المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1 - باب في مناقب قريش وذكر القبائل - شرح المصابيح لابن الملك - جـ ٦

[ابن الملك]

فهرس الكتاب

- ‌6 - باب نزول عيسى عليه السلام

- ‌7 - باب قُرْبِ السَّاعَة وأنَّ مَنْ ماتَ فقد قامَتْ قيامَتُه

- ‌8 - باب لا تقومُ السَّاعةُ إلا على الشِّرارِ

- ‌1 - باب النَّفْخِ في الصورِ

- ‌2 - باب الحَشْرِ

- ‌3 - باب الحِسَابِ والقِصَاصِ والمِيْزانِ

- ‌4 - باب الحَوْضِ والشفاعة

- ‌5 - باب صِفَةِ الجَنَّةِ وأَهْلِهَا

- ‌6 - باب رُؤْيَةِ الله تَعالى

- ‌7 - باب صِفَةِ النَّار وأهلِها

- ‌8 - باب خَلْقِ الجَنَّةِ والنَّارِ

- ‌9 - باب بدءِ الخَلقِ، وذكرِ الأَنبياءِ عليهم السلام

- ‌1 - باب فَضَائِلِ سيدِ المُرسَلِينَ صلَوَاتُ الله عَلَيْهِ

- ‌2 - باب أَسْمَاءِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَصِفَاتُهُ

- ‌3 - باب في أَخْلاقِهِ وشَمَائِلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - باب المَبْعَثِ وَبدْءِ الوَحْيِ

- ‌5 - باب علامات النبوة

- ‌فصل في المِعْرَاجِ

- ‌فصل في المُعْجِزَاتِ

- ‌6 - باب الكَرَامَاتِ

- ‌7 - باب(باب في بيان هجرة أصحابه من مكة)

- ‌8 - باب

- ‌1 - باب في مَناقبِ قريشٍ وَذِكرِ القَبَائِلِ

- ‌2 - باب مناقب الصحابة رضي الله عنهم

- ‌3 - باب مَناقِبِ أَبي بَكرٍ الصِّديقِ رضي الله عنه

- ‌4 - باب مَناقِبِ عُمَرَ بن الخَطابِ رضي الله عنه

- ‌5 - باب مَنَاقِبِ أَبي بَكْرِ وَعُمَرَ رضي الله عنهما

- ‌6 - باب مَنَاقِبِ عُثمانَ في عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌7 - باب مَنَاقِبِ هؤلاءِ الثَّلاثة رضي الله عنهم

- ‌8 - باب مَنَاقِبِ عَلِيِّ في أَبي طالب رضي الله عنه

- ‌9 - باب مَنَاقِبِ العَشرَةِ رضي الله عنهم

- ‌10 - باب مَنَاقِبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب مَنَاقِبِ أَزْوَاجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب جَامِعِ المَنَاقِبِ

- ‌13 - باب ذِكْرِ اليَمَنِ وَالشَّامِ، وَذِكْرِ أُوَيْسِ القَرَنِيِّ رضي الله عنه

- ‌14 - باب ثوَابِ هذِهِ الأُمَّةِ

الفصل: ‌1 - باب في مناقب قريش وذكر القبائل

فيه مع أهله أحب إليه من أهله وماله حالَ كونه لا يراني.

* * *

‌1 - باب في مَناقبِ قريشٍ وَذِكرِ القَبَائِلِ

" باب مناقب قريش"، جمع منقبة وهي الفضيلة، "وذكر القبائل"، جمع قبيلة.

مِنَ الصِّحَاحِ:

4676 -

عَنْ أبي هُريْرَة رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "النّاسُ تَبَعٌ لِقُريشٍ في هذا الشّأنِ، مُسْلِمهُم تَبَعٌ لِمُسلمِهم، وكافرُهم تَبَعٌ لِكافِرِهم".

