الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب مناقب الصحابة رضي الله عنهم
-
(باب مناقب الصحابة)
مِنَ الصِّحَاحِ:
4699 -
عَنْ أَبي سَعِيْدٍ الخُدرِيَّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا أَصحابي، فَلَو أنَّ أَحدَكُم أَنفقَ مِثَلَ أُحُدٍ ذَهَباً ما بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهم ولا نَصِيفَهُ".
"من الصحاح":
" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبُّوا أصحابي": فيه نهيٌ عن سبهم. قال الجمهور: مَنْ سب واحدًا منهم يعزَّر، وقال بعض المالكية: يقتل.
"فلو أنَّ أحدكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحدهم" - بضم الميم -، وروي: بفتحها: ربع الصاع.
"ولا نصيفه": وهو لغة في النصف؛ كالخميس في الخمس، فالضمير للمد، وقيل: النصيف مكيالٌ دون المد، فالضمير للأحد، والمعنى: لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبًا في سبيل الله ما بلغ ثوابُه ثواب إنفاق أحد من أصحابي مدًا من الطعام ولا نصفه؛ لمقارنة إنفاقِهم مزيد الإخلاصِ وصدق النية، مع ما كانوا في وقت الضرورة وكثرة الحاجة إلى نصرة الدين.
* * *
4700 -
عَنْ أَبي بُردَة رضي الله عنه، عَنْ أَبيْهِ: قَالَ: رَفَعَ - يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأسَهُ إلى السَّماءَ، وكانَ كثيرًا ما يَرفعُ رَأسَه إلى السَّماءَ، فقالَ: "النجومُ أَمَنةٌ
للسَّماءَ، فإذا ذهبَتِ النَّجومُ أتى السَّماءَ ما تُوعَدُ، وأنا أَمَنةٌ لأصَحابي، فإذا ذهبْتُ أتى أَصحابي ما يُوعَدُونَ، وأَصحابي أَمَنةٌ لأُمَتي، فإذا ذَهَبَ أَصحابي أتى أُمَّتي ما يُوعَدُون".
"عن أبي بردة عن أبيه قال: قال رفع - يعني النبي صلى الله عليه وسلم رأسَه إلى السماء - وكان كثيرًا ما يرفع رأسه إلى السماء - وقال: النجوم أمنةٌ": - بالفتحات - مصدر بمعنى الأمن "للسماء"، وقيل: جمع أمين وهو الحافظ، يعني: أنها سببٌ لأمن السماء.
"فإذا ذهبت النجوم"؛ أي: تناثرت، "أتى السماء ما تُوعَدُ" من الانفطار والطَّي كالسِّجِلِّ.
"وأنا أمنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون" من كثرة الفتن والاختلافات بينهم.
"وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" من ظهور البدع وغلبة أهل الأهواء.
* * *
4701 -
عَنْ أبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على النّاسِ زَمان فيَغْزُو فِئامٌ مِن النّاسِ فيَقُولُونَ: هل فِيْكُم مَن صاحَبَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقُولُونَ: نعم، فيُفتَحُ لَهُم، ثُمَّ يَأتِي على النّاسِ زَمان فيَغزُو فِئامٌ مِن النّاسِ فيُقالُ: هَلْ فيكُم مَن صاحبَ أَصحابَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيُفتَحُ لَهُم، ثُمَّ يأتي على النّاسِ زَمان فيَغزو فِئامٌ مِن النّاسِ فيُقالُ: هَلْ فيكُم مَن صاحَبَ مَن صاحَبَ أصحابَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيُفتَحُ لهم".
وزادَ بعضُهم: "ثُمَّ يَكُونُ البَعْثُ الرّابعُ فيُقالُ: انظُرُوا هَلْ تَرَوْنَ فيهم أَحَدًا رَأَى مَن رَأَى أَحدًا رَأَى أَصحابَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فيُوجَدُ الرَّجُلُ فيُفتَحُ لَهُ".
"عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على أمتي زمانٌ فيغزو فئام" - بكسر الفاء وبالهمزة -؛ أي: جماعة "من الناس فيقولون"؛ أي: الذين يغزو الفئام لهم: "هل فيكم مَنْ صاحَبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون"؛ أي: الفئام: "نعم، فيُفتح لهم"؛ أي: ينُصرون.
"ثمَّ يأتي على الناس زمان، فيغزو فِئامٌ من الناس، فيقال لهم: هل فيكم من صاحبَ أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ فيقولون: نعم، فيُفتح لهم"؛ أي: ينصرون.
"ثمَّ يأتي على الناس زمانٌ، فيغزو فِئامٌ من الناس فيقال: هل فيكم مَنْ صاحب أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم"، فيه بيان فضيلة الصحابة والتابعين وتابعيهم رضي الله عنهم.
"وزاد بعضهم"؛ أي: بعض الرواة: "ثمَّ يكون بعث الرابع"؛ أي: جيش الزمان الرابع، "فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدًا رأى مَنْ رأى أحدًا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فيُوجد الرجل، فيفتح له".
* * *
4702 -
وعَنْ عِمرانَ بن حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُ أُمَّتي قَرني، ثُمَّ الَّذينَ يَلُونهم، ثُمَّ الَّذينَ يَلُونَهم، ثُمَّ إِنَّ بَعْدَهم قَوْمًا يَشهدُونَ ولا يُستَشهَدونَ، ويَخُونُونَ ولا يُؤْتَمَنُون، ويَنذُرُونَ ولا يَفُونَ، ويَظهرُ فيهمُ السّمَنُ".
وفي رِوايةٍ: "ويَحلِفُونَ ولا يُستَحلَفُونَ".
