الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لتدَرِّس، عانت المسكينة معاناة شديدة من مواجهة الطلاب وتعليقاتهم وذهبت إلى ناظر المدرسة تشكو له متاعبها باعتباره رجلًا مسؤولًا وفي سن والدها وسألها بشيء من التفصيل عن نوع هذه المتاعب قالت:«إن تلميذًا يقولُ لي: «إنت طِعْمَة أوِي» (1)، ماذا قال الناظر الأب؟! قال في نهم وإعجاب:«ما هو إنت طِعْمَة صحيح!» ، ولم تجد الفتاة المسكينة ـ وقد اعتصرتها حمرة الخجل ـ إلا أن تَفِرَّ إلى مدرسة البنات لتَبُثَّ إلى الناظرة والمدرسات شكواها.
وكانت فيما حَكَتْهُ من تصوير شعورها وهي تواجه نظرات الطلاب البالغة في الوقاحة: أنها كانت تحس ـ من فرط الحياء ـ أنها عارية!
وأسأل السادة أدعياء التطور: ما الكسب الضخم الذي نجنيه بهذه الانتدابات أو التعيينات العشوائية عندما نرسل بهذه النخبة من المدرسات إلى مدارس البنين؟
ومُدرّسة للتاريخ الطبيعي (علم الأحياء) في مدرسة للبنين:
ويبدو الأمر شديد الإحراج عندما نبعث بمدرسة التاريخ الطبيعي إلى مدرسة ثانوية للبنين وتجد نفسها أمام باب من أبواب المقرر في الصف الثاني الثانوي اسمه (التكاثر في الكائنات الحية)، وإذا كان المدرس الرجل الذي يشرح للشباب من الذكور باب الجهاز التناسلي في الثدييات يواجه عواصف من التعليق والغمز فكيف يمكن ـ باسم المساواة بين الجنسين وبدعوى المدنية والتطوير ـ كيف يمكن لمُدَرِّسة بها بقية حياء أن تواجه شبابًا في هذه السن الحرجة لتشرح لهم أية مادة فضلًا عن أن تشرح لهم مثل هذا الباب المقرر في الأحياء.
(1) أي جميلة جدًا، بالعامية المصرية.