"من الصحاح":

" عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الناس تَبَعٌ لقريش في هذا الشأن"، يريد به الخلافة والإمارة، وقيل: الدِّين، والمعنى: تفضيلهم على القبائل، وتقديمهم في الإمامة والإمارة.

"مسلمهم تَبَعٌ لمسلمهم"، خبرٌ في معنى الأمر؛ أي: مَنْ كان مسلماً فليتبعهم ولا يخرج عليهم.

"وكافرهم تبعٌ لكافرهم"، يعني: أنهم لم يزالوا متبوعين في زمان الكفر لكون أمر الكعبة في أيديهم، وقد علم أن أحدًا من قريش لم يبقَ بعده صلى الله عليه وسلم على الكفر، فعلم أن المراد منه: أن الإسلام لم ينقصهم مما كانوا عليه في الجاهلية من الشرف، فهم سادَة في الإِسلام كما كانوا قادةً في الجاهلية.

وقيل: معناه: أنَّ مسلمي قريش قدوةُ غيرهم من المسلمين؛ لأنهم المتقدمون في التصديق، السابقون بالإيمان، وكافرهم قدوةُ غيرهم من الكفار،

ص: 384

فإنهم أولُ مَنْ ردَّ الدعوة، وكَفَر بالرسول، وأعرض عن الآيات.

* * *

4677 -

وعَنْ جابرٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "النّاسُ تَبَعٌ لِقُريشٍ في الخَيرِ والشَّرِّ".

"وعن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الناس تبعٌ لقريش في الخير والشر"؛ أي: في الإسلام والكفر.

* * *

4678 -

عَنِ ابن عُمَرَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا يزالُ هذا الأَمرُ في قُريْشٍ ما بَقِيَ مِنْهُم اثنانِ".

"وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال هذا الأمر"؛ أي: الخلافة والولاية "في قريش ما بقي منهم اثنان" واحدٌ خليفة وواحدٌ تَبَع.

* * *

4679 -

وعَنْ مُعاوِيةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إنَّ هذا الأَمرَ في قُريشٍ لا يُعادِيْهم أحد إلَّا كَبَّهُ الله على وجْهِهِ، ما أقامُوا الدِّين".

"وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ هذا الأمر في قريش لا يعاديهم"؛ أي: لا يخالفهم "أحدٌ" في ذلك "إلا كبَّه الله"؛ أي: أسقطه "على وجهه"، يريد: أذلَّه الله، "ما أقاموا الدين"؛ أي: ما داموا يحافظون [على] الدين، يحتمل أنه أراد بالدين: الصلاة لما في الحديث: "ما أقاموا الصلاة".

ص: 385

4680 -

عَنْ جابرِ بن سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُول: "لا يَزالُ الإِسلامُ عَزِيْزًا إلى اثنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً، كلُّهم مِن قُريشٍ".

وفي رِوايَةٍ: "لا يزالُ أمرُ النّاسِ ماضيًا ما وَليَهم اثنا عَشَرَ رَجُلًا كلُّهم مِن قريشٍ".

وفي رِوايَةٍ: "لا يزالُ الدِّينُ قائِمًا حتَّى تَقَومَ السَّاعةُ، أو يكونَ عليهم اثنا عَشَرَ خَليْفَةً كلُّهم مِن قُريْشٍ".

"وعن جابر بن سَمُرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال الإِسلامُ عزيزًا إلى اثني عشر خليفةً كلهم من قريش"، يُحمل هذا على العادلين؛ لأن غيَر العادل لا يستحقُّ الخلافة.

"وفي رواية: لا يزال أمرُ الناس"؛ أي: أمر دينهم "ماضيًا" على الصواب والحق "ما وَليهم اثنا عشر رجلًا كلهم من قريش".

"وفي رواية: لا يزال الدِّين قائمًا حتى تقوم الساعة، أو يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش".

