المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب حروف الجر ‌ ‌مدخل … باب حروف الجر: "هذا باب حروف الجر": ويسميها الكوفيون حروف - شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو - جـ ١

[خالد الأزهري]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌المقدمات

- ‌مقدمة المحقق

- ‌[خطبة المؤلف] :

- ‌[شرح خطبة الكتاب] :

- ‌الكلام وما يتألف منه

- ‌مدخل

- ‌باب شرح المعرب والمبني

- ‌مدخل

- ‌باب النكرة والمعرفة

- ‌مدخل

- ‌فصل في المضمر

- ‌باب العلم

- ‌مدخل

- ‌باب أسماء الإشارة

- ‌مدخل

- ‌باب الموصول

- ‌مدخل

- ‌باب المعرف بالأداة

- ‌مدخل

- ‌باب المبتدأ والخبر

- ‌مدخل

- ‌باب الأفعال الداخلة على المبتدأ

- ‌مدخل

- ‌باب أفعال المقاربة

- ‌مدخل

- ‌باب الأحرف الثمانية

- ‌مدخل

- ‌باب "لا" العاملة عمل "إن" المشددة

- ‌مدخل

- ‌باب الأفعال الداخلة بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين

- ‌مدخل

- ‌باب ما ينصب مفاعيل ثلاثة:

- ‌باب الفاعل:

- ‌باب النائب عن الفاعل

- ‌مدخل

- ‌باب الاشتغال:

- ‌باب التعدي واللزوم

- ‌مدخل

- ‌باب التنازع في العمل

- ‌مدخل

- ‌باب المفعول المطلق

- ‌مدخل

- ‌باب المفعول له:

- ‌باب المفعول فيه

- ‌مدخل

- ‌المفعول معه

- ‌مدخل

- ‌باب المستثنى

- ‌مدخل

- ‌باب الحال

- ‌مدخل

- ‌باب التمييز

- ‌مدخل

- ‌باب حروف الجر

- ‌مدخل

- ‌باب الإضافة

- ‌مدخل

- ‌فهرس المحتويات:

الفصل: ‌ ‌باب حروف الجر ‌ ‌مدخل … باب حروف الجر: "هذا باب حروف الجر": ويسميها الكوفيون حروف

‌باب حروف الجر

‌مدخل

باب حروف الجر:

"هذا باب حروف الجر":

ويسميها الكوفيون حروف الإضافة؛ لأنها تضيف الفعل إلى الاسم، أي: تربط بينهما، وحروف الصفات؛ لأنها تحدث صفة في الاسم من ظرفية أو غيرها. "وهي عشرون حرفًا" كما في النظم "ثلاث مضت في" باب "الاستثناء، وهي: خلا وعدا وحاشا" الجارات فلا حاجة لإعادتها، "وثلاثة شاذة" في عمل الجر:

"أحدها: "متى" في لغة هذيل" بالتصغير "وهي" عندهم "بمعنى "من" الابتدائية"، حكى يعقوب ذلك عنهم، و"سمع من بعضهم1: أخرجها متى كمه" أي: من كمه، "وقال" شاعرهم أبو ذؤيب الهذلي في وصفه السحاب: [من الطويل]

460-

شربن بماء البحر ثم ترفعت

"متى لجج خضر لهن نئيج

أي: من لجج، واللجج: جمع لجة؛ بضم اللام؛ وهي معظم الماء، والنئيج، بفتح النون وكسر

1 شرح ابن الناظم ص257، وشرح التسهيل 3/ 186، وشرح ابن عقيل 2/ 4.

460-

البيت لأبي ذؤيب الهذلي ص201، والأشباه والنظائر 4/ 287، وجواهر الأدب ص99، وخزانة الأدب 7/ 97، 99، والخصائص 2/ 85، والدرر 2/ 33، وسر صناعة الإعراب ص135، وشرح أشعار الهذليين 1/ 129، وشرح شواهد المغني ص218، ولسان العرب 1/ 487، "شرب" 5/ 162 "مخر"، 15/ 474 "متى"، والمحتسب 2/ 114، والمقاصد النحوية 3/ 249، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص515، والأزهية ص284، وأوضح المسالك 3/ 6، والجنى الداني ص43، 505، وجواهر الأدب ص47، 378، ورصف المباني ص151، وشرح ابن الناظم ص257، وشرح الأشموني ص284، وشرح ابن عقيل 2/ 6، وشرح التسهيل /153، 186، وشرح عمدة الحافظ ص268، وشرح قطر الندى ص250، وشرح الكافية الشافية 2/ 784، 807، والصاحبي في فقه اللغة ص157، ومغني اللبيب ص105، وهمع الهوامع 2/ 34.

ص: 630

الهمزة وسكون الياء آخر الحروف وبالجيم: المر السريع مع الصوت، يقال: إن السحاب في بعض الأماكن يدنو من البحر الملح، فيمتد منها خراطيم عظيمة تشرب من مائه، فيكون لها صوت عظيم مزعج، ثم تذهب صاعدة إلى الجو، فيلطف ذلك الماء ويعذب بإذن الله تعالى في زمن صعودها وترفعها. ثم يمطر حيث يشاء الله تعالى.

"والثاني: "لعل" في لغة عقيل" بالتصغير "قال" شاعرهم: [من الوافر]

461-

"لعل الله فضلكم علينا"

بشيء أن أمكم شريم

بجر الجلالة بـ"لعل"، وشريم: بفتح الشين المعجمة: المرأة المفضاة، "ولهم في لامها الأولى الإثبات" كما مر، "والحذف" كقوله:[من الرجز]

462-

عل صروف الدهر أو دولاتها

أنشده الفراء بجر صروف، "و" لهم "في" لامها "الثانية الفتح والكسر". وأنشدوا عليهما:[من الوافر]

463-

لعل الله يمكنني عليها

جهارًا من زهير أو أسيد

فهذه أربع لغات، ولا يجوز الجر في بقية لغات "لعل".

"والثالث: "كي"" ولا تجر معربًا ولا اسمًا صريحًا. "وإنما تجر ثلاثة" لا رابع لها، "أحدها:"ما" الاستفهامية، يقول إذا سألوا عن علة الشيء:"كيمه""، والأصل: "كيما" فحذفت ألف "ما" وجوبا، وجيء بهاء السكت وقفًا حفظًا للفتحة

461- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 7، والجنى الداني ص584، وجواهر الأدب ص403، وخزانة الأدب 10/ 422، 423، 430، ورصف المباني ص375، وشرح الأشموني 2/ 284، وشرح ابن عقيل 2/ 5، وشرح ابن الناظم ص256، وشرح قطر الندى ص249، وشرح الكافية الشافية 2/ 783، والمقاصد النحوية 3/ 247، والمقرب 1/ 193.

462-

الرجز بلا نسبة في لسان العرب 4/ 325، "زفر"، 11/ 473 "علل"، 12/ 550 "لمم"، والخصائص 1/ 316، وشرح الأشموني 3/ 570، 668، وشرح ابن الناظم ص488، 545، وشرح التسهيل 4/ 34، وشرح شواهد الشافية 128، وشرح شواهد المغني 1/ 454، وشرح عمدة الحافظ 399، والإنصاف 1/ 220، والجنى الداني 584، ورصف المباني ص249، وسر صناعة الإعراب 1/ 407، واللامات ص135، والمقاصد النحوية 4/ 396، وتاج العروس "لمم".

463-

البيت لخالد بن جعفر في الأغاني 11/ 79، وأمالي المرتضى 1/ 212، وخزانة الأدب 10/ 426، 438، 439، 441، وبلا نسبة في الجنى الداني ص583، وسر صناعة الإعراب ص407، وشرح عمدة الحافظ ص269، ولسان العرب 11/ 473 "علل"، وشرح التسهيل 2/ 47، 3/ 186، وشرح الكافية الشافية 2/ 783.

ص: 631

الدالة على الألف المحذوفة، "والأكثر" عندهم "أن يقولوا:"لِمَهْ"" باللام؛ والمعنى: لأي شيء كان كذا؟ "الثاني "ما" المصدرية وصلتها"، فإنهما في تأويل الاسم، "كقوله" وهو النابغة: [من الطويل]

464-

إذا أنت لم تنفع فضر فإنما

"يراد الفتى كيما يضر وينفع"

فـ"كي" جارة لمصدر مؤول من "ما" وصلتها، وهي حرف النفع بمنزلة اللام، "أي" إنما يراد الفتى "للضر والنفع"، أي: لضر من يستحق الضر ونفع من يستحق النفع، ويروى:"يرجى الفتى"، وكون "ما"1 فيه مصدرية، "قاله الأخفش2"، وهو قليل، "وقيل "ما"" فيه "كافة" لـ

"كي" عن عمل الجر مثلها في "ربما"، وقول قريب الموضح في حاشيته: وأن المصدرية مضمرة بعدها، سهو. "الثالث:"أن" المصدرية" المضمرة "وصلتها نحو: "جئت كي تكرمني" إذا قدرت "أن" بعدها"، والأصل: كي أن تكرمني، فحذفت "أن" استغناء عنها بنيتها "بدليل ظهورها في الضرورة كقوله:" وهو جميل بن عبد الله: [من الطويل]

465-

فقالت أكل الناس أصبحت مانحا

"لسانك كيما أن تغر وتخدعا"

فـ"تغر" و"تخدعا" مبنيان للفاعل، و"المنح": الإعطاء متعد لاثنين أولهما "أكل

464- البيت للنابعة الجعدي في ملحق ديوانه ص246، وله أو للنابغة الذبياني في شرح شواهد المغني 1/ 507، وللنابغة الجعدي أو للنابغة الذبياني أو لقيس بن الخطيم في خزانة الأدب 8/ 498، والمقاصد النحوية 4/ 245، ولقيس بن الخطيم في ملحق ديوانه ص235، وكتاب الصناعتين ص315، والمقاصد النحوية 4/ 379، وبلا نسبة في الارتشاف 2/ 394، وأوضح المسالك 3/ 10، وتذكرة النحاة ص609، والجنى الداني ص262، والحيوان 3/ 76، وخزانة الأدب 7/ 105،وشرح ابن الناظم ص256، وشرح الأشموني 2/ 283، وشرح التسهيل 3/ 149، 4/ 16، وشرح عمدة الحافظ ص266، وشرح الكافية الشافية 2/ 782، 3/ 1532، ومغني اللبيب 1/ 182، وهمع الهوامع 1/ 5، 31.

1 في "أ": "لما".

2 معاني القرآن للأخفش 1/ 306.

465-

البيت لجميل بثينة في ديوانه ص108، وخزانة الأدب 8/ 481، 482، 483، 488، والدرر 2/ 9، وشرح المفصل 9/ 14، 16، وله أو لحسان بن ثابت في شرح شواهد المغني 1/ 508، وبلا نسبة في الارتشاف 3/ 282، وأوضح المسالك 3/ 11، وخزانة الأدب ص125، والجنى الداني ص262، ورصف المباني ص217، وشرح ابن الناظم ص256، وشرح الأشموني 2/ 283، وشرح التسهيل 1/ 244، 3/ 148، 4/ 16، وشرح شذور الذهب ص289، وشرح عمدة الحافظ ص267، وشرح الكافية الشافية 2/ 782، ومغني اللبيب 1/ 183، وهمع الهوامع 2/ 5.

ص: 632

الناس" وثانيهما "لسانك" على حذف مضاف، والمعنى: أصبحت مانحًا كل الناس حلاوة لسانك، والغرور: الخداع، فهو عطف تفسيري، وهو إرادة المكروه بالإنسان من حيث لا يعلم.

وجعل ابن مالك في التسهيل1 إظهار "أن" بعد "كي" قليلًا، ولم يجعله ضرورة كما فعل الموضح، "والأولى" فيما إذا لم يذكر "أن" بعد "كي""أن تقدر "كي" مصدرية"، ناصبة للمضارع بنفسها، "فتقدر اللام قبلها" استغناء عنها بنيتها "بدليل كثرة ظهورها معها نحو:{لِكَيْ لَا تَأْسَوْا} [الحديد: 23] . فهذه ستة أحرف.

"والأربعة عشر الباقية" من العشرين "قسمان:

سبعة تجر الظاهر والمضمر، وهي: من، وإلى، وعن، وعلى، وفي والباء، واللام" وهي بالنسبة إلى الوضع ثلاثة أقسام: ما هو موضوع على حرف واحد، وهو اثنان:"الباء" و"اللام". وما هو موضوع على حرفين وهو ثلاثة: "من" و"عن" و"في". وما هو موضوع على ثلاثة أحرف وهو اثنان: "إلى" و"على".

وبدأ منها بـ"من"؛ لأنها أم حروف الجر، قاله صاحب درة الغواص وغيره.

مثال: جرها المضمر والظاهر "نحو: {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} "[الأحزاب: 7] .

ومثال "إلى": " {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ} [المائدة: 48] {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ} "[الأنعام: 60] .

ومثال "عن": " {طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19]{رضي الله عنهم} [المائدة: 119] .

ومثال "على": " {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} "[غافر: 80] .

ومثال "في": " {وَفِي الْأَرْضِ آيَات " لِلْمُوقِنِينَ} [الذاريات: 20]{وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ} [الزخرف: 71] .

ومثال "الباء": " {آمَنُوا بِاللَّهِ} [النساء: 175] {آمَنُوا بِهِ} "[الأعراف: 157] .

ومثال اللام: " {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} [البقرة: 284] {لَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ " وَمَا فِي الْأَرْضِ} [يونس: 68] .

"وسبعة تختص بالظاهر" وهي المشار إليها بقوله في النظم:

366-

بالظاهر اخصص منذ مذ وحتى

والكاف والواو ورب والتا

وهي بالنسبة إلى الوضع أربعة أقسام: ما وضع على حرف واحد، وهو ثلاثة: الكاف

1 التسهيل ص229.

ص: 633

والواو والتاء. وما وضع على حرفين وهو "مذ" خاصة. وما وضع على ثلاثة أحرف وهو: "منذ" و"رب" وما وضع على أربعة أحرف وهو: "حتى" خاصة.

