الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم يقول الكاتب بعد خلاصة تحقيقه: «النساء هنا يشعرن أن النظام الأخلاقي الإسلامي يحفظ للمرأة كرامتها من التعرض للمشاهد التي تخدش الحياء» .
ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب:
يقول الدكتور ياسر برهامي: «كان أخي الحبيب الشيخ كمال عاشور في الدفعة الأولى لـ (معهد الفرقان لإعداد الدعاة) الذي أسسَتْهُ (الدعوة السلفية) عام 86، والذي أغلق عام 94، وكان دائمًا يوصلني بسيارته إلى الدرس الأسبوعي بمنطقة الدخيلة.
وذات مرة سألني عن ابنته، أو بالأحرى ربيبته التي نجحت في الإعدادية بتفوق، وما الأمثل لها؟ استكمال الدراسة أم التفرغ لطلب العلم الشرعي؟ خصوصًا أن المشاكل كانت قد بدأت في ذلك التوقيت في التعامل مع الأخوات المنتقبات في المدارس.
وأنا في الحقيقة لست ضد تعليم البنات، ولكني أرى الثمرة ضعيفة جدًا، والثمنَ باهظًا، ويمكن تحصيل المطلوب بالمنزل، مع اختيار الأصلح من العلوم بدلًا من علوم أكثرها لا ينفع، وإنما يتعلّمْنَ لأجل الشهادات التي يحتجنها لا للعمل، بل للزواج نتيجة للأعراف الاجتماعية، ونسبة ضئيلة هي التي تستطيع أن تخدم المجتمع بضوابط شرعية، وهي موجودة ـ بحمد الله ـ كالطبيبة المسلمة، والمعلمة المسلمة.
ثم نسيت هذا الموضوع حوالي السنتين كان لي خلالها تجربة غير ناجحة في الزواج
انتهت بالانفصال قبل الدخول.
وبدأتُ أبحثُ من جديد فتذكرت النصيحة التي نصحت بها أخي (كمال) في شأن ربيبته، فسألته عنها وماذا صنعت؟ فأخبرني أنها عملت بالنصيحة بالفعل وتركت الدراسة.
فقلت في نفسي: «هل أنصحها أنا بعدم استكمال الدراسة، ثم أبحث عن حاصلة على شهادة؟!» .
وكنت متخوفًا من المستوى التحصيلي، وبالتالي حصول التفاهم بيننا، فطلبت من (الشيخ كمال) أن يطلب منها قراءة كتاب (منة الرحمن)، وعمل ملخص له من الذاكرة بعد قراءته، وفوجئت بمستوى رائع لم أكن أتوقعه، وظننت أنه منقول من الكتاب، ولكن تأكدت مشافهة من ذلك أنه من الذاكرة، فاطمأننت تمامًا، وتوكلت على الله.
وتقدمت وعلمت أنها خاضت معركة ـ مع عمها وخالها ـ من أجل النقاب، ثم من أجل الدراسة، حيث أنها نشأت يتيمة، وتزوج (الشيخ كمال) والدتها ـ وهي بنت عمه ـ من أجل تربيتها، وقد أحسن تربيتها ـ جزاه الله خيرًا ـ، لكن كان لعمها وخالها اعتراض على النقاب، ثم على ترك الدراسة، وقالوا لها:«من سيتزوج فتاة بالإعدادية؟» .
فلما تقدمتُ لها كان أمرًا غريبًا عليهم حتى حاول البعض عرقلة الزواج، لكنه تم ـ بفضل الله تعالى ـ.
وتأكدت أكثر أن الشهادات لا أثر لها في المستوى التحصيلي والعلمي، ولا في التفاهم، فهذه الأمور هبة من الله ـ تعالى ـ يَمُنّ بها على من يشاء من عباده، والحمد لله على نعمته» (1).
(1) الجزء الأول من حوار موقع الجماعة الإسلامية مع الشيخ ياسر برهامي. حاوره وقدم له د. ناجح إبراهيم.