* * *

4681 -

وَقالَ: "غِفارُ غَفَرَ الله لها، وأَسْلَمُ سالَمَها الله، وعُصَيَّةُ عَصَتِ الله ورسُولَه".

"وقال صلى الله عليه وسلم: غِفار" - بكسر الغين المعجمة - قبيلة "غفر الله لها"؛ أي: أقول في حقهم: غفر الله لها.

"وأسلمُ سالمها الله"؛ أي: صالحها، وإنما دعا لهاتين القبيلتين؛ لدخولهما في الإسلام من غير حرب، وكانت غِفار تنسب إلى سَرِقة الحُجَّاج، فدعا صلى الله عليه وسلم لهم بأن يمحوَ الله تلك السيئة عنهم ويغفر لهم.

ص: 386

"وعُصَية" - بضم العين المهملة وفتح الصاد وتشديد الياء - اسم قبيلة "عصتِ الله ورسوله"، وهم الذين قتلوا القُرّاء عند بئرِ معونة، وكان صلى الله عليه وسلم يَقْنُتُ عليهم في صلاته.

* * *

4682 -

وقالَ: "قُريْشٌ، والأَنْصارُ، وجُهَيْنةُ، ومُزَيْنةُ، وأَسلمُ، وغِفارُ، وأَشجعُ = مَوالِيَّ، لَيسَ لهم مَوْلًى دُونَ الله ورَسُولهِ".

"وقال صلى الله عليه وسلم: قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع"، وهم قبائل من قريش، "موالي" بالإضافة إلى ياء المتكلم؛ أي: أحبائي وأنصاري، ومنوناً بلا إضافة؛ أي: بعضهم لبعضٍ أحباء وأنصارٌ، "ليس لهم مولًى دون الله ورسوله".

* * *

4683 -

وقالَ: "أسلمُ، وغِفارُ، ومُزَيْنةُ، وجُهَيْنَةُ، خيرٌ مِن بني تميمٍ، ومِن بني عامرٍ، والحَلِيفَيْنِ بني أَسَدٍ وغَطَفانَ".

"وقال صلى الله عليه وسلم: أسلم وغفار ومزينة وجهينة خيرٌ من بني تميم، ومن بني عامر والحليفين بني أسد وغَطَفان" - بفتح الغين المعجمة - وهما بدل من الحليفين، أو بيانٌ، وإنما يقال لهم: الحليفان؛ لأنهم تحالفوا على التناصر والتعاون، وأسدٌ - بالتحريك - أبو قبيلة من مضر وهو أبو أسد بن ربيعة بن نزارٍ.

* * *

4684 -

عَنْ أَبي هُريْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: ما زِلْتُ أُحِبُّ بني تَمِيمٍ مُنْذُ ثَلاثٍ، سَمِعتُ مِن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ فيهم، سَمِعتُه يَقُولُ: "هُمْ أَشَدُّ أُمَّتي على

ص: 387

الدَّجّالِ"، قال: وجاءَتْ صَدَقاتُهم فقالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "هذه صَدَقاتُ قومِنا"، وكانَتْ سَبيّةٌ منهم عِنْدَ عائِشةَ رضي الله عنها فقالَ: "أعَتْقِيها فإنَّها مِن وَلَدِ إسماعيل".

"وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما زِلت أحب بني تميم منذ ثلاثٍ"؛ أي: ثلاث خصال "سمعت" صفة (ثلاث)، والعائد محذوف؛ أي: سمعتها "من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم"؛ أي: يقولها في حقهم، وهي جملةٌ حالية.

"سمعته يقول" بدل من قوله: (سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم)، أو بيانٌ له، وبالجملة فهو تفصيلٌ للخصال الثلاث.

"هم أشد أمتي على الدجال"، هذه إحدى الخصال الثلاث.

"قال: وجاءت صدقاتهم، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: هذه صدقات قومنا": أضاف صلى الله عليه وسلم إياهم إلى نفسه تشريفاً لهم، وهذه ثانيتها.