"وتنقسم" بالنسبة إلى عملها في الظاهر "أربعة أقسام" أيضًا:

"ما لا يختص بظاهر بعينه" وهو" ثلاثة: "حتى" و"الكاف" و"الواو"، نحو: {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5] . {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] ، {وَالطُّورِ} [الطور: 1] . "وقد تدخل "حتى" و"الكاف في الضرورة على الضمير"، فالأول كقوله:[من؟؟؟؟]

466-

أتت حتاك تقصد كل فج

ترجي منك أنها لا تخيب

والكوفيون والفراء لا يخصون ذلك بالضرورة قاله في المغني1.

والثاني "كقول العجاج" يصف حمارًا وحشيا: [من الرجز]

467-

خلى الذنابات شمالًا كثبا

"وأم أوعال كها أو أقربا"

فأدخل الكاف على الهاء العائدة على الذنابات؛ بفتح الذال المعجمة والنون وبعد الألف باء موحدة؛ جمع ذنابي، وهي في الأصل شبه المخاط يقع من أنوف الأبل، وهنا اسم موضع بعينه، وأم أوعال: اسم هضبة بعينها، وهي في الأصل جبل منبسط على وجه الأرض. وشمالا: ظرف، وكثبًا؛ بفتح الكاف والثاء المثلثة؛ صفته، ومعناه: قريبًا و"أو": حرف عطف، والمعنى: أن هذا الحمار الوحشي ترك الذنابات ناحية شماله قريبًا منه، وترك أم أوعال كالذنابات أو أقرب منها. "وقول الآخر" وهو رؤبة يصف حمارًا وحشيا وأتنا وحشيات:[من الرجز]

468-

فلا ترى بعلا ولا حلائلا

"كه ولا كهن إلا حاظلا"

466- البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 39، وشرح الأشموني 2/ 287، وشرح شواهد المغني ص370، ومغني اللبيب 1/ 123، وهمع الهوامع 2/ 23.

1 مغني اللبيب 1/ 123.

467-

البيت للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 269، وأوضح المسالك 3/ 16، وتاج العروس "وعل"، وجمهرة اللغة ص61، وخزانة الأدب 10/ 195، 196، وشرح أبيات سيبويه 2/ 95، وشرح شواهد الشافية ص345، والكتاب 2/ 384، ومعجم ما استعجم ص212، والمقاصد النحوية 3/ 253، وبلا نسبة في الارتشاف 2/ 436، وشرح ابن الناظم ص257، وشرح الأشموني 2/ 286، وشرح ابن عقيل 2/ 13، وشرح الكافية الشافية 2/ 793، وشرح المفصل 8/ 16، 42، 44.

468-

الرجز لرؤبة في ديوانه ص128، وخزانة الأدب 10/ 195، 196، والدرر 2/ 65، وشرح أبيات سيبويه 2/ 163، والمقاصد النحوية 3/ 256، وللعجاج في الكتاب 2/ 384، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 18، وجواهر الأدب ص124، ورصف المباني ص204، وشرح ابن الناظم ص258، وشرح الأشموني 2/ 286، وشرح ابن عقيل 2/ 14، وشرح التسهيل 3/ 169، وشرح عمدة الحافظ ص269، وشرح الكافية الشافية 2/ 791، 793، وهمع الهوامع 2/ 30.

ص: 634

فأدخل الكاف في الأول على ضمير الحمار الوحشي، وفي الثاني على ضمير الإناث الوحشيات، والبعل: الزوج، والحلائل: جمع حليلة الرجل، وهي امرأته، الحاظل؛ بالحاء المهملة والظاء المشالة: المانع من التزويج كالعاضل، والمعنى: لا ترى بعلا مثل الحمار الوحشي، ولا زوجات مثل الأتن الوحشيات إلا مانعا.

"وما يختص بالزمان وهو "مذ" و"منذ"" وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

367-

واخصص بمذ ومنذ وقتا....

..................................

"فأما قولهم: ما رأيته مذ أن الله خلقه" بفتح الهمزة على أنها مصدرية، وهي وصلتها في تأويل مصدر مجرور بـ"مذ" في الصورة الظاهرة "فتقديره: مذ زمن أن الله خلقه"، فـ"مذ" في الحقيقة إنما جرت زمانًا محذوفًا مضافا إلى المصدر لا المصدر، "أي: مذ زمن خلق الله إياه"، فاندفع بهذا التقدير السؤال، وأما على رواية من كسر الهمزة فـ"مذ" فيه اسم لدخولها على الجملة. "وما يختص بالنكرات وهو: رب" بضم الراء، وإليه الإشارة بقول الناظم:

367-

................. وبرب

منكرًا..........................

نحو: "رب جل كريم لقيته"، "وقد تدخل في الكلام" النثر "على ضمير غيبة ملازم للإفراد والتذكير، والتفسير بتمييز بعده مطابق للمعنى" من إفراد وتذكير وفروعهما كقولك: "ربه رجلا"، و"ربه رجلين"، و"ربه رجلالا1"، و"ربه امرأة"، و"ربه امرأتين"، و"ربه نساء"، كل ذلك بإفراد الضمير استغناء بمطابقة التمييز للمعنى المراد، "قال" الشاعر:[من الخفيف]

469-

"ربه فتية دعوت إلى ما"

يورث الحمد دائبًا فأجابوا

فأتي بالضمير مفردًا، مفسرا بتمييز مجموع مطابق للمعنى، وهو فتية، هذا مذهب البصريين2.

1 سقطت الجملة من "أ".

469-

البيت بلا نسبة في الارتشاف 2/ 463، وأوضح المسالك 3/ 19، والدرر 2/ 50، وشرح الأشموني 1/ 187، وشرح التسهيل 3/ 184، وشرح شذور الذهب ص133، وشرح شواهد المغني ص874، ومغني اللبيب ص491، والمقاصد النحوية 3/ 259، وهمع الهوامع 2/ 27.

2 انظر مذهب البصريين في الارتشاف 2/ 462، والأزهية ص261.

ص: 635

وحكى الكوفيون1 جواز مطابقته لفظًا2 نحو: "ربها امرأة"، و"ربهما رجلين"، و"ربهم رجالا"، و"ربهن نساء".

واختلف في الضمير المجرور بـ"رب" فقيل معرفة، وإليه ذهب الفارسي3 وكثيرون. وقيل نكرة، واختاره الزمخشري4 وابن عصفور5؛ لأنه عائد على واجب التنكير، وجعل الناظم دخول "رب" والكاف على الضمير نادرًا فقال:

368-

وما رووا من نحو ربه فتى

نزر كذاكها ونحوه أتى

"وما يختص بالله ورب" بفتح الراء، حال كونه "مضافًا للكعبة أو لياء المتكلم وهو التاء" في القسم، وإليه أشار الناظم بقوله:

367-

................

........ والتاء لله، ورب

"نحو: {تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} [الأنبياء: 57] ، "و: "ترب الكعبة". و"تربي لأفعلن""، حكاه الأخفش6، وندر "تالرحمن" و"تحياتك" حكاه سيبويه7.

1 انظر مذهب الكوفيين في الارتشاف 2/ 463، والأزهية ص261.

2 سقطت من "ط".

3 الإيضاح العضدي 1/ 253.

4 الارتشاف 2/ 462.

5 المقرب 1/ 200.

6 شرح ابن الناظم ص259.

7 الكتاب 1/ 59.

ص: 636

"فصل":

"في ذكر معاني الحروف" الجارة: والصحيح عند البصريين أن حروف الجر لا ينوب بعضها عن بعض بقياس كما لا تنوب أحرف الجزم وأحرف النصب، وما أوهم ذلك فهو عندهم إما مؤول تأويلًا يقبله اللفظ. وإما على تضمين الفعل معنى فعل يتعدى بذلك الحرف. وإما على شذوذ إنابة كلمة عن أخرى، وهذا الأخير هو مجمل الباب كله عند الكوفيين وبعض المتأخرين، ولا يجعلون ذلك شاذا، ومذهبهم أقل تعسفًا. قاله في المغني1.

"لـ"من" سبعة معان:

"أحدها: التبعيض" عند الفارسي2 والجمهور، وصححه ابن عصفور3، وعلامته جواز الاستغناء عنها بـ"بعض" "نحو:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ " حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ "} [آل عمران: 92]، أي: بعض ما تحبون، "ولهذا قرئ: بعض ما تحبون" قرأ ذلك ابن مسعود4.

"و" المعنى "الثاني: بيان الجنس" عند جماعة من المتقدمين والمتأخرين وعلامتها صحة وقوع موصول موضعها إذا بينت معرفة نحو: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: 30] أي: الذي هو الأوثان، فإن بينت نكرة فهي ومجرورها في موضع جملة "نحو:" {يُحَلَّوْنَ فِيهَا " مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ "} [الكهف: 31] فـ"من ذهب" بيان لـ"أساور" أي: هي ذهب، و"من" الأولى للابتداء عند الجمهور، أو زائدة على رأي الأخفش5 ويدل له قوله تعالى:{وَحُلُّوا أَسَاوِرَ} [الإنسان: 21] .

1 مغني اللبيب ص150، 151.

2 الإيضاح العضدي 1/ 251.

3 المقرب 1/ 198.

4 انظر هذه القراءة في البحر المحيط 2/ 524، والكشاف 1/ 202، وتفسير الرازي 2/ 501.

5 معاني القرآن للأخفش 1/ 272، 273.

ص: 637

"و" المعنى "الثالث: ابتداء الغاية المكانية باتفاق" من البصريين والكوفيين بدليل انتهاء الغاية بعدها "نحو": {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا " مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ " إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] . "و" ابتداء الغاية "الزمانية" وفاقًا للكوفيين والأخفش والمبرد وابن درستويه، و"خلافًا لأكثر البصريين" في منعهم ذلك، "و" يدل "لنا" الكتاب العزيز وهو "قوله تعالى:{مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ" أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ} [التوبة: 108]، "والحديث" وهو قول أنس رضي الله عنه:"فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة" رواه البخاري1 من حديث شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس رضي لله عنه، وقول بعض العرب:"من الآن إلى الغد"، كما حكاه الأخفش في المعاني2، "وقول الشاعر" النابغة الذبياني يصف السيوف:[من الطويل]

470-

"تخيرن من أزمان يوم حليمة"

إلى اليوم قد جربن كل التجارب

فـ"من أزمان" لابتداء الغاية الزمانية، وتخيرن وجربن: مبنيان للمفعول، والنون المتصلة بهما نائب الفاعل، وهي راجعة إلى السيوف المحدث عنها في بيت قبله3، وتخيرن4: اصطفين: وجربن: اختبرن، ويوم حليمة، يوم مشهور من أيام العرب، وهو اليوم الذي سار فيه المنذر بن المنذر لقتال الأعرج الغساني، وحليمة هي بنت الحارث5 بن أبي شمر، والتجارب: جمع تجربة. وحمل المانعون هذه الأدلة على حذف مضاف، والتقدير: في الآية: من تأسيس أول يوم، وفي الحديث من صلاة الجمعة، وفي البيت: من استمرار أزمان، وكذلك ما أشبهها، وأجيب بأن الأصل عدم الحذف.

وقد يكون ابتداء الغاية في غير المكان والزمان نحو: "من محمد رسول الله هرقل عظيم الروم"6.

1 أخرجه البخاري في الاستسقاء برقم 971.

2 معاني القرآن للأخفش 1/ 158.

470-

البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص45، وخزانة الأدب 3/ 331، وشرح شواهد المغني ص349، 731، ولسان العرب 1/ 261، "جرب"، 12/ 149، "حلم" ومغني اللبيب ص319، والمقاصد النحوية 3/ 270، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 22، وشرح ابن الناظم ص259، وشرح الأشموني 2/ 287، وشرح ابن عقيل 2/ 16.

3 وهو قوله:

"ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

بهن فلول من قراع الكتائب"

4 في "أ": "خيرن".

5 في "ط": " الحرب".

6 أخرجه البخاري في بدء الوحي برقم 7.

ص: 638

"و" المعنى "الرابع: التنصيص على العموم أو لتوكيد1 التنصيص عليه، وهي الزائدة"، فالأول الداخلة على نكرة لا تختص بالنفي نحو:"ما جاءني من رجل"، فهي للتنصيص على العموم، ألا ترى أنه قبل دخول "من" يحتمل نفي الواحد2 ونفي الجنس على سبيل العموم، ولهذا يصح أن يقال:"بل رجلان"، وبعد دخولها يصير نصا في نفي الجنس على سبيل العموم، فيمتنع أن يقال:"بل رجلان". والثاني الداخلة على نكرة مختصة بالنفي وشبهه نحو: "ما جاءني من أحد" فهي لتأكيد التنصيص على العموم؛ لأن النكرة الملازمة للنفي تدل على العموم أيضًا، فزيادة "من" إنما أفادت مجرد التوكيد؛ "لأن "ما جاء أحد" و "ما جاء من أحد" سيان في إفهام العموم دون احتمال.

فإن قلت: إذا كانت "من" تفيد التنصيص فكيف تكون زائدة؟ أجيب بأن المراد من زيادتها كونها تأتي في موضع يطلبه العامل بدونها، فتصير مقحمة بين طالب ومطلوب، وإن كان سقوطها3 مخلا بالمعنى المراد، كما قالوا في "لا": إنها زائدة في قولهم: "جئت بلا زاد" مع أن سقوطها يخل بالمعنى.

"و""من" الزائدة "لها ثلاثة شروط" عند الجمهور:

أحدها: "أن يسبقها نفي" بأي أداة كانت، "أو نهي" بـ"لا"، "أو استفهام بـ"هل"" خاصة، وفي إلحاق الهمزة بها نظر، وفي الارتشاف4: لو قلت كيف تضرب من رجل؟ أو متى تضرب من رجل؟ لم يجز. ا. هـ. ولعل الفرق أن "هل" لطلب التصديق دائمًا.

"و" الثاني: "أن يكون مجرورها نكرة" كما مر.

