الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها".
* * *
1 - باب النَّفْخِ في الصورِ
(باب النفخ في الصور)
مِنَ الصِّحَاحِ:
4276 -
عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما بينَ النَّفْختَيْنِ أَرْبعون"، قالوا: يا أبا هُريرةَ! أَرْبعونَ يَوْماً؟ قال: أَبَيْتُ، قالوا: أَرْبعونَ شَهْراً؟ قالَ: أَبَيْتُ، قالوا: أَرْبعونَ سَنَةً؟ قال: أبَيْتُ، "ثمَّ يُنزِلُ الله منَ السَّماء ماءً فيَنبُتونَ كما ينبُتُ البقْلُ"
قالَ: "وليسَ مِنَ الإنسانِ شَيْءٌ لا يَبْلَى إلا عَظْمًا واحِداً، وهوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، ومنهُ يُركبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيامَةِ".
وفي رِوايةٍ: "كُلُّ ابن آدمَ يَأكلُهُ التُّرابُ إلا عَجْبَ الذَّنَبِ، منهُ خُلِقَ وفيه يُركَبُ".
"من الصحاح":
" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بين النفختين"؛ أي: نفخة النشور ونفخة الصعق.
"أربعون، قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يومًا؟ قال: أبيتُ"؛ أي: امتنعت عن الجواب، فإني لا أعلمه.
"قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيتُ"، وقد جاءت مفسرة من رواية غيره! أربعون سنة.
"ثم ينزل الله تعالى من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، قال: وليس من الإنسان شيء إلا يبلى": خبر (ليس)، وقوله:(من الإنسان) في المعنى صفة لي (شيء)، فلما تقدم على موصوفه انتصبَ على الحال.
"إلا عظما واحداً": استثناء من موجب؛ لأن نفي النفي إثبات، فيكون تقديره: كل شيء من الإنسان يبلى إلا عظمًا واحدًا.
"وهو عَجْبُ الذنب" بفتح العين وسكون الجيم: عظم في أسفل الصُّلب عند العجز بين الأليتين، والمراد منه: طول بقائه تحت التراب، لا أنه لا يبلى أصلًا؛ فإنه خلاف المحسوس، والحكمة فيه: أنه قاعدة بدن الإنسان وأساسه، فبالحريِّ أن يكون أصلبَ من الجميع، فيكون أطول بقاء، "فمنه يُركَب الخلق يوم القيامة".
"وفي رواية: كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجيب الذنب، فمنه خُلِق، ومنه يركَّب": قيل: خُصَّ منه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فإن الله عز وجل حرم على الأرض أجسادهم.
* * *
4277 -
وقال: "يَقْبضُ الله الأَرْضَ يَوْمَ القِيامَةِ، ويَطْوِي السَّماءَ بِيَمِينهِ، ثمَّ يقولُ: أنا المَلكُ، أَيْنَ مُلوكُ الأَرْضِ؟ ".
"وقال: يقبض الله الأرضَ يوم القيامة": فهذا تصوير لكمال القدرة، ونفاذ التصرف فيها.
"ويطوي السماءَ بيمينه"؛ أي: بقدرته، والمراد من الطي: التسخير التام، والقهر الكامل.
"ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض"؟
* * *
4278 -
عن عبدِ الله بن عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَطوِي الله السَّماواتِ يَوْمَ القِيامَةِ، ثُمَّ يأخُذُهُنَّ بيدِه اليُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أنا المَلِكُ، أينَ الجبَّارونَ؟ أينَ المُتكَبرُونَ؟ ثمَّ يَطْوِي الأَرْضينَ بشِمالِه - وفي رِوايةٍ: ثُمَّ يأخُذُهُنَّ بيدِه الأُخْرىَ - ثمَّ يَقُولُ: أنا المَلِكُ، أينَ الجَبَّارونَ؟ أينَ المُتكبرونَ؟ ".
"عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطوي الله تعالى السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله": تخصيص السماء باليمين والأرض بالشمال بحسب شرف المقبوض؛ لشرف العلويات على السفليات، وإلا فلا يمينَ له حقيقةً، ولا شمال.
