ومنه ما فعل في باب نائب الفاعل، حيث أخر الكلام على الفعل وقدم الكلام على النائب، "وسميته أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" ليطابق اسمه معناه. والمسالك: جمع مسلك، وهو طريق السلوك، "وبالله أعتصم" أي: أمتنع، "وأسأله العصمة" أي: المنع، "مما يَصِم"، بفتح الياء وكسر الصاد المهملة، من الوَصْم، بسكون الصاد، وهو العيب والعار، "لا رب غيره، ولا مأمول إلا خيره، عليه توكلت وإليه أنيب" أي: أرجع.