"و" الثالث: "أن يكون" مجرورها المنكر "إما فاعلا نحو: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر} "[الأنبياء: 2] فذكر فاعل "يأتيهم"، "أو مفعولًا" به "نحو:{هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} " [مريم: 98] فـ"أحد" مفعول "تحس"، "أو مبتدأ نحو: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} " [فاطر: 3] فـ"خالق" مبتدأ، و "غير الله" نعته على المحل، والخبر محذوف، تقديره: لكم، وليس "يرزقكم" الخبر؛ لأن "هل" لا تدخل على مبتدأ مخبر عنه بفعل على الأصح.

1 في "ط": "توكيد".

2 في "أ"، "ط":"الوحدة".

3 في "ب": "استعمالها".

4 الارتشاف 2/ 445.

ص: 639

وأجاز بعضهم1 زيادتها بشرط تنكير مجرورها فقط نحو: "قد كان من مطر"، وأجازها الأخفش والكسائي وهشام بلا شرط2، ووافقهم الناظم في التسهيل3، وعلله في "شرحه4 بثبوت السماع بذلك نثرًا ونظمًا.

"الخامس معنى البدل نحو: {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ} "[التوبة: 38] أي: بدل الآخرة، وأنكر قوم مجيء "من" للبدل، وقالوا: التقدير: أرضيتم بالحياة الدنيا بدلا من الآخرة، فالمفيد للبدلية متعلقها المحذوف وأما هي فللابتداء، نقله في المغني5 وأقره.

المعنى "السادس: الظرفية" عند الكوفيين مكانية أو زمانية، فالأول "نحو:{مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} " [فاطر: 40] أي: في الأرض، والظاهر أنها لبيان الجنس مثلها في {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} [البقرة: 106] قاله في المغني6. "و" الثاني نحو: "{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} " [الجمعة: 9] أي: في يوم الجمعة.

"السابع: التعليل" عند جماعة "كقوله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} "[نوح: 25] أي: أغرقوا لأجل خطاياهم، فقدمت العلة على المعلول للاختصاص. "وقال الفرزدق" يمدح زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم:[من البسيط]

471-

"يغضي حياء ويغضي من مهابته"

فما يكلم إلا حين يبتسم

أي: يغضي منه لأجل مهابته. والإغضاء: بالغين والضد المعجمتين: إرخاء الجفون. واقتصر

1 منهم ابن جني، انظر الخصائص 3/ 106.

2 معاني القرآن للأخفش 1/ 272، وشرح التسهيل 3/ 138، وشرح ابن الناظم ص260.

3 التسهيل ص144.

4 شرح التسهيل 3/ 138، 139.

5 مغني اللبيب ص423.

6 مغني اللبيب ص424.

471-

البيت للحزين الكناني "عمرو بن عبد وهيب" في الأغاني 15/ 263، ولسان العرب 13/ 114 "حزن" والمؤتلف والمختلف ص89، وللفرزدق في ديوانه 2/ 179، وأمالي المرتضى 1/ 68، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1622، وشرح شواهد المغني 2/ 732، ومغني اللبيب 1/ 320، والمقاصد النحوية 2/ 513، 3/ 273، وبلا نسبة في الارتشاف 3/ 193، وأوضح المسالك 2/ 146، وشرح ابن الناظم ص260، وشرح الأشموني 1/ 183، وشرح المفصل 2/ 53.

ص: 640

في النظم على قوله:

369-

بعِّض وبيّن وابتدئ في الأمكنه

بمن وقد تأتي لبدء الأزمنه

370-

وزيد في نفي وشبهه فجر

نكرة...........................

وزاد في المغني1 ثامنًا: وهو المجاوزة نحو: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 22] أي: عن ذكر الله.

وتاسعًا: هو الانتهاء كقولك: "قربت منه" فإنه مساو لقولك: "قربت إليه"، قاله ابن مالك2.

وعاشرًا: وهو الاستعلاء عند الأخفش3 والكوفيين نحو: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} [الأنبياء: 77] أي: عليهم، وخرجها المانعون على التضمين، أي: منعناه بالنصر من القوم.

وحادي عشر: وهو الفصل؛ بالصاد المهملة؛ وهي الداخلة على ثاني المتضادين ونحوهما، نحو:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة: 220]، {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179] ، ونحو:"لا تعرف زيدًا من عمرو".

وثاني عشر: موافقة الباء عند بعض البصريين، وقيل بعض الكوفيين، نحو:{يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} [الشورى: 45] أي: بطرف، نقله الأخفش عن يونس4.

وثالث عشر: موافقة "عند" نحو: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [آل عمران: 10] قاله أبو عبيدة5.

ورابع عشر: مرادفة "ربما" كقوله: [من الطويل]

472-

وإنا لمما نضرب الكبش ضربة

.....................................

1 مغني اللبيب ص423.

2 شرح التسهيل 3/ 136.

3 معاني القرآن للأخفش 1/ 205.

4 معاني القرآن للأخفش 2/ 687، وشرح التسهيل 3/ 137.

5 مغني اللبيب ص424.

472-

عجز البيت:

"على رأسه تلقى اللسان من الفم"

وهو لأبي حية النميري في ديوانه ص174، والأزهية ص91، وخزانة الأدب 10/ 215، 216، 217، والدرر 2/ 85، وشرح شواهد المغني ص72، 738، والكتاب 3/ 156، ومغني اللبيب ص311، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 260، والجنى الداني ص315، وشرح شواهد الإيضاح ص219، ومغني اللبيب ص322، 513، والمقتضب 4/ 174، وهمع الهوامع 2/ 35، 38.

ص: 641

قاله السيرافي وابن خروف وابن طاهر والأعلم1.

والخامس عشر: الغاية، قاله سيبويه2: تقول: "رأيته من ذلك الموضع" فجعلته غاية لرؤيتك، وأسقطها هنا لما في بعضها من الرد له.

"وللام اثنا عشر معنى أحدها:

الملك نحو: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} [لقمان: 26] .

المعنى "الثاني: شبه الملك، ويعبر عنه بالاختصاص" والاستحقاق، فالأول "نحو: السرج للدابة"، والثاني نحو: "العمارة للدار" لأن "الدابة" و"الدار" لا يتصور منهما الملك، والفرق بينهما أن التي للاستحقاق هي الواقعة بين معنى وذات، والتي للاختصاص بخلاف ذلك.

"و" المعنى "الثالث: التعدية" إلى المفعول به "نحو: ما أضرب زيدًا لعمرو" لأن ضرب متعد في الأصل، ولكن لما بني منه فعل التعجب نقل إلى فعل؛ بضم العين؛ فصار قاصرًا، فتعدى بالهمزة إلى زيد، وباللام إلى عمرو، هذا مذهب البصريين. وذهب الكوفيون إلى3 أن الفعل باق على تعديته ولم ينقل، وأن اللام ليست للتعدية، وإنما هي مقوية للعامل لما ضعف باستعماله في التعجب. وهذا الخلاف مبني على أن فعل التعجب إذا صيغ من متعد هل يبقى على تعديته، أو لا؟ ذهب الكوفيون إلى الأول والبصريون إلى الثاني. ومثل الناظم للتعدية في شرح الكافية4 بقوله تعالى:{فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} [مريم: 5] . وتبعه ابنه5. قال الموضح في المغني6: والأولى عندي أن يمثل للتعدية بنحو: "ما أضرب زيدًا لعمرو" كما مثل هنا، ووجه الأولوية أن ابن مالك مثل بالآية لشبه التمليك في شرح التسهيل7 فصار المثال محتملا، وقد علمت أم مثال الموضح ليس متفقًا عليه فكيف يكون أولى؟ ولم أقف لهذا المعنى على مثال سالم من الطعن، فالأولى إسقاطه كما أسقطه في التسهيل وشرحه.

1 مغني اللبيب ص424.

2 الكتاب 4/ 225.

3 سقطت من "ط".

4 شرح الكافية الشافية 2/ 802.

5 شرح ابن الناظم ص262.

6 مغني اللبيب ص284.

7 شرح التسهيل 3/ 144، ولم يذكر الآية التي وردت في المتن، بل بقوله تعالى:{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} [النحل: 72] .

ص: 642

المعنى "الرابع: التعليل، كقوله" وهو أبو صخر الهذلي: [من الطويل]

473-

"وإني لتعروني لذكراك هزة"

كما انتفض العصفور بلله القطر

أي: لأجل ذكري إياك.

المعنى "الخامس: التوكيد، وهي الزائد"، وهي أنواع منها المعترضة بين الفعل المتعدي ومفعوله، "نحو قوله" وهو ابن ميادة الرماح يمدح عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان:[من الكامل]

474-

وملكت ما بين العراق ويثرب

"ملكًا أجار لمسلم ومعاهد"

أي: أجار مسلمًا، وهم بالجيم. قال الدماميني: لا تتعين الزيادة فيه لاحتمال أن يكون "أجار" بمعنى: فعل الإجارة، واللام صلة له. ا. هـ. "وأما:{رَدِفَ لَكُمْ} [النمل: 72] فالظاهر أنه"؛ أي: ردف؛ "ضمن معنى "اقترب"" فاللام صلة له لا زائدة، وبه جزم في المغني فقال1: وليس منه "ردف لكم" خلافًا للمبرد2 ومن وافقه3، بل ضمن ردف معنى "اقترب"، "فهو مثل {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} " [الأنبياء: 1] ا. هـ. ومنها المعترضة بين المتضايفتين كقولهم: [من م. الكامل]

475-

يا بؤس للحرب.........

.................................

والأصل يا بؤس الحرب، فأقحمت اللام تقوية للاختصاص. وهل انجرار ما بعدها بها أو

473- تقدم تخريج البيت برقم 403.

474-

البيت لابن ميادة في الارتشاف 3/ 285، والدرر 2/ 78، 527، وشرح شواهد المغني 2/ 580، والمقاصد النحوية 3/ 278، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 29، والجنى الداني ص107 وشرح الأشموني 2/ 291، ومغني اللبيب 1/ 251، وهمع الهوامع 2/ 32، 157.

1 مغني اللبيب 1/ 215.

2 المقتضب 2/ 37.

3 منهم ابن مالك في شرح التسهيل 3/ 148.

475-

تمام البيت:

"يا بؤس للحرب للتي

وضعت أراهط فاستراحوا".

وهو لسعد بن مالك في خزانة الأدب 1/ 468، 473، وشرح شواهد المغني ص582، 657، والكتاب 2/ 207، والمؤتلف والمختلف ص134، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 307، وأمالي ابن الحاجب ص326، والجنى الداني ص107، وجواهر الأدب ص243، والخصائص 3/ 102، ورصف المباني ص244، وشرح المفصل 2/ 10، 105، 4/ 36، 5/ 72، وكتاب اللامات ص108، ولسان العرب 7/ 305 "رهط"، والمحتسب 2/ 93، ومغني اللبيب 1/ 216.

ص: 643

بالمضاف؟ قولان، قال في المغني: أرجحهما الأول؛ لأن اللام أقرب؛ ولأن الجار لا يعلق1.

ا. هـ. وهو مشكل؛ لأن من شأن المضاف أن يجر المضاف إليه، وإلا فلا إضافة. ومنها لام المستغاث، فإنها زائدة عند المبرد، واختاره ابن خروف بدليل صحة إسقاطها2.

المعنى "السادس: تقوية العامل الذي ضعف إما بكونه فرعًا في العمل" كالمصدر واسمي الفاعل والمفعول وأمثلة المبالغة نحو: "عجبت من ضرب زيد لعمرو"، و"نحو:{مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ} " [البقرة: 91] ، ونحو: "زيد معط3 للدراهم"، "و" نحو: "{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} " [هود: 107] . ومنع ابن مالك4 زيادتها مع عامل يتعدى لمفعولين، ورد بقوله:[من الطويل]

476-

.................

ولا الله يعطي للعصاة مناها

"وإما بتأخره عن المعمول" مع أصالته في العمل "نحو: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُون} "[يوسف: 43] والأصل، والله أعلم: إن كنتم تعبرون الرؤيا، فلما أخر الفعل وتقدم5 معموله عليه ضعف عمله فقوي باللام، "وليست" اللام "المقوية زائدة محضة" لما تخيل في العامل من الضعف الذي نزله منزلة اللازم، "ولا معدية" محضة لاطراد صحة إسقاطها، "بل هي بينهما" فلها منزلة بين منزلتين، وهو مشكل، فإن الزائدة المحضة لا تتعلق بشيء، وغير الزائدة تتعلق بالعامل الذي قوته عند الموضح، فتكون متعلقة غير متعلقة في آن واحد، وهو ممتنع لأدائه إلى الجمع بين متنافيين.

المعنى "السابع: انتهاء الغاية، نحو: {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} "[الرعد: 2] أي: إلى أجل.

المعنى "الثامن: القسم" ويختض بالجلالة؛ لأنها خلف عن التاء "نحو: لله ما يؤخر الأجل"، أي: تالله.

المعنى "التاسع: التعجب، نحو: لله درك" أي: ما أكثر درك، بالدال المهملة.

1 مغني اللبيب 1/ 215.

2 مغني اللبيب 1/ 217.

3 في "ط": "معطي".

4 شرح التسهيل 3/ 148، وشرح الكافية الشافية 2/ 803.

476-

صدر البيت:

"أحجاج لا تعط العصاة مناهم"

وهو لليلى الأخيلية في ديوانها ص122، والدرر 2/ 80، وشرح شواهد المغني 2/ 588، ومغني اللبيب 1/ 218، وهمع الهوامع 2/ 33.

5 في "ط": "قدم".

ص: 644

المعنى "العاشر: الصيرورة" عند الأخفش، وتسمى أيضًا لام العاقبة ولام المآل "نحو:" [من الوافر]

477-

"لدوا للموت وابنوا للخراب"

فكلكم يصير إلى ذهاب

فإن الموت ليس علة الولد، والخراب ليس علة للبناء، ولكن صار عاقبتهما ومآلهما إلى ذلك. ومن منع الصيرورة في اللام ردها إلى التعليل بحذف السبب وإقامة المسبب مقامه.