"وكانت سبية"؛ أي: مَسْبية "منهم عند عائشة رضي الله عنها فقال: أعتقيها"، فيه دليل على جواز استرقاق العرب، "فإنها من ولد إسماعيل عليه السلام ": جعل صلى الله عليه وسلم أباهم من ولد إسماعيل عليه السلام، وهذه ثالثتها.

* * *

مِنَ الحِسَان:

4685 -

عَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَن يُرِد هَوانَ قُريشٍ أَهانَهُ الله".

"من الحسان":

" عن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ يُرد هوان قريش أهانه الله"، خبرٌ أو دعاء على من يريد هوانهم.

* * *

ص: 388

4686 -

وعَنِ ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ! أَذَقْتَ أوَّلَّ قُريشٍ نَكَالًا فأَذِقْ آخرَهُمْ نَوالًا".

"وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أذقت أولَ قريش نكالًا"؛ أي: عقوبة، وقيل: أراد به القحط والغلاء، "فأذِقْ آخرهم نَوالًا"؛ أي: عطاء وإنعامًا.

* * *

4687 -

عَنِ أبي عامِرٍ الأَشْعريِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الحَيُّ الأَسْدُ والأَشعريُّونَ، لا يَفِرُّونَ في القَتالِ، ولا يَغُلُّونَ، هُمْ مِنِّي وأَنَا مِنْهُم"، غريب.

"عن أبي عامر الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الحي الأسد"، وهو بسكون السين: أبو حيّ من اليمن، ويقال لهم: الأزد، وهو بالسين أفصح.

"والأشعريون لا يفرون في القتال ولا يَغُلُّون" - بضم الغين -؛ أي: لا يخونون في المغنم، "هم مني وأنا منهم".

"غريب".

* * *

4688 -

وعَنْ أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الأَزْدُ أَزْدُ الله في الأرْضِ، يرُيدُ النّاسُ أنْ يَضَعُوهم ويَأبَى الله إِلَّا أنْ يرفَعَهم، ولَيأتينَّ على النّاسِ زَمانٌ يَقُولُ الرَّجلُ: يا لَيْتَ أَبي كانَ أَزْدِيًا، ويا ليتَ أمي كانَت أَزْدِيَّةً"، غريب.

"عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأزد"، وهو أزد شنوءة حي باليمن، "أزد الله"؛ أي: أهل نصرته "في الأرض"، أضافهم إلى الله؛ لكونهم

ص: 389

من حزبه وجنوده وأهل نصرة رسوله ودينه.

"يريد الناس أن يضعوهم"؛ أي: يحقروهم ويذلُّوهم "ويأبى الله إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمانٌ يقول الرجل: يا ليت أبي كان أزديًّا، ويا ليت أمي كانت أزدية".

"غريب".

* * *

4689 -

عَنْ عِمرانَ بن حُصَينٍ رضي الله عنه قَالَ: ماتَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وهوَ يَكْرهُ ثَلاثةَ أحياءً: ثَقيفاً، وبني حَنِيفَةَ، وبني أُمَيَّةَ. غريب.

"عن عِمران بن حُصين رضي الله عنه قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكره ثلاثة أحياء"؛ أي: قبائل؛ "ثقيف وبني حنيفة وبني أمية".

"غريب".

* * *

4690 -

عَنِ ابن عُمَرَ رضي الله عنه: عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "في ثَقِيفٍ كذّابٌ ومُبيرٌ"، قيل: الكَذابُ هو المُختارُ بن أبي عُبيدٍ، والمُبيرُ هُوَ الحَجّاج بن يُوْسُفَ، قَالَ هِشامُ بن حَسّانَ: أحْصَوْا ما قتلَ الحَجَّاجُ صَبْرًا فبلَغَ مئةَ ألفٍ وعِشْرينَ ألفًا.

"عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في ثقيف كَذّابٌ ومُبير"؛ أي: مهلك.