"وفي رواية: ثم يأخذهن بيده الأخرى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون"؟
* * *
4279 -
عن عبدِ الله بن مَسْعودٍ قال: "جَاءَ حَبْرٌ منَ اليهودِ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا مُحَمَّدُ! إنَّ الله يُمسِكُ السَّماواتِ يَوْمَ القِيامةِ على إِصبَعٍ، والأَرضينَ على إِصْبَعٍ، والجبالَ والشَّجَرَ على إِصبَع، والماءَ والثَّرَى على إِصْبَعٍ، وسائِرَ الخَلْقِ على إِصبَعٍ، ثم يَهُزُّهُن فيقولُ: أنا الملِكُ، أنا الله، فَضَحِكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تَعَجُّباً مِمَّا قالَ الحَبْرُ تَصْدِيقاً لهُ، ثُمَّ قَرأَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ".
"عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمَّد! إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع": يراد به: سعة القدرة.
"والأرضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، ثم يهزهنَّ فيقول: أنا الملك، أنا الله، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً مما قال الحبرُ تصديقاً له، ثم قرأى؛ أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ؛ أي: ما عرفوه حقَّ معرفته.
{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا} : الواو للحال؛ أي: والأرضون السبع.
{قَبْضَتُهُ} ؛ أي: مقبوضة.
{يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ؛ يعني: في ملكه وتصرفه، يتصرف فيها كيف يشاء بلا مزاحم مع سهولة؛ أي: هن بعظمتهن بالنسبة إلى قدرته تعالى ليست إلا قبضة واحدة.
{وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ؛ أي: مجموعات بقدرته.
أو معناه: مفنيات بقسَمِهِ؛ لأنه تعالى أقسم بعزته وجلاله أنه يفنيها، وفيه تنبيه للناس على عظمته؛ ليعرفوه حق معرفته، ويعظموه حق عظمته، ولا يصفوه كما وصفه اليهود والمشركون بنسبة الولد إليه والشريك.
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [يونس: 18]؛ أي: نزَّه نفسه تنزيها وتعظَّم عما يصفون له مما لا يليق بذاته وصفاته.
* * *
4280 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سَاَلْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عنْ قوله عز وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} : فأَينَ يكونُ النّاسُ يومئذٍ؟ قالَ: "علَى الصِّراطِ".
"عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله:
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48]: التبديلُ: تغييرُ الشيء عن حاله، والإبدال: جعل الشيء مكان آخر.
قال الأزهري: تبديل الأرض: تسيير جبالها، وتفجير أنهارها، وتكوينها مستوية لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا، وتبديل السموات: بانتشار كواكبها وانفطارها، وتكوير شمسها، وخسف قمرها.
"فأين يكون الناس يومئذ؟ فقال: على الصراط".
* * *
4281 -
وقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الشَّمْسُ والقَمَرُ مُكوَّرانِ يَوْمَ القِيامَةِ".
"قال عليه الصلاة والسلام: الشمس والقمر مكوَّرانِ يوم القيامة"؛ أي: مجموعان ومكفوفان، ومنه تكوير العمامة، وقيل: يُلفُّ ضوءهما لفًّا، فيذهب انبساطهما في الآفاق، وقيل: من (كوَّره): إذا ألقاه، فمعناه: يلقيان من فلكيهما.
* * *
مِنَ الحِسَان:
4282 -
عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كيفَ أَنْعَمُ وصاحِبُ الصُّورِ قدِ التَقَمَهُ، وأصْغَى سَمْعَهُ، وحنَى جَبْهَتَهُ متَى يُؤمَرُ بالنفْخ؟ ". فقالوا: يا رسولَ الله! وما تأمُرُنا؟ قال: "قُولُوا: حَسْبنا الله ونعْمَ الوَكيلُ".
"من الحسان":
" عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي: كيف أَنْعَمُ"؛ أي: كيف أتنعم؟ وقيل: كيف أفرح؟
"وصاحبُ الصور قد التقمه"؛ أي: وضع طرف الصور في فيه.
"وأصغى سمعه"؛ أي: أمال أذنه.