المعنى "الحادي عشر: البعدية" بالباء الموحدة؛ فتكون مرادفة لـ"بعد""نحو: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} [الإسراء: 78] أي: بعده" وجعلها في باب المفعول له لام التعليل. وتقدم فيه معنى الدلوك.

المعنى "الثاني عشر: الاستعلاء" حقيقة "نحو: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} "[الإسراء: 109] جمع ذقن، "أي: عليها". ومجازًا نحو: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: 7] أي: عليها، قاله في المغني1.

وتأتي للنسب نحو: "لزيد عم هو لعمرو خال". وللتبليغ نحو: {قُلْ لِعِبَادِي} [إبراهيم: 31] قاله ابن مالك2. وللتبيين نحو: "سقيا لك"، قاله سيبويه3. وللظرفية نحو: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47] أي: فيه. وبمعنى "عند" كقراءة الجحدري: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} [ق: 5] بكسر اللام وتخفيف الميم: أي "عند مجيئه إياهم" قاله أبو الفتح4. وبمعنى "من" نحو: [من الطويل]

478-

..................

ونحن لكم يوم القيامة أفضل

أي: نحن أفضل منكم يوم القيامة. وبمعى "عن" إذا استعملت مع القول نحو: {وَقَالَ الَّذِينَ

477- البيت لأبي العتاهية في ديوانه ص33، وللإمام علي بن أبي طالب في خزانة الأدب 9/ 529، 531، والدرر 2/ 75، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 33 والجنى الداني ص98.

1 مغني اللبيب ص280.

2 شرح التسهيل 3/ 145.

3 الكتاب 1/ 318.

4 المحتسب 2/ 282.

478-

صدر البيت:

"لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم"

وهو لجرير في ديوانه ص143، والجنى الداني ص102، وجواهر الأدب ص75، وخزانة الأدب 9/ 480، والدرر 2/ 77، وشرح شواهد المغني 1/ 377، ولسان العرب 2/ 24، "حتت" ومغني اللبيب 1/ 213، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص75، وشرح الاشموني 2/ 291.

ص: 645

كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا} [العنكبوت: 12] أي: عن الذين آمنوا قاله ابن الحاجب1. وللتمليك وشبهه نحو: "وهبت لزيد دينارًا" ونحو: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} [النحل: 72] قاله ابن مالك في التسهيل2، وتبعه الموضح في المغني3، واقتصر في النظم على قوله:

372-

واللام للملك وشبهه وفي

تعدية أيضًا وتعليل قفي

373-

وزيد.............

...........................

"وللباء" الموحدة "اثنا عشر معنى أيضًا:

أحدها: الاستعانة" وهي الداخلة على آلة الفعل حقيقة "نحو: كتبت بالقلم"، و"نجرت بالقدوم". أو مجازًا نحو: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30] ؛ لأن الفعل لا يتأتى على هذ الوجه الأكمل إلا بها. حكاه في المغني4. وهو أحد قولي الزمخشري5 في البسملة، والقول الثاني: إنها للمصاحبة، وهو الأظهر عنده.

المعنى "الثاني: التعدية" بالتاء المثناة فوق؛ وتسمى باء النقل، وهي المعاقبة للهمزة في تصيير الفاعل مفعولًا، وأكثر ما تعدى الفعل القاصر "نحو:{ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} [البقرة: 17] أي: أذهبه"، وقرئ "أذهب الله نورهم"6، وبهذه الآية رد على المبرد والسهيلي حيث زعما أن بين التعديتين فرقًا، وأنك إذا قلت: "ذهبت بزيد"، كنت مصاحبًا له في الذهاب. قاله في المغني7.

المعنى "الثالث: التعويض"، ويسمى بالمقابلة، وهي الداخلة على الأعواض والأثمان حسا "كـ:"بعتك هذا" الثوب "بهذا" العبد" فمدخول الباء هو الثمن. أو معنى نحو: "كأفات إحسانه بضعف" فمدخول الباء هو العوض. قال في المغني8: ومنه {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32] وإنما لم نقدرها9 باء السببية كما قال

1 الكافية ص19، وانظر همع الهوامع 2/ 32.

2 شرح التسهيل 3/ 144.

3 مغني اللبيب ص275.

4 مغني اللبيب ص139.

5 الكشاف 1/ 4.

6 هي قراءة اليماني، انظر البحر المحيط 1/ 80، والكشاف 1/ 39.

7 مغني اللبيب ص138.

8 مغني اللبيب ص141.

9 في "أ"، "ب":"يقدرها" والتصويب من المصدر السابق.

ص: 646

المعتزلة وكما قال الجميع؛ يعني من أهل السنة، في: $"لن يدخل أحدكم الجنة بعمله"1؛ لأن المعطى بعوض قد يعطى مجانًا، وأما المسبب فلا يوجد بدون السبب. وبهذا تبين أنه لا تعارض بين الحديث والآية لاختلاف محملي الباءين جمعًا بين الأدلة. ا. هـ.

المعنى "الرابع: الإلصاق"، هو أصل معانيها قال سيبويه2: وإنما هي للإلصاق والاختلاط، ثم قال: وما اتسع من هذا في الكلام فهذا أصله. قال في المغني3: ثم الإلصاق حقيقي "نحو: أمسكت بزيد"، أي: قبضت على شيء من جسمه أوعلى ما يحبسه من ثوب أو نحوه، ولو قلت:"أمسكته" احتمل ذلك، وأن تكون منعته من التصرف. ومجازي نحو:"مررت بزيد"، أي: ألصقت مروري بمكان يقرب من زيد. ا. هـ.

فجعل الالتصاق بما يقرب منه كالالتصاق به. ثم الحقيقي نوعان: ما لا يصل الفعل إلا بحرفه كـ: "سطوت4 بزيد". وما يصل الفعل بدونه نحو: "أمسكت بزيد"، فإن الباء أفادت أن إمساكك لزيد كان بمباشرة منك له بخلاف "أمسكت زيدًا" فإنما يفيد منعه من التصرف

بوجه ما.

المعنى "الخامس: التبعيض"، أثبته الأصمعي والفارسي والقتيبي وابن مالك5، قيل: والكوفيون، وجعلوا منه "نحو:{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: 6] أي: منها"، {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6] وعليه بنى الشافعي مذهبه في مسح بعض الرأس في الوضوء لما قام عنده من الأدلة.

المعنى "السادس: المصاحبة"، وهي التي يصلح في موضعها "مع" أو يغني عنها وعن مصحوبها الحال "نحو:{وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ} [المائدة: 61] أي: معه" أو كافرين.

المعنى "السابع: المجاوزة"، وهي التي يحسن في مكانها "عن"، قيل: وتختص بالسؤال "نحو: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59] أي: عنه" بدليل {يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ} [الأحزاب: 20] وقيل: لا يختص بالسؤال بدليل {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} [الفرقان: 25] أي: عنه، وزعم البصريون أنها لا تكون بمعنى "عن" أصلًا، وتأولوا ما ورد من ذلك.

1 أخرجه البخاري في المرضى برقم 5349، وأعاده في الرقاق برقم 6099.

2 الكتاب 4/ 217.

3 مغني اللبيب ص137.

4 في "ط": "كسوط".

5 شرح التسهيل 3/ 152، 153.

ص: 647

المعنى "الثامن: الظرفية"، وهي التي يحسن في مكانها "في"، ثم الظرفية مكانية وزمانية، فالمكانية، "نحو:{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} [القصص: 44] أي: فيه"، "و" الزمانية "{نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} " [القمر: 34] أي: فيه.

المعنى "التاسع: البدل"، وهي التي يحسن في مكانها "بدل" "كقول بعضهم:" وهو رافع بن خديج الصحابي رضي الله عنه: "ما يسرني أني شهدت بدرًا بالعقبة1. أي: بدلها".

المعنى "العاشر: الاستعلاء"، وهي التي يحسن في موضعها "على" "نحو":{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ " مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} [آل عمران: 75] أي: على قنطار"، قاله الأخفش2، ويدل له:{هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ} [يوسف: 64] ونحو: {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين: 30] أي: مروا عليهم بدليل {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ} [الصافات: 137] .

المعنى "الحادي عشر: السببية"، وهي الداخلة على سبب الفعل "نحو:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ} [المائدة: 13] أي: لعناهم بسبب نقضهم ميثاقهم، كما أن باء الاستعانة هي الداخلة على آلة الفعل، كما تقدم، فلا يندرج أحدهما في الآخر خلافًا لابن مالك3، فإنه أدرج باء الاستعانة في باء السببية، وعد من مفرداته.

المعنى "الثاني عشر: التوكيد وهي الزائدة"، وتزاد مع الفاعل "نحو:{كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} " [الرعد: 43] ، "و" مع المفعول "نحو: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} " [البقرة: 195] ، "و" مع المبتدأ "نحو: بحسبك درهم، و" مع خبر "ليس" "نحو: ليس زيد بقائم".

وتأتي الباء للقسم، وهي أصل أحرفه، وتستعمل في القسم الاستعطافي، هو المؤكد لجملة طلبية نحو:"بالله هل قام زيد" أي: أسألك بالله مستخلفًا، وغير الاستعطافي، وهو المؤكد لجملة خبرية نحو:"بالله لتفعلن".

وللغاية نحو: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي} [يوسف: 100] أي: إلي، وقيل ضمن أحسن معنى لطف.

1 شرح التسهيل 3/ 151.

2 معاني القرآن للأخفش 1/ 205.

3 شرح التسهيل 3/ 150.

ص: 648

وللتفدية1 نحو: "بأبي أنت وأمي" أي: فداؤك أبي وأمي. واقتصر الناظم على قوله:

373-

............ والظرفية استبن ببا

وفي وقد يبينان السببا

374-

بالباء استعن وعد عوض ألصق

ومثل مع ومن وعن بها انطق

"ولـ"في" ستة2 معان:"

أحدها: "الظرفية حقيقة مكانية أو زمانية"، فالأولى "نحو:{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} " [الروم: 3] ، "و" الثانية "نحو: {فِي بِضْعِ سِنِينَ} " [الروم: 4] فـ"أدنى"، و"بضع" اكتسبا الظرفية من المضاف إليهما، فإن "أدنى" اسم تفضيل من الدنو، و"بضع" اسم لما بين الثلاث إلى التسع. "أو مجازية" إما بكون الظرف والمظروف معنيين نحو: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [البقرة: 179] أو الظرف معنى، والمظروف ذاتا نحو: "أصحاب الجنة في رحمة الله"، أو بالعكس "نحو: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ" حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، وفي بعض النسخ:{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ} [يوسف: 7] الآية.

"و" الثاني: "للسببية نحو: {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} "[النور: 14] أي: لمسكم عذاب عظيم بسبب ما أفضتم، أي: خضتم فيه.

"و" الثالث: "المصاحبة" عند الكوفيين والقتيبي3 وهي التي يحسن موضعها "مع""نحو: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ} "[الأعراف: 38] أي: مع أمم.

"و" الرابع: "الاستعلاء" عند الكوفيين والقتيبي، وهي التي يحسن موضعها "على" "نحو:{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} " [طه: 71] أي: عليها، وقيل: إن "في" هنا ليست بمعنى "على"، ولكن شبه المصلوب لتمكنه من الجذع بالحال في الشيء كالقبر للمقبور.

"و" الخامس: "المقايسة"، وهي الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق، "نحو:{فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} " [التوبة: 38]، أي: بالقياس إلى الآخرة.

1 في "ب"، "ط":"للتعدية".

2 في "أ": "ست".

3 سقطت "والقتبي" من "ط، ب، ج".

ص: 649

"و" السادس: "بمعنى الباء" عند الكوفيين والقتيبي "كقوله": [من الطويل]

479-

ويركب يوم الروع منا فوارس

"بصيرون في طعن الأباهر والكلى"

أي بصيرون بطعن، وهو؛ بالباء الموحدة وكسر الضاد المهملة؛ جمع بصير، نعت فوارس و"الأباهر": جمع الأبهر، وهو عرق إذا قطع مات صاحبه، و"الكلى": جمع كلوة.

وتأتي "في" بمعنى "من" نحو: {فِي تِسْعِ آيَاتٍ} [النمل: 12] أي: منها قاله الحوفي.

وللتعويض وهي الزائدة عوضًا من أخرى محذوفة كقولك: "ضربت فيمن رغبت"، أصله: ضربت من رغبت فيه، أجاره ابن مالك وحده1، وفيه نظر للموضح في المغني2.

وللتوكيد وهي الزائدة لغير تعويض، وأجازه الفارسي في الضرورة3، وأجازه بعضهم في الكلام، وجعل منه {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا} [هود: 41] أي: اركبوها. واقتصر الناظم على الظرفية والسببية كما يؤخذ من قوله:

373-

......... والظرفية استبن ببا

وفي وقد يبينان السببا

"ولـ"على" أربعة معان:

أحدها: الاستعلاء" على مجرورها،، وهو الغالب "نحو: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} [المؤمنون: 22]، أو على ما يقرب منه نحو:{أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} [طه: 10] .

"والثاني: الظرفية" كـ: "في" قاله الكوفيون "نحو": {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ "عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ} [القصص: 15] أي: في حين غفلة".

"والثالث: المجاوزة" كـ: "عن""كقوله" وهو قحيف العامري: [من الوافر]

479- البيت لزيد الخيل في لسان العرب 15/ 167 "فيا" والمخصص 14/ 66، وتاج العروس "فيا"، وشرح التسهيل 3/ 158، والارتشاف 2/ 446، 3/ 325، والجنى الداني ص251، وشرح شواهد المغني 1/ 484، 485، وخزانة الأدب 6/ 254، 9/ 393.

1 شرح التسهيل 3/ 162.

2 مغني اللبيب ص225، والعبارة في "أ"، "ط":"قال في المغني: وفيه نظر".

3 همع الهوامع 2/ 30.

