الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[107] مسندُ زيدِ بنِ حارثةَ
1684 -
عن زيدِ بنِ حارثةَ قالَ: خرجتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يوماً حاراً مِن أيامِ مكةَ، وهو مُردفي إلى نُصبٍ مِن الأنصابِ، وقد ذَبحنا له شاةً، فأنضَجْناها، قالَ: فلقيَه زيدُ بنُ عَمرو بنُ نُفيلٍ، فحيَّا كلُّ واحدٍ مِنهما صاحبَه بتحيةِ الجاهليةِ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا زيدُ، ما لي أَرى قومَكَ قَد شَنِفُوا لكَ؟» قالَ: واللهِ يا محمدُ إنَّ ذلكَ لبغيرِ نائلةٍ تره لي فيهم، ولكنِّي خرجتُ أَبتغي هذا الدِّينَ، حتى أقدمَ على أحبارِ فدكَ، فوجدتُهم يعبدونَ اللهَ ويُشركونَ به، فقلتُ: ما هذا بالدِّينِ الذي أَبتغي، فخرجتُ حتى أقدمَ على أحبارِ الشامِ فوجدتُهم يعبدونَ اللهَ ويُشركونَ به، قلتُ: ما هذا بالدِّينِ الذي أَبتغي، فقالَ لي شيخٌ مِنهم: إنَّكَ لتَسألُ عن دِينٍ ما نعلمُ أحداً يعبدُ اللهَ به إلا شيخٌ بالجزيرةِ (1)،
قالَ: فخرجتُ حتى أقدمَ عليه، فلمَّا رَآني قالَ: ممن أنتَ؟ قلتُ: أنا مِن أهلِ بيتِ اللهِ، مِن أهلِ الشوكِ والقرظِ، فقالَ: إنَّ الذي تَطلبُ قد ظهرَ ببلادِكَ، قد بُعثَ نبيٌّ طلعَ نجمُه، وجميعُ مَن رأيتَهم في ضلالٍ، فلم أحسَّ بشيءٍ.
قالَ: فقربَ إليه السُّفرةَ، قالَ: فقالَ: ما هذا يا محمدُ؟ قالَ: «شاةٌ ذُبحتْ لنُصبٍ مِن هذه الأنصابِ» ، قالَ: ما كنتُ لآكلَ مما لم يُذكر اسمُ اللهِ عليه، قالَ: وتفرَّقا.
قالَ: قالَ زيدُ بنُ حارثةَ: فأَتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم البيتَ، قالَ: فطافَ به وأنا مَعه، وطافَ بينَ الصَّفا والمروةِ، قالَ: وكانَ عندَ الصَّفا والمروةِ صنمانِ مِن نحاسٍ،
(1)[هكذا في الأصل، وعند غيره: بالحيرة].
أحدُهما يقالُ له: إسافٌ، والآخَرُ نائلةٌ، وكانَ المشركونَ إذا طافُوا تمسَّحوا بهما، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«لا تَمسحْهما، فإنَّهما رجسٌ» ، فقلتُ في نَفسي: لأَمسحهما لأَنظرَ ما يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فمَسستُهما، فقالَ:«يا زيدُ، ألم تُنهَ؟» .
قالَ: وماتَ زيدُ بنُ عَمرو بنِ نُفيلٍ، وأُنزلَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«إنَّه يُبعثُ أُمةً وحدَه» .
حديث محمد بن بشار لأبي يعلى (1) حدثنا أبويعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي قال: حدثنا محمد بن بشار بندار قال: حدثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد أملاه علينا من كتابه قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى بن عبدالرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، عن أسامة بن زيد بن حارثة، عن زيد بن حارثة .. (1).
(1)[إسناده صحيح وفي بعض متنه نكارة، وهي قوله: شاة ذبحت لنصب من هذه الأنصاب]. ونسبه في المطالب (4024)، والإتحاف (3050/ 2566)، والمجمع (9/ 417 - 418) لأبي يعلى والبزار والطبراني.