"قيل: الكذاب هو المختار بن أبي عبيد": بن مسعود الثقفي، فإنه كان متدلساً مشغوفاً بطلب الدنيا بالدين، يُظهر الخير ويُضْمر الشر، وكان يبغض عليًا، وقد عُرف ذلك منه، وكان يدَّعي موالاته، وقام طالباً لثأر الحسين، وكان

ص: 390

غرضُه صرفَ وجوهِ الناس إليه توسُّلًا لطلب الإمارة، وأفسد على قومٍ من الشيعة عقائدَهم، يُنسَبون إليه يقال لهم: المختارية، وقيل: سماه كذاباً؛ لادعائه النبوة بالكوفة.

وعن عليٍّ رضي الله عنه قال رسول صلى الله عليه وسلم في حقه: تالله! لو شُقَّ عن قلبه الآن لَوُجِدَت اللاتُ والعزَّى فيه.

"والمبير: هو الحجاج بن يوسف"، لم يكن في الإهلاك أحدٌ مثله.

"قال هشام بن حسان: أحصَوا" - بصيغة الماضي - من الإحصاء؛ أي: عَدَّوا "ما قتل الحجاج صَبْرًا"؛ أي: حبسًا، "فبلغ مئة ألفٍ وعشرين ألفًا" سوى مَنْ قتله محاربةً.

* * *

4691 -

وَرَوَى مُسْلِمٌ في الصَّحيح: حينَ قتلَ الحَجّاجُ عبدَ الله بن الزُّبيرِ رضي الله عنه قالَت أَسْمَاءُ لهُ: إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم حدَّثنا: أنَّ في ثقيفٍ كذّابًا ومُبيرًا، فأَمّا الكَذابُ فرأيناهُ، وأمَّا المُبيرُ فلا أخالُكَ إلا إيَّاه.

"وروى مسلمٌ في الصحيح: حين قتل الحجاج عبد الله بن الزبير" جاءت أمه أسماءُ بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، فرأته مَصلوباً، فحاضت بعد كِبَر سنِّها، وخرج اللبن من ثديها، فدخلت على الحجاج وسألته أن ينزل المصلوب، فقال: خلُّوا بينها وبين جيفته.

"قالت أسماء" بنت الصديق "له"؛ أي: للحجاج: "إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حدَّثنا أنَّ في ثقيف كذابًا ومبيرًا، فأما الكذاب فرأيناه": أرادت به المختار بن أبي عبيد، "وأما المبير فلا أخالك"؛ أي: لا أظنك.

ص: 391

"إلا إياه": الضمير يعود إلى المبير.

* * *

4692 -

وعَنْ جابرٍ رضي الله عنه قَالَ: قالوا يا رَسُولَ الله! أَخرَقَتْنا نِبالُ ثقيفٍ، فادعُ الله عَلَيهم، قال:"اللهمَّ! اهْدِ ثَقِيفًا".

"وعن جابر رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله! أحرقتْنا نبالُ ثقيف"، أي: سهامهم، "فادع الله عليهم قال: اللهم اهد ثقيفًا".

* * *

4693 -

عَنْ أَبي هُريَرةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنّا عِندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَجاءَهُ رَجُل أَحسبُه مِن قيْسٍ قَالَ: يا رَسُولَ الله! الْعَنْ حِمْيَرًا، فقالَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"رَحِمَ الله حِمْيَرًا، أفواهُهم سلامٌ، وأيدِيهم طَعامٌ، وهم أَهْلُ أَمْنٍ وإِيمانٍ"، منكر.

"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل أحسبه من قيسٍ" أبو قبيلة من مضر، "قال: يا رسول الله! العن حميرًا" أبو قبيلةٍ من اليمن، "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله حميرًا؛ أفواههم سلام"، أي: ذو سلامٍ، أو محل سلام، "وأيديهم طعام"؛ أي: ذات طعام، ويمكن أن يقال: جعل أفواههم نفس السلام، وأيديهم نفس الطعام للمبالغة، "وهم أهل أمن وإيمانٍ".