ص: 650

480-

"إذا رضيت علي بنو قشير"

لعمر الله أعجبني رضاها

"أي": إذا رضيت "عني"، وبنو قشير؛ بضم القاف وفتح الشين المعجمة؛ اسم قبيلة. ولذلك أعاد الضمير عليها مؤنثًا، ويحتمل أن يكون "رضي" ضمن معنى عطف. قاله في المغني1. وقال الكسائي. حمل على نقيضه وهو سخط. وقال أبو عبيدة: إنما ساغ هذا؛ لأن معناه: أقبلت علي.

"الرابع: المصاحبة" كـ: "مع" عند الكوفيين "نحو: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} [الرعد: 6] أي: مع ظلمهم"، وتأتي بمعنى اللام نحو:{وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185] أي: لهدايته إياكم.

وبمعنى "عند" نحو: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} [الشعراء: 14] أي: عندي.

وموافقة الباء نحو: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف: 105] أي: بألا أقول، وبذلك قرأ أبي2.

وزائدة للتعويض وغيره، فالأول:[من الرجز]

481-

إن الكريم وأبيك يعتمل

إن لم يجد يومًا على من يتكل

480- البيت للقحيف العقيلي في أدب الكاتب ص507، وأمالي ابن الشجري 3/ 269، والاقتضاب ص432، وشرح الجواليقي ص353، والأزهية ص277، وخزانة الأدب 10/ 132، والدرر 2/ 54، وشرح شواهد المغني 1/ 416، ولسان العرب 14/ 323 "رضي" والمقاصد النحوية 3/ 282، ونوادر أبي زيد ص176، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 118، والإنصاف 2/ 630، وأوضح المسالك 3/ 41، وجمهرة اللغة ص1314، والجنى الداني ص47، والخصائص 2/ 311، 389، وشرح ابن الناظم ص264، وشرح التسهيل 3/ 160، وشرح الكافية الشافية 2/ 809، وشرح شواهد المغني 2/ 954، وشرح المفصل 1/ 120، ولسان العرب 15/ 444 "يا" والمحتسب 1/ 52، 348، ومغني اللبيب 2/ 143، والمقتضب 2/ 320، وهمع الهوامع 2/ 28، والكامل 1001.

1 مغني اللبيب ص191.

2 انظر القراءة في البحر المحيط 4/ 356، والكشاف 2/ 79، ومعاني القرآن للفراء 1/ 386.

481-

الرجز بلا نسبة في لسان العرب 11/ 475، "عمل" والارتشاف 2/ 454، والأشباه والنظائر 1/ 292، والجنى الداني ص478، وخزانة الأدب 10/ 146، والخصائص 2/ 305، والدرر 2/ 37، وشرح أبيات سيبويه 2/ 205، وشرح الأشموني 2/ 294، وشرح التسهيل 3/ 161، وشرح شواهد المغني ص419، والكتاب 3/ 81، والمحتسب 1/ 281، وهمع الهوامع 2/ 22، وكتاب العين 2/ 153، ومقاييس اللغة 1/ 145، وديوان الأدب 2/ 416، وأساس البلاغة "عمل""وجد" وتاج العروس "عمل""علا".

ص: 651

أي: عليه. فحذف "عليه" وزاد "على" قبل الموصول تعويضًا. قاله ابن مالك1.

والثاني: كقول حميد بن ثور: [من الطويل]

482-

أبى الله إلا أن سرحة مالك

لى كل أفنان العضاة تروق

"زاد "على" لأن راق متعدية بنفسها، تقول: راقني حسن الجارية. ونص سيبويه على أن "على" لا تزاد2، ولا حجة في البيت لاحتمال تضمين "تروق" تشرق.

وللاستدراك كقولك: "فلان لا يدخل الجنة لسوء صنيعه على أنه لا ييأس من رحمة الله"، أي: ولكنه. واقتصر الناظم على قوله:

375-

على للاستعلاء ومعنى في وعن

.....................................

"ولـ"عن" أربعة معان أيضا:

أحدها: المجاوزة" ولم يذكر البصريون سواه. "نحو: سرت عن البلد، ورميت عن القوس"، والمثال الأول متفق عليه، والثاني مختلف فيه. فقال ابن مالك3: هي فيه للاستعانة بمعنى الباء؛ لأنهم يقولون: رميت بالقوس وعن القوس، حكاه الفراء. وفيه رد على الحريري في إنكاره أن يقال ذلك إلا إذا كانت القوس هي المرمية، وحكى أيضًا: "رميت على القوس"، قاله في المغني4.

"الثاني: البعدية" بالباء الموحدة "نحو": {لَتَرْكَبُنَّ "طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] أي: حالًا بعد حال"، ويحتمل أن تكون "عن"، على بابها، والتقدير: طبقًا متباعدًا في الشدة عن طبق آخر دونه، فيكون كل طبق أعظم في الشدة مما قبله، قاله الدماميني.

"الثالث: الاستعلاء كقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} [محمد: 38] أي: عليها" ويحتمل التضمين، والمعنى: فإنما يبعد الخير عن نفسه بالبخل، قاله

1 شرح التسهيل 3/ 161.

482-

البيت لحميد بن ثور في ديوانه ص41، وأدب الكاتب ص523، وأساس البلاغة "روق" والجنى الداني 479، والدرر 2/ 56، وشرح شواهد المغني 1/ 420، ولسان العرب 2/ 479 "سرح"، ومغني اللبيب 1/ 144، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص377، وخزانة الأدب 2/ 194، 10/ 144، 145، وشرح الأشموني 2/ 294، وشرح التسهيل 3/ 165، والارتشاف 2/ 454، وهمع الهوامع 2/ 29.

2 الكتاب 3/ 81، 82.

3 شرح التسهيل 3/ 160.

4 مغني اللبيب ص198.

ص: 652

الدماميني، "وكقول الشاعر" وهو ذو الأصبع العدواني واسمه الحرثان بن الحارث بن مجرب:[من البسيط]

483-

"لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب

عني" ولا أنت دياني فتخزوني

أي: علي؛ لأن المعروف أن يقال أفضلت عليه. قاله في المغني1، و"لاه" أصله: لله، فحذفت اللامان الجارة والأخرى شذوذًا، والحسب؛ بفتح السين؛ الدين وما يعده الإنسان من مفاخر آبائه، والديان: الملك، وتخزوني: تسوسني، والمعنى: لله در ابن عمك لا أفضلت في حسب علي ولا أنت مالكي فتسوسني.

"الرابع: التعليل نحو: {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ} [هود: 53] أي: لأجله"، قال في المغني2: ويجوز أن يكون حالًا من ضمير "تاركي" أي: ما نتركها صادرين عن قولك، وهذا رأي الزمخشري. ا. هـ.

وتكون "عن" مرادفة "من" نحو: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25] أي: منهم.

ومرادفة الباء نحو: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3] أي: به.

وللاستعانة نحو: "رميت عن القوس" أي: به كما تقدم عن ابن مالك.

والبدل نحو: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48] أي: بدل نفس، وفي الحديث "صومي عن أمك" أي: بدل أمك3.

والظرفية كقوله: [من الطويل]

483- البيت لذي الأصبع العدواني في أدب الكاتب ص513، والأزهية ص279، والاقتضاب ص249، 441، وإصلاح المنطق ص373، وخزانة الأدب 7/ 173، 177، 184، 186، والدرر 2/ 59، وشرح شواهد المغني 1/ 430، ولسان العرب 11/ 525، "فضل" 13/ 167 "دين"، 295، 296، "عنن"، 539 "لوه" 14/ 226 "خزي"، ومغني اللبيب 1/ 147، والمقاصد النحوية 3/ 286، ولكعب الغنوي في الأزهية ص97، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 263، 2/ 121، 303، والإنصاف 1/ 394، وأوضح المسالك 3/ 43، والجنى الداني ص246، والخصائص 2/ 288، شرح ابن الناظم ص264، وشرح ابن عقيل 2/ 23، وشرح المفصل 8/ 53، وهمع الهوامع 2/ 29.

1 مغني اللبيب ص196.

2 مغني اللبيب ص197.

3 أخرجه الترمذي في سننه 3/ 28، حديث رقم 667.

ص: 653

484-

...................

ولا تك عن حمل الرباعة وانيا

أي: في حمل، بدليل {وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} [طه: 42] . وزائدة للتعويض من أخرى محذوفة كقوله: [من الطويل]

485-

أتجزع إن نفس أتاها حمامها

فهلا التي عن بين جنبيك تدفع

قال ابن جني: أراد فهلا تدفع عن التي بين جنبيك، فحذف "عن" من أول الموصول، وزيدت بعده، واقتصر في النظم على قوله:

375-

............. بعن

تجاوزا عنى من قد فطن

376-

وقد تجي موضع بعد وعلى

.................................

"وللكاف أربعة معان أيضًا:

أحدها: التشبيه نحو" قوله تعالى: {فَكَانَتْ "وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} " [الرحمن: 37] .

"والثاني: التعليل" أثبته قوم ونفاه الأكثرون "نحو: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} "[البقرة: 198] فالكاف تعليلية و"ما" مصدرية "أي: لهدايته إياكم". وأجاب الأكثرون بأنه من وضع الخاص موضع العام إذا الذكر والهداية يشتركان في أمر وهو الإحسان. فهذا في الأصل بمنزلة: "وأحسن كما أحسن الله إليك"، والكاف للتشبيه ثم عدل عن ذلك للإعلام بخصوصية المطلوب.

"والثالث: الاستعلاء" ذكره الأخفش والكوفيون1، "قيل لبعضهم" وهو رؤبة:"كيف أصبحت؟ قال: كخير. أي: على خير" وقيل المعنى: بخير، ولم يثبت مجيء الكاف بمعنى الباء وقيل هي للتشبيه على حذف مضاف أي: كصاحب خير. "وجعل منه" أي: من الاستعلاء "الاخفش قولهم: "كن كما أنت" أي: على ما أنت عليه"،

484- صدر البيت:

"وآسى سراة الحي حيث لقيتهم"

وهو للأعشى في ديوانه ص379، والارتشاف 2/ 448، والدرر 2/ 61، وشرح شواهد المغني 1/ 434، وبلا نسبة في الجنى الداني ص247، وجواهر الأدب ص324، وشرح الأشموني 2/ 295، ومغني اللبيب 1/ 148، وهمع الهوامع 2/ 30. وتاج العروس "عنن"، وشرح التسهيل 3/ 161.

485-

البيت لزيد بن رزين في جواهر الأدب ص325، والارتشاف 2/ 448، 3/ 318، وشرح شواهد المغني 1/ 436، وله أو لرجل من محارب في ذيل أمالي القالي ص105، وذيل سمط اللآلي ص49، وبلا نسبة في الجني الداني ص248، وخزانة الأدب 10/ 144، وتاج العروس "عنن"، والدرر 2/ 37، وشرح الأشموني 2/ 295، وشرح التسهيل 2/ 140، 3/ 161، وشرح الكافية الشافية 1/ 313، والمحتسب 1/ 281، ومغني اللبيب 1/ 149، وهمع الهوامع 2/ 22.

1 الارتشاف 2/ 437، وشرح التسهيل 3/ 170.

ص: 654

فالكاف بمعنى "على"، و"ما" موصولة1، و"أنت": مبتدأ حذف خبره، هذا أحد الأعاريب. والثاني: أن "ما" موصولة، و"أنت": خبر حذف مبتدؤه أي: كالذي2 هو أنت. والثالث: أن "ما" زائدة ملغاة، والكاف جارة، "وأنت": ضمير مرفوع أنيب عن المجرور. والمعنى: كن فيما يستقبل مماثلًا لنفسك فيما مضى. الرابع: أن "ما" كافة، و"أنت": مبتدأ حذف خبره، أي: عليه أو كائن. والخامس: أن "ما" كافة أيضًا، و"أنت": فاعل. والأصل: كما كنت ثم حذف "كان" فانفصل الضمير، والسادس: أن "ما" زائدة وشبه الشيء بنفسه في حالتين.

المعنى "الرابع" من معاني الكاف "التوكيد، وهي الزائدة نحو: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] أي: ليس شيء مثه"، كذا قدره الأكثرون، إذ لو لم يقدروه كذلك صار المعنى: ليس شيء مثل مثله. فيلزم المحال، وهو إثبات المثل، وإنما زيدت الكاف لتوكيد نفي المثل؛ لأن زيادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة ثانيًا، قاله ابن جني. وقيل: الكاف هنا غير زائدة ثم اختلفوا، فقيل: الزائد "مثل"، كما زيدت في:{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} [البقرة: 137] قالوا: وإنما زيدت هنا لتفصل الكاف من الضمير. قال في المغني3: والقول بزيادة الحرف أولى من القول بزيادة الاسم، بل زيادة الاسم لم تثبت. وقيل: الكاف و"مثل" لا زائد منهما، ثم اختلف فقيل:"مثل" بمعنى الذات، والمعنى ليس كذاته شيء، وقيل بمعنى الصفة؛ لأن المثل والمثيل بمعنى كالشبه والشبيه.

والمعنى: ليس كصفته شيء. وقيل: الكاف اسم مؤكد "مثل"، كما عكس ذلك من قال:[من الرجز]

486-

فصيروا مثل كعصف مأكول

زاد في المغني4 في معاني الكاف المبادرة، وذلك إذا اتصلت بـ"ما" في نحو:"سلم كما تدخل"، و"صل كما يدخل الوقت"، ذكره ابن الخباز في النهاية وأبو سعيد السيرافي وغيرهما، وهو غريب جدا. ا. هـ. واقتصر الناظم على قوله:

377-

شبه بكاف وبه التعليل قد

يعنى وزائدا لتوكيد ورد

1 في "ب": "مصدرية".

2 في "ب": "فالذي".

3 مغني اللبيب ص238.

486-

تقدم تخريج البيت برقم 294.

4 مغني اللبيب ص237.