ويرُوَى: "ثُمَّ يَخْلُفُ قومٌ يُحبُّونَ السُّمَانَة".
"وعن عِمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير أمتي قرني"؛ يعني الصحابة، "ثمَّ الذين يلونهم"؛ يعني: التابعين، "ثمَّ الذين يلونهم"؛ يعني: السلف.
"ثمَّ إن بعدهم قومًا يَشْهدون ولا يُسْتشهدون"؛ أي: يشهدون قبل أن تطلب منهم الشهادة.
"ويخونون ولا يُؤتمنون"؛ أي: لا يجعلون أمناء.
"وينذُرون ولا يَفُون، ويظهر فيهم السِّمن"؛ أي: التكثُّر بما ليس فيهم من الشرف، وقيل: أراد به جمع المال والحرص على الدنيا.
وقيل: هو كنايةٌ عن الغفلة وقلة الاهتمام بأمر الدين، فإنَّ الغالب على أهل السمن أن لا يهتموا برياضة البدن، وتكميل النفس، بل مُعظم هِمَمِهم تناول الحظوظ الدنيوية.
"وفي روايةٍ: يحلفون ولا يستحلفون"؛ أي: يحلفون قبل أن يُستحلفوا.
"ويروى: ثمَّ يخلف قومٌ يحبون السمانة" - بفتح السين -: مصدر سَمُن - بالضم - سَمْناً وسَمِانةً.
* * *
مِنَ الحِسَان:
4703 -
عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أكرِمُوا أَصحابي فَإنّهم خِيارُكم، ثُمَّ الذينَ يَلُونهم، ثُمَّ الذينَ يَلُونَهم، ثمَّ يَظهرُ الكَذِبُ، حتَّى إنَّ الرَّجُلَ لَيَحلِفُ ولا يُستحلَفُ، ويَشهدُ ولا يُستشهَدُ، أَلا فمَن سَرَّه بُحبُوحةُ الجَنَّةِ فليَلْزمِ الجَماعةَ، فإنَّ الشَّيطانَ معَ الفَذِّ، وهو من الاثنينِ أَبْعَدُ، ولا يَخلُونَّ رَجُلٌ بامرأةٍ فإن الشَّيطانَ ثالِثُهُما، ومَن سرَّتْهُ حَسَنته وساءَتْهُ سَيئته فهُوَ مؤمِنٌ".
"من الحسان":
" عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكرموا أصحابي فإنهم خيار أمتي، ثم الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يظهر الكذب، حتى إنَّ الرجل ليحلف ولا يُستحلف، ويَشْهد ولا يستشهد، ألا" - حرف تنبيه - "من سرَّه بحبوحة الجنة"؛ أي: وسطها وخيارها "فليلزمِ الجماعة": المراد بالجماعة: السواد الأعظم وما عليه الجمهور من الصحابة والتابعين والسلف.
"فإن الشيطان مع الفذِّ": - بتشديد الذال المعجمة -؛ أي: مع المنفرد برأيه دون رأي الجماعة، "وهو"؛ أي: الشيطان "من الاثنين أبعد"؛ أي: بعيد.
"ولا يخلون رجل بامرأةٍ فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرته حسنُته وساءته سيئتُه فهو مؤمنٌ"؛ أي: كامل في إيمانه.
* * *
4704 -
عَنْ جابرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا تَمَسُّ النّارُ مُسْلِمًا رآني، أو رَأي مَن رَآني".
"عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تمسُّ النارُ مسلمًا رآني، أو رأى مَنْ رآني"، فيه دليلٌ على فضل الصحابة على غيرهم، وفضل التابعين على أتباعهم.
* * *
4705 -
عَنْ عبدِ الله بن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الله الله في أَصحابي، الله الله في أَصحابي، لا تتَّخِذُوهُم غَرَضًا مِنْ بَعْدِي، فمَن أَحبَّهم فبحُبي أَحبَّهم، ومَن أَبغضَهم فَببُغضي أَبغضَهُمِ، ومَن آذاهُم فَقْد آذانِي، وَمَنْ آذانِي فَقَذ آذَى الله، ومَنْ آذَى الله فيُوشِكُ أنْ يَأخُذَه"، غريب.
"عن عبد الله بن مغفَّل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله الله"؛ أي: اتقوا الله "في أصحابي"؛ يعني: لا تذكُروهم إلا بالتعظيم والتوقير.
"لا تتخذوهم غَرَضًا"؛ أي: لا تجعلوهم هدفًا لكلامكم القبيح "من بعدي": بالطَّعن في سريرتهم، والرمي بالألسن إليهم بما لا يليق بهم.
"فمن أحبَّهم فبحبي أحبهم، ومَنْ أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومَنْ آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه".
"غريب".
* * *
4706 -
عَنْ عَبْدِ الله بن بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم "ما مِن أَحدٍ مِن أَصحابي يَمُوتُ بِأَرضٍ إِلَّا بُعِثَ قائدًا ونُورًا لَهُم يومَ القيامةِ"، غريب.
"وعن عبد الله بن بُريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما مِنْ أحدٍ من أصحابي يموت بأرضٍ إلا بُعث"؛ أي: ذلك الأحدُ من أصحابي "قائدًا" لأهل تلك الأرض، "ونورًا لهم يوم القيامة"، "غريب".
* * *
4707 -
عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ أَصحابي في أَمَّتِي كالمِلْح في الطَّعامِ لا يَصلُحُ الطَّعامُ إلا بالمِلْح".
"عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ أصحابي في أمتي كالملح في الطعام، لا يصلح الطعام إلا بالملح"، قال الحسن البصري: فقد ذهب مِلحُنا فكيف نصلح؟