"منكر"، أي: هذا الحديث منكر، قيل: يحتمل أنه ألحقه بعض أهل المعرفة بالحديث؛ لا أنه من لفظ المؤلف؛ لأنه التزم الإعراض عن ذكر المنكر في هذا الكتاب.

* * *

4694 -

عَنْ أَبي هُريْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مِمَّن أَنْتَ؟ "،

ص: 392

قُلْتُ: مِن دَوْسٍ، قَالَ:"ما كُنْتُ أُرَى أنَّ في دَوْسٍ أحدًا فيهِ خيرٌ".

"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لي النبيُّ صلى الله تعالى عليه وسلم: ممن أنت؟! قلت: من دوس" قبيلةٌ باليمن من الأزد.

"قال: ما كنت أرى"؛ أي: أظن "أن في دوس أحدًا فيه خيرٌ" * * *

4695 -

عَنْ سَلْمان رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُبغِضْنِي فتفارِقَ دينَكَ"، قُلْتُ: يا رَسُولَ الله! كيفَ أُبغِضُكَ وبكَ هَدانا الله؟ قال: "تُبغِضُ العربَ فتُبغِضُني"، غريب.

"عن سلمان رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تبغضني" - بصيغة النهي - "فتفارق دينك" بنصب (تفارق) جوابًا للنهي.

"قلت: يا رسول الله! كيف أبغضك وقد هدانا الله بك؟ قال: تبغض العرب فتبغضني"، "غريب".

* * *

4696 -

عَنْ عُثْمان بن عَفّان رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن غَشَّ العَربَ لَمْ يَدخلْ في شَفاعَتي، ولَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتي"، غريب.

"عن عثمانَ بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ غَشَّ العرب"؛ أي: أبغضهم "لم يدخل في شفاعتي، ولم تنلْهُ مودتي"؛ أي: أرده، وإنما قال صلى الله عليه وسلم في حق العرب ذلك؛ لأنه نزل القرآن بلغتهم، وبلغتهم تعرف فضيلته؛ لازدياد فصاحة القرآن على فصاحتهم، وأيضًا العرب تحمَّلوا الشريعة، ونقلوها إلى الأمم، وضبطوا أقواله وأفعاله، ونقلوا إلينا معجزاتِه، ولأنهم مادة الإسلام،

ص: 393

وبهم فُتحت البلاد وانتشر الإسلام في أقطار العالم، ولأنهم أولاد إسماعيل عليه السلام.

"غريب".

* * *

4697 -

وقالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "مِنِ اقترابِ السَّاعةِ هَلاكُ العربِ".

"قال صلى الله عليه وسلم: من اقتراب الساعة هلاكُ العرب".

* * *

4698 -

عَنْ أَبي هُريْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"المُلْكُ في قُريشٍ، والقَضاءُ في الأَنْصارِ، والأَذانُ في الحَبشَةِ، والأَمانةُ في الأَزْدِ"، يَعِني: اليَمينَ.

ويُروَى مَوْقوفًا وهُوَ الأَصحُّ.

"عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الملك في قريش"، يريد به كون الأموال أو الخلافة فيهم.

"والقضاء"؛ أي: الحكم الجزئي "في الأنصار"، قاله تطييباً لقلوبهم؛ لأنهم آووا ونَصَروا، وبهم قام عمود الإسلام، وفي بلدهم تم أمرُه واستقام، وبنيت المساجد وجُمِّعت الجُمُعات.

"والأذان"؛ أي: أذان زماننا "في الحبشة، والأمانة في الأزد؛ يعني: "اليمن"

"ويروى موقوفًا"؛ يعني: وَقَفه بعضهم على أبي هريرة، ولم يرفعه إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، "وهو الأصح".

ص: 394