ص: 655

"ومعنى "إلى" و"حتى" انتهاء الغاية مكانية أو زمانية"، مثال "إلى" في المكان "نحو:{مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} " [الإسراء: 1] ، "و" مثالها في الزمان "نحو": {ثُمَّ "أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} " [البقرة: 187] . "و" مثال "حتى" في المكان "نحو: أكلت السمكة حتى رأسها، و" مثالها في الزمان، "نحو: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} " [القدر: 5] وتقدم أن معاني اللام الانتهاء. ولذلك جمعها الناظم بقوله:

371-

للانتها حتى ولام وإلى

.............................

"وإنما يجر بـ"حتى" في الغالب آخر" نحو: "حتى رأسها"، "أو متصل بآخر"، نحو:{حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5]"كما مثلنا"، وإذا ثبت أنها لا تجر إلا آخرًا أو متصلًا به "فلا يقال: سهرت البارحة حتى نصفها"؛ لأن النصف ليس آخرا ولا متصلًا بالآخر، قالته المغاربة. قال في المغني1: وتوهم ابن مالك أن ذلك لم يقل به إلا الزمخشري وحده، واعترض

عليه بقوله: [من الخفيف]

487-

عينت ليلة فما زلت حتى

نصفها راجيا فعدت يئوسًا

وهذا ليس محل الاشتراط إذ لم يقل: "فما زلت في تلك الليلة حتى نصفها"، وإن كان المعنى عليه، ولكنه لم يصرح به. ا. هـ. وناقشه الدماميني بأنها في حكم الملفوظ بها، ولا أثر لخصوصية النطق بها في ذلك.

"ومعنى "كي" التعليل" نحو: "جئت كي أقرأ" أي: للقراءة.

"ومعنى الواو والتاء" المثناة فوق "القسم" نحو: والله، وتالله.

"ومعنى مذ ومنذ ابتداء الغاية" في الزمان، فيكونان بمعنى "من""إن كان الزمان ماضيًا كقوله" وهو زهير بن أبي سلمى، بضم السين:[من الكامل]

488-

لمن الديار بقنة الحجر

"أقوين مذ حجج ومذ دهر"

1 مغني اللبيب ص167.

487-

البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص544، والارتشاف 2/ 468، والدرر 2/ 38، وشرح شواهد المغني 1/ 370، ومغني اللبيب 1/ 123، والمقاصد النحوية 3/ 267، وهمع الهوامع 2/ 23، وشرح التسهيل 3/ 168، وشرح المرادي 2/ 205.

488-

البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص86، والأزهية ص283، وأسرار العربية ص273، والأغاني 6/ 86، والإنصاف 1/ 371، وخزانة الأدب 9/ 439، 440، والدرر 1/ 471، وشرح شواهد المغني 2/ 750، وشرح عمدة الحافظ ص264، وشرح المفصل 4/ 93، 8/ 11، والشعر والشعر 1/ 145، ولسان العرب 4/ 170، "حجر" 13/ 421 "قنن"، والمقاصد النحوية 3/ 312، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 48، وجواهر الأدب ص270، ورصف المباني ص320، وشرح الأشموني 2/ 297، ومغني اللبيب 1/ 335، وهمع الهوامع 1/ 217.

489-

البيت لامرئ القيس في ديوانه 89، والدرر 1/ 470، وشرح شواهد المغني 1/ 374، 2/ 750، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 49، وشرح الأشموني 2/ 297، ومغني اللبيب 1/ 335، وهمع الهوامع 1/ 217.

ص: 656

أي: من حجج ومن دهر، "والحجج" بكسر الحاء: جمع حجة؛ بكسرها أيضًا؛ وهي السنة.

و"الدهر": الزمان"، و"الديار": مبتدأ، تقدم خبره في الجار والمجرور قبله "وقنة": بضم القاف وتشديد النون: أعلى الجبل، و"الحجر" بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم: حجر ثمود، ومنازلهم بناحية الشام عند وادي القرى. و"أقوين" بسكون القاف وفتح الواو: خلون من سكانهن. "وقوله" وهو امرؤ القيس الكندي: [من الطويل]

489-

قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان

"وربع عفت آثاره منذ أزمان"

أي: من أزمان. وقفا: أمر للواحد لفظ الاثنين على حد {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} [ق: 23] أو بلفظ الواحد والألف بدل من نون التوكيد الخفيفة إجراء للوصل مجرى الوقف، وأصله: قفن. وعرفان: بكسر العين: مصدر عرف معرفة وعرفانا. والربع: المنزل. وعفت: درست وانمحت. وآثاره: جمع أثر. "و" معنى "مذ" و"منذ""الظرفية" فيكونان بمعنى "في""إن كان" الزمان "حاضرًا نحو": ما رأيته مذ أو "منذ يومنا" أي: في يومنا، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

380-

وإن يجرا في مضي فكمن

هما وفي الحضور معنى في استبن

"و" يكونان "بمعنى: "من" و"إلى" معًا" فيدلان على ابتداء الغاية وانتهائها معًا، فيدخلان على الزمان الذي وقع فيه ابتداء الفعل وانتهاؤه. "إن كان" الزمان معدودًا نكرة "نحو": ما رأيته "مذ" أو منذ "يومين" أي: من ابتداء هذه المدة إلى انتهائها.

"ورب" ليست للتقليل دائمًا خلافًا للأكثرين ولا للتكثير دائمًا خلافًا لابن درستويه وجماعة. بل ترد "للتكثير كثيرًا، وللتقليل قليلًا". قاله في المغني1.

"فالأول": كقوله تعالى: {رُبَمَا 2 يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] و"كقوله صلى الله عليه وسلم: "يا رُبّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة" 3، وقول بعض

1 مغني اللبيب 1/ 135.

2 الرسم المصحفي: "ربما".

3 أخرجه البخاري في كتاب العلم برقم 115.

ص: 657

العرب عند انقضاء رمضان: "يا رب صائمه لن يصومه، وقائمه لن يقومه"" بإضافة صائم وقائم إلى ضمير رمضان: وهو مما تمسك به الكسائي على إعمال اسم الفاعل المجرد بمعنى الماضي، وقول الشاعر:[من الطويل]

490-

ويا رب يوم قد لهوت وليلة

بآنسة كأنها خط تمثال

ووجه الدليل أن الآية والحديث والمثال مسوقات للتخويف، والبيت مسوق للافتخار، ولا يناسب واحدًا منهما التقليل. قاله في المغني1.

"والثاني": وهو التقليل "كقوله" وهو رجل من أزد السراة: [من الطويل]

491-

"ألا رب مولود وليس له أب

وذي ولد لم يلده أبوان"

وذي شامة سوداء في حر وجهه

مجللة لا تنجلي لزمان

ويكمل في تسع وخمس شبابه

ويهرم في سبع مضت وثمان

وعن الفارسي أن عمر الجنبي2 سأل امرأ القيس عن مراد الشاعر فقال: "يريد بذلك عيسى وآدم عليهما الصلاة والسلام" والقمر، ويلده بسكون اللام وفتح الدال أو ضمها، وأصله: لم يلده بكسر اللام وسكون الدال، فسكن اللام تشبيهًا لها بتاء "كتف" فالتقى ساكنان، فحركت الدال بالفح اتباعًا لفتحة الياء أو بالضم اتباعًا لضمة الهاء. والشامة: الخال، وهي النكتة السوداء في الجسم المخالف للونها. وفي رواية "شامة غراء" وهو ضمير مناسب للشامة إذا الغراء البيضاء. والشامة سوداء. والحر من الوجه: ما بدا من الوجنة وهو ما ارتفع من الخد، قاله الدماميني. ومجللة: أي: ذات عز وجلال، وروي "مجلحة" بتقديم الجيم على الخاء: أي: منكسة، ويهرم أي: يشيب، قاله الحلبي.

490- البيت لامرئ القيس في ديوانه 29، وخزانة الأدب 1/ 64، والدرر 2/ 44، وشرح شواهد الإيضاح 216، وشرح شواهد المغني 1/ 341، 393، وبلا نسبة في مغني اللبيب 1/ 135، والمقرب 1/ 199.

1 مغني اللبيب 1/ 135.

491-

الأبيات لرجل من أزد السراة في شرح شواهد الإيضاح ص257، وشرح شواهد الشافية ص22، والكتاب 2/ 226، 4/ 115، وله أو لعمرو الجنبي في خزانة الأدب 2/ 381، والدرر 1/ 81، وشرح شواهد المغني 1/ 398، والمقاصد النحوية 3/ 354، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 19، وأوضح المسالك 3/ 51، والجنى الداني ص441، والخصائص 2/ 333، والدرر 2/ 45، ورصف المباني ص189، وشرح الأشموني 2/ 298، وشرح المفصل 4/ 48، 9/ 126، والمقرب 1/ 199، ومغني اللبيب 1/ 135، وهمع الهوامع 1/ 54، 2/ 26.

2 في "ط": "الخشني".

ص: 658

"فصل":

"من هذه الحروف ما لفظه مشترك بين الحرفية والاسمية وهو خمسة:

"أحدها: الكاف"، وهل اسميتها في النثر والشعر معًا أو في الشعر فقط؟ قولان، "والأصح" منهما "أن اسميتها مخصوصة بالشعر كقوله" وهو العجاج يصف نسوة:[من الرجز]

492-

بيض ثلاث كنعاج جم

"يضحكن عن كالبرد المنهم"

فالكاف هنا اسم بمعنى "مثل"؛ لأن حروف الجر مختصة بالأسماء، وبيض: جمع بيضاء، والنعاج: جمع نعجة، وهي هنا البقرة الوحشية. ولا يقال لغير البقر من الوحش نعاج.

والجم؛ بضم الجيم: جمع جماء. وهي التي لا قرن لها، وبالفتح الكثير. ويضحكن: خبر بيض.

والبرد؛ بفتحتين: مطر منعقد. المنهم؛ بضم الميم الأولى وتشديد الثانية وسكون النون:

الذائب يعني أن النسوة يضحكن عن أسنان مثل البرد الذائب لطافة ونظافة.

ومقابل الأصح أنه لا يختص بالشعر وهو ظاهر إطلاق قول الناظم:

378-

واستعمل اسمًا.........

...............................

"والثاني والثالث "عن" و"على"" يستعملان اسمين "وذلك إذا دخلت عليهما "من"" فتكون "عن" بمعنى "جانب" و"على" بمعنى "فوق" فالأول "كقوله" وهو قطري الخارجي: [من الكامل]

492- الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 328، وخزانة الأدب 10/ 166، 168، والدرر 2/ 68، وشرح شواهد المغني 2/ 503، والمقاصد النحوية 3/ 294، وبلا نسبة في أسرار العربية 258، وأوضح المسالك 3/ 54، والجنى الداني 79، وشرح ابن الناظم ص266، وشرح الأشموني 2/ 296، وشرح المفصل 8/ 42، 44، ومغني اللبيب 1/ 180، وهمع الهوامع 2/ 31، ولسان العرب 12/ 620، "همم"، وتاج العروس 24/ 345 "كوف"، "همم"، والمخصص 9/ 119، وكتاب العين 4/ 461.

ص: 659

493-

فلقد أراني للرماح دريئة

"من عن يميني مرة وأمامي"

فـ"عن" هنا اسم بمعنى "جانب"؛ لأن حروف الجر مختصة بالأسماء، ودريئة،؛ بفتح الدال المهملة وكسر الراء وفتح الهمزة: وهي الحلقة التي يتعلم فيها الطعن، والرمي.

ومرة: مصدر مر. "و" الثاني كـ: "قوله" وهو مزاحم بن الحارث العقيلي يصف القطا: [من الطويل]

494-

"غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها"

تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

فـ"على" هنا اسم بمعنى "فوق" لدخول "من" عليها، وكونها بمعنى "فوق" هو قول الأصمعي، وقال أبو عبيدة: بمعنى "عند"، والضمير المجرور بها يعود إلى فرخها. وغدت؛ بالمعجمة: من أخوات كان، واسمها مستتر فيها يعود إلى القطا. وتصل: خبرها، وهو بفتح حرف المضارعة وكسر الصاد المهملة، أي: تصوت1 من جوفها من شدة العطش.

قال أبو حاتم: قلت للأصمعي كيف قال: "غدت"، والقطا إنما تذهب إلى الماء ليلًا؟ فقال لم يرد الغدوة وإنما هذا مثل للتعجيل. والعرب تقول:"بكر إلى العشية"، ولا بكور هناك. قاله ابن السيد2.

493- البيت لقطري بن الفجاءة في ديوانه ص171، وخزانة الأدب 10/ 158، 160، والدرر 1/ 348، 2/ 88، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص136، وشرح شواهد المغني 1/ 438، والمقاصد النحوية 3/ 150، 305، وبلا نسبة في أسرار العربية ص255، والأشباه والنظائر 3/ 13، وأوضح المسالك 3/ 57، وجواهر الأدب ص322، وشرح الأشموني 2/ 296، وشرح ابن عقيل 2/ 20، وشرح التسهيل 2/ 93، وشرح المفصل 8/ 40، ومغني اللبيب 1/ 149، وهمع الهوامع 1/ 156، 2/ 36.

494-

البيت لمزاحم في ديوانه ص11، وأدب الكاتب ص504، والاقتضاب ص428، والأزهية 194، وخزانة الأدب 10/ 147، 150، والدرر 2/ 89، وشرح شواهد الإيضاح ص230، وشرح شواهد المغني 1/ 425، وشرح المفصل 8/ 38، ولسان العرب 11/ 383 "صلل" 15/ 88 "علا" والمقاصد النحوية 3/ 103، وبلا نسبة في الارتشاف 2/ 444، 3/ 337، والأشباه والنظائر 3/ 12، وأوضح المسالك 3/ 58، وشرح ابن الناظم ص266، وشرح الأشموني 2/ 296، وشرح ابن عقيل 2/ 28، وشرح التسهيل 3/ 140، والكتاب 4/ 231، ومغني اللبيب 1/ 146، والمقتضب 3/ 53، وهمع الهوامع 2/ 36.

1 في "ب": "تصورت".

2 الاقتضاب ص697.

ص: 660

وتم بفتح المثناة فوق أي: كمل، وظمؤها؛ بكسر الظاء المشالة وسكون الميم وبهمزة بعدها؛ قال الدماميني: ما بين الوردين، تستعمل في الإبل، ولكنه استعاره للقطا،

وقال ابن السيد1: مدة صبرها عن الماء، وهو ما بين الشرب إلى الشرب، ولا تنافي بينهما.

والقيض؛ بفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف وبالضاد المعجمة؛ قال الدماميني: القشر الأعلى من البيض، وقال العيني2: أراد به الفرخ ههنا، وزيزاء؛ بزاءين معجمتين مكسور أولهما بينهما ياء مثناة تحت وبالمد: الغليظة من الأرض، ويروى:"بيداء" بالمد، المهلكة "والمجهل": القفر الذي ليس فيه أعلام يهتدى بها، وهو مجرور بإضافة زيزاء إليه، ولا يجوز أن يكون نعتًا لـ"زيزاء" عند البصريين، قاله ابن السيد في شرح أبيات الجمل.

وإلى استعمال "عن" و"على" اسمين أشار الناظم بقوله:

378-

.......... وكذا عن وعلى

من أجل ذا عليهما من دخلا

وقد تكون "على" فعلًا ماضيًا، تقول: علا يعلوا علوا، وعلى يعلي علاء، قاله ابن خالويه في الطارقية، وقد تكون "إلى" اسمًا واحد آلاء الله، وهي نعمه، تقول:"إلى" و"آلاء"، قاله أبو البقاء في شرح لمع ابن جني.

"والرابع والخامس" مما يستعمل اسمًا "مذ، و: منذ، وذلك في موضعين" أشار إليهما الناظم بقوله:

379-

ومذ ومنذ اسمان حيث رفعا

أو أوليا الفعل.....................

"أحدهما: أن يدخلا على اسم مرفوع" نكرة أو معرفة معدودًا أو لا "نحو: ما رأيته منذ يومان"، فـ"يومان" منكر معدود "أو: منذ يوم الجمعة"، فـ"يوم الجمعة" معرف غير معدود، "وهما حينئذ" أي: حين إذ رفع ما بعدهما "مبتدآن وما بعدهما خبر" عنهما واجب التأخير إجراء للرفع مجرى الجر وهو مذهب المبرد وابن السراج والفارسي من البصريين وطائفة من الكوفيين، واختاره ابن الحاجب، ومعناهما: الأمد إن كان الزمان حاضرًا أو معدودًا، وأول المدة إن كان ماضيًا، قاله في المغني3.

"وقيل بالعكس" فيكونان ظرفين خبرين مقدمين وما بعدهما مبتدأ، وهو مذهب الأخفش وأبي إسحاق الزجاج وأبي القاسم الزجاجي، ومعناهما "بين وبين"

1 الاقتضاب ص697.

2 المقاصد النحوية 3/ 303.

3 مغني اللبيب ص442.

ص: 661

مضافين، فمعنى "ما لقيته مذ يومان": بيني وبين لقائه يومان، قاله في المغني1، ولا يخلى ما فيه من التعسف، "وقيل: ظرفان وما بعدهما فاعل بـ"كان" تامة محذوفة"، والتقدير: مذ كان يومان أو يوم الجمعة، وهذا مذهب جمهور الكوفيين، واختاره ابن مالك وابن مضاء والسهيلي2.

وقيل ظرفان ما بعدهما خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: من الزمان الذي هو يومان، وهو قول لبعض الكوفيين، وهو مبني على أن "منذ" مركبة من "من" الجارة و"ذو" الطائية أو منها ومن "إذ"، وذكر ابن الخباز في النهاية ذلك بعبارة مختصرة فقال: في نحو "ما لقيته منذ يومان" أربعة أقوال، فللبصريين قولان، قال الفارسي: التقدير: أمد ذلك يومان، فـ"منذ"3 مبتدأ، و"يومان" خبره، وقال ابن جني4 "بين وبين لقائه يومان"، فـ"منذ"3، خبر، "ويومان": مبتدأ، وللكوفيين قولان أحدهما: أن "من" حرف و"ذو" موصولة و"هو يومان": مبتدأ وخبر، والجملة صلة، فحذفت الواو والمبتدأ، وضمت الميم اتباعًا، والثاني: أن الأصل: من إذ مضى يومان، فـ"يومان" فاعل بفعل محذوف، ا. هـ.

"و" الموضع "الثاني: أن يدخلا على الجملة فعلية كانت؛ وهو الغالب؛ كقوله" وهو الفرزدق يرثي يزيد بن المهلب: [من الكامل]

495-

"ما زال مذ عقدت يداه إزاره"

فسما فأدرك خمسة الأشبار

فأدخل "مذ" على الجملة الفعلية، وهي "عقدت"، وخبر "زال": يدني في البيت بعده5.

1 مغني اللبيب ص442.

2 الارتشاف 2/ 243.

3 في "أ"، "ب":"مذ".

4 اللمع ص120.

495-

البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 305، والأشباه والنظائر 5/ 123، وخزانة الأدب 1/ 212، والدرر 1/ 469، وشرح ابن الناظم ص267، وشرح شواهد الإيضاح ص310، وشرح شواهد المغني 2/ 755، وشرح المفصل 2/ 121، 6/ 33، والمقاصد النحوية 3/ 321، والمقتضب 2/ 176، وبلا نسبة في الارتشاف 2/ 242، وأوضح المسالك 3/ 61، والدرر 2/ 495، وشرح الأشموني 1/ 87، وشرح التسهيل 2/ 217، وشرح الكافية الشافية 2/ 815، ولسان العرب 6/ 67، "خمس"، ومغني اللبيب 1/ 336، وهمع الهوامع 1/ 216، 2/ 150.

3 هو قوله: "يدني خوافق من خوافق تلتقي

في كل معتبط الغبار مثار".

ص: 662

"وسما" ارتفع، و"أدرك": لحق، والمراد بخمسة الأشبار: ارتفاع قامته أو موضع قبره، قاله الدماميني، "أو اسمية كقوله" وهو ميمون الأعشى:[من الطويل]

496-

"وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع"

وليدا وكهلًا حين شبت وأمردا

فأدخل "مذ": على الجملة الاسمية، واليافع؛ بالياء التحتية: الغلام الذي راهق العشرين سنة، يقال: يفع وأيفع يافع، ولا يقال: موفع، قاله في القاموس1.

والوليد: الصبي، والكهل: ما بعد الثلاثين، وقيل: بعد الأربعين إلى الخمسين أو الستين.

والأمرد: الذي ليس على وجهه شيء من الشعر، ولم يجاوز حد الإنبات، فإن جاوزه ولم ينبت فهو الثط بالمثلثة والمهملة المشددة، قاله الزركشي.

"وهما حينئذ" أي: حين إذ دخلا على الجملتين "ظرفان باتفاق" مضافان، فقيل: إلى الجملة، وقيل: إلى زمن مضاف إلى الجملة، وقيل: مبتدآن، فيجب تقدير زمن مضاف إلى الجملة يكون هو الخبر، قاله في المغني2، وهو مصرح بخلاف في المسألة فلا تحسن دعوى الاتفاق السابقة منه.

وأصل "مذ""منذ" فحذفت النون بدليل رجوعهم إلى ضم الذال عند ملاقاة الساكن نحو: "مذ اليوم" ولولا أن الأصل الضم لكسروا، ولو قيل بالعكس وزيدت النون كان مذهبًا كما قالوا في "ابنم" أصله "ابن" فزيدت الميم، وقال ابن ملكون: هما أصلان؛ لأنه لا تصرف في الحرف ولا شبهه، ويرده تخفيفهم "إنّ" و"كأنّ"، قاله في المغني3.

وقال المالقي4: إذا كانت "مذ" اسمًا فأصلها "منذ"، وإذا كانت حرفًا فهي أصل نظرًا إلى أن الحرف لا يتصرف فيه، وفيه الرد السابق، وقد تكسر ميمها عند عكل.

وسكون ذال "مذ" قبل متحرك أعرف من ضمها، وضمها قبل ساكن أعرف من كسرها؛ لأن القريب أولى من الغريب، والمألوف خير من المنكور، وضم ذال "مذ" لقغة بني غني.

496- البيت للأعشى في ديوانه ص185، وتذكرة النحاة ص589، 632، والدرر 1/ 468، وشرح شواهد المغني 2/ 577، 757، والمقاصد النحوية 3/ 60.

1 القاموس المحيط "يفع".

2 مغني اللبيب ص442.

3 مغني اللبيب ص442، 443.

4 رصف المباني ص387.

ص: 663

وبنو غني حي من غطفان، قاله في الصحاح1، ووجه الضم أنهم قدروا النون محذوفة لفظًا لا نية على حد قوله:[من الطويل]

497-

ومن قبل نادى......

.............................

وبالكسر بلا تنوين.

1 الصحاح "غني".

497-

تمام البيت:

"ومن قبل نادى كل مولى قرابة

فما عطفت مولى عليه العواطف"

وهو بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 154، والدرر 1/ 488، وشرح ابن الناظم ص285، 288، وشرح الأشموني 2/ 322، وشرح التسهيل 3/ 248، وشرح قطر الندى ص20 وشرح الكافية الشافية 2/ 963، والمقاصد النحوية 3/ 434، وهمع الهوامع 1/ 210.

ص: 664

"فصل":

"تزاد كلمة "ما" بعد "من" و"عن" و"الباء" كثيرًا، وبعد "اللام" قليلًا، "فلا تكفهن عن عمل الجر"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

381-

وبعد من وعن وباء زيد ما

فلم تعق عن عمل قد علما

فـ"من"، "نحو:{مِمَّا " خَطَايَاهُمْ} [نوح: 25] وقرئ "خطيئاتهم"1 وهو أظهر في الاستشهاد لظهور الإعراب فيه. وبه مثل في المغني2.

"و" عن، نحو:" {عَمَّا قَلِيلٍ} "[المؤمنون: 40] .

"و" الباء نحو: " {فَبِمَا نَقْضِهِمْ} "[النساء: 155] .

واللام. كقول الأعشى: [من المتقارب]

498-

إلى ملك خير أربابه

فإن لما كل شيء قرارا

يريد فإن لكل شيء.

وإذا دخل شيء من هذه الأحرف المقترنة بـ"ما" على فعل أو جملة اسمية أولت "ما" بأنها موصول حرفي، والجملة صلتها.

"و" تزاد "ما""بعد "رب" و"الكاف" فيبقى العمل قليلًا"، وتكفهما كثيرًا، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

382-

وزيد بعد رب والكاف فكف

وقد يليهما وجر لم يكف

فالعمل "كقوله" وهو عدي بن الرعلاء3 الغساني: [من الخفيف]

1 كذا في الرسم المصحفي، وقد قرئت "خطاياهم" وهي قراءة أبي عمرو والحسن والأعرج. انظر الإتحاف ص425، والنشر 2/ 391، وقرأ أبو رجاء:"خطياتهم"، انظر الكشاف 4/ 165.

2 مغني اللبيب ص411.

498-

البيت للأعشى في ديوانه ص101.

3 في "أ": "الدغفاء"، وفي "ب":"الرعناء".

ص: 665

499-

"ربما ضربة بسيف صقيل"

بين بصرى وطعنة نجلاء

فجر بـ"رب" ضربة، مع اقترانها بـ"ما"، و"طعنة"، مجرور بالعطف على "ضربة، ونجلاء" بالجيم والمد: الواسعة، البينة الاتساع، صفة طعنة، وأضيفت "بين" إلى "بصرى" لاشتمالها على "أماكن" أو على تقدير مضاف أي: أماكن بصرى، وهي؛ بضم الباء؛ بلدة بالشام كرسي حوران، "وقوله" وهو عمرو بن البراقة النهمي بكسر النون:[من الطويل]

500-

وننصر مولانا ونعلم أنه

"كما الناس مجروم عليه وجارم"

فجر الناس بالكاف المقترنة بـ"ما" الزائدة، والمجروم؛ بالجيم: من الجرم، ويروى:"مظلوم عليه وظالم".

"والغالب" في "ما" إذا زيدت بعد "رب" و "الكاف""أن تكفهما عن العمل فيدخلان حينئذ على الجمل"، قال سيبويه1: جعلوهما مع "ما" بمنزلة كلمة واحدة "كقوله" وهو نهشل بن حري يرثي أخاه: [من الطويل]

501-

أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد

"كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه"

فـ"سيف": مبتدأ، و"لم تخنه": خبره، والكاف مكفوفة بـ"ما" الزائدة، وأراد بـ"يوم مشهد" يوم صفين لما قتل أخوه مالك بها مع علي رضي الله عنه، وأراد بـ"عمرو"

499- البيت لعدي بن الرعلاء في الأزهية ص82، 94، والارتشاف 2/ 463، والاشتقاق 486، والأصمعيات ص152، والحماسة الشجرية 1/ 194، وخزانة الأدب 9/ 582، 585، والدرر 2/ 102، وشرح شواهد المغني ص725، ومعجم الشعراء ص252، والمقاصد النحوية 3/ 342، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص492، وجوهر الأدب 369، وأوضح المسالك 3/ 65، والجنى الداني ص456، ورصف المباني ص194، 316، وشرح الأشموني 2/ 299، ومغني اللبيب ص137، وهمع الهوامع 2/ 38.

500-

البيت لعمرو بن براقة في أمالي القالي 2/ 122، والدرر 2/ 105، وشرح شواهد المغني 1/ 202، 500، 2/ 725، 778، والمقاصد النحوية 3/ 332، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 13، وخزانة الأدب 10/ 207، والدرر 2/ 414، وشرح ابن عقيل 2/ 35، وشرح ابن الناظم ص269، وشرح التسهيل 3/ 171، وشرح الكافية الشافية 2/ 817، ومغني اللبيب 1/ 65، وهمع الهوامع 2/ 38، 130.

1 الكتاب 3/ 115، 116.

501-

البيت لنهشل بن حري في الدرر 2/ 104، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص872، وشرح شواهد المغني ص502، 720، والمقاصد النحوية 3/ 334، وبلا نسبة أوضح المسالك 3/ 68، وشرح ابن الناظم ص268، وهمع الهوامع 2/ 38.

ص: 666

عمرو بن معدي كرب، وسيفه هو الصمصامة، و"المشهد": مصدر ميمي، و"مضاربه": جمع مضرب بكسر الراء، ومضرب السيف نحو شبر من طرفه، وجمعه على حد "شابت مفارقة".وإنما للإنسان مفرق واحد، والعرب يقدرون تسمية الجزء باسم الكل، فيوقعون الجمع موقع الواحد، "وقوله" وهو جذيمة الأبرش:[من المدير]

502-

"ربما أوفيت في علم"

ترفعن ثوبي شمالات

فكف "رب" عن الجر، وأدخلها على الجملة الفعلية وهي "أوفيت" أي: نزلت، و"علم" أي: جبل، و"شمالات" بفتح الشين: جمع شمال، ريح تهب من ناحية القطب، فاعل "ترفعن".

"والغالب على "رب" المكفوفة أن تدخل على فعل ماض كهذا البيت" لأن التكثير والتقليل إنما يكونان فيما عرف حده، والمستقبل مجهول، "وقد تدخل على مضارع منزل منزلة الماضي لتحقق وقوعه نحو:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا " لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2] قال الرماني: إنما جاز ذلك لأن المستقبل معلوم عند الله كالماضي، وقيل: هو على حكاية حال ماضية مجازا، وقيل التقدير: ربما كان يود، و"كان" شأنية.

ورده في المغني1.

"وندر دخولها على الجملة الاسمية" خلافًا للفارسي في المنع من الدخول "كقوله" وهو أبو داود الإيادي بدالين مهملتين أولهما مضمومة بعدها واو فألف: [من الخفيف]

503-

"ربما الجامل المؤبل فيهم"

وعناجيج بينهن المهار

502- البيت لجذيمة الأبرش في الأزهية 94، 265، والأغاني 15/ 275، وخزانة الأدب 11/ 404، والدرر 2/ 101، وشرح أبيات سيبويه 2/ 281، وشرح شواهد الإيضاح 219، وشرح شواهد المغني 393، والكتاب 3/ 518، ولسان العرب 3/ 32، "شيخ"، 11/ 366، "شمل"، والمقاصد النحوية 3/ 344، 4/ 328، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 70، والدرر 2/ 243، ورصف المباني ص335، وشرح ابن الناظم ص542، وشرح الأشموني 2/ 299، وشرح المفصل 9/ 40، وكتاب اللامات ص111، ومغني اللبيب 135، 137، 309، والمقتضب 3/ 15، والمقرب 2/ 74، وهمع الهوامع 2/ 38، 78.

1 مغني اللبيب ص408.

503-

البيت لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص316، والأزهية 94، 266، وخزانة الأدب 9/ 586، 588، والدرر 2/ 48، وشرح شواهد المغني 1/ 405، وشرح المفصل 8/ 29، 30، ومغني اللبيب 1/ 137، والمقاصد النحوية 3/ 328، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 71، والجنى الداني ص448، 455، والدرر 2/ 102، وشرح ابن عقيل 2/ 33، وشرح ابن الناظم ص268، وشرح التسهيل3/ 172، 174، وشرح الكافية الشافية 2/ 819، وهمع الهوامع 2/ 26.

ص: 667

فأدخل "رب" المكفوفة بـ"ما" على الجملة الاسمية، فإن "الجامل": مبتدأ، و"المؤبل": نعته، و"فيهم": خبره، و"الجامل" بالجيم: القطيع من الإبل مع راعيها، وقيل: اسم جمع الإبل لا واحد له من لفظه، و"المؤبل" بضم الميم وفتح الهمزة والباء الموحدة المشددة: المعد للقنية، و"العناجيج" بعين مهملة فنون فألف فجيمين بينهما مثناة تحتية: جياد الخيل واحدها عنجوج كـ"عصفور "، وهي الخيل الطويلة الأعناق، و"المهار" بكسر الميم: جمع مهر؛ بضمها؛ وهو ولد الفرس، والأنثى مهرة.

ودخول "رب" المكفوفة بـ"ما" على الجملة الاسمية نادر جدا "حتى قال" أبو علي "الفارسي: يجب أن تقدر "ما" اسمًا" نكرة "مجرورة بـ"رب" بمعنى شيء""و" يقدر "الجامل خبرًا لضمير محذوف، والجملة صفة لـ: ما"، و "فيهم" متعلق بحال محذوفة، "أي: رب شيء هو الجامل المؤبل" كائنا فيهم، وإنما قدر الفارسي ضميرا محذوفًا ولم يجعل الجملة على حالها صفة لـ"ما" ليحصل الربط بين الصفة والموصوف.

ص: 668

"فصل":

"تحذف "رب" ويبقى عملها بعد الفاء كثيرًا كقوله": وهو امرؤ القيس الكندي: [من الطويل]

504-

"فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع"

فألهيتها عن ذي تمائم محول

فجر مثل بـ"رب" المحذوفة بعد الفاء، ومعنى "طرقت": أتيتها ليلًا، و"ألهيتها": شغلتها، و"التمائم": التعاويذ واحدها تميمة، وهي العوذة التي تعلق على الصبي وقاية من العين أو السحر، و"محول" من أحول الصبي فهو محول إذا تم له حول أو سنة، وإنما خص الحبلى والمرضع بذلك؛ لأنهما أزهد النساء في الرجال، وأقلهن شغفا بهم.

"وبعد الواو أكثر" لأن لعرب تبدل من رب الواو، وتبدل من الواو الفاء لاشتراكهما في العطف "كقوله" وهو امرؤ القيس أيضًا:[من الطويل]

505-

"وليل كموج البحر أرخى سدوله"

علي بأنواع الهموم ليبتلي

فجر ليل بـ"رب" المحذوفة بعد الواو، وشبه ظلام الليل في هوله وصعوبته ونكادة أمره بموج البحر، واستعار له سدولًا وهي الستور واحدها سدل لما يحول منه بين البصر وبين

504- البيت لامرئ القيس في ديوانه ص12، والأزهية ص244، وخزانة الأدب 1/ 334، والدرر 2/ 93، وشرح أبيات سيبويه 1/ 450، وشرح شذور الذهب ص322، وشرح شواهد المغني ص402، 463، والكتاب 2/ 163، واللسان 8/ 126 "رضع"، 11/ 511، "غيل" والمقاصد النحوية 3/ 336، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 73، ورصف المباني 387، وشرح الأشموني 2/ 299، وشرح ابن عقيل 2/ 36، وشرح ابن الناظم ص269، وشرح التسهيل 3/ 188، وشرح الكافية الشافية 2/ 821، ومغني اللبيب 1/ 136، 161، وهمع الهوامع 2/ 36.

505-

البيت لامرئ القيس في ديوانه ص18، وخزانة الأدب 2/ 262، 3/ 271، وشرح شواهد المغني 2/ 574، 782، وشرحج عمدة الحافظ ص272، والمقاصد النحوية 3/ 338، وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 75، وشرح ابن الناظم ص270، وشرح الأشموني 2/ 300، وشرح التسهيل 3/ 187، وشرح شذور الذهب ص321، وشرح الكافية الشافية 2/ 821.

ص: 669

إدراك المبصرات، و"علي": متعلق بـ"أرخى"، والباء في "بأنواع" للمصاحبة.

"ويبتلي": يختبر، يقول: رب ليل بهذه الصفة أرخى علي ستور ظلامه مع أنواع الأحزان ليختبرني أأصبر على الشدائد أم أجزع منها، "وبعد "بل" قليلًا" من الواو "كقوله" وهو رؤبة أو العجاج:[من الرجز] .

506-

"بل مهمه قطعت بعد مهمه"

فجر "مهمه" بـ"رب" المحذوفة بعد "بل"، و"المهمه": المفازة البعيدة الأطراف.

وإلى حذف "رب" وإبقاء جرها بعد هذه الأحرف الثلاثة أشار الناظم بقوله:

383-

وحذفت رب فجرت بعد بل

والفاء وبعد الواو شاع ذا عمل

"وبدونهن أقل كقوله" وهو جميل بن معمر: [من الخفيف]

507-

"رسم دار وقفت في طلله"

كدت أقضي الحياة من جلله

فـ"رسم" مجرور بـ"رب" محذوفة، و"رسم الدار": ما كان لاصقًا من آثارها بالأرض كالرماد ونحوه، و"الطلل": ما شخص من آثار الدار، و"أقضي": أموت، ويروى بدل الحياة "الغداة" وقيل: وهي ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس، و"من جلله" بفتح الجيم؛ فقيل: من أجله، وقيل: من عظم أمره في عيني، و"الجليل": العظيم.

"وقد يحذف" حرف الجر "غير "رب" ويبقى عمله"، وإليه الإشارة بقول الناظم:

384-

وقد يجر بسوى رب لدى

حذف..........................

"وهو ضربان:

سماعي كقول رؤبة" بضم الراء وسكون الهمزة؛ ابن العجاج بن رؤبة: "خير"

506- الرجز لرؤبة في ديوانه ص166، ولسان العرب 11/ 70 "بلل" 13/ 519 "عمه"، وخزانة الأدب 7/ 549، وشرح شواهد الإيضاح ص398، وتهذيب اللغة 1/ 150، وديوان الأدب 2/ 254، وتاج العروس "عمه"، وشرح شواهد الشافية ص202، وله أو للعجاج في المقاصد النحوية 3/ 345، وبلا نسبة في لسان العرب 14/ 88، "بلا"، وأوضح المسالك 3/ 77، وتاج العروس "بلل".

507-

البيت لجميل بثينة في ديوانه ص189، وخزانة الأدب 10/ 20، والدرر 1/ 539، 2/ 97، 217، وشرح شواهد المغني 1/ 395، 403، ومغني اللبيب ص121، والمقاصد النحوية 3/ 339، وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 378، وأوضح المسالك 3/ 77، والخصائص 1/ 285، 3/ 150، وشرح ابن الناظم ص270، وشرح الأشموني، 2/ 300، وشرح ابن عقيل 2/ 38، وشرح التسهيل 3/ 189، وشرح الكافية الشافية 2/ 822، وشرح المفصل 3/ 82، 8/ 52، وهمع الهوامع 2/ 37.

ص: 670

بالجر "والحمد لله. جوابًا لمن قال له: كيف أصبحت1؟ " والأصل: بخير أو على خير، فحذف الجار وأبقى عمله. ورؤبة هذا من فصحاء العرب. قال الزمخشري: وهو من أمضغ العرب للشيح والقيصوم، يريد بذلك تحقيق أنه بدوي لا حقيقة المضغ؛ لأن هذين النبتين لا يمضغهما الآدميون، ومن قراءته:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةٌ"[البقرة: 26] . برفع بعوضة.

"وقياسي" وإليه أشار الناظم بقوله:

384-

............................

.................. وبعضه يرى مطردًا

"كقولك: بكم درهم اشتريت ثوبك؟ " فـ"درهم" مجرور بـ"من" مقدرة عند الجمهور أي: "بكم من درهم، خلافًا للزجاج في تقديره الجر بالإضافة2".

واحتج بوجهين أحدهما: أن "كم" الاستفهامية لا يصلح أن تعمل الجر؛ لأنها قائمة مقام عدد مركب، والعدد المركب لا يعمل الجر فكذا ما قام مقامه. والثاني: أن الجر بعد "كم" الاستفهامية لو كان بالإضافة لم يشترط دخول حرف الجر على "كم"، فاشتراط ذلك دليل على أن الجر بـ"من" مضمرة لكون حرف الجر الداخل على "كم" عوضًا من اللفظ بـ"من" بخلاف "كم" الخبرية فإنه لما لم يشترط دخول حرف الجر عليها كان تمييزها مجرورًا بالإضافة لا بـ"من" مضمرة خلافًا للفراء3.

"وكقولهم: إن في الدار زيد والحجرة عمرًا"، فـ"الحجرة": مجرورة بحرف جر محذوف "أي: وفي الحجرة" عمرًا، إذ لو عطفت على المجرور بـ"في" لزم العطف على معمولي عاملين مختلفين وذلك ممتنع عند سيبويه4 ومتابعيه، لضعف العاطف عن أن يقوم مقام عاملين مختلفين "خلافًا للأخفش5 إذ قدر العطف على معمولي عاملين"، فجعل "الحجرة" معطوفة على "الدار" و"عمرًا" معطوفًا على "زيد"، و"زيد" معمولان لعاملين مختلفين. فإن العامل في الدار حرف الجر، والعامل في زيد "إن".

"و" كـ: "قولهم: مررت برجل صالح إلا صالح فطالح، حكاه يونس6".

1 شرح ابن الناظم ص270، وشرح ابن عقيل 2/ 39، وشرح المفصل 8/ 52، 53.

2 شرح ابن الناظم ص271، وشرح التسهيل 2/ 419، وشرح ابن عقيل 2/ 39.

3 شرح التسهيل 2/ 420.

4 الكتاب 1/ 63.

5 مغني اللبيب ص632.

6 الكتاب 1/ 262، وشرح ابن الناظم ص271، وشرح التسهيل 3/ 192.

ص: 671

بجر "صالح" و"طالح" بحرف جر محذوف. "وتقديره: إلا أمر" أنا "بصالح فقد مررت بطالح"، هذا تقدير ابن مالك1. وقدره سيبويه: إلا أكن مررت بصالح فبطالح. قيل: وتقدير سيبويه2 هو الصواب. قال البطليوسي في شرح كتاب سيبويه: إذا قلت: "إلا أمر" نقضت المعنى، فإنك قد قلت:"مررت بصالح"، ثم تقول:"إلا أمر بصالح" فيما يستقبل، وإنما المرور واقع فلا بد من إضمار الكون، فتقول:"إلا أكن فيما يستقبل موصوفًا يكون مررت بصالح فأنا قد مررت بطالح"، نقله المرادي في شرح التسهيل عنه في باب "كان" وأقره.

1 شرح التسهيل 3/ 192.

2 الكتاب 1/ 262.

ص: 672